الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
91
-
فصل فِي معنى روح الْقُدس
قَالَ تَعَالَى {يَا عِيسَى ابْن مَرْيَم اذكر نعمتي عَلَيْك وعَلى والدتك إِذْ أيدتك بِروح الْقُدس}
فَيُقَال هَذَا مِمَّا لَا ريب فِيهِ وَلَا حجَّة لكم فِيهِ بل هُوَ حجَّة عَلَيْكُم فَإِن الله أيد الْمَسِيح عليه السلام بِروح الْقُدس كَمَا ذكر ذَلِك فِي هَذِه الْآيَة وَقَالَ تَعَالَى فِي الْبَقَرَة {وآتينا عِيسَى ابْن مَرْيَم الْبَينَات وأيدناه بِروح الْقُدس}
وَقَالَ تَعَالَى {تِلْكَ الرُّسُل فضلنَا بَعضهم على بعض مِنْهُم من كلم الله وَرفع بَعضهم دَرَجَات وآتينا عِيسَى ابْن مَرْيَم الْبَينَات وأيدناه بِروح الْقُدس}
وَهَذَا لَيْسَ مُخْتَصًّا بالمسيح بل قد أيد غَيره بذلك وَقد ذكرُوا هم أَنه قَالَ لداود روحك الْقُدس لَا تنْزع مني وَقد قَالَ نَبينَا صلى الله عليه وسلم لحسان بن ثَابت
اللَّهُمَّ أيده بِروح الْقُدس
وَفِي لفظ روح الْقُدس مَعَك مَا دمت تنافح عَن نبيه
وكلا اللَّفْظَيْنِ فِي الصَّحِيح
وَعند النَّصَارَى أَن الحواريين حلت فيهم روح الْقُدس وَكَذَلِكَ عِنْدهم روح الْقُدس حدث فِي جَمِيع الْأَنْبِيَاء
وَقد قَالَ تَعَالَى سُورَة النَّحْل الْآيَات 98 102
وَقد قَالَ تَعَالَى فِي مَوضِع آخر {نزل بِهِ الرّوح الْأمين على قَلْبك}
وَقَالَ {قل من كَانَ عدوا لجبريل فَإِنَّهُ نزله على قَلْبك بِإِذن الله}
فقد تبين أَن روح الْقُدس هُنَا جِبْرِيل وَقَالَ تَعَالَى {لَا تَجِد قوما يُؤمنُونَ بِاللَّه وَالْيَوْم الآخر يوادون من حاد الله وَرَسُوله وَلَو كَانُوا آبَاءَهُم أَو أَبْنَاءَهُم أَو إخْوَانهمْ أَو عشيرتهم أُولَئِكَ كتب فِي قُلُوبهم الْإِيمَان وأيدهم بِروح مِنْهُ}
وَقَالَ تَعَالَى {وَكَذَلِكَ أَوْحَينَا إِلَيْك روحا من أمرنَا مَا كنت تَدْرِي مَا الْكتاب وَلَا الْإِيمَان وَلَكِن جَعَلْنَاهُ نورا نهدي بِهِ من نشَاء من عبادنَا}
وَقَالَ تَعَالَى {ينزل الْمَلَائِكَة بِالروحِ من أمره على من يَشَاء من عباده أَن أنذروا أَنه لَا إِلَه إِلَّا أَنا فاتقون}
وَقَالَ تَعَالَى {يلقِي الرّوح من أمره على من يَشَاء من عباده لينذر يَوْم التلاق}
فَهَذِهِ الرّوح الَّتِي أوحاها وَالَّتِي تنزل بهَا الْمَلَائِكَة على من يَشَاء من عباده غير الرّوح الْأمين الَّتِي تنزل بِالْكتاب وَكِلَاهُمَا يتسمى روحا وهما متلازمان فالروح الَّتِي ينزل بهَا