الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
الفصل التاسع: السودان
…
تاسعاً: السودان
فقد تأثر محمد بن عبد الله المهدي1 بالدعوة الإسلامية الصحيحة التي قامت في الحجاز، وأسس على غرارها دولته المهدية عام (1881-1884) ، وامتدت حتى سقوط السودان عام (1898) ، وقد لاحظ المؤرخون وجود شبه بين الحركة المهدية والحركة الإصلاحية السلفية التي قام بها الإمام محمد بن عبد الوهاب، هذا التشابة واضح في تشديد المهدي في مبادئ التوحيد وجعل التعبد لله وحده، وتحريم التطلع للأولياء وزيارة قبورهم، والامتناع عن شرب "التنباك"
…
، والمهدي أراد أن يزيل الفروق المذهبية بجميع السوادن على دين واحد، ومذهب واحد، وطريقة واحدة، فألغى المذاهب الأربعة، وألغى الطرق الصوفية، وروض الناس على الزهد في الدنيا، ومحاسبة النفس2
…
".
وفي غرب إفريقيا قام عثمان بن فودي3، الذي استطاع أن يكون دولة واسعة هناك على أنقاض إمارات الهوسا أو الحوصا، قائداً للجهاد، حارب فيه البدع التي وقع فيها المسلمون، كما حارب الوثنية المتفشية، وحاول نشر الإسلام مكانها"4.
1 انظر كتابنا: "ماذا تعرف عن المهدية"، الجزء الثالث.
2 انتشار الدعوة السلفية: الشيخ محمد بن عبد الوهاب ص 223، نقلاً عن الدكتور حسن أحمد محمود.
3 راجع بتوسع انتشار دعوة الشيخ محمد بن عبد الوهاب –تأليف محمد جمال جمعة ص103.
4 راجع كتاب حاضر العالم الإسلامي 3/23، وموسوعة التاريخ الإسلامي والحضارة الإسلامية 6/225-229، والموسوعة العربية الميسرة ص1188، وكتاب الإمام الشيخ محمد بن عبد الوهاب في التاريخ 1/207.
يقول لوثروب ستودارد:
"أما في السودان فقد كان الداعية الوهابي هو الشيخ عثمان دانفوديو"، أحد أفراد قبيلة الفولاني، وهي من قبائل الرعاة السودانية، فإنه بعد التقائه بالوهابيين في موسم الحج، وبعد اعتناقه للمبادئ الوهابية، عاد إلى بلاده، وأخذ يحارب البدع الشائعة بين عشيرته وقومه، ويعمل للقضاء على بقايا الوثنية، وعبادة الأموات، التي كانت لا تزال مختلطة بالعقيدة الإسلامية في نفوس السودانيين، ثم أخذ ينشر تعاليم الدين الإسلامي الصحيحة، ويذيع مبادئ ابن عبد الوهاب، فاستطاع أولاً أن يجمع قبيلته في وحدة متماسكة"1، أما في الهند فقد كان لدعوة أحمد عرفان علاقة كبيرة ووثيقة بدعوة الشيخ محمد بن عبد الوهاب، حيث قام يدعو هناك إلى إحياء معالم الدين وتخليصه مما علق به من البدع والمحرمات، ورده إلى صفائه ونقائه، ودعوة المسلمين إلى عقيدة التوحيد، وإلى عزة الإيمان، وأخلاق الإسلام وآدابه، وألا يقبلوا الدنية في دينهم، وألا يرضوا بسلطان إلا سلطان الإسلام، وأن يكون الحكم اليوم صورة كاملة لما كان عليه الحكم في صدر الإسلام.
1 المصدر السابق نفسه.