الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
حرف الراء المهملة
وقال يمدح سيدنا محمدا صلى الله عليه وسلم
الطويل
صحا القلب لولا نسمةٌ تتخطَّر
…
ولمعةُ برق بالغضا تتسعَّر
وذكر جبين البابلية إذ بدا
…
هلال الدجى والشيء بالشيء يذكر
سقى الله أكناف الغضا سائل الحيا
…
وإن كنت أسقى أدمعاً تتحدَّر
وعيشاً نضا عنه الزمانُ بياضه
…
وخلَّفه في الرأسِ يزهو ويزهر
تغير ذاك اللون مع من أحبه
…
ومن ذا الذي يا عزّ لا يتغير
وكان الصبى ليلاً وكنتُ كحالمٍ
…
فيا أسفي والشيبُ كالصبح يسفر
يعللني تحت العمامة كتمه
…
فيعتاد قلبي حسرة حين أحسر
وينكرني ليلي وما خلت أنه
…
إذا وضعَ المرءُ العمامةَ ينكر
ألا في سبيل الله صوم عن الصَّبى
…
وقلب على عهد الحسان مفطر
تذكرت أوطان الوصالِ فأشهبٌ
…
من الدَّمع في ميدان خدِّي وأحمر
إذا لم تفضْ عيني العقيق فلا رأت
…
منازله بالوصلِ تبهى وتبهر
وإن لم تواصل غادة السفح مقلتي
…
فلا عادها عيشٌ بمغناه أخضر
ليالي تجني الحسن في أوجه الدّمى
…
وتجني على أجسامِها حين تنظر
يؤثر في خدِّ المليحة لحظها
…
وإن كانَ في ميثاقِها لا يؤثر
رأيت الصَّبى مما يكفّر للفتى
…
ذنوباً إذا كانَ المشيب يكفّر
إذا حلَّ مبيضّ المشيب بعارضٍ
…
فما هو إلَاّ للمدامعِ ممطر
كأنيَ لم أتبع صبى وصبابةً
…
خليع عذارٍ حيثما همت أعذَر
ولم أطرق الحيّ الخصيب زمانه
…
يقابلني زهرٌ لديه ومزهر
وغيداء أما جفنها فمؤنث
…
كليلٌ وأما لحظها فمذكَّر
يروقُك جمعُ الحسن في لحظاتها
…
على أنه بالجفنِ جمعٌ مكسَّر
من الغيد تحتفّ الظبا بحجابها
…
ولكنها كالبدرِ في الماءِ يظهر
يشفّ وراء المشرفيَّة خدها
…
كما شفَّ من دون الزجاجة مسْكر
ولا عيبَ فيها غير سحر جفونها
…
وأحبب بها سحَّارة حين تسحر
إذا جرّدت من بردها فهي عبلةٌ
…
وإن جرَّدت ألحاظها فهيَ عنتر
إذا خطرت في الروض طاب كلاهما
…
فلم يذْرِ من أزهى وأشهى وأعطر
خليليّ كم روضٍ نزلت فناءه
…
وفيه ربيعٌ للنزيل وجعفر
وفارقته والطَّير صافرةٌ به
…
وكم مثلها فارقتها وهي تصفر
إلى أعينٍ بالماءِ نضَّاحة الصفا
…
إذا سدَّ منها مِنخرٌ جاش منخرُ
نداماي من خودٍ وراحٍ وقينة
…
ثلاث شخوصٍ كاعبات ومعصر
قضيت لبانات الشبيبة والهوى
…
وطوَّلت حتَّى آن أنيَ أقصر
وربَّ طموح العزم إدماء جسرة
…
يظل بها عزمي على البيدِ يجسر
طوت بذراعي وخدها شقَّة الفلا
…
وكفّ الثريا في دجى الليل يشبر
ومد جناحي ظلها آلِقُ الضحى
…
فشدت كما شد النعام المنفّر
بصمّ الحصى ترمي الحداة كأنما
…
تغارُ على محبوبها حين يُذكر
إذا ما حروف العيس خطَّت بقفرةٍ
…
غدت موضع العنوانِ والعيس أسطر
فلله حرفٌ لا ترام كأنها
…
لوشك السرى حرف لدى البيد مضمر
تخطت بنا أرض الشآم إلى حمى
…
به روضة ريا الجنان ومنبر
إلى حرمِ الأمن المنيع جواره
…
إذا ظلت الأصوات بالروعِ تجأر
إلى من هو التبر الخلاصِ لناقدٍ
…
غداة الثنا والصفوة المتخير
نبيٌّ أتم الله صورةَ فخرِهِ
…
وآدم في فخاره يتصور
نظيم العلى والأفق ما مدَّ طرسهُ
…
ولا الزهر إلا والكواكب تنثر
ولا لعصا الجوزاء في الشهبِ آية
…
مجرّ النّجى من تحتها يتفجر
نبيٌّ له مجدٌ قديمٌ وسؤددٌ
…
صميمٌ وأخبارٌ تجل وتخبر
تحزم جبريلٌ لخدمة وحيه
…
وأقبل عيسى بالبشارة يجهر
فمن ذا يضاهيه وجبريل خادمٌ
…
لمقدمه العالي وعيسى مبشرُ
تهاوى لمأتاه النجوم كأنها
…
تشافه بالخدِّ الثرى وتعفّر
وينضب طام من بحيرة ساوة
…
ولم لا وقد فاضت بكفيه أبحر
نبيٌّ له الحوضان هذا أصابعٌ
…
تفيض وهذا في القيامةِ كوثر
وعن جاهه الناران هذي بفارسٍ
…
تبوخ وهذي في غدٍ حين تحشر
إذا ما تشفعنا به كُفّ غيظها
…
وقالت عبارات الصراط لنا اعبروا
تنقل نوراً بين أصلاب سادة
…
فلله منه في سما الفضل نير
به أيَّد الطهر الخليليّ فانتحت
…
يداه على الأصنام تغزو وتكسر
ومن أجله جيء الذبيحان بالفدى
…
وصين دمٌ بين الدماءِ مطهَّر
ورُدَّت جيوش الفيل عن دار قومه
…
فلله نصلٌ قبل ما سُلَّ ينصرُ
ولما أراد الله إظهار دينه
…
بدا قمراً والشرك كالليل يكفر
فجلى الدجى واسْتوثق الدِّين واضحاً
…
وقام بنصر الله داعٍ مظفر
بخوف السطا بالرعب ينصر والظبا
…
وداني الحيا في اليسر والعسر يهمر
عزائم من لا يختشي يوم غزوِهِ
…
ردًى وعطاً من ليسَ للفقرِ يحذر
علا من محاكاة الغمام لفضله
…
وكيف يحاكيه الخديم المسخَّر
يظلله وقت المسير وتارةً
…
يشير إليه بالبنان فيمطر
ألم ترَ أنَّ القطر في الغيم فارسٌ
…
إذا برزت آلاؤه يتقَطَّر
هو البحر فيَّاض المواردِ للورى
…
ولكنه العذبُ الذي لا يكدّر
فمن لي بلفظٍ جوهريّ قصائدٍ
…
تنظم حتَّى يمدح البحرَ جوهر
وهيهات أن تحصى بتقدير مادحٍ
…
مناقبُ في الذكر الحكيم تقرّر
إذا شعراء الذكر قامت بمدحه
…
فما قدرُ ما تنشي الأنام وتشعر
نبيٌّ زكا أصلاً وفرعاً وأقبلت
…
إليه أصولٌ في الثرى تتجرَّر
وخاطبه وحشُ المهامهِ آنساً
…
إليه وما عن ذلك الحسن منفر
له راحةٌ فيها على البأسِ والندى
…
دلائلُ حتَّى في الجمادِ تؤثر
فبينا العصا فيها وريقُ قضيبها
…
إذا هو مشحوذُ الغرارين أبتر
كذا فليكن في شكرِها وصفاتها
…
يدٌ بينَ أوصاف النبيين تشكر
سخت ومحت شكوى قتادة فاغْتدت
…
بها العينُ تجري إذ بها العين تجبر
لعمري لقد سارتْ صفات محمدٍ
…
كذاك النجوم الزاهرات تسير
أرى معجز الرسل انْطوى بانْطوائِهم
…
ومعجزهُ حتَّى القيامة ينشر
كبير فخار الذكر في الخلقِ كلما
…
تلا قارئٌ أو قيلَ الله أكبرُ
هو المرتقي السبع الطباق إلى مدًى
…
لجبريل عنهُ موقفٌ متأخِّر
هو الثابت العليا على كلّ مرسلٍ
…
بحيثُ له في حضرة القدس محضر
هو المصطفى والمقتفى لا مناره
…
يحطّ ولا أنواره تتكوَّر
إليكَ رسولَ اللهِ مدَّت مطالبي
…
على أنَّها أضحت على الغور تقصر
خلقتَ شفيعاً للأنامِ مشفعاً
…
فرجواك في الدَّارين أجدى وأجدر
ولي حالتا دنيا وأخرى أراهما
…
يمرَّان بي في عيشةٍ تتمرَّر
حياةٌ ولكن بين ذلٍّ وغربةٍ
…
فلا العزّ يستجلى ولا البين يفتر
وعزمٌ إلى الأخرى يهمّ نهوضه
…
ولكنه بالذَّنبِ كالظَّهر مُوقَر
تصبرت في هذا وذاك كأنني
…
من العجز والبؤس قتيلٌ مصبر
وها أنا ذا أبلغت عذريَ قاصداً
…
وأيقنت أن النجح لا يتعذَّر
عليك صلاةُ الله في كلِّ منزلٍ
…
تعبر عنه سرّ الجنان وتعبرُ
وآلك والصحب الذين عليهمُ
…
تحلُّ حُبا مدحٍ ويعقد خنصر
بجاهك عند الله أقبلت لائِذاً
…
فكثرت حاجاتي وجاهك أكثر
ونظّمت شعري فيك تزهى قصيدةٌ
…
على كلِّ ذي بيتٍ من الشعر يعمر
معظّمة المعنى يكرَّر لفظها
…
فيحلو نباتيّ الكلام المكرَّر
دنت من صفات الفضل منك وإنها
…
لتفضل ما قالته طيُّ وبحترُ
وما ضرَّها إذ كانَ نشر نسيمها
…
رخاء إذا ما لم يكنْ فيهِ صرصرُ
وقال في المؤيدات
الخفيف
يوم صحوٍ فاجْعله لي يوم سكرٍ
…
وأدر لي كأسيْ رضاب وخمر
واسْقني في منازل مثل خلقي
…
بيدَي هاجر يغني بشعري
حبَّذا روضةٌ وظلٌّ ونهرٌ
…
كعذارٍ على لمًى فوق ثغر
ومليحٌ يقولُ حسنُ حلاهُ
…
اعملوا ما أردتمُ أهل بدر
جفن عينيه فاترٌ مستحيٌّ
…
إنَّما خدّه المشعشع جمري
وغرامي العذريّ ذنبٌ لديه
…
وعجيبٌ يكونُ ذنبيَ عذري
هاتها في يديه عذراء تجلى
…
لندامايَ في قلائد درّ
ليت شعري وللسرور انْتهازٌ
…
أيّ شيءٍ يعوقنا ليت شعري
زمن الأنس قائمٌ بالتهاني
…
ونوالُ الملكِ المؤيد يسري
ملكٌ باهر المكارم يروي
…
وجهُ لقياهُ عن عطاءٍ وبشر
زرت أبوابه فقرَّب شخصي
…
ومحا عُسرتي ونوَّه ذِكري
ونحا لي من المكارمِ نحواً
…
صانني عن لقاءِ زيدٍ وعمرو
وتفنَّنت في مفاوضة الش
…
كر إلى أن أعيى التطوُّل شكري
أريحيّ من الملوك أريبٌ
…
فائض البحر ذو عجائب كثر
رُبَّ خلقٍ أرقّ من أدمع الخن
…
سا وقلب يوم الوغى مثل صخر
يقسم الدَّهر من سطاه بليل
…
ومن المنظر البهيّ بفجر
كلّ أيَّامنا مواسمُ فضلٍ
…
في ذرى بابه وأعياد فطر
فإذا لاح وجهه في ذوي القص
…
د بعيدٍ قاضت يداه بعشر
لذْ بيمناه في الحوائجِ تظفرْ
…
بيسار يمحى به كلّ عسر
سمه في الضمير إن ذُقت فقراً
…
وعليَّ الضمان أنك تثري
والقهُ للعلومِ أو للعطايا
…
تلقى ملكاً يقري الضيوف ويقري
طوت العسرَ ثنَّ فاضت لهاهُ
…
فنعمنا بذاتِ طيٍّ ونشر
يا مليكَ النوالِ والعلم لا زل
…
تَ سرِيّ الثناء في كلّ قطر
حمَّلتك العلى شؤوناً فألفت
…
آل أيوب دائماً آل صبر
وقال فيه أيضاً:
البسيط
يا شاهر اللحظ حبي فيك مشهور
…
وكاسر الطَّرف قلبي منك مكسور
أمرت لحظك أن يسطو على كبدي
…
يا صدقَ من قال إن السيف مأمور
وجاوب الدمعُ ثغراً منك متسقاً
…
فبيننا الدّرّ منظومٌ ومنثور
لا تجعلِ اسميَ للعذَّال منتصباً
…
فما لتعريف وجدي فيك تنكير
ولا توالِ أذى قلبي لتهدمه
…
فإنه منزلٌ بالودِّ معمور
هل عند منظركَ الشفاف جوهرة
…
إني إليه فقير اللحظ مضرور
أو عند مبسمك الغرَّار بارقةٌ
…
إني بموعد صبري فيه مغرور
أقسمت بالعارض المسكيّ إن به
…
للمقسمين كتابَ الحسن مسطور
وبالدمع التي تهمي الجفون بها
…
فإنها البحر في أحشاي مسجور
لقد ثنى من يدَي صبري عزائمه
…
قلبٌ بطرفك أمسى وهو مسحور
وقد تغير عهدُ الحال من جسدي
…
وما لحال عهدي فيك تغيير
حبي ومدح ابن شاةٍ شاه من قدم
…
كلاهما في حديث الدَّهر مأثور
أنشأ المؤيد ألفاظي وأنشرها
…
فحبذا منشأ منها ومنشور
فلك إذا شمت برقاً من أسرته
…
علمت أنَّ مرادَ القصد ممطور
مكّمل الذاتِ زاكي الأصل طاهره
…
فعنده الفضلُ مسموعٌ ومنظور
أقام للملك أراءً معظمة
…
لشهبها في بروج اليمن تسيير
وقام عنه لسانُ الجود ينشدنا
…
زُوروا فما الظنّ فيه كالورى زور
هذا الذي للثنا من نحو دولته
…
وللجوائزِ مرفوعٌ ومجرور
وللعلوم تصانيفٌ بدت فغدت
…
نعم السوارُ على الإسلام والسور
في كفه حمرُ أقلامٍ وبيض ظباً
…
كأنها لبرود المدْحِ تشهير
قد أثرت ما يسرّ الدّين أحرفها
…
وللحروف كما قد قيل تأثير
لله من قلمٍ صان الحمى وله
…
مال على صفحات الحمدِ منثور
وصارمٍ في ظلام النقع تحسبه
…
برقاً يشقّ به في الأفق ديجور
تفدي البريةُ إن قلوا وإن كثروا
…
أبا الفداء فثم الفضلُ والخير
مدت على مجده الأمداح واقتصرت
…
فأعجب لممدودِ شيءٍ وهو مقصور
وسرّها من أب وابن قد اجتمعا
…
مؤيد يتلقاها ومنصور
يا مالكاً أشرقت أيامه وزَهت
…
رياضها فتجلى النورُ والنور
هنئت عيداً له منك اعتياد هناً
…
فالصبحُ مبتهجٌ والليلُ مسرور
فطَّرْت فيه الورى واللفظ منفق
…
للوَفدِ فطرٌ وللحساد تفطير
كأن شكل هلال العيد في يده
…
قوسٌ على مهج الأضداد موتور
أو مخلبٌ مدَّهُ نسرُ السماءِ لهم
…
فكلّ طائرِ قلبٍ منه مذعور
أو منجلٌ بحصاد القوم منعطف
…
أو خنجرٌ مرهفُ النصلين مطرور
أو نعل تبر أجادت في هديته
…
إلى جوادِ ابن أيوبَ المقادير
أو راكع الظهر شكراً في الظلام على
…
من فضله في السما والأرض مشكور
أو حاجبٌ أشمطٌ ينبي بأن له
…
عمراً له في ظلال الملك تعمير
أو زورَقٌ جاءَ في العيد منحدراً
…
حيث الدجى كعباب البحر مسجور
أو لا فقلْ شفةٌ للكأسِ مائلةٌ
…
تذكر العيش إنَّ العيش مذكور
أو لا فنصف سوار قام يطرحه
…
كفّ الدجى حين عمته التباشير
أو لا فقطعةُ قيدٍ فك عن بشر
…
أخنى الصيامُ عليه فهو مأسور
أو لا فمن رمضان النون قد سقطت
…
لما مضى وهو من شوالَ محصور
فانعم به وبأمداح مشعشعة
…
مديرها في صباح الفطر مبرور
نفَّاحةُ المسك من مسودّ أحرفها
…
ما كان يبلغها في مصر كافور
قالت وما كذبت رؤيا محاسنها
…
قبول غيري على الأملاك محظور
بعضُ الورى شاعرٌ فاسمع مدائحه
…
وبعضهم مثلما قد قيلَ شعرُور
وقال يمدحه أيضاً:
مجزوء الكامل
هنّ الوجوهُ الناضرَه
…
عيني إليها ناظره
آهاً لها عيناً على
…
تلك الأزاهرِ ماطره
رَقبَ الوشاةُ جفونها
…
فإذا همُ بالساهرَه
من لي بغزلانٍ على
…
سفحِ المخصّب نافره
ومعاطفٍ مثل الغصو
…
ن سبت حشايَ الطائره
يا صاحِ عللْ مهجتي
…
بسنا الكؤوس الدائره
واحرقْ بلمعِ شعاعها
…
هذي الليالي الكافره
وانظر لساعاتِ النَّها
…
رِ بجنح ليلٍ سائره
من كف مهضومِ الحشا
…
مثل المهاةِ الحادِره
رامي النواظر والقلو
…
ب بهاجرٍ وبهاجره
ذي مقلة تلقى الضرا
…
غمَ بالجفون الكاسره
تردي وأنتَ تحبها
…
وكذا تكون الساحره
أحيت وأرْدَت بالفتو
…
رِ وباللحاظ الشاطره
كيد المؤيد باليرا
…
ع وبالسيوف الباتره
ذات الحروف مجيرة
…
وظبا الأسنة جائره
أكرمْ بصنعِ يدٍ لها
…
هذي الأيادي الفاخره
محمرةُ الآفاق في
…
يوم الندى والنائره
فشعاع تبرٍ صاعد
…
ودماء قومٍ مائره
وتبسم مع ذا وذا
…
يزع الخطوب الكاشره
وتفنن في العلم يق
…
دح بين ذاك خواطره
لا يهمل الدنيا ولا
…
ينسى حقوقَ الآخره
عن كفه أو صدره
…
تروي البحار الزاخره
يا أيها الملك الذي
…
ردّ الحقائب شاكره
وسما بهمته على
…
غرَرِ النجوم الزاهره
حتى انتقى من زهرها
…
هذي الخلال الباهره
سقياً لدهرك إنه
…
دهرُ الأيادي الوافره
مترادِفٌ لذَوي الرَّجا
…
بهباته المتواتره
لولاك ما أمست قري
…
حتيَ الكليلةُ شاعره
أنت الذي روَّتْ غما
…
ئمه رُبايَ العاطره
وأبحتني بحر الندى
…
حتى نظمتُ جواهرَه
لا غروَ إن سلَّيتُ عن
…
بلدي حشايَ الذَّاكره
فلقد وجدت ديارَ مل
…
كك بالسعادةِ عامره
قهرت حماة ليَ العِدى
…
فحماة عندي القاهره
وقال فيه أيضاً
السريع
مبلبل الأصداغ والطّره
…
ومرسل اللحظ على فتره
أرخى على أعطافه شعرة
…
قد جذبتني فيه للحسره
فأعجب لمن جار عليه الضنى
…
حتى غدا تجذبه شعره
وأحرباً من رشاءٍ خاذِلٍ
…
مالي على عشقته نصره
مهفهف تعرف من جفنه
…
علامةَ التأنيثِ بالكسره
ذو طلعةٍ تعلو على المشتري
…
وغرّةٍ تزهو على الزّهره
ومقلة دعجاء ضاقت فما
…
تشبعُ من يقنع بالنظره
عشقته حلواً على مثله
…
يطاعُ في الغيّ أبو مرَّه
لولا دجى طرته لم أبتْ
…
سهرانَ لا أجرٌ ولا أجرَه
يبدو كتاب الحسنِ في وجهه
…
فأقرأ العشقَ من الطره
يا ابن أمير الحرب يوم الوغى
…
كم لك في العشاق من إمره
إليك يشكو المرءُ أشجانُه
…
ولابن شادٍ يشتكي دهره
الملك العالم والضيغم ال
…
باسل والمفرد والندره
ربّ العطايا عن غنًى قاصرٍ
…
والحلم كلّ الحلم عن قدره
سبحان من صوَّرَهُ خالصاً
…
ما شيبَ من أخلاقه ذرّه
من آل مروانَ ويمناه في
…
حبِّ العطايا من بني عذرَه
لو لم تكن يمناه غيثاً لما
…
أضحت رُبى الطرس بها نضره
حروفها تعطف يسر الفتى
…
فهي حروفُ العطف لليسره
وسيفها ممتزجٌ بالدما
…
مزجَ بياضِ الخدّ بالحمرَه
إذا مضى في الدرعِ إفرنده
…
عجبت للمرِّيخ في النثره
أكرِمْ بإسماعيلَ من شائد
…
أركان بيت الملك عن خبره
ذي السلم لا تعبأ له ديمةٌ
…
والحرب لا يصلى له جمره
معطي جواد الخيل للمعتفي
…
وخلفه الصرّة كالمهره
دع حاتماً يفخر في قومه
…
بنحره البكرة لا البدره
ليسوا سواء المجد إلا إذا
…
تساوت الخزفةُ والدّرّه
هو الذي يروي حديث الثنا
…
عن شخصه الباهرَ عن قرّه
للخَلق والخُلق على وجهه
…
نوران ردا ناظر الأمرَه
إن كان ذا النورين فضلاً فكم
…
جهزَ من جيش ذوي العسره
يا ملكاً يلقى المنى والعدى
…
بضعف ما ترضى وما تكره
وقَّرتني عن أهل ودِّي فلا
…
والله مالي فيهمُ فكره
إلى أياديك انتهى مطلبي
…
فيا لها فيحاء مخضرّه
كذا مدي الأيام في نعمةٍ
…
باسمة الإخوان مفتره
في كلّ وجهٍ قد تيممته
…
سعادةٌ واضحةُ الغرَّه
وقال فيه أيضاً:
الكامل
صيرت نومي مثل عطفك نافرا
…
وتركت عزمي مثل جفنك فاترا
وسكنت قلباً طار فيك مسرةً
…
أرأيت وكراً قطّ أصبح طائرا
يا مخرباً ربع السلوّ جعلتني
…
أدعى بأنساب الصبابة عامرا
ويطيع قلبي حكم لحظك في الهوى
…
يا للكليم غدا يطيع السَّاحرا
رفقاً بقلبٍ في الصبابة والأسى
…
صيرته مثلاً فأصبح سائرا
ومسهدٍ يشكو القتار دموعه
…
مما سلكْنَ على هواك محاجرا
ما بالُ مقلتك الضعيفة لم تزل
…
وسنا وطرفي ليس يبرح ساهرا
خلقت بلا شك لأخلاق الأسى
…
ويد المؤيد للنوال بلا مرا
من مبلغ الملك المؤيد أنني
…
لولاه ما سميت نفسي شاعرا
وحلفت لم أمدح سواه لرغبةٍ
…
لكنني جرَّبت فيه الخاطرا
ملك ابن أيوب الثناءَ بنائلٍ
…
أضحى على حمل المغارم صابرا
وتملكته سماحةٌ وحماسةٌ
…
جعلا له في كلِّ نادٍ ذاكرا
وإذا سخا ملأ الدِّيارَ عوارفاً
…
وإذا غزا ملأَ القفار عساكرا
وإذا سطا جعلَ الحديد قلائداً
…
وإذا عفى جعل الحديد جواهرا
بينا الأسير لديه راكب أدهمٍ
…
حتى غدا بالعفو أدهم ضامر
تمحو ظلام الليل بيضُ سيوفه
…
مذ قيل إنَّ الليل يسمى كافرا
وتتابع المنن التي ما عيبها
…
إلا رجوع الوصفِ عنها قاصرا
يا ابن الملوك المالئين فجاجها
…
مدَحاً منظّمةَ الحلى ومآثرا
من كل ذي عرض يصفى جوهراً
…
فاعجب لأعراض تكون جواهرا
شكراً لشخصك ما أسير ممدحاً
…
وأعز منتصراً وأحلم قادرا
حملتني النعمى إلى أن لم أبن
…
من تغلبنَّ أشاكياً أم شاكرا
ونعم شكرتُ مواهباً لكَ حلوةً
…
حتى شققت من العداة مرائرا
لا غرْوَ إن عمرَ البيوتَ معانياً
…
عافٍ عمرت له البيوتَ ذخائرا
بكرت عليك سعادةٌ أبديةٌ
…
وبقيت منصورَ العزائم ظافرا
وقال فيه أيضاً
الخفيف
والذي زاد مقليك اقتدارا
…
ما أظنّ الوشاةَ إلا غيارا
بهمُ مثل ما بنا من جفون
…
شاجياتٍ تهتك الأستارا
كلما جال لحظها ترك النا
…
س سكارى وما هم بسكارى
يا غزالاً رنا وغصناً تثنى
…
وهلالاً سما وبدراً أنارا
كان دمعي على هواك لجيناً
…
فأحالته نارُ قلبي نضارا
حليةٌ لا أعيرها لمحبٍّ
…
شغل الحلي أهله أن يعارا
ما لقلبي اليتيم ضلَّ وقد آ
…
نسَ من جانب السوالف نارا
لك جيدٌ ومقلةٌ تركا الظ
…
بي لفرط الحياءِ يأوي القفارا
وثنايا أخذْنَ في ريقها الخم
…
ر وأعطين العقول الخمارا
عاطرات الشميم تحسب فيه
…
نَّ شذاً من ثنا ابن شادٍ مُعارا
المليك المؤيد اللازم السؤ
…
دد إن حلَّ حلَّ أو سار سارا
والجواد الذي حبا المال حتى
…
كاد يحبو الأعمال والأعمارا
أعدل المالكين حكماً فما يظ
…
لم إلاّ العداةَ والدينارا
فاح ذكراً وفاض في الخلق نهراً
…
فحمدنا الرِّياض والأنهارا
ليس فيه عيبٌ سوى أن إحسا
…
نَ يديه يستعبد الأحرارا
لم يزل جوده يجور على الما
…
ل إلى أن كسى النضار اصفرارا
البدارَ البدارَ نحو نداه
…
فإذا صال فالفرارَ الفرارا
مثل ماء السماء خلقاً هنيئاً
…
وابن ماء السما علًى واقتدارا
كلما استغفر الرَّجا من سواه
…
أرسلت كفه الندى مدرارا
وإذا شبتِ الوغى فكأنَّ الس
…
يف من بأسه استعارَ استعارا
ذو حسامٍ مدَرَّبٍ لم يدَعْ في
…
جانب الشامِ للعدى ديَّارا
أعجل الكافرين بالفتك عن أن
…
يلدوا فيه فاجراً كفَّارا
يا مليكاً أحيى الثنا والعطايا
…
فجلبنا لسوقه الأشعارا
وتلقى بضائعَ القصدِ والحم
…
د فجئنا إلى حماهِ تجارا
أسألُ الله أن يزيدَك فضلاً
…
وسموًّا على الورى وفخارا
صنتني عن أذى الزَّمانِ وقد حا
…
ول حربي واستكبر استكبارا
وانبرى غيثك الهتون بجدوى
…
علَّمتني مدائحاً لا تُبارى
ما مددنا لك اليمينَ ابتغاءً
…
للعطايا إلا شكرنا اليسارا
وقال فيه أيضاً
البسيط
في مرشفيه سلاف الراح من عصرَه
…
ومعطفيه قوام البان من هصرَه
وفي ابتسام ثناياه ومنطقه
…
مَن نظَّم الدر أسلاكاً ومن نثره
ظبي قضى كل زيدٍ في محبته
…
وما قضى من ليالي وصله وطره
مطابق الوصل في مرأًى ومختبر
…
فالخدّ سهل وأسباب الرضا وعره
إذا انثنى شمتَ من أعطافه غصناً
…
عليه من كل حسن باهر زهره
ذاك الذي خجلت أجفان مقلته
…
من القلوب فراحت وهي منكسره
بينا يرى جنةً في العين مونقة
…
حتى يرى جذوةً في القلب مستعره
كيف الخلاص لمطويٍّ على شجن
…
وقد تمالت عليه أعين السحره
تغزو لواحظها في المسلمين كما
…
تغزو سيوف عماد الدين في الكفره
ملك إذا نظرت عين الرجاء له
…
لم يدفع الجود رؤياها إذا نظره
مؤيد النعت والأفعال ذو شيمٍ
…
لباسة لبرود الحمد مفتخرة
يضيء حسناً ويندي كفه كرماً
…
فما ترى بدرَه حتى ترى بِدَرَه
إذا تأملت بشراً منه مقتبلاً
…
عرفت من مبتداه في الندى خبره
لو أنَّ للغيث جزأً من مكارمه
…
لم يهمل الغيث من سقيا الثرى مدره
لا عيب فيه أدام الله دولته
…
إلاّ عزائم مجدٍ عندهنَّ شره
وفكرة في العلى والفكر دائبة
…
ليست على أمدٍ في الفضل مقتصره
طالت إلى الأفق فاستنقت دراريه
…
وغاصت البحر حتى استخرجت درره
آهاً لها فكراً حدّث بمعرفة
…
تحديد رُبّ من الألفاظ بالنكره
وهمة في سماء العزّ واضحة
…
كأنما الشمس من نيرانها شرره
تباشر الحرب هولاً وهي سافرة
…
وتمنح المال جوداً وهي محتقره
يا حبَّذا منه في عين الثنا رجل
…
شافٍ إذا الناس في عين الثناء مره
أبهى وأبهر ما يلقاك منظره
…
إذا نظرت على وجه الوغى قتره
والبيض محنية الأضلاع من قدم
…
على الطلا وقدود السمر منتظره
والطرف قد نبتت بالنبل جلدته
…
كأنه بين أنهار الدما شجره
مناقب ما تولى الخبر أحرفها
…
إلا حسبت على عطف العلى خبره
أقولُ للمِدَح اللَاّتي أنظّمها
…
ردي حماه على اسم الله مبتدره
ما يخذل الله أوصافاً ولا كلماً
…
بين المؤيد والمنصور منتصره
أضحى المؤيد للأملاك واسطة
…
بين الأصول وبين النسل مفتخره
ذاك الذي سترت رؤيا محاسنه
…
ذنب الزمان فما يشكو امرؤٌ ضرره
مهما أراه رفيع الذكر ممتدحاً
…
فكل سيئة للدَّهر مغتفره
يا ابن الملوك قضوا أوقات ملكهمُ
…
سديدةً وتقضُّوا سادةً برره
كم سفرةٍ لي إلى مغناك فائزة
…
أغنت لهاك يدي فيها عن السفره
ومدحةً ليَ قد أيمنت طائرها
…
حيث المدائح في أهل الغنى طيره
فعش ودم لذوي الآمال ذا رتب
…
عليَّةٍ ويدٍ في الفضل مقتدره
يا رُبّ أفنان مدح فيك قد سطرت
…
فأصبح الجود في أوراقها ثمره
وقال فيه وقد اقترح عليه معارضة قصيدة الأسعد بن مماتي
منهوك الرجز
أفدي قمرعقلي قمر ثمَّ غدر لمَّا قدر
فلا وزر ولا مفر يا من شهر سيف الحوَر
على البشر فما فتر حتى استعر وهج الفكر
ولو أمر ذاكَ الخصرْ ذ من الثغر أطفى شرر
لكن هجر وما ادَّكر دماً هدر هلاّ نظر
دمعي نهر على زَهر ذاكَ الخفر يحكي بدر
ملك عمر بما نشر نشرَ الخُبر من الخبر
والمختبر لله دَرّ تلكَ السير كم من غرر
ومن دُرَر فيها سمر إلى السَّحر ولا ضجر
ولا ضرر علمٌ مهر فضلٌ ظهر ثمَّ انتشر
فكم غفر وكم نصر على الغِير جدّاً عثر
وكم قهر من ذي أشر دب الخمر يا من ستر
أهل الحصر ممن شكر ثمَّ عذر أنت المطر
لا ما نظرعلى المدر سد من حضر ومن غبر
ولا تذر لمن نذر من مفتخر إلا مُضر
وقال فيه
الرمل
يا عذولي خلني أغنم عمري
…
إن أعمار الورى كالسحب تسري
دَع فؤادي والذي يختاره
…
ما على ظهرك يا عاذلُ وزري
دَع غواني مجلسي تصدح لي
…
فغداً تبكي البواكي حولَ قبري
يا نديميّ وهذا يومنا
…
يوم صحوٍ فاجعلاه يوم سكري
واسقياني مثل خلقي قهوة
…
بيديْ بدر يغنّيني بشعري
أنا عذْريّ الهوى لكنَّ لي
…
ثقةً بالعفو تجلو وجه عذري
والذي أهواه بدرٌ قاتلٌ
…
اعملوا ما شئتمُ يا أهل بدر
ولسلطاني صفاتٌ مدحها
…
صادقٌ يمحى بها وزري وفقري
ملكٌ من آل أيوبٍ له
…
في تكاليف العلى ميراث صبري
عادلٌ ما كادَ زيدُ النحو في
…
دهره يعزَى إليه ضربُ عمرو
وجوادٌ ما ليُسر الغيث ما
…
لندى راحته في حال عسر
أفضليّ التعت والذَّات فيا
…
لهما من نسبتيْ سرّ وجهر
يا مليكاً أحمل المدح له
…
وعجيب حاملٌ دُرَّا لبحر
إنَّ أعداءَك والأنعام في
…
حالةِ فاجمعهما في يوم نحر
وتهنَّا ألف عيد مثله
…
في مسرَّاتٍ وفي عزًّ ونصر
رفعت قدريَ فيه ليلة
…
قرَّبتني يا لها ليلة قدر
وعلى القصرِ اجتماعٌ يا له
…
سفراً أفضى إلى جمعٍ وقصر
كنت غضباناً على الدَّهر وقد
…
ردَّني جودك فرحاناً بدهري
فيميناً لسوى مغناك لا
…
ينثني قصدي ولا أثني بشعري
أنت غيثي ونباتي للثنا
…
حقه أن يتلقاك بزهر
وقال فيه
الطويل
تنبه لما أن رأى شبيه فجرا
…
فنزَّه عن عاداته الشّعر الشّعرا
وأعرض عن أغزاله وغزاله
…
فلا قامةٌ سمرا ولا وجنةٌ حمرا
ولا مقلةٌ نجلاءُ يحرس لحظها
…
لَمًى فأقول السيف قد حرس الثغرا
ولا مرشفٌ ماءَ الحياةِ حسبته
…
ولا نبتُ خدٍّ كنت أحسبه الخضرا
ولا قهوةٌ أستغفر الله تجتلى
…
ومن عجبٍ أنْ قد حلا منه ما مرا
وكانت كما لا يقتضي العقل غِرَّةً
…
فحنَّك ذاك الشيب ذاك الفتى الغرا
وذكَّرني فقدَ الأحبة مرجعي
…
إليهم وترحالي فلم أستطع صبرا
أحبَّاء ساروا قبلنا لمنازلٍ
…
فيا صاحبي رحلى قفا نبك من ذكرى
كأنَّهمُ لم يركبوا ظهرَ سابح
…
ولا ركبوا في يوم مكرمةٍ ظهرا
ولا بسطوا يمنى ببذلِ رغيبةٍ
…
ولا أوجدوا من بعد جائحه يسرا
لنا عبرةٌ فيهم تنبه مقلةً
…
ولو أرشدت كانت له مقلة غبرا
لقد غرَّت الدُّنيا بخدعة حربها
…
فما أكثر القتلى وما أرخص الأسرى
حمى الله من عين الزمان وأهله
…
لنا ملكاً قد أحرز الذكر والأجرا
ترجَّى لدنياه الملوك وإننا
…
لنرجوه للدنيا ملاذاً وللأخرى
مليكٌ سمت عيناه للنسك والعلى
…
فكانت قليلاً من دجى الليل ما تكرى
وأعذرَ في هجر التنعم نفسه
…
وقال للاحيه لعلَّ لها عذرا
على حين أعطاف الشبيبة لدنةٌ
…
وروضتنا في الملك أو نفسها خضرا
وما زال طهر الفعل حتى تشبهت
…
فعال رعاياه فكان يرى طهرا
ليهن بني أيوب أن محمداً
…
بنى لهمُ في كل صالحةٍ ذكرا
وبرّ البرايا عدله ونواله
…
فلا عدموا من شخصه البرّ والبحرا
وفي الناس من حاز الممالك جنةً
…
ولكنْ جنان الخلد مملكةٌ أخرى
أيا ملكاً نمسي إذا الدهر مظلم
…
نراقب من لألاء غرّته الفجرا
بقيت لنا تعلو عن الشعر رتبة
…
نعم وعلى هامِ السماكين والشعرى
وتذكرنا عهدَ الشهيدِ ودهرَه
…
سقى الغيثُ عنا ذلك العهد والدهرا
وقال في الناصر بن محمد
الطويل
بدت في رداء الشعر باسمة الثغر
…
فعوَّذْتها بالشمس والليل والفجر
ولو شئت قسمت الذوائبَ مقسماً
…
بطيب ليالٍ من ذوائبها عشر
وقبلتها مصرية حلوةَ اللمى
…
أكرّرُ في تقبيلها السكّر المصري
ويعذلني من ليس يدري صبابتي
…
فأصرفه من حيث يدري ولا يدري
ومن عجب الأشياءِ حلوٌ ممنعٌ
…
أصبر عنه وهو حلوٌ مع الصبر
وكم لائمٍ في حب خنساء أعرضت
…
وعنّف حتى جانس الهَجر بالهُجر
وشيب رأسي خدَّها ومعنفي
…
وهذا رماد الشيب من ذلك الجمر
فيا قلب خنساء القويّ وأدمعي
…
على مثلك العينان تجري على صخر
ويا قلبُ صبراً في عطاها ومنعها
…
فلا بدَّ من يسرٍ ولا بد من عسر
أرى الشمسَ منها في العشاء منيرةً
…
ومن صدّها عني أرى النجم في الظهر
يذكرني عهد الوفا ما نسيته
…
ولكنه تجديدُ ذكرٍ على ذكر
زمان الصبى والقرب لا نحذر النوى
…
ولكن نقضي الحال أحلى من التمر
وأما وقد ضاء المشيب بمفرقي
…
فبالشيب لا بالطوع صرنا إلى الهجر
وفارقت خدّ الغانيات وجفنها
…
فجرحاً على جرحٍ وكسراً على كسر
وإني لمشتاقٌ إلى ظلِّ روضةٍ
…
على النيل أروي العيش منها عن النضر
لئن حثني باب البريد إلى مصر
…
لقد حثني باب الزيادة في النزر
إلى مصر يحلو نيلها مخصب الثرى
…
فيغني الورى في الحالتين عن القطر
وتقبيل حلو الغزو للمحل قاتل
…
حلاوته سكبٌ وجنديهُ يجري
ويجري بإسعاد العباد فحبذا
…
بسعدك يا سلطانها ساعياً يجري
لسلطان مصر الناصر بن محمدٍ
…
على كلِّ مصرٍ طاعةُ البحر والبرّ
تجمعتِ الأمصارُ في مصر طاعة
…
وهل تجمع الأمصار إلا على مصر
سلامٌ على إسكندر الوقت أن يفح
…
شذا الذكر عنه فالسلام على الخضر
سلام ثغور الخلق تنقش في الثرى
…
بأفواهها ختماً على أنفس الذخر
على باب سلطان العباد كأنها
…
لنظم ثناياها عقودٌ من الدُّرِّ
مليكٌ روت أعماله سيرَ التقى
…
عن الملك المصري عن الحسن البصري
له منزلا جيش وتحت مقامه
…
بهذا وذا في القلب حب وفي الصدر
أيالة ملكٍ لا فلان ولا فلٌ
…
ونحوُ علًى لا نحو زيد ولا عمرو
فملكٌ بلا جور وحكمٌ بلا هوًى
…
وأزرٌ بلا وِزْرٍ وعزّ بلا كبر
قضا عمرٍ في حلم عثمان جامعاً
…
لبأسِ عليٍّ في سماح أبي بكر
مضى الشفع من مرآى أبيه وجدّه
…
وجاءَ فلا زالت له دولةُ الوتر
إلى ناصرٍ من ناصرٍ وكذا على
…
مدى جدّه المنصور مسترسل النصر
أجلّ بيوت الملك بيت قلاونٍ
…
وأنت أجلّ البيت يا وارث الدهر
فملكك حقّ واضح الصبح أشرقت
…
سعادته كالظهر يا واحد العصر
مراد البرايا أن تدوم وإن توَوْا
…
وميراثك الباقي إلى ذلك الحشر
بصوتك أركان الشريعة شيّدت
…
وصينت ثغور كلها باسم الثغر
وخاض بها قوم تعدوا فقوبلوا
…
بما كل إنسانٍ لديه من الخسر
وليس الذي خاض الشريعة سالماً
…
من الأسد الحامي حماها من المكر
لك الله إما كسب حظٍّ من الثنا
…
يحوز وإما كسب حظٍّ من الأجر
ليهنك ما تجنيه من جنةٍ غدا
…
بإبطال ما تجنى الجناياتُ من وزر
ليهنك ما عمّرته من معالمٍ
…
سيثني على عمارهنّ أبو ذَرّ
ويمدحكم حسَّانها اليوم أو غدًا
…
بدار البقا بعد الطويل من العمر
فأيامك الأعياد عائدةٌ لمن
…
رَجاك ومنْ عاداك بالفطر والنحر
وكفَّاك للمدَّاح أيام عشرها
…
وليلة من تسعى لها ليلة القدر
ودولتك الزّهراء للجود والسّطا
…
فبالفلك السعديّ والفلك البشري
ونصر على الأعدا يبادرُ رُعبه
…
فيسبق مجرى الخيل بالعسكر المجرِ
ويعرض عن كيد العدا لاحتقارهم
…
بلا قاصدٍ ماشٍ ولا حائمٍ صقر
فأعداك هذا مسَّ في النوم رأسه
…
وآخر قبل السيف ماتَ من الذّعرِ
وكم لكَ في داني الدِّيار ونازحٍ
…
غيوثُ عطايا تخلط السهل بالوعر
يضنُّ بأحمال من التبن معشرٌ
…
إذا اتصلت أحمال جودك من تبر
مليك التقى والعلم والبأس والندى
…
فمدحٌ على مدحٍ وشكرٌ على شكر
تهنّ وكلّ الناس عافية روت
…
حديث التهاني عن بشيرٍ وعن بشر
بها حملت عنكَ السقام بمصرِها
…
عيون المها بين الجزيرة والجسر
فأحسن بها للملكِ في كلِّ حالةٍ
…
بشائرَ عند السيف والعزّ والنصر
وأحسن بها حيثُ الهناءُ مسطرٌ
…
صحائفها عند كاتب السرِّ والجهر
عوافيَ إلا أنها قاهرِيةٌ
…
حلت حالتاها في المسرةِ والقهر
فعافية الأجساد عند ذوي الهدى
…
وعافية الأطلال عند ذوي الكفر
هنيئاً لسلطان البرية سيرة
…
مزهَّرة الأوراق بالأنجمِ الزّهر
هنيئاً لأجلاب المدائح والرجا
…
لقد أصبحت تجري إلى ملك تجري
يبيع ولكن بالكلام نفائساً
…
من المال تلقاها غداً جمّة الوفر
ويبتاع لكن بالنفيس غوالياً
…
من الحمدِ إلا أنه عاطر النشر
غنينا عن السبعِ البحار بأنملٍ
…
أفيضت كما يغنى عن السبع بالعشر
وأحييت للآدابِ علماً ومعلماً
…
بنعماء تقري بالفوائدِ أو تقرِي
وجوهُ دنانير سبقنَ بمعجزٍ
…
ترينا وجوهَ النمّ في أوَّل الشهر
سبقنَ وإن لم يشتكي الفقر بالغنى
…
وقابلنَ من لم يشتكي الكسر بالجبر
كذلك أذهانُ الملوك نقيَّةٌ
…
ترى في مرَاةِ العقل أيان يستقري
تأملت ما تعطى للملوك من النهى
…
فعوذت فرداً بالثلاثِ من الحجر
أحقًّا أراني في ثرى عتباته
…
نباتاً يحيي وَاكفَ المزن بالزهر
وأنشدت أمداحاً تقول لمن أتت
…
مدحتك بالشعرى وغيرك بالشعر
وقال في قاضي القضاة جلال الدين
البسيط
سقى حماك من الوسميّ باكره
…
حتَّى تبسم من عجبٍ أزاهره
يا دارَ لهوِي لا واشٍ أكاتمه
…
ولا رقيبٌ بمغناها أحاذره
حيث الشبيبة تصبي كلّ ذي حورٍ
…
سيَّان أسود مرآها وناظره
من كلّ محتكمِ الأجفان يخرجنا
…
من أرضِ سلوتنا في الحبِّ ساحره
ظبي إذا شمت خدَّيه ومقلته
…
أذابَ لاهبهُ قلبي وفاتره
يأوي إلى بيت قلبٍ فيه مختربٍ
…
فأعْجب لمخرِبِ بيتٍ وهو عامره
كأنه بيت شعر في عروض جوى
…
دارت عليهِ بلا ذنبٍ دوائره
ليهن من باتَ مسروراً بهجعته
…
إني عليهِ قريحُ الطرف ساهره
مجري الدموع على طرف تألّفها
…
فاسْتسهلت لمجاريها محاجره
كم ليلةٍ بتُّ أشكو من تطاولها
…
عليَّ والأفق داجي القلب كافره
وأرقب الشهبَ فيه وهي ثابتةٌ
…
كأنَّما سمّرتْ منها مسامره
حتَّى بدا الصبح يحكِي وجه سيِّدنا
…
قاضي القضاة إذا استجداه زائره
لله صبحٌ تجلى للشريعة عن
…
ذاك الجلال لقد جلَّت مآثره
أفدِي البريد وللتقليد في يدهِ
…
مخلّق تملأ الدُّنيا بشائره
يكاد يلمعُ مطويّ السطور به
…
حتَّى ينمّ على فحواي ظاهره
مسرَّة كانَ طرف الشرع يرقبها
…
ومطلبٌ كانت العليا تحاوره
قاضي القضاة جلال الدِّين قد وضحت
…
سبل القريض وصاغ القول ماهره
هذي كؤوس الثنا والحمد مترعةٌ
…
باكر صبوحك أهنى العيش باكره
واسْمع مدائح قد فاه الجمادُ بها
…
وقد ترنم فوقَ الأيكِ طائره
ما أحسن الدِّين والدُّنيا يسوسهما
…
والطيلسان فلا تخفى مفاخره
كأن أبيضَ هذا تلو أسوَد ذا
…
عينُ الزمان الذي ما زاغَ باصره
حيثُ المقاصد في أبوابِه زمراً
…
فليس للدَّهر ذنبٌ وهو غافره
فاسْتجلِ طلعةَ ذي بشرٍ وذي كرمٍ
…
كالغيث بارقه الساري فماطره
تصبو لحبر فتاويه لواحظنا
…
فما عيون المها إلَاّ محابرُه
وينفذ الأمر كالسهم القويم فما
…
تحيد عن غرض التقوى أوامره
لا شيء أحسن من مرآه مقتبلاً
…
إلَاّ محاسن ما ضمَّت سرائره
تجلو المهابة في نادِيه رونقها
…
فما نكادُ بنجوانا نجاهره
ويفهم السرّ من حاجات أنفسنا
…
فما نطيق على أمرٍ نُساتره
يا حاكماً صانَ سوحَ الدِّين عاضدُه
…
وفازَ بالشرفِ المأثورِ ظافره
ولّيت بالعلمِ لا بالحظِّ مرتبةً
…
فاحْكمْ بعلمِك فيما أنتَ ناظره
وانْظر لحالِ غريب الدَّار مفتقر
…
طال الزمان وما سدَّت مفاقره
نعمَ الفتى أنت قد برَّت أوائله
…
في المكرماتِ وقد أربتْ أواخره
يممته دلفيّ الأصل منتسباً
…
تأبى معاليهِ أن تخفى عناصره
لا يستقرُّ بكفَّيهِ الثراء فما
…
تلك الحظوظ بها إلَاّ معابره
زَكا وأمْكنهُ فعل الجميل فما
…
في الناسِ لو قصرت جدواه عاذره
ما بعد علياه ركنٌ أسْتجير بهِ
…
من الخطوبِ ولا بحرٌ أجاوره
لئنْ تفرَّدَ بالعلياءِ سؤدده
…
لقدْ تفرَّدَ بالآدابِ شاعره
وقال علائية في ابن فضل الله
الطويل
وقائع حبّ حار في كرِّها فكرِي
…
فمنْ حُسَّدٍ تمشي ومن أدمعٍ تجري
ولاحٍ ثقيلٍ في مليحٍ ممنَّعٍ
…
فيا لكَ من أُحدٍ لديَّ ومن بدر
يظلّ أبا جهلٍ عليَّ بجهله
…
وأمسي بأوصاف السّقام أبا ذَرّ
وأغيد في فيه المدامُ ولحظه
…
وفيّ وفي أعطافه نشوة السُّكْر
تداويتُ من ألحاظهِ برضابِه
…
كما يتداوَى شاربُ الخمر بالخمر
ونزَّهت فكري في بدائعِ حسنهِ
…
وفي عقلِ عذَّالي على أنها تغري
تباركَ من أنشا بخدَّيه زخرفاً
…
وسبحان من أنشى عذولي بلا حجر
لعمرِي لقد قاسَ الهوى نحوَ صبوتي
…
مقاييسَ لم تعبأ بزيدٍ ولا عمرو
وأنفقت عمرِي في المليحِ محبَّةً
…
فإن يسلني عذلٌ فيا ضيعة العمر
وإني لعذري الصبابة إن روت
…
حديث الأسى عني الدموع فعن عذري
تسابق بيض المزن حمرُ مدامعي
…
فتسبقها والسبق من عادة الحمر
ويسهرني ومضُ البريق كأنما
…
تبسم في لُعس السحائب عن ثغر
أما ومليح العصر إنك بالبكى
…
وبالسهدِ يا إنسان عيني لفي خسر
معنى بوسنان اللواحظ سارق
…
كرى مقلتي من حيث أدري ولا أدرِي
يجرُّ بنون الصدغ قلبيَ للأسى
…
وما خلت أن النون من أحرف الجرّ
يقابل دمعِي باسماً فكأنما
…
ينظم ما أملت جفوني من النثر
وما ليَ لا أبكي على درّ مبسم
…
كما بكتْ الخنساء قبلي على صخر
وأجري عيون الدمع فائضة على
…
عيون المها بين الجزيرة والجسر
ظباء بشطّي نيل مصر لأجلها
…
يقولُ حنين الشوق آهاً على مصر
خليليّ شابت في النواظر لمتي
…
وشبَّ الأسى نار التذكُّر في صدري
فلا تنكرا تعبيس وجهي فإنما
…
تنقل ذاك الابتسام إلى شعري
وزالت بصبح الشيب عنيَ خلني
…
فكان زوال الشمس للصبح لا الظهر
ويا رُبّ ليلٍ كان لي بكؤوسه
…
ومبسمه سلكٌ ينظم بالدّرّ
تولى ووافى بالهموم كدملٍ
…
أكابده في الحالتين بلا فجر
كأن النجوم المائلاتِ بأفقه
…
مفارقُ شيبٍ لا تسرّ ولا تسري
سقى الله أيام الشباب التي خلت
…
من السحب أحلى ما يسيل من القطر
رأيت شباب المرء عوناً على الهوى
…
وجود ابن فضل الله عوناً على الدهر
إذا ذُكرت أهل السيادة والعلى
…
فعدّ ابن فضل الله فاتحةَ الذكر
إذا شمت منه طلعةً علويةً
…
فغالِ الثنا وأرفض سنا الأنجم الزهر
إذا ما علاءُ الدّين حام فخاره
…
فسل ثم عن نسرِ الكواكب لا النسر
وزيرٌ بلا وزرِ وقاضٍ بلا هوًى
…
وغيث بلا عيب وبحرٌ بلا ضرّ
يسابقني لفظي لوصف زمانه
…
وبالطبع تشدو الورق في الورق الخضر
ويخدعه مثلي فيخدع للندى
…
سريعاً ولا والله ما هو بالغمر
فسيح مجال الصدر بالبرِّ للورى
…
فيا لك من بحرٍ ويا لك من برّ
ويا لك من لفظٍ وفضلٍ لطالبٍ
…
يحقق أن الصدرَ والكف من بحر
ويا لك مجداً جلّ رائيه عن عمى
…
ويا لك بحراً جلّ عافيه عن نهر
يسرّ به ملكٌ ويحمي ثغورَه
…
فليس يزال الملك مبتسم الثغر
وما زال شفعاً بأسه ونواله
…
لدى الملك حتى ما ينام على وتر
فما الشمس في ظهر مثيلة وصفه
…
ولا مثله فيما تقدّم من عصر
وما فيه من عيبٍ يعدّ لناقدٍ
…
سوى أنه بالجود مستعبد الحرّ
وأن ثناه فاضحٌ حصرَ الورى
…
وأنَّ ندَاه لا يحاوَل بالحصر
من القوم في بطحاءِ مكة أصلهم
…
وأفناؤهم في الخلق فوَّاحة الزّهر
إذا فرَّق الفاروقُ في الخلق ذكرهم
…
فيا حبَّذا الأطهارُ تعزَى إلى الطّهر
إذا ذكرت أقلامهم وسيوفهم
…
فناهيك بالحمر الرَّواعف والسمر
طوى شخصهم دهرٌ وقام بمجدهم
…
يفوح ثناً يستقبل الطيَّ بالنشر
له قلمٌ يدعو الدواة كتابةً
…
ويعزى به عيش الملوك إلى النّضر
حفيّ غداةَ المكرمات أو الوغى
…
ببيض أياديها وأعلامها الصّفر
ونظم ونثر يخرجان ذوي النهى
…
لعمرك من أرض التثبت بالسّحر
لأجيادنا منه وللطّرس حليةٌ
…
فأجيادُنا بالجود والطرس بالشّذر
وللحرب صفّ من سطورٍ كأنها
…
حديدٌ يسوق الناكثين إلى الحشر
بكف كريم الإرث والكسب في العلى
…
فمن خبرٍ نامي الفخار ومن خبر
همامٌ إذ الآراءُ حثَّت لغارةٍ
…
كريمٌ إذا حثت على الكلم الغرّ
له منزلٌ في القلب من كلِّ جحفلٍ
…
وفي المحفل السامي محلٌّ من الصَّدر
بزهرٍ من الآراء والقول واللُّهى
…
روينا صحيحَ الحمد منها عن الزُّهري
فيا حبَّذا عبدُ الرحيم توسلاً
…
ويا حبَّذا الطائي في الجود والشعر
ألم ترني أني نهضت بمدحه
…
وألقيت أمداحَ البرية عن فكري
أمولاي قد غنى بمدحي لك الورى
…
وسارت به الركبان في السهل والوعر
وقصّر عن نظمي الأنامُ وشُيّدت
…
عليك مباني بيته فهو كالقصر
إذا رفعت قدري بمدحك ليلةٌ
…
تيقَّن قصدي أنها ليلةُ القدر
وقضَّيتها والنيراتُ تمدني
…
سلاماً وتسليماً إلى مطلعِ الفجر
على أنَّ عندي كأس شكوى أديرها
…
على السمع ممزوجاً بمدمعيَ الغمر
أيكسر حالي بالجفاء وطالما
…
تعوَّدت من نعماك عاطفة الجبر
ويدفعني عن قوت يوميَ معشرٌ
…
وأنت عليهم نافذُ النهي والأمر
ولو كانَ ذنبٌ لاعْترفت بهِ ولا
…
تحيَّلتُ في عذرٍ ولا جئت من غفر
أحاشيكَ أن يدجو زمانيَ بعدما
…
أضاءت بشعرى في المدائحِ من شعري
بنيت على ضمٍّ وَلاءَك في الحشا
…
فلا تبنِ بيت القلب مني على كسر
وإن تخف يا ذا السرّ عنك محبَّتي
…
فشاهد حبِّي عالم السرّ والجهر
وقال فيه أيضاً
المتقارب
يتيمُ ابْتسامك ما يُقهر
…
فسائل دمعيَ لا ينهر
وإنسان عيني إلى كم كذا
…
بحينٍ من الدهر لا يُذكر
وخدّك ذا السهل ما باله
…
على من رجا قُبلةً يعسر
عن الورد يروي فيا حسنَ ما
…
رواهُ لنا خَلَفُ الأحمر
ويا حبَّذا حولهُ عارضٌ
…
لدمعي هو العارِض الممطر
يقول تناسب روحي له
…
هي النفس خضراءُ يا أخضر
عسى بجبر الصب آس العذار
…
فبالآسِ كسرُ الورى يجبر
لكَ الله قلباً نجرّ الأسى
…
ومن عمل الحب لا يفتر
وهبت الكرى لجفون الرَّشا
…
فكم ذا ينام وكم أسهر
وكم قيل للنفسِ قال العذول
…
فقالت جفون الرَّشا تغتر
تعشقته بابليَّ اللحاظ
…
يسكر من شاء أو يسحر
ولام على حسنه المجتلى
…
وِقاحُ العيون فما أثروا
وقالوا أما يرعوِي سامعٌ
…
فقلت أما يستحي مبصر
حلوت وأمررت ملح الملاح
…
فيا حبَّذا الملح والسكر
وكرّر لي ذكرك العاذلون
…
فما كانَ أحلى الذي كرَّروا
ووجهك جامعُ لذَّاتنا
…
فيا حبَّذا الجامع الأقمر
وثغرك يشهد مسواكه
…
فأعدِلْ به شاهداً يسكر
ويا رُبَّ نيل بلقياك قد
…
تبين لي فعله المضمر
بخصرك والنهد نحو الهنا
…
فهذا أضم وذا أكسر
فيا لك ليلاً لو المانويّ
…
رآه رأى أنه الخير
وأشرق إشراق ذاك الدّجى
…
فما منهما واحدٌ يكفر
وطابق أجفان عيني الظَّلام
…
فهذا يطول وذي تقصر
وما قصرُ الليل أو سكون طوله
…
سوى أنك تسعف أو تهجر
وما الحزن والعيش إلا سطا
…
عليَّ وأنعمه تنشر
وزير إذا نظراء العلى
…
تردُّوا ولاذوا بهِ أزّرُوا
إذا سلكوا نحوه عرّفوا
…
برفع وإن تركوا نكّروا
فما صغروا وبه كبروا
…
ولا كبّروا وبه صُغروا
سعادة جدّ بها يحتذى
…
ونهج أبٍ في العلى يشتهر
كريم رأينا مسيء الزمان
…
ببسطِ أيادِيه يستغفر
فحسب الملوك سفيرٌ لهم
…
وجودهُ إنالتهُ تسفر
وحسب ابن يحيى حياة العلى
…
وبعض معالي الورى تقبر
زها أفقُ مصرَ بتدبيرهِ
…
فطالعَها أبداً يزهر
وقاهرة شادها لفظه
…
فشائدها أبداً جوهر
هو اللفظ حالٍ بهِ جيدها
…
كفيل ندًى وردًى يهمر
وزهر الورى خضرٌ بالهنا
…
وملك البريَّة إسكندر
وصاحب أسراره كاتم
…
وأنعمه في الورى تجهر
مقيمٌ على النيل لا ابن الفرات
…
ومجدهُم البحرُ لا جعفر
يعجل غايةَ ما يرتجى
…
ويحلمُ ساعةَ ما يقدِر
ولا عيب فيه سوى سؤدد
…
تكدّ الفهومُ ولا يحصر
على فضلهِ خنصرُ العاقدين
…
ومن أجلِ ذا حلي الخنصر
وفي يدهِ فاضليّ اليراع
…
مقيمٌ وسؤددهُ سير
تغازل أحرفه كالظبا
…
وطوراً يحاذرها القسور
إذا صاولته سيوفُ العدى
…
فما ضرَّه الشانئُ الأبتر
وإن ساجعَ الوُرقَ مال الحيا
…
بها خلفَ أوراقها تستر
وإن فاضَ درًّا على سامع
…
فأنمل حامله الجسَّر
أخا الفضل مكتملاً وابنه
…
ليهنك عامُ الهنا الأزهر
فقابل بعلياك فيهِ الهلال
…
لينحرَ حسَّادها خنجر
وعش يا كثير الندى والثنا
…
وأجرك من ذا وذا أكبر
بجود يديك ابن فضل الإله
…
تناسب منطقي الأبهر
فإن كنت غيث ندى هاملاً
…
فإنَّ نبات ثناً مزهر
شعرت بمدحِك حتى بهرت
…
وكنتُ من العيّ لا أشعر
وحلَّق خلفي بهذا المُطار
…
أناس عن الخطوِ قد قصروا
إلى صنعةِ الشعر فليدع في
…
حمى الفضل شاعرك الأظهر
محبّ لتشبيبه مادح
…
يروح سوى مدحه يزمر
وقال يهنئه بالحج
البسيط
بشراك إن السرى والعود مبرور
…
وإن سعيك عند الله مشكور
وإن حجَّك في عاف بمصر دعا
…
كمثل حجك بالبطحاء موفور
وإنَّ كلّ حمًى يممت دارُ هناً
…
وخادم الوقت مختارٌ ومسرور
وأنك الغيث إن تحكم على أفق
…
فالجدب والخصب منهي ومأمور
لا غَرْوَ إن حجزت محل الحجاز لهاً
…
بنقط أيسرها المعمور معمور
يسري إلى البيتِ معموراً بوافدِه
…
بحرٌ بفيض النَّدى والعلم مسجور
في فرقة بولا علياه ضاحية
…
شموس علمٍ تحامتها الدَّياجير
تموا وصحوا بأبواب العلاء فما
…
في الاسمِ نقص ولا في الجمع تكسير
يطوون برد الدجى والبيد في طرق
…
كأنَّهنَّ لجندِ العلم منشور
بكلّ وجناء بسم الله قد برزَت
…
كأنَّها لأمير العلم مسطور
حرف على صحف البيداء يعرب عن
…
إعمالها السير مرفوع ومجرور
آثار مبسمها فوقَ الثرى قمرٌ
…
وعقلها بشعاعِ الحيّ مقمور
يمدُّ آمالها شوقٌ قد اقْتصرت
…
على هواه فممدود ومقصور
ولابن يحيى الذي تغنَّى المحول به
…
بروق بشرٍ وَراهَا القطرُ مقطور
من بركة الحبّ حتَّى بئر زمزم لا
…
محلٌ بنعماه إلَاّ وهو ممطور
فيا لهُ محرماً في حجةٍ عبقت
…
ريَّاه وهو صحيح النسك مسرور
مستقبل الكعبة العظمى له طرب
…
حيثُ الستور وتمجيد وتطمير
يطوف منكَ على الأركانِ ركن تقى
…
عالٍ له سند في الفضلِ مأثور
وبيت مكَّة يا ذا البيت من عمر
…
بذكر نفعك للإسلامِ معمور
في ذب رأيك عنه للملوك هدى
…
كأنَّما هو للآراء إكسير
محمرة منك بالآلاء ممتلئ
…
وملء أكمام غاويه الدَّنانير
لله حجر بذاك البيت أو حجر
…
ما للهنا فيهِ حجر عنك محجور
وسنة لكَ في التَّحليق عالية
…
وما لمثلك في العلياءِ تقصير
وفي منًى جمراتٌ ما لها ثمن
…
لكن لها في حشا الشياطين تسعير
أحسن بأيَّام عيش في منًى وصلت
…
ليالياً فثياب الحسن تشهتير
وحبَّذا سنة في الحجِّ زاهرة
…
ست كما قيل فيها الخير والخِير
وزورة لمعاني طيبة اقْتبلت
…
وللصباح بلا شكٍّ تباشير
فيا سرور عليٍّ من محمدها
…
بالقربِ يرقص بيتاً وهو معمور
وشدوة المدح باك في مسرَّته
…
فدُرّ حاليه منظومٌ ومنثور
ويا لها من ليالٍ غير قائلة
…
زوروا فما الظنّ في هذا الحمى زور
لا عيبَ فيهِ سوى الجنح القصير وما
…
كأنَّ غيهبها بالشهب مسمور
وعودة لحمى ملكٍ يطوف بها
…
يا كعبة الجود ملهوفٌ ومضرور
يا عارفاً حفظ أسرار الملوك لهُ
…
عرفٌ من الفضلِ والأقطار مشهور
أمَّا العفاةُ فما تنفكُّ جائرةٌ
…
على ندَاكَ إذا قال الرَّجا جوروا
للمالِ والجاهِ قد جاروا بها قصصاً
…
في طيها عبرٌ منهم وتعبير
إن ثقَّلوا فعل جودٍ قد أبرّ فما
…
في المنِّ منٌّ ولا في الصفو تكدير
لفضَّةٍ كم رجاكَ القومُ أو ذهب
…
وحبَّبت للمثاقيل القناطير
وأنتَ مبتسمُ الثغر البهيج بهم
…
وثغرُ مالك بين القوم مثغور
عنوان بشرك يولي اليسر كلُّ يدٍ
…
معجّلاً فإذا العنوان تيسير
وروض لفظك ريحان القلوب إذا
…
سجَّعته فإذا الريحان منثور
تغدو لهُ صورُ الأضداد باهتةً
…
كأنما هيَ من غيٍّ تصاوير
ونظمك الزَّهر لكن بعضه زهرٌ
…
مع أنه النَّوْر إلَاّ أنَّه النور
يبكي الوليد الذي من بحترٍ قصراً
…
وعنه يمسي جريرٌ وهو مجرور
وفي يراعكَ سرٌّ من سعادته
…
قد صحَّ منه لعلمِ الحرف تأثير
في الجودِ غصن جنانٍ غير منقطع
…
له على الطرسِ توريقٌ وتثمير
وفي اقْتحامِ الوغى رمحٌ يلوحُ له
…
على عِدا الملك كعب فيه تدوير
محكم فالفنا بالخوف مضطرب
…
والقوس منه كما قد قيل موْتور
وبعض تدبيره الدُّنيا وما وسعتْ
…
فالكيمياء على ذا الحكم تدبير
يا ابن الخلافة في البيتِ العتيق له
…
نفعٌ جديدٌ على الإسلامِ محبور
يا شارعَ الأمر في جودٍ وعادله
…
فجودهُ حاضرٌ والعدلُ محظور
يا من لتقواه في مسكِ الثنا عبقٌ
…
مزاجه من بياض العرض كافور
خذها مدائح من حبر ومن حبرٍ
…
كسوتني لكلا النوعين تحبير
عاملت حبّ عليٍّ والولاء بها
…
فهي الدَّواوين فيها والمساطير
ما بعد دُرّ معانيها وصنعته
…
برسمِ جودك عند الفكرِ مدخور
إذا سرت من دمشق الواردون بها
…
لكلّ مصرٍ فأحداقُ العدى عور
ضمنت قلبي الوفا مع حسنها فوفى
…
مع أنَّه ضامنٌ بالصدّ مكسور
ماذا ترى في نظامِي لو عطفت فذا
…
نظمِي وفكري من الأعراض مذعور
لا زلت ما سارت الرُّكبان ممتدحاً
…
لعمره وبيوت الشعر تعمير
وقال في أخيه شهاب الدين بن فضل الله
الطويل
تجلَّى فقلت البدر والليل شعره
…
وماسَ فقلت الغصن والحلي زهره
وأفصح عن ألفاظه وابتسامه
…
فأعجبني نظم الجمان ونثره
مليح يغيظُ الوردَ حمرةَ خدّه
…
ويطوي حديث العنبر الورد نشره
كأنَّ بما في الثغر نظم عقدُه
…
وإلَاّ بما في العقد نظّم ثغره
عجبت لمخضرّ العِذار بخدِّه
…
على أنَّه يذكو ويلهب جمره
وليس عِذاراً ما أرى غير أنَّه
…
لماءِ حياةِ الرِّيق أقبل خضره
كلفت بهِ حلوَ اللَّمى بابليه
…
فمن أين يحلو عنه للمرء صبره
وأسكنته قلبي الذي طارَ فرحةً
…
فطائره قلبي الحزين ووكره
ووالله ما وفيته حقَّ نزله
…
إذا كانَ في نارِ الحشا مستقره
عليَّ له أن أبذل القلب والحشا
…
على ما يرى في الحبِّ والأمر أمره
ويعجبني طرفٌ تدرُّ دموعه
…
على حسنه الغالي فلله درّه
أحنُّ لوجهٍ تهتُ فيه صبابةً
…
فلله صبّ ضلّ إذ لاح بدرُه
وأنصب طرفي نحو طرف يشوقني
…
إذا ما الْتقى في الحبِّ نصبي وكسره
أما والذي قاست عليهِ جوانحي
…
من الضنك ما قاسَى من الردف خصره
لقد زيَّن قلبي المستهام بحبِّه
…
كما بشهاب الدِّين قد زيّن دهره
رئيس كما ترضى السيادة والعلى
…
بهِ زال ذلّ الدهر واشْتدَّ أزره
كثير الأيادي البيض في كلِّ مقصدٍ
…
إذا ما غدت تسعى على الطرس حمره
عليك به إن عافت المدح الورى
…
وضاق به سهل الرَّجاءِ ووعره
سجاياه لا زَهر الرِّياض وعرفها
…
وجدواه لا ظلّ الغمام وقطره
إذا رمت أن تتلو على يدهِ الرَّجا
…
فتيسير عنوان الندى منه نشره
رأيت لهُ فضلاً على جامعي الثنا
…
كما فضل الشهر المحرَّم عشره
وقدراً إذا أضحى به الذكر طائراً
…
غدا واقعاً عنه من الليل نسره
من الباذلي الأموال والقامعي العدا
…
فأعداؤهُ تشكو النثارَ ونثره
له قلمٌ تنهلّ بالجودِ سحبه
…
وتشرق في أفق الفضائلِ زُهره
عجبت له من طاهر اللفظ ظاهر
…
على أنه قد حاقَ في الناسِ سحره
أما وأبي العليا لقد سادَ في الورى
…
سيادة من أربى على الحصرِ شكره
أثاب فقلنا الغيث أبداه شامه
…
وزادَ فقلنا النيل أهدته مصره
هو المتلقي رفعةً بتواضعٍ
…
ورُبَّ رفيع حطَّ علياه كبره
وأفعاله أوفى ندًى من مقاله
…
وأكرم من أخباره الغرّ خبره
وأفسح من بحرِ البلاد وبرّها
…
ومدحي وآمالي نداه وصدره
علقت بحبل من مودته التي
…
هيَ الذَّخر لا بيض الثراء وصفره
وعاودته بالقصدِ أجلو مدائحي
…
على فكرِه الأذكى وحسبي فكره
ومن كانَ مثلي واثقاً بولائه
…
فيا ليت شعري ما يحاول شعره
وقال في الصاحب بن مراجل
البسيط
ديارَ شعري سقاكِ السعد ماطرَه
…
ما أحسن الحيّ عادَ الأنس زائره
يا عائدين بمغناهم إلى أفقٍ
…
عوْدَ النجوم جلت عن دياجرَه
محبّكم جامع الأشواق مالئةً
…
أشواقه في صميم القلب فاطرَه
يا رُبَّ ليلٍ بطيءِ الصبح بعدكم
…
قد باتَ فيه صريع الجفن ساهره
أبلى له السقمُ لمَّا طالَ بعدكم
…
جسماً أبى العهدُ أن يبلي سرائره
حتَّى غدا بخمارِ القربِ في طربٍ
…
بعد البعاد الذي قد كان خامره
يا حبَّذا القلب خفَّاقاً بعشقتكم
…
ما كانَ أيمنَ في العشَّاق طائره
ما كان أولى بسبقِ الدَّمع يذكر لو
…
قد أخطرت لمعاتُ البرق خاطره
عشْ يا وزير التقى والبرّ محتوياً
…
في الأجرِ والدكر أولاهُ وآخره
ويا سليمانَ ملكٍ في سيادته
…
لا ينبغي لسريٍّ أن يسايره
لو صوَّر الشام شخصاً كنت صاحبه
…
وجامع الشام وجهاً كنت ناظره
عمرت من ذا وذا صرحين قد شكرا
…
يقظان من ذا الذي لم يمس شاكره
فمن رآكَ وآثاراً ظهرت بها
…
رأى سليمانَ واسْتجلى عمائره
في جامع الشام أركانٌ مصدرةٌ
…
تملي الثنا واردَ المعنى وصادِرِه
سعادة لحظت أركان مستلمٍ
…
قد كادَ بعدك أن تدمي محاجره
وفي المحاريب من نص التقى سيرٌ
…
كادت ترنح من عجب منابره
وفي أعاليه سرجٌ من محامدكم
…
قبل القناديل تستعلي منائره
وفي حمى الشام والدُّنيا لواحدها
…
ذكرٌ يعرّف عرف المسك ذاكره
أرضى بها الله والسلطان ذو قلم
…
بالخير أعيى ابن سهل أن يحابره
حيث الرَّعية والديوان قد مدحا
…
ممدَّحاً خصَّت العليا مآثره
شمْ في العلى فضله والجود جعفره
…
والنسك عمَّاره والعزم عامره
كم باب نصرٍ وكم باباً إلى فرجٍ
…
فتحت يا فائزَ المسعى وظافرَه
زكت عناصر مولانا وأردفها
…
فضلٌ فأول ما زكى عناصره
تقوى مخافتها لله خوَّف من
…
ذكراه أسدَ الفيافي أن تجاوره
وهمَّة ركبت شهب النجوم فما
…
يسطاع بهرام أفق أن يسايره
وجود كفَّين في سرٍّ وفي علنٍ
…
لا تجسر المزنُ أيضاً أن تكاثره
ثنى عن العرضِ الأدنى به بصراً
…
ثنى إلى الجوهرِ الأعلى بصائره
فليهنه الذكر سيار المديح له
…
إن قيلَ ما اخْترتَ منه قلتُ سائره
والأجر كم جائع عار يقولُ لقد
…
أصلحتَ باطنَ ملهوفٍ وظاهره
وكم صنائع معروفٍ تقول ألا
…
ما كانَ أربحَ في الصنفين تاجره
فلتهنه خلعٌ دامت مبشرة
…
بيمنه منصباً أضحى مباشره
بيضاً وخضراً كأنَّ الطيلسان بها
…
غيمٌ سقى الرَّوضَ فاسْتجلى أزاهره
شعار نعم وزير قد دعوه إلى
…
نعم البيوت فوفَّاه شعائره
مدَّ البنان بأقلامٍ لها نعمٌ
…
لمثلها يعقد المثني خناصره
أغصان رزق لديه أو نجوم هدًى
…
فقل أزاهره أو قل زواهره
يا فائض البحر من جودٍ ومن كرمٍ
…
أن شئت كامله أو شئت وافره
يا ذا البراعة من أسعفت مدحته
…
لقد أعدْت إلى بحرٍ جواهره
يا من تقول البرايا حين أمدحهُ
…
قد أفردَ الله ممدوحاً وشاعره
خذها عجالة منْ نوَّرت في مدحٍ
…
بالنورِ أسطرَه والنوْر خاطره
لئن نشرت على دهرِي قصائده
…
لقد طويت على حبٍّ ضمائره
وقال ناصرية
الطويل
نفرتُ عن الظبي الذي كانَ ينفر
…
وحلت عن العشق الذي كان يؤثر
دعوني فما عين الغزالة كحيلة
…
بعيني ولا وجه الغزالة نير
وخلوا أحاديثَ الجفون فواتراً
…
فقد حلَّ بي الخطب الذي ليسَ يفتر
ونبهني الحال الذي بأقله
…
ينبه من سكر الغرام كثَير
مشيبٌ وإقتار هو الشيب ثانياً
…
ألا هكذا يأتي الشَّقاء المكرَّر
أبى الدهر أن يصغي لألفاظ معربٍ
…
له أملٌ بين المقادير مضمر
فهل للأيادِي الناصريَّة عطفةٌ
…
يغاثُ بها داعي الرَّجاء وينصر
رئيسٌ له رأي كما وضحت ذُكا
…
وجودٌ كما يهمي الغمام ويهمر
وعلمٌ إذا ما غاصَ في الفكرِ غوصةً
…
رأيت لآلي لفظه كيفَ تنثر
وبأسٌ يذيب الصخر لكن وراءه
…
عواطفُ من أحلامهِ حين يقدر
علا عن فخارِ البرمكيّ فخارُه
…
وما قدر ما يبدِي لدى البحر جعفر
وقد سكنت في قلبهِ الطهر رحمةٌ
…
يكادُ بمسرى نشرها الميتُ ينشر
فمن مبلغٌ تلك العواطفَ قصَّةً
…
تكادُ لها صمُّ الصفا تتفطَّر
إلى مَ وأنت الغيثُ أرجعُ ظامئاً
…
وحتى مَ يا ظلّ العفاة أهجر
وكم يشرح البطال سيرته التي
…
يكافحها من حادث الدَّهر عنتر
وقالوا فلانٌ رمّ بالشعر عيشه
…
فيا ليت أني ميتٌ لست أشعر
تصرّم أقصى العمر أدعوك للمنى
…
وأرقبُ آفاق الرَّجاء وأنظر
وأصبر والأيام تقتلني أسًى
…
فها أنا في الدُّنيا قتيلٌ مصبر
أرى دون حظِّي مسلكاً متوعراً
…
إذا ما جرت فيه المنى تتعثر
ويحمرُّ دمعي حين تصفرُّ وجنتي
…
فألبس ثوبَ الهمِّ وهو مشهَّر
ولا ذنبَ لي عند الزمان كما ترى
…
سوى كلمٍ كالروض تبهى وتبهر
سوابق من نظم الكلام ونثره
…
لها خبرٌ في الخافقين ومخبر
وأنت الذي نطَّقتني ببديعِها
…
وأحوجتني أنشي الكلام وأنشر
فوائد إن عادتْ عليَّ مصائباً
…
فأنت بتدبير القضيَّةِ أجدر
وما هيَ إلَاّ مدَّةٌ وقد ارْتوى
…
رجائِي فأضحى وهو فينان أخضر
وطرس إذا ما النقش عذّر وجهه
…
فإنَّ وجوه القصد لا تتعذَّر
قصدتك للتنويه والجاه لا لما
…
تبيض من هذي اللهى وتصفّر
إذا جمع الإنسانُ أطرافَ قصدِه
…
لنفحةِ مالٍ فهو جمعٌ مكسر
وقال بدرية ثم نقلها للشهاب بن فضل الله
الطويل
هنيئاً لأفق الفضل إنك بدرهُ
…
وإن سجاياك الكريمة زُهره
قدمت قدومَ الغيث يهمي نواله
…
ويعبق ريَّاه ويبسم ثغره
وقبلك لم تبصر بنو الشام وابلاً
…
من الغيثِ تهدِيه إلى الشامِ مصره
وأقبلت إقبالَ البدور حقيقةً
…
على جائر الأيام أظلم دهره
وما كانَ لولا نور وجهك طالعاً
…
من الغربِ بدرٌ يملأ الأرض بشره
وأنت الذي في مصر والشام أشرقت
…
معاليه فاسْتولى على النجمِ قدره
لك الصدر من ديوان تلك وإنَّما
…
لصدرِك من هذا مدى الدهر سرّه
وكم أفقٍ طالت قوامُ نجمه
…
يقصر عن أدنى خوافيك نسره
تقر لك السادات طوعاً وعنوةً
…
ويحسن سرّ الفضل فيك وجهره
كأنَّك في العليا أبوك سقى ثرى
…
أبيكَ حياً يهمي فلله درّه
وقارك في حزم الأمور وَقارُه
…
وبشرك في صنع المعارف بشره
ترحلت يا يحيى وفضلك خالدٌ
…
هو البحر إلَاّ أنَّ جعفرَ نهره
إلهي أطلْ للدهرِ في عمرِ أحمدٍ
…
فيا حبَّذا الشخص الكريم ودهره
يؤَازِرُ أملاك الزَّمان كما ترى
…
فيشتدُّ بنيان الزَّمان وأزره
ويعجبهُ فعلُ الجميل مطابقاً
…
فيحفظ علياه ويبذل وفره
ولا عيبَ فيه غير إفراط سؤددٍ
…
يشقُّ على جهد المدائح حصره
فتى النسب الوضَّاح والشيمِ التي
…
يقلّ لها من بارع الحمد كثرُه
وذو البيت أما آلُ يحيى فنظمه
…
وأما أبو حفصِ الإمام فبحره
تقر له السادات طوعاً وعنوةً
…
ويحسن سرّ الفضل فيه وجهره
له قلمٌ ينحو الجميل فرفعه
…
لرتبة داعيه وللضدّ كسره
إذا قامَ يحيى دولة بسوادهِ
…
عنت دونه بيض القرَاع وسمره
قصيرٌ لأمرٍ ما يجدّع أنفه
…
إلى أن رأينا الملك قد عزَّ نصره
بكف فتىً لو كان للبحر جودُهُ
…
لفاضَ كما فاضَ في الطرسِ درّه
وممتدح يلقاك منه إذا بدَا
…
مديد العلى باهي المحيا أغرّه
يرنحه شدْوُ السؤال كأنما
…
تثنَّت بعطفيه وحاشاه خمره
أنجلَ العلى قابلتني ساعة العلى
…
مقابلةً لاقى بها القلبَ جبره
إذا شيد في نظمِ امتداحك بيته
…
فما هو إلا في ذوي النظم قصره
لمدحك يا معنى النسيب تأخرت
…
قوافي نسيبٍ طالما طار شعره
على أنني مغرًى بكلّ مقرطقٍ
…
بما خدّه ماءُ الحياة وخضره
عجبت له في كأس مرشفه الطلاً
…
وفينا ولم يقرب من الكأس سكره
ثناؤك أشهى من لماه إلى فمي
…
ولفظك لا حلو الوصال ومرّه
فحسبك من قلبي صفاه وودّه
…
وحسبك من لفظي دعاه وشكره
وحسبك عبدٌ بالجميل ملكتهُ
…
على أنه مستمجد القلب حرُّه
بقيت لداعي المدح وجهك عيده
…
وأنمل كفيك الكريمة عشره
وقال يمدح المقري العلائي ابن الأثير
صاحب دواوين الإنشاء ويهنئه بالحجاز الشريف
الوافر
أما وتلفّت الرَّشاء الغرير
…
ولين معاطف الغصن النضير
لقد عبثت لواحظه بعقلي
…
فيا ويل الصحيح من الكسير
غزالٌ كالغزالة في سناها
…
تحجبه الملاحة بالستور
شديد الظلم حلّ صميم قلبي
…
كذاك الظلم يوقع في الأسير
تبسم ثم حدّث بالّلآلي
…
فأعجزَ بالنظيم وبالنثير
وأسكر لحظه من غير ذوقٍ
…
فيالله من لحظٍ سحور
وأجفانٌ مؤنثةٌ ولكن
…
تقابلنا بأسيافٍ ذكور
وخدّ لاح فيه خيال دمعي
…
فقل في الرَّوض والماءِ النهير
شجاني منه أمرد ما شجاني
…
وثنى بالعذار فمن عذيري
ومن لي فيه من ليلٍ طويل
…
أكابده ومن جفنٍ قصير
لحى الله الوشاة فإن تدانو
…
ولحّ الظبي عنَّا في النفور
وعزّ لقاؤنا والربع دانٍ
…
كما أبصرت تفليج الثغور
فرُبَّ دجىً لنا فيه عناقٌ
…
تغوص به القلائد في النحور
زمانُ العيش مبتسمُ الثنايا
…
ووجهُ الأنس وضَّاح السرور
ووصلُ معذِّبي جناتُ عدنٍ
…
لباسي فيه ضمٌّ كالحرير
تروم يداي في خصريه مسرًى
…
ولكن ضاق فترٌ عن مسير
وتعي الكفّ عن كشحٍ هضيمٍ
…
فأرفعها إلى رِدفٍ وثير
وأستر ثغره باللثمِ خوفاً
…
على ليلي من الصبح المنير
سقى صوب الحيا تلك الليالي
…
وإن عوضتُ بالدمعِ الغزير
وحيى منزل اللّذات عنا
…
وإن لم يمس منا بالعمير
وبدراً فائزاً بالحسنِ يحثو
…
تراب السبق في وجه البدور
يلذّ تغزّلُ الأشعار فيه
…
لذاذة مدحها في ابن الأثير
أغرّ إذا اجتنى وحبا العطايا
…
رأيت السيل يدفع من ثبير
أخو يومين يوم ندًى ضحوكٍ
…
ويوم ردًى عبوسٍ قمطرير
يصوّب مقلتي كرمٍ وبأسٍ
…
فيقلع عن فقيد أو عقير
كذلك المجد ليس يتم إلا
…
بمزج العُرف فيه والنكير
رأيت عليّ كابن عليّ قدماً
…
وزيراً جلَّ عن لقب الوزير
يسائله عن التمهيد ملكٌ
…
فيسأل جدّ مطّلعٍ خبير
ويبعث كتبه في كلّ روعٍ
…
كتائب نقعها شكل السطور
فمن دالٍ ومن ألفٍ وميمٍ
…
كقوسٍ أو كسهمٍ أو قتير
كأن طروسه بين الأعادي
…
نذيرُ الشيب بالأجل المبير
كأنَّ حديثه في كلِّ نادٍ
…
حديث النار عن نفسِ العبير
يظلّ السائدون لدى حماه
…
سدًى يستأذنون على الحضور
مثولاً مع ذوي الحاجات منّا
…
فما يُدرى الغنيّ من الفقير
إلى أن يرفعَ الأستارَ وجهٌ
…
تراه من المهابة في ستور
فمن رفدٍ يفيئ لمستميحٍ
…
ومن رأيٍ يضيئ لمستنير
ومن حقٍّ يساقُ إلى حقيق
…
ومن جدوى تفاض على جدير
سجية سابق الطلبات سامٍ
…
يظلّ على معاركة الأمور
ذكيرٌ لا ينقّب عن حلاه
…
تلقى المجد عن سلفٍ ذكير
فإن تحجب فلهجة كلّ راوٍ
…
وإن تظهر فنصب يد المشير
كذا فليحوها قصب المعالي
…
سبوقٌ جاء في الزَّمن الأخير
بعيد القدر من آمال باغٍ
…
قريب البرّ من يد مستمير
يهاب سبيل مسعاه المجاري
…
كأنَّ الرَّجل منه على شفير
ويرجع بعد جهدٍ عن مداه
…
بلا حظٍّ خلا نفس نهير
يحدّث عن علاه رغيم أنفٍ
…
فيتبع ما يحدّث بالزفير
وكيف ترام غاية ذي علاءٍ
…
يردّ الطرف منها كالحسير
سميّ الشكر من هنّا وهنّا
…
ونبت عذراه مثل الشكير
مكارم لا تمنّع عن طلوبٍ
…
كما لمع الصباح لمستنير
فلو شاء المشبه قال سحراً
…
بسرعتها لإخراج الضمير
له قلمٌ سريُّ النفع سار
…
يبيت على الممالك كالخفير
تعلّم وهو في الأجمات نبتٌ
…
سجايا الأسد حتى في الزئير
ألم تره إذا اعترضت أمورٌ
…
ورام الفرس أعلن بالصرير
ولثّمه المداد لثامَ ليلٍ
…
فأسفر عن سنا صبحٍ منير
وأنشأ في الطروس جنان عدنٍ
…
فحلّ بطرسهِ شرب الخمور
وجاوره الحيا المنهلّ حتى
…
تصبّب منه كالعرَق الدزير
تصرَّف حكمه بمنى حكيمٍ
…
بأدواء العلى يقظٍ بصير
من القوم الذين لهم صعودٌ
…
إلى العلياءِ أسرع من حدور
تبيتُ الناسُ في سلمٍ وتمسي
…
تحارب عنهم كرّ العصور
صدورٌ فيهمُ لله سرٌ
…
كذا الأسرار تودع في الصدور
رست أحلامهم وسرت لهاهمُ
…
فأكرم بالجبالِ وبالصخور
ولي لفظٌ رقيق الوِرد جزل
…
كما نبع الزّلالُ من الصخور
سما شعري وعاد على علاهم
…
فلقّبناه بالفلك الأثير
وأحسن ما سرى بيت لطيف
…
يصاغ ثناه في بيتٍ كبير
أأندى العالمين ندًى وأجدى
…
على العافين في الزمن العسير
عذرنا فيك دهراً زادَ حبًّا
…
لما ميزْت منه على الدهور
إذا أحصى الضعيف عليه ذنباً
…
أتت يمناك بالكرم الغفور
ودولة مالكٍ نثلت جفيراً
…
فكنت أشدّ سهمٍ في الجفير
حميت رواقها وبنيت فيها
…
بيمنك كلّ سطرٍ مثل سور
وسكّنت البسيطةَ من هياجٍ
…
فما يهتزّ فرعٌ في دَبور
ولمْ يعجزْك في الأيام شيءٌ
…
تحاوله سوى مرأًى نضير
لتهنك حجةٌ غرّاء يحلو
…
تذكرها على مرّ الدّهور
جنيتم كلّ ضامرةٍ لعيش
…
فرار الورق قدّام الصقور
كأنَّ الأرض تحتكمُ سماءٌ
…
تجلّت بالأهلة والبدور
سُرىً تطوى به الفلوات طياًّ
…
ونعم الذَّخر في يوم النشور
تقولُ بطاحُ مكةَ يوم لحتم
…
ألا لله من وفدٍ جهير
ألستم خير من ركب المطايا
…
وأعلا القادمين سنا نور
يطوف عليكم الرّضوان فيها
…
طوافكُم على البيتِ الطهور
ويعبق بينكم في النحر عرفٌ
…
كأنَّ المسك بعضُ دم النحير
وتمكث بالحجاز سيولُ رفدٍ
…
فما تهفو إلى نوءٍ مطير
إذا كرمت مساعي المرءِ حثت
…
لبذل الوفر في جمع الأجور
فيا بشرى لمصرَ وساكنيها
…
مصيرك نحوها أزكى مصير
وعودك في سما التدبير بدراً
…
يفرّع من ركوب هلال كور
وعيناً للزمان تجيل رأياً
…
تبسم عنه أرجاء الثغور
أطلتُ مديحه وأجدتّ فيه
…
وما حابيته وَزْن النقير
وقمت بجاهه أشكو الليالي
…
كما تشكو الرّعية للأمير
وأعجب كيف أظمأ من غمامٍ
…
وقد شمل الجليل مع الحقير
وكيف ظلاله تسعُ البرايا
…
وشخصي قائمٌ وسطَ الهجير
وما في السحب مثل ندى يديه
…
ولا في الأرض مثليَ من شكور
رعاك الله دارِكْ شكوَ عبدٍ
…
تمسّك منك بالعدل السفير
فمثلك من أغاث حليف بيتٍ
…
فأحيى بعضَ سكانِ القبور
ولا تنظرْ إلى حقي ولكنْ
…
إلى ما فيك من كرمٍ وخير
أتيتك محرماً من كل صنعٍ
…
فدُمْ يا كعبةً للمستجير
وجمعْ في زمانك كلّ عصرٍ
…
كجمع العام أفراد الشهور
وقال جمالية
الطويل
تذكرت مصراً والأخلاّء والدهرا
…
سقى الله ذاك السفح والناس والعصرا
وقالت ظنوني في الشآم ادعُ لذةً
…
فقال لها ماضي الزمان اهبطوا مصرا
تقول أناسٌ إن جلق جنةٌ
…
فما بال أحشاء الغريب بها حرّى
بروحي فتان اللواحظ أغيد
…
شديد التجني ما أضرّ وما أضرى
من الغيد يحمي لحظُ عينيه ثغرَه
…
ولم أرَ سيفاً وحده قد حمى ثغرا
تثنى قضيباً فاح مسكاً رنا طلاً
…
سطا أسداً غنى حماماً بدا بدرا
وصيرني الواشون حتى حذرتهم
…
فها أنا مقتولٌ على حبه صبرا
أحاكي حبابَ البابليّ وتغرَه
…
بدمعيَ واللفظ الجماليّ والدرا
رئيس محا وِزْرَ الزمان بجوده
…
وشدّ لأبناء الرجا مئزراً إزرا
إذا ما رأيت الدهر يلهب تارة
…
فنل يا لإبراهيم نأمن به الدهرا
ولذ بحماه للمكارم والهدى
…
تجد علمه يقري وأضيافه تقرى
ومعدن خير بالفضائل والهدى
…
لطلابه يهدي الجواهر والنثرا
بفضل يديه أو بفضل دعائه
…
تشيم وتستسقي الغمائم والقطرا
وقال أناس جاوز الشعرُ قدرَه
…
فقلت نعم والله قد جاوز الشعرى
ألا أيها المجري له اللوم في الندى
…
لقد جئت شيئاً في مسامعه نكرا
سريّ سما للفضل والناس هجد
…
فسبحان من بابن السيادة قد أسرى
له قلم قد جاوز الغيث فاغتدى
…
ينمق في أرجاء مهرقه الزّهرا
ويبعث من دهم السطور إلى العلى
…
محجلة في طيِّ أدراجه غرَّا
زهى غصنه حتى إذا خيفت الوغى
…
رنا وانثنى كالسيف والصعدة السمرا
بيمن امرئٍ أحيى به ميت الرجا
…
وبدّل عسر الحادثات لنا يسرا
وما فيه من عيب يعد لعائب
…
سوى أنه بالجود يستعبد الحرَّا
ولله سرٌ في معاليه مودعٌ
…
ولا عجبٌ للسرّ يستودع الصدرا
أمولاي لي قصدٌ تخطى لك الورى
…
كما يتخطى الليلَ من يطلب الفجرا
فدونك آمالاً قديماً رجاؤها
…
ودونك من نظم الثنا غادة عذرا
تناهى الحيا وقتاً وغالبها الجوى
…
فجاءت تعد السهل نحوك والوعرا
وتشكو عقوق المعرضين وبخلهم
…
إليك فتلقى عندك البرّ والبحرا
وقال في ناظر القدس يهنئه بالعيد
الكامل
خدَمتك من فلك الثناء الدائر
…
غرَرُ النجوم بكل معنًى باهر
يا شائدَ الحرمين بالهمم التي
…
ملأ الحديث بها لسان الذاكر
شيدت ما يبقى ويسري ذكره
…
في الأرض فاعجب للمقيم السائر
وعمرت فيها كلّ بيت عبادة
…
فأتى المديحُ بكلِّ بيت عامر
قسماً لو أنَّ الفضل مثلك صورةً
…
لحللتَ منها في مكان الناظر
أنت الذي حفّ المحاسن فضله
…
فأصاب باطنَ فضله للظاهر
فطَّرت أفواه الصيام تقرباً
…
ورميت أكباد العداة بفاطر
ورفعت للوفد الدّخان من القرى
…
ولقيت ذنبَ المخطئين بغافر
فتهنَّ بالعيد السعيد ممتعاً
…
بذخائر التقوى وأيّ ذخائر
لولاكَ لم يكُ للرَّجا من قوة
…
يلقى الزمان بها ولا من ناصر
فوحقّ جود يديك لولا أنت ما
…
سميت نفسي الآن باسم الشاعر
لكن نثرتَ مكارماً نظمتها
…
مِدَحاً فبلّغ ناظم عن ناثر
جوزيت عني بالثناء كما جزى
…
نفس الرياض ندى الغمام الباكر
إنْ حدّثت بك حالتي عن واصلٍ
…
فلقد تحدّث مهجتي عن جابر
يا من حمدت إلى حماه محاجراً
…
سُلكت ولو أني سلكت محاجري
خذها إليك بديهةً نزهتها
…
عن قامةِ سمرا ولحظٍ فاتر
ظهرت مناقبك الحسان فجئتها
…
من وصف سؤدد بلفظٍ ظاهر
ودنا بها سهلُ المديح فلم أقلْ
…
كم بين أكنافِ العذيب وحاجر
وقال يرثي ولدا له مات صغيرا
الكامل
الله جارك إنَّ دمعيَ جاري
…
يا موحشَ الأوطان والأوطار
لما سكنت من التراب حديقة
…
فاضت عليك العينُ بالأنهار
شتان ما حالي وحالك أنت في
…
غرفِ الجنان ومهجتي في النار
خفّ النجا بك يا بنيّ إلى السرى
…
فسبقتني وثقلتُ بالأوزار
ليت الرّدى إذ لم يدعك أهاب بي
…
حتى ندوم معاً على مضمار
ليت القضا الجاري تمهل وِرده
…
حتى حسبت عواقب الإصدار
ما كنت إلا مثل لمحة بارق
…
ولى وأغرى الجفن بالإمطار
أبكيك ما بكت الحمامُ هديلها
…
وأحنّ ما حنت إلى الأوكار
أبكي بمحمرِّ الدّموع وإنما
…
تبكي العيون نظيرها بنضار
قالوا صغيراً قلت إنَّ وربما
…
كانت به الحسرات غير صغار
وأحقّ بالأحزان ماض لم يسيء
…
بيدٍ ولا لسنٍ ول إضمار
نائي اللقا وحماه أقرب مطرحاً
…
يا بعد مجتمع وقرب مزار
لهفي لغصن راقني بنباته
…
لو أمهلته التربُ للإثمار
لهفي لجوهرةٍ خفت فكأنني
…
حجبتها من أدمعي ببحار
لهفي لسار حار فيه تجلدي
…
وا حيرتي بالكوكب السيَّار
سكن الثرى فكأنه سكن الحشا
…
من فرط ما شغلت به أفكاري
أعزِز عليّ بأن ضيف مسامعي
…
لم يحظَ من ذاك اللسان بقاري
أعزز عليّ بأن رحلت ولم تخض
…
أقدام فكرك أبحر الأشعار
أعزز عليّ بأن رفقت على الردى
…
وعليك من دمعي كدّر نثار
أبنيّ إن تكسَ التراب فإنه
…
غايات أجمعنا وليس بعار
ما في زمانك ما يسّر مؤملاً
…
فاذهب كما ذهب الخيال الساري
لو أن أخباري إليك توصلت
…
لبكيتَ في الجنات من أخباري
أحزان مدّكرٍ ووحشةُ مفردٍ
…
ومقام مضيعة وذلّ جوار
أبنيّ إني قد كنزتك في الثرى
…
فانفع أباك بساعة الإقتار
أبنيّ قد وقفت عليّ حوادثٌ
…
فوقفنَ من طلل على آثار
ومضى البياض من الحياة وطيبها
…
لكنها أبقته فوق عذاري
نمْ وادعاً فلقد تقرح ناظري
…
سهراً ونامت أعينُ السمار
أرعى الدّجى وكأنَّ ذيل ظلامه
…
متشبثٌ بالنجم في مسمار
خلع الصباح على المجرة سجفه
…
أم قسمت شمس النهار دراري
أم غاب مع طفل أخيرُ دجنتي
…
لا كوكبي فيها ولا أسحاري
تبًّا لعاديةِ الزمان على الفتى
…
فلقد حذرت وما أفاد حذاري
وحويت ديناراً لوجهك فانتحى
…
صرف الزمان فراح بالدينار
أبنيّ إن تبعد فإنَّ مدى اللقا
…
بيني وبينك مسرِعُ التيار
إن تسقني في الحشر شربة كوثرٍ
…
فلقد سقتك مدامعي بغزار
كيف الحياة وقد دفنت جوانحي
…
ما بين أنجادٍ إلى أغوار
وحوى نبيّ تراب مصر وجلق
…
كالغيم مرتكناً على أقمار
طرقت على تلك النفوس طوارق
…
وطرت على تلك الجسوم طواري
وبدت لدى البيدا مطي قبورهم
…
علماً بأنهمُ على أسفار
قسماً بمن جعل الفناء مسافة
…
إنا على خطرٍ من الأخطار
قل للذين تقدمت أمثالهم
…
أين الفرار ولات حين فرار
ما بين أشهبَ للظلام معاود
…
ركضاً وأدهم للدجى كرار
يطأ الصغير ومن يعمر يلتحق
…
وعليه من شيبٍ كنقع غبار
مالي وعتب الشهب في تقديرها
…
ولقد تصاب الشهب بالأقدار
لا عقرب الفلك اللسوب من الردى
…
ينجو ولا أسد البروج الضاري
يرمي الهلال بقوسه أرواحنا
…
ولقد يصاب القوس بالأوتار
كتب الفناء على الشواهد حجة
…
غنيت عن الإقرار والإنكار
فلتظهر الفطن الثواقب عجزها
…
فظهوره سر من الأسرار
وليصطبر متفجع فلربما
…
فقد المنى ومثوبة الصبَّار
أين الملوك الرافلون إلى العلى
…
عثروا إلى الأجداث أيّ عثار
كانوا جبالاً لا ترام فأصبحوا
…
بيد الردى حفنات تربٍ هار
أينَ الكماةُ إذ العجاجة أظلمت
…
قدَحوا القسيّ وناضلوا بشرار
سلموا على عطب الوغى ودجى بهم
…
داجي المنون إلى محل بوار
أين الأصاغر في المهود كأنما
…
ضمت كمائمها على أزهار
خلط الحمام عظامهم ولحومهم
…
حتى تساوى الدّرّ بالأحجار
فلئن صبرت ففي الأولى متصبرٌ
…
ولئن بدا جزعي فعن أعذار
درّت عليك من الغمام مراضعٌ
…
وتكنفتك من النجوم جوار
تسقي ثراك وليس ذاك بنافعي
…
لكن أغالط مهجتي وأداري
وقال يرثي الشيخ إبراهيم الصباح
الطويل
على مثلها فلتهمِ أعيننا العبرى
…
وتطلق في ميدانها الشهب والحمرا
فقدنا بني الدنيا فلما تلفتَّت
…
وجوهُ أمانينا فقدنا بني الأخرى
لفقدك إبراهيم أمست قلوبنا
…
مؤجَّجةً لا برد في نارها الحرى
وأنت بجنَّات النعيم مهنأ
…
بما كنت تبلى في تطلبه العمرا
عريت وجوّعت الفؤاد فحبَّذا
…
مساكن فيها لا تجوعُ ولا تعرى
بكى الجامع المعمورُ فقدَك بعد ما
…
لبثت على رغم الدِّيار به دهرا
وفارقته بعد التوطن سارياً
…
إلى جنةِ المأوى فسبحان من أسرى
كأنَّ مصابيحَ الظلام بأفقهِ
…
لفقدك نيرانُ الصبابة والذكرى
كأنَّ المحاريبَ القيام بصدرهِ
…
لفرقةِ ذاك الصدر قد قوّست ظهرا
مضيت وخلَّفت الديار وأهلها
…
بمضيعةٍ تشكو الشدائدَ والوزرا
فمن لسهام الليل بعدك إنَّها
…
معطلةٌ ليست تراشُ ولا تبرى
ومن لعفافٍ عن ثراً وبني الورى
…
عبيِد الأماني وانْثنيت به حرَّا
سيعلم كلّ من ذوي المال في غدٍ
…
إذا نصب الميزان من يشتكي الفقرا
عليك سلام الله من متيقظٍ
…
صبورٍ إذا لمْ يستطعْ بشرٌ صبرا
ومن ضامر الكشحين يسبق في غدٍ
…
إلى غايةٍ من أجلها تحمد الضّمرا
أيعلم ذو التسليك أن جفوننا
…
على شخصه النائي قد انْتثرت دُرَّا
وأن الأسى كالحزن قد جالَ جولة
…
فما أكثر القتلى وما أرخص الأسرى
ألا رُبَّ ليلٍ قد حمى فيه من وغى
…
حمى الشام والأجفان غافلة تكرى
إذا ضحك السمار حجب ثغره
…
كذلك يحمي العابد الثغر والثغرا
إلى الله قلباً بعده في تغابنٍ
…
إلى أن رأى صف القيامة والحشرا
لقد كنت ألقاهُ وصدريَ محرج
…
فيفتح لي يسراً ويشرحُ لي صدرا
وألثم يمناه وفكريَ ظامئٌ
…
كأنيَ منها ألثم الوابل الغمرا
أمولاي إني كنت أرجوكَ للدعا
…
فلا تنسني بالخلدِ في الدعوة الكبرى
سقى القطر أرضاً قد حللت بتربِها
…
وإن كنت أستسقي برؤيتك القطرا
ومن كانَ يرجى منه في المدحِ أجرة
…
فإني أرجو في مدائحِكَ الأجرا
وقال يرثي ابن الشهاب محمود
البسيط
أطلق دموعك إن القلب معذور
…
وإنه بيد الأحزان مأسور
وخلّ عينيك يهمي من مدامِعها
…
دُرٌّ على كاتب الإنشاء منثور
يسوءني ويسوء الناس أجمع يا
…
بيت البلاغة إن البيت مكسور
فيكلِّ يوم برغمي عن منازلكم
…
ينأى ويذهب محمود ومشكور
خبا الشهاب فقلنا الشمس فاعْترضت
…
أيدي الردَى فزمان الأنس ديجور
آهاً لمنظر شمس لا يدوم له
…
بالسعي في فلك العلياء تيسير
كانت تفتح نورَ اللفظ فكرته
…
حتَّى استجنَّ فلا نورٌ ولا نور
مطهّر الذات مطويًّا على كرمٍ
…
ينسي عهودَ الغوادِي وهو مذكور
لهفي عليهِ لودٍّ لا يغيره
…
رفعُ المحلّ وللسادات تغيير
لهفي عليه لجودٍ لا تكدّره
…
قضيةٌ ولبعض الجود تكدير
لهفي عليه لأخلاقٍ مهذَّبةٍ
…
سعي الثناءُ بها والأجر مبرور
لهفي عليه لأقلامٍ ثوتْ ولها
…
يمنٌ على صفحاتِ الملك مشهور
تواضعٌ لاسْمهِ منه ازدياد علىً
…
وفي التكبُّر للأسماءِ تصغير
وهمَّةٌ بين خدَّام العلى نشأت
…
فاللفظ والعرض ريحان وكافور
لا عيبَ فيه سوى فكرٍ عوائده
…
للحمدِ رقٌّ وللألفاظ تحرير
حتَّى إذا لاح مرفوعاً مدائده
…
وراحَ ذيل علاهُ وهو مجرور
تخيَّرته أكفّ الموت عارفةٌ
…
بنقدِه وتنقته المقادير
ما أعجب الدهر في حالي تقلّبه
…
وصلٌ وصدٌّ وتعريفٌ وتنكير
كأنما نحنُ والأوقات في حلمٍ
…
مخيل وكأن الموت تعبير
بين الفتى راتعٌ في الأمنِ إذ برزتْ
…
من المنون له غلبٌ مغاوير
والمرء في الأصلِ فخارٌ ولا عجب
…
إن راحَ وهو بكفِّ الدهر مكسور
جادتْ ضريحك شمس الدِّين سحب ندى
…
يمسي صداك لديها وهو مسرور
إن يمس شخصك مطوياً بملحدِه
…
فإن ذكرك بالإحسانِ منشور
أو يغد بيتك يشكو للزمان وغىً
…
فإنه ببقاء السيف منصور
وقال أيضاً رثاء
البسيط
لو لم تفه برثاءٍ فيك أشعارِي
…
رثاك بالدّرّ عني دمعيَ الجاري
يا ساكنَ الخلد أورثت الورى حرَقاً
…
فأنتَ في جنَّةٍ والقوم في نار
جاورتَ ربَّك في الجنَّاتِ مقترباً
…
لقد عوَّضت عن جارٍ وعن دار
أرقد هنيئاً فلا سهد بممتنعٍ
…
منَّا عليك ولا قلبٌ بصبَّار
ما أنسَ برك للقصَّاد متَّصلاً
…
أيامَ لا قاصدٌ يحظى بأنصار
ما أنسَ رفدَك للزوَّار محتفلاً
…
حيثُ الغريب على أيامه زاري
ما أنسَ شخصك في الحفل العليّ كما
…
أرْبت ذُكاءٌ على شهبٍ وأقمار
ما أنسَ يمناك تسدِي الفضل كاتمة
…
للفضلِ حتَّى كأنَّ الفضل كالعار
ما أنسَ أقلامك اللاتي بها ابتدرت
…
على الحقيقة تهوى طاعة الباري
لهفي عليك لملهوفٍ ومغترب
…
سلَاّه قربك عن قومٍ وعن دار
لهفي عليك لألفاظٍ موشعةٍ
…
يشدو بها الحيّ أو يحدو بها الساري
بكى لفقدك محرابٌ كأنَّ سنا
…
مصباحه في حشاه نارُ تذكار
ومصحف باتَ يشكو قلبه أسفاً
…
مقسَّماً بين أجزاءٍ وأعشار
ومدْرجٌ كانَ فيه الدّرّ منتظماً
…
على ترائب أسماعٍ وأبصار
وقصة كان فيها غوثُ مرتقبٍ
…
على يديك ويسر بعد إعسار
ومجمعٌ كنت فيه من ندًى وتقى
…
أحقُّ أن تتسمَّى بابن دينار
لا تبعدَنَّ فكم أبقيت منقبةً
…
كالغيث ولَّى وأبقى فضل آثار
إن ارْتحلت فبرٌّ جدّ مقترب
…
وإن ثويت فذكرٌ جدّ سيَّار
ما أغفل الناس عن هذا وأذهلهم
…
عن موردٍ ما له عهدٌ بإصدار
قبرٌ يُشاد وآجالٌ محكمةٌ
…
وا قلةَ الحول في حجرٍ وأحجار
وطالبٌ من غريم الموت يرصدنا
…
ونحنُ في همِّ إقلالٍ وإكثار
بين الفتى راتعٌ بالأمن إذ برزت
…
أهلةٌ بالمنايا ذات أظفار
كأنَّ كلّ هلال في مطالعه
…
قوسٌ يطالب أرواحاً بأوتار
أينَ الأولى أدركوا ما أدركوا وثوَوْا
…
رهائناً بين أجداثٍ وأطمار
أينَ العلاء الذي كانتْ مآثرهُ
…
بين الملائك تستملى بأسمار
أينَ الذي كنت آوي من عواطفه
…
إلى ظلالٍ من النعمى وأثمار
أصبحت أرتع من آثار نعمته
…
وأدمعي بين جنَّاتٍ وأنهار
يا ابن النبيّ عزاءً إن بدا كدرٌ
…
فإنها عادةٌ من هذه الدَّار
للماء والطِّين أصلُ المرء منتسبٌ
…
فكيف ننكر أن يرثى بأكدار
أقول هذا كأني عنه مصطبرٌ
…
والله يعلم ما في طيّ إضماري
وقال يرثي القاضي تاج الدين بن الزيات خضر
الطويل
برغم العلى تاجٌ تحلى به الثرى
…
وكانت ثراهُ هامةَ السحب في الذرا
وكان عليه جوهر الذكر أبيضاً
…
فزاوجت فيه جوهر الدمع أحمرا
وكنت أرى عيشي مناماً بقربه
…
فيا أسفي بالبعد كيف تفسرا
وأجريت دمعاً كان يحسب فقده
…
زماناً لسوء الحظ لي وكذا جرى
بروحي الأولى أفناهمُ الدهر مبقياً
…
ببعدهُم هماً من الخطب أكبرا
سقانا بكأس قد سقاهم بمثلها
…
ولكنهم كانوا على الموت أصبرا
ألا في سبيل الله سارٍ للحده
…
وفي كل أفق ذكر علياهُ قد سرى
حميد المساعي كيفما حل بلدة
…
غدت بلدة فوق السماء وأزهرا
مضى طاهر الآثار في كل منزل
…
ألذّ من الماء الزلال وأطهرا
عفيف السجايا باسط اليد بالندى
…
وإن كان إلا من غنى النفس مقترا
يطوف بعلياه الثناء محلقاً
…
وإن كان عن أدنى مداه مقصرا
ويهتز للذكر الجميل كأنه
…
وحاشا بقاه قد تناول مسكرا
ويظهر مجداً والتعبد قبله
…
وإنَّا لنرجو فوق ذلك مظهرا
أتى الشام من مصرٍ ولم نر مثله
…
غماماً أتى من مصر للشام ممطرا
فنور مرعى القاصدين وسبلهم
…
فيا لك في الحالين روضاً منوَّرا
ومد يد النعمى إلى كل فضة
…
دنا وَرَقٌ منها إليه فأثمرا
وقابل أسرار الملوك بصدره
…
وأورد عنهم باليراع وأصدرا
وأخدمهم من رأيه ومداده
…
صواباً كما ترضى الملوك وعنبرا
وصان حمى الإسلام بالقلم الذي
…
إذا مد حبراً خلت درًّا محبرا
ونظم أسلاك السطور فحليت
…
من التاج أجياد الممالك جوهرا
وصادفني في معشرٍ بديارهم
…
بعيداً من الحيَّين داراً ومعشرا
فكمل منقوصاً من اسمي لديهم
…
وعرفني فيهم وكنت منكرا
ويسر من رزقي بيمن بنانه
…
فيمَّن ما شاءت يداه ويسرا
وحاول جبري رأفة وتعطفاً
…
وقد كان جمع الحال جمعاً مكسرا
وأثنى على جهدي بما هو أهله
…
وأظهر أفعال الجميل وأضمرا
فما ليَ لا أثني علي جود كفه
…
لديَّ كما أثنى على المطر الثرى
وأبكي بلفظ من رثاء وأدمع
…
منظمَ درٍّ تارةً ومنثرا
على ذاهب قد كان للقصد ملجأً
…
وللظن مرتاداً وللعين منظرا
وعاد إلى جنات عدن تزينت
…
ونحن إلى نيران حزن تسعرا
فلهفي على دنيا العفاة تنكرت
…
ولهفي على ربع السماحة أقفرا
ولهفي على بيت السيادة والتقى
…
ولهفي على حي القراءة والقرى
ولهفي على حكم تحف بلينه
…
بوادر تحمي صفوه إن يكدرا
ولهفي على رأي يضيء به الهدى
…
إذا النجم في أفق السماء تحيرا
ولم أنس مسرى نعشه يوم جمعة
…
تجمع هماً كالخميس إذا سرى
ولهفي على جار من الجود طالما
…
جرى معه صوب الحيا فتعطرا
وقد وعظتنا الحال منه كأنه
…
خطيب رقى من صهوة النعش منبرا
مواعظ من حيث السكوت وإنها
…
لأبلغ من نطق الفصيح إذا انبرى
كأن لم يسر والكاتبون أمامه
…
يجهز وفداً أو يجهز عسكرا
كأن لم يجل يومي وغى وسماحة
…
يراعاً كما سُل القضيب وأزهرا
كأَنْ لم يهزّ القصد منه شمائلاً
…
ولا قلماً يعزى إلى الخضر أخضرا
على مثل هذا شارطَ الدّهر أهله
…
إذا سرّ أبكى أو إذا ودّ غيرا
فمن سبر الأحوالَ لم يتعجب لها
…
ومن عرف الأيامَ لم يرَ منكرا
ومن ناله صبحُ المشيبِ ولم يفقْ
…
إلى طلب الأخرى فما وهب من كرى
كما طلب ابن الخضر دارَ مُقامه
…
فغلَّس في بغيا النعيم وبكَّرا
وما تركَ ابن الخضر ميراثَ واجدٍ
…
سوى الذكر فيَّاحاً أو الأجر نيرا
وأعناق أحرارٍ تملك رقّها
…
وأحوال قوم قبل ما مات دبرا
عليك سلام الله من مترّحلٍ
…
تخيرت قدماً ودّه وتخيَّرا
فألبسني ثوبَ الولاءَ معتَّقاً
…
وألبسته ثوبَ الثناءِ محرَّرا
وقال وقد أهدى كنافة مخنقة
السريع
يا سيدي جاءتك في صدرها
…
كأنَّها روحيَ في صدري
كنافةً بالحلو موعودة
…
كما تقول العسل المصري
قد خنقتني عبرتي كاسمها
…
وبادرت من خلفها تجرِي
ما خرج الفستق من قشرهِ
…
فيها وقد أخرجت من قشري
ونشرها من طيبها لم يفح
…
فاعْجب لسوءِ الطي والنشر
فهاك حلواً قد تكفَّلته
…
ولا تسل عني وعن صبري
كأنَّها الدُّمية لكنها
…
لا نفحة العرف ولا القطر
لا زالت في الدهرِ كما تبتغي
…
وفوق ما تبغي من الدَّهر
وقال في السبعة السيارة مجيزا لأبيات ابن القماح
وقد سئل ذلك
الكامل
لا تخش من غمِّ كغيم عارض
…
فلسوفَ يسفر عن إضاءة بدرِه
إن تمس عن عبَّاس حالكَ راوياً
…
فكأنني بك راوياً عن بشره
ولقد تمرّ الحادِثات على الفتى
…
وتزول حتى ما تمر بفكرِه
وهو الزمان إذا جنى لم يعتذر
…
ويقوم من خلف الأذان بعذره
هوِّن عليك فربَّ خطبٍ هائل
…
دُفِعت قواه بدافعٍ لم تدرِه
ولرُبَّ ليلٍ في الهمومِ كدمل
…
صابرته حتَّى ظفرت بفجرِه
ولربَّما يجني الزمان على امرئٍ
…
مجنى ويا عجباً حلاوة صبرِه
ولربَّما أصبحت قاضي معشرٍ
…
فاصْبر على حلو الزمان ومرِّه
وقال وكان جد الملك المنصور اقترح على مداحه
أن لا تكون القصيدة أكثر من سبعة أبيات
الطويل
وغيداء يعزى طرفها لكنانةٍ
…
ومعطفها الميَّاد يعزى إلى النضر
حمتْ ثغرها عن راشفٍ بلحاظِها
…
كذاك سيوف الهند تحمي حمى الثغر
كأن جفوني حين تسفح بالبكى
…
على حبِّها كفُّ المؤيد بالتبر
رعى الله أيام المؤيد إنَّها
…
ولا برحتْ فينا مواسم للدهر
مليك تساوى علمه ونواله
…
كأنَّهما بحران جاءا على بحر
مليكَ العلى بشراك بالعيد مقبلاً
…
وبشرى الورى من سحب كفَّيك بالعشر
وهنئت بالفطر الذي قام ناحراً
…
عداتك حتَّى أشكل الفطر بالنحر
وقال مجيبا لشاعر
البسيط
يا سيدي لكَ نظمٌ في محاسنه
…
لمحٌ من الزُّهر أو نفحٌ من الزَّهر
وصحبةٌ ما تأملنا فضائلها
…
إلَاّ روينا حديثَ الفضل عن عمر
من كلِّ بحرٍ قريضٍ أنت وارده
…
تجلو على الناس أنواعاً من الدُّرر
وكلُّ أفقٍ ودار أنتَ طالعه
…
تضيء ما شئت من شمسٍ ومن قمر
لكنَّني أشتكي حالاً يبيت بها
…
فكرِي على الهمِّ أو جفني على السهر
أخجلتني بقريضٍ كان غايته
…
إن أخبر الناس عن فقري وعن حصري
لا ثروة المال في كفّي قاضيةٌ
…
حقًّا ولا ثروة الأشعار في فكري
فاصْرفه عني على الأكفَّاء وابْق على
…
ما بيننا من صفاء الودّ واقْتصر
وقال تاجية
الطويل
لقد نفَّر الحسناء شيبي فأصبحت
…
على كبري بعد الوداد تكبر
وقد كنت بالغيدِ الحسان مشبباً
…
فها أنا للغيدِ الحسان منفّر
وقد نفرت حتى عن الشعر صبوتي
…
ولولا الثنا التَّاجيّ ما كنت أشعر
أيا من ذكرنا الشافعيّ وحاتماً
…
بآلائه والشيء بالشيء يذكر
وتاجاً على رأس السيادة يجتلى
…
فينظم درّ المدح فيه وينثر
مزجنا بحور الفضل والشعر بيننا
…
فها نحنُ في هذا وذا نتبختر
لعمري لقد قلت الرَّقيق لمدحه
…
وإن رقيقاً قلتهُ لمحرَّر
وقال في ابن أبي حجلة
السريع
أوَّاه من جائرةٍ جاره
…
فتَّانة الألحاظ سحَّاره
أن أصبحت للعهدِ نبَّاذة
…
فعينها للعقل خمَّاره
كأنَّها في السحر باللحظ من
…
لفظ شهاب الدِّين ممتاره
والفضل واللفظ الرفيع الذي
…
من دارة البدر انْثنى داره
منظرة ما بين زهر الدّجى
…
أخبارها في الفضلِ طيَّاره
يا نائياً أسطره قد نأت
…
فوحشة المشتاق كرَّاره
باب البريد أفْتح بكتب فلي
…
عين بدمع الشوق فوَّاره
وقال يهنئ بدار جديدة
الطويل
على حركات اليمن والأمن والهنا
…
سكنتَ بدارِ العلم والحلم والقرى
وعمَّرتها يا عمرك الله للعلى
…
فعشْ مثلها عالي المنار معمّرا
تبادرها الطلاّب علماً وأنعماً
…
فتحمد عند الصبح من بشرك السرى
وتزداد بالتَّرخيم حيناً خلاف ما
…
يقاس وترضي الوفد ورداً ومصدرا
وتذكرك الجنَّات بالنسك والتقى
…
بشيران بالإحسان والعدل في الورى
لقد زادها في الحمد يوسف فاغْتدت
…
تباع بمرآها القلوب وتشترى
وما هي إلَاّ جنَّةٌ بدليلِ ما
…
وصفت وقلبي عاشق قبل أن يرى
وقال علائية وقد ورد بعض أولاده من الشام
البسيط
يا طرسُ قبّل ثرى الباب العليّ وقل
…
مولايَ لا زلت تولي الخيرَ مستورا
جاهاً ومالاً كما عوّدتَ من قدمٍ
…
إنسانَ من لم يكن من قبلُ مذكورا
جاءَ العيال وذات البين قالبة
…
بالبعد تجعل بيت القلب مكسورا
وكل من شئت أو من لم أشأ بعثت
…
لهم صِلاتكَ مخفياً ومشهورا
حتى الأجانب زادوا ضعف عائلتي
…
وربة البيت أضحت بينهم بورى
وكنت أرجو صواب القصد يحضرها
…
لا هم فباليَ قلب ليس مسرورا
وأخر البعد إنهاء الشكاة حيا
…
وربما زاد سوءُ الحظّ تأخيرا
وقال بشرية في الجمدار
الطويل
خليلي عن حال المحبّين سلْ فما
…
ينبيك بالأحوال مثلُ خبير
فريقان هذا في الوصال بجنةٍ
…
وهذا كمثلي في الجفا بسعير
وسلْ في التقى عن مثل كافور مصره
…
يبشركَ ذكرى وقتنا لبشير
أمير على السادات أيّ مقدمٍ
…
وفي واجب المدَّاح أيّ كبير
لو أنَّك قابلت النجوم بقدرهِ
…
لألفيته قد جازها بكثير
إذا بشر الإنسان في الحين مرة
…
على وجه وضَّاح الهلال منير
فيا رب خلد ملك من لحظُ طرفه
…
يرى كل يومٍ منه وجه بشير
وقال يهنيء القاضي نور الدين بن حجر بقدومه من السفر
مجزوء الكامل
قدم الحبيب من السَّفر
…
أرأيت بدراً قد سفر
بدر يقر العين ل
…
كن ما على وجهٍ أثر
كسناء نور الدين ذي ال
…
أفضال والفضل الأغرّ
دمتم بني حجر الكرا
…
م لكم فخارٌ معتبر
أهل المعالي والعلو
…
م لمن وعى ولمن نظر
والنسبة العلياء قد
…
شيدت بأبناءٍ أخر
شيمٌ زكت من أولٍ
…
وسعادة لحظت حجر
وقال فيه
الطويل
تهنّ به عيداً أجلّ كبيرا
…
غدوت به للسائدين أميرا
وعش بين عيدٍ بالحجاز مهنئاً
…
وعيدٍ على أوطانِ مصر قريرا
لقد عشت نور الدين في أفق العلى
…
وفي العلم والفضل البهي شهيرا
ووفيتني حقّ الجوار يكاد أن
…
يكون من الحظّ الحرون مجيرا
لغلمانِ مولانا عليّ مودَّةٌ
…
ينقصها بعض الأمور يسيرا
لئن خدموني خدمةً مستجادةً
…
لقد بخلت بخلاً عليَّ كثيرا
ينفرّ من قد عطَّفته كأنما
…
تصحف لي معنى السرور شرورا
وقال في علاء الدين
وقد طلب منه ابن حجر مفتاح البيت الذي أعاره له
مخلع البسيط
في دَعة الله سرْ وعدْ في
…
بشارة تجتلي بشاره
واحْيى كما شئت يا ابن يحيى
…
في رُتبِ البرّ والإشاره
مكان عبد الرَّحيم قدماً
…
لا ترتضي النعت بالوزاره
لي قصة والسؤال سكني
…
بيتٍ ويحتاج للعبارَه
سكنتُ داراً لصاحبٍ لي
…
وقصده يستعير داره
ذو حجرٍ نسبةً وغيظاً
…
أنا وقومي نخاف ناره
فيا لها في الصفات ناراً
…
وقودها الناس والحجارة
وقال عند عود الملك المنصور من الشام
البسيط
عود ببيتٍ على الأفلاك معمور
…
ملوك بيتٍ بنصرِ الله مغمور
ما بين منصور ملكٍ ثمَّ ناصره
…
وبين ناصر ملكٍ ثمَّ منصور
يسري من السعد حتَّى حلَّ أشرفه
…
وزالَ ما كانَ لا حلَّ ولا سير
تغنى عساكر مصر الشام طالعة
…
طلَاّبها بوجوهٍ كالدنانير
في ظلِّ ملكٍ تسرّ السيف نضرته
…
فهو الرشيد لديه سيف مسرور
بالرعب ينصر قبل السيف مطلعاً
…
فاعجب لذلك أيضاً سيف مقدور
لا زال ملك صلاح الدين مصرٌّ على
…
إرث من العمر ماشي العدل بالنور
وقال علائية
البسيط
خلفت بالقلب بيتاً منك معمورا
…
لقد هجرت وقلبي ليس مهجورا
لا تجعلنْ بيتَ قلب المستهام ولا
…
بيتَ التغزُّل باللمياءِ مكسورا
ليجبر الحسن لي قلباً مضى عمرٌ
…
له بحسنِ ابن فضلِ الله معمورا
يا سيد البلغاء الأقدمين بلا
…
خُلفٍ وأبدع تحبيراً وتحريرا
دستور كتاب مولانا بمصر طوى
…
عني وأعمدهُ بالشامِ منشورا
فإن رسمت بمصر أو دمشق حمى
…
فأعطِ عبدَكَ في الحالين دستورا
سترت بالشامِ تقصيرِي وتسترهُ
…
بمصرَ لا زلتَ تولي الجود مستورا
وقال وقد أرسل إليه نور الدين صحن كنافة
وتذكر ابنته بدمشق
الطويل
ذكرتك والأسماءُ تذكر بالكنى
…
فلله يا أسما الكنافة والذكر
يذكر صحنَ الوجه صحنُ كنافة
…
هما الحلو ممَّا تشهد العين والفكر
ليالي فطر الصوم إذ كلّ ليلةٍ
…
بإحسان نور الدِّين عيدٌ هو الفطر
وأنعامهُ عندِي وشكريَ عندهُ
…
ولكن متى يوفي بإنعامه الشكر
إذا كانَ ذا جودٍ وشعرٍ مجيبني
…
وأحسن من شعري له ذاك الشعر
ولم أنسَ ليلات الكنافة قطرها
…
هو الحلو إلَاّ أنه بالسحب الغزر
يجود على ضعفي فأهتزُّ فرحةً
…
كما انْتفض العصفور بلله القطر
وقال مجيبا
الوافر
لآلٍ في سلوكٍ قد جلاها
…
بنانك أم معانٍ في سطور
وألفاظٌ بأفضالٍ توالت
…
علينا أم قلائد في نحور
رعاكَ الله من بحرٍ أجادت
…
بديهةُ فكرِهِ نظمَ البحور
وصدرٍ تقبل الكلمات منه
…
فتجلسها المسامع في الصدور
لقد رقت وقد راقت لسمعي
…
نظائر منه كالروض النضير
وشيَّد لي بيوتاً من جمانٍ
…
إذا شيدت بيوتٌ من صخور
مشى الأدباء في طرق المعاني
…
به وبلفظه فمشوْا بنور
وقال علائية لزومية
الرجز
اسم حبِّي فيه قد أمسى سمر
…
للحسنِ شمسٌ وهو للعقلِ قمر
قامرتُ بالعقلِ في لعبٍ به
…
وصارَ أمري فيه جدا واسْتمر
نعم وأعطيت مليحاً مثل ما
…
أعطيت ممدوحاً هو الغيث همر
ومرَّ شخصِي قائلاً في مثلٍ
…
ماضٍ من الأمثالِ مجنيّ الثمر
لو كانَ أعطى الله أعطى عمراً
…
قلتُ نعم أعطى وأعطى ابن عمر
ذو الفضل وابن الفضل ما أحلى اللقا
…
وإن يكنْ بعضُ الجفا فما أمرّ
دُمْ يا علاء الدِّين وضَّاح السنا
…
في أفق العليا وهل يخفى القمر
وقال مدحا في الدواداري الأمير
البسيط
إلى مقرّك تسري همَّة الساري
…
معزَّزاً بين أوطانٍ وأوطار
نادت سعود الحمى العذري تنشدهُ
…
عزٌّ يدومُ لقصَّادي وزوَّاري
يا صاحب السيف والأقلام قد جمعت
…
لطاعة الملك جمعاً طاعة الباري
يا معمل الرأي مخدوماً بأربعة
…
يُمن ونصرٍ وإقبال ومختار
ليهنك الفضل في دنيا وآخرة
…
والذكر والأجر من جاريهما جارِي
فقلْ لمن دارَ أقطار البلاد على
…
دوائه من ضنى ذُلٍّ وإقتار
سر للأمير فما خابت خطى رجلٍ
…
على الدوا دار في باب الدوا داري
قال جامعه ورأيت بخط له من مديح قصيدة
بعد أن فرغت من الديوان فألحقته هنا وصورته
الكامل
ومهابة ذابت لها الفرسان ذوْ
…
ب مدامع فلأجل ذا تتفطر
وخلائق كالراح إلَاّ أنها
…
أصفى من الماء القراح وأطهر
وحباء ميمون النقيبة ماهر
…
بشراً يكاد من النضارة يقطر
وأنامل قد سخرت نفحاتها
…
لذوي الرجا إن السحاب مسخر
وفضائل مثل العرائس تجتلى
…
فلذاك في أفكاره تتخطَّر
ويراعة حسد السلاح مضاءها
…
في كلِّ ما تنهى به أو تأمر
فلذاك من حنق يعبس أبيضٌ
…
في غمده الملقى ويرعد أسمر
غاص البحار بها وطار إلى السما
…
فالدرّ ينظم والكواكب تنثر
يا ابن الكرام هدوا وحاموا واعتلوا
…
وتكرَّموا فهمو نجومٌ تزهر
ومضوا كما يمضي الغمام وخلفوا
…
عبقاً كما ينشي الربيع وينشر
يا من إذا الأيام أذنبَ خطبها
…
جاءت ببسط يمينه تستغفر
حاشاك تغفل عن وليٍّ ودّه
…
صافٍ ولكن عيشه متكدّر
يستعبد النعمى لمجدك رقّه
…
ومديحه المشهور فيكَ محرَّر
مدح يجرُّ على جرير ذيله
…
متكبِّراً ويقل عنه كثير
حظٌّ توعَّرت المسالك نحوه
…
فإذا جريتُ وراءه أتعثر
حتَّى إذا وجهت نحوك رغبة
…
سهل الطريق وأمكن المتعذّّر
لا زلتَ مقصود الهبات ممتعاً
…
بالعمرِ تبني المكرمات وتعمر
ذكر الغمام بجود كفّك ذاكر
…
والشيء بالشيء المناسب يذكر
وقال جامعه وثقلت من هذا المجموع بخطه أيضا
يرثي شرف الدين بن فضل الله
الطويل
سقاك وحيَّاك الحيا أيُّها القبر
…
وفاضت على مغناك أدمعه الغزر
وزارت ثراك الطهر سحبٌ وفية
…
لدى المحل حتَّى يجمع الطهر والطهر
تجود بسقياها على جدث العلى
…
وإن كانَ في أرجائهِ البحر والبرّ
إمام تقىً للملكِ في رأيه هدى
…
وصدر علماً لله في أمره سر
فقدناه مشكور المساعي منزهاً
…
عن الوزر إن أودى بذي تربة وزر
فلهفي على آرائه
…
إليها الرماح السمر والعذب الصفر
ولهفي على أقلامه السود أوحشت
…
إليها السيوف الحمر والنعم الخضر
سلام على الإنشاء بعد فراقه
…
سلام امرئٍ أمسى لأدمعه نثر
عليكَ ابن فضل الله شقت جيوبها
…
فضائل في طيّ البلاد لها نشر
رحلت فألقى رحله كلّ قاصدٍ
…
وقطع من أسبابه بعدك الشعر
وكانت بك الأوقات فجراً ولا دجى
…
فأمست دجى لما انقضيت ولا فجر
وليس بقفرٍ ما سكنت وإنَّما
…
أرى كلّ مغنًى لست فيه هو القفر
مضيتَ غنيًّا عن سواك موقراً
…
وللدين والدُّنيا إليك إذاً فقر
كأنك لم تنفع ولياً ولم تضر
…
عدوًّا ولك تحمدك في أزمةٍ سفرُ
ولم يغزُ ذو الأملاك مغمدة الظُّبا
…
بجيشٍ من الآراء يقدمه النصر
ولم تنضَ في الأعداء كتباً جليةً
…
سواء بها صفّ الكتيبة والسطر
ولم تخف أسرار الملوك إذا ارْتمت
…
إليك ولم يفسح لمقدمك الصدر
ولم تلق أعباء الأمور ولم يجل
…
يراعاً ولم يذعن لك النهيُ والأمر
بل كنت تجمي الناس من كيدِ دهرهم
…
فكادك موتورٌ وقد يدْرَك الوتر
جزيت عن الإسلام خيراً فطالما
…
خبا شرَرٌ عنه بعزمِك أو شرّ
أفاض الدّجى حزناً لباسَ حداده
…
عليك وحارتْ في مطالعها الزّهر
ولم لا وقد أحييت ذاك تهجّداً
…
وكم كثرت هاتيك أوصافك الغرّ
وكم قاصدٍ يبكي عليكَ وقاصدٍ
…
فهذا له بشرٌ وهذا له أجر
فلا يبعدنك الله من مترحلٍ
…
له العزَّةُ القعساء والسؤدد الدثر
يودّ العدى لو بلغوا ما بلغته
…
وكانَ لهم من عمرك العشر لا الشطر
عزاءً عليه اليوم يحيى ببيته
…
وصبراً صلاح الدِّين قد صلح الصبر
ألا إنَّها الأيام من شأنها الرِّضا
…
إذا احْتكمت يوماً ومن شأنها الغدر
وما الناس إلَاّ راحلٌ إثر راحلٍ
…
إذا ما انْقضى عصرٌ بدا بعدهُ عصر
تبدَّت لدى البيدا مطايا قبورهم
…
ليعلَم أهلُ العقل أنهم سفرُ
عجائب تعيي النَّاظرين وحكمةٌ
…
ممنعةٌ قد زَلَّ من دونها الفكر
وغاية أهل البحث والفحص قولهم
…
هو الرزق يمضي وقته وهو العمر
بحقّك قلْ لي أينَ من طارَ ذكره
…
فأصبح في كلِّ البقاع له وَكرُ
وأينَ ابن فضل الله ذو الرتب التي
…
عنت لسناها الشمس أو قصر البدر
مضى وبحقّ أن يقالَ له مضى
…
فقد كانَ عضباً في الأمور له إثر
سقى عهده المشكور عنا ولا غدا
…
معانيه عفوٌ لا بكيٌّ ولا نزْر
وأكرم به من صائمٍ متخشِّعٍ
…
تولى فأمسى في الجنان له فطر
قال وكتبته من خطه مما كتب به إلى ابن صقر الحلبي
الوافر
أما والله قد شرفت شعري
…
فأصبحَ كلّ بيت مثلَ قصر
وقد لاقيتُ من علياكَ بحراً
…
يلذّ مديحه في كلّ بحر
وصدراً فيهِ للرحمن سرٌّ
…
كذاك الصدر موطن كلّ سر
ولم أرَ فيكَ عيباً غير نعمى
…
بها اسْتعبدت منَّا كلّ حرّ
وبرًّا إن تقاصر عنه شكري
…
فأقسم ما تقاصر عنه أجري
أقول لساكني حلب جميعاً
…
مقالة مجتلي خَبر وخُبر
دعوا صيدَ المحامدِ والمعالي
…
فقد صادتْهما هممُ ابنِ صقر
وقال ونقلته من خطه أيضا
البسيط
حجبت بالدَّمعِ أجفاني عن النظرِ
…
إلى سواكَ وقلبي الصبّ بالفكرِ
وزادَ دمعيَ عمَّا كنت أطلبه
…
فلا تسلْ ما جرَى منه على صبرِي
يا باسماً قلت للَاّحي أمبسمه
…
أبهى أم العقدُ قال الكلّ من دُرَرِ
سهرت في الوصلِ غنماً والجفا أسفاً
…
سبحان فاطر أجفاني على السهرِ
وقال ونقلته من خطه أيضا
مجزوء الكامل
يا قلب أنتَ ومقلتي
…
متحاربان كما أرى
هاتيك تمنعك الهدوّ
…
وأنتَ تمنعها الكرى
وأنا الذي قاسيتُ بي
…
نكما العذاب الأكبرا
كفَّا المدامع والأسى
…
فلقد كفى ما قد جرى
لا آخذَ الرحمن من
…
ملك الحشا فتجبرا
قابلت رونقَ خدِّه
…
فصبغت دمعي أحمرا
يا ناعس الأجفان قد
…
حكم الهوى أن أسهرا
ما كانَ أريح عاشقاً
…
لو أن وصلكَ يُشترى
وقال ونقلته من خطه مما كتب به إلى الجناب البدري
وهو ضعيف
الطويل
ألا ليتني حمّلت ما بك من ضنا
…
على أنَّ لي منهُ الأذى ولك الأجر
فأقسم لولا أنتَ ما أعتب الرجا
…
لمستعتبٍ منَّا ولا سكت الدهر
أحاشيك من ضرٍّ ألمَّ وإنما
…
بطلعتك الغرَّاء يستدفع الضرّ
وما زدت بالأدواء إلَاّ محاسناً
…
كما اعتلَّ فازْدادت محاسنه النشر
فلا تخشَ ممَّا يوجب الصبرَ مرَّةً
…
كأنَّك بالنعمى وقد وجب الشكر
وحقّك لا خابَ الدعاءُ ولا دجى
…
سنا النصف إلا زنت ما يشرق البدر
ونقلت منه مما كتبه لعلاء الدين غانم في يوم شديد البرد
الخفيف
أيها البحر نائلاً وعلوماً
…
وبأهلِ الرَّجاءِ يا أيها البرّ
والذي كفُّه من الغيث أندى
…
والذي لفظه من الروضِ أنضر
ما ترى العبد كيف أصبح ما أس
…
وأ حالاً وما أذلّ وأحقر
كلّ صبحٍ يروم بالبردِ ذبحي
…
فلهذا يقول الله أكبر
وإذا ما اشْتكيت برداً كساني
…
كسوةً منه ما أشدّ وأنكر
زُرقة الجسم وابْيضاض ثلوج
…
ألبساني ثوبَ العذابِ مشهر
أيّ ثلج شابت به الأرض مرأًى
…
حين شابت به المفاصل مخبر
تندف القطن عبرة وهو قطنٌ
…
هكذا يندف الغريب المقتر
عجباً منه يشتكي جسدِي البر
…
د لديهِ ومهجتي تشتكي الحرّ
زاد برداً فلو تولَّع بالشع
…
ر لقلنا الصَّلاح أو هو أشعر
لا تقل لي أكثرت في الحالِ وصفاً
…
فالذي بي من شدَّة الحال أكثر
فتصدَّق وابْعث بقفةِ فحمٍ
…
إنَّ فحمي مضى وكيري تغير
هاتِها كالشباب في العين تثني
…
كَلَب البرد حرّها أن تستعر
وإذا ما الشتا تجمر في القو
…
لِ أتاه منها أشدّ وأجمر
وتعجَّلْ هذا المراد فما يح
…
مل حالي الضعيف أن يتأخَّر
كتب العبد خطه وهو في الفر
…
ش وما كلّ ما جرى منه يذكر
وقال مجيبا للصفي الحلي
الطويل
سلامٌ كنشر الروض لفَّ بمدرجٍ
…
يريك بديع الحب في اللف والنشر
عليك أخا العلياء والعلم والحجى
…
وفضل الندى واليأس والنظم والنثر
لعمري لقد حملت بينك في الورى
…
من الشهب العالي السنا ومن الشعر
ولو شفعتك المكرمات بآخر
…
لما باتَ شاكي الدهر منه على وتر
وقال لزومية
مخلع البسيط
يا خير من تبسط المساعي
…
له ومن تعقد الخناصر
ويا أميراً على قديمٍ
…
سما وأربى على المعاصر
أوصل بخيرِ البدور مدحاً
…
يبقى إذا بادت العناصر
وحسبه أنه قريضٌ
…
أنتَ له قوة وناصر
وقال وقد جرى لزوم مالا يلزم والتضمين والاهتدام
مع قلب المعنى بديها بين يدي الملك المنصور
البسيط
يا أقرب الناس من مدحٍ ومن كرمٍ
…
وأبعدَ الناس من عابٍ ومن عار
أقسمتُ لولا أياديكَ التي اشْتهرتْ
…
ناداني الزمن المودي بأشعاري
دَعِ المكارم لا ترحل لبغيتها
…
واقعدْ فإنَّكَ أنتَ الجامع العاري
وقال يرثي
الوافر
عدمت محمداً أيام أرجو
…
نداه على الزمانِ واسْتجير
فإن تحجب محاسنه بلحدٍ
…
ففي أفقِ السماءِ لها مسير
تقول لروحِه الأفلاكُ أهلاً
…
لنا زمنٌ على هذا ندور
وقال في صديق باع مملوكا وتزوج امرأة جميلة
الكامل
لي صاحب ترك المليح وعاد في
…
حبّ المليحة من ذوي الأقدار
قد كانَ عبد الأشهب المنسوب في
…
حسنٍ فأضحى وهو عبد الدار
وقال يستنجد علي بن سكر
السريع
يا صاحب الأقلام والسيف قد
…
أتقنَ في التَّدبير ما قرَّره
نحنُ المساكينُ لأرزاقنا
…
بابٌ طواهُ الدَّهر أو عسره
فاجْعل بإحسانكَ مفتاحه
…
وإنْ تعاصى فاقْلع السكّرَه
وقال وقد ظهر على جسد قاضي القضاة
تقي الدين السبكي الشرى
الكامل
يفديك يا قاضي القضاة عليهم
…
من كلِّ شيءٍ تشتكي كلّ الورى
شهد الشرى لكَ حين زارك بالتقى
…
والبرّ مختبر العلى ومخبرا
لا تعدم المدح السوائر سيِّداً
…
هذي خلائقهُ بتخبير الشرى
وقال لزومية
مخلع البسيط
وأغيد كلَّما تجنى
…
وَرَّثَ بين القلوب جمرا
يميل تيهاً كأنما قد
…
سقته تلك العيون خمرا
تالله لا فاتني لِقاه
…
وعين كيسي عليه حمرا
وقال يهنئ قادما من الحجاز
الرجز
قالوا سررت زائراً بقادم
…
حجَّ شهاباً ثم عادَ بدرا
تطلب منهُ ودّهُ ورفدهُ
…
قلت نعم كلاهما وتمرا
وقال في صاحبنا جمال الدين بن مختار
قلْ للصديقِ جمال الدِّين لا برحت
…
نعماه حلية إنشاءٍ وأشعار
لئن تخيَّرت في السادات مثلك لي
…
لقد تخيَّرت مختار بن مختار
وقال يهنئ ولد الأمير ناصر الدين بن فضل الله
العمري بامرة عشرة
المنسرح
هنئتها إمرة مجددة
…
يا ابن السراة الأكابر البرره
أقسم من ذا وذا بأنَّكم
…
وجدتُم من أكابر العشره
وقال وكتب على شرح المختصر لشمس الدين الأصفهاني
الطويل
أخا العلمِ إنَّ الشمس بادٍ ضياؤها
…
فسرْ بسناءٍ حيثما أنت سائِر
وخلّ فتى شيرازَ عنكَ فإنما
…
هو القطب قد دارت عليه الدوائر
وقال في معنى حكاية أبي حبة النميري
قال رميت سهما على ظبي فما زال الظبي يحيد والسهم يحيد معه حتى أصابه
الخفيف
وبديع الجمال لم يرَ طرفي
…
مثل أعطافه ولا طرف غيري
كلَّما حدتُ عن هواه أتاني
…
سهمُ ألحاظه كسهم النميري
وقال فيه أيضاً
بروحي غزيل أنس رمى حشاي بلحظ وأحشاء غيري
أحيد عن السهم من لحظه وسهم الغزال كسهم النميري
وقال في قادم من الصيد
الطويل
لقد خفقت منَّا القلوب تشوّقاً
…
وعدت فكادتْ أن تطير سرورا
يمينك تصطاد الوحوش مطيعة
…
وحبُّك يصطاد القلوب طيورا
وقال في دواة فولاذ
الطويل
دواة لها جنس الحديد وبأسه
…
وزادت عليه في الندى فهي أبهر
وكمَّل معناها يراعك منشئاً
…
ففولاذها في الحالتين مجوهر
وقال في كاتب
الطويل
مليحٌ جلا من خطِّه لي رقعة
…
تدلّ على تحريره واعتباره
فلم أرَ في خط وشكل كحسنها
…
سوى شكل خدَّيه وخط عذاره
وقال يداعب كبير أنف
المنسرح
أقبلَ عند القوم يسألني
…
من أيّ أرضَيك نلت إيثارا
قلت من النيك ما رأى بصري
…
خيراً ولكن رأيت منقارا
وقال في شمعة اليهودي وقد أسلم
المجتث
آنستنا يا أخانا
…
في ديننا المبرور
قد كنتَ شمعة نار
…
فصرتَ شمعة نور
وقال وقد طلق صاحب له امرأة اسمها دنيا
السريع
قلْ لابن نعلان الذي أصبحت
…
كرته بين الورى خاسره
ظلمتَ دنياكَ وطلَّقتها
…
فرُحتَ لا دنيا ولا آخره
ومن مقطعاته قوله
مجزوء الرجز
يا سيدي شكراً لها
…
من أنعم ذات غرر
بشرك فيها بارقٌ
…
يضيء والبرّ المطر
ولفظك الحائز والإ
…
حسانُ لي بحرٌ وبرّ
يا ابن الأولى آثارهم
…
نجوم آفاق السير
أذكرتني بالقوم يا
…
عليّ ببيتٍ قد بهر
بمنزلٍ عالي السنا
…
له على الشهب مقرّ
جنَّة عيشٍ أكلها
…
دائمٌ ظلّ وبكر
نعمٌ ونظمٌ قد حلا
…
مكرراً يلهي الفكر
فيا لها ثلاثة
…
بمثلها فليفتخر
نظمٌ وقومٌ وحمًى
…
لكلِّ بيتٍ معتبر
ــ
الطويل
وحقكم لا مرَّ بي الصبر عنكُم
…
ولو ذقت هجراناً أمرُّ من الصبر
ولا أشتكيكم ما حييت وإنما
…
إلى فضلكم أشكو إذا مسَّني ضرِّي
على حبِّكم أنفقت عمري جاهداً
…
فإن رُمت سلواناً فيا ضيعة العمر
أمين التقى يكفي من الشكر أنه
…
يقصر عمَّا أنت مانحه شكري
أمين التقى قلبي أمينٌ على الوَلا
…
إن ارْتبْتُمو فاسْتشهدوه على أمري
فلولاك بادت عند بيروت حالتي
…
وسوفت في أمرِ الموارث والحشر
فيا من له في السرّ والعلم رتبةٌ
…
يجازيك عنِّي عالم السرّ والجهر
ــ
الخفيف
غازلتني سمراء في حلية المر
…
د بدبوقة غزت بمظفر
ثمَّ قالتْ تحبّني قلت في حل
…
ية سمرا واليوم حلية أسمر
إن كلِّي يحبُّ كلّك إلا
…
إن قلبي يحبُّ من فيك أكثر
آه يا دهر صبوة وصباً قد
…
كان أزهى من النجومِ وأزهر
ليتَ ذهني يخلو فيخدم شعري
…
كلّ جدّ وكلّ هزل بجوهر
ليتَ شعري يصفو كما كانَ قدماً
…
فعسى العمر ماحِياً ما تكدر
إن أكن صرت بالبلادةِ فزعاً
…
إن لفظي كما يقال مسير
ــ
السريع
يا سعد دين الله أين الذي
…
عوّدت من برٍّ وتيسير
العبد ما حليَ في عهدة
…
والأهل لا حلي ولا سيري
واللحم كالخبز ولم أدرِ من
…
قالت به حداتها طيري
سيَّان في أول ضرِّي وفي الآ
…
خر تفطيري وتفطيري
وبعد ذا والله ما أنسيت
…
محامدي الحلوة تكديري
وحقُّ إحسانك لا حلت عن
…
ظنِّي بك الحسنى وتقديري
ــ
البسيط
جلّ الإمام عن الأشعار يعرضها
…
فكلنا بالدعا مشغول أفكار
وفضله يقتضينا أن نقول فما
…
نعني سواه إذا فهْنا بأشعار
ذو النفس تاقت لعليا دارها فجرت
…
ومن جنانِ غدٍ تاقت إلى دار
واهْنأ بعيدك في نعماء معرفة
…
عن حزم أمر يليه رفع مقدار
ودُمْ غياث الورى يا غيث رائدهم
…
ونصر محوجهم يا نجل أنصار
إن ينج من نار بؤس من لحظت ففي
…
ولاء مثلك ما يُنجي من النار
ــ
البسيط
ثوبٌ من الحب أودى بي مشهره
…
فالجسم أصفره والدَّمع أحمره
يا من يغيِّر جسم الصبّ من سقم
…
كن كيف شئت فهذا لا يغيّره
طوى هواكَ بقلبٍ تلك عادته
…
وإنما علميّ المدح ينشره
من لا خلا من نداه البيت نسكنه
…
ولا خلا من ثناه البيت نشعره
يا صاحباً لم يُضع قصد الوفود له
…
وضاعَ نشر الغوالي حين نذكره
تهنَّ بالعيد إما المرتجى نبدي
…
أو الحسود بأنكاد تفطره
وأمر بنشرِ سماطٍ منك يجبرنا
…
ونحنُ في رسمنا بالأكل نجبره
ــ
مجزوء الرجز
قل للفهيم الناصريّ
…
صائحاً مستنصرا
يا صاحبي أصبحت ح
…
تى في الخطاء معثرا
من أجرة المسكن في
…
إعراب همٍّ أشهرا
بالنصفِ والكسر معاً
…
فلا كَرا ولا كِرا
نعم وهمي أممٌ
…
وحالتي إلى ورا
ناظر بيروت أتى
…
عساكَ لي أن تنظرا
مهما ترى مهما ترى
…
مهما ترى مهما ترى
ــ
الطويل
تعشقتها في الحلي غصناء منثورا
…
وفي البردِ بدراً في السماء منيرا
أشاهد من وجهه التأمل جنة
…
وألبس من جنس العناق حريرا
وألثم معسولاً نظيماً كأنما
…
تنظم من لفظ العلاء نثيرا
سريّ تعجلنا بيوم قدومه
…
على الصومِ أعياداً لنا وسرورا
بعشر نهنيه ويمناه في الندى
…
بخمس يهنينا الغمام مطيرا
أفادَ فما نشكو فتورَ قريحةٍ
…
ترى فضل هاتيك الصفات فتورا
وفطر أفواهاً ولولاه لم نجد
…
سوى في سماوات القلوب فتورا
ــ
الكامل
ثغرٌ عليه من الملاحة سكّر
…
يحلو الحديثُ عليه وهو مكرر
عرف الذي قد رام عنه تصبري
…
أني قتيلٌ في هواه مصبر
ويحق لي فيه التغزل باهراً
…
وثنا تقيّ الدّين عندي أبهر
ذو العلم والفضل الذين هُما هُما
…
شهبٌ بأفاقِ السيادة تزهر
نظروا فكان أحق بالنظر الذي
…
كتقيه وأمينه لم ينظروا
ولئن شكوت لماله ولجاهه
…
حصري فإن ثناهما لا يحصر
طيرُ الثناءِ محلقٌ في أفقه
…
أبدَ الزمان وأنني لمقصر
ــ
الكامل
غصنٌ بأوراق الغلائل يخطر
…
وسوى هواه بمهجتي لا يخطر
يسقى بماء شبابه ومدامعي
…
فبحسنه وبحزن قلبي يثمر
في حسن يوسف في شمائله وفي
…
مدح ابن يعقوب القرائح تشعر
علاّمة الدنيا وكافي ملكها
…
فالسر يحفظ والفضائل تشهر
لا عيب فيه سوى ندى مستعبدٍ
…
رِقّ المديح وأنه لمحرر
لي من نداه عادةٌ قد أخرت
…
عني وتأخير الندى لا يؤثر
فترادفت عندي الهموم وربما
…
يرجى لها فرجٌ لديه وأكثر
ــ
غصون الحمى إن الفؤاد لطائر
…
إليكم وأني كامل الحب وافر
وُصفت بأوصاف القريض لشقوتي
…
فلا غَرْوَ إن دارت عليّ الدوائر
أهيم بكم في كل وادٍ من الأسى
…
على أنني لابنِ الخليفة شاعر
أمير بني فضل الإله وكلهم
…
بأقلامه والسيف ناهٍ وآمر
مقيمٌ على مغنى دمشق وظله
…
لآمالنا في الشرق والغرب ساتر
كذا أبداً يا ابن السيادة والتقى
…
لنا قوةٌ مهما نراك وناصر
ويروي أحاديث الثناءِ صحيحةً
…
عطاءٌ لنا من راحتيك وجابر
ــ
المجتث
قل للأمير الذي في
…
ذكراه حمدٌ وشكر
يا غيثَ جودٍ نداه
…
والبر بر وبحر
مولايَ هنئت صوماً
…
عقباه مدحٌ وأجر
فيه لقومٍ وقوم
…
تفطير قلب وفطر
فللموالين نفعٌ
…
وللمعادين ضرّ
ولي من الحلو حالا
…
قصدٍ فقلٌّ وكُثر
وغيّث القطرُ فهي
…
وأولُ الغيث قطر
ــ
البسيط
صبّ تغنى وجنح الليل معتكر
…
فضاء قبل ضياء الصبح ينتشر
يا ساكن البيت من شعري وقلبي إذ
…
هذا صحيح وهذا منه منكسر
إن كان إفراطُ حبي فيك أصبح لي
…
ذنباً فأهلاً بذنب ليس يغتفر
يا من أهنيه بالأعيادِ مقبلة
…
فطراً ونحراً وقلبي فيه منفطر
وغاب ذهنيَ في الأضحى فها أنا ذا
…
كأنني التيسُ من شكواه منتحر
هذا وقلبي كشعري أنت ساكنه
…
والبيت بيتك والمعروف ينتظر
يبكي اشتياقاً إليكم صائغٌ مدَحاً
…
فالدّرّ منتظمٌ منه ومنتثر
ــ
الكامل
لك عارضٌ لدموع عيني ممطر
…
فدَعِ الجفاءَ فلست ممن يصبر
هيهات ما القلب الذي أحرقته
…
يا فاترَ الأجفان ممن يفتر
حسبي وحسبك إن جفنك ناعس
…
أبد الزمان وأن جفني يسهر
ألبستني ثوب الغرام مشهَّراً
…
فمدامعي حمرٌ ولوني أصفر
ونصبت للتبريح أحشائي التي
…
فيها من الأشواق فعلٌ مضمر
يا صاحب العطف الموشج شعره
…
قول العواذل في هواك يكفّر
إن كنتُ لم أسمع مقال عواذلي
…
فوحق حسنك أنهم لم يبصروا
ــ
البسيط
يا رب طرف يفوق الطرف من سبق
…
فغاية العين نوماً أن ترى أثره
وردٌ مع العرب منسوبٌ فلا قطعت
…
أيدي الحوادث من أعراقه أثره
إذا رأيت دخان النقع مرتفعاً
…
لمحت للسبق من أعطافه شرره
إن أمطرت ظهره رامي السهام مضى
…
والسبق حذوا فلولا سبقه عقره
عجبت حين يسمى سابحاً وله
…
وثبٌ لو البحر أرسى دونه ظفره
لما ترفع عن ند يسابقه
…
أضحى يسابق في ميدانه نظره
فتحاء في هفيات الحزن صاعدة
…
أولاً فصاعقةٌ في السهل منحدره
أهز في البيد مثل الغصن هادية
…
فألقط الوحش عن وجه الثرى أثره
ــ
الخفيف
سيدي والذي له صدقات
…
سابقات لسبق قلبي الكسير
أعف بالله عن تواقيع قوم
…
أجحفوا عندها بحالي السعير
يطلبون الثنا طويلاً وأخشى
…
من معاداتهم على التقصير
وأقضي الدجى سهاداً ويمضي
…
في حديث الغنى حديث الفقير
ــ
البسيط
مضت أحبة قلبي حيث لا سكن
…
يسلي المحبّ ولا أهل ولا دار
وخفف الحزن إني لا حق بهم
…
وإن صرف الردى بالخلق كرار
ترمي الأهلة أعمار الأنام فلا
…
يفوتها حذر الأحشاء فرَّار
كأن كل هلال في مطالعه
…
قوس له عند أهل الأرض أوتار
ــ
المنسرح
أنح جناب الوزير منتصراً
…
فإنه جابرٌ لما كسرا
ناديه بالأغنياء محتفل
…
وسرّه حائم على الفقرا
سوف يرى رأيه الجميل إذا
…
أتا حماه الرحيب سوف يرى
نعم وزير لا وزر يتبعه
…
فينا وأما سواه لا وزرا
حلى ثناه لأحرفي قعدت
…
كالنمل تسعى له مع الشعرا
ــ
الطويل
أيا ملكاً أيامه الغر كلها
…
مواسم تلقى الناس بالمنن الغر
تهنّ بعيد النحر وابقَ ممتعاً
…
بأمثاله سامي العلى نافذ الأمر
تقلدُنا فيه قلائدَ أنعمٍ
…
وأحسن ما تبدو القلائد في النحر
ــ
الرمل
يا مليكاً تنظرُ الشهب له
…
مثلما تنظر للشهب الورى
دُم كذا في كل وقت سامعاً
…
مدحاً يعي مداها الفكرا
كلما أوردت منها قصصاً
…
حرجت منها صدور الشعرا
ــ
المتقارب
بموسى أستجر وسليمان عذْ
…
فنعمَ الوزيرُ ونعمَ الأمير
ولا تخشَ بينهما عسرةً
…
بديوان حشر دمشق العسير
فلله لطف لديهم يقو
…
ل ذلك حشرٌ لدينا يسير
ــ
البسيط
يا سيدَ الوزراء الأكرمين ومن
…
قد وافق الخبرَ في عليائه الخبرُ
الغيث والوحل عذري إن قعدت فمن
…
ذنب السماء وذنب الأرض أعتذر
والجبر من خلقك الوضاح أجعله
…
لِما على ذِمتي في القصد ينكسر
ــ
الوافر
أحبّ ديارَ ساداتي ولِمْ لا
…
أحبّ لأل فاطمةَ الدّيارا
فمن لي أن أطوفَ عليه باباً
…
أقبل ذا الجدارَ وذا الجدارا
وأدخل جنةً قد عجلتْ لي
…
لأني بالولاءِ أمنتُ نارا
ــ
الطويل
تهنّ تشاريفُ السعود تواصلت
…
وتدبير ملك الشام والنهي والأمر
لئن بيضت عين المحبين بالهنا
…
لقد بيضت عين المعادين بالقهر
دُمْ وابقَ للسرِّ الشريف أمينهُ
…
على السرِّ في كلِّ المقادير والجهر
ــ
الخفيف
قلت إذ جاءني ندى ناظر الثغ
…
ر على البعد حبَّذا الغيث يذكر
فخرُ دين الإله أخبرني عن
…
هـ سراج به المحامد تزهر
رَبّ عمرهْ في رواة المعالي
…
فهو فيهم نعم السراجُ المعمَّر
ــ
مجزوء الكامل
بأبي غزالٌ كاسرٌ
…
قلبي بناظره الكسير
ذو وجنةٍ قد زان شع
…
رَ الصدغ منظرها النضير
خيلانها في جنةٍ
…
ولباسُهم فيها حرير
ــ
السريع
أما ابن يعقوب فأندى الورى
…
وأعلمُ القوم ولا أمتري
يجود من مالٍ ومن منطقٍ
…
بالعرض الأوفى وبالجوهر
لا زال كالزهرة من بشرِهِ
…
وبالندى للحرِّ كالمشتري
ــ
الطويل
قدرت على الإحسان سراً وكيف لي
…
بنوح نسيم الشكر أصنعه سرا
فيا حبَّذا البر الذي ليس عيبه
…
سوى أنني لا أستطيع له شكرا
سأجعل شكري مثل ميت كما تشا
…
ليعظم رب العالمين لي الأجرا
ــ
الكامل
يا صاحباً صحبت معارفه الورى
…
هنئتها خلعاً مجددة السرى
زهراء معلمة إذا لاقيتها
…
لاقيت منها العيش أبيض أخضرا
لا غَرْو حين نراك لابس خلعة
…
فالشمس تحت الغيم أمكن ما ترى
ــ
الطويل
هنيئاً لك الحجّ الشريف وحبَّذا
…
بك الربع مأهول المنازل والدهر
كذا فليعد من عاد مقبول حجة
…
له الذكر في كل المنازل والأجر
يحنّ اشتياقاً نحو رؤيته الصفا
…
ويملأ دمعاً بعد فرقته الحجر
ــ
الطويل
وكاتبة في خدها بدموعها
…
لبعديَ من شرح الأسى أسطراً حمرا
تقول وظهر العود يخدج للسرى
…
متى تشتفي بالعود مقلتي العبرى
فقلت املإي خدّيك تبرَ مدامع
…
إلى أن أرى كفّي قد مُلآ تبرا
فقالت إلى بدر العلى فاركب الدجى
…
فقلت نعم فاستيقنت بلج المسرى
فطاف على يمنى يديه رجاؤنا
…
وأقسم أن لا بد أن يبلغ اليسرى
ــ
البسيط
قاضي القضاة أعزَّ الله جانبه
…
أولى بقصدي وتأميلي وأشعاري
إني وصبحي وشمس الدين أولهم
…
إلى الدعاء له سباق مضمار
إذا ذكرناه فاح العطر أجمعه
…
فكلنا فيه عطارُ ابن عطار
ــ
الوافر
فديتك للندى والعلم بحراً
…
إذا جارى نداه المزنُ غرّر
كسوت العبد برداً من فخارٍ
…
حريريٍّ على العليا تحرّر
تحرّر نظمه معنًى ولفظاً
…
فيا لله من بردٍ محرّر
ــ
المتقارب
تهنّ بها خلعةً قدّمت
…
بأمثالها موجبات البشاره
ومرتبة نبَّأت بالسعود
…
فكانت كما قيل نعم الأمارة
سعودك عندي زهر الربيع
…
وعند عدوك شقّ المراره
ــ
الكامل
جادَت ضريحك يا خطيب غمامةٌ
…
زكياءُ يخطب رعدها فيكرر
إما ليسعى نحو قبرك دانياً
…
شوق يحث ولوعة لا تتعثر
ولو أن مشتاقاً تكلف فوق ما
…
في وسعه لسعى إليك المنبر
ــ
الطويل
تهنّ بشهر الصوم يا خيرَ صاحبٍ
…
صحبنا به الأيامَ واجبةَ الشكر
وعش ذا زمانٍ كله من تنسكٍ
…
ومن كرمٍ مستقبل الصوم والفطر
مناقب شاعت في الورى علوية
…
فكلهمُ فيها يشيّع من عذر
ــ
الوافر
تشرّف يا رسول الله نظمي
…
بمدحك واستجاش بكلِّ خيرِ
فما أعلى وأبرك منه كعبي
…
وما أعلى نباتي عن زُهَير
ــ
السريع
عشْ يا وزيراً شمسه قد زهت
…
ويا أميراً حسنه قد زهر
سبحان من دبر أحوالنا
…
وسخر الشمس لنا والقمر
ــ
الوافر
وكنت أظن في كبري صلاحاً
…
يكفّر زلةَ السنّ الصغير
فلما أن كبرتُ ازددْت نجساً
…
فقل ما شئت في النحس الكبير
ــ
الطويل
تقول الورى إذ بيت شعري مخيّب
…
وفي بيت غيري من نداك يسار
ألم تر بيت الفقر يجْفى ويجتوى
…
وبيت الغنى يهدَى له ويزار
ــ
الطويل
ألا رب يوم والظبا حول دارها
…
تصف على أيدي الكماة وتزهر
وقفت كأني من وراء زجاجة
…
إلى الدار من فرط الصبابة أنظر
ــ
أحذ الكامل
أما حماة فعيش ساكنها
…
صفو وكل زمانه سحَر
اسكندر الأيام مالكها
…
بدليل أن زمانه الخضر
ــ
الطويل
بروحي نديم تشهد الراح أنه
…
قضى العمر باللذات وهو خبير
تذكر مزج الكأس عند وفاته
…
فأوصى لها بالثلث وهو كثير
ــ
المنسرح
أصبحت يا مالكي بغيض ندى
…
ديناره منجح لأوطاري
إذا رويت الثناء متَّصلاً
…
أرويه عن مالك ابن دينار
ــ
البسيط
جادت صفات علي في الورى رتباً
…
تظلَّمت من سناها الأنجم الزهر
أما ترى ما تشكى من أنامله
…
عطارد وادَّعى في وجهه القمر
ــ
الطويل
أهم بتسطير الذي أنا واجد
…
إليك فيمحو دمع عيني أسطارِي
فيا عجباً للدمع بثَّ سرائراً
…
لغيري ودمعي مانعي بثّ أسراري
ــ
الطويل
بروحي مكفوف اللواحظ لم يدع
…
سبيلاً إلى صبرٍ يفوز بخيره
سوالفه تغني الورى ختل طرفه
…
ومن لم يمت بالسيف مات بغيره
ــ
الكامل
ركبوا وقد ملأوا الفضا في أحمر
…
كالشمسِ تشرق في العجاج الأكدر
فزمانهم يقضي بعيش أبيض
…
وجيوشهم تسري بموت أحمر
ــ
الطويل
أمولايَ شمس الدِّين شكراً لأنعمٍ
…
هما قطرها حتى اسْتوى ناهضاً شكري
وكانَ نباتي قد ذوى عنه معشرٌ
…
فأحياه محيي النبت بالشمس والقطر
ــ
نسبي لبيتكَ زادني شرفاً
…
في البدوِ مذكور وفي الحضر
حسب النبات بكلِّ ناحية
…
شرفاً إذا وصفوه بالخضر
ــ
الطويل
كذا أبداً يا أرفع الناس همة
…
غوادي الندى من راحتيك غزار
أقدِّم أطراساً وتمنح أنعماً
…
فمنِّيَ أوراق ومنك ثمار
ــ
المجتث
تكشفت عن نتيف
…
فقلتُ قومي وسيري
فما متاعك دنيا
…
إلا متاع الغرور
ــ
مجزوء الكامل
أفدِي مليحاً لي إلى
…
مرآه طول الدهر فقر
من خدِّه وجفونه
…
للحسن دينار وكسر
ــ
مجزوء الرمل
صفت المرد لذقني
…
بعد نسوان أداري
كنتُ زيراً لنساء
…
صرتُ كوزاً لصغار
ــ
الوافر
ونجل من بني الآداب أفدي
…
حلاه بالصغير وبالكبير
بودي لو نطقْت له بوصفٍ
…
فأتى بالمطرَّز والحريري
ــ
المجتث
قالت لطائفُ شعري
…
شاكل كريماً بمصر
فعنده بيت بحرٍ
…
وعندنا بيت شعرِ
ــ
مخلع البسيط
سكنتُ وابني بدارِ قومٍ
…
أوقاتنا تارَةً وتارَه
فإنها بالخصام نارٌ
…
وقودها الناسُ والحجارة
ــ
الطويل
تقلَّدت من نعماك في حالِ غربتي
…
قلائد شتَّى من نوالٍ ومن شعر
وأسْكنتني بيتاً على البحرِ أرتجي
…
مكافاته في ألفِ بيتٍ على بحر
ــ
المنسرح
يا مالكَ الرّقّ بالعطاء لقد
…
ملكت رقّي ورقّ أحرار
وقد رويت الثناء متَّصلاً
…
في الجودِ عن مالك ابن دينار
ــ
الطويل
أمولايَ نور الدِّين خادمك الذي
…
تغيَّبتَ عن عينيه لم يكُ مسرورا
إذا غبتَ عنه خافَ في عينهِ العمى
…
وحسبك أن العين لا تبصر النورا
ــ
المنسرح
يقول لي الحاسب المنجم ما
…
تريد أنبيك عنه بالخبر
عطارد الوقت أنت صاحبه
…
فقلت بالله صاحب القمر
ــ
المنسرح
عاقبت الفخر مع نحافتها
…
عودية ما تغيب عن نظره
حاشاه حاشاه أن يشاهده
…
والعود في سمعه وفي بصره
ــ
البسيط
ذكرتَ صوميَ في عامين قد جمعا
…
لحالتي بين ذي وصلٍ ومهجور
قد فطراني فما في ذا وذا كبد
…
شتَّان ما بين تفطيرٍ وتفطير
ــ
البسيط
يا ساكنَ البيت من قلبي ومن مدحي
…
هذا صحيحٌ وهذا منه منكسر
إن كانَ إفراط حبِّي فيك صير لي
…
ذنباً فأهلاً بذنبٍ ليس يغتفر
ــ
الكامل
رقّ النسيم كرقتى من بعدكم
…
فكأننا في حبِّكم نتعاير
ووعدت بالسلوان واش عابكم
…
فكأننا في كذبنا نتخاير
ــ
البسيط
لو أن قوميَ في حالٍ يساعدهم
…
في الخير والشّرّ لم أحذر من الضير
لكن قومي وإن كانوا ذوِي عددٍ
…
ليسوا من الشرِّ في شيء ولا الخير
ــ
الوافر
سألت مصاحبي عدساً مصفى
…
فأبدى لي بذا فرحاً كبيرا
ولا عدساً رأيت له وأما
…
مصفاه فصفى لي كثيرا
ــ
المجتث
تهنَّ صوماً سعيدا
…
في رفعة وسرور
ولي سماء لهاة
…
فهل ترى من فطور
ــ
البسيط
يا غادراً بي ولم أغدر بصحبتِه
…
وكان مني مكان السمع والبصر
قد كنت من قلبك القاسي أخال جفاً
…
فجاء ما خلته نقشاً على حجر
ــ
السريع
تناسبت فيهن تعشقته
…
ثلاثة تعجب كلّ البشر
من مقلة سهمٌ ومن حاجب
…
قوس ومن نغمة صوت وطر
ــ
الوافر
محو شعر المديح وكانَ ممَّا
…
يقرّ نواظراً ويسرّ فكره
فليت يد المزين فيه أضحت
…
لما قالوا معلَّقة بشعره
ــ
الطويل
أمولايَ عندي للثناء قصائد
…
تريك رياض اللفظ باسمة الزهر
وتشتاق من إحسانك الحلو رسمها
…
ولا عجب شوق الرياض إلى القطر
ــ
الطويل
وحقّك ما أخرت عنك لجفوةٍ
…
ولكن لوحلٍ عن حيا يتحدر
أعيد به شخصي لأول خلقِهِ
…
فها أنا من طين وماء مصور
ــ
السريع
رأيت في قارٍ رشاً فاتناً
…
فيا عنا قلبي وتذكاري
متى أراني في الدجى راكعاً
…
من خلف ذاك الرشأ القاري
ــ
الخفيف
صاح هذي أواخر العمر وقد و
…
لى وهذي أواخر الأشعار
أنجم قلتها أوان مشيبي
…
فهي لا شك أنجم الأسحار
ــ
البسيط
عرج على حرم المحبوب منتصباً
…
لقبلة الحسن واعْذرني على سهري
وانْظر إلى الخال فوق الثغر دون لمىً
…
تجد بلالاً يراعي الصبح في السحر
ــ
الرمل
سائلي عن شرح حالي بعد من
…
خلفوني مفرداً بين الورى
لا أرى العيش يساوي حبةً
…
بعد ما جاءت قلوبٌ في الثرى
ــ
أحذ الكامل
جار الزمان عليَّ بعدكُم
…
فلقيت ذاك الجور بالشكر
لو طاب طابَ لي الحياة إذاً
…
ولقيتكم بفضيحة العذر
ــ
المجتث
يفيض جفني إذا ما
…
رأى لشعر ضفيره
فيا له من غدير
…
ويا له من غديره
ــ
الرمل
حبَّذا الليل وكاسات الطلا
…
مشرقات كالآلي الزاهره
يا له من جنحِ ليلٍ قد بدت
…
فيها ساعات نهار دائره
ــ
مجزوء الرمل
كان لي مال ولبسٌ
…
قبل تهيامي وسكري
فسكبت المال طاساً
…
وصبغت اللبس خمري
ــ
الكامل
يمَّمت بابك وهي مني عادة
…
معروفة في حالةِ الإعسار
فامْدُد إلى القلم اليمين فإنها
…
نعمَ اليمينُ تكفَّلت بيساري
ــ
البسيط
يبقى الوزير بهاء الدين ما بقيت
…
زهر النجوم ويفنى أكثر البشر
وقد تفاءَلت من طول البقاء له
…
إذ قال عنه الورى هذا أخو الخضر
ــ
الهزج
تركت المالَ والجاه
…
لأهل القِدرِ والقِدره
فحسبي من حمىً كسرٌ
…
وحسبي من غنى كسرَه
ــ
مجزوء الوافر
لقد أصبحت في حال
…
يرقّ لمثلها الحجر
مشيبٌ وافْتقار يدٍ
…
فلا عينٌ ولا أثر
ــ
الطويل
قفا فاعْجبا من هامل الغيث إنه
…
لأحسنُ شيءٍ يعجب العين والفكرا
يمدّ على الآفاقِ بيضَ خيوطه
…
فينسج منها للثرى حلةً خضرا
ــ
الخفيف
ليت شعري إلى متى أتشكَّى
…
سفراً ماله ولو مُتُّ آخر
بطن ساري الوحوش فما أب
…
رح في الموت الحياة مسافر
ــ
البسيط
لا يبرح الناس في محل وفي شظف
…
حتَّى يجدد لي في وجهه سفر
هناك تلقى غوادِي المزْن هاطلةً
…
الحمد لله بي يستنزل المطر
ــ
مخلع البسيط
دعوا شبيه الغزال يرمي
…
في مهجتي بالنفار جمرا
تالله لا فاتني لقاه
…
وعين كيسي عليه حمرا
ــ
المديد
بين أجفان ابن عمرو وسواد
…
دائرٌ في كلّ عقل بخمر
كلما طافَ على الصبّ غنى
…
إسقنيها يا سواد بن عمرو
ــ
مجزوء الكامل
أرسلته نعم الجلي
…
س إذا تغيَّرت البشر
يبقى على سنن الوفا
…
أبداً ويقنع بالنظر
ــ
الطويل
رأيتك صدرَ الدين غيث مكارم
…
فعرَّضت آمالي إلى طلب القطر
وأمَّلت أن تجلي عليَّ كنافةٌ
…
وأحسن ما تجلى الكنافة في صدر
ــ
الوافر
سواد الشعر حول بياض جسم
…
تجلَّى فيهما الرشأ الغرير
وقيل عُبيّةٌ فحلفت أني
…
وكلٌّ العالمين لها فقير
ــ
مخلع البسيط
وأبيض شعره طويل
…
والخدّ قد زانه العِذار
كالشمسِ طابت ربيع وقت
…
واعْتدل الليل والنهار
ــ
الوافر
بروحي جيرة أبقوا دموعي
…
وقد رحلوا بقلبي واصْطباري
كأنا للمجاورة اقْتسمنا
…
فقلبي جارهم والدمع جاري
ــ
الطويل
سبتني صفان السكريّ الذي حكى
…
بضاعته حتَّى عدمت قراري
مكرّر لفظ في ثنيَّات مبسم
…
وأحمر خدٍّ في نبات عذار
ــ
الطويل
عجبت لوُصَّاف الذي قد هويته
…
وليس بمحتاجٍ لوصف مقرر
ببدر ونور البدر واصف نفسه
…
وحلو وحلو لا يقاس بسكر
ــ
مجزوء الرجز
وقحبةٌ في حرِّها
…
حرٌّ يُنافي ذكرها
إن قلت ما أقبحها
…
قلت وما أحرُّها
ــ
البسيط
قل للإمام الذي جلت صنائعه
…
عندِي وعند عفاة البدو والحضر
يا من أغاثَ بذي القرنين أضحيتي
…
بقيت للدين والدُّنيا بقا الخضر
ــ
البسيط
ناديتها ولها ين السمان حر
…
مثر بحق الهوى جودِي على ضرري
فاسْتضحكت ثمَّ قالت وهي شادنةٌ
…
إن الذي هو مثر لا يجود حري
ــ
البسيط
لا عيبَ في برِّ مولانا سوى
…
أن ليس يكتم عن ساريه آثار
وليس يكتم والكانون مرتفعٌ
…
كأنه علم في رأسه نار
ــ
الرمل
ربّ دوح باكرته عزمتي
…
ونديمي بعد أحبابي ادكار
فإذا أعملت فيه قدحاً
…
شبب الوصف وغناني الهزار
ــ
مجزوء الكامل
عن خدّه منع الرقيب
…
وبعده داجي عذاره
واهاً لها من جنةٍ
…
حفت بأنواع المكاره
ــ
الرجز
وقائلٌ لي عندما عدت إلى
…
قاضي القضاة بعد طول مسرى
اهدِ له مدحاً جميلاً ودعاً
…
قلت نعم كلاهما وتمرا
ــ
الوافر
تهنّ بمنزليك وجر ذيلي
…
سعودك فيهما خبراً وخبرا
فمن دار السعادة كلّ يوم
…
إلى دار الهنا وهلمَّ جرا
ــ
مجزوء الكامل
يا حبَّذا الظبي الذي
…
قد كان يعتمد النفارا
عاينت صوغ صفاته
…
فجعلت خاتمه سوارا
ــ
المنسرح
يا سيدي لا برحت ذا نعم
…
كلّ ثنى عن وصفها قاصر
من لم تكنْ في الزمانِ ملجأه
…
فما له قوة ولا ناصر
ــ
الطويل
سأشكر نعماك التي من أقلّها
…
قطائف من قطر النبات لها بحر
أمدُّ لها كفِّي فيهتزّ فرحةً
…
كما انْتفض العصفور بلَّله المطر
ــ
الطويل
أسرت إلى سمعي غداة ترحلت
…
حديثاً إلى حفظ العهود يشير
وهيَّج عندي قرب خدِّي لخدِّها
…
بكى فتلاقى روضةٌ وغدير
ــ
أصبح شمس العلى فريداً
…
في صنعتيه بغير نكر
علم كلامٍ وعلم نحوٍ
…
فما ابن بحرٍ وما ابنُ بري
ــ
الرمل
سيِّدي عشْ أبداً في أنعمٍ
…
أنا منها في حمى عيشٍ نضير
لست يا ابن اليأس ممَّا أرْتجي
…
بعد ما قربتني يا ابن الخضير
ــ
الكامل
شكراً لعلياك التي أورثتها
…
يا ابن السيادة كابراً عن كابر
قلبي جبرت وحالتي تبغي الغنى
…
حتَّى يقال روى صنيعي جابر
ــ
الرمل
سيدي قابل سناها سنةً
…
بالتهاني والعلى والاقتدار
إن تكن ستًّا كما قد أرخو
…
فلها في أنجم السعد جوار
ــ
أحذ الكامل
من مبلغ الأدباء أن يدي
…
ظفرت بوافي الودّ موفور
ووجدت في أفق البيان هدىً
…
لما نزلت بجانب الطور
ــ
الكامل
يا لائمي في خادمٍ لي سيدٍ
…
قسماً لقد زدت السلوّ نفورا
ولقد أدرت على المسامعِ قهوةً
…
في الحبّ كانَ مزاجها كافورا
ــ
الكامل
هنئت صوماً ترتجي أو تختشي
…
من قاصدٍ أو حاسدٍ مغرور
هذا تفطّره من الإفطار أو
…
هذا تفطّره من التفطير
ــ
الطويل
أمولايَ عزّ الدِّين جوزيت صالحاً
…
عن القوم نالوا من حباك حبورا
فلولاك في شهر الصيام لما رأوا
…
سوى في سماء الإصطبار فطورا
ــ
السريع
يخفي الضنا جسمي إذا أبصرت
…
عيني شعور الغيد فوق الظهور
لفهمك الغفلة يا عاذلي
…
عمَّا أعاني ولفهمي الشعور
ــ
السريع
وتاجر قلت له إذا رَنا
…
رفقاً بقلبٍ صبره حائر
ومقلة تنهب طيب الكرى
…
منها على عينك يا تاجر
ــ
الكامل
سال العذار بعنبرٍ متأرّج
…
وأتت محاسنُ وجهه في عسكر
يا عاشقين يجادلون وُشاتهم
…
فتقت لكم ريح الجلاد بعنبر
ــ
السريع
وَالى شهيّ الرشف وقتاً وفي
…
وقتٍ له التحكيم والقهر
لسانهُ في فمِه قائل
…
اليوم خمرٌ وغداً أمر
ــ
مخلع البسيط
أشكو جفا غادةٍ عراني
…
من لوعة الصدّ ما عراها
ضنيت والدَّمع ملءُ جفني
…
فلا تراني ولا أراها
ــ
الطويل
جرى دمع عيني فانثنى الحبّ مغضباً
…
وقال أراه في الهوى فاضحاً سرّي
واقسم مالي في الهوى فرجٌ سوى
…
جفونيَ أدعوها ومهما جرى يجري
ــ
البسيط
أفدي التي فطرتْ قلبي لواحظها
…
موافقاً لمعاني حسنها النضر
يا جفنها وكرى عينيّ فطرني
…
من كانَ منكم مريضاً أو على سفر
ــ
السريع
يقول لي من لا درى حالتي
…
أراك قد غبتَ عن العِشرَه
لعلّ مولانا بكسّ خلا
…
قلت نعم كسّ أخت ما أكره
ــ
السريع
من شؤم حظِّي أنَّني عاشق
…
خائفةً من أهلها نكرَا
ينفق إيري كلما حصلت
…
يدايَ من برّا إلى برّا
ــ
البسيط
ماذا لقيت بمن أعشت روائحها
…
عيني وضاق بها صبري ومصطبري
قستْ وقالت ترى حسني فقلتُ لها
…
غطِّي هواكِ وما ألقى على صبري
ــ
الطويل
لقد كنت في لذَّات ثغرك هائماً
…
لياليَ لم يمنع على عاشقٍ ثغر
فأما وسرٌّ دونها من شواربٍ
…
فلا خير في اللذَّات من دونها سرّ
ــ
مجزوء الكامل
يا سائلي عن حال عم
…
رٍ وقد سقطت على الخبير
نقشُ الفصوص أعادَ صا
…
حبنا على نقش الحصير
ــ
البسيط
أحلتموني بمعلومي على أمدٍ
…
يوم القيامة أدنى منه للفكر
فلست أدري وقد طال الزمان به
…
على الزَّكاة أحلتم أم على الحشر
ــ
الطويل
أشار عليَّ الزين بالمرد لا النسا
…
فخالفته حتَّى انْقضى العمر في كدر
فيا ليت أمِّي لم تلدني وليتني
…
رجعت إلى القول الذي قاله عمر
ــ
الطويل
أتاني وأصحابي من الفجل وَارِدٌ
…
فقلت لهم قول النصيح ولا نكرا
خذوا حذركم من خارجيّ عذاره
…
فقد جاءَ زحفاً في كتيبته الخضرا
ــ
البسيط
إنِّي لمن معشر للمرد قد ركضوا
…
خيل اللقا بين زحاف وكرار
قوم إذا حاربوا شدُّوا مآزرهم
…
دون النساء ولو باتت بأطهار
ــ
البسيط
قبح الذين عن الجنوك تغافلوا
…
وتشاغلوا بالكسبِ في الأسفار
يستيقظون إلى نهيق حميرهم
…
وتنام أعينهم عن الأوتار
ــ
أحذ الكامل
لله نظمك للطروس لقد
…
نعمت به الألحاظ والفكر
أوراق حظ كلها ثمر
…
وبحور شعرٍ كلّها درر
ــ
الكامل
حظ توعرت المسالك نحوه
…
فإذا جريت وراءه أتعثَّر
ولقد يصبرني على ما ألتقي
…
حال وها أنا كالقتيل مصبر
ــ
المنسرح
قالَ لي القلبُ عد لمالكنا
…
فإنه جابرٌ لما كسرا
سوف يرى رأيه الجميل ومن
…
يكيدنا في حماه سوف يرى
ــ
الطويل
أودع مولانا على نيَّة اللقا
…
سريعاً وعودي نحو إحسانه الغمر
فيمنحني بيتاً على النهرِ حاصلا
…
وأمنحه خمسين بيتاً على بحر
ــ
الطويل
إلى الله أشكو مدّتي وتباعدي
…
عن المنظر البدري أجلو به الضرا
كفى من عمى لحظي وحظِّي إنني
…
إذا فتحت عيناي لا تبصر البدرا
ــ
المنسرح
أف لعبد الدينار لو رضيت
…
همته بالشقاء والفكر
يا عابد الدرهم الخلاص أفق
…
فإنما أنت عابد الحجر
ــ
الطويل
وكم دون ليلى من عقاب قطعتها
…
شوامخ تضني كل سارٍ وسائر
محاجر أسعى فوقها سعي أدمعي
…
وحُقَّ لليلى السعي فوقَ المحاجر
ــ
الكامل
هنئتموا آل الشهيد بنجمكم
…
وبوجه مولود لكم ما أزهره
من قبل ما عملت لديه عقيقة
…
عملت له المدح الجواري جوهره
ــ
الطويل
يقولون كرّر وصف ما قد سمعته
…
أذاناً وتسبيحاً من الفائق المصري
فهل مثله في الصبحِ يسمعُ والعشا
…
فقلتُ لا والله أسمع في العصر
ــ
البسيط
وأزرقُ العين يمضي حدّ مقلته
…
مثل السنان بقلبِ العاشق الحذِر
قالت صبابة مشغوف بزرقتها
…
دعها سماويةً تمضي على قدَر
ــ
الرمل
قلْ لمن بالغَ في الفخرِ بما
…
قد حواه من حطامٍ قد تيسَّر
أنت فخَّارٌ بدنياكَ ولا
…
بدَّ للفخَّار من أن يتكسَّر
ــ
الطويل
إذا كنتُم لا تذكرون قضيَّتي
…
وتأبون مني ساعة أن أذكرا
فإنِّي أرى حالِي سيمْسي لديكم
…
ولكنه الحبَّال يمشي إلى ورا
ــ
الطويل
تصدَّى إلى إيري فقلت له اتَّئد
…
وحقّك لو أبصرته وهو ثائر
رأيت الذي لا كلّه أنت قادر
…
عليهِ ولا عن بعضِه أنتَ صابر
ــ
المجتث
دارت عذار فلانٍ
…
حتَّى غدا وهوَ حائر
فيا له حسن وجهٍ
…
دارت عليهِ الدَّوائر
ــ
الكامل
يا من يعلّلني بكأسِ مدامةٍ
…
عن وصلِ من همِّي به يتكاثر
لون المدام كما تراه وإنَّما
…
خدّ الذي أهواه لونٌ آخر
ــ
الطويل
أفي كلّ يوم أنتَ حامل مدحةٍ
…
إلى المجدِ غادٍ بالعطا المتواتر
فيا ليت شعرِي والمطامِع جمَّةٌ
…
إلى مَ يراك المجد في زيِّ شاعر
ــ
الوافر
حمى ثغراً بخالٍ عنبريٍّ
…
يقول وقد تزايَد ضوع نشر
أضاعونِي وأيّ فتىً أضاعوا
…
ليوم كريهةٍ وسداد ثغر
ــ
الكامل
مصريَّة تبدِي التصامم إن روتْ
…
لفظاً لأن اللفظ منها سكّر
يحلو إذا هي كرَّرتهُ وحسبكُم
…
بالسكّر المصريّ حين يكرَّر
ــ
الطويل
سقى الغيث قبراً حله النجم والندى
…
وفضل النهى والعلم والفضل والنثر
كأنَّ بني العلياء يوم وفاته
…
نجومُ سماءٍ خرَّ من بينها البدر
ــ
الخفيف
إن حرمت القليل من مالِ بيرو
…
ت على فاقتي فليسَ كثيرا
إنَّ شيخ الشيوخ أيَّده الل
…
هـ رأى أنَّني أعيشُ فقيرا
ــ
الكامل
أفدِي صحاباً مذ عرفتُ ولاءهم
…
عرف الرَّجاء مطالع التيسير
أروي المروءة عنهم عن نافعٍ
…
والبرّ أرويه عن ابن كثير
ــ
الطويل
دعا ابني لمولانا بقلبٍ ونيَّةٍ
…
دعاءَ أبيهِ صالحاً وكثيرا
وألبسته من فاخر الصوف جبةً
…
ستعتاض عنها جنَّةً وحريرا
ــ
الطويل
لعمري لقد أملى ثمار علومه
…
علينا وأهداها الكبير المصدّر
وقد كانَ يملي مثلها ابن وكيلها
…
ولكنَّ هذا الصدر أملى وأكبر
ــ
الطويل
بروحي بهيُّ الوجنتين شهيها
…
مرُوعٌ لإقبال العذار صبور
يخافُ حواليها عوارض تلتقي
…
ويعلمُ أنَّ الدائرات تدور
ــ
المتقارب
وقومٌ يخافون مسّ الهجاء
…
وقد سلكوا فيه طريق الغرَر
يقولونُ لي لا تقع فيهُم
…
فقولوا لهم لا تكونوا حُفر
ــ
الكامل
أنظر إلى الدهرِ الذي ساقَ الورَى
…
خبراً بأقطارِ البلاد ومخبرا
رقمت ثياب غصونه إبر الحَيا
…
والرقم أحسن ما يكونُ مزهرا