المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌حرف التاء المثناة - ديوان ابن نباتة المصري

[ابن نباتة]

الفصل: ‌حرف التاء المثناة

‌حرف التاء المثناة

قال مؤيدية

الكامل

لولا معاني السحر من لحظاتِها

ما طال تردادِي إلى أبياتها

ولما وقفتُ على الديارِ منادياً

قلبي المتيمَ من ورا حجراتها

دارٌ عرفتُ الوجدَ منذُ أتيتها

زمنَ الوصال فليتني لم آتها

حيثُ الظبا وكواعبٌ وحدائقٌ

أنَّى التفتُّ رتعتُ في جناتها

والرَّاح هاديةُ السرور إلى الحشَا

مثل الكواكب في أكفِّ سقاتها

لا أنظم الأحزان في أيَّامها

أو ما ترى كسرى على كاساتها

كم ليلةٍ عاطيت صورته طِلاً

كادتْ تحركُ معطفيه بذاتها

فلئن بكيت فإنَّ هذا الدمعَ من

ذاك الحبابِ يفيضُ من جنباتها

مالي وما للهوِ بعد مفارِقٍ

قد نفّرت غِربانها ببزاتها

والشيب في فودي يخطُّ أهلةً

معنى المنونِ يلوح في نوناتها

سقياً لروضاتِ الشباب وإن جنت

هذي الشجونُ على قلوبِ جُناتها

ولدولةِ الملكِ المؤيدِ إنَّها

جمعت فنونَ المدحِ بعدَ شتاتها

ملكٌ ليمناه عوائدُ أنعُمٍ

ألفتْ نحاةُ الجود فيضَ صِلاتها

ما قال إلَاّ في مبادرَة العطا

وتناولِ الأمداح هاكَ وهاتها

شدَّت لساحته الرحالُ ففعلها

يقضي بنصرِ الحرف نحوَ جهاتها

أكرم بساحته التي لا صَدْحَ من

وُرق الثنا إلَاّ على روْضاتها

غذِيَ الرجاءَ نباتُها فانْظر لمن

وشَّاه من مدحٍ فمُ ابنِ نباتها

واهْرع إلى الشخصِ الذي قد ألفت

كلّ القلوبِ له على رغباتها

ص: 66

وإذا الفتى اجْتذب القلوب سعت إلى

دينار راحتهِ خُطَى حبَّاتها

وإذا حُلى الملكِ المؤيدِ أشرقت

فاخْشع لما تمليهِ من آياتها

شرفٌ مثالُ النجمِ دون مثالهِ

وَلُهاً يضيعُ الغيث في قطراتها

لم يكف أن جلَّى الخطوب عن الورى

حتَّى جلا بعلومه ظلماتها

لله فيهِ سريرةٌ مكنونةٌ

فصفاتها الإعياء دون صفاتها

لا تطلبنَّ من القرائح حصرَ ما

أفضى إليه وَعدِّ عن إعناتِها

ركعتْ لذكراهُ الحروف فلن تكدْ

تتبيَّنُ الألفاتُ من دالاتها

وتقشَّعت أنواءُ كلّ غمامةٍ

وهباتُه تجرِي على عاداتها

يا ابنَ الملوكِ الناشرين لبيتهم

سِيراً تبيّضُ من وجوهِ رُواتها

مُتَّ الفقيرَ إلى يديك بمنةٍ

إذ كان صنع الجودِ من لذَّاتها

وصَبتْ إلى لقياك غير ملولةٍ

نفسٌ رأت جدواك أصلَ حياتها

لا نعتب الأيَّامَ كيفَ تقلَّبت

بالقاطنينَ وأنتَ من حسناتها

وقال في كمال الدين بن الزملكاني

البسيط

قضى وما قُضِيَتْ منكم لباناتُ

متيَّمٌ عبثتْ فيهِ الصبابات

ما فاضَ من جفنهِ يومَ الرحيل دمٌ

إلَاّ وفي قلبهِ منكم جراحات

غبتمْ فغابتْ مسرَّاتُ القلوبِ فلا

أنتم بزعمي ولا تلك المسرَّات

أحبابنا كلّ عضوٍ في محبَّتكِم

كليمُ وجدٍ فهل للوصلِ ميقات

يا حبَّذا في الصَّبا عن حيّكم خبرٌ

وفي بروقِ الغضَا منكم إشارات

وحبَّذا زمنُ اللهوِ الذي انْقرضت

أوقاته الغرّ والأعمالُ نيَّات

حيثُ المنازلُ روضاةٌ مدبجَةٌ

وحيثُ جاراتها غيثٌ سحابات

أيام ما شعرَ البينُ المشتّ بنا

ولا خلت من مغاني الأنس أبيات

حيثُ الشبابُ قضاياهُ منفَّذةٌ

وحيثُ لي في الذي أهوى وِلايات

وحيثُ أسعَى لأوطان الصبى مرحاً

ولي على حكمِ أيَّامي ولايات

وربَّ حانةُ خمارٍ طرقتُ ولا

حانت ولا طرقت للقصفِ حانات

سبقت قاصِد مغناها وكنت فتىً

إلى المدامِ له بالسبقِ عادات

ص: 67

أعشو إلى ديرِها الأقصى وقد لمعت

تحت الدجى فكأنَّ الدَّير مشكاة

وأكشف الحجبَ عنها وهي صافيةٌ

لم يبقَ في دنها إلَاّ صُبابات

راحٌ زحفت على جيشِ الهموم بها

حتَّى كأنَّ سنا الأكوابِ رايات

وبتُّ أجلو على الندمانِ رونقها

حتَّى لقد أصبحوا من قبلِ ما باتوا

مصونة السرّ ماتتْ دونَ غايتها

حاجاتُ قومٍ وللحاجاتِ أوقات

تجولُ حولَ أوانيها أشعَّتها

كأنَّما هي للكاسات كاسات

وتصبح الشرب صرعى دونَ مجلسِها

وهي الحياةُ كأنَّ الشربَ أموات

تذكرت عند قومٍ دوْس أرجلهم

فاسْترجعت من رؤوس القوم ثارات

واسْتضحكت فلها في كلّ ناحيةٍ

هبات حسنٍ وفي الآناف هبات

كأنَّها في أكفِّ الطائفين بها

نارٌ تطوف بها في الأرضِ جنَّات

من كلّ أغيدَ في دينارِ وجنته

توزَّعت من قلوب الناسِ حبَّات

مبلبل الصدغ طوع الوصل منعطف

كأنَّ أصداغه للعطفِ واوات

ترنَّحت وهي في كفَّيه من طربٍ

حتى لقد رقصت تلك الزجاجات

وقمتُ أشربُ من فيهِ وخمرتهِ

شرباً تُشَنُّ بهِ في العقلِ غارات

وينزلُ اللثمُ خدَّيه فينشدها

هي المنازلُ لي فيها علامات

سقياً لتلك اللييلاتِ التي سلفت

فإنَّما العمرُ هاتيك اللييلات

تقاصرت عن معانيها الدهور كما

تقاصرت عن كمال الدِّين سادات

حبرٌ رأينا يقينَ الجود من يدِه

وأكثرُ الجود في الدنيا حكايات

محجب العزّ في أيَّام سؤدَدهِ

للعزّ محوٌ وللأمداحِ إثبات

سما على الخلقِ فاسْتسْقوا مواهبه

ى غروَ أن تسقيَ الأرضَ السموات

واسْتشْرف العلم مصقولاً سوالفه

بدهره وزهتْ لليمن وجنات

واسْتأنف الناسُ للأيامِ طيب ثناً

من بعد ما كثرت فيها الشكايات

لا يختشِي موتَ نعمى كفهِ بشرٌ

كأنَّ أنعمهُ للخلقِ أقوات

ولا تزحزَحُ عن فضلٍ شمائلهُ

كأنَّها لبدورِ الفضلِ هالات

يا شاكيَ الدهرِ يممهُ وقدْ غُفرتْ

من حوْلِ أبوابهِ للدَّهرِ زَلَاّت

ويا أخا الذَّنبِ قابلْ عفوه أَمَماً

أيانَ لا ملجأ أوْ لا مغارات

ص: 68

ولا يغرَّنك غفران فتغمره

فللعقارِ على لينٍ شرارات

ويا فتى العلم إنْ أعيتكَ مشكلةٌ

هذا حماه المرجّى والهدايات

ويا أخا السعي في علمٍ وفي كرمٍ

هذي الهدايا وهاتيك الهدايات

لا تطلبنَّ من الأيَّامِ مشبهَهُ

ففي طِلابك للأيَّامِ إعنات

ولا تُصِخْ لأحاديث الذين مضوا

ألوى العنان بما تملى الروايات

طالع فتاويهِ واسْتنزِلْ فتوَّتهُ

تلقَ الإفاداتِ تتلوها الإفادات

وحبر الوصف في فضلٍ بأيسره

تكادُ تنطقُ بالوصفِ الجمادات

فتىً تناولَ صحفَ المجدِ أجمعهَا

من قبلِ ما رقمت في الخدِّ خطّات

حامي الدِّيار بأقلامٍ مسدَّدة

تأخر الشك عنها والغوايات

حامي الذّمار بأقلامٍ لها مدَدٌ

من الهدى واسمه في الطرسِ مدَّات

قويمة تمنع الإسلام من خطرٍ

فأعجب لها ألفات وهي لامات

تعلمت بأس آساد وصوب حياً

منذ اغْتدتْ وهي للآساد غابات

وعُوِّدتْ قتل ذي زيغ وذي خطل

كأنَّها من كسير الحظِّ فضلات

وجاورَت يد ذاكَ البحر فابْتسمت

هنالك الكلماتُ الجوهرِيات

لفظٌ تشفّ عن المعنى لطافته

كما تشفّ عن الرَّاحِ الزجاجات

عوّذ بياسينَ أطراساً براحتهِ

فيها من الزخرفِ المشهودِ آيات

واسْتجلِ منطقه الأعلى وطاعته

تجلى الشكوك ولا تشكى الدّجنات

أغرٌّ يهوى مُعادَ الذكر عنه إذا

قيل المُعادات أخبارٌ معادات

تعجُّ طلَاّبه من حول ساحتهِ

فما تفهّمُ من ناديه أصوات

وفدٌ وخيلٌ وآبالٌ محبرة

مدحاً قد اختلفت فيهِ العبارات

إذا تعمَّق في نعماء ضاعفها

كأنَّ كلّ نهاياتٍ بدايات

وإن خطا للمعالي خطوةً بهرت

كأنَّ أولَ ما يخطوه غايات

لا عيبَ فيهِ سوى علياء معجزة

فيها لأهلِ العُلى قِدماً نكايات

يجرِي دمُ التبرِ للنزَّالِ بعدهمُ

هذا هو الجود لا نابٌ ولا شاة

ويجتلَى من سجاياه التي اشْتهرت

للضدِّ هلكٌ وللمعتزِّ منجاة

فلا وقايةَ تحمِي وفدَ راحته

بلى على عرضهِ الأنقى وقايات

ص: 69

ولا مثالَ لما شادتْ عزائمه

إلَاّ إذا نيلت الشهبُ المنيرات

في كل يومٍ دروسٌ من فوائده

ومن بوادئِ نعماه إعادات

صلَّى وراءَ أياديهِ الحياء فعلى

تلك الأيادِي من السحبِ التحيات

وصدَّ عمَّا يروم اللوم نائله

فما تفيد ولا تجدِي الملامات

يرامُ تأخيرُ جدواه وهمتهُ

تقول إيهاً فللتأخير آفات

من معشر نجب ماتوا وتحسبهم

للمكرُمات وطيب الذكر ما ماتوا

ممدّحين لهم في كلّ شارقةٍ

برٌّ وتحت سجوف الليل إخبَات

لا تشتكي الجور إلَاّ من تعاندهم

ولا تذمهمُ في المحلِ جارات

ولا تسوق رياح المزنِ أيسر ما

ساقتهُ تلك النفوس الأرْيحيَّات

بيتٌ أتمتْه أوصافُ الكمال كما

تمت بقافيةِ المنظومِ أبيات

ما روضة قلدت إحياء سوسنها

من السحابِ عقودٌ لؤلؤيات

وخطَّتِ الريحُ خطاً في مناهلها

كأن قطرَ الغوادي فيه جريات

وللجداولِ تصفيقٌ بساحتِها

والقطر روضٌ وللأطيارِ رنَّات

يوماً بأبهجَ من أخلاقهِ نظرا

أيَّام تعْيي السجيَّات السخيات

ولا الشموسُ بأجلى من فضائلِهِ

أيام تدجو الظنون اللوذعيَّات

ولا النجومُ بأنأى من مراتبه

أيَّام تقتصر الأيدِي العليات

قدرٌ علا فرأى في كلّ شمس ضحىً

جماله فكأنَّ الشمس مرآة

وهمَّةٌ ذكرها سارٍ وأنعمها

فحيثما كنت أنهارٌ وروضات

يا ابنَ المدائحِ إن أمدحْ سواك بها

فتلك فيهم عوارٍ مستردات

لي نيَّةٌ فيك إذ لي فيهمُ كلمٌ

وإنَّما لبني الأعمالِ نيَّات

الله جارك من ريبِ الزمانِ لقد

تجمَّعت للمعالي فيك أشتات

جاورت بابك فاسْتصلحت لي زمنِي

حتى صفَا وانْقضت تلك العداوات

ونطَّقتني الأيادي بالعيونِ ثنىً

فللكواكبِ كالآذانِ إنصات

وبتُّ لا أشتكِي حالاً إذا شكيت

في بابِ غيرك أحوال وحالات

ص: 70

إلَاّ ذوي كلمٍ لو أنَّ محتسباً

تكلمت من جميع القوم هامات

يزاحمُون بأشعارٍ ملفَّقةٍ

كأنَّها بين أهلِ الشعرِ حشوات

ويطرحون على الأبوابِ من حمقٍ

قصائِداً هي في التحقيق بابات

من كل أبلهَ لكن ما لفطنتِه

كالبُلهِ في هذه الدنيا لإصابات

يحمّ حين يعاني نظمَ قافيةٍ

عجزاً فتظهرها تلك الخرافات

ويغتدِي فكرهُ المكدودُ في حرَقٍ

وقد أحاطت بما قالَ البرودات

وقد يجيء بمعنىً بعد ذا حسنٍ

لكن على كتِفَيهِ منه كارات

أعيذُ مجدَكَ من ألفاظِهم فلها

جنىً كأنَّ معانيهم جِنايات

لا يغرهم بندىً يأتيهمُ فكفى

مدحاً بأن يتأتَّى منك إنصات

إن لم تفرِّق بفضل بين نظمهمُ

وبين نظمي فما للفضلِ لذَّات

حاشاك أن تتساوى في جنابك من

قصائدِ الشعر سوْآتٌ وجَبهات

خذْها عروساً لها في كلّ جارحةٍ

لواحظٌ وكؤسٌ بابليَّات

أوردت سؤددك الأعلى مواردَها

وللسها في بحارِ الأُفقِ عبَّات

شمَّاء يرْكعُ نظمُ الناظمين لها

كأنما ألفاتُ الخطِّ دالات

نعم الفتَى أنتَ يستصغى الكلام لهُ

حتَّى تسير لهُ في العقلِ سوْرَات

ويطرب المدحُ فيه حينَ أكتبه

كأن منتصب الأقلامِ نايات

ما بعد غيثك غيثٌ يستفادُ ولا

من بعدِ إثبات قولِي فيكَ إثبات

خصصت بالمدحِ اللاتي قد ارْتفعت

منِّي الثناء ومن نعماك آلات

فسدْ وشدْ وابقَ ما دامَ الزمانُ ففي

بقياك للدِّين والدُّنيا عنايات

حزتَ المحامِد حتَّى ما لِذي شرفٍ

من صورةِ الحمدِ لا جسمٌ ولا ذات

وقال وزيرية

الطويل

نزحت لبينِ النازحين مدامعِي

وعادوا فعادت رُجَّعاً عبرَاتي

وكنتُ من الأفكارِ والدمع بعدهم

كأنِّيَ في بحرٍ من الظلمات

كأنِّيَ معكوسٌ من السهدِ والأسى

فليلِي معاشِي والنهارُ سباتي

بعادٌ وقربٌ فيهما النوحُ والبكا

أعلِّمُ وُرْقَ الطيرِ في الوَكنات

ص: 71

وزيرَ العلى والعلمِ والبرِّ والتقى

على أيمنِ الأوقات والحركات

قدِمتَ بوفد الرأي والعزمِ والندَى

وقدْ كانَ يكفِي وافد البركات

قدومَ الحيا يروِي ظمَا كلّ منبتٍ

ضعيفٍ فيا بشرى لضعفِ نبات

ذخرنا نداه في الورى وَوَلاءهُ

ليومِ حياةٍ أو ليومِ ممات

وليّ غمامٍ أو وليّ عبادةٍ

ترجِّيه للإحسان والحسنات

إذا بسطت كفَّاه باليمنِ للورى

رجوا بسطها للأمنِ بالدعوات

هو المرء خافَ الله في كلّ حالةٍ

فخافتهُ حتَّى الأسدُ في الفلوات

وقوَّى ضعيف الحالِ منا بدهرِهِ

خلا ما بلحظِ الغِيدِ من فترات

فلا كلم الأعداء جانب جاههُ

ودامَ مطاعاً نافذَ الكلمات

وكتب إليه الشيخ صفي الدين الحلي قصيدة

يعاتبه على عدم مكاتبته أولها

الخفيف

من لصبّ أدنى البعاد وفاته

مذْ عداه وصل الحبيب وفاته

فأجابه الشيخ جمال الدين

الخفيف

ما لظبي الحمى إليه التفاته

بعد ما كدَّر المشيبُ حياته

لهِجٌ بالهوى وإن نفرت أي

دِي الليالي غزالَهُ ومهاته

كلَّما قيل قد سلا عن فتاةٍ

عادَهُ الحبّ فاسْتجدّ فتاته

ما على من عصى النهى فيه رأيٌ

لو عصى في الهوى عليَّ نهاته

بأبي فاتر اللحاظِ غرير

رامَ تشبيهه الغزالُ ففاته

صائل الحسن إنْ رنا وتثنى

سلَّ أسيافه وهزَّ قناته

لعيون الورى بخدَّيه وردٌ

طالما عاقبَ السهادُ جناته

ساقيَ الرَّاح بادِّكار لقاه

لا عدِمنا ذاكَ اللقا وسقاته

هاتِ كأسِي وإن لحنت من ال

سكرِ فلا تلحني إذا قلتُ هاته

أنا فرعٌ من النباتِ إذا ما

هجرَتهُ السقاةُ خافَ مماته

ص: 72

أنبتته نعمى الصفيّ وأحيت

ذكرَ أسلافه فسرت نباته

حبَّذا من إمام لفظٍ وفضلٍ

نشرَ الذكر في البلادِ دُعاته

ناظمٌ يشتكي الوليد قصوراً

حيت تتلو رُواته أبياته

من أناسٍ كانُوا إذا عزمَ الده

ر وحامى كفاته وحماته

إن تعالى الثناءُ كانوا بنيه

أو تعالى الفخار كانوا بناته

قوَّضوا وابْتدى فريد صفات

طال أو تقرع الخطوبُ صفاته

ما حمدنا للدهرِ إلَاّ دواهُ

ولرقم الطروس إلَاّ دَوَاته

سار علم القريض يطلبُ حجًّا

فغدى بابُ فضلهِ ميقاته

تارةً من حماة يدعى وطوراً

يستحثُّ الثنا إليه حُداته

يا مفيدَ الورى لآلئَ بحرٍ

يعرِفُ الذوقُ عذبه وفراته

وصل العبد من قريضك برّ

سرّ أحبابه وساءَ عِداته

رائق الكأس غير أن عتاباً

طالما للمحبِّ كان قذاته

أيُّ ذنبٍ لساتر نظمه عن

كَ ومن ذا يهدِي لطود حصاته

خلّ هذا وانعَمْ بباب مليك

عمّ بالعدل والنوال عُفاته

لو طلبنا له شبيهاً من الده

ر لكنا كطالبٍ إعنَاته

زوجتنا حماة نعمى يديه

فغدى كلنا يحبّ حماته

وقال يرثي جارية له

الطويل

أقيما فروضَ الحزن فالوقت وقتها

لشمس ضحىً عندَ الزوال ندبتها

ولا تبخلا عني بإنفاق أدمعٍ

ملوّنة أكوى بها إن كنزتها

لغائبةٍ عني وفي القلب شخصها

كأنيَ من عيني لقلبي نقلتها

يقولون كم تجري لجاريةٍ بكىً

وما علموا النعمى التي قد فقدتها

ملكت جهاتي الست فيك محبةً

فأنت وما أخطا الذي قال ستها

إلا في سبيل الله شمس محاسنٍ

وإن لم تكن شمس النهار فأختها

تعرّفتها دهراً يسيراً فأعقبت

دوامَ الأسى يا ليتني لا عرَفتها

وقال أناسٌ إن في الدمع راحةً

وتلك لعمري راحةٌ قد نكرتها

ص: 73

هل الدمع إلا مقلةٌ قد أذبتها

عليكِ وإلا مهجة قد غسلتها

نصبت جفوني بعد بعدك للدجى

وأما أحاديث الكرى فرفعتها

وقال زماني هاكَ بعد تنعمٍ

كؤوس الأسى والحزن ملآى فقلت ها

بكيتك للحسن الذي قد شهدته

وللشيمِ الغرّ التي قد عهدتها

وروضة لحدٍ حلها غصنُ قامةٍ

لعمري لقد طابت وقد طاب نبتها

وحزن فلاةٍ يممته وإنما

ديارُ الظبا حزنُ الفلاة وموتها

كلانا طريحُ الجسم بالٍ فلو دَرَت

إذاً ندَبتني في الثرى من ندبتها

بروحيَ من أخفي إذا زرت قبرها

جوايَ ولو أعلمتها لعققتها

خبية حسنٍ كنت مغتبطاً بها

ولكن برغمي في التراب دفنتها

وآنسة قد كان لي لينُ عطفها

فلم يبق لي إلا نِداها ونعتها

أنادي ثرى الحسناء والترب بيننا

وعزَّ على صمتِ المتيمِ صمتها

كفى حزناً أن لا معين على الأسى

سوى أنني تحت الظلام بعثتها

وتنميق ألفاظٍ عليك رقيقة

كأنيَ من نثر الدموع نظمتها

قضيت فما في العيش بعدك لذّة

ولا في أمانٍ لو بقيتُ بلغتها

سلامٌ على الدنيا فقد رحلَ الذي

تطلبتها من أجله وأردتها

وقال في السبعيات

الكامل

بالنصر والإقبال والبركات

سكنى القصور ومنزَهُ الحركات

في ظلّ ملك بالسعود تمنحت

في سائر الحركات والسكنات

وعمائر موصولة بعمائرٍ

طيارة في الذكر والغرفات

والناسُ إما مادحٌ أو مطربٌ

بثنائه الموصول بالنغمات

والكل بين يديك خادمُ صنعةٍ

ينشي وينشد والزمان مؤاتي

يا جودَ سلطان العبادِ ومدحنا

طابَ الصبوحُ لنا فهاك وهات

وأرى صبوحك كاس أجر أو ثنىً

فاشرب هنيئاً يا أخا اللذات

وقال في قاضي القضاة نور الدين بن حجر

الكامل

بثّ المشيبُ على الشجيّ بزاته

وبدا فنفّر ظبيه ومهاته

ص: 74

لا مت يا لاحي الشجي على الأسى

وحييت بعد الظاعنين حياته

أو عشت عيشي عند جفوةَ سيدٍ

عوّدت منه ميله ولهاته

هذاك قد خصف الحيا أوراقه

وأنا الذي هشم الجفاءُ نباته

وأتى إلى حجر الكرام فطاف في

حجّ الرجاءِ معاوذا ميقاته

سادوا الزمانَ كما ترى عباده

وسرَاته وهداتهُ وكماته

لا زال سارٍ نور بيتهمُ ولا

عدِمَ النزيلُ وسامع أبياته

وقال في البرهان القيراطي يسأله الوساطة بينه

وبين ابن حجر

الكامل

فاز الذي شغل الأسى أوقاته

لو كان أشبعه الأسى أوقاته

يا ليت لو كان المنام معاشه

طيفاً ولا كان النهار سباته

قيراط وصل كنت أجعله على

قنطار هجرانٍ يُغير ذاته

يا سيدَ الأدباءِ لا شكاً لقد

جازاك من لم يدرِ منك شكاته

أنظر لخليك اللذين تحاربا

أدباً وهب لكليهما ما فاته

من كان من قشٍّ ترعرع نبته

أو كان من حجرٍ ألنتَ صفاته

عذراً لمن هزت هباتك طودَهُ

ولمن أطاشَ ندىً يديك نباته

وقال وأهدى خروفا لقادم من الحج

مجزوء الكامل

أهلاً بركب القادمي

ن زها وأزهر وقته

لبني عليّ إنه

نعم الولي علمته

يا قادماً ما زلت في

نعماه منذ عرفته

ومُدِحت حين قصدته

وقصدت حين مدحته

هنئت حجاً من شذا

عرفات قد عرفته

وبعثت من فرحي خرو

فاً لو قدرت لزدته

لو أنه ابن خروف نح

ويّ النحاة بعثته

ص: 75

وقال مجيبا لابن الزملكاني من الخمسيات

السريع

شكراً لنعماك وإن أفحمت

لساني الشاكر عما نويت

وعجّزت مدحي لُهاك التي

مدحتها بالعجز ثم اكتنيت

يفديك من رمت حماه فلو

هجوت ما زدت على أن حكيت

والله ما أنت وأهل العلا

إذا تأملتهم وانتقيت

إلاّ كبيت الله في فضله

على بيوت الله والكل بيت

وقال في المثالث

السريع

يا سيداً حلوَةُ أمداحه

تجمع بين الحسن والبخت

لما تحلت سنه بالهنا

لديكم في أسعد الوقت

ناديت بالاسم وترخيمه

وصحت يا ستين يا ستي

وقال في المثاني إلى القاضي شمس الدين البهنسي

الرمل

شكر الله أياديكَ التي

عاجلت قصدي بأنواعِ الهبات

أنتَ بالمعروفِ قدْ أحييتني

وكذا الشمس حياة للنبات

وقال في المجون

الطويل

يقول مليحٌ مسلم بعد كافر

طعنتَ بايرٍ فائقٍ سيفَ دولة

فعاداتُ سيف الدولة الطعن في العدى

وعادات ذا طعنُ العدا والأحبة

وقال مع سكر أهداه

مخلع البسيط

جدت وأفحمتني بما قد

سمعت من لفظك الموَاتي

فاقبله ذا سكر بياض

إن عجز السكر النباتي

وقال مع خروف أهداه

المجتث

أرسلت نضوا حقيراً

ولو قدرت لزدته

ص: 76

لو أنه ابن خروف

نحويّ مصر بعثته

وقال وكتب به لضعيف

الوافر

كتبت وقد وجدت من التشكي

ومسّ السقم أكثر ما وجدتا

ألم تعلم بأنك ضمن قلبي

فما يصل السقام إليك حتى

ومن مقطعاته قوله

الكامل

لم يبقِ شيبي لذةً لحياتي

والشيبُ صبحٌ قاطعُ اللذات

فارقت أيمنَ زوجةٍ وعدمت من

مغنى حماه عوائدي وصِلاتي

حيّي الحيا أوقات تلك وهذه

وسقى معاهد زوجتي وحماتي

ولقد محا قاضي القضاةِ وتاجهم

عني مصاب الحسن والحسنات

فاضت مواهبه عليّ ولم أسل

وسقتْ مواطره الغِزارُ نباتي

وسجعت مدحاً حين طوّقني ندىً

إنّ المطوّق ساجعُ النغمات

ولئن أقل للعجز دعوى مدحتي

فلتكثرنّ بصالحٍ دعواتي

ــ

البسيط

هبْ أنها الظبي لكن غير ملتفتٍ

فعطفها اللّينُ هلاّ غير ذي عنت

وقبلة بعثتها في الكرى شفةٌ

بالليل منك فهلاّ عاودت شفتي

كما تعاهدني فضل المواهب من

عليّ أهل العلى والاسم والسمةِ

من ابن فضل الإله المعتلي رتباً

لم يعتلِ مثلها نجمٌ على الكرةِ

من ليس ينسى نداه حال أشعث إن

أضحى على قلة أمسى على قلتِ

لحمي وعظمي على نعماه قد نبتا

كلّ النبات ولا كلت ولا نبتِ

لأشكرنّ أياديه بذاك وذا

إن أحي في هذه الدنيا وإن أمت

ــ

الوافر

شكت من شيبتي عينُ الفتاة

فيا لكِ ثمّ يا لكِ من قذَاة

وعفت الظبيَ أيضاً لا لفكرٍ

يطالبنا الوداد بلا التفات

وكفّر ذنبَ أغزالٍ تقضت

ختامُ المدح في قاضي القضاة

ص: 77

فما أسرى معالي المدح دُرًّا

أنظّمه على تاج السرَاةِ

إمامٌ خزرجيّ البيت طافت

على أركانه فرَقُ العفاةِ

لهم هممٌ بها في الفضل تروي

عواليه الثقاةُ عن الثقاة

حلاوة مدحه في الطيب شاعت

ولا سِيما بشكريّ النبات

ــ

السريع

لاعبُ شطرنجٍ بفصل الشتا

عشقته ويلاهُ من بُهْتِه

قلبي بكانون على ناره

وسيدي يلعب في دَسْته

دع غزلاً وامدحْ وزير التقى

في فضله الأوفى وفي نعته

وليهنَ مغنى الشام من حظه

قدوم مولانا ومن تخته

أوحشه الغيث الذي قد نأى

وجاءه واللهِ في وقته

وليهنَ مولانا بحيث انتحى

قدر سما الكواكب في سمته

من فوقه أنت بمقدار ما

تطيفك الأبصار من تحته

ــ

الرمل

ربّ ليلٍ زارَ فيه قمرٌ

خدّه المحمرّ بالأقمار شامت

ذو نطاقٍ وسوارٍ لم يدَع

ناطقاً غيرهما عندي وصامت

فاح نشراً وبدا فالبدر من

حسدٍ خافٍ ونشرُ الروضِ خافت

مثلما أقبلت من مصرها

أنجم العلم فنجم الشام شامت

يا بني الأنصار طابت وزكت

في العلى منكم فروعٌ ومنابت

لو سكتنا عن ثناءٍ لغدا

فضلكم بين البرايا غير ساكت

سؤدد حسَّنَ بيتاً ثابتاً

فكفاكم منه حسّان بن ثابت

ــ

مجزوء الرمل

حبَّذا يومُ وصالٍ

يصل السعد وُقَيْتَه

أه من رخص محبٍّ

باعه الصبر وليتَه

بعت في العشاقِ روحي

يا حبيبي بِسُتَيْتَه

ــ

السريع

مولايَ أدركني بفضل الدعا

والجاه تنقعْ بها غُلَّتي

جرايتِي ضاعتْ فآهاً لها

وبعد هذا رمدتْ مقلتي

ص: 78

ففي صباحِي ومسائِي معاً

أصيحُ يا عيني ويا غَلَّتي

ــ

الوافر

رعاكَ الله كمْ ترعى أمورِي

وتجمع فكرتِي بعدَ الشتات

أما وسيادةٍ لكَ في البرايا

لها فخرٌ على ماضٍ وآت

لقد أحيَى ندَى كفَّيك حالي

كذاك الغيث يحيي للنبات

ــ

الكامل

يا شمسَ فضلٍ واضحٍ لي حسَّدٌ

بولاية المُجدِي كانوا كالشُّمت

شكراً لأنعمك التي قد أفصحتْ

عن شكرِها حتَّى جوارِحي الصُّمت

مزجت بنطقِي في الورى وجوارحِي

فلأشكرَنَّك ما حييتُ وإن أمت

ــ

السريع

كانَ لمولانا كما قد درَى

جدّ يرى للودِّ إثباتا

وكانَ لي جدّ سعيد فيَا

لهفِي على جدَّين قد ماتا

ــ

الخفيف

سائلي اليوم كيف حالِيَ في القس

مِ ونظارة القضاة السراة

كلُّ قاضٍ يرى أسيرَ شهودٍ

وأنا شاهدٌ أسير القضاة

ــ

السريع

يا عجباً لي بعد عصر الصّبا

مخالفٌ في كلِّ حالاتي

أصبُو وقد أصبحتُ من نسوتي

ما بين عمَّاتي وخالاتي

ــ

البسيط

قالوا عهدناك ذا شعرٍ نلذّ به

ما باله قد تولى حسنهُ الآتي

فقلتُ من كُثرِ ما أشكو بهِ ضرراً

والشعرُ يفسده كُثرُ الضرورات

ــ

الخفيف

إن أساءَ الحبيبُ قامت بعذرٍ

وجنةٌ منه فوق شامات

يا لها وجناتٌ أقابل منها

حسناتٍ تمحى بها السيآت

ــ

الكامل

مولايَ إنَّ الحالَ قد وصلتْ إلى

سطرين من بيتينِ قد ضمنّها

لم يبقَ عندِي ما يباع بدرهمٍ

إلَاّ بقيَّة ماء وجهٍ صُنَّها

ــ

المتقارب

يقولُ رجائِيَ لما دعا

نَداكَ لهبَّات تلك الهِبات

تناسب حال الندى والرجا

فهذا الغمام لهذا النبات

ــ

ص: 79

الكامل

لا عيبَ في بعضِ الكرامِ سوى ندًى

متعمّق للمرءِ عند صِلاته

يُعطيه من إحسانهِ ولربَّما

آذاهُ كي يعطيه من حسناته

ــ

مجزوء الرمل

إسقني صرفاً من الرَّا

حِ تحِتُّ الهمَّ حَتَّا

ودع العذَّال فيها

يضربون الماءَ حتَّى

ــ

الطويل

أرى جلستي عند الكمال تميتني

غبوناً ونفعي بالعلومِ يفوت

وما تنفع الآداب والعلم والحجى

وصاحبها عندَ الكمال يموت

ــ

السريع

جنينة التين وجيرانها

قد طيَّبت لذَّاتها وقتي

وكثرت عنديَ ما أشتهي

فالتين من فوقِي ومن تحتي

ــ

المتقارب

يقول الذي قد درَى غربَتي

وعسري وجودُكَ حصلته

قبضت بأنعامهِ البندقي

فقلتُ نعم ثمَّ فصَّلته

ــ

الوافر

ورثتُ اللفظ عن سلفِي وا كرم

بآل نباتة الغرّ السرَاة

فلا عجب للفظي حين يحلو

فهذا القطر من ذاك النبات

ــ

البسيط

لم أنس مخطوبة الأطراف في يدِها

كأس لطرفِي وروحِي منهما قوت

شبيه جمرٍ على ياقوت أنملها

ثمَّ انْطفى الجمر والياقوت ياقوت

ــ

المتقارب

يا ابن نباتة جار الزمان

وزِلْتَ وزالتْ قوَى همَّتك

وقد كنتَ ذا حكمةٍ وانْقضت

فلا أوحشَ الله من خدمتك

ــ

الوافر

لقد أصبحتُ ذا عمرٍ عجيبٍ

أقضِّي فيهِ بالأنكادِ وقتِي

من الأولادِ خمسٌ حولَ أمٍّ

فوا حرباه من خمسٍ وستّ

ــ

الرجز

يا سيدي عطفاً فإنِّي ميتٌ

وفي دمشق اليوم بردٌ قد عتَا

زرقة جسمي وبياض ثلجِها

سنجابِي الأبلق أيَّام الشتا

ــ

ص: 80

الرجز

قالتْ أريد من طبيخٍ قدرةً

وكثرتْ حاجاتها وأوْغلَت

فقلتُ هذي قدرةٌ يا ستَّنا

من قبلِ أن تمسُّها النار غلت

ــ

الطويل

مضى الأفضل المرجو للبأسِ والندى

وصحت على رغم العداة وفاته

وما مات أو ماتت بحزنٍ نساؤه

وماتت بأحزان البلاد حماته

ــ

السريع

سافرت للساحل مستبضِعاً

حمداً وقصداً حسن الجملة

فيا له من متجرٍ رابحٍ

ما نفقت فيه سوى بغلتي

ــ

مجزوء الكامل

يا شهدُ لا والله اق

نع أن أعاودَ قُبلَتك

ما أنتَ عندِي شهدة

حتَّى أذوق عسيلتك

ــ

الكامل

عندِي استفاد ذوو التأدُّب والذكى

قولاً نباتياً رَعوا روضاته

فأنا الحقيق بقول أحمد من إذا

قطفَ الرجال القول عند نباته

ــ

البسيط

أفديهِ لاعب شطرنجٍ قد اجتمعتْ

في شكلِه من معاني الحسنِ أشتات

عيناهُ منصوبةٌ للقلبِ غالبةٌ

والخدُّ فيهِ لقتل النفس شامات

ــ

مخلع البسيط

حلا ثنائي على عليٍّ

كما حلا جوده المواتي

فرحتُ ذا سكر بياضِي

وراحَ ذا سكَّرٍ نباتي

ــ

السريع

طلقت أبكار القوافي التي

كم معها في بيتِ شعرٍ أوَيت

فلا وَوَقتٍ كانَ للشعر لا

يجمعنا من بعد ذا سقفُ بيت

ــ

الكامل

ومطالع السعديّ في أُفق العُلى

والملك نعم القصد والحركات

من حيث يرقم إسمه وفعالهُ

فالعزُّ والإقبال والبركات

ــ

مجزوء الكامل

كانت للفظي رقَّةٌ

ضنَّ الزمان بما اسْتحقت

فصرفتها عن قدرتِي

وقطعتها من حيث رقَّت

ــ

ص: 81

الخفيف

وبديع الجمالِ زينَ بخالٍ

ساكنٍ فوقَ أشرف الوجنات

إن تشكى بها الحريقَ فممَّا

فتنَ المؤمنين والمؤمنات

ــ

المنسرح

قوَّيتَ قوتِي وقوتَ عائلتي

في زمنٍ للضعيفِ ممقوت

فكيفَ أثني عنانَ قصدِي عن

بابك يا قوَّتي ويا قوتِي

ــ

الطويل

فديتُ بليغاً أهَّلتني سطورهُ

لأجنحة تسمو سموَّ الأهِلَّة

فأقطف من أوراقِه الأدبَ الذي

وأسمع من ألفاظِه اللغة التي

ــ

الكامل

في شعرِ مولانا السنا العالي وفي

إنشائِه الأشهى مزاج القهوة

فمتى تقل بيتاً فقلْ إنَّ الذي

ومتى يُدِرْ سجعاً فقلْ إنَّ التي

ــ

الخفيف

كنتُ في ظلمةٍ من الحالِ لكنْ

بينَ شمسين قد أضاءت حياتي

وغمامين ينشآن نباتاً

يثمر الأجر من جميعِ الجهات

ــ

الوافر

نباتيِّ المناسب كيفَ تلقى

شتا شامٍ بهِ انْهشم النبات

وبرقاً ضارباً من فوقِ بشتٍ

فضربتهُ لعمري والعباةُ

ــ

السريع

يا سيِّدي هنئتَ عيداً أتى

بالسعدِ يجلى من جميعِ الجهات

لا غروَ إن أحييتني بالنَّدى

إنَّ النَّدى والشمس محيي النبات

ــ

البسيط

أهوى الصغار فإن لاحَ العِذار فقلْ

في لوعةٍ خمدت من بعدِ ما حميت

وقلْ لمن قالَ في خدِّي زمرُّدةٌ

لذاكَ حيَّةُ إيري عنكَ قد عميَتْ

ص: 82