الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
الفصل الرابع عشر: الفرية العاشرة موقف الإمام محمد بن عبد الوهاب من دولة الخلافة العثمانية
…
الفرية العاشرة موقف الإمام محمد بن عبد الوهاب من دولة الخلافة العثمانية
افترى الأعداء على الإمام وجماعته من الموحدين بأنهم خرجوا عن دولة الخلافة العثمانية، وأنهم خالفوا بذلك الجماعة، وشقوا عصا السمع والطاعة.
وبهذا يقول دحلان: إن أتباع محمد بن عبد الوهاب "فارقوا الجماعة والسواد الأعظم"1.
ويقول ابن عفالق: "أما توحيدكم الذي مضمونه الخروج على المسلمين
…
فهذا إلحاد لا توحيد"2.
ويقول الزهاوي العراقي: "إنهم عرفوا بالمروق عن طاعة أمير المؤمنين"3.
ويقول الرافضي محسن الأمين العاملي:
"الخوارج استحلوا قتال ملوك المسملين والخروج عليهم
…
وكذلك الوهابيون4.
1 انظر الدرر السنية في الرد على الوهابية لزين بن دحلان ص 32.
2 انظر جواب ابن عفالق على رسالة ابن معمر ص 57 من هذه الرسالة.
3 انظر الفجر الصادق ص 73.
4 انظر كشف الارتياب عن أتباع محمد بن عبد الوهاب ط (1) مطبعة ابن زيدون، دمشق.
وهذا قليل من كثير مما قاله الذين ادعوا على الإمام محمد وأتباعه بأنهم خرجوا عن الخلافة وألفوا من الكتب والرسائل لحرب هذه الدعوة السلفية وتشويهها أمام العالم الإسلامي، حتى يوقفوا مسيرة هذه الدعوة المباركة التي أثارت القلوب والعقول ضد الخرافات والشرك والبدع.
أما أن الإمام محمد بن عبد الوهاب رحمه الله وأتباعه خرجوا عن الخلافة فإليكم الأدلة الواضحة التي تهدم أقوال هؤلاء المبتدعة.
يقول الإمام محمد بن عبد الوهاب رحمه الله حين بعث رسالة1 لأهل القصيم: وأرى وجوب السمع والطاعة لأئمة المسلمين برهم وفاجرهم، ما لم يأمروا بمعصية الله، ومن ولي الخلافة واجتمع عليه الناس ورضوا به، وغلبهم بسيفه حتى صار خليفة وجبت طاعته، وحرم الخروج عليه"2.
ويقول رحمه الله:
"والأصل الثالث: أن من تمام الاجتماع السمع لمن تأمر علينا، ولو كان عبداً حبيشياً، فبين الله له هذا بياناً شائعاً كافياً بوجوه من أنواع البيان شرعاً وقدراً، ثم صار هذا الأصل لا يعرف عند كثير ممن يدعي العلم فكيف العمل به3.
ويقول الشيخ محمد بن عبد اللطيف بن عبد الرحمن بن حسن، عليهم الرحمة:
"ونرى وجوب السمع والطاعة لأئمة المسلمين برهم وفاجرهم ما لم يأمروا بمعصية"4.
1 انظر الرسالة الكاملة في صفحة.
2 انظر مؤلفات الشيخ محمد بن عبد الوهاب ج5 ص11.
3 نفس المرجع السابق ج1 ص394.
4 انظر الهدية السنية في فتاوى علماء نجد ص 109.
يقول الدكتور عبد الله العثيمين:
"مهما يكن، فإن نجداً لم تشهد نفوذاً مباشراً للعثمانيين عليها قبل ظهور دعوة الشيخ محمد بن عبد الوهاب، كما أنها لم تشهد نفوذاً قوياً يفرض وجوده على سير الحوادث داخلها لأية جهة كانت، فلا نفوذ بني جبر، أو بني خالد في بعض جهاتها، ولا نفوذ الأشراف في بعض جهاتها الأخرى أحدث نوعاً من الاستقرار السياسي، فالحروب بين البلدان النجدية ظلت قائمة، والصراع بين قبائلها المختلفة استمر حاداً عنيفاً"1.
ويقول الدكتور عجيل النشمي:
"نستطيع القول باطمئنان بأن كتابات الشيخ محمد بن عبد الوهاب ليس فيها تصريح بموقف عدائي ضد الخلافة"2.
ويقول:
"لم نعثر على أي فتوى له تكفر الدولة العثمانية، بل حصر إفتاءاته في البوادي القريبة منه، التي كان على علم بأنها على شرك"3.
يقول الشيخ محمود مهدي الاستانبولي:
والغريب المضحك والمبكي معاً أن يتهم هذا الأستاذ (يقصد عبد القديم زلوم)، يقول:
1 انظر محمد بن عبد الوهاب، حياته وفكره ص 11.
2 مقالات الدكتور عجيل النشمي بمناسبة أسبوع الشيخ محمد بن عبد الوهاب والتي نشرتها مجلة المجتمع عدد (506) 17 محرم 1401هـ.
3 مقالات الدكتور عجيل النشمي بمناسبة أسبوع الشيخ محمد بن عبد الوهاب والتي نشرتها مجلة المجتمع عدد (506) 17 محرم 1401هـ.
وصف حركة الشيخ محمد بن عبد الوهاب بأنها من عوامل هدم الخلافة العثمانية، مع العلم بأن هذه الحركة قامت حوالي عام 1811م، والخلافة هدمت حوالي عام 1922م!! 1.
ولكن الخلافة العثمانية في استانبول لم يصلها عن هذه الدعوة المباركة إلا الافتراءات والكذب والبهتان.
يقول الدكتور عجيل النشمي:
"لقد كانت صورة حركة الشيخ محمد بن عبد الوهاب لدى دولة الخلافة على صورة قد بلغت من التشويه والتشويش مداه، فلم تطلع دولة الخلافة إلا على الوجه المعادي لحركة الشيخ محمد بن عبد الوهاب، سواء عن طريق التقارير التي يرسلها ولاتها في الحجاز، أو بغداد، أو غيرها
…
أو عن طريق بعض الأفراد الذي يصلون إلى الأستانة يحملون الأخبار2.
ولا ننسى دور الإنجليز وفرنسا في تشويه هذه الحركة المباركة، كما شوهت الحركة السنوسية وحركة عثمان بن فودي.
مع العلم بأن التاريخ يذكر أن هؤلاء الإنجليز وقفوا ضد هذه الحركة منذا قيامها خشية يقظة العالم الإسلامي3.
1 الشيخ محمد بن عبد الوهاب في مرآة علماء الشرق محمد الإستانبولي ط1400هـ.
2 انظر مجلة المجتمع الكويتية عدد (504) 3 محرم 1401هـ.
3 الشيخ محمد بن عبد الوهاب في مرآة الشرق والغرب ص 63.