الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
حرف الياء
وقال مؤيدية
مجزوء الرمل
لا وخمر بابليَّه
…
في ثنايا لؤلؤيَّه
لا رقى سفح دموعي
…
في هوى تلك الثنيَّه
ربع سلواني خراب
…
وشجوني عامريَّه
حرَبي من ذات حسن
…
باسمٍ تبكي البريَّه
غادة يروي لماها
…
عن صحاحٍ جوهريَّه
من بيوت الترك ترمي
…
عن قسيٍّ عربيَّه
رحلَّتني عن سلوي
…
بلغاتٍ فارسيَّه
لستُ أرضى يا عذولي
…
في هواها بالتقيَّه
ولقد أبذل روحي
…
في معانيها السنيَّه
لم أخف في عبلة السا
…
ق وفاها العنبريَّه
لا ولا أخشى من الدن
…
يا عواديها الجريَّه
حجبتني يد إسما
…
عيل عن كلِّ بليَّه
ملك أغنى عن السح
…
بِ بجدواه المليَّه
حاتميِّ الكف يثني
…
من أذى الدهر عديَّه
معرق الآباء باهي الش
…
خص وضَّاح السجيَّه
قد رعى الله ببقيا
…
ملكه هذي الرعيَّه
حبَّذا بحر بكفَّي
…
هِ الأماني والمنيه
ذو حسامٍ يكشف الخط
…
ب برؤياه المضيَّه
عادل يقسم في نا
…
زلة قسم السويَّه
شرَّف الأسياف حتَّى
…
سمِّيت بالمشرفيَّه
ويراع ناحل الجس
…
م له نفس قويَّه
ساهر في ظلم الخ
…
ير لتأمين البريَّه
جامع في الجودِ والع
…
لم صفات كوكبيَّه
هكذا تبنى المعالي
…
بمزايا هندسيَّه
يا مليكاً خصَّه الل
…
هـ بأوصافٍ سنيَّه
لك عندِي صدقات
…
وإفادات خفيَّه
تقتضي المدح وإن كا
…
نت عن المدحِ غنيَّه
فابْق مخدوم السجايا
…
بتحايا عنبريَّه
واصل الملك بأسبا
…
بِ السعود الأبديَّه
وقال ولم ينشد
المتقارب
أوجهك أم جنَّة عاليَة
…
قطوف لرائيها دانيه
ومبسمك العذب أم بارقٌ
…
تحثُّ سحائب أجفانيه
بروحيَ مالكة للحشا
…
دموعيَ من حلقِها جاريه
ووالية قد كدِّرت بالجفا
…
حياتي فيا ليتها القاضيه
معذّبة القلب في حبِّها
…
لتهنك عيشتك الراضيه
لأرخص دمعي غداة السرا
…
تأرِّج أنفاسك العاليه
فلله رائحة من شذاكَ
…
حياتيَ من أجلِها غاديه
غنَّيت بحسنك عن واصفٍ
…
وما كلُّ غانيه غانيه
ووافقني في طريق الردى
…
حسام لواحظك العاديه
وشقّ السهاد سما مقلتي
…
فيومئذ أضلعي واهيه
وزادت جنوني ذات الدلال
…
وليسَ المدامع بالرَّاقيه
ورُبَّ عذول على حبِّها
…
عصيت ملامته الناهيه
فقالَ وأحنقَ في غيظِهِ
…
أقوم فقلت إلى الهاويه
أطيع وقد قالَ لي باطلاً
…
وأين سلويَ والواشيه
فقدتك ناصية للوشاة
…
فاًنَّك كاذبة خاطيه
أرى الحبّ يا صاحبي خلَّة
…
تدلُّ على رقِّة الحاليه
فدع قلبي الصبّ يغشى الردى
…
وتقتله الفئة الباغيه
ذكرتُ الشباب وأقمارهُ
…
جوانح للمَّة الدَّاجيه
وروضاً كأنَّ سقاه المدام
…
تبتري سواقيه الجاريه
تولَّى الزمانُ بهذا وذا
…
فلم يبقَ ساقٍ ولا ساقيه
وطوَّح بي الدهرُ في غربةٍ
…
صُليت بنيرانِها الخاميه
كأنيَ خارج خط استواء
…
فما ليَ في ظلِّها زاويه
طروسيَ ناشرة فضلها
…
وبالجوعِ لي مهجة طاويه
أضيع وقد ضاعَ من منطقي
…
شذا ما بدا قبل في الباديه
عسى كرم الأفضل المرتجى
…
يوقع في قصَّتي الشاكيه
مليك له سورٌ في الثنا
…
تظلُّ السراة لها جافيه
وبأس تبيت عيون الجرا
…
ح لهيبته في الوغى داميه
وإيضاح رأي بنحوِ العلى
…
قضاياه شافية كافيه
وعفو يقول لساري الذنو
…
ب إلى جبلِ الحلم يا ساريه
ولفظ يقرِّط أسماعنا
…
بما لا رأت مثله ماريه
وجود ينقص جود الحيا
…
موازين أنعمه الوافيه
فخذْ من قواعد أكياسه
…
ودعْ لندى حاتم الماشيه
له الله من سائر المكرما
…
ت وأطواد سؤدده راسيه
متيَّمة بالعلى نفسهُ
…
وعين السهى تحتها ساهيه
وحاكمة بين حسَّاده
…
وقصَّادِه يدهُ الساميه
فهاتيك خائفة بأسها
…
وهذي لأنعمها راجيه
تظلّ على العسر أقلامه
…
فتأخذه أخذة رابيه
سمعنا محاسن قوم ولا
…
كمثل محاسنه البادِيه
من القومِ تمحى نجوم السما
…
وآثار سؤددهم باقيه
رياض محامدهم غضَّة
…
والسحب عوارفهم هاميه
أأزكى الورَى أسرة برّه
…
وأسعدهم همَّة عاليه
إليك بعثتُ وفود الرجا
…
ووجَّهت همَّتيَ القاصيه
وأمَّلت برّك دون الورَى
…
زمان يديْ عنهمُ نائيه
دعاني سواك لعين النوال
…
فقلت على عينك الرَّاقيه
وكانَ المؤيد ثمَّ انْقضى
…
فأيَّدَ مطالبي العانيه
وخذها عقلة مدح على
…
بني الشعر رتبتها عاليه
بحقِّ الركوب لمن قالها
…
على عنق الضِّدِّ بالغاشيه
يتيمة فكر امرئٍ يرتجي
…
كفالة أيامه الماضيه
وقال في محيي الدين بن فضل الله
البسيط
بدا وقامته تختال بالتِّيه
…
فأيُّ شمس على رمحٍ تحاكيه
وقمتُ أذكره بالظبيِ ملتفتاً
…
فقالَ لي طرفهُ من غير تشبيه
أغنّ يبعد مشتاقاً ويرشقهُ
…
باللَّحظِ فهو على الحالين يرميه
ما للذي فتنت قلبي محاسنهُ
…
أضحى يعذِّب روحي وهي تفديه
وما لعاذل قلبي في محبَّته
…
تعبان يدخل فيما ليسَ يعنيه
ألفاظه الريح لكن في الحشا لهب
…
وربَّما كانَ مرّ الريح يُذكيه
والقلب قد أشكر الله الحبيب بهِ
…
فما الملام على حالي بمخليه
لا يختشي بيت قلبي غزوَ لائمه
…
فإنَّ للبيتِ ربًّا سوف يحميه
يا ثاني العطف من تيهٍ ومن غضبٍ
…
حتَّى كأنيَ قلت الغصن ثانيه
خفض قلاك وعلَّلني بوعدِ لقا
…
وخلّ عمري يقضي في تقاضيه
وابعث خيالاً تراني منه في جدلٍ
…
فالروح تثبته والجسم ينفيه
هيهات طال سهادي في هواك فلا
…
طيف أراه ولا سقم أواريه
أحيي اللياليَ تِسهاداً فيا لفتىً
…
يميته الليل حزناً وهوَ يحييه
لو كانَ للَّيلِ سلطان كما زعموا
…
لكانَ ينصف جفني من تشكِّيه
سقياً لوصلك والأيام عاطفة
…
تردُّ دمع المعنَّى من مآقيه
وصل تكنَّف روحي بعد ما جهدت
…
كمل تكنَّف دين الله محيِّيه
حامي حمى الملك بالأقلام مشرعة
…
على المنى والمنايا حول واديه
لو ألقيت كعصا موسى على حجرٍ
…
نفجَّر الماء من أقصى نواحيه
جاءت بيحيى معاليه مبشراً
…
فصدَّقت يده بشرى معاليه
يدٌ بأصلِ نداها فرع كلّ ندى
…
كالبحر ناقلة عنهُ سواقيه
سارت وراءَ خباها السحب وادعة
…
لا تأخذ الماء إلا من مجاريه
يا محسن الظنّ هذا نحو أنعمه
…
بمفرد الفضل قد نادى مناديه
يمَّم مغانيَهُ بالقصدِ محتكماً
…
إنَّ الغنى اشْتقَّ فينا من مغانيه
ذاك الذي يستمدُّ النيل أنعمه
…
فما الأصابع إلا من أياديه
حوت كنانة سهماً من براعته
…
لا تعرف اليمن إلا حينَ تحويه
بكفٍّ زاكي السجايا إن برى قلماً
…
يكاد ينطقُ تمجيداً لباريه
ذو السؤدد المحض لا طود يجاذبه
…
ثوب الوقار ولا نجم يساميه
ماضي شبا العزم كم حالٍ به علقت
…
تعلُّق الحال من فعلٍ بماضيه
في بيت فضلٍ على الجوزاء مرتفع
…
تعنو القصائد عن أدنى مبانيه
لم ندرِ ما فيه من وصفٍ فنحصره
…
وصاحب البيت أدرَى بالذي فيه
بيت ليحيى من الفاروق متَّصل
…
بخٍ لماضيه من بيتٍ وباقيه
قلْ للذي نهضت للمجدِ همَّتهُ
…
ضاهى السماك ويحيى لا يضاهيه
إنَّ السيادة قد نضَّت سوالفها
…
لواحد العصر يصبيها وتصبيه
مقسم الدين والدنيا على شيمٍ
…
قد أتْعبت في المعالي من يجاريه
أيامهُ للعلى والمجد قائمة
…
وللعفاف وللتقوى لياليه
ما زالَ يعمل آراء وأدعية
…
حتَّى اسْتوى الملك في أعلى صياصيه
واسْتوثق العدل في الدنيا فليسَ بها
…
جانٍ سوى راتع في الروضِ يجنيه
يا من له الفضل باديه وحاضرهُ
…
ومن لهُ القصد دانيه وقاصيه
دين الرجا قد تناهت لي مطالبهُ
…
على الزمانِ ولكن أنتَ قاضيه
أدعوك دعوة شاكي الحال معتقد
…
أن ليسَ غيركَ بعد الله يشكيه
إن لم تراع برأيٍ منك مقصده
…
يا ابن السراة فقل لي من تراعيه
في نظرةٍ منك تأميلي ومفترجي
…
ولفظة منك تنويلي وتنويهي
أقول والدمع قد سارتْ ركائبهُ
…
إلى حماكَ وقد طافتْ أمانيه
هذا نباتيُّ لفظٍ يشتكي عطشاً
…
لعلَّ أفقك بالأنواء يسقيه
نعم وهذا مقالٌ داثرٌ فعسى
…
يا من له قلم الإنشاء تنشيه
وقال علائية في ابن فضل الله
الطويل
تبسّم عن حلو الرضاب شهيّه
…
روينا صحيح الحسن عن جوهريّه
وأقبل وضّاح السنا متبسماً
…
فأفصح عن قمريه قمريه
وغنَّى وقد مالت به نشوة الصبا
…
نديمي ماس الغصن في سندسيّه
فلم أر أحلى منه غصناً ترنمت
…
على ورق الديباج وُرق حليّه
وبدراً له في العرب والترك نسبة
…
دعتني إلى داني الهوى وقصيّه
يهزّ عليّ الرمح من علويةٍ
…
قواماً ويرمي السهم من فحقيه
ويسكر عقلي خدّه بمدامةٍ
…
سقاها لغيثي من إنا عسجديه
فيا لك من دينار خدٍّ قد انتمى
…
يحاكيه من حسنى إلى يوسفيه
تطلبت بالإخلاص في الحب عدنه
…
وتبَّت يد العذَّال في لهبيّه
وإني لتصفو لي المدامة باسمه
…
ولائم سمعي فيه مثل صفيّه
وصبرني الواشي فيا لمصبر
…
قتيل بمسنون اللحاظ مشيه
وكيف يلذّ الصبر عن ثغر باسمٍ
…
جرى الريق بالذكرى على سكريّه
نأى ولمن لم يألف العشق غادر
…
فما عذر عذريّ الغرام وفيّه
وإن فاتني ماء الحياة بثغره
…
فكم نصبٍ لاقيت من دون ريه
ورُبّ مدام بيننا قد أدارها
…
بنان مداميّ اللماء عليّه
غزاني بخديه بياض وحمرة
…
فويلاه من قيسيه يمنيّه
وآهاً على سرّ الصبا بظلامه
…
فلا كانَ شيب فاضح بنقيه
ولا قيدت عن مصر قافية الحيا
…
ولا عطّلت أبياتها من رويه
هويت من الآثار آثار عمرها
…
ومن بيت فضل الله عليّه
وزير ملوك شدَّ بالرأي إزرهمُ
…
وحاتم دهر كفَّ بأس عديه
وصاحب تدبيرين عن فاضليّه
…
تحدَّثت العليا وعن أفضليه
بكف روت أقلامه عن تميرها
…
وزند روت آراؤه عن وريه
وذو النسب المرفوع عن محبوبه
…
إلى عمريّ المنتمى عدويه
وذو القلم الخطيّ إما بدرجه
…
وإما بما يختال من سمهريه
يراع بتأثير الحروف حمى الحمى
…
فكان ابتداء النصر من إلفيّه
سطا في الوغى حدًّا وأينع في الندَى
…
فلله جاني فرعه وجنيه
وصاغ بديعاً حفَّه بمكارمٍ
…
فلم تخل في الحالين من ذهبيّه
براحة من أولى الورَى كل راحة
…
بما سار من سرّ العطا وجليه
ويمنى لها في الحظ والجود والتقى
…
ملأت صفات لم تحد عن وليه
إذا استخدمت مداحها استخدموا لها
…
بديع الثنا من محضه عربيّه
ترقى ابن فضل الله في الفضل غاية
…
قضت ذلَّ شانيه وعزّ صفيه
فيا فوز قوم آمنوا تحت رقه
…
ويا ويح من لا آمنوا برقيه
هو البحر في تيَّاره وحيائه
…
أو السيل في إروائه وأتيه
إذا قيل من أسمى جلالاً ونسبة
…
حلفنا لوصفيه على عمريه
إذا سار سار النصر تلو يراعه
…
وإن حلّ حلّ الفضل صدر دنيه
إذا حفّ في نادي السعود بقومه
…
فما البدر في بيت السما بكفيّه
علوتم به يا آل يحيى بشامخ
…
إلى أن نظرتم للسها من عليّه
فإن شئتمُ ورد الغمام بأفقكم
…
أطلتم خيال المستقي لركيّه
أخا العلم والعلياءِ علّمت منطقي
…
غرائب من ساري الكلام سريه
بإنشائك المهدي إلى العقل نشوة
…
وإن كانَ من طهر المقال زكيّه
وشعر بكرنا قبله متنبئاً
…
وكدنا نقول الآن شعر نبيّه
بمعجز نظم الدرّ غير منقَّب
…
وإخراج ما أعيى الورَى من جنيّه
نشرت قريضي بعد ما قد طويته
…
وأغديته بعد امتناع طويّه
وقد كانَ عافي البيت أنشد رسمه
…
هو الربع جارته دموع وليّه
إلى أن أعاد العطف لي منك عاتياً
…
بشعريَ طلَاّعاً على معنويّه
يفوح على رغم العدى عنبريه
…
ويخبر آرائ الرضا عن بريّه
أتى لك ما محض العلى وسميها
…
فخذ من حداقيّ الثنا عيشميه
وعش يا ابن يحيى ذا حياة سعيدة
…
وعيشٍ هنيّ المستطاب مريه
تقابلك الأعوام ذا في قدومه
…
بسعد وذا بالحمد عنه مضيّه
كأن هلال العام زورق قادم
…
عليك بمملوك الثناء مليّه
فهنئته ألفاً وألفاً ومثلها
…
إلى أن يتيه العقل في عدديّه
لكل امرئٍ والاك حظُّ سعيده
…
وكلُّ امرئٍ عاداك حظُّ شقيه
وقال ولم ينشد
الخفيف
جاءت العاذلات شيئاً فريا
…
وظمئنا إلى لقاكَ فريّا
يا قريباً من المحبِّ بعيداً
…
وعذاباً إلى المحبِّ شهيّا
وغزالاً لناظريه فتورٌ
…
تركا القلب كالزناد وريّا
غلب الصبر في هوى ناظريه
…
وضعيفان يغلبان قويّا
وعلى وجنتيه نارٌ أراني
…
إن تسلَّيتُ عن هواها شقيّا
يا خليليّ عندها خلِّياني
…
أنا أولى بوجنتيه صليّا
أنا أدري بأنَّ لي من سناها
…
في الجبينِ طالعاً قمريّا
لا أدري حينَ حلَّ عقرب صدغ
…
سفر القلب في هواها رديّا
بأبي غصن معطفيه على القر
…
بِ وفي البعدِ جانياً وجنيّا
ويتيم من لؤلؤِ الثغر حلوٌ
…
راح في مثله الرشيد غويّا
ذو ابْتسامٍ بالسهدِ أرمدَ عيني
…
مع أنِّي اكْتحلتهُ لؤلؤيّا
تارةً في بضائعِ الحسنِ يأتي
…
جوهريًّا وتارةً سكَّريّا
فتنة الحسن فوقَ خدَّيه لا تب
…
رح قيسيّ رأيه يمنيّا
أنظم الشعر وهو يبسم عجباً
…
ولهذا أتى به جوهريّا
عامريًّا من التغزُّل فيه
…
ومن المدحِ بعده قرشيّا
حبَّذا من قريش في الشامِ فرع
…
أبطحيّ أكرم به بهنسيّا
شمس عليا عمَّت منافعها الخ
…
لق قريباً من الورَى وقصيّا
وكريمُ زاكي الأصول هززنا
…
منه للمكرماتِ فرعاً زكيّا
فإذا ما دعى رسول رجاء
…
فضل أبوابه دعى خزرجيّا
وإذا ما سقى نداهُ نباتي
…
طابَ مدحي في الحالتين رويّا
كم سبرنا لهُ تقىً ونوالاً
…
فوجدنا في الحالتينِ وليّا
كم ثناءً والى لعلياه مدحاً
…
حسناً في الورَى وقدراً عليّا
ومعانٍ يحيى لها فلقد أو
…
تي حكم الفخار فيها صبيّا
تالياً في العلى وزيراً شهدنا
…
هـ لآمالنا وفيًّا حفيّا
قالَ إحسانهُ تهنُّوا نوالاً
…
وزكاة منه وكانَ تقيّا
حبَّذا تلو ذاك شمساً تلونا
…
مدح أيامه جليلاً جليّا
خطبته مناصب الدِّين والدن
…
يا كما قد نرى فكانَ الكفيّا
عن تفاريق يمنه فاسأل الجا
…
مع تسئل لسان صدق عليّا
يا له في الورَى فتىً قرشيًّا
…
عمَّ بالخيرِ جامعاً أمويّا
ورئيساً نجا ذوو القصد لما
…
قرَّبت منها الملوك نجيّا
ورأوا عزمه لدينٍ ودنيا
…
شافياً كافياً غنيًّا مليّا
سائرات أقلامه يوم حفظ
…
وعطاءً على الصراطِ سويّا
فترى الحقّ كالصباح رواءً
…
وترى الخير كالغمام رويّا
وترى اليراع يجري بجودٍ
…
وبيان جواده العربيّا
صانَ وجهي عن الورَى بأيادٍ
…
وأيادٍ غيَّرن حالي الزريّا
فأنا اليوم والزمان بخير
…
ها كأن السعيد كانَ شقيّا
جنَّة من دمشق نرتعُ فيها
…
ولنا الرزق بكرةً وعشيّا
يا كريماً يخفي أياديهِ لو كا
…
نَ شذا المسك والصباح خفيّا
أصلح الباطن افْتقادك والظا
…
هر إذ كنت جائعاً وعريّا
فابْقَ ما شئت كيف شئت مرجى
…
مستفاض النعمى سنيًّا سريّا
يلتقيكَ الثنا ويزداد طيباً
…
مثلما يلتقي الرياض الوليّا
وقال ولم ينشد
نبه الملك عزمك العمريا لمهماته ونام هنيا
ودعا وجهك السعيد فما كا
…
نَ حمى مصر بالدعاء شقيّا
أنتَ بين السادات كالذهب الخا
…
لص لا غَرْوَ أن يرى مصريّا
أنتَ أولى مدير ومشير
…
قرَّبته الملوك منها نجيّا
أنتَ ترعى الأمور والله يرعا
…
كَ فلا زلت راعياً مرعيّا
حبَّذا منكَ للسيادةِ كفؤٌ
…
وافر الفضل والثناء وفيّا
عرف الملك منه أصلاً عريقاً
…
بين أوطانه وفرعاً عليّا
وحوى من علاه كوكب رأيٍ
…
طالع السعد بكرةً وعشيّا
ناظراً ساهراً على الملك يدري
…
كيف يهدي له المرام الخفيّا
إن أردنا التقى لديه أو الجو
…
د وجدنا في الحالتينِ وليّا
باهر المطلعين رأياً ومرأًى
…
حبَّذا الفضل لامعاً ألمعيّا
حاملاً في مواطنِ السلم والحر
…
ب يراعاً يردِي الزمان الردِيّا
قلماً جائلاً إذا خطَّ حرفاً
…
حمدَ الناسُ رمحه الخطّيّا
يانع الغصن كلَّما هزَّه أس
…
قطَ مال البلاد منه جنيّا
يا رئيساً دعا الزمان لهُ الوف
…
د وقال الرجاء حثُّوا المطيّا
دامَ للقاصدين شخصكَ غوثاً
…
وغماماً للواردين رويّا
قالَ إحسانهُ تهنُّوا نوالاً
…
وزكاةً منه وكانَ تقيّا
وقال يرثي الملك المؤيد رحمه الله تعالى
البسيط
ما للندى لا يلبِّي صوت داعيه
…
أظنَّ أنَّ ابن شاد قامَ ناعيه
ما للرجاءِ قد اشْتدَّت مذاهبه
…
ما للزمانِ قد اسْودَّت نواحيه
ما لي أرى الملك قد فضَّت مواقفه
…
ما لي أرى الوفد قد فاضت مآقيه
نعى المؤيدُ ناعيه فيا أسفي
…
للغيثِ كيف غدت عنَّا غواديه
واروعتا لصباحٍ عند رؤيته
…
أظنُّ أنَّ صباح الحشر ثانيه
واحسرتاه لنظمِي في مدائحه
…
كيفَ اسْتحالَ لنظمي في مراثيه
أبكيه بالدُّرِّ من جفني ومن كلمي
…
والبحر أحسن ما بالدُّرِّ أبكيه
أروي بدمعِي ثرى ملك له شيمٌ
…
قد كانَ يذكرها الصَّادِي فترويه
أذيل ماء جفوني بعدهُ أسفاً
…
لماء وجهي الذي قد كانَ يحميه
جادٍ من الدمعِ لا ينفكُّ يطلقهُ
…
من كانَ يطلقُ بالإنعامِ جاديه
ومهجة كلَّما فاهت بلوعتها
…
قالت رزيَّة مولاها لها إيه
ليتَ المؤيد لا زالت عوارفه
…
فزاد قلب المعنَّى في تلظِّيه
ليت الحمام حبا الأيام موهبةً
…
فكانَ يفني بني الدنيا ويبقيه
ليتَ الأصاغر تفدى الأكبرون بها
…
فكانت الشهب في الآفاقِ تفديه
أعزز عليَّ بأن ألقى عوارفه
…
ملءَ الزمان وإنِّي لا ألاقيه
أعزز عليَّ بأن تبلى شمائله
…
تحتَ التراب وما تبلى أياديه
أعزز عليَّ بأن ترعى النجوم على
…
سرحٍ من الملك قد خلَاّهُ راعيه
هلاّ بغيرِ عماد الدِّين حادثة
…
ألقت رداه وأوهت من مبانيه
هلاّ ثنى الدهر غرباً عن محاسنِهِ
…
فكان كوكب سعدٍ في لياليه
ترى درى الدهر مقدار الذي فقدت
…
من فيضِ أدمعه أحوال أهليه
ترى درى الدهر ما معزى سماحته
…
فجاءَ مهجته في زيِّ عافيه
لا أعتب الزمن المودي بسيِّدهِ
…
يكفيه ما قد تولَّى عنه يكفيه
لهفي وهل نافعي لهفي على ملكٍ
…
بات الغمامُ على الآفاقِ يبكيه
لهفي وهل نافعي لهفي على ملكٍ
…
كسى الزمان حداداً من دياجيه
لهفي على الملك قد أهوت سناجقه
…
إلى التراب وقد حُطَّت غواشيه
لهفي على الخيلِ قد وفَّت صواهلها
…
حقّ العزا فهو يشجيها وتشجيه
لهفي على ذلك السلطان حينَ قضى
…
من الحمام عليهِ حكمُ قاضيه
لهفي عليهِ لممتار ومطَّلب
…
بالمالِ يقريه أو بالعلم يقريه
لهفي عليهِ لجودٍ كانَ يعجبه
…
فيه الملام كأنَّ اللَّوم يغريه
لهفي عليهِ ابن عليّ من ذخائرِهِ
…
إلا ثناً أضحتْ الدنيا تواليه
لهفي عليهِ لحلمٍ كانَ يبسطهُ
…
على العفاةِ ومدحٍ كانَ يجنيه
كانَ المديح له عرساً بدولتِهِ
…
فأحسن الله للشعرِ العزا فيه
كانَ الفقير إذا أمرَ الزمان بغى
…
عليه قامَ إلى السلطانِ يُنهيه
كانَ المؤيد في يومي ندى وردَى
…
غيثاً لراجيه أو غوثاً للاجيه
تروى صحاح القضايا عن براعتِهِ
…
والنصر في الحربِ يروي عن عواليه
من للعلومِ وللأعلامِ ينشرها
…
وللوغَى ورداء الخوف يطويه
من للكسيرِ من الأهوالِ يجبرهُ
…
وللطريدِ من الأيامِ يأويه
من للتصانيفِ أمثال الكواكب في
…
ليلِ المداد لساري الفكر يهديه
مضَى وقد كانَ عضباً للزمانِ فيا
…
لهفي على مغمدٍ في التربِ ماضيه
لو أمكنَ الصبر عنهُ ما أنستُ به
…
فكيفَ والحزنُ من أحشاي ينعيه
آهاً لأحمر دمعٍ بعد أشهبه
…
أجراهُ حتَّى لقد أفناه مجريه
أفنى المؤيد تبر الدمع من بصرِي
…
وتلكَ عادته في التبرِ يفنيه
كيفَ السلوُّ وحولِي من صنائعه
…
ما يمنع الصخر من أدنى تسلّيه
هذي حماة أغصَّ الهمُّ وادِيها
…
وطاوعَ الحزن فيه دمع عاصيه
كأنَّه اسْتشعر الأحزان من قدمٍ
…
فللنواعيرِ نوح في نواحيه
هذي المنازل والدنيا معطلة
…
كأنها اللفظ خالٍ من معانيه
جادَ الحيا قبرهُ الزاكي فلا برحت
…
سحائب العفو والرضوان تسقيه
نعم السحائب تسقي صوب وابلها
…
نعم الضريح ونعم المرء ثاويه
مهنَّأ بجنانِ الخلد دانيه
…
ونحنُ نصلى بنارٍ من تنائيه
من كانَ يتعب في المعروف راحته
…
فهو المنى بترحيبٍ وترفيه
يا آل أيوب صبراً إنَّ إرثكمو
…
من اسم أيوب صبر كانَ ينجيه
هي المنايا على الأقوامِ دائرة
…
كلٌّ سيأتيه منها دورُ ساقيه
هيَ المقادير هذا الأصل تنزعه
…
بعد النموِّ وهذا الفرع تنميه
كأنني بسليلِ المكرمات وقد
…
سعى بحقِّ تراث الملك ساعيه
محمد وهو اسمٌ عنه مشتهر
…
ولى به بيت إسماعيل ينشيه
يا ناصر الدِّين أنتَ الملك قد قرأت
…
علائم الملك فيه عين رائيه
ومن أبيكَ تعلَّمت الثباتَ فما
…
تحتاج تذكُّر أمراً أنتَ تدريه
لا تخشَ بيتكَ أن يلوِي الزمان بهِ
…
فإنَّ للبيتِ ربًّا سوفَ يحميه
وقال في السبعة السيارة
البسيط
لو أنَّ شكوى الأسى يا عزّ يغنيه
…
لكانَ بثّ لسان الدمع يكفيه
فيا له دمع عين كلّ غاديه
…
لا تأخذ الماء إلَاّ من مجارِيه
كأنَّ جود علاء الدِّين صارَ لهُ
…
رواية فهو يرويها وترويه
ذو اللفظ والفضل لو قالَ البحار طمت
…
قالت فواضله من غير تشبيه
يا من أطارح منك البيت أسكنهُ
…
آوي إليه كما أرضى وأنشيه
ما أحسن البيت من نعماك أسكنهُ
…
بكلِّ بيتٍ من الأمداح يعنيه
مثلي ومثلك يدرِي فضل ذاك وذا
…
وصاحب البيت أدرَى بالذي فيه
وقال يعزي بطفلة
الوافر
إمام المسلمين تعزّ عمَّن
…
فقدت وعش تفدى بالبرايا
ودم لمدائح وصفا أجور
…
لك المرباع منها والصفايا
فقيدتكَ التي صغرت كبير
…
قضاء عزائها بينَ القضايا
فيا لك طفلةٌ من بيتِ علم
…
عليها قد تطفَّلت المنايا
ويا لك زهرة من دوحِ قومٍ
…
سرت بجدودها مسرى البجايا
يقد وضعَ الأسى دمعاً عليها
…
وقد طلعت شجون من ثنايا
ولم أعرف لها اسماً ولكن
…
أقول الآن فاطمة الرزايا
وقال لزومية
السريع
أعربت يا مقلتي الغافيه
…
عن زورةٍ كافيه شافيه
طيف كرى ما زال إلا غدت
…
ما الشرط للأحزان ما النافيه
كما نفت وافر خوف الورَى
…
عافية من سيِّدي وافيه
قاضي قضاة الدِّين ما شهبه
…
خائفة القطع ولا خافيه
ذو العلم والجدوى التي شردت
…
محلاً وجهلاً عينها الصافيه
ماذا جرى للخلقِ خوفاً على
…
مهجته من أدمعٍ طافيه
فالآن أحزان الورَى قد عفت
…
فالحمد لله على العافيه
وقال تاجية
الخفيف
لستُ أنسَى ابْتسامها اللؤلؤيا
…
ملبساً خدِّي الدموع حليا
وخدوداً حمريَّة اللون أشكو
…
من جفاها وناظراً مستحيا
لشذور الأغزال مع مدح تاج الد
…
ين أصبحت صائغاً جوهريَّا
إنَّ عبد الوهاب قاضي قضاة الدي
…
ين أوفى الورَى ندى أو نديَّا
هبة للعلى من الله ما زا
…
لَ لدى النسك والعطاء وليَّا
يا إماماً تهوي الغمائم من خل
…
ف عطاياه سجَّداً وبكيَّا
ما فقدنا أما خلَفتَ جنايا
…
كانَ للمعتفي وكانَ تقيَّا
وقال ملغزا
الخفيف
يا إماماً له مقام سنيّ
…
وثناء في الخافقين وفيّ
ما اسم شيء فيه لقوم طعام
…
ولكلِّ الورَى بخمسيهِ ريّ
وهو مستضعف العيان ولكن
…
فيه للسامعين بأس قويّ
لا تقل لي في اللّغز بالفتح ريب
…
فهو لغزٌ إذا نظرت جليّ
سائر الذكر إن عكست وإن أس
…
قطت حرفاً كذاك منه السريّ
وقال لزومية
المنسرح
يا محسناً إن أساءَ الزمانُ وإن
…
مزّق حال الفتى فمر فيه
ينشد من ودِّك الجميل ومن
…
مدحكَ في صدرِهِ وفي فيه
أرضى لمن غابَ عنكَ غيبتهُ
…
فذاكَ ذنبٌ عقابه فيه
وقال وكتب به على حياصة
المتقارب
تعشقته غصناً ناضراً
…
يميل به السكر من ناظريه
تحجب دون القنا شخصه
…
فصفرة لونيَ شوقاً إليه
وكم ذا أدور على خصرهِ
…
وما وقعت ليَ عينٌ عليه
وقال في الاقتباس بديها
الرجز
سألت قلبي عن ذوي العشق وعنْ
…
ما أوْتيته منْ فنون الحسن ميْ
فقالَ لي إنِّي وجدتُ امرأة
…
تملكهم وأوتِيت منْ كلِّ شيْ
وقال في صغير صلى التراويح
الوافر
لقد أدَّى تلاوته ووفى
…
قراءته لمولانا بنيّ
صغيرٌ وهو إذ يتلو كبيرٌ
…
فما أدرِي بنيّ أو أبيّ
وقال في شاعر أحضر إليه قصيدة
المتقارب
عجبتُ لها مدحة ضاع لي
…
شذاها وإن لم يكن في وفيْ
فضاعت ولكن على أوجهٍ
…
ثلاث لديَّ ومنِّي ومنْ
وقال مع قصيدة نبوية وأخرى علوية
الطويل
ومخدومة أتبعت مدح نبيها
…
بخادمة أتبعتها بوليِّها
لعلَّك يا جاه الشفيع محمد
…
توصِّي بها عطف الوصيِّ عليّها
ومن مقطعاته قوله
مجزوء الرمل
يا وزيراً شملَ الآفا
…
ق بالنعمى الحفيّه
قالَ تنويركَ في الجا
…
معِ للشهبِ حكيه
أنجمي عندك سعد
…
وقناديل مضيّه
كيفَ لا وهي بنورِ الل
…
هـ أعمال زكيّه
ــ
السريع
ليسَ يخشى من نجمِ سعدٍ سقوطا
…
من رأى قاضي القضاة عليّا
سارَ قاضي القضاة للشامِ غيثاً
…
فله الله سارياً وسريَّا
إن وجدنا وسميّ جدواهُ في الدن
…
يا وجدنا في الدين منه وليَّا
قالَ إحسانهُ تهنُّوا نوالاً
…
وزكاةً منهُ وكانَ تقيَّا
ــ
السريع
يا مليكاً يجبر قصَّادهُ
…
جبراً له الله مكافٍ عليه
شكراً لها في الجودِ مخفية
…
يبسط ضيف الباب فيها يديه
إذا أتته وهوَ في صحبهِ
…
صارَ مضافاً ومضافاً إليه
ــ
مخلع البسيط
الحمد لله كلّ وقت
…
بقربِ مخدومنا هنيّ
هنَّى دمشق وساكنيها ال
…
غيث والقادم الوفيّ
إن جاءَ وسميّها سريعاً
…
فالآن قد جاءَها الوليّ
ــ
الوافر
بأيمن طالع مسرى وزير
…
نوال يداه للآمالِ محيا
فيا ليتَ البرامك عاينوه
…
وأنعمه تعمُّ الخلق سقيا
فينضب جعفر ويعوز فضل
…
ويبلى خالد ويموت يحيى
ــ
الخفيف
يا سراة الأنصار تاج بينكم
…
لرؤوس الأنساب أدنى حليّ
ما أراه إلا أبا نصر وقت
…
مالك ناصر لقصدي الجليّ
فهو قاض ومالك وأبو نص
…
ر وعبد الوهَّاب وابن عليّ
ــ
الطويل
تقول المعالي لابن يحيى عليّها
…
ومن كعليّ في معاليهِ أو يحيى
إذا كنت يوماً ذا نبات غرستهُ
…
فعاهد ولا تهمل نباتك بالسقيا
يفح لك ريحان الثنا من نسيمه
…
ويدعو فيرضي زهرة الدين والدنيا
ــ
الخفيف
ومليح إذا نظرت إليه
…
قلت أملك له الملاح رعايا
فيه للناظرين حسن وملح
…
فهو يشوي به كبود البرايا
ــ
الخفيف
لامني الفتح إذا عزمت على النأ
…
ي فقالت ضروراتيَ إيه
أنت دفنتَ النوى كما زعموا
…
فها أنا عن دمشق أنويه
ــ
السريع
يا علويّ الذكر كم نعمة
…
إليَّ من بابك مهديَّه
إن لم يكن في الدست حظِّي فلي
…
من جودِكَ الراتب زبديَّه
ــ
المتقارب
فديت فتى يده بالحيا
…
وجبهته من حياءٍ نديَّه
يسافرُ قصدِي إلى بابِهِ
…
فمنه المكان ومنه الهديَّه
ــ
المتقارب
شكوت صديقاً ونافقته
…
بشكوى فيا خسر عمري لديه
نهاري الجميع دعاء له
…
وليلي الجميع دعاء عليه
ــ
الخفيف
بأبي فاتر اللّواحظ ألمى
…
جاءَ فيه العذول شيئاً فريَّا
غلب الصبر في هوى ناظريه
…
وضعيفان يغلبان قويَّا
ــ
الخفيف
يا وزير العليا دعاء محبّ
…
راحَ للعشرِ إذ أشرت إليه
ما يبالي إذا بكى من هوان
…
وافْتقار إذا ضحكتَ عليه
ــ
الكامل
ومبادلين بدمعتين حلاهما
…
هذا لهذا قائم بولائهِ
كالبحر تمطره السحاب وما لها
…
منٌّ عليه لأنَّها من مائِهِ
ــ
الكامل
شكراً لها يا سيدي من نعمةٍ
…
بلغت من التأميل فوق المنتهى
لا زال مدحك كلّ شهر روضة
…
يعزى لمصرَ وكلّ شيءٍ منتهى
ــ
المتقارب
وصلت المدام وذات اللمى
…
زمان الصبا والليالي الشهيَّه
فيا لك من طيب عيشٍ قطع
…
ت بشربِ العجوز ورشف الصبيَّه
ــ
الطويل
أتيت لمصر في كتاب شفاعة
…
إلى ولدٍ من والدٍ مورث العليا
فيا لكتاب جاءَ من عند ميت
…
لحيٍّ فقال السعد لبَّيك يا يحيى
ــ
الكامل
وبمهجتي رشأ يميس قوامه
…
فكأنَّه نشوان من شفتيهِ
شغف العذار بخدِّه ورآه قد
…
نعست نواظره فدبَّ عليهِ
ــ
الطويل
رأيت فتىً من بابِ دارك طالعاً
…
فأذكرني بيتاً قديماً شجانيا
خليليَ لا والله لا نترك البكا
…
إذا علمٌ من أرضِ نجدٍ بدا لِيا
ــ
الكامل
بهتَ العذولُ وقد رأى ألحاظها
…
تركيَّة تدع الحليم سفيها
فثنَى الملام وقال دونكَ والأسى
…
هذي مضايق لست أدخلُ فيها
ــ
المجتث
كم قائل إذ رآني
…
أسعَى لأندَى البرِيَّه
عطية منه تبغي
…
فقلتُ ألف عطيَّه
ــ
الخفيف
فوض الجامع السعيد لمن يد
…
عى له فيه بالضحى والعشيّ
لا عجيب إن خصَّه دون قوم
…
أمويٌّ يعزى إلى قرشيّ
ــ
الكامل
للعبدِ عندكمُ رسوم مكارم
…
إن أقصيت فنداكمُ يدنيها
وكفاكمُ أنَّ الغيوث إذا همت
…
تمحو الرسوم وغيثكمُ ينسيها
ــ
مخلع البسيط
مرآتكَ العقل كلّ وقت
…
تريكَ من نفسِكَ الخفايا
فلا تحكِّم هواك فيها
…
إنَّ الهوَى يصدئ المرايا
ــ
السريع
يا سيدي عطفاً على عصبةٍ
…
أفكارهم للقمحِ محميَّه
قد طبخت بالشوقِ أكبادهم
…
فيا لها طبخة قمحيَّه
ــ
مجزوء الرمل
يا رسولي لصبي
…
مائس مثلَ صبيه
خذْ متى شئت ثيابي
…
وارْم في حلقي عشيه
ــ
الوافر
علوت اسماً ومقداراً ومعنى
…
فيا لله من حسن حليّ
كأنَّكم الثلاثة ضرب خيط
…
عليّ في عليّ في عليّ
ــ
السريع
يا سيدي دعوة من نفسِهِ
…
محصورة في بيدق الحاشيه
ينهي إلى همَّتك المشتكى
…
وإنَّما يشكو إلى العاليه
ــ
السريع
أصبحت من بعد خمولي الذي
…
قد كانَ مسموماً ومرئيَّا
أعملُ في الأيامِ ما أشتهي
…
لأنَّني أصبحتُ بدريَّا
ــ
المتقارب
رأينا تواقيع تاج الزمان
…
وفيها من الفضلِ معنى جليّ
بنسكٍ وجودٍ وحفظ أجاد
…
فقلتُ الثلاثة حظّ الوليّ
ــ
الوافر
تهنّ بعوده عيداً سعيداً
…
وعشْ ما شئتَ يا كهف البرايا
نحرتَ بهِ جميع عداكَ فانْحر
…
قروناً آخرين من الضَّحايا
ــ
الرمل
رب مولى مال عني بعد ما
…
كانَ بالإحسانِ ميَّالاً إليَّ
فاضل سلمت في الدهر له
…
ليته سلم في الحين عليَّ
ــ
الوافر
برغمِي أن أهاديكم بمعنى
…
دقيق في مقابلة العطايا
فيا خجلي ويا عُتبي لدهرٍ
…
إذا وصل الدَّقيق إلى الهدايا
ــ
الخفيف
بأبي أنتِ حلوة الرِّيق لكن
…
أنا من لسعة الجفا في بليَّه
فيكِ شهد وفيكِ لسع فرفقاً
…
بشجيٍّ أمسى وأنتِ خليَّه
ــ
الوافر
فديتك أيُّها الرَّامي بقوسٍ
…
ولحظٍ يا ضنا جسدِي عليه
لقوسكَ نحو حاجبكَ انْجذاب
…
وشبه الشيء منْجذبٌ إليه
ــ
الوافر
أخا الخصر الدَّقيق فدتكَ روحِي
…
نعم وفدتْ ملاحتك البرايا
عسى تهديه لي ضمًّا ومنْ لي
…
بأن يصل الدَّقيق إلى الهدايا
ــ
البسيط
قالوا وقد زدتني برًّا وتكرمةً
…
يا خير من لندَى كفّ أناديهِ
ماذا قبضت نهار العشر قلتُ لهم
…
قبضتُ ميقاتَ موسى من أياديهِ
ــ
الوافر
بمقدمِكَ السعيد قد اسْتنارت
…
دمشق وبشرت بسنا عليّ
وقد كانتْ إلى الوسميِّ تهفو
…
فأغناها الوليّ عن الوليّ
ــ
وقال رحمه الله مخمسا
الطويل
حيينا فإنَّا في رضى حبِّهم متنا
…
وصحَّ لقانا بالغيوبِ فما غبنا
وقلنا وقد جاء البشير فبشَّرنا
…
أحبَّتنا صدُّوا وقد علموا أنَّا
متى بعدنا عن جنابهمُ عدنا
بعدنا عياناً والقلوب على المنى
…
منى القلب لا تخلو لديها من الجنا
فيا حبَّذا الأحباب والبين بينَنا
…
منعنا جناهم فاغْتديْنا بأنَّنا
مدى الدهر ما لذنا بغير ولا عذنا
لها نعم ملء الأيادِي مباحةٌ
…
لها راحتا جود وللبحر راحةٌ
ومهما عرتنا من صدودِ إجاحةٌ
…
لنا برحاء القرب في البعدِ راحةٌ
وقد مسَّنا ضرّ فكيفَ ولو أنَّا
سقى جفنيَ البسَّام سفح المقطم
…
وحامَ عليها نوء دمع ومهزم
فكم في حماهم من شجيِّ القلب مغرم
…
وكم من ذراهم من مشوَّق متيَّم
يودُّ دنوّ الحين منه إذا حنا
وكم مستهام صادح بحنينه
…
دفين الأسى يبكي لأجل دفينهِ
وكم ذي بكى يروي عن ابن معينهِ
…
وكم ذي سقامٍ مشعر بأنينهِ
وما شعروا من ضعفِهِ أنَّه أنَّا
وكم ثمَّ من أغصانِ غيد ثنينا
…
إلى العهدِ لا تلوي من الوعدِ بيننا
ورُبَّ ظباً عارضننا ورميننا
…
وأعين عين رُعْننا ورعيْننا
بما أخذتْ منَّا وما صرفتْ عنَّا
علونَ وأظهرنَ الجمال مثابةً
…
تخال لها عندَ الشموس قرابة
ولم تُبق من أرواح قومٍ صبابة
…
تجافيننا حتَّى فتنا صبابة
ولا طفْننا حتَّى سلمنا وما كدْنا
يجنُّ سواد الليل لي بعد قربكم
…
ويضحي نهاري باسماً عند عتبكم
فلله ليل ما أجنّ لصبِّكم
…
سلو إن شككتم في جنوني بحبِّكم
نهاري إذا أضحى وليلي إذا جنىّ
نهاري بأخبار الرضا يتبسَّم
…
وليلي إلى روح الرجا يتنسَّم
وجوهر روحي منكم يتقسَّم
…
تبشِّرني الألطاف بالقرب منكم
فصدريَ ما أفضى وعيشيَ ما أهنا
وما أحسن الدنيا نعيماً ومنسكا
…
بدولة سلطان محا شكوَ من شكا
بمطلب جود لم يخف منه مهلكا
…
فسهَّل للدنيا وللدين مسلكا
وأسبلَ أذيال النجاح فأسبلنا
فيا رُبَّ أيد دولة الملك الذي
…
روى حسن الأوصاف عن عرفها الشذي
لقد أخذت في ملكها خير مأخذ
…
بسهميْ ثناء أو دعاءٍ منفذ
ترى الفوز منه قابَ قوسين أو أدنى
مليك وجدنا بابه الرحب معدنا
…
لكسب الثنا والأجر والملك موطنَا
فجاءَ الرجا من كلِّ ناحيةٍ بنا
…
وفاضت بحور الشعر بالمدحِ والهنا
على بابِهِ حتَّى سبَحنا وسبَّحنا
وزدنا به من رائق العيش صفوهُ
…
وجوَّز من بعد التحرُّج زهوهُ
ولما رأينا الجدّ بالجودِ لهوهُ
…
ركبنا المطايا والسوانح نحوهُ
فيا بحر قد صارتْ سوابحنا سُفنا
جرينَ بنا كالسفن جري السوابح
…
إلى بابِ قصرٍ سافر النجْح سافح
سوائر من غادٍ إليه ورائح
…
عمرنا وعمَّرنا بيوت المدائح
فلله حسنى ما عمَرْنا وعمَّرنا
مليك له في اسم وفعل بنصرِهِ
…
عوائد من سرِّ الجميل وجهره
ولما نصرنا في الحروب بذكرِهِ
…
قصرنا على كسب الغنى باب قصره
فيا حبَّذا القصر المشيَّد والمغْنى
لنا ملكٌ قد كمَّل الله فضله
…
فخوله ملك البسيطة كلّه
بحدٍّ وجمع جمَّع الفضل شمله
…
هو البحر إلا أنَّنا سمكٌ له
بلقياه نحيى أو بفرقته نَفنى
مبادِيه في العلياء غايات من مضى
…
من الحائزين الملك يَعْنُو له القضا
له صارم عزم وحزم قد انْتضى
…
فهو حاكم بالعدلِ في وصفه رضا
وكم معرب يبني وكم شرف يبنى
يحقُّ لشعري أن يطيش نباته
…
سروراً بسلطانٍ وفت لي صِلاته
ومدح تسامت كلّ يومٍ رواته
…
إلى روض قولٍ باكرت زهراته
وأعذرهُ لو طاشَ والإنس والجنا
لذكركَ يا أوفى الملوك الأكارم
…
عفا طلل من ذكر معنٍ وحاتم
كأنَّك عنهم قد ختمت بخاتمٍ
…
فحاتم طيّ ما له بشر باسم
ومعن فلا لفظ يحسّ ولا معنى
لعمريَ لو كانوا نجوماً ترفَّعت
…
وأحملها ضوء الصباح فأقلعت
ممدَّحة يوم النوال تورَّعتْ
…
وكانوا بحاراً في زمانٍ توزَّعت
ندامى كأنَّا في أحادِيثِهم خضنا
إلى أن تجلَّت طلعة ناصريَّة
…
جلتْ دولة من ملكها قاهريَّه
مليَّة أبيات العطا قادريَّة
…
وكان عطا معن القرى نادريَّه
وأنت القرى أعطيتَ والكنز والمدنا
فلا زالَ للإسلامِ ملكاً وناصراً
…
وللمالِ والأعدا مبيداً وقاهراً
ولا زالَ كلّ الناس أصبحَ شاعراً
…
يقيم لوزني شعره البرّ وافراً
وما كانَ ذو وفر يقيم لنا وزنا
وحقُّكَ لا أنسى ببابِك ثروتي
…
مرتَّبة في حالِ ضعفي وقوَّتي
ولا قلتُ ما قالَ ابن جرح لعسرتي
…
أذو صنعة فاسْتخدِموني لصنعتي
برزقي وإلا فارْزقوني مع الزّمنى
وقال في الأراجيز يمدح قاضي القضاة تقي الدين السبكي
مضمنا الملحة
الرجز
صرفت فعلي في الأسى وقولي
…
بحمدِ ذي الطُّول الشديد والحول
يا لائماً ملامه يطول
…
إسمع هديت الرشد ما أقول
كلامك الفاسد لست أتَّبع
…
حدّ الكلام ما أفاد المستمع
أفدي غزالاً مثلوا جماله
…
في مثل قد أقبلت الغزاله
ما قالَ مذ ملَّك قلبي واسترقّ
…
كقولهم ربَّ غلامٍ لي أبق
للقمرين وجهه مطالع
…
فهي ثلاث ما لهنَّ رابع
لأحرف الحسن على خدّيهِ خط
…
وقال قول إنَّها اللام فقط
داني المزار يحذر الضنين
…
عليهِ مثل بان أو يبين
كتمته والحسن ليسَ يجتلى
…
والاسم لا يدخله من وإلى
منفرد بالحبِّ في دار الهنا
…
مثاله الدار وزيد وأنا
لا يختشي ملاعب الظنون
…
والأمر مبنيٌّ على السكون
في خدِّه التبريّ هانَ نشبي
…
وقيمة الفضَّة دون الذهب
فاصْرف عليها ثروةً تستام
…
فما على صارفِها ملام
وانْفق له دينار من ضنٍّ وشح
…
ولا تبل أخفّ وزناً أم رجح
وإن رأيت قدّه العالي فصف
…
وقف على المنصوبِ منه بالألف
والعارض النونيّ ما أنصفته
…
وإن تكن باللام قد عرفته
في مثله انظم إن نظمت محسناً
…
وإن ذكرت فاعلاً منوَّنا
واهاً لها بحرفِ نونٍ قد عرف
…
كمثل ما تكتبه لا يختلف
يأتي بنقطِ الخال في إعجام
…
وتارةً يأتي بمعنى اللام
دونكَ إن عشقتهُ بين الورَى
…
معظماً لقدره مكبرا
وإن ترد وجنته المنيرة
…
فصغر النار على نويره
كم ومتى جادلت فيه من عذلٍ
…
ولا حتَّى ثم أو وأم وبل
حتَّى تولَّت أوجه العذَّال
…
وأقبلَ الغلام كالغزال
للحظهِ المسكر فعل يطرب
…
مفعولهُ مثل سقى ويشرب
فلا تلم عويشقاً فيه تلف
…
ولا سكيران الذي لا ينصرف
لا تلح قلبي في الهوى فتتعبا
…
وما عليكَ عتبهُ فتعتبا
جسمي وذاكَ الخصر والجفن الدنف
…
هنَّ حروف الاعتدال المكتنف
بجفنِهِ نادى الهوى يا للشجي
…
وكلُّ ياءٍ بعد مكسورٍ تجي
يا جفنهُ الناصب فيه فكري
…
ونصبهُ وجرُّه بالكسر
إن قيل للظبيِ هنا إلمام
…
فاكْسر وقل ليقم الغلام
ويا مليحاً عنهُ أخّرت القمر
…
إمَّا لتهوان وإمَّا لصغر
كرِّر فما أحلى لسمعي السامي
…
قولك يا غلام يا غلامي
وارْفق بمضناك فما سوى اسمه
…
ولا لغير ما بقى من رسمه
فقد حكى العداة بالوقوف
…
فاعْطف على سائلك الضعيف
أفقرت في الحسنِ الغواني مثلما
…
قالوا حذامي وقطامي في الدما
فافْخر بمعنى لحظكَ المعشوق
…
في كلِّ ما تأنيثهُ حقيقي
يا لكَ لحظاً بسعاد أزرى
…
وجاءَ في الوزنِ مثال سكرى
حتَّى اسمه منتقص لمنْ وعى
…
كما يقال في سُعاد يا سُعا
يا واصفاً أوصاف ذيَّاك الصّبا
…
تمَّ الكلام عنده فلينصبا
هيهات بلْ دع عنكَ ما أضنى وما
…
وعاص سبَّاب الهوى لتسلما
وحبر الأمداح في عليّ
…
قاضي القضاة الطاهر التقيّ
بكلِّ معنى قد تناها واسْتوى
…
في كلمٍ شتى رواها من روى
باكر إلى ذاكَ الحما العالي وصفْ
…
إذا درجت قائلاً ولم تقفْ
دونكَ والمدح ذكيًّا معجبا
…
نحو لقيت القاضيَ المهذَّبا
ذو الجود والعلم عليه أرسى
…
وهكذا أصبحَ ثمَّ أمسى
فاضْرع إلى قارٍ لقاء نافع
…
واقْرع إلى حامي حماه المانع
يقول للضيفِ نداه حب وهل
…
ومثله ادْخل وانْبسط واشْرب وكل
إذا ظفرت عندهُ بموعدٍ
…
يقول كم مال أفادته يدي
له يراع كم له في خطرهِ
…
حماية منظومة مع درَّه
في الجود والبأس وفي العلمِ وفي
…
ذلكَ منسوب إليه فاعْرف
فقولهم أبيض في الهبات
…
كقولهم أحمر في الصفات
شم حدّه يوم الندَى والبأس
…
فإنَّه ماضٍ بغير لبس
لله ما أليَنهُ عند العطا
…
وما أحدّ سيفه حين السطا
يهزّه ذو الرفع في العلاء
…
والجزم في الفعلِ بلا امْتراء
حبر له يثني الثناء قصدهُ
…
وخلفهُ وإثرهُ وعنده
إن قالَ قولاً بين الغرائبا
…
وقام قسّ في عكاظ خاطبا
وإن سخا أتى على ذي العددِ
…
والكيل والوزن ومذروع اليدِ
معطَّل السمع من العذَّال
…
فحالهُ مغير بحال
الفضل جنس بيته المهنى
…
ونوعه الذي عليه يبنى
سامَ بهِ أهل العلا جميعاً
…
وادْفع ولا ردًّا ولا تفريعا
وإن ذكرت أفق بيتٍ قد نما
…
فانْصب وقل كم كوكباً يحوي السما
بين نظيم المجد والعلاء
…
عند جميع العرَبِ العرباء
يقرُّ من يأتي له أو اقْترب
…
وكل منسوب إلى اسمٍ في العرب
تقول مصر في علاه الواجبه
…
كقول سكَّان الحجاز قاطبَه
أبنية الأنصار طلَاّع الفنن
…
وزادَ مبنى حسنه أبو الحسن
جار إذا ما امْتدَّت الأيادِي
…
تقول هذا طلحة الجواد
إذا اجْتليت في العطا جبينهُ
…
أو اسْتشرت للرجا يمينه
تقول قد خلتُ عنه تولى راحل
…
وواقف بالبابِ أضحى السائل
فياض سيب في الورَى فلم يقل
…
في هبةٍ يا هب مَن هذا الرجل
قال لهُ الشرع امْض ما تحاوله
…
وأقْض قضاء لا يردّ قائله
وأنتَ يا قاصدهُ سرْ في جددْ
…
واسع إلى الخيرات لقّيت الرّشد
إن تكتحل سناه تلقى الرشدا
…
وأين ما تذهب تلاق سعدَا
فافْخر به سحب الحيا إن صابا
…
واسْتوتْ المياه والأخشابا
ولا تقل كانَ غماماً ورحل
…
كانَ وما انْفكَّ الفتى ولم يزل
باب سواه اهْجر عداك عيب
…
وصغِّر الباب فقل بويب
هذا الذي يفعل فينا الطولا
…
فقدم الفاعل فهو أولى
جود به أنسى أحاديثَ المطر
…
فليسَ يحتاج لها إلى خبر
مثل الهبا فيه كلام العذَّل
…
والريح تلقاء الحيا المنهل
وبحر شعر خضتهُ لذكرهِ
…
وغصت في البحرِ ابْتغاء درِّه
حتَّى ملا عيني نداه عينا
…
وطبتُ نفساً إذ قضيتُ دينا
دونكها معسولة الآداب
…
ممزوجة بملحةِ الإعراب
مضى بها الليل مضيِّ الأنجم
…
وبات زيدٌ ساهراً لم ينم
فافْتح لها باب قبول يجتلى
…
وإن تجد عيباً فسدّ الخللا
لا زلتَ مسموع الثنا ذا مننِ
…
جائِلة دائرة في الألسن
ما لعداك راية تقام
…
وليس غير الكسر والسلام
وقال وسماها مصائد الشوارد
الرجز
أثنى شذا الروض على فضلِ السحب
…
واشْتملت بالوشي أرداف الكُثب
ما بين نورٍ مسفر اللثام
…
وزهر يضحك في الأكمام
إن كانت الأرض لها ذخائر
…
فهيَ لعمري هذهِ الأزاهر
قد بسطتها راحة الغمائم
…
بسط الدنانير على الدراهم
أحسن بوجه الزمن الوسيم
…
تعرف فيهِ نضرة النعيم
وحبَّذا وادِي حماة الرَّحب
…
حيثُ زهى العيش بهِ والعشب
أرض السناء والهناء والمرح
…
والأمن واليُمن ورايات الفرح
ذات النواعير سقاة التربِ
…
وأمَّهات عصفه والأبّ
تعلَّمت نوح الحمام الهتَّف
…
أيام كانت ذات فرعٍ أهيفِ
فكلّها من الحنينِ قلبُ
…
لا سيَّما والماء فيها صب
لله ذاكَ السفح والوادِي الغرد
…
والماء معسول الرضاب مطَّرد
يصبو لها الرائي ويهفو السامع
…
ويحمد العاصي فكيفَ الطائع
إذ نظرت للربى والنهر
…
فارْوِ عن الربيع أو عن جعفرِ
محاسن تلهي العيون والفكر
…
ربيع روضات وشحرور صفر
أمام كلّ منزلٍ بستان
…
وبين كل قرية ميدان
أما رأيت الوُرق في الأوراق
…
جاذبة القلوب بالأطواق
فبادر اللذَّة يا فلان
…
واغْنم متى أمكنك الزَّمان
ولا تقل مشتى ولا مصيفُ
…
فكل وقتٍ للهنا شريف
كلّ زمانٍ يتقضَّى بالجذلْ
…
زمان عيش كيفما دارَ اعْتدلْ
أحسن ما أذكر من أوقاتِهِ
…
وخير ما أبعث من لذَّاته
برُوزنا للصيدِ فيهِ والقنص
…
وحورنا من مرِّه أحلى الفُرَصْ
وأخذنا الوحشَ من المسارب
…
وفعلنا بالطيرِ فوقَ الواجب
لما دنَا زمان رمي البندق
…
سرنا على وجهِ السُّرور المشرق
في عصبة عادلة في الحكم
…
وغلمة مثل بدور التمّ
من كلِّ مبعوثٍ إلى الأطيارِ
…
تظله غمامة الغبارِ
وكلّ معسول الشباب أغيد
…
منعطف عطف القضيب الأملد
قد حمدَ القوم بهِ عقبى السفر
…
عند اقْتران القوس منهُ بالقمر
لولا حذار القوس في يديهِ
…
لغنَّت الورق على عطفيه
في كفِّه محنيَّة الأوصال
…
قاطعة الأعمار كالهلال
زهراء خضراء الإهاب معجبه
…
ممَّا ثوت بين الرياض المعشبه
فاغرة الأفواه للأطيار
…
طالبة لهنَّ بالأوتار
كأنَّها حولَ المياه نون
…
أو حاجب بما تشا مقرون
لها نبات بالمنى مغدوقة
…
من طيبةٍ واحدة مخلوقة
سامعة لما تشير الأمّ
…
مع أنَّها مثل الحجار صمّ
واهاً لها من شهب تخطف
…
شاهرة بالعزمِ وهي تقذف
كأنَّها والطيرُ منها هارب
…
خلفَ الشياطين شهاب ثاقب
حتَّى نزلنا بمكانٍ مونق
…
إخوان صدقٍ أحدق بالملّق
فيا لهُ في الحسنِ من محلٍّ
…
مراد جدّ ومراد هزل
للطيرِ في مياههِ مواقع
…
كأنَّها من فوقه فواقع
فلم نزل في منزل كريم
…
نروي حديث الرمي عن قديم
حتَّى طوى الأفق رداء الورس
…
والْتقمَ المغرب قرص الشمس
وذرّ مسك الليل من فرقِ الأفق
…
واتَّشحت خود السماء بالنطق
وابْتدرَ القومُ إلى المراصد
…
من ساهرِ الليل التَّمام ساهد
بينا الطيور في مداها سائره
…
إذا هم من عينه بالساهره
كالليث يسطو كفه بأرقم
…
والبدر يرمي في الدجى بأنجم
وأقبلت مواكبُ الطيور
…
على طروسِ الجوِّ كالسطور
فحبَّذا السطور في المهارق
…
منقوطة الأحرف بالبنادق
من كلِّ تمّ حقّ أن يسمي
…
ضياؤه المشرق بدر التمّ
تخالهُ من تحتِ عنقٍ قد سجا
…
طرَّة الصبح تحتَ أذيال الدجى
وكلّ حيّ حسن الوسامه
…
كأنَّه في أفقهِ غمامه
تتبعه أوزَّة دكناء
…
من دونها لفلفة غرَّاء
تقدّمها أنيسة ملوَّنه
…
تابعة من كلّ وصفٍ أحسنه
يجني بها الآكل خير ما جنى
…
وأحسن المأكول ما تلوَّنا
ورُبَّما مرَّ لديها حبرج
…
كأنَّه على نضارٍ يدرج
وانْقضَّ من بعض الجبال النّسر
…
له بأبراج النجوم وكرُ
مغبرُّ الخلق شديد الأيدي
…
يبني على الكسرِ حروف الصيدِ
وكلّ كركيّ عجيب السير
…
كأنَّه طيف خيال الطير
ما بينَ أحشاء الظلام يسري
…
من أرضِ بغداد لأرض مصرِ
يحثّ مسراه عقاب كاسره
…
خافضة لحظ الطيور ناصبه
إذا مضت جملتها المعترضه
…
تواصلت خيوطها المنقرضه
وأبيض الغيم يسمَّى مرزما
…
كم بات مثل نوئه منسجما
يحثُّ غرنوقاً شهيّ المجتلى
…
مقدَّماً على الغرانيق العلى
وكلُّ صوع مبهت المفاجي
…
كالبرقِ يخطو فوقَ ليلٍ داجي
وأبيض مثل الغمام يسجم
…
وكيف لا يسجم وهو مرزمُ
يحفُّه شبيطرٌ قويّ
…
في ملَّة الأطيار موسويّ
هذا وكم ذي نظر ممتاز
…
ينعت في الواجب بالعُنَّاز
أسوده ذو غرَّة في الصدر
…
كأنه نور الهدى في الكفرِ
فلم تزل قسينا الضَّواري
…
تصيبها بأعين النظَّارِ
حتَّى غدت دامية النحور
…
ساقطة منها على الخبيرِ
كأنها وهي لدينا وقّع
…
لدى محاريب القيسّ ركَّعُ
وأصبحت أطيارنا قد حصّلت
…
قلا تسل بأيّ ذنبٍ قتلت
مُستتبعاً وجه العشا وجه السحر
…
وكلّ وجه منهما وجه أغَر
يا لك من صيدٍ مقرّ العين
…
يرضي الصحاب وهو ذو وجهين
لم نرضَ ما وفى من الأماني
…
حتَّى شفعناه بصيدٍ ثاني
صيد الملوك الصيد بالكواسر
…
والخيل في وجهِ الصباح السافرِ
ذاك الذي تصبو له الجوارح
…
فهي إلى طلاّبه طوامح
واثقة بالرزق حيث كانا
…
تغدو خماصاً وتجي بطانا
سرنا على اسم الله والمناجح
…
نعومُ في الأقطارِ بالسوابح
خيل تحاذي الصيد حيث مالا
…
كأنها أضحت له ظِلالا
تسعى لها قوائم لا تتبع
…
وكيف لا وهي الرياح الأربع
رائقة المنظر زهراء الغرر
…
كأنها الروضات حيّت بالزهر
من أحمر للبرق عنه خبر
…
يشهدُ أن الحسن حقًّا أحمرُ
وأصفر الجلدة كالدينار
…
يسرُّ كفّ الصائد الممتار
وأشهب كالسهم في انْقضاضه
…
وصفحة الطرس في ابْيضاضه
ماضي السباق أظهر اللباس
…
ناهيك من سهمٍ ومن قرطاس
وأخضر مثل سنا العيش النضر
…
يطوي الفلا وكيف لا وهو الخضر
وأدههمٌ سادَ على الجيادِ
…
وهكذا السواد في السواد
تحفُّنا من فوقها غلمان
…
كأنهم لدوحِها أغصان
تركٌ تريك في سناء الملبس
…
كواكباً طالعة في الأطلسِ
منظومة الأوساط بالسلاحِ
…
من كلِّ سهمٍ رجل النجاح
وكلّ عضب ذرب المقاطع
…
يحرّف الهام عن المواضع
على يدِ الزائر منهم زاده
…
من كلِّ باز قرم فؤاده
قد كتبت في شكلِهِ حروف
…
تقري بما يقرى به الضيوف
فالمنسر الأشفى بحال جيما
…
والعين تجلى بالنضارِ ميما
دان لمن يتلوه خير جمّ
…
سهم إذا حبرته أو شهم
وكلُّ شاهينٍ شهيِّ المرتمى
…
كبارقٍ طار وصوب قد همى
بينا تراهُ ذاهباً لصيده
…
معتصماً بأيده وكيده
حتَّى تراهُ عائداً من أفقِهِ
…
ملتزماً طائره في عنقِه
أفلحَ من كانَ على يسراه
…
حتى غدت حاسدة يمناه
تلك يدٌ لا تعرف الإعسارا
…
لأجل ذا قد سمِّيت يسارَا
وكلُّ صقر مسبل الجناح
…
مواصل الغدوّ والرَّواح
ذو مقلةٍ لها ضرام واقد
…
تكادُ تشوي ما يصيد الصائدُ
كأنما المخلب منه منجل
…
لحصدِ أعمار الطيور مرسل
عيش ذوي الصيد به عيش رخيّ
…
يصلحُ أن يدعى وكيل المطبخ
يا حبَّذا طيور جدّ ولعبْ
…
تهوي إلى الأرضِ وللأفق تثبْ
من سنقر عالي المدا والشانْ
…
معظم الأخبار والعيانْ
كأنه خليفة قد أقدما
…
يفسد في الأرضِ ويسفكُ الدما
يصعدُ خلفَ الرزق ليس بمهله
…
كأنه من السما يستعجله
ومن عقابٍ بأسها مروّع
…
كأنها للطيرِ جنٌّ تفزع
كم جلبت لطائرٍ من همن
…
وكم وكم قد أهلكت من قرن
وحبَّذا كواسر الكواهي
…
عديمة الأنظار والأشباه
مخصوصة بالطرد القويم
…
حدباً كظهر الذنب الركيم
ذاك لعمري حدبٌ للرائي
…
يعدل ملك القلعة الحدباء
هذا وقد تجهَّزت أعدادٌ
…
تجمعها الكلاب والفهاد
من كلِّ فهدٍ عنتريّ الحمله
…
إذا رأى شخص مهاة عَبله
مبارك الإقبال والإعراض
…
مستقبل الحال بنابٍ ماض
كأنه من حدِّه كنابه
…
قد أحرق الأنجم في إهابه
له على مسائل الجفون
…
خطّ لبعض الألفات الجون
ما أبصر المبصر خطًّا مثله
…
وكيف لا والخطّ لابن مقله
وكلُّ منسوب إلى سلوق
…
أهرت وثَّاب الخطا مشوق
طاوي الفؤاد ناشر الأظافر
…
يا عجباً منه لطاوٍ ناشرِ
يعضُّ بالبيض ويخطو بالقنا
…
ويسبق الوهم لإدراك المنى
كالقوس إلَاّ أنه كالسهم
…
والغيم يجلو عن شهاب رجم
إذا ترآى بقر الوحش انْدفع
…
كأنه المرِّيخ في الثور طلع
قاصرة عن طرفِ يداه
…
مشروطة برجلِهِ أذناه
لو أمكن الشمس التي تجلى له
…
ما سمِّيت من خوفها غزاله
يشفعه بكلِّ غورٍ غار
…
مغالب الصيد على الأوكار
يكاد يبغي سلَّماً إلى السما
…
أو نفقاً في الأرضِ حيثُ يمَّما
واهاً لها من أكلُبٍ طوارد
…
معربة عن مضمر المصائد
قد بالغت من طمعٍ في كسبها
…
ففتَّشت عن أنفسٍ لم تخبها
حتَّى إذا تمَّت بها الأمور
…
حفَّت بنا لصيدِها الطيور
ما بين روضات صمدنا نحوها
…
ودور آفاق ملكنا جوّها
واسْتقبلت أطيارها البزاة
…
معلمة كأنها عزاة
فلم تزل تسطو سطا الحجَّاج
…
على الكراكيّ أو الدرَّاج
إذا نحت سائرة محلِّقة
…
عادت بها كمضغة مخلّقه
حتى غدت تلك الضواري صرعى
…
مجموعة لدى التراب جمْعا
كأن أقطار الفلاة مجزره
…
أو روضة من الدماءِ مزهره
كأنَّ صرعى وحشها كفار
…
الموت عقبى أمرها والنار
للمرء فيها منظرٌ أحبّه
…
يملأ من لحمٍ وشحمٍ قلبه
لله ذاكَ المنظر المهنى
…
إنّ معان عن ذراه عدنا
قد ملئت من ظفر أيدينا
…
وقد شكرنا الفضل ما حيينا
نشير حول الملك المنصور
…
كالشهب حول القمر المنير
محمدٌ ناصر دين أحمد
…
الملك ابن الملك المؤيد
قالَ الأنام حظّه جليّ
…
قلتُ نعم وجدُّه عليّ
ذاكَ الذي ساما العلى صبيًّا
…
وجاءه من مهده مهديا
ناش على الحرِّ وتقليب المنن
…
كأنما مزجته من اللَّبن
بين حجور العلم والأعلام
…
تكنفه لواحظ الأقلام
محكم السطوة سحَّاح الديم
…
يأخذ بالسيفِ ويعطي بالقلم
لو لمس الصخر لفاض نهرا
…
أو صحب النجم لعاد بدرا
تختمت بيُمنه المكارمُ
…
فهو على كلِّ الوجوه حاتمُ
لا ظلم تلقى في حماه العالي
…
إلَاّ على الأعداء والأموال
أما ترى بالصيدِ فرط حبّه
…
تمرنا على اعتياد حربه
أما ترى الدينار منه خائفا
…
أصفر في كفِّ العفاة ناشفا
يا قاطعاً عرض الفلا وواصلاً
…
وقادماً يبغي العلا وراحلا
إذا تأمَّلت المقام الناصريّ
…
فاعْقد عليهِ أكرم الخناصر
ملك إذا حققته قلت ملك
…
قاضية بسعدِهِ أيدِي الفلك
كالبدر في سنائِهِ وتمِّهِ
…
والطود في وقاره وحلمه
تسجد إن لاحَ رؤوس العالم
…
وراثة قد حازها من آدم
ما ضرَّ من خيَّم في جنابه
…
أن لا يكون الشهد من أطنابه
مرأى يشفُّ عن فخارِ الأهل
…
ونسخة قد قوبلت بالأصل
جنابه عن جاره لا ينكب
…
وباب نجح للمنى مجرَّب
غنِيتُ في ظلالِهِ عن الورى
…
غنى نزيل المزن عن قصد القرى
ورحت عن نعماه بالتواتر
…
أروي أحاديث عطا وجابر
معتصماً بالكرمِ المؤيد
…
مصلي الحمد على محمد
قديم قصد وثناء أو هوى
…
ما ضلَّ سعيٌ فيهما ولا غوى
يزيد لفظي بهجةً ورونقاً
…
كأنه الخمرة إذ تُعتقا
حسبكَ منِّي في الثناءِ شاعرا
…
وحسب شعري قوَّة وناصرا
وقال موشحا
المنسرح
لهفي على غادةٍ إذا أسفَرتْ
…
غارَتْ وجوهُ الشموس واستترتْ
لها من السمر قامةٌ خطرَتْ
…
كم قتلت عاشقاً وكم أسرَتْ
إذا دعت للنهوضِ ميلها عطفا
…
كانَ سحر الجفون حملها ضعفا
في خدِّها شامةٌ معنبرةٌ
…
يا نعمةٌ بالشقيق مزهرةٌ
وكم لها في الشفاهِ جوهرةٌ
…
تحفُّها ريقةٌ معطَّرةٌ
من رامَ بالشهدِ أن يمثلها رشفا
…
فإنَّما رامَ أن يعسّلها وَصفا
تحكم في الناس عنسه وردا
…
حكم ابن أيوب في سطاً وندا
بين عفاةٍ له وبين عدا
…
ما يدٌ سمِّيت لديه يدا
وهيَ غمامٌ لمن تأمَّلها وطفا
…
سبحان من للعبادِ أرسلها لطفا
مؤيّدٌ في مُلا مراتبهِ
…
يتَّضح الملك في مناقبهِ
إذا طوى الأرض في كتائبِهِ
…
ثمَّ سقاها حيا مواهبهِ
أنبت أزهارها ودللها قطفا
…
من بعد ما كادَ أن يزلزلها خسفا
وغادة جاد سحر مقلتها
…
وراقَ للناسِ روض طلعتها
جنيتُ نارَ الأسى بجنَّتها
…
وصُحت من صبوتي بوجنتها
وجنَّة وردٍ تشكو النفوسُ لها لهفا
…
بياضُ م شمَّلها وقبَّلها ألفا
وقال أيضاً:
الرمل
زحفتْ بيضُ الظُّبا لما رنا
…
فتلقاها سريعاً مقتلي
عامريّ اللحظ طائيّ الفمِ
بارزٌ في حسنه كالصنمِ
قلتُ والقلب إليهِ ينتمي
لكَ قلبي عبدُ ودٍّ وأنا
…
فيكَ يا أشهلُ عبدُ الأشهلِ
آه ما أكثرَ فيكَ المللا
ما دنا شخصكَ حتَّى ارتحلا
ودعا الحادي وشدَّ الجملا
فاسْتشارَ البينُ عندِي فتنا
…
وغدا يوميَ يومَ الجملِ
أترى يرجعُ عيشي الناعمُ
ومقامي بالحميا قائمُ
والحيا بالبرقِ معطٍ باسمُ
كعمادِ الدين جمَّاع الثنا
…
أفضلُ الأمَّةِ نجلُ الأفضلِ
ملكٌ عمَّ الورى بالمننِ
وكفاهمُ مرتبات المحنِ
طاهر الأسرار شهمُ العلنِ
راقبَ الله وأسدى المننا
…
فهوَ الوسميّ فينا والولي
كرَمُ الأخلاق من مذهبهِ
والعلا والجودُ من مطلبهِ
يا أماني الوفدِ هنيتِ بهِ
الندى حيث الهدى حيث الثنا
…
فاجْتدِي أو فاجْتني أو فاجْتلي
وفتاةٍ أتمنَّى وصلها
وهيَ لا تألفُ إلَاّ بخلِّها
بهواها يا رسولي قلْ لها
علِّلي القلب بأرواح المنا
…
وعدي الصبَّ ودعي المطل
وقال أيضاً:
الوافر
إليَّ بكأسك الأشهى إليَّا
…
ولا تبخل بعسجدها عليَّا
معتقةٌ تدارُ على النداما
كأنَّ على ترائبها نظاما
من الرَّاح التي محت الظلاما
أضاءت وهي صاعدة الحميا
…
فقلتُ عصيرُ عنقودِ الثريَّا
أدرها بينَ ألحانِ وزُمرِ
على درّين من زهرٍ وقطرِ
كأنَّ حديثهُ في كلِّ قطرِ
حديث ندى المؤيد في يديَّا
…
يطيبُ روايةً ويضوعُ ريَّا
إلى الملك المؤيد سارَ مدحي
وخاضَ إلى حماهُ كلّ سمح
كما خاضَ النجوم طلوب صبح
فيا لندًى طوى الأقطار طيَّا
…
وأنشرَ حاتماً عندِي وطيَّا
حلفتُ ببشرِكَ الوضَّاح حقَّا
لقد فُقتَ الأنام علاً وسبقا
فرفقاً يا فتى العلياء رفقا
شويتَ جوانحَ القرناء شيَّا
…
فليتك لو لطفت بهنَّ شيَّا
وغانيةٍ يجنُّ بها الجنانُ
يضوع إذا تنفستِ المكانُ
خلوتُ بها وقد سمح الزمانُ
فألقيتُ الحيا عن منكبيَّا
…
وغافلتُ الرقيبَ وقلتُ هيَّا
وقال أيضاً:
موشح
حشًى من نارِ صدّكَ ذائبة
…
وتحسبها دموعاً ساكبه
ولم يفطنْ لها
…
سوى صبٍّ أقام على فرش السقام
درى ما قصَّتي
…
فحاكى لوعتي وجارى عبرتي
وبتنا كالحمائمِ في الحنين
…
وما يدري الحزينَ سوى الحزينِ
سباني بالفتور وبالفنونْ
غلامٌ شاهرٌ حدّ الجفونْ
على وجناتِهِ لامٌ ونونْ
يقولُ وصالُ مثلي لنْ يكونْ
فيا لكِ من جفونٍ ضاربه
…
بأمثال السيوف القاضبه
إذا ما سلَّها
…
أبادت في الأنام ويا لك من غلام
كحيل المقلة
…
شريف الوجنةِ ضنين العطفةِ
بكيتُ دماً بمرآه الضنينْ
…
كأني فيهِ من عيني ظعينْ
يعنفني النديمُ على التصابي
ويحلفُ لا يذوقُ لمى الحبابِ
رُوَيْدَكَ كيف أسلو عن شرابِ
وعن ساقٍ يطوف على الصحابِ
بكأسٍ للأنامل خاضبه
…
تحلُّ عُرَى النفوس التائبه
وتنقضُ حبلها فدع عنك الملام وبادرْ بالمدامْ
زمان اللذّة وخذ يا منيتي خضابَ القهوةِ
ولا تمدد إلى حلفٍ يمين
…
فما لخضيبِ كفٍّ من يمين
لها وصلي ولابن عليّ قصدي
تضيِّعُ ثروتي ونداهُ يجدي
مليكٌ طالعٌ في كلِّ حمدِ
تكادُ يمينهُ بالجودِ تعدي
إلى تلك اليمين الواهبه
…
تيمَّمُ كلُّ نفسٍ طالبه
وتأوي ظلّها على غيظ الغمام لدى عالم المقام
رفيعُ النسبةِ
…
نسيبُ الرفعةِ سعيدُ الطلعةِ
أغاثَ ندي يديه المعتفينْ
…
وأودَى بأسهُ بالمعتدينْ
بني أيوبَ حسبكمُ عمادا
أعادَ سناءَ بيتكمُ وزادا
كريمٌ كم قصدناهُ فجادا
وعُدنا قاصدين لهُ فعادا
ولاقينا لهىً متواثبه
…
جوائزنا عليها واجبه
ففتحنا اللهى بأنواع الكلامْ كأسجاع الحمامْ
فكم من منحةِ
…
محت من نزحةِ وكم من مدحةِ
لها في كلِّ سامعةٍ رنين
…
يكادُ بلحنِها يشدو الجنين
ومشغوفٍ إذا ما الليل جنَّا
تذكَّر وصلَ من يهوى فجنَّا
كذا من يعشقُ الأجفانَ وسنَّا
نهبنَ منامَ مقلتهِ فعنَّا
على صحبِ الجفون الناهبه
…
متى تهدى الضُّلوع اللاهبه
تركتني لأجلها إذا جنَّ الظلامْ جفا عيني المنامْ
وهاجتْ حسرتِي على تلكَ التي أباحتْ قتلتي
وما في دولةِ الأحبابِ أمينْ
…
فينظرُ في قلوبِ المسلمينْ
إلى هنا انتهى ديوان الشيخ جمال الدين بن نباته وقد طبع بعد مراجعته على النسخة التي في دار الكتب العربية الخديوية