المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

الفصل: ‌حرف اللام ألف

‌حرف اللام ألف

قال ولم ينشد

الطويل

أمنزل ذات الخال حييت منزلاً

وإن كانَ قلبي فيك بالوجد مبتلى

لك الله قلباً لا يزال مقيداً

بشجوٍ ودمعاً لا يزال مسلسلا

يعبر عن سر الهوى وأضيعه

فيا لك دمعاً معرباً راح مهملا

كفى حزناً أن لا أراقب لمحة

ولا أنظر اللّذّات إلاّ تخيّلا

ولا أستزير الطيف خوف فراقه

لما ذقت من طعم التفرّق أوّلا

وأقسم لو جاد الخيال بزورةٍ

لصادف باب الجفن بالفتح مقفلا

وأغيد قد أضنى العواذل أمره

فقل في أسى أضنى محبًّا وعذّلا

غرير رنت أجفانه ووصفنه

فراح كلانا في الورَى متغزّلا

إذا شئت أن أشدو بأوصاف ثغره

بدأت ببسم الله في النظم أوّلا

حذار عوادي القتل من سيف طرفه

فما كسر الأجفان إلا ليقتلا

بليت به ساجي اللحاظ كليلها

وما زال تعذيب الكليلة أطولا

إذا ما بدا أو ماس أو صان أو رنا

فما البدر والخطّيّ واللّيث والطّلا

وقالوا أتحكيه الغزالة في الضحى

فقلت ولا لحظ الغزالة في الفلا

فلا تنكرا منه حلاوة لحظه

فذاك أراه بالنعاس معسلا

ولا تعجبا من ردفه وثباته

فلولا وشاحا عطفه لتهيّلا

غدا البدر أن يحكي سناه وإنما

رأى مللاً من خلقه فتنقّلا

وماثل ريق النحل لذة ريقه

فقال اللّمى ما أخجل المتنحّلا

تبارك من جلّى صحائف أوجهٍ

وأوضح آيات الثغور ورتّلا

ص: 548

وشيد للملك المؤيد رتبة

من المجد تملي المادح المتوسلا

مليك رقى قبل الصبا كاهل العلى

فكيف وقد أبصرته متكهّلا

كريم الثنا نال الكواكب قاعداً

وجاوز غايات العلى متمهّلا

تخاف الغوادي من نداه كسادها

وما نفحت كفّاه إلا لتفعلا

يقولون أعدى باليمين يساره

فجادت فمن أعدى الذي جاد أوّلا

ومن في المعالي قد تقدَّم ورده

أجلْ إنها عادات آبائه الأولى

ملوك إذا قام الزمان لمفخرٍ

غدا بليالي ملكهم متجمّلا

كرام ثوَوا ثم استقلّ حديثهم

فأحزن في عرض البلاد وأسهلا

أناملهم تحت الثرى ربع مائه

وأقدامهم يكفيه أن يتزلزلا

رقوا ما رقوا من سؤدد ثم قوّضوا

فزادَ على ما أنهجوه من العلا

هنيئاً لدست الملك بدراً وغرَّة

إذا انْهلَّ في يوم الندَى وتهللا

دع الغيث بنار البرق والطود راسياً

ويمّمه إن راعَ الزمان وأمحلا

لراحة إسماعيل أصدق موعداً

وساحته الفتحاء أمنع مقفلا

هنالك تلقى أنعماً تترك الثرى

يراد وعزماً يترك الماء يصطلى

وأصيد من نسل الملوك إذا انْتدى

رأيت معمًّا في السيادة مخولا

أخا كرمٍ تبغي العواذل عطفه

فتلقاه أندى ما يكونُ معذّلا

دنا رفدُه قيد الوريد وإنَّما

ترفَّع حتَّى خاطبَ النجم أسفلا

فداه كرام العالمين فإنه

أبرُّهمُ مالاً وأشرف موئلا

إذا فاخر الأنداد جاءَ فخاره

بهذا الثنا يستوقف المتأمّلا

وبالعلم وضَّاح الهدى متألِّقاً

وبالحلمِ فيَّاح الجنا متهدِّلا

وبالمنطق الأزكى أسد محرَّراً

وبالسؤددِ الأجلى أغرّ محجَّلا

وبالزهدِ موصول القيام كأنما

يغازل طرفاً من دجى الليل أكحلا

وبالبأس سلْ عنهُ الصوارم في الوغى

وكانت مواضي البيض أفصح مقولا

وما هي إلَاّ همَّةٌ ملكيَّةٌ

انْقضى عزمها فرض العلى وتنفَّلا

يخصُّ سجاياها الوفا وهو مسلمٌ

وكان يهوديًّا يخصُّ السموألا

ويغني عن الأمداح مشهور فضلها

وما الصبح محتاجٌ إلى الوصفِ والحلى

ص: 549

وما الشمس في أفقِ السماء منيرة

تخال بها من ضحوة الغيظ أثكلا

بأوضح للأبصارِ من مجدِه الذي

توقَّد حتَّى لم تجد متوقّلا

ثنى رجله فوق النجوم ولو علتْ

وطالتْ ثنى باعيه أعلى وأطولا

وما روضة خاطت بها إبرة الحيا

من الودق ثوباً علق الوشي مسبلا

بأعبق من أوصافه الغرُّ نفحةً

وأبرع من ألفاظِه الزهر مجتلى

أوابد قد أعيى امرئ القيس قبلنا

سنا نجمها الهادِي فماتَ مضلَّلا

له راحة ضمَّت يراعاً ومرهفا

كأنَّهما زاداه بالمكثِ أنملا

يراعاً إذا مدَّته يمناه بالندى

رأيت عباب البحر قد مدَّ جدولا

وسيفاً كأنَّ القين سوَّاه جذوةً

فلو لو يعاهد بالطلا لتأكَّلا

مبيد لو أنَّ المرء ضاعف درعه

ومثله في نفسه لتجدَّلا

يؤيد خدّيه يدٌ ضربت به

دراكاً فما تحتاج كالبيض صيقلا

ألا رُبَّ شأوٍ رامه فتسهَّلت

رباه وصعبٍ راضه فتذلَّلا

وجيشٌ كأن الجوّ قد مدَّ أنجماً

عليه ووجه الأرض أنبت دبَّلا

كأن عتاق الطير بين رماحه

بنودٌ تهاوى للطعان وتعتلى

إذا نبضت يوماً بوادي قسيه

تلبس ثوب النقع بالنبلِ مجملا

رماه بعزمٍ فانْجلى ليل خطبه

ولو رامه الصبح المنير لما انْجلى

وذي ظمأة بادِي الخمول توعَّرت

عليه مساري الرزق حتَّى تحيلا

علا وارْتوى لما دعاه كأنما

يشافه من حوضِ الغمامة منهلا

وبيداء مقفار إليه قطعتها

فلاقيتَ معلوماً وفارقت مجهلا

وقلت لخليّ أنزلاني فهذه

منازله ثمَّ اعقلا وتوكَّلا

هنالك عاهدت الرياض أنيقة

ترفّ وجاورت الغمائم همَّلا

وقضَّيت في ظلِّ النعيم ليالياً

لو انْتقضت كانت كواكب تجْتلى

ولا عيبَ في نعمائها غير أنَّها

تجود متوهي الكاهل المتجمِّلا

وإني إذا أجهدتُ مدحي فإنَّما

قصاراي منها أن أقول فأخجلا

لبابك يا ابن الأكرمين بعثتها

أؤانس من مدحٍ عن الغيرِ جُفَّلا

ص: 550

وأرسلتها غرَّاء كالغصن يانعاً

وزهر الرُّبى ريَّان والريح سلسلا

ممنَّعة المغزى تجر برأسهِ

جريراً وتلقي من جرى الكلب جرولا

شببت لها فكري وفاحت حروفها

كأنيَ قد دخَّنت في الطرسِ مندلا

وأعْتقت رقِّي من خمولٍ عهدته

فحزت وَلا قلبي وللمعتق الولا

وأنت الذي أسْعفتني فصنعتها

ولولا الحيا لم يصبح الترب مبتَّلا

فلو رامها الطائيّ من قبل لم يقل

لهانَ علينا أن نقول ونفعلا

وكم مثلها أهديتها طيّ مدرجٍ

تكاد لفرطِ الشوق أن تتسلَّلا

يفوه بها الراوي فيملأ لفظها

فم الخلّ درًّا أو فم الضدّ جَندلا

جمعت بنعمى راحتيك فنونها

كما جمعَ السلك الجمانَ المفصَّلا

ومثلك من حلَّت أياديه حسنها

فزادَ وثنى حظّها فتكمَّلا

بقيت لهذا الدهر تبسط إن أسا

يديك فما ينفكُّ أن يتنصَّلا

ودمت لشأوِ المجد بالطول راقياً

ومن طلبَ المجد العليَّ تطوَّلا

حلفت يميناً ليسَ مثلك في الورَى

فما شرع الإسلام أن أتحلَّلا

وقال أفضلية

الخفيف

بعثت طيفها إلينا رسولاً

فبلغنا من الزيادة سُولا

ثمَّ ولَّى فليت أنا قدرنا

فاتَّخذنا مع الرسول سبيلا

يا له واصلاً إليَّ وما كا

دَ بدمعي أن يستطيع وصولا

خلّ يا دمع مقلتي في الدجى إ

نَّ لها في النهارِ سَبْحاً طويلا

وأعدْ يا نسيم أخبار مصرٍ

رُبَّما طارحَ العليل عليلا

أنت لا شكّ من صبا أرض مصرٍ

فلهذا أرى عليك قبولا

وملول هويتهُ غير أنِّي

لا أراه من الملال ملولا

ذو جمال على بثينة يزهى

يا شكاة الهوى فصبراً جميلا

ورضاب حماه رمح التثنِّي

فهوينا العسَّال والمعسولا

جلَّ ربٌّ أعطاه تحسين مرآ

هـ وأعطى الأفضل التَّفضيلا

ملك قد زهى به مربع المل

ك فحيَّى فرعه والأصولا

ص: 551

شادويّ ما فيه لو يوم وصفٍ

لا ولا للسؤال في لفظه لا

عذلوا جوده وشيمته الغرَّا

ء ترضي الورَى وتعطي العذولا

فيه بشر وفيه للروعِ حدٌّ

مثل ما ينتضي الحسام الصقيلا

نعمٌ تترك الذَّليل عزيزاً

وسُطاً تترك العزيز ذليلا

ومقيم على محاريب نسل

حسبه نور وجهه قنديلا

فإذا رامه العداة بكيدٍ

أخذتها الأيام أخذاً وبيلا

حاشَ لله أن نرى لك ضدًّا

يا ابن أيوب في العلى أو مثيلا

لك بيت في الملكِ قد جمع الأوزا

ن جمعاً يوافق التفعيلا

كرماً وافراً ومداً مديداً

وثناً كاملاً وذكراً طويلا

وعلى شخصك الكريم من السؤ

دد نورٌ يكفي العقول دليلا

كم سمعنا عن فضلِه وشهدنا

فحمدنا المنقول والمعقولا

ودمتمُ للفخار يا آل أيو

ب وبوركتمُ أباً وسليلا

كيف أنسى نوالكم وهو حولي

أتلقَّاه بكرةً وأصيلا

لم أذق صدّ جودكم فأغني

قمت ليل الصُّدود إلَاّ قليلا

وقال جلالية

الخفيف

إن طيفاً عن حال شجوايَ أملى

لستُ أدري أدَّى الأمانة أم لا

جاءَ ضيفاً وردَّه سهد عينيَّ

فولَّى بيَ الهمومَ وولَّى

ليت طيف الحبيب ينقل جسمي

لا حديثي فكان يحسن نقلا

بأبي من إذا تثنَّى دلالاً

أطرقت في رياضها القضب خجلا

فاتك اللحظ وهو حلوٌ مع الف

تك فيا حبَّذا الحسام المحلَّى

عرف الناس سحر عينيه لمَّا

مدَّ فرعاً فصيَّر الفرع أصلا

مدَّ صدغاً على عذارٍ وخدٍّ

فرأينا مرعىً وماءً وظلَاّ

ورنا بعده الغزال فقلنا

حُطّ يا ظبيُ عن جفنك ثقلا

ليسَ يُسلى هواه من قلب صبٍّ

ونعم فوق خدَّيه يُسلى

ص: 552

يا سلوِّي عليهِ عليه بُعداً وسُحقاً

واشْتياقي إليه أهلاً وسهلا

أشتكي جوره التذاذاً بذكرى

شخصه كالأريحيِّ منه عدلا

عجبي منه ظالماً مستطيلاً

وهو إن ماسَ أعدل الناس شكلا

باخلٌ بالكلامِ لكن له سيَّا

ف لحظٍ تكلَّم الناس عنه طفلا

يا بخيلاً بلفظه ولقاه

شذَّ ما قد بخلت قولاً وفعلا

خنت عهدي ولست أوَّل خلٍّ

خانَ بعد الولاء والودّ خلَاّ

رُبَّ يومٍ قد كانَ ريقك فيه

ليَ راحاً وكان قدّك نقلا

سائلي عن قديم دهريَ إيهاً

ذاك وقتٌ مضى ودهرٌ تولَّى

وليالٍ جادت وأعقبت اله

مّ فيا ليت جودها كانَ بخلا

وحبيبٌ جفا ولست بسالي

هـ وحاشا ذاك الجمال وكلَاّ

تتقلَّى به العواذل غبناً

فهو يُهوَى وعواذلي فيه تُقلى

عذلوني وفي الحشا عقد ودّ

لم يدع لاسْتماع عذلٍ محلَاّ

أنا في الحبِّ مثل قاضي قضاة الد

ين في الجودِ ليسَ يسمع عذلا

مغرف في العلى لماضيه يتلو

وثناه على البسيطة يتلى

دلفي يوم الفخار يجلى

وبه منهم الخطوب تجلَّى

حازَ غايات أهله بمساعٍ

قدَّمته إلى السيادة أهلا

فأفاضَ الجودين عدلاً ومالاً

وحمى الجانبين حزناً وسهلا

وحرام أن يطرق العسر والجو

ر فتىً كانَ في مغانيه حلَاّ

همَّة تحسب النجوم على الأف

قِ شعاعاً من جرمها يتجلَّى

وعلوم فاضت على الأرض بحراً

هادِياً لم يعف كالبحر سبلا

كم قضى فرض قاصدٍ لحماه

ثمَّ والى فأتبع الفرض نفلا

كم جنينا منه المواهب شهداً

إذ بنينا له الركائب نملا

كم إلى بيت ماله في العطايا

قد ضربنا بطالعِ العيس رملا

لائميه على المكارمِ كفُّوا

إنَّ للصبِّ بالصبابة شغلا

يا له سالكاً بغير مثيل

في طريقٍ من السيادة مثلى

وإماماً أقلامه كلّ يومٍ

تتلقَّى الأقلام قدح معلَّى

ص: 553

صانَ للفضلِ ذمَّةً وحوى العل

م جميعاً فلم تقل فيه إلا

لو أرادت شهب النجوم علاه

ما عزَا الفيلسوف للشهبِ عقلا

ما ألذُّ النعمى لديه وما أش

قى حسوداً بنارِهِ بات يُصلى

وعدوًّا إن لم ينازله بالقت

لِ كفاه سيف التحسُّد قتلا

أضعف الهمّ جسمه فإذا قا

لَ لرجليه بادري كتبت لا

قد بلونا السادات شرقاً وغرباً

فوجدنا جلال علياه أجلى

قيل يعني عطارداً قلت لا بل

مشتري الحمد بالنفائسِ بذلا

يا إماماً إذا المفاخر نادت

هُ مشى ساحب الذيول مدلا

أتشكَّى لك الزمان الذي تمل

ك إصلاحه لديَّ فهل لا

ومقام للعلمِ لولا نظام

من مساعيك ما تنظَّم شملا

ومحاريب شدْتها بدروس

وصلاة تحبى إليها وتجلى

حبَّذا أنوار شخصك في سجَّا

دِ محرابه النقى والمصلَّى

ربَّ مدح لولاك أمسى محالاً

ورجاء لولاكَ أصبح محلا

حبَّذا لي مدائحٌ فيك تبدى

من حياءٍ كالروض يحمل طلَاّ

طالَ إملاؤها عليكَ ولكن

لك كفٌّ من العطا لن يملَاّ

عادة لامها النصيح على البذ

لِ فقالت سجيَّة الأصل مهلا

إن أكن أحسن الثنا فيك قولاً

فلقد أحسنت أياديكَ فعلا

زادكَ اللهُ بسطةً واقْتداراً

ومقاماً على السّهى ومحلَاّ

جمعَ الله فيكَ ما عزَّ في الخل

قِ فسبحانه وعزَّ وجلا

وقال جمالية في ابن الشهاب محمود

الوافر

بدت ورنت لواحظه دلالاً

فما أبهى الغزالة والغزالا

وأسفرَ عن سنا قمرٍ منيرٍ

ولكني وجدتُ بهِ الضَّلالا

صقيل الخدِّ أبصر من رآه

سواد العين فيه فخال خالا

وممنوع الوصال إذا تبدَّى

وجدت له من الألفاظِ لالا

وأعجب إذا وضعتُ سلاح صبري

لمنظرِهِ وما رفع القتالا

ص: 554

عجبتُ لثغره البسَّام أهدى

لنا درًّا وقد سكن الزّلالا

شهدتُ بشهدِ ريقته لأنِّي

رأيت على سوالفهُ نمالا

وأشهد أنَّ في خدَّيه جمراً

لأنَّ بمهجتي منه اشْتعالا

فيا لنعيم جسمٍ قد حواه

وقد أهدى إلى قلبي الوبالا

سأشكو الحزنَ ما بقيت حياتي

وأشكر في صنائعه الجمالا

على حمدِ ابن محمود اسْتقرَّت

عقول العالمين ولا جدالا

رئيس للعلى طالت يداه

ولم يفخر بذاك ولا اسْتطالا

بديهيّ المواهب يوم جود

إذا روَّى الورَى وهَبَ ارْتجالا

ونحويِّ العوارف يوم جاهٍ

فكم نصبت على التَّمييز حالا

وكم عطفت لذا من بعد هذا

وكانَ العطف والبذل اشْتمالا

لقد زهت العواصم يوم وافى

وأمست عصمة وغدت ثمالا

وصحَّ حمى الشمال بيمن رأيٍ

أنالَ من السعادةِ ما أنالا

فما يشكو سوى لحظ الغواني

ونشر الروض سقماً واعْتدالا

وكيفَ وقد تولَّى في حماه

عليّ القدر ذو كرم توالى

حكى السبع الشداد علاً وحاكت

عليه مدائحي السبع الطّوالا

أعاذله على المعروفِ دعهُ

فإنَّ له به عنك اشْتغالا

وطالب شأوه في المجدِ أقصرْ

ودعْ ليث العرينة يا ثعالى

له قلمٌ يكفُّ الخطب كفًّا

وينهمل الندَى منه انْهمالا

إذا جلى الحروف فلست أرضى

سنا ابن هلال ثمَّ ولا الهلالا

تجانسَ صنعه فترى سجلاًّ

يروق وفي النوال ترى سجالا

براحةِ منعم تعبت فسادت

وحاولَ طوله العليا فطالا

وثقت بجودِهِ فرأيتُ مالا

أرى من غيره وكنزت مالا

ألم ترَ أنني في كلِّ عامٍ

إلى طلب العلى أبغي الشمالا

بإسماعيل ابْتدئ الأيادي

وإبراهيم اخْتتم النوالا

لقد رفعا قواعد بيت جودٍ

دعا حجّ المقاصد واسْتمالا

ولا والله لا أزجي ركاباً

لغيرهما ولا أنهي سؤالا

ص: 555

إليك جمال الدين الله قصداً

تعوَّد منك عزماً واحْتفالا

وكنت بلوت برّك من قديمٍ

فلم أصرف لغير حماكَ بالا

رعاكَ الله ما دعيَ ابن غيث

وزادَ ندى يديك ولا أزالا

لقد حسنت فعالك في البرايا

فحسَّن فيكَ مادحك المقالا

وقال ولم ينشد

الطويل

دعوني لذكرى حسنه أقْتضي العذلا

ليملأ سمعي عنه أحسن ما يملى

بروحيَ أمرُّ الناس نأياً وجفوةً

وأحلاهمُ ثغراً وأملحهم شكلا

يقولون في الأحلام يوجد شخصه

فقلتُ ومن ذا بعده يجد الأحلا

ومن لي بطرف يستزير خياله

وقد حلف التَّسهيد من بعده أن لا

روى وجهه من تحت صدغيه معرضاً

فأعدم طرفي ذلك الروض والظلاّ

وكلَّفتني في رحلتي وإقامتي

على حسنه المطلوب أن أضرب الرملا

كأنيَ لم أختم على تبرِ خدِّه

بلثمٍ ولم أجعل عناقي له قفلا

ولم يسع نحوي شخصه أو خياله

فإن لم أصب من وصله الوبل فالطلاّ

على أنَّ لي فيه أمانيّ فكرة

أعيد على رغم الحسود بها الوصلا

ولي في الذي أهوى هوىً فلو أنه

تكلَّف لي عطفاً لناديته مهلا

وكانَ بودِّي لو أطقت تسلياً

فحققت عنهُ صبوتي كلما ملاّ

وحمّلت عنه ما عناه فلم أدع

على خصره سقماً ولا جفنه ثقلا

تحكَّم في ودِّي لديه وسلوتي

فأحسن في أحكامه العقد والحلَاّ

وإني على ظنِّي به وصبابتي

لأقنع من يدري على الطرفِ أن يجلى

أبى الله أن يجزي بذكرى أسرةٍ

تطفَّلت في العليا على مجدِهم طفلا

فيا لكَ بيتاً لا يقال لأهله

عزيز علينا أن نرى ربعكم يبلى

ولو حلَّ بي طيفاً وللراح سوْرَةٌ

بعقليَ لم أسلك به غير ما حلَاّ

سجيَّة آباءٍ كرمٍ ورثتها

وفقه عفاف يجمع الفرع والأصلا

ويدعو حماه طالباً بعد طالب

إلى المال يستجدى أو العلم يستجلى

فيا ليت شعري هل أرانيَ واقفاً

على بابهِ لا أقتضي الكتب والرسلا

ص: 556

فآوي بشطِّ النيل طرفي وناقتي

وأطرح في تيَّاره السرح والرحلا

وأسكن حيث الشهب حصباء واطئٍ

وحيث يمدُّ العزّ من فوقها ظلَاّ

وحيثُ أصوغ اللفظ أهلاً لمدحِهِ

وأمَّا سوى لفظي هناك فلا أهلا

وحيثُ زماني فهو ضدٌّ معاكس

يعود إذا طارحته صاحباً خلَاّ

أقول أبو جهل فلما أحفَني

ظلال الحمى العالي أقول أبى جهلا

هنيئاً لوفدٍ سائرين لبابه

لقد حمدوا المسرى وقد عرفوا السبلا

وإن امرأً أسرت إليه جياده

ليعظم أن يرضى الهلال لها نعلا

وإن لقاضي المسلمين عوارفاً

بها كم أقمنا للثنا شاهداً عدلا

ونحواً من العلياء نزِّه وضعه

فما الاسم منقوصٌ ولا الفعل معتلَاّ

رِدوا بحره واسْتصغروا ورد جعفرٍ

وقيسوا به الآمال واطْرحوا الفضلا

بني دلف طبتم وطابَ قديمكم

فأكرم بكم فرعاً وأكرم بكم أصلا

وجزتم مدا العلياء لم يتل سبقكم

ولكن على السماع ذكركمُ يتلى

فلا طرقت أيدي الخطوب لكم حمى

ولا فرَّقت عين الزمان لكم شملا

وقال يرثي جارية

البسيط

حاشاكَ من وحشةٍ تحت الثرى وجلا

يا سائراً صرت في حزني له مثلا

سقياً لقربِك والأيام عاطفة

والقلب يسحب أذيال الهنا جذلا

والسمع قد صمَّ عن نجوى عواذله

وسيف جفنك عندِي يسبق العذلا

حيث التبسُّم طلَاّع الثنيَّة من

فرط السرور وبشر الطلعة بن جلا

فبينما أنا معطوفٌ على سكنٍ

حتَّى تحرَّكت الأيام فانْتقلا

أشكو إلى الله بيناً لا انْقضاء لهُ

ورحلة للنوى لا تشبه الرحلا

بيناً أرى فيه للنعشِ انْبعاث سرى

لا ناقة للسرى فيه ولا جملا

فليت أن بنات النعش تسعدني

بأدمعِ النوء للبدرِ الذي أفلا

لهفي عليك وهل لهفٌ بنافعة

إذا تحدَّر دمع العين وانْهملا

لم يترك الدهر من أوقات منتظري

إلا وآخر عمر تندب الأوَّلا

وتربة يتلقَّى الحزن زائرها

كأنَّها تنبت التبريح والوَجلا

ص: 557

حديثه الظهر إلا أن باطنها

قد اسْتجنَّ جنان الروضة الخضلا

أسْتوقف الجسد المضنى لأندبها

يا من رأى نادباً يسْتوقف الطَّللا

متيَّماً نصلت فوداً شبيبته

وقلبه من حدادِ الحزن ما نصلا

يا غائباً ذهبت أيدي الحمام به

بعداً ليومك ماذا بالحشا فعلا

إن ينأ شخصك إني بعد فرقته

أدنى وأيسر ما قاسيت ما قتلا

أو ينقضي للمنايا بعدنا شغل

فقد تركنَ بقلبِي للأسى شغلا

آهاً لعطفِ معانٍ فيك ذي نسق

جعلت من بعده نار الأسى بدلا

هلَاّ بغيرِك ألقى الموت جانبة

لقد تأنَّق فيك الموت واحْتفلا

هلَاّ قضى غصنك الزاهي شبيبته

فما ترعرع حتَّى قيل قدْ ذَبلا

أفدِي الذي كانَ لي عيشاً ألذُّ به

فما أبالي أجادَ العيش أم بخلا

دعا التجلُّد قلبي يوم رحلته

فقلت لا ودعا سقمي فقالُ هلا

سقم ملكت به معنى النحول فإن

جاءَ الخلال بسقمٍ جاءَ منتحلا

ومقلة قد طغى إنسان ناظرها

فكانَ أكثر شيء بالبكا جدلا

لا نلت قربك من دارِ النعيمِ غداً

إن كانَ قلبي المعنى عن هواكَ سلا

يا منية الصبّ أما ثكل مهجته

فقد أقامَ وأمَّا صبرها فخلا

ما أحسنَ العيش في عيني وأنتَ به

أما وأنت بأكناف التراب فلا

سقي ضريحك رضوانٌ ولا برحت

ركائب السحب في أقطاره ذُللا

وقال مؤيدية

البسيط

يا صاحبيّ أرانا الدهر شوَّالا

فبادرا وانْصبا للذّة الحالا

لا تحذرا مع عفو الله موبقة

تحصى ولا مع ندى السلطان إقْلالا

جادَ المؤيد حتَّى كدتُ أحسبه

مع فضل فطنته لا يعرف المالا

ولا كحّلت بمرأى مثله بصري

هذا وقد جبتُ ظهر الأرض أميالا

فليهنه من هلال العيد مقترف

يدنو فيركع إعظاماً وإجلالا

حتَّى ترى نونه من فرط خدمتها

تودّ لو صيرت في أفقها دالا

ص: 558

وقال يتقاضى خشكنانا

المجتث

ملوّز الطرف أهلاً

كل الحلا إن تحلى

وحاكم العقل يقضي

إن الملوّز أحلى

وخشكناناً أتاني

في مثل عيديَ فتلا

من أفضل الناس نفساً

وأنفس الناس فضلا

وفي انتساب وعلم

أجلّ فرعاً وأصلا

عليّ هنئتَ عيداً

في الصيغتين محلّى

أنهيت عاليَ قصدي

فيه ورأيك أعلى

وقال في مليحة اسمها ماما

مخلع البسيط

طلبت ريّ الغليل منها

وعاذلي يطلب المحالا

عنفني ثم قال تسلى

عن حبِّ ماما فقلت لالا

ومن مقطعاته قوله

مجزوء الرمل

يا حبيب القلب أهلاً

بالهوى فيك وسهلا

ما ألذّ الوجد عندي

في معانيك وأحلى

غزلت عيناك لي

ثوب سقم ليس يبلى

فاقض لي ما أنت قاض

لست ممن يتسلّى

لا وشعرٍ لك داجٍ

وجبينٍ يتجلّى

لا تسلّيت ولا قل

ت لألحاظك مهلا

لا ولا استدفعت صدًّا

منك واستدعيتُ وصلا

غير أنّ العبد ينهي

حاله والرأي أعلى

ــ

الكامل

متّع لواحظنا التي أضنيتها

لما اتخذتَ إلى البعاد سبيلا

وأعد بعودك للعيون منامها

فلقد ترحّل يوم رمت رحيلا

أولا فنظرتها إليك ألذّ من

عود المنام ولو جفته طويلا

ص: 559

يا قادماً أقسمت لو قسم الورَى

حُرّ الخدود له لكان قليلا

أهلاً بقربك فهو كحل نواظر

كم راقبت من نحو أرضك ميلا

صحّت بك الأيام حتَّى ما يرى

متأمّل إلا النسيم عليلا

ــ

السريع

دم يا علاء الدين في رفعة

رأيك فيما يقتضي أعلى

كتاب مولانا بإشفاقه

لا يختشي من سفر ثقلا

يصطاد في المشتى مهماتكم

ونحن نصطاد من المقلى

لكنّ لي في الشام يا سيدي

قرائن من همّها حبلى

ــ

مجزوء الرمل

بأبي غصن كبدر

قد تثنى وتجلّى

قلت إذ أضمر قصدي

قبلة يا بدر هلاّ

قال من خدّيَ خذها

قلت بل من فيك أحلى

ــ

السريع

يا مهدياً من خطه قاعداً

على سواد العين محمولا

لفظك فينا مطرب كله

لم يبق للسامع معقولا

يرتدّعن إدراكه مسلم

ويصبح الفاضل مفضولا

ــ

الخفيف

كم أقاسي من الغرام وأخفي

عن وشاتي صبابة وغليلا

آه يا ويلتي ويا ليت أني

كنت لم أتخذ فلاناً خليلا

ــ

مجزوء الرجز

لي سيد رقى إلى

أفق المعالي فعلا

أقسم لا ينسى الندَى

إلا إذا ما فعلا

ــ

المتقارب

شهدنا بأن إله السماء

يحبك يا أكرم الناس حالا

يقول نبيّ الهدى إنه

تعالى جميل يحبّ الجمالا

ــ

الخفيف

لم أزل منذ غاب شخصك عني

أرتجي وصل كتبه والوصالا

أرقب الغرب حين أذكر مولا

يَ كأن الشهاب صار هلالا

ــ

البسيط

سقى وواعدني وصلاً ألذّ به

عند الرقاد ولا والله ما فعلا

فيا له الله من ساق مواعده

كانت مواعيد عرقوب لها مثلا

ــ

ص: 560