المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌حرف الذال المعجمة - ديوان ابن نباتة المصري

[ابن نباتة]

الفصل: ‌حرف الذال المعجمة

‌حرف الذال المعجمة

وقال مجيبا للإمام الأوحد الأديب جمال الدين

يوسف بن حماد الحموي

أهلاً بها بيضاء عاطرةٌ إذا

وصلت ينم بها شذاها والشذى

سحارة الجفن الكحيل إذا رنت

عقدت لسان معوذٍ إن عوذا

تلك التي حكمت سهام لحاظها

حكماً تأمله الجمال فنفذا

تجري الدماء وسيفها في جفنه

نظراً وليس السحر إلَاّ هكذا

آهاً لرشقِ سهامها في هدبها

والسهمُ أبعدُ ما يكون معذذا

ولحاجبينِ إذا تعرّض ناظر

متأملٌ قالت لقوسيها خُذا

ولذلك الخدّ الخليليّ اللظى

لو ينتحي الصنم الأصمّ لجذّذا

قالت إذا غمضت جفونك فارتقب

طيفي فقلت لها نعمْ لكنْ إذا

وسمعت عن سيفٍ ورمحٍ قبلها

حتى انثنت ورنت فقلت هما اللذا

عشقي كمدح جمال دين الله لا

ينفكّ مشتغل الضمير بذا وذا

المرتقي درجات مجدٍ جلّ أن

يجذو سواه وجلّ عن أن يحتذى

مترفع الأوصاف عن مدح الورى

فكأنما قول المديح له بذا

جزل الندى والبأس لو لمس الصفا

لجرى ولو لمس الحديد لفلذَّا

عرف الحيا كفيه لما أخجلا

بالبرق وجنته وقال هما اللذا

عالٍ على شرف النجوم كأنما

قدَمُ الثريا في القياس له حذا

وجد الأنام على قريحته هدًى

فرأوا ليوسفَ نار موسى تحتذى

كم مقترٍ عانٍ يلذّذ أمره

وافى إلى أبوابه فتلذذا

ص: 176

ومعاودٍ منه اقتباس فوائد

لو شامها الأعشى الكبير تتلمذا

يمم حماه تجد سحاباً مشبماً

يهنى الندى وتلطفاً متبغذذا

وأناملاً خلقت لضمّ يراعةٍ

تجري ببسط الرزق أو كف الأذى

وفضائلاً فخرت على كأس الطلا

في الذوق فهي خليقة أن تنبذا

كم من معاني مشرق في لفظه

راحت فلا كدر يشين ولا قذى

كالنجم في صافي الغدير تظنه

أدنى منالاً وهو أبعد مأخذا

يا آل حماد الكرام بذكركم

نعش الزمان كأن ذكركمو غذا

أما الزمان بكم فأصبح إذ رجا

نطقاً وأما بالأنامِ فقد هذا

خلّفتمُ للمكرمات ممدّحاً

أعدى على رتب الزمان وانفذا

لله أنت لقد أجرت حشايَ من

همٍّ تحكمَ أمرُه واستحوذا

جانٍ عليَّ إذا اجْتهدت كواقع

في الفخِّ زاد عناه حين تجبَّذا

حتَّى لجأت إلى جنابك شاكياً

فأجرتَ من ألقى الرَّجا وتعوذا

كرماً كما نبع الزلال ومرحباً

وهدًى كما لمع الصباح فحبذا

الغيث أنتَ وأنتَ أكرم ديمةً

والسهم أنت وأنت أسرع منفذا

وقال يداعب رفقة سارووا معه

السريع

لي رفقةٌ تعجب إقبالهم

حوارنا يصقل أفخاذا

عادوا ببطيخٍ وقرعٍ لهم

وعدت لا هذا ولا هذا

قد نبذوا الإنصافَ فاعجب لمن

غدا بشهرِ الصوم نبَّاذا

وقال وقد أهدى حلاوة من

الطويل

بعثت لكم يا سادةً أنا عبدهم

قليلاً من المنّ الذي طاب مأخذا

فلا تقرنوه بالخليليّ آكلاً

فحاشكمُ أن تقربوا المنّ بالأذى

وقال ووجدته في مسوداته على هذه الصورة

مخلع البسيط

لما رأى الظبي طرف حبِّي

شكا إلى الحسنِ واستعاذا

وقال جفنٌ لم سقيمٌ

يا ليتني مت قبل هذا

ص: 177

وقال يشير إلى ابن عنين

مجزوء الكامل

مولايَ دعوة معجبٍ

يدعى به متلذّذ

أنا كالذي هو قائلٌ

في شعره أنا كالذي

ومن مقطعاته قوله

البسيط

أفدِي غزالاً من الأتراك مقلتهُ

في صنعة السحرِ أعيت كلّ أستاذ

نبَّاذ عهدٍ بذاك اللحظ يسحرني

يا حسرتي بين سحَّارٍ ونبَّاذ

كأنَّ ألفاظَ فخر الدِّين منه حوَتْ

مدامَ ساقٍ عليها سحر نفَّاذ

ذو النظم والنثرِ كم قالت حلاوة ذا

وذا لعمرك ماذي حلاوة الماذي

والفضل في الناسِ كم لذَّت له شيمٌ

وكم عطفت على لهفان لوَّاذ

يا كاتباً خلت أقلاماً بمهرقه

عقائلاً رقمت طرزاً على لاذ

تهنّها نعمَ الوهاب قائلةً

يا عيده اهْنأ بهذي واقْمع الهاذي

ــ

الكامل

قالت إشارة فاتكٍ لمروِّعٍ

قل لي لمن يستنجد المنبوذ

ما أنت إلا في الحصار معي فلا

تتعب فكلّ محاصرٍ مأخوذ

فأجابها باللهِ ثمَّ رسولهِ

يستنجد المنبوذُ حين يلوذ

هي نقطةٌ تروى فعند نفوذها

تحتال إذ عند الرجاء نفوذ

ــ

الطويل

كذا أبداً تلقى الأهلة طالعاً

عليك بأنوارِ السعود فحبَّذا

ويصنع فينا الجودُ صفواً مهنّئاً

ولا حظراً فيه عليك ولا قذى

ومهما وضعت المنّ في مستحقه

فوالله ما مدت إليك يد الأذى

ــ

الطويل

بروحي معسول اللمى متحجب

إذا لم يزر لم يهن عيشي ولا إذا

وإن ذقن منًّا من حلاوة ريقه

أتانا رقيب يتبع المنّ بالأذى

ــ

المنسرح

افدي بديع الجمال محتكماً

بناظرٍ في القلوب نفاذِ

إذا تبينت ما صناعته

رنا بلحظٍ وقال فولاذي

ــ

ص: 178

المتقارب

لسقياً لمشمش بستانكم

فنعم الشراب ونعم الغذا

وأعجب كلّ فتًى حبه

فقال الفتى حبَّذا حب ذا

ــ

الكامل

يا سيداً ما زال لي من مَنه

نعمَ الحلاوةُ والعشا ثم الغذا

منًّا بعثتُ إليك إلَاّ أنَّهُ

من منَّ بالتقبيل يتبعه أذى

ص: 179