الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
148
-
فصل
قَالَ تَعَالَى {يَا بني آدم قد أنزلنَا عَلَيْكُم لباسا يواري سوآتكم وريشا ولباس التَّقْوَى ذَلِك خير} الْآيَة وَفِيهِمَا قراءتان إِحْدَاهمَا بِالنّصب فَيكون لِبَاس التَّقْوَى أَيْضا منزلا واما قِرَاءَة الرّفْع فَلَا وكلتاهما حق وَقد قيل خلقناه وَقيل وقدلتاهما حق وَقد قيل خلقناه وَقيل وقدلتاهما حق وَقد قيل خلقناه وَقيل أنزلنَا أَسبَابه وَقيل ألهمناهم كَيْفيَّة صَنعته وَهَذِه الْأَقْوَال ضَعِيفَة فَإِن النَّبَات الذى ذكرُوا لم يجيءفيه لفظ أنزلنَا وَلم يسْتَعْمل فِي كل مَا يصنع أنزلنَا فَلم يقل أأنزلنا الدّور وأنزلنا الطَّبْخ وَنَحْو ذَلِك وَهُوَ لم يقل إِنَّا أنزلنَا كل لِبَاس ورياش
وَقد قيل إِن الريش والرياش المُرَاد بِهِ اللبَاس الفاخر كِلَاهُمَا بِمَعْنى وَاحِد مثل اللّبْس واللباس
وَقد قيل هما المَال وَالْخصب والمعاش وارتاش فلَان حسنت حَالَته
وَالصَّحِيح أَن الرياض هُوَ الأثاث وَالْمَتَاع قا أَبُو عَمْرو وَالْعرب تَقول أَعْطَانِي فلَان ريشه أَي كسوته وجهازه
وَقَالَ غَيره الرياض فِي كَلَام الْعَرَب الأثاث وَمَا ظهر من الْمَتَاع وَالثيَاب والفرش وَنَحْوهَا
وَبَعض الْمُفَسّرين أطلق عَلَيْهِ لفظ المَال وَالْمرَاد بِهِ مَال مَخْصُوص
قَالَ أَبُو زيد جمالا وَهَذَا لِأَنَّهُ مَأْخُوذ من ريش الطَّائِر وَهُوَ مَا يروش بِهِ وَيدْفَع عَنهُ الْحر وَالْبرد وجمال الطَّائِر ريشه وَكَذَلِكَ مَا يبيت فِيهِ الْإِنْسَان من الْفرش وَمَا يبسطه تَحْتَهُ وَنَحْو ذَلِك وَالْقُرْآن مَقْصُوده جنس اللبَاس الَّذِي يلبس على الْبدن وَفِي الْبيُوت
وَالله أعلم