المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌ ‌حرف القاف وقال مؤيدية الكامل عوذت شعرك بالظلام وما وسق … وسناك بالقمر - ديوان ابن نباتة المصري

[ابن نباتة]

الفصل: ‌ ‌حرف القاف وقال مؤيدية الكامل عوذت شعرك بالظلام وما وسق … وسناك بالقمر

‌حرف القاف

وقال مؤيدية

الكامل

عوذت شعرك بالظلام وما وسق

وسناك بالقمر المنير إذا اتَّسق

آهاً لها من طلعة في طرة

لاحت فلا لاحَ الصباح ولا الغسق

وهلالٌ تمّ طالع في سعدِه

لكنَّ نجم حشايَ فيه قد احترق

رشأٌ وجدت العذل فيه باطلاً

لما وجدت بمقلتيه السحر حق

زعم المشنع أنني واصلته

ليت المشنع عن تواصلنا صدق

بأبي الذي أجريت أحمر أدمعي

في حبِّه فإذا ابتغى أمداً سبق

يا للجوانح والبكاء تطابقاً

هذي مقيَّدة وذاك قد انْطلق

قمْ يا غلام وهاتها في حبه

صفراء مشرقةً كما وضح الشفق

هذي الحمائم في منابر أيكها

تملي الغنى والطلّ يكتب في الورق

والقضب تخفض للسلام رؤوسها

والزهر يرفع زائريه على الحدق

فعسى تجدّد لي زمان تواصل

قد كانَ في اللّذَّات معنى مسترق

لا تسمعنَّ بأنَّ قلبي قد سلا

ذاكَ الزمان وذاكَ قول مختلق

تتخالف الأخبار لكنّ الندى

خبرٌ عن الملك المؤيد متفق

ملك خزائن ماله وعداته

تشكو بأيديه التفرق والفرق

البحر في كفيه أو في صدره

فانهل وإن ناويته فاخش الغرق

ذاك الذي بالناس يفدى شخصه

ويعاذ في ظلم الحوادث بالفلق

للسيف في يمنى يديه جدول

فلذا يفيض على جوانبه العَلق

وبكفه القلم الذي لا يشتكى

فتق الأمور لفضله لا رتق

ص: 337

تجري البحار فلو رمى بحربه

لا نشق ذاك البحر غيظاً وانفلق

فيه مآرب للعلوم وللندى

إن فاض راق وإن أفاض القول رق

كالغصن يستحلى سنا أزهاره

ويجود بالثمر الجنيّ وينتشق

فاز امرؤٌ ألقى يمين رجائه

لمقام إسماعيل يوماً واعتلق

المرتجى والأفق محجوب الحيا

والملتجا والدهر مرهوب الحنق

لله كم خضعت لعليا مجده

رأس وكانت ذات صول لم يطق

سارت سيادته وأمعن شوطها

فغدت على الأعناق واصلة العنق

وأراد أن يجري إلى غاياته

صوب الحيا فلذاك ألجمه العرق

النصر والدنيا الخصيبة والهدى

إن صال أو بذل الصنائع أو نطق

لاقيته فشفى رجايَ وعانقت

كفاي من جدواه أطيب مُعتنَق

وروائح المعروف لا تخفى على

حال فشمُوا من أنامليَ العَبق

يا أيها الملك المؤيد دعوةً

تذر العداة بغيظها تشكو الحرق

واصلت قصدي باللهى وقطعت ما

بيني وبين بني الزمان من العُلَق

فلأشكرنّ جميل ما أوليتني

شكر الرياض الزهر للماء الغدق

بمدائح أهّلتني لنظامها

فغدت محررة وعنقيَ مسترق

درر خدمتُ بها علاك وإنما

عُطفت على درر العلى عطف النسق

وقال في الأفضل ابن المؤيد

الكامل

ما بتّ فيك بدمع عيني أشرق

إلا وأنت من الغزالة أشرق

يا من تحكم في الجوارح حسنُه

فالقلب يؤسر والمدامع تطلق

أنفقت عيني في البكاء وحبَّذا

عينٌ على مرآى جمالك تنفَق

وأخافني فيك العذولُ وما درى

إني لجودك في الهوى أتشوّق

قسماً بمن جعل الأسى بك لذةً

والدمع راحة من يحبّ ويعشق

إن العذول هو الغني وأن من

يفني عليك حياته لموفّق

لي من نصيب هواك سهمٌ وافرٌ

وسهام سحر من جفونك ترشق

يمتار من دمعي عليك ذوو البكا

فاعجب له من سائلٍ يتصدّق

ص: 338

ولقد سقيت بكأس فيك مدامة

في غيظ لوّامي عليك فلا سقوا

وضممْت من عطفيك غصن ملاحةٍ

بالحلي يزهر والغلائل تورِق

وقرأت في خديك بعد تأمل

خطًّا به حبّ القلوب معلق

ورزقت من جفنيك ما حسد الورى

حظي عليه وهو رزق ضيق

ونُعمت باللّذات وهي جديدةٌ

ولبست ضوءَ الرَّاح وهو معتّق

في ليل أفراح كأنَّ هلاله

للشرب ما بين الندامى زَوْرَقُ

يا حبَّذا ليلٌ نبيع به الكرى

لكننا لا عن رضًى نتفرّق

حيث الشباب إلى المسرة راكض

لا يستقرّ وطالبٌ لا يرفق

سقياً لأوقات الشبيبة إنها

أوفى لمطّلب السرور وأوفق

ما سرّني أنّ الكميت تحثها

نحوي السقاة وأن فوْدي أبلق

غني بكأسك يا نديم فإنّ لي

جفناً مدامعه أرقّ وأرْوَق

زال الصبا ونأى الحبيب فعادني

أرقٌ على أرق ومثليَ يأرق

وكأنّ عيني راحةٌ ملكيّة

حلف النوال بأنها لا تطبق

نشأ النوال الأفضليّ فلم نسل

في الأفق هل نشأ الغمام المغدق

إن كان في الكرماء رسل سماحةٍ

فمحمدٌ منها الأخير الأسبق

ملك أقام على حماه وذِكرُهُ

بالمكرمات مغرّبٌ ومشرِّق

ما ضره والفعل فعل باهر

طلب السهى والأصل أصلٌ معرق

من أسرة تقوية حظ الأولى

يوم الفخار لقهرها أن يتقوا

النجم بعض ريارهم فلينزلوا

والنجم بعض حدودهم فليرتقوا

إن فاخروا بقديمهم لم يدفعوا

أو سابقوا بجديدهم لم يلحقوا

إن يفنَ ماضيهم على سنن الردى

فكأنهم ببقاء أفضلهم بقوا

الأرض واسعة بجدوَى ملكهم

والعدل في أيامه متوثق

ملأت موافقة القلوب مهابة

فالقلب قبل الطرف فيها مطرق

وكأنما صور الوقوف أمامه

صور الذمى فمواثل لا تنطق

سارٍ على منهاج أسرة بيته

ترجو البرية حالتيه وتفرق

لا عيب فيه سوى عزائم قصّرت

عنها الكواكب وهي بعد تحلق

ص: 339

وندى تتابع وفده حتى اشتكت

نفحات أنعمه الفلا والأينق

فياض سيب حين يزهى مجلس

وخضيب سيف حين يعرو فيلق

تلقاه بين مهابة ولطافة

كالسيف فيه مضاً وفيه رونق

وتراه من لمع الأسنة سافراً

كالبدر بين كواكب تتألق

حيث الغضا بين السلاح كأنه

لجّ تحقق بنده يترقرق

والطير تقربها الظبا فمن السماء

والأرض تغشاه الضيوف وتطرق

يا أيها الملك المكمل فضله

وُقّيت من حدقٍ إليك تحدّق

وبقيت للمدَّاح تجلب عيسهم

جلباً بغير بلادكم لا ينفق

أذكرتنا زمن المؤيد لا غدت

مثواه باكية الغمام تشهّق

حتى تجرّبه ذيول حديقة

أكمامها بيد النسيم تفتق

علياك علياه وخلقك خلقه

فاهنأ بلبس مدائحٍ لا تخلق

وقدوم عيد كان من طرب إلى

لقياك تخترق الصيام وتسبق

وبديعة كالروض إلا أنها

تجلى بجارحة السماع وتعشق

نظمتها عقداً لمثل مثاله

في النظم شاب من الوليد المفرق

وتلوت قاف معوّذاً من قافها

خوفاً عليه من النواظر أشفق

لا فضل لي فيها وبحرك قاذف

درر الصفات تقول للخلق انفقوا

من عشّ بيتك قد درجت وطار لي

في الخافقين جناح ذكرٍ يخفق

وبكم علمت من القريض صناعة

ما كنت لولاكم بها أتعلق

لكم الولا مني لأنَّ نداكمُ

من كلِّ حادثةٍ له في معتق

وقال وكتبها للشيخ شمس الدين الصايغ وهي تعد بقصيدتين

وفيها نوع يسمى التشريع

المتقارب

بطيفك يا بدر والطارق

ومسبل شعرك والغاسق

وقدك يا غصن واللحظ من

رشيق يميس ومن راشق

وطلق جبين قضى حسنه

ببين على سلوتي الطالق

أغث بأيادي الرضا مغرماً

دعاك وخذ بيد العاشق

ص: 340

فقد تعبت عينه في الهوى

بإنسانها السابح الغارق

وعاقبها سيد ظالم

عليها بذنب الكرى الآبق

سكاب دموع جرت في مدا

بكاها فأعيت على الآحق

وسهر روى من بكاءي الذي

تدفق عن جعفر الصادق

وأمرد نشوان أما لقاه

لعمري فمعذرة الفاسق

منعم جسماً ولكنني

شقيت بمنظره الشقائق

وذي إمرة سار للقيل في

جناحي لوا قلبي الخافق

فكم مسلم خائف عندَ ما

رنا من ظبا لحظه المارق

وكم ذابل في العيون التي

سناها بسهدٍ لها ماحق

فيفتح للجفن من مطبق

ويعمل للقلب من طابق

بخدٍّ وخال على تبره

يشحّ على قبلةِ الوامق

فكم قلت بالتبر جُد مرّة

عليّ فقال ولا الدَّانق

وكم قلت ما الرفق قال الطلا

وأقسم ما أنت بالذائق

ورُبّ مدام تروق التي

شربت على حسنه الرائق

معتقة من ذوي الحجب في

يمين محجّبة عاتق

وفاتكة كالمدام التي

تدير على لينها مادق

تنزه في الثغر مبني في

محل العذيب وفي بارق

زمان شباب مضيء مضى

بعيشٍ لنا فائزٍ فائق

وجاء مشيب على جانبيْ

عذاري وحاشاك كالباصق

فعينايَ في الليل محلوقتان

وفي اليوم من مائها الدافق

وقلبيَ حرَّانُ من لوعةٍ

أتت من كئيب النوى الفارق

ومن زمنٍ بعد ذاك الزمان

عقوق كمثل اسمه عائق

محاذق في الضرّ لي أفرقت

خلاف القياس من الحاذق

وحملت في الأرض من خطبه

ذُرا جبل في السما شاهق

لسنيَ بالفم كم قارعٍ

ولحميَ بالهمّ كم عارق

ص: 341

وقلبي المعذب مع همه

لدى القلب في مخلبيْ باشِق

لعل صديق صديق بمصر

يخفف بالشام عن عاتق

بخطوة ساعٍ مثابٍ إلى

حمى الفضل والكرم السابق

فنشكو فعال الزمان الغلام

لسيده الفاتق الراتق

عليّ سيوف لشأوِ العلى

وحاتم في القوم من لاحق

مجيد العطا ومجيد السطا

بممتشق فيهما ماشق

له الله من راتقٍ في الورى

أموراً كباراً ومن فاتق

وميكال دهر جديد على

يديه تصبّ يد الرازق

من الغرب والشرق راجوه لا

يردّ حماه رجا الطارق

فيلقى الجوينيّ في الوفد من

ندًى عنده ما لقى المالقي

على خلفاء كثيرٍ أبرّ

بسؤدده الراسخ السامق

فيا عون المكتفي إذ بدت

علاه ويا خجل الواثق

فيا صائغ اللفظ صوغ الشنوف

زهت في حلا سوقه النافق

أغثْ مبعداً لاقياً للأسى

يلوذ بإحسانك اللائق

صباح الطوى من دمشق التي

خدمت ومن حلب فالق

وفي حلبٍ راتبٍ قانعٍ

ولكن نعته يَدا ناعق

وعائلة أعولت كلما

أطلت على نفسي الزاهق

على أنني وليَ الصبر قد

ألفت بهذا الشقا الراهق

فلو قيل فارق ولا تبتئس

أيست لقولهُم فارق

وقد آن لي من يد العمر أن

أسير إلى رحمة الخالق

وما فتر هذا الهلال القديم

لخلق عليها سوى خافق

فداك محبّ عطفت الولا

على حبّه عطفةَ الناسق

طفقت له مزوياً نبْتَهُ

زماناً بطافحك الطافق

وأحييت منه ومن لفظه

لمن قد يرى رمق الرامق

فكم من شهيد زكيٍّ على

جميل ثناه وكم سابق

وأنت الذي لم يزل بشره

لظامٍ وسارٍ سنا بارق

ص: 342

وأنت الذي في السهى قدره

بعيّوق شاهده الناطق

لا بدعَ لفظكَ كم حاسدٍ

كليم حشاً دونه صاعق

تنزّه في روضة المجتلى

على المرخ من همة اللاصق

فعيناه في المرخ حيث اجتلت

بديعاً وأحشاه في دابق

ملكت بحقلِ جلاد الجلال

وحيداً فمزّقت في مازق

وأفردت نظماً سرياً فما

لبيتك في النظم من سارق

وأبعدت بالرغم والعجز عن

جنا دَوْحك الناضر الباسق

فيا طرسيَ ألثم ثراه المري

ع ألفاً ويا مدحةُ عانق

وعشْ يا ربيب التقى والعلى

لدى أملٍ بالوفا صادق

ومبلغ علم بإعجازه

رمى في حشا الندّ بالحارق

علومك يا دوح للمجتني

وذكرك يا روض للناشق

وقال في قاضي القضاة بهاء الدين أبي البقاء

الكامل

قال العذول فزاد قلباً شيّقا

ما ضرَّ يا مسحور دمعك لو رقى

هيهات مع نأي الأحبَّة والضنا

ترقى دموع العين أو تجدي الرّقى

ما زاد قلبي في الدموع تبحراً

إلا وزادني العذول تملُّقا

أبكي الصبا بدموع عينٍ كادَ في

شكوى الجفا إنسانها أن ينطقا

آهاً لعهد صباً وعهد صبابةٍ

شبَّ ادِّكارهما فشيب مفرقا

يا من رمى هذا الرماد بمفرقي

ماذا رمى قلبي الشجيّ فأحرقا

وتفرقت جفناي عن دمعٍ به

أشرت وعن ميسور نوم أملقا

إن يغن جفنيَّ البكاء فقد قلى

عدمُ الكرى فيها وأن يتفرَّقا

أفديك راشقة اللحاظ رشيقة

يا لحظها وقوامها ما أرشقا

عربيةٌ أروِي لباسمِ ثغرها

نظماً لأكباد الحواسد مقلقا

تجفو ولو أني قبرت وسلمت

سلمتُ تسليم البشاشة أوزقا

ولربَّما عطفت وغصن قوامها

بالحلي أثمر والذوائب أورقا

وضممتها في الحيِّ أرشف ثغرها

ثمَّ انتبهت فلا العذيب ولا النقا

ص: 343

طيفاً ألمَّ وما يظن بشاعر

قاضي القضاة سميعه إلا التقا

أمَّا الزمان فقد كساهُ نضارةً

قاضي القضاة ابن العلوم أبو البقا

قاضي القضاة تهنها علياء ما

برحت ببيتكم الممدّح أليقا

من ذا لذا إرثاً وملكاً عن رضاً

لكمُ بهِ النعمى وللأعدا الشقا

ولنا بكم هذا الهناء المجتلى

ولكم بنا هذا الثناء المنتقى

لا تعدم المدح الحسان بهاءه

وثناه مملا مغرباً أو مشرقاً

ذو السؤدد الموروث والكسب الذي

أثرى فنفق ما رجاه ونطقا

عرقت جباه السائدين حياله

وكذا يكون ابن السيادة معرقا

أبناء خزرجها وعيبة نصرها

هنئتُم الشرف التقي ثمَّ ارتقى

إن يشبه الأسلاف أخلاق لقد

رضع الرجا منها الغمام المغدقا

أكرم به متحلّياً من مصره

حتى أقام لسعدها متدمشقا

يا وارث الأنصار فضل سيادةٍ

أخذت على عهد المعالي موتقا

يا من سجعت بمدحِه إذ لم أزل

بنداه ثمَّ ندى ذويه مطوَّقا

عذراً على تأخير عبدٍ عنكمُ

أضحى بترسيم الهموم معوّقا

عرفَ الزمان بأنني أشكو إلى

رحماكَ عدّته فعاق عن اللقا

بأليمهِ يا سيدي وأليمه

لا أستطيع بشكوها أن أنطقا

ومع اهْتمام الهمّ بي فاسْتجلها

عذراء قالَ ثناؤها ما أصدقا

جاءتك في شفق الحياء وإنما

مجدتك في الحسنى أبرُّ وأشفقا

يا من على جدواه أن يهمى الحيا

وعلى نبات مدائحِي أن تعبقا

أن يغد مدحِي عن ثناك مقصراً

فلقد يرى فوق النجوم محلّقا

وقال جوابا للشيخ صفي الدين الحلي

الخفيف

لرسوم الحمى عليهِ حقوق

مدمعٌ فائضٌ وقلبٌ خفوق

ذاكَ يغني مولاه إن يسفح الغي

ث وهذا أن تستهلّ البروق

أينَ عيشي والشمل فيه جميع

ومراحِي وما استقلّ الفريق

يا ديار الشهباء احمرّ دمعي

كلّ يومٍ إلى هواكَ سبوق

ص: 344

كلما أسعر الغضا قلب صبّ

سالَ من جفنِه عليكَ العقيق

إن داراً كمسجد بصفيِّ الد

ين يقضي بأن دمعي خلوق

الأديب الذي به أدّب الده

ر فما يشتكى لديه عقوق

والعريق الذي تسامت فروع

من علا بيته وساخت عروق

فاضلٌ لقطنا له مفرق الحم

د وفي بحره الخضمّ غريق

ذو نظام له إذا قصر النا

س على هامة السهى تحليق

ومعالٍ لو رامها نجم أفق

عاقه عن لحاقها العيوق

ووداداً إذا جفا الصحب يدنو

وإذا كدّر الزمان يروق

ويرى لي حقًّا عليه وهيها

ت له لا لحقيَ التحقيق

هو والله سابق ليَ برًّا

وثناءً وغيره المسبوق

قامت الناس في لقاه على سا

ق وقامت لحلية الشعر سوق

فأبوه عبد العزيز المرجَّى

وأخوه زهر الرِّياض الشقيق

وقصيد منه أتى ببديع

هو حرُّ المقال وهو رقيق

وخليق بجدّه الحسن فاعجب

لجديدٍ يلقاك وهو خليق

حبس الغيَّ عن وفاه يراعى

بثلاثٍ كأنه مخنوق

كلّ بيتٍ كأنه حان سكرٍ

حيث صفى سلافه الرَّاوُوق

ثم نادوا إلى الصبوح فقامت

قَينة في يمينها إبريق

أيّ نظم صافي الحديث إذا ما

عاقرته الألباب قيل عتيق

وقال ولم ينشد

الخفيف

عللونا عند النوى بالعناق

وامزجوا بالوداع كأس الفراق

وصلونا يوم الرحيل فلا نط

مع في أن نبقى ليوم التلاق

ما عليكم من احمرار دموع

تتحلوا بها مع الأطواق

سامح الله حسنكم يوم تأتو

ن وتلك الدماء في الأعناق

يا خليلين من جواي ودمعي

لا لقيتم من العنا ما ألاقي

كلما مرَّ من قضية سهدٍ

أو جرى من بكى على الأحداق

ص: 345

ربَّ ظبيٍ منكم رعى أخضر العي

ش وأفنى موارد الآماق

منفذٌ في هواه حاصل دمعي

وله سالف يريد الباقي

تحتَ أصداغه عذارٌ خفيّ

فهو بين السطور كالإلحاق

كل يوم ينضو على عاشقيه

سيف لحظ يسوقهم للساق

ما ترى مقلتيه تشكو فتوراً

أتراها لكثرة العشَّاق

غنّني يا نديم باسم هواه

وثناء الوزير في الآفاق

يطرب الذكر عن مناقب يعقو

ب كمثل اللحون عن إسحاق

صاحب يصحب الثناء ويرقى

درجات العلاء باسْتحقاق

إن علت غاية وإن جنَّ دهر

فهو في الحالتين أحسن راقي

عشقت نفسه المعالي فجدَّت

والمعالي قليلة العشَّاق

كل أفعاله مناسبة النف

ل فعوّذ تجنيسها بالطباق

همَّة في سنائها جازت الشه

بَ وأمسى الهلال ذا أطواق

ووزير في مصر جاء مرجيّ

هـ وغنَّى بمدحه في عراق

ليس فيه عيب سوى أنَّ نعما

هـ تجوز الأحرار باسْترقاق

أطلقت كفُّه العطايا وقالتْ

فهيَ مشكورةٌ على الإطلاق

وغدا بابه لمجتلب الحم

د إليه بمجمع الأسواق

ذو يراع جارٍ بفضل القضايا

واتّصال العُفاة بالأرزاق

كلما ماسَ في المهارقِ كالغص

ن رأيت الندى على الأوراق

يا وزيراً قد عامل الله في الخل

ق وما خابَ طالب الخلَاّق

بك شدتْ قريحتي بعد وهنٍ

وبنعمى يديك حلَّ وثاقي

جودك المجتدى وأمداحكَ الغ

رّ كنوزٌ تبقى على الإنفاق

وقال مضمنا لقصيدة المتنبي جاعلا مدحها غزلا

الطويل

رأى الغصن أعطاف الغزال المقرطق

فقامَ مقام المجتدي المتملق

وجاوبه والدمع يخطي فما درى

إلى البحرِ يمشي أم إلى البدر يرتقي

وما نافعي أطراف طرفيَ دونه

إذا كانَ طرف القلب ليس بمطرق

ص: 346

ليَ الله قلباً في اتّباع صبابة

كعاذله من قالَ للفلكِ أرفق

يميل لعذَّال الصبابة والهوى

إذا شاءَ أن يلهو بلحية أحمق

ويصغي إلى الواشي وليسَ بقائل

ويقضي على علم بكلِّ مخرّق

ويحثو تراب السبق في وجهِ عاشق

أراه غباري ثم قال له الحق

معنى بذي قدٍّ ثنى الرمح تابعاً

لأدرب منه في الطعان وأحذق

معنى بظبيٍ ينهب الناس لحظه

ويعزي إليهم كلّ سور وخندق

من الترك إلا أنه أسمر اللمى

لعُوب بأطراف الكلام المشقَّق

بروحيَ من لم يلقَ مضناه عادل

بمثل خضوع في كلام منمَّق

مسدّد نبل المقلتين كأنما

يخيّر أرواح الكماة وينتقي

بجفن رشاً إن تسمه السحر لم يحد

وإن تدعه حدّ الحسام فأخلق

أباد قلوب العاشقين فلم يدع

حبيباً لفاد أو رقيقاً لمعتق

وأغرق عذَّالي بدمعي ولم أرد

ولكنه من يرجم البحر يغرق

هوى كشأ الرأي الفلاني أنسباً

قنا ابن أبي الهيجاء في قلب فيلق

وقال يرثي ولدا له مات صغيرا

البسيط

أبكيك للحسنين الخلْق والخُلُق

كما بكى الروض صوب العارض الغدق

تبكيك رقة لفظي في مهارقها

يا غصن فاسْمع بكاء الوُرق في الوَرَق

وما أوفيك يا عبد الرَّحيم وإن

بكت لك العين بعد الماء بالعُلق

ما زال مبيضّ دمعي داعياً لدمِي

حتَّى بكيت ظلال الحسن بالشفق

وخدَّدت فوق خدِّي للبكا طرق

حتى رويت حديث الحزن عن طرق

يا ساكن اللّحد مسرور المقام به

أرقد هنيئاً فإني دائم الأرق

وإن تعرض في الليل طيف كرى

فلا تشقني وغيري سالياً فشق

صحّ الوداد لقلبي والأسى فلذا

أبكيكَ بالبحرِ لا أبكيكَ بالملق

بنيّ لولاك ما استعذبت ورد بكا

ولا أنست بتسهيد ولا أرق

ليصنع الدمع والتسهيد ما صنعا

فإن ذلك محمول على الحدق

بنيَّ لا وجبينٍ تحت طرَّته

لم يخلُ حسنك لا صبحي ولا غسقي

يهيِّج الليل ناراً فيكَ أنكرها

فإن صدقت فقلبي ليلة الصّدق

ص: 347

ويجلب الصبح لي ممَّا أساء به

بياض شعر فيا فرقي ويا فَرقي

بنيّ إن تُسْقَ كاسات الحمام فكم

مليك حسن كما شاء الزمان سقي

بنيّ إن الرَّدى كأس على أممٍ

ما بين مصطبح منها ومغتبق

وللهلال على الأعمار قاطبة

فتر يحاول منها كلّ مختنق

والعمر ميدان سبق والحمام له

مدىً وكلّ الورى جارٍ على طلق

ما ردّ سيف الرَّدى سيفُ ابن ذي يزن

ولا نجا تبّع في الزعف والحلق

ولا احتمى عنه ذو سنداد في شرف

ولا اختفت دونه الزَّباء في نفق

كم نائحٍ كالصدى مثلي على ولدٍ

يقول واحرقي إن قلت واحرقي

ولا كمثليَ في حزنٍ فُجِعتُ به

لكن أعلق صدري فيه بالعُلق

أدنيت للطرفِ قبراً أنت ساكنه

عسى أساعد في شجوي وفي قلقي

بالرغم إن باتَ بدر الأفق معتلياً

وبات بدريَ مدفوناً على الطرق

كأنني لم أغنِّي الليل من طربٍ

ليل الحمى بات بدري فيكَ معتنقي

يا ترب كم من فُتورٍ قد نثرت بها

أعضاء حسن كمثل اللؤلؤ النسق

وكم تركت بها كفًّ بلا عضد

وقد توسَّدها رأسٌ بلا عنق

آهاً لها حسرات لو رميت بها

ثهلانَ خلّ حصاة القلب لم يطق

وأوجهاً كخلاص التبر قد جليت

على الحمام عليها لؤلؤ العرق

كانت رياضاً لمستجلٍ فما تركت

منها الليالي سوى ذكر لمنتشق

بنيّ ليتك لم تعرف ولاءك في

حبِّي فرحت بدمعي شاكيَ الغرق

وليت نجمك لم يشرق على سحري

وليت برقك لم يومض على أفقي

ما كان أقصر أوقاتٍ بك استرقت

فليتَ عمريَ مقطوعٌ على السرق

ما كان أهداك في السنّ الصغير إلى

فضلٍ تجمَّع فيه كلّ مفترق

فإن يغب منك عن جفني عطارده

فقد رسيت بفكر فيه محترقي

مضيت حيث بقايا العمر تضعف لي

واطول حزنيَ ممَّا قد مضى وبقي

لا أهملتك عيونُ السحب هاملة

ولا بعينيك ما يلقى الحشا ولقي

فما أظنُّك ترضى حالة نعمت

وإن قلبي بنيران الهموم شقي

قد أخلقت جسدِي أيدي الأسى فمتى

للأرضِ ترمي بهذا الملبَسِ الخلِق

ص: 348

وقال في السبعة السيارة تقوية شبكية

الكامل

تشبيب مدحك مطربٌ لكنه

حقّ لإطراب المديح سباق

قاضي القضاة ويا أبا الحسن الذي

شرفت أصول علاه والأعراق

يا ابن الذين إذا تحدَّث مادحٌ

فإليهمُ ذاك الحديث يساق

يا خير من لولائنا وثنائنا

في بابه التقييد والإطلاق

أعداك والأنعام في حالٍ سوا

حقّ لمثلهما دم مهراق

فانْحرْهما في يوم عيدك وابقَ ذا

مجدٍ تضيءُ بذكره الآفاق

لرقاب جزرك والعدى حدّ المُدا

ورقابنا من جودِك الأطواق

وقال في ولده تاج الدين السبكي

السريع

ماذا من الشوق جناي والأرق

برقٌ على حمص كقلبٍ خفق

يا جاعلاً في حمص قلبي لقد

حمَّصت مشتاقكَ حتَّى احْترق

حتَّى إذا عادَ إمام الهدى

تساعد السعد فرق الفرق

أعظم به تاجاً لعليائهِ

يعطف ردّ المدح عطف النسق

من نعم الوهَّاب سبحان من

جمَّل من أخلاقه ما خلق

إذا كتبتُ السطر من مدحهِ

أضاء في الطرسِ ضياء الفلق

فلم يزد إلا بما زادَ من

بياضِه فوق بياض الورق

وقال صاحبية في ورقة شفاعة

البسيط

جيوش حسنك يا ذا الحسن متَّفقه

لها من السقم عرضٌ والبكا نفقه

إذا رأوا حلقات الصّدغ دائرةً

فكلهم جند أشجان من الحلقه

ألحاظك النبل في أهلِ الغرام كما

مالُ ابن يعقوب في أهلِ الرجا درقه

تردّ عن عرضه الأنقى فتبصرها

محمرَّة من دما التبر الذي هرَقه

شيخ الشيوخ طريقاً أو مباحثةً

وصاحب الستر من شغلٍ ومن صدقه

مولايَ دعوة مطويّ على شجنٍ

لا يشتكي لسوى إحسانكم حُرقه

لا تسألوا كيفَ حالي منه ممحلة

ما حال فرع نبات يشتكي وَرَقه

ص: 349

وقال مجيبا مضمنا

الطويل

ونظمٌ يجاري الناظمين جوادُه

إذا شاءَ أن يلهو بلحيةِ أحمق

أتى من إمام منطقي فيه للثنا

وللحبِّ ما لم يبقَ منِّي وما بقي

أبا الفتح لو فاتحت بحراً أو ابنه

لقامَ مقام المجتدِي المتملّق

ويا من له في العقلِ والنقلِ خاطر

لعاد له من قال للفلك ارفق

لقد جدت حتى جدت في كلّ ناقلٍ

وحتى أتاكَ الحمد من كلّ منطق

وقلَّدتني شرفٌ من النظمِ نعمةً

أنرت بها ما بين غرب ومشرق

أقول لها إذ صحفت نعت حاسد

بعينيك ما يلقى الحسود وما لقي

وقال مضمنا للثالث

الرجز

يا تاركين للمحب أدمعاً

قد وقع الحزن له إطلاقها

والذاريات من دموعي خلفةً

ما نقضت أيدي النوى ميثاقها

لو حنّت الورق حنيني نحوكم

لمزقت من أسفٍ أطواقها

ولو غدت تملي على الأغصان ما

في كبدي لأحرقت أوراقها

وقال ملغزا

المنسرح

مولاي ما متعب يلوح على الس

مت والحيّ صنعة الفائق

كأنه عاشق تهيج له الأوت

ار شجواً وليس بالعاشق

لسانه صامت على أكثر الأوق

ات لكن قلبه ناطق

وقال وقد تأخرت عنه جراية الدقيق

الطويل

حوى فلكي عند الوزير وطالما

أزيحت بجدوى راحتيه عوائقي

وقد كان قدري عنده متدرّجاً

وبيتي عميراً بالندى المتلاحق

فللدرج اللاتي حوت بتّ باكياً

وعائلتي تبكي لمنع الدقايق

وقال في المجون

البسيط

يا رُبّ ظبيٍ على ظبيٍ ظفرت به

فقام إيري مقام الطاعن اللبق

ص: 350

وكاد يخترق الإثنين ذاك لذا

كالفعل ينصب مفعولين في نسق

وقال وقد بعد عنه خبر صلاح الدين الكتبي بدمشق

وقد مات صدقة الكتبي بمصر

البسيط

نأى بك الشام يا خلي فقلت عسى

خلّ بمصر إذا بالموت قد طرقَه

يا دهر أعدمتني خلّين رمت فذا

صلاح صدق لآمالي وذا صدقَه

وقال وأهدي ورقا

المنسرح

غرس أياديك في هديتِه

يطلب عذراً من جودِك الغدق

إن لم يكن قد أتاك ذا ثمر

فإنه قد أتاكَ ذا ورق

وقال وكتب بها على سقط الزند

البسيط

يا من يطالع سقط الزند دونك من

ألفاظه ما يباهي الزهر في الأفق

لا تحسب العقد في الأعناق يشبهه

فإنَّ للزندِ حلياً ليس للعُنق

ومن مقطعاته قوله

الطويل

تقول بنيّ الجائعون أما ترى

من الجوع شكوانا لكلّ فريق

وقد كنتُ ذا نظمٍ وسعي ببرّنا

فلم جئت من هذا وذا بدقيق

عليكَ بأبواب الإمام محمد

تجد فرجاً منها لكلّ مضيق

وما هي إلا بيت مالٍ لطالب

ونصرة آمال ونجح طريق

ــ

الطويل

أتاركةٌ بالحسنِ قلبي مقيَّدا

ودمعي على الخدَّين وهو طليق

يقولون قد أخلقت جفنك بالبكا

نعم إنَّ جفنيَ بالبكاءِ خليق

دعوا الدمع للجفنِ القريحِ مواخياً

فإني فقدتُ الخدّ وهو شقيق

وساحرة الألحاظ حتَّى رضابها

رحيقٌ وفي القلبِ المحبِّ حريق

ــ

السريع

هدّدني بالدين في جلق

مطالبٌ يفضّ لي خلقا

قلتُ لهُ قاضي قضاة الورى

لا زالَ يرعاني فما صدقا

ص: 351

وقالَ فكِّر في حديث الوفا

وخلني من لفظك المنتقى

ويلك إن يفتح باب القضا

فقلتُ بل ويليَ أن يغلقا

ــ

الطويل

كذا أبداً يا آل أيوب ملككم

له بالندى في الشرقِ والغربِ إطلاق

إذا ما سقيتم بالعطا نباتكم

توالت ثمارٌ من نداه وأوراق

وإنِّي وإن عِيقت عن السعي حجَّتي

إلى وقفةٍ في ذلك الباب مشتاق

ــ

مخلع البسيط

في دَعَة الله سرْ سعيداً

ممدّح الحلق والخلائق

مفارق الطرف فيكَ غيري

حيثُ سرَت خيلكَ السوابق

من أعلم الطرف حين تسري

أنك تاجٌ على المفارق

ــ

الخفيف

لا تعاتب من غير جرمٍ ولا تج

عل عقاب الأنام في الأرزاق

وتعلم بأن حظّك أوفى

في اتِّصال الأرفاد والإرفاق

لك منَّا صفو المحامد والأج

ر وأرزاقنا على الخلَاّق

ــ

الكامل

إنِّي إذا آنست همًّا طارقاً

عاجلت باللّذَّات قطع طريقه

وذكرت ألفاظ الحبيب وكأسه

فنعمتُ بين حديثه وعتيقه

ــ

البسيط

وصارم كعباب الموج ملتمع

يكاد يغرق رائيه ويحترق

لما غدا جدولاً تسقى المنون به

أضحى يشفّ على حافاته العلق

ــ

الرمل

سيِّدي قد كلَّفتني زوجتي

حلقاً فانظر إلى حالي الأشق

كنت في الشعر أكدّي برهة

وأنا اليوم أكدّي في الحلق

ــ

الكامل

هنئتها خلعاً تذكِّر من رأى

نعماك للخضراءِ والعرض النقي

كنت الأحقّ بأن تهنى لبسها

فملابس التقوى أحقُّ بها التقي

ــ

البسيط

أهدِي لبابك أوراقاً ملفقةً

من حظِّه منك إرفادٌ وإرفاق

غرس لبابك سامح جهد قدرته

إن لم يكن ثمر منه فأوراق

ــ

مجزوء الكامل

كانت لنظمي رقَّةٌ

ضنَّ الزمان بما استحقَّت

ص: 352

فصرفتها عن فكرتي

وقطعتها من حيث رقت

ــ

الطويل

وكنت أظنُّ العشق يترك مهجتي

إذا زحم الشيب الشباب بمفرقي

فلما بدا مع أسود الشعر أبيضٌ

أتى العشق يغزوني على ألف أبلق

ــ

الكامل

أقبلت يا ملك الشجاعة والندى

والجيش محمرّ الإهاب شريق

فكأنما الدُّنيا بجودِك روضةٌ

وكأنَّ جيشك للشقيق شقيق

ــ

الطويل

فديت من الأتراك سرب جآذرٍ

تعلم زُهَّاد الورى كيف تعشق

لهم منظرٌ في الحسنِ يفتح خاطراً

ولكنَّ سهم اللحظ في القلبِ يغلق

ــ

الطويل

بروحيَ من أهوى العذيب لريقِهِ

وأعشق من أعطافِه البانَ والنَّقا

رمى لحظه قلبي وماسَ قوامه

فلم أرَ من هذا ولا ذاك أوثقا

ــ

الطويل

مليك التقى هنئت بالجامع الذي

وجدت إلى مبناه سعداً موافقا

دعا حسنه أهل الصلاة لقصدِهِ

فلا غَرْوَ إن جاء المصلّيَ سابقا

ــ

الطويل

لنا من وزير الشام برّ يحثُّه

مكارم شمس الدين حيث تليق

وأقسم لا نشكو عدوّ زماننا

وذا صاحبٌ يُدعى وذاك صديق

ــ

مجزوء الرجز

يا ويحَ من أصبح محت

اجاً لنوع الصَدَقَهْ

يثقل منه عند من

يرجوه حتَّى الورَقَا

ــ

البسيط

إن دامَ حالي وإسهالي استحلت خراً

ما بين مندفعِ يجري ومندفق

وما عجيب لشخصٍ ذاب أكثره

وإنما عجبي للبعض كيفَ بقي

ــ

البسيط

يا قارعاً بابَ هجراني ولا سببٌ

يحلّ من جهتي أسباب ميثاقي

لتقرعنَّ عليَّ السنّ من ندمٍ

إذا تذكّرت يوماً بعض أخلاقي

ــ

المتقارب

كفاني المؤيد عتب الزمان

وأنقذني من إسار الشقا

فكانَ ولائي له مخلصاً

لأنَّ الولاءَ لمن أعتقا

ــ

ص: 353

الخفيف

لا تسل عن حديث دمعيَ لمَّا

ظعنَ الركب واستقل الفريق

لوَّنته وأمطرته جفونٌ

جُرَّ منها الوادي وسالَ العقيق

ــ

الطويل

إذا كانَ أوفى سادتي وأبرّهم

ملاذي فلا زالَ الزمان موافقي

ولا حال يوم الشعر عنِّي هوى له

ولا قطعت يوم الشعير علائقي

ــ

الرجز

أفدي الذي أرسل نحوي طبقاً

مع البدور حسنه في نسق

يا طرق الشكر عليه قسما

لتركبنَّ طبقاً عن طبق

ــ

الخفيف

خلّني بالطَّلا أمدُّ حياتي

يا عذولي وكن عليها صديق

إنما ماؤها هو الدم في العنقو

دِ يجري من عرقه وعروقي

ــ

الرمل

رُبَّ بكرٍ في طريق جليت

ليَ بالشامِ أموراً لم ترق

هكذا كلّ جموحٍ سائرٍ

لم يدع عنه بُنيَّات الطرق

ــ

مجزوء الكامل

يا حبَّذا خدّ الحبيب

فقد أضاء شريقه

إن لم يكن في الحسنِ نف

س الروض فهو شقيقهوقال أيضاً:

ــ

أمستنقذِي باللطف من قبضة الردى

لئن حثَّني فيكَ الرَّجا فليَ الحق

على يدِ مولانا نشا العمر ثانياً

فلا غَرْوَ أن يُنشا على يدِهِ الرزق

ــ

الكامل

يا رُبَّ أمرد قد سبرت غويره

حتى أزالَ الشعر ذاك الرَّونقا

وتنكرت صفة الغوير فلم يكن

ذاك الغوير ولا النقا ذاك النقا

ــ

البسيط

يا سيدي يا جمال الدين قد عرضت

ضرورة ولك الموزون والصدقَهْ

إن أحوج الفقر حالي أن يحاربه

فالعرض منِّي ومن إحسانك النفَقَهْ

ــ

الرجز

شكراً لها كنافة من بعدها

قطافٌ جاء بقطرٍ مغدق

يا جود مهديها إذا قلنا انْتهى

ركبت فيها طبقاً عن طبق

ــ

الكامل

يفديكَ عبدٌ كم دعاك مسطراً

رقّ المديح فحاز أوفر حقّه

ص: 354

ووعدته وعداً ستملكه بهِ

وتكون في الحالين مالك رقَّه

ــ

الطويل

إلى حلبٍ رمت السرى بعد بُعدكم

فعارضني أيضاً زمان بعائق

فيا ليتني للمرج دبقاً لزمتكم

وإن حلبٌ فاتت فقل مرج دابق

ــ

السريع

يا شيخ أهل العلم والزهد في

سادات أهل الرفق والرفقهْ

لي خرقة ضاعت وأنت الذي

نلبس من عرفانه الخرقهْ

ــ

الخفيف

سيدي إن يعق حجاب لقانا

ما لطيقاننا القريبة عاقَهْ

عجباً للصدود منك ومني

ولكلٍّ منَّا على الوصل طاقَهْ

ــ

مجزوء الكامل

يا من أعاد ودادَ وا

لدهِ فجاءَ على وفاقي

حاشاك تبطي يا جواد

وأنت أسرع من براق

ــ

الكامل

لك يا مليحة مقلةٌ مع حاجبٍ

للسهمِ عن قوس لقلبي يرشق

وحبال شعرٍ قد شقيت بحبها

إن الشقيَّ بكلِّ حبلٍ يخنق

ــ

المنسرح

يا ماجداً لا يزال من كرمٍ

في بابِهِ القاصدون تستبق

هل لك في منّةٍ تغيث على

جور عزيزٍ في قلبه حمق

ــ

الخفيف

قفْ ببابِ العلا وقل يا كتابي

عن لسانِي قول الخويدم حقَّا

أنا عبدٌ مكاتبٌ غير أني

لستُ أخشى من مالكِ الرقّ عتقا

ــ

السريع

غارَ أخوك الغيث يا سيدي

فصدَّ عن رؤياك طرفاً شقيق

فها أنا اليوم لفرطِ الأسى

والوحل لا أعرف أينَ الطريق

ــ

الطويل

تقول ليَ الغيداء تحتاج رافقاً

من الدمعِ والتبريح قلتُ لها رفقا

شجونيَ لا تُرقى كملسوع خاطئٍ

ودمعِي كحظِّي ساقط وهو لا يرقى

ــ

المتقارب

ألا قل لقاضي قضاة الأنام

أمام التقى ذي الفخار العربق

لقد حارَ عبدكَ يا سيدي

وحقّ الجليل بحقّ الدَّقيق

ــ

ص: 355

المتقارب

لزهر الشقائق والبدر من

جُلا وجنتيك انتساب عريق

فهذا أخوها بمعنى الشبيه

وفي اللّون هذا أخوها الشقيق

ــ

الكامل

بأبي نقيّ الردف يصعب تارةً

ويعيده سعد يهون الملتقى

ويحثُّني داعي الهوى فبحقِّه

يا سع عرِّج بي على الوادي النقا

ــ

المنسرح

أفدِي خليلاً ما كان يجمع لي

بين الثمينين من خلائقه

إن ضنَّ بالوصلِ من لقاه فما

يضنّ بالوصلِ من مهارقه

ــ

المتقارب

كذا أبداً يا أجلّ الورى

نوالك بين الورى يُرتزق

تقدّم طرساً وتسدِي ندىً

فمنك الثمار ومنَّا الورق

ــ

المنسرح

أعتقت رقِّي من الخطوب فما

أطيب فيك الثنا وما أعبق

لك الولاء الجميل أخلصتهُ

يا معتقي والولاء لمن أعتق

ــ

مخلع البسيط

طوَّق جود الوزير جِيدِي

فلستُ عن مدحِهِ أُعوَّق

أسجع بالمدحِ في علاه

لا غَرْوَ أن يسجع المطوَّق

ــ

مخلع البسيط

بدا وفي خاله توارٍ

فيا لها طلعة شريقه

جوهر ما علمت إلَاّ

دموع عينيَ لها عقيقه

ــ

الطويل

لكَ الله قد خفَّفت عني مؤونتي

فما لي إذاً عن راحة السرّ عائق

وعمَّرت بيتي بالدقيق فلم أسل

وكم لكَ في فعلِ الجميل دقائق

ــ

مجزوء الكامل

يا من للحيته دجًى

قد ردّ نوم العاشق

عجّل بموسى قاطعٍ

واقذف بها من حالق

ــ

السريع

لا آخذَ الله غزال النقا

أيُّ عناً أبقى على العاشق

ما بين حجلٍ أو وشاحٍ بدا

وراحَ بالصامت والناطق

ــ

السريع

لا تنسَ يا مولايَ قمحيَّة

لمعشرٍ حاموا على أفقها

ص: 356

كيلانِ لا يقنع من جودِكم

لو أنها كيلان في شرقها

ــ

الوافر

شربت مدامة الندمان يوماً

فلاموني على تركِ الطريق

ثكلتهمُ أما علموا بأني

خليعٌ أشتهي شرب العتيق

ــ

الخفيف

آه كم قد شقيت من جرَب الجس

م وكم ذا حالي به مفروق

خلقَ الناس كلّهم من ترابٍ

وكأني من الحصى مخلوق

ــ

الطويل

أجيراننا حيَّى ديارَكم الحيا

وطافَ عليها للغمائمِ ساقي

فقد أنفذ التَّوديع حاصل أدمعي

ولم يبقَ منه للمنازلِ باقي

ــ

الطويل

على أنكم آنستموني بذكركم

فقد كدت لا أشكو زمانَ فراق

وإني لمجنون الفؤاد بحبِّكم

فهلَاّ ولو في الحين دمعيَ راقي

ــ

الخفيف

ربَّ ليلٍ ترى المجرَّة فيه

ذات خطٍّ ينضي العيون دقيق

حسبتهُ الجوزا طريقاً إلى الص

بحِ فباتت وعينها للطريق

ــ

الخفيف

حدَّثتني يوم اللّقا فتصا

ممت ازْدياداً من لفظها المعشوق

أدفع الهمَّ بالحديثِ إذا عا

دكما يدفع الورى بالعتيق

ــ

مخلع البسيط

استنشدوني لطيف شعري

والقلب بالجوع في حريق

وقيلَ هل من دقيق معنى

فقال لهفي على الدقيق

ــ

الكامل

طوَّقتَ جيدي بالعطاء ومدحتي

فأنا المطوَّق ساجع لك في الورق

من فعلك أشتقّ المقال فمن يقل

هذا تصدُّق قيل إذ هذا صدق

ــ

الوافر

يئستُ من الصداقة منكَ لما

تمادَى منك إعراضٌ وثيق

ومن عجب الزمان إذا اعتبرنا

خليلٌ ما يجي منه صديق

ــ

البسيط

كيف الهناء بعيد النَّحر عندكمُ

يا سادة ملكوا الدنيا بتحقيق

وكلّ أيَّامكم مما تريق دماً

في البأسِ أو في الندى أيَّام تشريق

ــ

ص: 357

المنسرح

يا رُبَّ كلبٍ في راحتي حجر

يذُوده والحمام ينطلق

أمسكت عن رميه وأعجبني

تعذيبه بالنباح والقلق

ــ

المتقارب

تسلَّى فؤاديَ بعد الهوى

ونامت جفوني بعد الأرق

وردتم شجوني إلى أن عفت

كما أنضج الشيء حتى احترق

ــ

مخلع البسيط

يا أزرق العين والتّعدِّي

أجرمت في العاشقين حقَّا

طليبك الله يوم يدعو

وتحشر المجرمين زرقا

ــ

مجزوء الكامل

لك مقلةٌ إنسانها

يجني عليَّ وأعشق

فاعجب لمن أحببتهُ

وهو العدوّ الأزرق

ص: 358