المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌حرف الخاء المعجمة - ديوان ابن نباتة المصري

[ابن نباتة]

الفصل: ‌حرف الخاء المعجمة

‌حرف الخاء المعجمة

قال وكتب إليه المقري الشهابي بن فضل الله في الشتويات

السريع

البرق في كانونه قد نفخ

والثلج في جيب الغوادي نفخ

قد زمجرَ الرعدُ بآفاقهِ

كأنَّه ممَّا دهاه صرَخ

هذا وقوسُ النوْءِ في أفقه

كأنما قد نصبوا منه فخ

قد شدَّ عقداً عالياً أو بنى

قنطرةً في الحالِ ثمَّ انْفسخ

والأرضُ كالمنفوشِ أو هذه

خميرة من فوقه قد لطخ

لم تبقَ أرضٌ قد زكَا زَرعها

حتَّى طواها ثمَّ ردَّ السبخ

وامتلأ الوادي بإمدادهِ

كأنَّه القربةُ ممَّا انْتفخ

وجاءَنا النوءُ بإرعابه

لا شكَّ أنَّ النوءَ ممَّا بذخ

بحرٌ من القدرةِ لكنه

من كلِّ عينٍ للبواكِي نضخ

وسحبهُ تفتح أبوابها

والبرقُ فيما بيننا كالخوَخ

وبانَ في الطودِ وعرنينه

بما كساه شممٌ أو طبخ

وكلنا منتثرٌ لحمهُ

وهو على كانونه قد طبخ

دامت ليالي الثلج لا أصبحت

ولا نهارٌ بأذاهُ الْتطخ

وحكمت فيه أيادِي الحيا

ولا أجابَ الله ممَّا اصطرخ

ومكنت فيه مدى برقه

حتَّى أرى من جلدهِ ما انْسلخ

هل مطر يغسل في الأرضِ من

بياضه أسود هذا الوسخ

وهل أرى ريحاً وقد زعزعت

في الطرقِ منه كلّ طود رسخ

ص: 121

وهل فتىً يشكى إليه الذي

تمَّ له أدراج تتلى وبخ

بلى جمالُ الدينِ أنعم به

مولىً كريماً ونسيباً وأخ

لو قابلت سنوننا شمسه

أو نوءها أبصرته قد نسخ

جاء جواب منه كم حافظٍ

له وكم ربّ بديعٍ نسخ

فدامَ ما امْتدَّ رداء الدجى

مدبراً بالنجمِ ثم انْسلخ

فكتب إليه الشيخ جمال الدين بتلك الحائية المتقدنة

فلم يرض إلا بخائية فقال

السريع

لغرة الأفق بياضٌ شدَخ

جسمي به من قبل شهري انسلخ

ويلاهُ من ثلجٍ صميمٍ إذا

تساكت الناسُ لديه صمخ

قامت به شعرةُ أجسامنا

بزرقةٍ فالويل منها خوخ

كأنَّني محراكُ فرنٍ إذاً

قالوا عجينُ الثلج في الأرضِ طخ

كم يبصق الثلج على لحيةٍ

وكم يقول الرعد في الوجه إخّ

كم تعقد الآفاقُ عقدَ اللّبا

منه وكم ينثرُ نثرَ اللبخ

كم بشر بالثلج لما غدا

كالحجرِ المطروحِ قبل المسخّ

كم اثر نيران إذا ما رعى

بالثلجِ يجري ماءَه قبل سخ

وحاولَ البربخ في الماءِ أن

يحكي مجارِي رشحهِ فانْبرخ

لا كانَ ذاكَ البخ منه ولا

كرَّر في أيَّامهِ قول بخ

كم ليلةٍ بالثلجِ شابت وكم

مداد جنح بضياه انْتسخ

صكَّت به الأجرام من فوقنا

ودار بالآفاقِ منَّا فلخ

وجاز في آذاننا واغلاً

كأنَّهُ يقلعُ منها زنخ

ما لي ببابِ الثلج من طاقةٍ

وخوفه من كبدِي قد رسخ

فعوّذوني دونه بالرّقى

أو بخِّروني بالحصى والكلخ

متى أرى من مطرٍ رحمةً

تطرد من قاعدةٍ ما انْفسخ

متى أرى جيب الغوادِي انْفرى

وروع أفراخي لديهِ انْفرخ

اللائذين اليومَ من حاتمٍ

كأنه شعوآءُ فيها فنخ

ص: 122

تكوَّموا في البيتِ من خوفه

فالبيت أو ناظمهُ كومُ فخ

عادوا بنعمى أحمدٍ فاقْتضوا

منها لدفعِ الثلج عادات رخّ

ذو القلمِ الرَّاقي حياً أو علاً

فيا له غصناً دَنا أو شمخ

وأنفق الخاءآتِ لكنه

لعبدهِ من وفرِها ما رضخ

فحيث من مصر ينخى الذي

عارض من شرقيها ثوب نخ

من أينَ للقومِ الأولى قوَّضوا

كذهنكَ المقتدح الممترخ

هذا وفي الأقوامِ ذُو قوَّةٍ

وإنَّما الشيخ عديّ شيخ

وقال وقد أهدى ببطيخ أخضر

الكامل

شكراً لها نعمى يدٍ من سيِّدٍ

أغنى عن التطفيلِ والتشريخ

ولقد وَثقتُ بجودهِ متبصِّراً

من قبل شمّ روائحِ البطيخ

ومن مقطعاته قوله

الطويل

أخطُّ سؤالي بالرِّقاعِ ولا أرى

جفاءَك يا هذا بوصلك ينسخ

ويذبح جفني بالدُّموع وما له

سوى الشهر بعد الشهر في البعدِ يسلخ

ترى هل لعامِي من جبينك غرة

بها لا بدمعِي المستهلّ يؤرَّخ

لئن أشبهت منك الغصون معاطفاً

لقد أصبحت أيضاً تتيه وتشمخ

ــ

الوافر

ولاعبةٍ بنفس المرءِ يمشي

هواها مثلَ ما يمشي الرُخيخ

تصيَّد طائرَ القلبِ المعنى

بحبة خالِها الصدغُ الفُخيخ

كأنَّ سيوفَ سيفِ الدِّين رشت

حفافي خدّها منه لطيخ

أميرٌ ما لأهلِ القصدِ صفرٌ

لديهِ ولا لأهل الكبر طيخ

قضى عدلاً فلا عينٌ بظلمٍ

بها خزُرٌ ولا أنفٌ شميخ

حمدتُ الله حينَ بدَا لعيني

شريح قضًى وفي عمرِي شريخ

فتًى في يومِ جودٍ أو نزالٍ

ويوم العلم والآراءِ شيخ

فجودُ بنانِهِ بحرٌ فراتٌ

وجودُ بنان أقوامٍ فصيخ

ــ

ص: 123

الوافر

كأنَّك بي سكنت بخانقاتٍ

ووعظك قد ملا سمع المصيخ

كسرت كؤوس شعري بعدَ دورٍ

وتبتَ على يدي شيخ الشيوخ

ــ

الكامل

أفدي جمالاً مذ عرفت جميلهُ

ما احْتجتُ للتطفيلِ والتشريخ

قال الرَّجا إن كنت عن إحسانهِ

أعمى فشمّ روائحَ البطيخ

ــ

البسيط

طمعتُ بالعدلِ والإحسانِ منكَ معاً

فكنتَ عنديَ بالإحسانِ غيرَ سخي

وقلتُ يكفِي فقامَ العدلُ ينشدُني

حاشاهُ يفرقُ ما بيني وبين أخي

ــ

السريع

سألته عن قومِه فانْثنى

يعجب من إفراطِ دمعي السخي

وأبصرَ المسكَ وبدرَ الدُّجى

فقالَ ذا خالِي وهذا أخي

ــ

الكامل

ما زِلتُ أقلعُ شيبةً نسختْ بها

سوداءُ عقدُ شبابها مفسوخ

حتَّى غدت صفحات وجهي آيةً

لا ناسخ فيها ولا منسوخ

ــ

الكامل

مولايَ محيي الدِّين دعوة مسمع

نعمى يدَيكَ وللجوابِ مصيخ

أصبحت من هجرانِكم وبلادَتي

أعمى يشمّ روائحَ البطيخ

ص: 124