الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
حرف الهمزة
قال يمدح سيدنا محمدا صلى الله عليه وسلم:
الوافر
شجونٌ نحوَها العشاقُ فاؤا
…
وصبّ ما لهُ في الصبرِ راء
وصحبٌ إن غروا بملام مثلي
…
فربَّ أصاحبٍ بالإثم باؤا
وعينٌ دمعها في الحبِّ طهرٌ
…
كأن دموع عيني بيرُ حاء
ولاحٍ ما لهُ هاء وميمٌ
…
له من صبوتي ميم وهاء
ومثلي ما لعشقتهِ هدوّ
…
يرامُ ولا لسلوتهِ اهتداء
كأن الحبَّ دائرةٌ بقلبي
…
فحيثُ الانتهاء الابتداء
بروحي جيرة رحلوا بقلبٍ
…
أحبَّ وأحسنوا فيما أساؤا
بهم أيامُ عيشي والليالي
…
هي الغلمانُ كانت والإماء
تولى من جمالهم ربيعٌ
…
فجاء بنوء أجفاني الشتاء
وبثَّ صبابتي إنسان عيني
…
فيا عجباً وفي الفم منه ماء
على خدي حميم من دموعي
…
صديق إن دنوا ونأوا سواء
فأبكي حسرةً حيثُ التَّنائي
…
وأبكي فرحةً حيثُ اللقاء
كأن بكايَ لي عبدٌ مجيبٌ
…
فما فرجي إذاً إلَاّ البكاء
بعين الله عينٌ قد جفاها
…
كرَاهَا والأحبةُ والهناء
لفكرته سرىً في كل وادٍ
…
كأنَّ حنينهُ فيها حداء
ذكتْ أشواقه فمتى تراها
…
قباب قبا كما لمعت ذُكاء
بحيثُ الأفقُ يشرِقُ مطلعاه
…
وحيث سنا النبوَّةِ والسناء
وبابُ محمدِ المرجوِّ يروَى
…
لقاصدِه نجاحٌ أو نجاء
تلوذ بجاهِه الفقراء مثلي
…
من العملِ الرديّ والاملياء
فأما واجدٌ فروَى رباحٌ
…
وإمَّا مقتر فروى عطاء
لنا سند من الرجوى لديه
…
غداة غد يعننه الوفاء
وترتقبُ العصاةُ ندَى شفيعٍ
…
مجابٍ قبل ما وقع النداء
سلام الله إصباحاً وممسى
…
على مثواه والسحب البطاء
كما كان الغمامُ عليه ظلاًّ
…
عليهِ الآنَ يسفحُ ما يشاء
ألا يا حبَّذا في الرسل شافي
…
قلوبٍ شفَّها للعشقِ داء
فمرسلة لها سحبُ العوافي
…
يعفى الداءُ بادره الدواء
ومن انتقبت مناقبُ أبطحيٍّ
…
وعنها الأرضُ تفصحُ والسماء
فيشهد نجمُ تلك ونجمُ هذي
…
ويجري من يديهِ ندىً وماء
على ساق سعتْ شجرةٌ وقامت
…
حروبُ النصرِ وازدَحمَ الظماء
ففي الدنيا لنا بجداه ساق
…
وفي الأخرى لنا الحوضُ الرواء
وفي نارِ المجوسِ لنا دليل
…
لأنفسهم بها ولها انطفاء
وفي الأسرَى وصحبته فخار
…
ينادي ما على صبح غطاء
فقلْ للملحدِين تنقلوها
…
جحيماً إننا منكم براء
وأن أبي ووالدَهُ وعرضي
…
لعرضِ محمدٍ منكم وقاء
وأن محمداً لحبيب أنس
…
وجنهمو لنعليه فداء
نبيّ تجمل الأنباء عنه
…
جمالَ الشمسِ يجلوها الضحاء
وأين الشمس منه سناً ولولا
…
سناه لما ألمَّ بها بهاء
كأنَّ البدرَ صفرهُ خشوعٌ
…
له والشمسَ ضرَّجها حياء
سريّ في حروف اللفظ سرّ
…
لمنطقه وللضادِ اختباء
ألمْ ترَ أنها جلست لفخر
…
وقامت خدمة للضاد ظاء
يولد فضل مولدِهِ سعوداً
…
بنو سعدٍ بها أبداً وضاء
لمبعثه على العادين نار
…
وللهادين نور يستضاء
فخيرٌ ينعم السعداء فيه
…
وبأسٌ تحتويهِ الأشقياء
يجرُّ على الثرى ذيل اتِّضاع
…
وينصب في مكارمه الثراء
ويكتب بالنصال غداة روع
…
سطوراً ما لأحرفها هجاء
ممدحة ثلاثتها لضرّ
…
ضرَابٌ أو طعانٌ أو رماء
فيا لك من أخي صول ونسكٍ
…
تقرّ له العدى والأولياء
سهام دعاً له وسهامُ رأيٍ
…
لها في كل معركةٍ مضاء
درى ذو الجيش ما صنعت ظباه
…
وما يدريه ما صنع الدعاء
وقال الجود بعد الحلم حسبي
…
حياءً إن شيمتك الحياء
فنعمَ الحصنُ إن طلعت خطوبٌ
…
ونعم القطبُ إن دارَ الثناء
ونعمَ الغوث إن دهياء دارت
…
ونعم العونُ إن دارَ الرجاء
ونعمَ المصطفى من معشر مّا
…
نجومُ النيراتِ لهمْ كفاء
تقدم سؤددٍ وقديم مجدٍ
…
على سعد السعودِ لهُ حباء
ضفت حلل الثنا وصفت لديه
…
وآدمُ بعدَها طينٌ وماء
فلولا معربُ الأمداحِ فيه
…
هوى بيتُ القريضِ ولا بناء
ولولاه لما حجَّت وعجَّت
…
وفودُ البيتِ ضاقَ بها الفضاء
فإن يتلىْ له في الحجّ حمدٌ
…
فقدماً قد تلته الأنبياء
أعدْ لي يا رجاءُ زمانَ قرب
…
بروضته أعد لي يا رجاء
ولثم حصىً لتربتِهِ ذكيّ
…
كأنَّ شذاه في نفسي كباء
وشكوى كربة فرِجتْ وكانتْ
…
من اللاّتي يمدّ بها العناء
ونفس ذنبها كالنيلِ مدّا
…
وما لوعود توبتها وفاء
مشوَّقة متى وُعدَتْ بخير
…
تقل سينٌ وواوٌ ثم فاء
ولكن حبها وشهادتاها
…
من النيرانِ نعمَ الأكفياء
صفيَّ الله يا أزكى البرايا
…
بحبك من عقائدنا الصفاء
ويعتقنا المشفّع من جحيم
…
فلا عجبٌ له منا الولاء
عليك من الملائك كلَّ وقتٍ
…
صلاة في الجنان لها أداء
وأمداح بألسنة الورى في
…
مطالعها ارتقاءٌ وانتقاء
إذا ختمت تعاد فكل تال
…
له وقفٌ عليها وابتداء
وقال مؤيدية:
الخفيف
قام يرنو بمقلةٍ كحلاءِ
…
علمتْني الجنون بالسوداءِ
رشأٌ دبَّ في سوالفه النم
…
لُ فهامت خواطر الشعراء
روض حسن غنى لنا فوقهُ الحل
…
يُ فأهلاً بالرَّوضةِ الغناء
جائر الحكم قلبه ليَ صخرٌ
…
وبكائي له بكى الخنساء
عذلوني على هواهُ فأغرَوا
…
فهواه نصبٌ على الأغراء
من معيني على رشاً صرتُ من ما
…
ءِ دموعي عليه مثل الرشاء
من معيني على لواعج حبٍّ
…
تتلظَّى من أدمعي بالماء
وحبيبٍ إليَّ يفعلُ بالقل
…
بِ فعال الأعداء بالأعداء
ضيقِ العينِ إن رنا واسْتمحنا
…
وعناء تسمح البخلاء
ليتَ أعطافهُ ولو في منامٍ
…
وعدتْ باستراقةٍ للقاء
يتثنَّى كقامة الغصن اللد
…
ن ويعطو كالظبية الأدماء
يا شبيهَ الغصون رفقاً بصبٍّ
…
نائحٍ في الهوى مع الورقاء
يذكرُ العهدَ بالعقيقِ فيبكي
…
لهواهُ بدمعةٍ حمراء
يا لها دمعةٌ على الخدِّ حمرا
…
ء بدتْ من سوداء في صفراء
فكأنِّي حملتُ رنك بن أيو
…
ب على وجنتي لفرط ولاء
ملك حافظ المناقب تروي
…
راحتاه عن واصل عن عطاء
في معاليه للمديح اجتماعٌ
…
كأبي جاد في اجتماع الهجاء
خلِّ كعباً ورُم نداه فما كع
…
بُ العطايا ورأسها بالسواء
وارجُ وعدَ المنى لديه فإسما
…
عيلُ ما زال معدناً للوفاء
ما لكفيهِ في الثراء هدوّ
…
فهو فيه كسابحٍ في ماء
جمعتْ في فنائِه الخيل والإب
…
ل وفوداً أكرم بها من فناء
لو سكتْنا عن مدحِه مدحته
…
بصهيل من حوله ورُغاء
همةٌ جازت السماكَ فلم يع
…
بأ مداها بالحاسد العوّاء
وندًى يخجلُ السحابَ فيمشي
…
من ورا جودِهِ على استحياء
طالَ بيتُ الفخار منه على الشع
…
ر فماذا يقول بيتُ الثناء
أعربت ذكرَه مباني المعاني
…
فعجبْنا لمعرَبٍ ذي بناء
ورقى صاعداً فلم يبقَ للحا
…
سدِ إلا تنفسُ الصعداء
شرفٌ في تواضعٍ ونوالٌ
…
في اعتذارٍ وهيبةٍ في حياء
يا مليكاً علا على الشمسِ حتَّى
…
عمَّ إحسانهُ عمومَ الضياء
صنت كفي عن الأنامِ ولفظي
…
فحرامٌ نداهُم وثنائي
وسقتْني مياهُ جودِك سقياً
…
رفعتْني على ابن ماء السماء
فابقَ عالي المحل داني العطايا
…
قاهرَ البأس ظاهر الأنباء
يتمنى حسودُكَ العيشَ حتَّى
…
أتمنَّى له امتدادَ البقاء
وقال يمدحه أيضا
البسيط
أودت فعالكِ يا أسما بأحشائي
…
وا حيرتي بين أفعال وأسماء
إن كان قلبك صخراً من قساوته
…
فإن طرفَ المعنى طرفُ خنساء
ويحَ المعنى الذي أضرمتِ باطنه
…
ماذا يكابد من أهوالِ أهواء
قامت قيامة قلبي في هواكِ فإن
…
أسكتْ فقد شهدتْ بالسقمِ أعضائي
وقد بكى ليَ حتَّى الروضُ فاعتبروا
…
كم مقلةٍ لشقيق الغصن رمداء
وأمرضتني جفون منكِ قد مرِضتْ
…
فكان أطيبَ من نجح الدوا دائي
يا صاحبيّ أقلاّ من ملامكما
…
ولا تزيدا بهذا اللوم إغرائي
هذي الرياضُ عن الأزهار باسمةٌ
…
كما تبسَّم عجباً ثغر لمياء
والأرض ناطقةٌ عن صنع بارِئها
…
إلى الورى وعجيبٌ نطقُ خرساء
فما يصدكما والحالُ داعيةٌ
…
عن شربِ فاقعةٍ للهمِّ صفراء
راحاً غريتُ بريَّاها ومشربها
…
حتَّى انتصبت إليها نصب إغراء
من الكميت التي تجري بصاحبها
…
جريَ الرهان إلى غايات سرَّاء
سكراً أحيطتْ أبارِيقُ المُدامِ بهِ
…
فرجعت صوتَ تمتامٍ وفأفاء
من كفِّ أغيد يحسوها مقهقهةَ
…
كما تأوَّد غصنٌ تحت ورقاء
حسبي من الله غفرٌ للذنوبِ ومن
…
جدوى المؤيد تجديدٌ لنعمائي
ملكٌ يطوّق بالإحسان وفد رجا
…
وبالظبا والعوالي وفد هيجاء
ذا بالنضارِ وهذا بالحديد فما
…
ينفكُّ آسرَ أحبابٍ وأعداء
داعٍ لجود يدٍ بيضاء ما برحتْ
…
تقضي على كلِّ صفراءٍ وبيضاء
يدافع النكباتِ الموعداتِ لنا
…
حتى الرياح فما تسري بنكباء
ويوقدُ الله نوراً من سعادتِه
…
فكيف يطمع حسادٌ بإطفاء
لو جاورتْ آل ذبيانٍ حماهُ لما
…
ذمُّوا العواقبَ من حالاتِ غبراء
ولو حمى حملَ الأبراجِ دَعْ حملاً
…
يومَ الهباءة لم يقصدْ بدهياء
ولو رجا المشتري إدراكَ غايتِه
…
لدافعته عصاً في كفِّ جوزاء
ما زال يرفع إسماعيلُ بيت علًى
…
حتَّى استوتْ غايتا نسل وآباء
مصرّف الفكر في حبِّ العلومِ فما
…
يشفى بسعدى ولا يروى بظمياء
له بدائع لفظ صاحبت كرماً
…
كأنَّهنَّ نجومٌ ذاتُ أنواء
وأنملٌ في الوغى والسلمِ كاتبةٌ
…
إما بأسمرَ نضوٍ أو بسمراء
تكفلت كل عامٍ سحبُ راحته
…
عن البرية إشباعي وإروائي
فما أبالي إذا استكثرت عائلةً
…
فقد كفى همّ إصباحي وإمسائي
نظمتُ ديوانَ شعرٍ فيه واتخذت
…
عليَّ كتابه ديوان إعطاء
وعادَ قولُ البرايا عبدُ دولتِه
…
أشهى وأشهرَ ألقابي وأسمائي
محرَّرُ اللفظ لكنْ غر أنعمهِ
…
قد صيرتنيَ من بعض الأرقاء
أعطي الزكاةَ وقدماً كنتُ آخذها
…
يا قرب ما بين إقتاري وإثرائي
شكراً لوجناء سارتْ بي إلى ملكٍ
…
لولاهُ لو يطو نظمي سمعةَ الطائي
عالٍ عن الوصفِ إلا أن أنعمهُ
…
لجبرِ قلبي تلقاني بإصغاء
يا جابرَ القلبِ خذها مدحة سلمتْ
…
فبيتُ حاسدِها أولى بإقواء
مشتْ على مستحب الهمز مصميةً
…
نبالها كلَّ هماز ومشاء
بيوت نظم هي الجناتُ معجبة
…
كأنَّ في كل بيتِ وجهَ حوراء
وقال مؤيدية
الخفيف
ليلُ وصل معطرُ الأرجاء
…
لاحَ فيه الصباحُ قبلَ المساء
زارني من هويته باسمَ الثغ
…
ر فجلى غياهبَ الظلماء
ألتقيه ويحسبُ الهجرَ قلبي
…
فكأنِّي ما نلتُ طيبَ اللقاء
ربَّ عيش طهرٍ على ذلك الس
…
فح غنمناهُ قبل يومِ التنائي
نقطعُ اليوم كالدجى في سكونٍ
…
ودجاهُ كاليومِ في الأضواء
فكأنِّي بالأمن في ظل إسما
…
عيلَ ربّ العلى وربّ الوفاء
ملكٌ أنشرَ الثنا في زمانٍ
…
نسي الناس فيه ذكر الثناء
هاجرٌ حرفَ لا إذا سئل الجو
…
دَ كهجران واصل للرَّاء
يسبقُ الوعدَ بالنوالِ فلا يح
…
وِجُ قصَّادهُ إلى الشفعاء
شاعَ بالكتمِ جودُ كفَّيه ذكراً
…
فهو كالمسكِ فاح بالإخفاء
جاد حتَّى كادتْ عفاة حماهُ
…
لا يذوقون لذَّةً للحباء
كلَّما ظنَّ جودَهُ في انتهاء
…
لائمٌ عادَ جودُهُ في ابتداء
عذَلوهُ على النوالِ فأغروا
…
فنداه نصبٌ على الإغراء
وحلا منّ بابه فسعت كالنَّ
…
ملِ فيه طوائفُ الشعراء
شرفٌ في تواضع واحتمالٌ
…
في اقتدارٍ وهيبةٌ في حياء
ربَّ وجناء ضامر تقطعُ البي
…
دَ على أثرِ ضامر وجناء
في قفارٍ يخافُ في أُفقها البر
…
قُ سرًى فهو خافق الأحشاء
رتعتْ في حماك ثم استراحت
…
من ألِيمَين الرحلِ والبيداء
وظلامٌ كأن كيوان أعمى
…
سائلٌ فيهِ عن عصا الجوزاء
ذَكرَ السائِلونَ ذكرَكَ فيهِ
…
فسرَوْا بالأفكارِ في الأضواء
وحروبٍ تجري السوابحُ منها
…
في بحارٍ مسفوحةٍ من دماء
من ضراب تشبّ من وقعةِ النا
…
رُ وتطفي حرارةُ الشحناء
يئس الناسُ إذ تجلى فجلَّ
…
يت دُجاها بالبأسِ والآراء
فاجل عني حالاً أرانيَ منها
…
كلَّ يومٍ في غارةٍ شعواء
فكفى من وضوحِ حاليَ أنِّي
…
في زماني هذا من الأدباء
ضاع فيه لفظي الجهير وفضلي
…
ضيعةَ السيفِ في يدٍ شلَاّء
غير أنِّي على عماد المعالي
…
قد بنيتُ الرجا أتمَّ بناء
ليتَ شعرِي من منك أولى بمثلِي
…
يا فريدَ الأجوادِ والكرماء
دمتَ سامي المقامِ هامي العطايا
…
قاهر البأس فارجَ الغماء
لمواليك ما ارْتجَى من بقاءٍ
…
ولشانيك ما اخْتشَى من فناء
وقال يمدح قاضي القضاة تقي الدين السبكي
البسيط
ليلايَ كم ليلةٍ بالشعر ليلاء
…
وليلةٍ قبلها كالثغر غراء
وصلٌ وهجرٌ فمن ظلماء تخرجني
…
لنور عيش ومن نورٍ لظلماء
ما أنتِ إلا زمانُ العمرِ مذهبةٌ
…
بالثغر والشعر إصباحي وإمسائي
أفديكِ من زَهرةٍ بالحسن مشرقةٍ
…
بليتُ من عاذلي فيها بعوَّاء
ويح العذول يرى ليلي ويسمعُ من
…
لا يسمعُ العذلَ فيها قولَ فحشاء
يا ربَّ طرفٍ ضريرٍ عن محاسنها
…
وربَّ أذنٍ عن الفحشاء صمَّاء
وربَّ طيفٍ على عذرٍ يؤوبني
…
بشخص عذراء يجلو كأس عذراء
فبتُّ أرشفُ من فيهِ وقهوتهِ
…
حِلينِ قد أثملا بالنومِ أعضائي
زورٌ عفيفٌ على عينِ الشجيِّ مشى
…
فيا لَهُ صالحاً يمشي على الماء
ثم انتبهت وذاتُ الخالِ ساكنة
…
لم تدر سهدي ولم تشعر بإغفائي
رشيقةٌ ما كأني يومَ فرقتِها
…
إلا على آلةٍ في القوم حدباء
ميتٌ من الحبِّ إلا أنني بسرى
…
ذكرِ الصبابةِ حيٌّ بين أحياء
في كل حيّ حديثٌ لي يسلسله
…
تعديلُ دمعيَ أو تجريحُ أحشائي
قد لوَّع الحبّ قلبي في تلهبهِ
…
وصرَّحَ الدَّمعُ في ليلي بإشقائي
وزالَ ما زالَ من وصل شفيتُ به
…
من عارض اليأس لكن بعد إشفائي
أيامَ لي حيث وارتْ صدغها قبلٌ
…
كأنَّ سرعتها ترجيع فأفاء
تدير عيناً وكأساً لي فلا عجب
…
إذا جننت بسوداءٍ وصفراء
حتى إذا ضاء شيب الرأس بتّ على
…
بقية من نواهي النفس بيضاء
مديرةَ الكأس عني أن لي شغلا
…
عن صفو كأسك من شيبي بإقذاءِ
ما الشيب إلا قذى عين وسخنها
…
عندي وعند برود الظلم لمياء
عمري لقد قل صفو العيش من بشر
…
وكيف لا وهو من طين ومن ماء
وإنما لعليّ في الورى نعم
…
كادت تعيد لهم شرخ الصبى النائي
وراحةٌ حوَت العليا بما شملت
…
أبناء آدم بالنعمى وحوّاء
قاضي القضاة إذا أعيا الورى فطناً
…
حسيرة العين دون الباء والتاء
والمعتلي رتباً لم يفتخر بسوى
…
أقدامه الراءُ قبل التاء والباء
والثاقب الفكر في غرّاء ينصبها
…
لكل طالب نعمى نصبَ إغراء
لطالب الجود شغل من فتوّته
…
وطالبِ العلم أشغال بإفتاء
لو مس تهذيبهُ أو رِفقه حجراً
…
مسته في حالتيهِ ألفُ سرّاء
من بيت فضل صحيح الوزن قد رجحت
…
به مفاخرُ آباءٍ وأبناءِ
قامت لنصرة خير الأنبياء ظبا
…
أنصاره واستعاضوا خير أنباء
أهل الصريجين من نطق ومن كرمٍ
…
آل الريحين من نصرٍ وأنواء
المعربون بألفاظٍ ولحن ظبا
…
ناهيك من عربٍ في الخلق عرباء
مفرغين جفوناً في صباح وغى
…
ومالئين جفاناً عند إمساء
مضوا وضاءَت بنوهم بعدهم شهباً
…
تمحى بنور سناها كلّ ظلماء
فمن هلالٍ ومن نجمٍ ومن قمرٍ
…
في أفق عزٍّ وتمجيدٍ وعلياء
حتى تجلى تقيّ الدين صبح هدًى
…
يملي وإملاؤه من فكره الرَّائي
يجلو الدّياجيَ مستجلى سناه فلا
…
نعدم زمان جليّ الفضل جلاّء
أغرّ يسقي بيمناه وطلعته
…
صوب الحيا عام سرَّاء وضرَّاء
لو لم يجدنا برفدٍ جادنا بدُعاً
…
معدٍ على سنوات المحل دعاء
ذو العِلم كالعلم المنشور تتبعه
…
بنو قرًى تترجاه وإقراء
فالشافعيّ لو استجلى صحائفه
…
فدى بأمَّين فحواها وآباء
وبات منقبضاً ربّ البسيط بها
…
ومات في جلده من بعد إحياء
يقرّ بالرّقّ من ملك ومن صحفٍ
…
لمن يجلّ به قدر الأرقاء
لمن بكفيه إما طوق عارضةٍ
…
للأولياء وإما غلّ أعداء
لا عيبَ فيه سوى تعجيلِ أنعمهِ
…
فما يلذّ برجوى بعد إرجاء
يلقاك بالبشر تلوَ البرّ مبتسماً
…
كالبرق تلوَ هتونِ المزن وطفاء
أن أقطع الليل في مدحي له فلقد
…
حمدت عند صباح البشر إسرائي
لبست نعماهُ مثلَ الروض مزهرةً
…
بفائضاتِ يدٍ كالغيثِ زهراء
وكيف لا ألبس النعمى مشهرةً
…
والغيث في جانبيها أيّ وشاء
وكيف لا أورد الأمداحَ تحسبها
…
في الصحف غانية من بين غناء
يا جائداً رام أن تخفى له مننٌ
…
هيهات ما المسك مطويّ بإخفاء
ولا نسيم ثنائي بالخفيّ وقد
…
رويته بالعطايا أي إرواء
خذها إليك جديدات الثنا حللاً
…
صنع السريّ ولكن غير رفاء
وعش كما شئت مهما شئت ممتدحاً
…
تثنى بخير لآلٍ خير آلاء
منك استفدت بليغَ اللفظِ أنظمه
…
نظماً يهيم ألباب الألباء
أعدت منهُ شذوراً لست أحبسها
…
عن مسمعيك وليس الحبس من راء
وقال علائية يمدح ابن فضل الله
الكامل
جسمٌ سقيمٌ لا يرام شفاؤه
…
سلبت سويدا مهجتي سوداؤه
عجباً له جفناً كما قسم الهوى
…
فيه الضنى وبمهجتي أدواؤه
يا معرضاً يهوى فنا روحي ولي
…
روح تمنى أن يطولَ بقاؤه
إن ينأ عني منك شخصٌ باخلٌ
…
روحي وما ملكت يديّ فداؤه
فلربَّ ليلٍ شقّ طيفك جنحه
…
والصبح لم ينشقّ عنه رداؤه
سمحاً يسابقني إلى القبل التي
…
قد كان يقنعني بها إيماؤه
ومضيق ضمّ لو دراهُ معذِّبي
…
ضاقت عليه أرضه وسماؤه
جسمان مرئيان جسماً واحدًا
…
كالنظم شدَّدَ حرَفهُ علماؤه
أفدي الذي هو في سناهُ وسطوهِ
…
بدرٌ وقتلى حسنهِ شهداؤه
قامت حلاهُ بوصفه حتى غدا
…
متغزلاً في خدِّه وأواؤه
حتام بين مذكرٍ ومؤنثٍ
…
قلبي الشجيّ طويلة برحاؤه
وعلى الغزالة والغزال لأدمعي
…
سيلٌ وأقوالُ الوشاةِ غثاؤه
سقياً لمصر حمى بسيطٌ بحرُهُ
…
للواصفين مديدةٌ أفياؤه
لو لم يكن بلداً يعالي بلدةً
…
بين النجوم لما ارتضاه علاؤه
أما عليّ المستماحُ فكلنا
…
متشيعٌ يسري إليه ولاؤه
المشتري سلعَ الثناء بجودِهِ
…
وبهاؤه لعطاردٍ وذكاؤه
دلَّت مناقبهُ على أنسابهِ
…
وحَماهُ عن تسآل مَن لألاؤه
ذو الفضل من نسبٍ ومن شيمٍ فيا
…
لله منبتُ عودِه ونماؤه
والعود صحَّ نجارهُ فإذا سرى
…
أرَجُ الثنا فالعود فاح كباؤه
والبيت حيث سنا الصباحِ عمودُه
…
وبحيث أخبية السعود خباؤه
واللفظُ نثرٌ من صفاتِ الحسنِ لا
…
بيضاء روضِ حمًى ولا صفراؤه
والجود ما لحيا الشآمِ عمومهُ
…
فينا ولا في نيل مصرَ فناؤه
والرأيُ نافذةٌ قضايا رسمهِ
…
من قبل ما نوت الإرادةَ راؤه
وسعادة الدَّارين جلَّ أساسها
…
بمعاقد التقوى فجلَّ بقاؤه
من أسرةٍ عمريةٍ عدويةٍ
…
شهدت بفضل مكانها أعداؤه
من كلِّ ذي نسبٍ سمت أعراقه
…
يوم العلا واستبطحت بطحاؤه
قوم همو غرَرُ الزمان إذا أضا
…
أمرَاؤه وُزراؤه شعراؤه
ملأوا الثرى جوداً يزِينُ ربيعه
…
والجوَّ ذكراً تنجلي أضواؤه
فالجوّ تصدح بالمحامد عجمهُ
…
والتربُ تنطقُ بالثنا خرساؤه
من حولِ منزلهِ الرَّجاءُ محلقٌ
…
ومقصرٌ حمدُ الفتى وثناؤه
وقال جمالية في ابن شهاب محمود وأجاد
الكامل
وعدت بطيف خيالها هيفاءُ
…
إن كان يمكن مقلتي إغفاء
يا من يوفر طيفها سهري لقد
…
أمنَ ازديارَكِ في الدجى الرَّقباء
يا من يطيل أخو الهوى لقوامها
…
شكواه وهي الصعدة السمراءُ
أفديك شمسَ ضحًى دموعي نثرةٌ
…
لمَّا تغيبُ وعاذلي عوَّاء
وعزيزةٍ هي للنواظرِ جنَّةٌ
…
تجلى ولكن للقلوب شقاء
خضبت بأحمرَ كالنضار معاصماً
…
كالماءِ فيها رونقٌ وصفاء
واهاً لهنَّ معاصماً مخضوبةً
…
سال النضارُ بها وقام الماء
أصبو إلى البَرحاء أعلمُ أنَّه
…
يرضيكِ أن يعتادَني البرَحاء
ويبثُّ ما يلقاه من ألم الجوى
…
قلبي وأنتِ الصعدةُ الصمَّاء
كم من جمالٍ عندَهُ ضرَّ الفتى
…
ولكم جمالٍ عنده السراء
كجمالِ دين الله وابنِ شهابهِ
…
لا الظلمُ حيث يرى ولا الظلماء
الماجد الرَّاقي مراتبَ سؤددٍ
…
قد رصعت بجواره الجوزاء
ذاك الذي أمسى السها جاراً لهُ
…
لكنَّ حاسدَ مجدهِ العوَّاء
عمت مكارمهُ وسارَ حديثهُ
…
فبكلِّ أرض نعمةٌ وثناء
وسعت يراعتهُ بأرزاق الورى
…
فكأنها قُلُبٌ وتلك رِشاء
وحمى العواصمَ رأيهُ ولطالما
…
قعدَ الحسامُ وقامت الآراء
عجباً لنارِ ذكائهِ مشبوبةً
…
وبظلهِ تتفيأ الأفياء
وللفظه يزداد رأي مديره
…
وحجاه وهو القهوة الصهباء
غني اليراعُ به وأظهرَ طرسهُ
…
وكذا تكون الرَّوضةُ الغنَّاء
يا راكبَ العزماتِ غاياتُ المنى
…
مغنى شهابِ الدينِ والشهباء
ذي المجد لا في ساعديهِ عن العلا
…
قصرٌ ولا في عزمهِ إعياء
والعدلُ يردعُ قادراً عن عاجزٍ
…
فالذئب هاجعةٌ لديهِ الشاء
والحلم يروِي جابرٌ عن فضله
…
والفضلُ يروِي عن يديهِ عطاء
يا أكملَ الرؤساء لا مستثنياً
…
أحداً إذا ما عدَّت الرؤساء
يا من مللت من المعادِ لهُ وما
…
ملَّت لديَّ معادَها النعماء
إن لم تقمْ بحقوق ما أوليتني
…
مدحي فأرجو أن يقومَ دعاء
شهدت معاليك الرفيعةُ والندى
…
أنَّ الورى أرضٌ وأنت سماء
وقال في الصاحب شرف الدين ناظر الممالك الحلبية
الكامل
سهرَت عليكِ لواحظُ الرُّقباء
…
سهراً ألذُّ لها من الإغفاء
فمتى أحاولُ غفلةً ومرادُهم
…
بيعُ الرّقاد بلذَّة استحلاء
ومتى يقصر عاذلي ورجاؤه
…
في مرِّ ذكرِكِ دائماً ورجائي
قسماً بسورةِ عارضيكِ فإنها
…
كالنملِ عند بصائر الشعراء
وجفونكِ اللاتي تبرّحُ بالورى
…
وتقول لا حرَجٌ على الضعفاء
إنِّي ليعجبني بلفظ عواذِلي
…
مني ومنكِ تجمع الأسماء
وتلذُّ لي البرحاء أعلم أنه
…
يرضيكِ ما ألقى من البرحاء
ويشوقني مغنى الوصالِ فكلَّما
…
ذُكر العقيقُ بكيتهُ بدمائي
أيام لا أهوى لقاك بقدر ما
…
تهوي لإفراط الوداد لقائي
متمازجان من التعانق والوفا
…
في الحبِّ مزجَ الماءِ بالصهباء
لو رامت الأيَّامُ سلوةَ بعضنا
…
لم تدرِ من فينا أخو الأهواء
وصلٌ سهرتُ زمانه لتنعم
…
وسهرتُ بعد زمانه بشقاء
يا جفنُ لستُ أراكَ تعرفُ ما الكرَى
…
فعلامَ تشكو منه مرَّ جفاء
كانت لياليَ لذَّةٍ فتقلَّصت
…
بيدِ الفراق تقلصَ الأفياء
ومنازل بالسفح غُير رسمها
…
بمدامعِ العشاقِ والأنواء
لم يبقَ لي غيرُ انتشاقِ نسيمها
…
يا طولَ خيبةِ قانعٍ بهواء
كمؤمل يبغي براحةِ واهبٍ
…
كرماً ويتركُ أكرمَ الوزراء
الصاحب الشرفِ الرفيع على السها
…
قدراً برغم الحاسد العوَّاء
ندبٌ بدا كالشمس في أفق العلا
…
فتفرقت أهلُ العلا كهباء
عالي المكانة حيث حلَّ مقامهُ
…
كالنجمِ حيث بدا رفيعَ سناء
ما السحبُ خافقةٌ ذوائب برقها
…
بأبرّ من جدواه في اللأواء
لا والذي أعلا وأعلن مجدَهُ
…
حتى تجاوز هامةَ الجوزاء
لا عيبَ في نعماهُ إلا أنَّها
…
تسلي عن الأوطانِ والقرباء
مغرى على رغم العواذلِ والعدَى
…
بشتاتِ أموالٍ وجمعِ ثناء
لا تستقرُّ يداه في أمواله
…
فكأنَّما هو سابحٌ في ماء
جمعت شمائله المديحَ كمثل ما
…
جمعت أبي جادٍ حروفَ هجاء
وتفرَّدت كرماً وإن قال العدَى
…
إنَّ الغمامَ لها من النظراء
وتقدَّمت في كلِّ محفل سؤددٍ
…
تقديمَ بسمِ اللهِ في الأسماء
أكرِمْ بهنَّ شمائلاً معروفة
…
يومَ العلى بتحملِ الأعباء
يلوي بقولِ اللائمينَ نوالها
…
كالسيلِ يلوي جريهُ بغثاء
ومراتباً غاظَ السماءَ علوِّها
…
فتلقبت للغيظ بالجرباء
ومناقباً تمشي المدائحُ خلفها
…
لوفورِ سؤدَدِها على استحياء
وفضائلاً كالرَّوض غنى ذكرُها
…
يا حبَّذا من روضةٍ غناء
ويراعةً تسطو فيقرَعُ سنها
…
خجلاً قوامَ الصعدة السمراء
هرَقتْ دمَ المحلِي المروِّعِ والعدَى
…
حتى بدَتْ في أهبةٍ حمراء
عجباً لإبقاءِ المهارق تحتها
…
ونوالها كالدِّيمة الوطفاء
كم عمرتْ بحسابها من دولةٍ
…
وبلا حسابٍ كم سختْ بعطاء
ولكم جلا تدبيرُها عن موطن
…
دهماءَ واسأل ساحةَ الشهباء
لولاك في حلبٍ لأحدِر ضرعها
…
وقرى ضيوفَ جنابها بعناء
يا من به تكفي الخطوبُ وترتمي
…
بكرُ الثناء لسيدِ الأكفاء
أنت الذي أحيا القريضَ وطالما
…
أمسى رهينَ عناً طريدَ فناء
في معشر منعوا إجابة سائل
…
ولقد يجيبُ الصخرُ بالأصداء
أسفي على الشعراءِ أنهمو على
…
حال تثيرُ شماتةَ الأعداء
خاضوا بحورَ الشعرِ إلا أنَّها
…
مما تريق وجوههم من ماء
حتى إذا لجأوا إليك كفيتهم
…
شجناً وقلت أذلةُ العلياء
ظنُّوا السؤال خديعة وأنا الذي
…
خدعت يداه بصائرَ العلماء
أُعطوا أجورَهم وأعطيتَ اللهى
…
شتانَ بين فناً وبين بقاء
شكراً لفضلك فهو ناعشُ عيشتي
…
ونداك فهو مجيبُ صوتَ نِدائي
من بعد ما ولع الزمانُ بمهجتي
…
فردعتَهُ وحبوني حوبائي
وبلغتَ ما بلغ الحسابُ براحةٍ
…
عرِفتْ أصابعُ بحرها بوفاء
فانعم بما شادَتْ يداك ودُمْ على
…
مرِّ الزمان ممدَّحَ الآلاء
واحكِ الكواكبَ في البقاءِ كمثلِ ما
…
حاكيتها في بهجةٍ وعلاء
وقال يمدحه صلى الله عليه وسلم
الطويل
مزجتُ بتذكار العقيق بكائي
…
وطارحتُ معتلَّ النسيم بدائي
وإن حدَّثَ العذالُ عني بسلوةٍ
…
فإني وعذَّالي من الضعفاء
وليس دوائي غير تربة أحمدٍ
…
بطيبةَ عال فوقَ كلِّ سماء
تطوف بمسراهُ الملائكُ خشعاً
…
مساءَ صباحٍ أو صباحَ مساء
فهل لي إلى أبياتِ طيبةَ مطلعٌ
…
به مخلصٌ لي من إسار شقائي
أصوغ على الدُّرِّ اليتيم مدائحاً
…
أُعدُّ بها من صاغةِ الشعراء
ببيت زهير حيث كعب مبارك
…
وحسان مدحي ثابتٌ ورجائي
وقال يرثي الملك المؤيد والأفضل
الكامل
يا جفنُ أمزجْ أدمعي بدمائي
…
وأشهدْ بها لملوكنا الشهداء
لهفي على ملكينِ جادَ عليهما
…
في كلِّ أرض أفقُ كلّ سماء
لهفي لإسماعيل قبلَ محمدٍ
…
لم أُلق يوم دراهما لفداء
أما ذبيحا مقلتي ومدامعي
…
لهما فما وفيا بفيض دماء
بحرانِ أسندُ عن يزيدَ وواصلٍ
…
لهما وأروي عن رجا وعطاء
ذهبا فلا ذهبٌ أناديه سوى
…
ما صاغ خدِّي باحمرارِ بكائي
نم يا محمد مع أبيكَ فإنه
…
ما رثَّ لا وأبيكَ عهدُ رثائي
وقال في الناصر حسن
البسيط
يا روضةَ الحسنِ إنَّ النفسَ خضراءُ
…
فهل يدٌ بيننا للوصلِ بيضاءُ
بصاد أقسمُ ما للعينِ إن عشقتْ
…
سواك نونٌ ولا ظاءٌ ولا راءُ
وإنَّ شعري إذا نظمتُ في غزل
…
ومدحِ سلطاننا للروض وشاءُ
سلطاننا حسن الأوصافِ أجمعها
…
يروي بها عن صحيح الملك أبناءُ
يا من له تعربُ الآفاقُ عن سير
…
عظمى وتنطقُ أرضٌ وهيَ خرساءُ
تشريفُ عبدك نادى بيتُ مدحتهِ
…
لقد تشرَّف بنيانٌ وبناءُ
أما العدى فلهم من خلطهم خلعٌ
…
في الصدرِ سوداء أو في الرأسِ صفراءُ
وقال في سيف الدين
الكامل
قسمتُ بين ظبا الملاح تغزّلي
…
ولمدح إنشاءِ الملوكِ ثنائي
ولسيفِ دين الله يعملُ خيلهُ
…
غزوا من البلقاءِ للشهباء
بين العشائرِ والعشيرِ محاسنٌ
…
غزواتهُ بالرأي والآراء
بالرّعب طوراً والقواضبِ تارةً
…
تزْوَرُّ منه نواظرُ الزَّوراء
فكأنني بك فاتحاً شرقيها
…
للسدِّ يا مفتاحَ كلّ هناء
وكأنني يا سيفَ دولة فتنةُ
…
بك وهو مفتخرٌ على القدَماء
في الشعرِ والإنشاءِ بابنِ نباتةٍ
…
تزهو على الخطباء والشعراء
وقال في ناصر الدين
الرمل
قسماً ما حلت عن عهدِ الوفاء
…
بعد مصرَ لا ولا نيلَ بكائي
حبها تحتي وفوقي ويميني
…
وشمالي وأمامي وورائي
فهي ستي من جهاتي ولديها
…
سيّدي من حيث ودِّي وولائي
ناصر الدين الذي ابيضَّ ثنا
…
تُضرَبُ الأمثال فيه بالثناء
شائد البيتِ الذي ما زال يمشي
…
حالُ مثلي من ذويه بضياء
سادة السادات من دين ودنيا
…
بلغاءٍ وزراءٍ أولياء
لا عدمنا قصصاً للمدح فيهم
…
داعياً كالنمل وفد الشعراء
وقال جوابا للشيخ برهان الدين القيراطي
البسيط
صفاءُ وديَ مشهور لديك فما
…
للنفسِ أشياء أخفيها وأشياء
حاشا الدليل على البرهان يشهده
…
في محضرين أحباء وأعداء
يا ليت صحباً على ضعفي وقوَّتهم
…
ولي من الشكرِ أشواقٌ وإملاء
وحسبُ قلبي إن كان الصدود رضًى
…
فداوني بالتي كانت هي الداء
وهاكَ يا ساكناً قلبي كؤوس طلاً
…
لو مسَّها حجرٌ مسَّته سراء
وقل لمن قلبه أيضاً قسا حجراً
…
هلَاّ تفجَّر منه كالصفا ماء
آهاً لشرخِ شبابٍ كان لي ومضى
…
واعتضت شرخاً ولكن ماله خاء
وقال
مخلع البسيط
يا واحدَ المدحِ والثناءِ
…
وموجبَ الأجرِ والدُّعاءِ
تهنَّ بالعشرِ في سرورٍ
…
وفي حبورٍ وفي ارتقاءِ
فلثمُ يمناك فيه لثمٌ
…
بخمسها لازم الأداءِ
فأنت بالعشر في سرورٍ
…
ونحن بالخمس في ثناءِ
وقال
الكامل
أهلاً بمنداك السعيدِ وحبَّذا
…
في مطلعِ العلياءِ منكَ بهاءُ
في الأرضِ من أثرِ السرَى قولٌ به
…
يملي الهنا ولشهرنا إصغاء
نهدي الذي بهباته وثنائه
…
سمعَ الأصمُّ وقالتِ الخرساء
وكتب إلى الشيخ شهاب الدين بن أبي حجلة
الخفيف
غاب ذو الفضل في حمى مصرَ عنَّا
…
فهنيئاً له حمى النعماء
تسقط الطيرُ حيث تلتقطُ الح
…
بَّ وتغشى منازلَ الكرماء
حجليّ إذا انتسبتَ ولكن
…
ألفُ عرفٍ له وألفُ ثناء
وقال
مجزوء الرمل
أيها الكامل قصراً
…
وولاءً وثناء
أحمدُ الله الذي قد
…
جعلَ الشمس ضياء
سيدٌ حلَّ من المج
…
دِ المعلى حيث شاء
ودَنَا وِردُ أيادي
…
هِ فقصرْت الرِّشاء
وقال
المجتث
شكراً لنعماك يا من
…
عليه سرُّ ثنائي
كم نعمةٍ لك مهما
…
نظرتُ كانت إزائي
يمنايَ يسرايَ فوقي
…
تحتي أمامي ورائي
وقال
البسيط
وهائمٌ بالجواري الخودِ قلبيَ من
…
سمرِ القدود فسمراءٌ ولمياء
من السراري التي من بعد موت أبٍ
…
لو مسَّها حجرٌ مسَّته سرَّاء
وقال مهنئا بشهر رجب
الكامل
هنئتَ شهراً بالسعادة مقبلاً
…
يا من أفاضَ على الورى نعماءه
أسمعته فيك الثناءَ مخبراً
…
فانظر لمن سمعَ الأصمُّ ثناءَه
وقال
الكامل
ما بال ليلي لا يسير كأنَّما
…
وقفت كواكبه من الإعياء
وكأنَّما كيوانُ في آفاقهِ
…
أعمى يسائلُ عن عصا الجوزاء
وقال
الطويل
أكتمُ أخبارَ الهوى عن عواذِلي
…
وللطرفِ منِّي بالمدامعِ أنباء
فيا عجباً منِّي لإنسان مقلني
…
يحدِّث أخباري وفي فمه ماء
وقال
الطويل
أمولايَ فخرَ الدِّين شكراً لأنعمٍ
…
لنا بشذاها غبطةٌ وهناء
سقيتَ بماءِ الوردِ غرسَ مكارمٍ
…
فلا عجبٌ إن فاحَ منه ثناء
وقال يرثي ولده عبد الرحيم
البسيط
يا لهفَ قلبي على عبد الرَّحيم ويا
…
شوقي إليه ويا شجوي ويا دائي
في شهرِ كانونَ وافاهُ الحمامُ لقد
…
أحرقتَ بالنارِ يا كانونُ أحشائِي
وقال
الكامل
صحبتْ ركابَك حيث سرتَ مسرةٌ
…
موصولةٌ بسعادةٍ وهناء
وجرت على الوادِي وطيبِ بلادِهِ
…
فزها الصعيدُ على طَهورِ الماء
وقال
الخفيف
رُبَّ سوداء مقلةٍ هيجتْ لي
…
داءَ وجدٍ أعظم بهِ من داء
ليتَ رمَّانَ صدرِها كان يجنى
…
فهو بعضُ الدَّوا من السوْدَاء
وقال
الخفيف
يا سراةَ الشآمِ أشكو إليكم
…
أرضَ قُلٍّ فلاحها للرجاء
وإذا قلَّتِ الفِلاحة في الأر
…
ضِ فعتبُ الفتى على الرُّؤساء
وقال
الخفيف
رَبّ إنَّ ابنَ عامرٍ هائمُ الف
…
كرِ معنًى في صبحهِ والمساء
يتمنى القضا فلا تعطينهُ
…
واجعلِ الموتَ سابقاً للقضاء
وقال
مخلع البسيط
مشروط خدٍّ مُصحفٍ كم
…
جاءَ رقيبٌ له إزائي
إن قلتُ ذا الشرط منك شرطي
…
قال وهذا الجزا جزائي
وقال
مجزوء الرمل
سائلي عن شرحِ حالي
…
كيفَ حالُ الضعفاء
فرط إسهالٍ وفقرٍ
…
إنَّ ذا حالُ خراء
وقال
المجتث
مولاي رفقاً بصبٍّ
…
صدعتهُ بجفائِك
لا تكسرنَّ إناءً
…
ملآنةً بولائِك
وقال
الخفيف
لا ونعماكَ لم يكنْ سببُ التأ
…
خير قصدي ولم يكن عن رجائي
إنَّما كان هيضة حققتْ لي
…
أنَّ حالي في البعدِ حالُ خراءِ
وقال
الكامل
هنأت منزلكَ الذي قد زُخرِفت
…
جنباته وعلا بهِ استعلاءُ
أحسن بها فوَّارةً وجوانباً
…
سالَ النضارُ بها وقامَ الماءُ