الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
الفصل الثاني: الفرية الثانية زعموا أن دعوة الإمام محمد بن عبد الوهاب من الخوارج
…
الفرية الثانية زعموا أن دعوة الإمام محمد بن عبد الوهاب من الخوارج1
زعم بعض علماء السوء والتضليل أن محمداً بن عبد الوهاب وجماعته من الخوارج، وأن سيماهم التحليق. وهذه عادة علماء السوء والتضليل الذين ابتلى الإسلام فيهم. ومن المعلوم أن الإمام محمد بن عبد الوهاب وأتباعه من الموحدين، ينأون عن الخوارج، بل هم على الكتاب والسنة النبوية:
يقول الشيخ المجاهد سليمان بن سحمان، رحمه الله:
نبرأ من دين الخوارج إذ غلوا
…
بتكفيرهم بالذنب كل موحد
وظنوه ديناً من سفاهة رأيهم
…
وتشديدهم في الدين أي تشديد
ومن كل دين خالف الحق والهدى
…
وليس على نهج النبي محمد2
1 انظر كتابنا ماذا تعرف عن (الخوارج) ، الجزء الأول.
2 انظر الهدية السنية ص 116.
يقول علوي الحداد:
"وأهم من ذلك كله ما ذكره النبي صلى الله عليه وسلم من الأحاديث الكثيرة المبينة لعلامات الخوارج، مما يبين أن ابن عبد الوهاب وأتباعه منهم، كونهم من نجد، وكونهم من المشرق، ومعلوم أن نجداً شرقي المدينة، وكون سيماهم التحليق، مع كونهم من المشرق"1.
ويقول محمد أبو زهرة:
"كانوا (يقصد اتباع محمد بن عبد والوهاب) يشبهون الخوارج الذين كانوا يكفرون مرتكب الذنب"2.
ويفسر الصاوي قوله تعالى: {أَفَمَنْ زُيِّنَ لَهُ سُوءُ عَمَلِهِ فَرَآهُ حَسَناً} .
يقول في تفسير هذه الآية:
"نزلت في الخوارج الذين يحرفون تأويل الكتاب والسنة، ويستحلون بذلك دماء المسلمين وأموالهم كما هو مشاهد في نظائرهم، وهم فرقة يقال لهم الوهابية"3.
يقصد بالوهابية جماعة الإمام محمد بن عبد الوهاب.
ويقول الشيعي الرافضي الخبيث الكنهوري:
"وإن لهم أسوة في سلف من الخوارج الحرورية، لعنهم الله، حيث كفروا أمير
1 انظر الصواعق الإلهية في الرد على الوهابية ص 5.
2 انظر تاريخ المذاهب الإسلامية ج1 ص236، ومحمد أبو زهرة –هذا- وضع دعوة الإمام محمد بن عبد الوهاب من المذاهب الخارجة.
3 حاشية الصاوي على الجلالين ج3 ص307.
المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام، وجميع المسلمين من أصحابه وأنصاره بتلفيقات تشبهها أقوال هؤلاء الوهابية، واستحلوا بذلك دماءهم وأموالهم".
"ولو تأملت بصائب النظر في تاريخهم لوجدت الوهابية ممن يحذو حذوهم في العقائد
…
ثم إنك لو أمعنت النظر لوجدت شيوخ أولئك الخوارج من أهل نجد"1.
ويقول شاعر العراق محمد جميل الزهاوي، ذلك الشاعر المنافق:
"إن من أعلام نبوة محمد صلى الله عليه وسلم إخباره عن هؤلاء الخوارج (يقصد بالخوارج أتباع الإمام محمد بن عبد الوهاب رحمه الله ، فهذا الرجل يهرف بما لا يعرف، ويدور حول عبادة الأضرحة والأوثان البشرية، نلمح هذا في كتابه الذي نطلق عليه بدورنا "الفجر الكاذب"، الذي حمل حملة شرسة على دعوة الإمام"2.
وقد عاجله الشيخ سليمان بن سحمان رحمه بالرد عليه في كتابه "الضياء الشارق في رد الشبهات الماذق المارق"، و"عقود الجواهر الحسان".
ألا بلغا عني جميلاً رسالة
…
فقد جاءنا بالترهات اللواذب
وفاه بقول لا حقيقة تحته
…
وليس مقال القدم يوماً بصائب
وجميل الزهاوي -هذا- لا يعرف إلا النفاق والتملق، عاش حياته نفاقا في نفاق مع
1 انظر كشف النقاب عن عقائد ابن عبد الوهاب ص 78.
2 انظر الفخر الصادق ص 25.
الدولة العثمانية، فلما رأى الضعف ينخر بها في آخر أيامها اتجه إلى الإنجليز يمدحهم ويمجدهم ويصب النقد اللاذع واللعنات على الدولة العثمانية، وينشد في حب الإنجليز، ويحببهم إلى أبناء جلدته، فيقول:
تبصر أيها العربي واترك
…
ولاء الترك من قوم لئام1
ووال الإنجليز رجال عدل
…
وصدق في الفعال وفي الكلام
وقال في حبهم:
أحب الإنجليز وأصطفيهم
…
لمرض الاخائ من الأنام2
جلوا في الملك ظلمة كل ظلم
…
بعدل ضاء كالبدر الثمام
هذه نظرته إلى الإنجليز ذلك المستعمر الذي قتل وعبث في بلاد المسلمين3، وغير وبدل، ونكتفي بما وصفهم به صاحب كتاب "بريطانيا العظمى" وقد جاء فيه:
إن جنودنا لم يكونوا يبالون بأرواح الناس ولا بأموالهم ولا يقيمون وزناً للكرامة
1 ديوان الزهاوي –طبع بيروت.
2 الزهاوي دراسات ونصوص –عبد الحميد رشود ص 310.
3 الزهاوي دراسات ونصوص –عبد الحميد رشود ص 310.
والشرف، وإن ما كانت تذكره البلاغات الرسمية عن قتل الثوار لم يكن في الواقع غير قتل الفلاحين المسلمين الذين كانوا يؤخذون من حقولهم وهم عزل فيقتلون..
"إن ما ارتكبه جنودنا من ظلم ووحشية وحرف وتقتيل لا نجد له مثالا في أي عصر أو مكان" اهـ1.
هذا هو الاستعمار الإنجليزي وأدواته من الماسونيين الذين كانوا جسوراً عبرت عليها خطط الإنجليز للقضاء على المسلمين، وكان منهم زهاوي الذي أخلص لهم وعلق على صدره وسام خدمتهم، فتصدى لدعوة الإسلام التي قام بتجديدها أبناء العروبة في الجزيرة، وشن عليها حرباً شعواء، مما يدل على أنه كان مبغضاً للإسلام وأهله، محباً للكفر وأهله، متستراً بثياب الوطنية الزائفة التي يتبجح بها المنافقون في العصور الأخيرة.
يقول محمد رشيد رضا:
سمعت من كثير من الذين عرفوا الزهاوي في الأستانة أنه ملحد لا يدين بدين، وقد تهجم الزهاوي على الشريعة الإسلامية وطعن فيها
…
ويقول الشيخ عبد الله ابن الإمام محمد بن عبد الوهاب رحمهم الله عن "التحليق":
"وأما البحث عن حلق شعر الرأس، وأن بعض البوادي الذي دخلوا في ديننا قاتلوا
1 ومما يؤكد تحمس الإنجليز للقضاء على الدولة السعودية ودعوة التوحيد تلك الرسالة التي أرسلوها لتهنئة إبراهيم باشا من قبل الحكومة الإنجليزية بتدمير الدرعية. انظر: هو غارت: جولة في بلاد العرب ص 104-111.
من لم يحلق رأسه، وقتلوا بسبب الحلق خاصة، وإن من لم يحلق رأسه صار مرتداً، والردة لا تكون إلا بإنكار ما علم بالضرورة من دين الإسلام، وأنواع الكفر والردة من الأقوال والأفعال معلومة عند أهل العلم، وليس عدم الحلق منها، بل ولم نقل أن الحلق مسنون، فضلاً عن أن يكون واجباً، فضلاً عن أن يكون تركه ردة عن الإسلام.
ونحن لم نأمر أحداً من الأمراء بقتال من لم يحلق رأسه، بل نأمرهم بقتال من أشرك بالله وأبى عن توحيد الله1.
يقول الإمام عبد الرحمن بن حسن بن محمد بن عبد الوهاب رحمه الله:
"وأما أهل هذه الدعوة الإسلامية التي أظهرها الله بنجد، وانتشرت واعترف بصحتها كثير من العلماء والعقلاء، وأدحض الله حجة من نازعهم بالشهادة، فهم بحمد الله، يدعون إلى ما بعث الله به رسله من إخلاص العبادة لله وحده لا شريك له"2.
ويقول عبد الكريم بن فخر الدين الهندي رحمه الله وهو يرد على ابن دحلان:
"وأما ما ورد في الخوارج: سمياهم التحليق، فلا ينطبق على ما ادعاه، فإن ترك الشعر واللحية سنة عند محمد بن عبد الوهاب وأتباعه، فإن كان صحيحا يحمل أمره ذلك فيمن كان جديد الإسلام كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "ألق عنك شعر الكفر" 3.
ويقول عبد الله القصيمي:
"وهذا القول فاسد مردود، وبيان ذلك أن حجته في هذا القول، هي أن النجديين
1 انظر الدرر السنية ج 8 ص 204.
2 المصدر السابق ج9 ص 195.
3 انظر الحق المبين في الرد على الوهابية المبتدعين ص 45.
فيهم من يحلقون رؤسهم، وفاتهم أن معنى سيمى القول، أي علامتهم التي بها يتميزون عن غيرهم، وما به يعرفون ويختصون، وإذا كان الأمر مشتركاً بين الناس مشاعاً بين أصنافهم، فليس سيمى الطائفه ولا علاقة، وكذلك التحليق لا يمكن أن يكون سيمى لأحد اليوم، لأن التحليق أمر تفعله أمم كثيرة في أقطار كثيرة من الأقطار الإسلامية، فلا يمكن أن يكون سميى النجديين يقيناً"1.
1 انظر الصراع بين الإسلام والوثنية تأليف عبد الله بن علي الغصيمي ط (1) القاهرة 1402هـ ج1 ص443.