المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌ ‌حرف الجيم وقال تاجية البسيط واحيلتي بظلام الطرَّة الدَّاجي … واشقوتي بنعيم الملمس - ديوان ابن نباتة المصري

[ابن نباتة]

الفصل: ‌ ‌حرف الجيم وقال تاجية البسيط واحيلتي بظلام الطرَّة الدَّاجي … واشقوتي بنعيم الملمس

‌حرف الجيم

وقال تاجية

البسيط

واحيلتي بظلام الطرَّة الدَّاجي

واشقوتي بنعيم الملمس العاجي

ويا ضلالَ رشادِي في هوَى صنمٍ

لا شيء أهتك لي من طرفه الساجي

يثجُّ ماء دموعِي خطّ عارضه

ويلاه من عارضٍ للدَّمع ثجَّاج

إيهاً عذولي وباعدْ فيهِ عن بصرِي

فما أظنُّك من سيلِ البكى ناجي

قد اسرجَ الحسن خدَّيه فدونكَ ذا

سراج خدٍّ على الأكباد وهَّاج

وألجمِ العذل وارْكض في محبَّته

طرف الهوى بعد إلجامٍ وإسراج

وقسِّم الشعر فاجْعل في محاسنهِ

شذر القلائد واهدِ الدُّرَّ للتاج

الواصل الجود فينا غير منقطعٍ

والفارج الحال منَّا بعدَ إرتاج

بحر ترى المالَ سارٍ من أناملهِ

كأنَّه زبدٌ من فوق أمواج

وأصبحتْ هذه الآفاق آمنةً

بعدلهِ بعدَ إرهابٍ وإرهاج

كأنَّ أراءه بينَ الدِّيار بها

كواكبٌ تتجلَّى بين أبراج

في كفِّه قلمٌ ناهيك من قلمٍ

للمالِ مجرٍ وللغماء فرَّاج

سهمٌ لمن رامَ تنفيذَ الأمور به

لكنَّه هدفٌ للطالب الرَّاجي

إذا انْتحى الأمر فانْظر في الطروسِ إلى

محرِّكٍ لسكونِ الخلق مزعاج

لا يعدم الفضل منه أيّ متجرٍ

ولا رقومَ المعاني أيّ نساج

يا قالةَ الشعر في الأقطارِ طالبةً

مرادَ قصدٍ إليه يلتجي اللَاّجي

سعياً لأبوابِ تاج الدِّين إنَّ لها

منهاج فضلٍ بريء الفضل من هاجي

ص: 86

يممته والغلا والفقرُ قدْ جمعا

لحالتي بين طاعونٍ وحجَّاج

مجاوباً منه في سرٍّ وفي علنٍ

ودًّا ورفداً ينادِي كلَّ محتاج

لما دعَا الدَّعوةَ الأولى فأسْمعني

لبستُ بُردَيَّ واسْتمررتُ أدراجِي

فاسْتقبلتْ جدبَ أحوالي غمائمهُ

وبدَّلت حزنَ أفكارِي بإبهاج

وتابعَ الرَّفد حتَّى ما ظننت إذاً

أنِّي من السيلِ في أبوابهِ ناجي

ذاكَ الذي يحمل المهدِي مدائحهُ

جواهراً من حلاه بين إدراج

ملكت شعرِي على الأشعارِ حينَ حوَى

ذكر اسمه فهو ربُّ الملك والتَّاج

وقال تاجية أيضاً

الخفيف

كم عذولٍ على هواك أداجي

يا رشا من سطاه لست بناجي

لك خدّ سناه يوهج قلبي

حزني من سراجك الوهَّاج

وعذارٌ أظنُّه وهو خافٍ

حولَ خدَّيك زئبرَ الدِّيباج

حبَّذا أنت من هلال سعودٍ

بتُّ فيه أرعى نجومَ الدَّياجي

وغريرٍ قضى حجايَ وعمرِي

في هواه وما تقضَّيت حاجي

كلَّما اشْتقت سائغاً من لماهُ

عوَّضتْني عيني بدمعٍ أجاج

أقسم الحبّ لا يغيِّر قلبي

من شجونٍ ولا يُصحُّ مزاجي

سقمٌ ثابتٌ وعقلٌ شريدٌ

طالما احْتجت فيهما للعلاج

وعذولٌ في الحبِّ يجمع للمغ

رم بين الطاعون والحجَّاج

مطمئنٌّ على الملامِ وعندِي

شغلٌ عن ملامه بانْزعاج

ولئن كانَ عن رضَى الحبّ حزنِي

فمن الحزن غايةُ الإبتهاج

ليَ من أدمعِي ولفظيَ درٌّ

حسنَ الاتِّساق والازْدِوَاج

تلكَ منثورةٌ على حلةٍ الحس

ن وهذا منظَّمٌ في التاج

الرئيسُ الذي تناجت عليهِ

كلمُ المادحين أيّ تناج

والكريمُ الذي بهِ نفق القص

د وراج القريضُ أيّ رواج

كاتبٌ يبذل النضارَ صحاحاً

ويصون الشذورَ في الأدراج

عرف الملك من تنبيه رأيٍ

سائرٍ في الهدى على منهاج

ص: 87

ويراعاً بصدرهِ يتلقَّى

كلّ راجٍ يسعى إليه ولاجي

يا له من يراعِ فضلٍ وفيضٍ

يومَ سلمٍ يُدعى ويومَ هياج

كلَّما لاحَ في عجاجِ سوادٍ

وقرَ البيضَ من سواد عجاج

ذي سطورٍ مثل البساتين تجنى

وهي حولَ الإسلام مثل السياج

أنْشأتها يدُ ابن خضرٍ ففاحتْ

وسرى عرفها بكلِّ الفجاج

سيدٌ أجمع الثناء عليه

يوم فضل فلاتَ حين احْتجاج

كم عرضنَا مقدِّماتِ أمانٍ

لنداهُ فأحْسنت في النتاج

من أناسٍ من التقى والمعالي

وهمُ بين نطفة أمشاج

واضِحي العلم والهدى بسناهم

يتجلَّى عن الورى كلّ داجي

يا رئيساً أضحتْ بهِ حلبُ الش

هباء مَلقى الأفواج فالأفواج

كل نعماء غير نعماك عندِي

في صِلاة الصَّلاة مثل الخداج

فأبق يا مرتجى الندى في معالٍ

ما لأبوابِ سعدها من رتاج

نتمنَّى بلا احْتياجِ لمغنا

كَ سرانا فكيفَ عندَ احْتياج

وقال أيضاً يمدحه:

الطويل

بروضة حسنٍ والعذار سياجها

أغثْ مهجةً أضحى لديكَ احْتياجها

ودارِكْ فتًى أشفت على الموتِ نفسه

ولو شاءَ ذاك الحسنُ هانَ علاجها

فكم ليلةٍ قد صح فيك مزاجها

بكأس ثنايا منكَ كان مزاجها

أحاشيك أن تقضى حشاشة مدنفٍ

ولم تقضَ من عود التواصل حاجِها

وإني إلى حسن التجلد ساكنٌ

فما بال عذَّالي يزيد انْزعاجها

أراقب من همَّ التفرق فرجةً

وما الدَّهر إلَاّ غمَّةٌ وانفراجها

نديميَ هذا الغيثُ فامْزج بقطره

لنا قهوةً قد كادَ يذكو زجاجها

وأنتجْ به درّ الحباب فهكذا

قطار الحيا درَّ البحار نتاجها

وزَاوِجْ ثنايا بالحبابِ فإنَّما

يزينُ اللآلي في النظامِ ازْدِواجها

وأطفئْ بهذا الكاسِ همِّي فإنَّني

أرى السرج تطفا وهي تطفي سراجها

لئن زانَ هذا العقدُ جِيداً للذَّةٍ

لقد زانَ فرقاً للفضائلِ تاجها

رئيسٌ إذا أجريت في المِدَحِ اسمهُ

رأيت المالي كيفَ يجرِي ابْتهاجها

ص: 88

فما رفعت إلَاّ عليهِ بيوتها

ولا نصبتْ إلَاّ إليه فجاجها

بأقلامهِ تُحمى البلادُ وتحتوى

فيا حبَّذا من تاجها ورتاجها

كأنَّا ظُبا أقلامهِ في طروسهِ

أسنةُ جيشٍ والمداد عجاجها

لها من عيونِ اللفظ كلّ بديعةٍ

يبشر أفكار الرُّواة اختلاجها

يروقك في سحرِ البيان وإنَّما

يَرُوعَك من مثلِ الضَّلالِ مجاجها

بهِ انْتظمت خير العقود وثقفت

فهوم البرايا زيغها واعْوجاجها

ثوى بحرها في ساحلِ الشامِ وانْبرت

لآلِ نماها عذبها لا أجاجها

يكفُّ كريم الأصل من طرفِي علًى

يصوب نداها أو يصول هياجها

أخو شيمٍ قد سلمت لفخارِها

مفاخر قومٍ كانَ حمَّا حجاجها

كأنَّ دروجَ الخطّ منه لحسنها

خصورُ ملاحٍ يستبين انْدماجها

كأنَّ صِلات البرِّ عند نوالهِ

صَلاةٌ يوفي نقصها وخدَاجها

فأحسنُ من صوبِ السحاب هباتهِ

وأحسنُ من تلكَ الهبات رواجها

لئن قصَّرت أفكارنا عن مديحهِ

لقد طالَ في ليلِ السطورِ ادِّلاجها

لئن كانَ أخلى فجّ مصرَ لقد سرى

فقالت لمرآه العزيز العجاج ها

أمولايَ لي شوقٌ مورِّق مقلة

ضعيف على بحث السهاد احْتجاجها

فللسهدِ ما طافت عليهِ جفونها

وللدَّمعِ ما دارت عليهِ فجاجها

بعثت مدى الأيَّام تحتِي سيادة

لبيتك قد جلَّت وجلَّ نتاجها

فلا سؤددٌ إلَاّ إليكَ معاده

ولا مدحةٌ إلَاّ إليكَ معاجها

وقال أيضاً

الطويل

حلفت بليلِ الشعر منه إذا سجى

وضوء الضحى من وجهه متبلِّجا

ومن أدمعِي بالمرسلاتِ من الأسى

ومن أضلعي بالموريات من الشجى

لقد ألجم العذَّالَ وجه معذِّبي

وقد لاحَ في جنحِ الظلامِ فأسرجا

وفرج غمِّي ذات يوم بِزَوْرةٍ

فقلت لعينيَّ انظرا وتفرَّجا

ظلاماً وبدراً فوق غصنٍ على نقا

دجى وتجلَّى وانْثنى وترَجْرَجا

وخدًّا كفاني صبوَةً شمُّ وردهُ

فكيف وقد زاد العذار بنفسجا

ص: 89

صحيفة حسنٍ قابلتها ملاحة

ألم ترهُ سطراً عليها مخرَّجا

بروحيَ في أفق المحاسنِ كوكبٌ

على مثلهِ قد طابَ لي سهرُ الدُّجى

نهانيَ عنه الهمُّ قبلَ عواذِلي

وأخرجني عنه وما كنتُ مُخرَجا

وأزعجني شيبٌ بفودَيّ طالعٌ

وما كان وقعُ الشيب لي عنهُ مزعجا

فيالك مقطوف العذار هجرته

فما عرَّجت عيني له حينَ عرَّجا

دنت دارُه منِّي وشطَّ مزَارُهُ

فهل أبصرتْ عيناكَ ثغراً مفلَّجا

كأنِّيَ لم أنعمْ بدينارِ خدِّه

مشوقاً على نقدِ العدى أو مبهرجا

ولم أصبُ من لهوٍ بنقطة خاله

إلى كرةٍ من حولها الصدغ صولجا

ولم أحجب العذَّال منه بحاجبٍ

رَأَوا عنده حقّ الملاحة أبلجا

ولم أترشف بعد فيه مدامةً

على يده دفَّاعةً حجّةَ الحجى

ولم أعط كأساً بالنضار وخدّه

لمعطيه بالدرِّ النظيم متوّجا

ولم أتلقَّ النهدَ في الصدر جالساً

وأسرى به حالي الشكيم مهملجا

إلى الرَّوض فيَّاحاً من الزَّهرِ باسماً

على الزُّهر رفاقاً لدى الطلّ سجسجا

أحبر في مدح الإمام محمدٍ

من اللفظ أبهى الروضتين وأبهجا

وما هو ممن لا أنقح مدحه

فآتي إليه بالمديح مرَوَّجا

أخاف له نقداً فأبطئ في الثنا

كجمع أبي جاد الحروف من الهجا

ألم ترَ أني قد لجأت لظلهِ

ودافعت حرا من أذى الدهر موهجا

أخلّدُ تاريخ العلى بصفاته

وأروي حديث الفضل عنه مُخرَّجا

وأصرف آمالي التي قد تقسَّمت

إلى مرتجى ما باب نعماه مرتجا

كريمٌ إذا ما قدَّم الظنّ نحوه

مقدمةً من منطق المدح أنتجا

ولا عيبَ فيه غير إسراع جوده

فليس يُمني بالمواعد محوجا

وأفراط كتم للندى وهو ظاهرٌ

وهل مانعٌ للرَّوض أن يتأرّجا

وقَّى الدِّين والدُّنيا ليهلك ملحدٌ

لديهِ وينجو راشدٌ مع من نجا

فتاوى على سمتِ الهدى وفتوَّة

تَجانسَ معنًى لفظها وتدَبجا

وبرّ رعى قصدَ العفاةِ فغاثها

وبأسٌ كوى قلبَ العدوِّ فأنضجا

وعلمٌ أقامته المباحث ناصِراً

فقل عَلمٌ ردَّ الأسودَ وهجَّجا

ص: 90

هو البحر يروى حولَ شطَّيه واردٌ

ويغرق من قدْ لجَّ فيه ولججا

له قلمٌ يحمِي الحمى برقاعه

ويكتب بالنعمى وبالعلمِ مزوِجا

إذا قالَ لم يترك لذي القول موضعاً

وإن صالَ لم يترك لذي الصوْل موْلجا

فكم من بليغٍ في الورى متفصحٍ

وعَى لفظةً من كتبه فتلجلجا

وكم من كميّ صار كالدّجّ حيرة

فلا غرْوَ إن قالوا لكميّ المدَججا

وكم منهجٍ في القولِ أرشدنِي له

وكم أملٍ أنشاه لي حين أنهجا

وكم كسوةٍ لي في دمشقَ أفادها

وقد كانَ ظهري من أذى البردِ أعوجا

وكم أنطقتْ نعماه منِّي مدائِحاً

سرى ذكرها غرباً وشرقاً فأدلجا

وروّى نباتياً من القولِ طالما

سقاهُ أبوهُ الغيث نوا مثججا

أبا الخير خذها من ثنائِي كرائِماً

أبت عن سوى أكفائها أن تزَوّجا

أوانس أبكارٍ يحقُّ لحسنِها

على ساكنِ الأمصارِ أن يتبرَّجا

تهبُّ للقياها الكرامُ من الحيا

ويجرِي بذكراها المطيّ على الوجا

لها إن تقمْ في دارَةِ الأفقِ منزلٌ

وإن تسرِ حلت من ثرياه هوْدَجا

وقال أيضاً:

البسيط

مدَّت إليك المعالي طرفَ مبتهجٍ

وأعربتْ بلسانِ المادح اللهج

وأشرق المنبرُ المسعودُ طالعهُ

بخير بدرٍ بدا في أشرفِ الدّرج

خطبت بالشامِ لما أن خطِبتَ له

فاهنأ بمتفق اللفظين مزْدَوِج

يا حبَّذا أفقٌ عطرتَ جانبه

حتَّى اسْتدلَّ بنو الآمال بالأرَج

صدر العلى فتمكن بالجلوس به

فقد جلست بصدرٍ غير ذي حرج

وأصدَع برأيك لا لفظ بمحتبسٍ

إذا خطبت ولا فكرٌ بمنزعج

تصبو الورى لسواد قد ظهرت به

كأنَّما من حكته أسود المهج

عينُ الزمان تحلى في ملابسه

وإنَّما تتحلَّى العينُ بالدَّعج

أعظم بها من مساعٍ عنك سائرةً

فقد سلكت طريقاً غير ذي عوج

ولَجتَ للعلمِ أبواباً متى خطرت

بها العزائم أبوابَ العلى تلج

ودافعت يدك الآمال جائدة

تدَافعَ السيل في أثناءِ منعرج

ص: 91

مناقبٌ يهتدي وفدُ الثنا لها

بواضحٍ من ضياءِ البدر منبلج

كأنَّ نغمةَ عافيهِ بمسمعه

أصواتُ معبدَ في الثاني من الهزج

يا طالباً منه جوداً أو مباحثةً

رد بحرهُ العذب واحْذر سورة اللَّجج

بحرُ الندى والهدى إن شمت مورده

شمتَ النجاةَ وإن هيَّجته يهجِ

مبصر الرَّأي مأخوذٌ بفطنته

إلى المراشد مدلولٌ على النهج

هذا دليل الشباب الجون منسدل

فكيف لما يضيء الشيب بالسرج

إيهٍ بعيشك بدرَ الدِّين سدْ فلقدْ

أدلجت للفضلِ فينا كلّ مدّلج

أنتَ الذي فضلَ الأخبارَ شاهده

فيممتهُ بنو الآمال بالحجج

من فيضِ جودك جادَ الفائضون ندى

كأنَّك البحرُ يُروَى عنه بالخلج

لا زالَ بابك للمغلوب جانبه

وواجد الهمّ باب النصر والفرَج

وقال تاجية

البسيط

أقسمت من فرعها المسبول بالداجي

كالآبنوس بمشط الرجل في العاج

لقد تورَّط قلبي في حبائلِها

فما أرى أنَّه من حبِّها ناج

لو أنسَ يوم النوى دمعاً بوجنتِها

كما نثرت لآلٍ فوق ديباج

وناظرِي حينَ أخلى الجزع ساكنه

كعارضٍ بعقيقِ الدمعِ ثجاج

محجوبة إن أقل عمرِي انْقضى فبِها

قضى حجايَ ولم يقض اللقا حاجي

لا عيبَ فيها سوى ريق على بَرد

مبرِّد في الشتا والصيف ثلَاّج

قسمت أغزالَ شعري والمديح لها

نظم الشذور ونظم الدر في التاج

يحيي الندى جعفر والفضل قد فنيا

وظله لا عدِمنا ظله ساج

ذو الجود كم جملٍ من وفر راحته

قد عوجلت قبل تحصيلٍ بإخراج

والبر والمكرمات الغرّ كم هرعت

إليه أفواجُ قصدٍ بعد أفواج

كم من بناتٍ وأبناءٍ قد اجْتمعوا

على قراه وزوجاتٍ وأزواج

كم بين أبيات أمداحِي له شيمٌ

كأنَّهنَّ نجومٌ بين أبراج

بحر أرى مقبلات الخير أكثر من

ماضي سرَاها فما عدٌّ لأمواج

في كفِّه القلمان الرَّاجحان على

سواهما بين كفاتٍ وأدراج

ص: 92

يا حبَّذا قلمُ التصريف مع قلم ال

إنشاءِ من سابقٍ في الطرسِ هملاج

وحبَّذا الطرس منشوراً بنفعِ رجا

وملتقي كلّ ذي همٍّ بإفراج

وحبَّذا من حباسيّ وأنعمهُ

فرّاجة لمثارِ الخطب مهتاج

في الحمدِ والأجرِ ذو فكرٍ وذو نظرٍ

إلى صميمِ العلى والفضل ولَاّج

قضى له الله أن تعلو مراتبهُ

وأن يكون ملاذ القاصد اللاجي

مهنأ الجود مدلول النوال على

أهل المقاصدِ دارٍ حالَ محتاج

إذا أراد قبولَ البرِّ خالقنا

هيا نوافلهُ في وقت إحواج

يا مذكري من كريمِ الدِّين أنعمه

بمصر دُمْ أنت تاجيُّ العلى ناجي

لقد منحت كثيراً من قليلك إذ

قليله في كثير الوفر رَوَّاج

فأنتَ عندِي وعند الناس أكرم من

ذاك الممكن يا نعم الفتى الراجي

مولايَ مولاي تاج الدِّين ممتدحاً

حاشا لمنهاج ذاك الباب من هاج

أحسنْ بها جبةً قد فرَّجتْ كربِي

عودية أطربتني بعد إزعاج

شكراً لنسَّاجها بل للجواد بها

مستفتحاً باب شعري بعد إرتاج

إن يكسِي ما سيبليه الزمان فقدْ

كساه ما ليسَ يبلى نسج نساج

لأجعلنَّ لشعرِي عنده ملكاً

على الرواةِ سنيّ الملك والتاج

وقال في السبعيات في منجك الأمير

مجزوء الرمل

أشرق الشام فما أي

من يا طالعُ نهجك

ثمَّ لما فاح مس

كاً قيلَ من جا قلتُ منجك

كم هلالٍ كادَ يا قا

دم أن يحسد سرجك

وابنه الكاتب قد و

دّ إذاً يكتب دَرجك

واسْترق الجودُ أحرا

راً أتوك الكل تنجك

صيدك الأجر ودارُ ال

عدل لا تبرَحُ مرجك

خجّ في هذي الرعايا

قبلَ الرحمن حجك

وقال علائية

البسيط

أسرت في الحبِّ يا ينجو فمن ينجي

يا طفلةَ الترك من هجرانك الكرجي

ص: 93

هل لثمةٌ منك مثل الرَّاح عند فَمي

وعند عاذليَ الغيرانِ كالبنج

كالشهد لفظ علاء الدِّين نرقبه

والسمّ عند عداة الدِّين نسترجي

أهلاً بمقدم ون وَدّ الهلال بأن

يمسي لمركوبه المسعود كالسرج

ملك الكتابة أي الأرض واصلها

مسعاه كانَ سعيد الوصل والدّرْج

إن بتُّ في مزْج ذكراه فإنيَ من

همِّ التباعد في هرْجٍ وفي مرْج

قد فقعتْ بالتنائِي مهجةٌ نسبت

في الخاص قدماً وقد عادت من الجرج

وقال يستهدي فحما

البسيط

مولاي مولاي نجم الدِّين دعوة من

في قصدِ جودِك لا يحتاج للحجج

ومن إذا أبصرت عيناه عبدكُم

في البابِ أبصرَ ما يرجوه من فرج

هذا رجا الدجن كم أرسى وكم لك من

عقد من المنّ عندي واضح النهج

درّ المقال وتبر الجود تبعثه

فابعث لكانوننا شيئاً من السبج

وقال في الثلاثيات

الكامل

يا قادماً باليمن للمهتاج في

أحوالِه والمنّ للمحتاج

قسماً بسؤددك الجليّ فإنَّه

منهاجُ فضلٍ ما له من هاج

ما ترفعُ الأيَّام رأس رياسةٍ

إلا إذا وسمت بهذا التاج

وقال وقد ذكر ابن دقيق العيد وابن بنت الأعز

ةتقي الدين السبكي

المتقارب

حللت بمصر عن الحاكمين

كأنَّا ذَوي نسبٍ مبهج

إمامَ التقى دُمْ لنا مرتجًى

وما باب فضلك بالمرتج

فليس الدقيق كمثل الجليل

وليس العلليّ كالخزرجي

وقال في شويعر

الكامل

وافى إليَّ بمدحةٍ قد أخبرت

عن كلّ بيتٍ جيدٍ من أينَ جَا

فسكتُّ عنه فجاءني بهجائهِ

لأجيبه هيهات أخلفه الدجى

ص: 94

من كانَ في حالِ المدائح ساقطاً

عندِي فكيفَ يكون في حال الهجا

وقال في المثاني

البسيط

أشكو السقام وتشكو مثله امرأتي

فنحن في الفرش والأعضاء نرتجُّ

نفسان والعظم في نطعٍ يجمعنا

كأنَّما نحنُ في التمثيلِ شطرَنجُ

وقال في واقعة وقعت له بغزة

المتقارب

إلهي سلمتُ من الضربِ في

بلادٍ لعيشي فيها حرَج

وأرجو الخلاص فقرّب به

لباب السلامة باب الفرج

ومن مقطعاته قوله

الوافر

عذولي منك في أمر مريج

وسمعي منك في ذكر أريج

بذكرك طابَ منطقهُ وأغرت

ملامته هوى قلبي اللَّجوج

كما أغرَى الملامُ نوالَ كفي

وليّ الدِّين ذي المدح البهيج

كريمٌ لو تفاخرهُ كرام

مضوا يعدو بغيظٍ في ضجيج

لو أن ابن الفرات النيلَ داجى

تفرَّجنا على ذاكَ الخليج

مليجيٌّ له في الجودِ بابٌ

يكاد زحامه ينهى ولوجي

بدا جوداً فإن أحجب لعذرٍ

أتيت بطوخ فيه على مليج

ــ

المنسرح

يا واعظَ الشام والثناء له

في سائر الأَرض سائر الأرج

من يَرَ كرسيكَ السنيّ فقد

رأى ابن جوزيها على دَرج

يا نورَ أفكارِنا وأعيننا

أغنيت أوقاتنا عن السرج

فرَّجتَ بالوعظِ عن خواطرنا

فنحنُ نفديك يا أبا الفرج

ــ

البسيط

أخربت قلبي الذي صيَّرته وطناً

أيام لم تكُ ذا زيغٍ ولا عوج

فكدتُ بالرغمِ أخلي منك جانبه

خوفاً عليك من المستوطن الحرج

ــ

الرجز

جاء الطواشيّ بها نصفيه

كأنَّها الصبح إذا تبلَّجا

مستورةٌ بذيلهِ فحبَّذا

طرة صبح تحت أذيال الدجى

ص: 95

بنفسج الخدّ داع

مشيب خدِّي المثلج

عندِي هوى معرض لا

يرضى بشم البنفسج

ــ

المنسرح

خلعة قاضي القضاة لا برحت

بكِ التهاني أوفى رَجا الراجي

للحكمِ كالملكِ أنتِ صالحةٌ

يا خلعةَ الطيلسان والتاج

ــ

المنسرح

الحمد لله كم عطاء لهُ

في كلِّ قصدٍ وكلِّ منهاج

ملك العلى والعلوم جدَّده

وخلعة الطيلسان والتاج

ــ

الطويل

عجبت لأنكادِ الزمان وإن طمتْ

ولا عجبٌ في فكرة تتولج

أجاوِر من أهوى ولا وصلَ بيننا

كأني ومن أهواهُ ثغرٌ مفلج

ــ

الرجز

أفدِي الذي جبينه في شعرهِ

طرَّةُ صبحٍ تحت أذيال الدجى

مالي به مع قرب داري ملتقًى

فهل رأيت ثغره المفلَّجا

ــ

الوافر

كلفت بشائبٍ لا عذلَ يثني

جماحي في هواهُ ولا لجاجي

أقبلُ من عذاريْ وجنتيه

سياجَ الوردِ أو وردَ السياج

ــ

البسيط

وأهيف القدِّ فتَّان العيون قضى

على الجوانحِ واسْتولى على المهج

لثغرهِ ولخديهِ وطرَّته

شبهٌ من الدُّرِّ والياقوت والسبج

ــ

البسيط

يا لائمِي في رشيقِ القدِّ معتدلٍ

أقصرْ فإنَّ غرامي غيرُ ذي عوج

أشكو الشدائدَ من وجدٍ أكابِده

ولستُ أيأسُ في شكوايَ من فرَج

ص: 96