الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
حرف اللام ألف
قال ولم ينشد
الطويل
أمنزل ذات الخال حييت منزلاً
…
وإن كانَ قلبي فيك بالوجد مبتلى
لك الله قلباً لا يزال مقيداً
…
بشجوٍ ودمعاً لا يزال مسلسلا
يعبر عن سر الهوى وأضيعه
…
فيا لك دمعاً معرباً راح مهملا
كفى حزناً أن لا أراقب لمحة
…
ولا أنظر اللّذّات إلاّ تخيّلا
ولا أستزير الطيف خوف فراقه
…
لما ذقت من طعم التفرّق أوّلا
وأقسم لو جاد الخيال بزورةٍ
…
لصادف باب الجفن بالفتح مقفلا
وأغيد قد أضنى العواذل أمره
…
فقل في أسى أضنى محبًّا وعذّلا
غرير رنت أجفانه ووصفنه
…
فراح كلانا في الورَى متغزّلا
إذا شئت أن أشدو بأوصاف ثغره
…
بدأت ببسم الله في النظم أوّلا
حذار عوادي القتل من سيف طرفه
…
فما كسر الأجفان إلا ليقتلا
بليت به ساجي اللحاظ كليلها
…
وما زال تعذيب الكليلة أطولا
إذا ما بدا أو ماس أو صان أو رنا
…
فما البدر والخطّيّ واللّيث والطّلا
وقالوا أتحكيه الغزالة في الضحى
…
فقلت ولا لحظ الغزالة في الفلا
فلا تنكرا منه حلاوة لحظه
…
فذاك أراه بالنعاس معسلا
ولا تعجبا من ردفه وثباته
…
فلولا وشاحا عطفه لتهيّلا
غدا البدر أن يحكي سناه وإنما
…
رأى مللاً من خلقه فتنقّلا
وماثل ريق النحل لذة ريقه
…
فقال اللّمى ما أخجل المتنحّلا
تبارك من جلّى صحائف أوجهٍ
…
وأوضح آيات الثغور ورتّلا
وشيد للملك المؤيد رتبة
…
من المجد تملي المادح المتوسلا
مليك رقى قبل الصبا كاهل العلى
…
فكيف وقد أبصرته متكهّلا
كريم الثنا نال الكواكب قاعداً
…
وجاوز غايات العلى متمهّلا
تخاف الغوادي من نداه كسادها
…
وما نفحت كفّاه إلا لتفعلا
يقولون أعدى باليمين يساره
…
فجادت فمن أعدى الذي جاد أوّلا
ومن في المعالي قد تقدَّم ورده
…
أجلْ إنها عادات آبائه الأولى
ملوك إذا قام الزمان لمفخرٍ
…
غدا بليالي ملكهم متجمّلا
كرام ثوَوا ثم استقلّ حديثهم
…
فأحزن في عرض البلاد وأسهلا
أناملهم تحت الثرى ربع مائه
…
وأقدامهم يكفيه أن يتزلزلا
رقوا ما رقوا من سؤدد ثم قوّضوا
…
فزادَ على ما أنهجوه من العلا
هنيئاً لدست الملك بدراً وغرَّة
…
إذا انْهلَّ في يوم الندَى وتهللا
دع الغيث بنار البرق والطود راسياً
…
ويمّمه إن راعَ الزمان وأمحلا
لراحة إسماعيل أصدق موعداً
…
وساحته الفتحاء أمنع مقفلا
هنالك تلقى أنعماً تترك الثرى
…
يراد وعزماً يترك الماء يصطلى
وأصيد من نسل الملوك إذا انْتدى
…
رأيت معمًّا في السيادة مخولا
أخا كرمٍ تبغي العواذل عطفه
…
فتلقاه أندى ما يكونُ معذّلا
دنا رفدُه قيد الوريد وإنَّما
…
ترفَّع حتَّى خاطبَ النجم أسفلا
فداه كرام العالمين فإنه
…
أبرُّهمُ مالاً وأشرف موئلا
إذا فاخر الأنداد جاءَ فخاره
…
بهذا الثنا يستوقف المتأمّلا
وبالعلم وضَّاح الهدى متألِّقاً
…
وبالحلمِ فيَّاح الجنا متهدِّلا
وبالمنطق الأزكى أسد محرَّراً
…
وبالسؤددِ الأجلى أغرّ محجَّلا
وبالزهدِ موصول القيام كأنما
…
يغازل طرفاً من دجى الليل أكحلا
وبالبأس سلْ عنهُ الصوارم في الوغى
…
وكانت مواضي البيض أفصح مقولا
وما هي إلَاّ همَّةٌ ملكيَّةٌ
…
انْقضى عزمها فرض العلى وتنفَّلا
يخصُّ سجاياها الوفا وهو مسلمٌ
…
وكان يهوديًّا يخصُّ السموألا
ويغني عن الأمداح مشهور فضلها
…
وما الصبح محتاجٌ إلى الوصفِ والحلى
وما الشمس في أفقِ السماء منيرة
…
تخال بها من ضحوة الغيظ أثكلا
بأوضح للأبصارِ من مجدِه الذي
…
توقَّد حتَّى لم تجد متوقّلا
ثنى رجله فوق النجوم ولو علتْ
…
وطالتْ ثنى باعيه أعلى وأطولا
وما روضة خاطت بها إبرة الحيا
…
من الودق ثوباً علق الوشي مسبلا
بأعبق من أوصافه الغرُّ نفحةً
…
وأبرع من ألفاظِه الزهر مجتلى
أوابد قد أعيى امرئ القيس قبلنا
…
سنا نجمها الهادِي فماتَ مضلَّلا
له راحة ضمَّت يراعاً ومرهفا
…
كأنَّهما زاداه بالمكثِ أنملا
يراعاً إذا مدَّته يمناه بالندى
…
رأيت عباب البحر قد مدَّ جدولا
وسيفاً كأنَّ القين سوَّاه جذوةً
…
فلو لو يعاهد بالطلا لتأكَّلا
مبيد لو أنَّ المرء ضاعف درعه
…
ومثله في نفسه لتجدَّلا
يؤيد خدّيه يدٌ ضربت به
…
دراكاً فما تحتاج كالبيض صيقلا
ألا رُبَّ شأوٍ رامه فتسهَّلت
…
رباه وصعبٍ راضه فتذلَّلا
وجيشٌ كأن الجوّ قد مدَّ أنجماً
…
عليه ووجه الأرض أنبت دبَّلا
كأن عتاق الطير بين رماحه
…
بنودٌ تهاوى للطعان وتعتلى
إذا نبضت يوماً بوادي قسيه
…
تلبس ثوب النقع بالنبلِ مجملا
رماه بعزمٍ فانْجلى ليل خطبه
…
ولو رامه الصبح المنير لما انْجلى
وذي ظمأة بادِي الخمول توعَّرت
…
عليه مساري الرزق حتَّى تحيلا
علا وارْتوى لما دعاه كأنما
…
يشافه من حوضِ الغمامة منهلا
وبيداء مقفار إليه قطعتها
…
فلاقيتَ معلوماً وفارقت مجهلا
وقلت لخليّ أنزلاني فهذه
…
منازله ثمَّ اعقلا وتوكَّلا
هنالك عاهدت الرياض أنيقة
…
ترفّ وجاورت الغمائم همَّلا
وقضَّيت في ظلِّ النعيم ليالياً
…
لو انْتقضت كانت كواكب تجْتلى
ولا عيبَ في نعمائها غير أنَّها
…
تجود متوهي الكاهل المتجمِّلا
وإني إذا أجهدتُ مدحي فإنَّما
…
قصاراي منها أن أقول فأخجلا
لبابك يا ابن الأكرمين بعثتها
…
أؤانس من مدحٍ عن الغيرِ جُفَّلا
وأرسلتها غرَّاء كالغصن يانعاً
…
وزهر الرُّبى ريَّان والريح سلسلا
ممنَّعة المغزى تجر برأسهِ
…
جريراً وتلقي من جرى الكلب جرولا
شببت لها فكري وفاحت حروفها
…
كأنيَ قد دخَّنت في الطرسِ مندلا
وأعْتقت رقِّي من خمولٍ عهدته
…
فحزت وَلا قلبي وللمعتق الولا
وأنت الذي أسْعفتني فصنعتها
…
ولولا الحيا لم يصبح الترب مبتَّلا
فلو رامها الطائيّ من قبل لم يقل
…
لهانَ علينا أن نقول ونفعلا
وكم مثلها أهديتها طيّ مدرجٍ
…
تكاد لفرطِ الشوق أن تتسلَّلا
يفوه بها الراوي فيملأ لفظها
…
فم الخلّ درًّا أو فم الضدّ جَندلا
جمعت بنعمى راحتيك فنونها
…
كما جمعَ السلك الجمانَ المفصَّلا
ومثلك من حلَّت أياديه حسنها
…
فزادَ وثنى حظّها فتكمَّلا
بقيت لهذا الدهر تبسط إن أسا
…
يديك فما ينفكُّ أن يتنصَّلا
ودمت لشأوِ المجد بالطول راقياً
…
ومن طلبَ المجد العليَّ تطوَّلا
حلفت يميناً ليسَ مثلك في الورَى
…
فما شرع الإسلام أن أتحلَّلا
وقال أفضلية
الخفيف
بعثت طيفها إلينا رسولاً
…
فبلغنا من الزيادة سُولا
ثمَّ ولَّى فليت أنا قدرنا
…
فاتَّخذنا مع الرسول سبيلا
يا له واصلاً إليَّ وما كا
…
دَ بدمعي أن يستطيع وصولا
خلّ يا دمع مقلتي في الدجى إ
…
نَّ لها في النهارِ سَبْحاً طويلا
وأعدْ يا نسيم أخبار مصرٍ
…
رُبَّما طارحَ العليل عليلا
أنت لا شكّ من صبا أرض مصرٍ
…
فلهذا أرى عليك قبولا
وملول هويتهُ غير أنِّي
…
لا أراه من الملال ملولا
ذو جمال على بثينة يزهى
…
يا شكاة الهوى فصبراً جميلا
ورضاب حماه رمح التثنِّي
…
فهوينا العسَّال والمعسولا
جلَّ ربٌّ أعطاه تحسين مرآ
…
هـ وأعطى الأفضل التَّفضيلا
ملك قد زهى به مربع المل
…
ك فحيَّى فرعه والأصولا
شادويّ ما فيه لو يوم وصفٍ
…
لا ولا للسؤال في لفظه لا
عذلوا جوده وشيمته الغرَّا
…
ء ترضي الورَى وتعطي العذولا
فيه بشر وفيه للروعِ حدٌّ
…
مثل ما ينتضي الحسام الصقيلا
نعمٌ تترك الذَّليل عزيزاً
…
وسُطاً تترك العزيز ذليلا
ومقيم على محاريب نسل
…
حسبه نور وجهه قنديلا
فإذا رامه العداة بكيدٍ
…
أخذتها الأيام أخذاً وبيلا
حاشَ لله أن نرى لك ضدًّا
…
يا ابن أيوب في العلى أو مثيلا
لك بيت في الملكِ قد جمع الأوزا
…
ن جمعاً يوافق التفعيلا
كرماً وافراً ومداً مديداً
…
وثناً كاملاً وذكراً طويلا
وعلى شخصك الكريم من السؤ
…
دد نورٌ يكفي العقول دليلا
كم سمعنا عن فضلِه وشهدنا
…
فحمدنا المنقول والمعقولا
ودمتمُ للفخار يا آل أيو
…
ب وبوركتمُ أباً وسليلا
كيف أنسى نوالكم وهو حولي
…
أتلقَّاه بكرةً وأصيلا
لم أذق صدّ جودكم فأغني
…
قمت ليل الصُّدود إلَاّ قليلا
وقال جلالية
الخفيف
إن طيفاً عن حال شجوايَ أملى
…
لستُ أدري أدَّى الأمانة أم لا
جاءَ ضيفاً وردَّه سهد عينيَّ
…
فولَّى بيَ الهمومَ وولَّى
ليت طيف الحبيب ينقل جسمي
…
لا حديثي فكان يحسن نقلا
بأبي من إذا تثنَّى دلالاً
…
أطرقت في رياضها القضب خجلا
فاتك اللحظ وهو حلوٌ مع الف
…
تك فيا حبَّذا الحسام المحلَّى
عرف الناس سحر عينيه لمَّا
…
مدَّ فرعاً فصيَّر الفرع أصلا
مدَّ صدغاً على عذارٍ وخدٍّ
…
فرأينا مرعىً وماءً وظلَاّ
ورنا بعده الغزال فقلنا
…
حُطّ يا ظبيُ عن جفنك ثقلا
ليسَ يُسلى هواه من قلب صبٍّ
…
ونعم فوق خدَّيه يُسلى
يا سلوِّي عليهِ عليه بُعداً وسُحقاً
…
واشْتياقي إليه أهلاً وسهلا
أشتكي جوره التذاذاً بذكرى
…
شخصه كالأريحيِّ منه عدلا
عجبي منه ظالماً مستطيلاً
…
وهو إن ماسَ أعدل الناس شكلا
باخلٌ بالكلامِ لكن له سيَّا
…
ف لحظٍ تكلَّم الناس عنه طفلا
يا بخيلاً بلفظه ولقاه
…
شذَّ ما قد بخلت قولاً وفعلا
خنت عهدي ولست أوَّل خلٍّ
…
خانَ بعد الولاء والودّ خلَاّ
رُبَّ يومٍ قد كانَ ريقك فيه
…
ليَ راحاً وكان قدّك نقلا
سائلي عن قديم دهريَ إيهاً
…
ذاك وقتٌ مضى ودهرٌ تولَّى
وليالٍ جادت وأعقبت اله
…
مّ فيا ليت جودها كانَ بخلا
وحبيبٌ جفا ولست بسالي
…
هـ وحاشا ذاك الجمال وكلَاّ
تتقلَّى به العواذل غبناً
…
فهو يُهوَى وعواذلي فيه تُقلى
عذلوني وفي الحشا عقد ودّ
…
لم يدع لاسْتماع عذلٍ محلَاّ
أنا في الحبِّ مثل قاضي قضاة الد
…
ين في الجودِ ليسَ يسمع عذلا
مغرف في العلى لماضيه يتلو
…
وثناه على البسيطة يتلى
دلفي يوم الفخار يجلى
…
وبه منهم الخطوب تجلَّى
حازَ غايات أهله بمساعٍ
…
قدَّمته إلى السيادة أهلا
فأفاضَ الجودين عدلاً ومالاً
…
وحمى الجانبين حزناً وسهلا
وحرام أن يطرق العسر والجو
…
ر فتىً كانَ في مغانيه حلَاّ
همَّة تحسب النجوم على الأف
…
قِ شعاعاً من جرمها يتجلَّى
وعلوم فاضت على الأرض بحراً
…
هادِياً لم يعف كالبحر سبلا
كم قضى فرض قاصدٍ لحماه
…
ثمَّ والى فأتبع الفرض نفلا
كم جنينا منه المواهب شهداً
…
إذ بنينا له الركائب نملا
كم إلى بيت ماله في العطايا
…
قد ضربنا بطالعِ العيس رملا
لائميه على المكارمِ كفُّوا
…
إنَّ للصبِّ بالصبابة شغلا
يا له سالكاً بغير مثيل
…
في طريقٍ من السيادة مثلى
وإماماً أقلامه كلّ يومٍ
…
تتلقَّى الأقلام قدح معلَّى
صانَ للفضلِ ذمَّةً وحوى العل
…
م جميعاً فلم تقل فيه إلا
لو أرادت شهب النجوم علاه
…
ما عزَا الفيلسوف للشهبِ عقلا
ما ألذُّ النعمى لديه وما أش
…
قى حسوداً بنارِهِ بات يُصلى
وعدوًّا إن لم ينازله بالقت
…
لِ كفاه سيف التحسُّد قتلا
أضعف الهمّ جسمه فإذا قا
…
لَ لرجليه بادري كتبت لا
قد بلونا السادات شرقاً وغرباً
…
فوجدنا جلال علياه أجلى
قيل يعني عطارداً قلت لا بل
…
مشتري الحمد بالنفائسِ بذلا
يا إماماً إذا المفاخر نادت
…
هُ مشى ساحب الذيول مدلا
أتشكَّى لك الزمان الذي تمل
…
ك إصلاحه لديَّ فهل لا
ومقام للعلمِ لولا نظام
…
من مساعيك ما تنظَّم شملا
ومحاريب شدْتها بدروس
…
وصلاة تحبى إليها وتجلى
حبَّذا أنوار شخصك في سجَّا
…
دِ محرابه النقى والمصلَّى
ربَّ مدح لولاك أمسى محالاً
…
ورجاء لولاكَ أصبح محلا
حبَّذا لي مدائحٌ فيك تبدى
…
من حياءٍ كالروض يحمل طلَاّ
طالَ إملاؤها عليكَ ولكن
…
لك كفٌّ من العطا لن يملَاّ
عادة لامها النصيح على البذ
…
لِ فقالت سجيَّة الأصل مهلا
إن أكن أحسن الثنا فيك قولاً
…
فلقد أحسنت أياديكَ فعلا
زادكَ اللهُ بسطةً واقْتداراً
…
ومقاماً على السّهى ومحلَاّ
جمعَ الله فيكَ ما عزَّ في الخل
…
قِ فسبحانه وعزَّ وجلا
وقال جمالية في ابن الشهاب محمود
الوافر
بدت ورنت لواحظه دلالاً
…
فما أبهى الغزالة والغزالا
وأسفرَ عن سنا قمرٍ منيرٍ
…
ولكني وجدتُ بهِ الضَّلالا
صقيل الخدِّ أبصر من رآه
…
سواد العين فيه فخال خالا
وممنوع الوصال إذا تبدَّى
…
وجدت له من الألفاظِ لالا
وأعجب إذا وضعتُ سلاح صبري
…
لمنظرِهِ وما رفع القتالا
عجبتُ لثغره البسَّام أهدى
…
لنا درًّا وقد سكن الزّلالا
شهدتُ بشهدِ ريقته لأنِّي
…
رأيت على سوالفهُ نمالا
وأشهد أنَّ في خدَّيه جمراً
…
لأنَّ بمهجتي منه اشْتعالا
فيا لنعيم جسمٍ قد حواه
…
وقد أهدى إلى قلبي الوبالا
سأشكو الحزنَ ما بقيت حياتي
…
وأشكر في صنائعه الجمالا
على حمدِ ابن محمود اسْتقرَّت
…
عقول العالمين ولا جدالا
رئيس للعلى طالت يداه
…
ولم يفخر بذاك ولا اسْتطالا
بديهيّ المواهب يوم جود
…
إذا روَّى الورَى وهَبَ ارْتجالا
ونحويِّ العوارف يوم جاهٍ
…
فكم نصبت على التَّمييز حالا
وكم عطفت لذا من بعد هذا
…
وكانَ العطف والبذل اشْتمالا
لقد زهت العواصم يوم وافى
…
وأمست عصمة وغدت ثمالا
وصحَّ حمى الشمال بيمن رأيٍ
…
أنالَ من السعادةِ ما أنالا
فما يشكو سوى لحظ الغواني
…
ونشر الروض سقماً واعْتدالا
وكيفَ وقد تولَّى في حماه
…
عليّ القدر ذو كرم توالى
حكى السبع الشداد علاً وحاكت
…
عليه مدائحي السبع الطّوالا
أعاذله على المعروفِ دعهُ
…
فإنَّ له به عنك اشْتغالا
وطالب شأوه في المجدِ أقصرْ
…
ودعْ ليث العرينة يا ثعالى
له قلمٌ يكفُّ الخطب كفًّا
…
وينهمل الندَى منه انْهمالا
إذا جلى الحروف فلست أرضى
…
سنا ابن هلال ثمَّ ولا الهلالا
تجانسَ صنعه فترى سجلاًّ
…
يروق وفي النوال ترى سجالا
براحةِ منعم تعبت فسادت
…
وحاولَ طوله العليا فطالا
وثقت بجودِهِ فرأيتُ مالا
…
أرى من غيره وكنزت مالا
ألم ترَ أنني في كلِّ عامٍ
…
إلى طلب العلى أبغي الشمالا
بإسماعيل ابْتدئ الأيادي
…
وإبراهيم اخْتتم النوالا
لقد رفعا قواعد بيت جودٍ
…
دعا حجّ المقاصد واسْتمالا
ولا والله لا أزجي ركاباً
…
لغيرهما ولا أنهي سؤالا
إليك جمال الدين الله قصداً
…
تعوَّد منك عزماً واحْتفالا
وكنت بلوت برّك من قديمٍ
…
فلم أصرف لغير حماكَ بالا
رعاكَ الله ما دعيَ ابن غيث
…
وزادَ ندى يديك ولا أزالا
لقد حسنت فعالك في البرايا
…
فحسَّن فيكَ مادحك المقالا
وقال ولم ينشد
الطويل
دعوني لذكرى حسنه أقْتضي العذلا
…
ليملأ سمعي عنه أحسن ما يملى
بروحيَ أمرُّ الناس نأياً وجفوةً
…
وأحلاهمُ ثغراً وأملحهم شكلا
يقولون في الأحلام يوجد شخصه
…
فقلتُ ومن ذا بعده يجد الأحلا
ومن لي بطرف يستزير خياله
…
وقد حلف التَّسهيد من بعده أن لا
روى وجهه من تحت صدغيه معرضاً
…
فأعدم طرفي ذلك الروض والظلاّ
وكلَّفتني في رحلتي وإقامتي
…
على حسنه المطلوب أن أضرب الرملا
كأنيَ لم أختم على تبرِ خدِّه
…
بلثمٍ ولم أجعل عناقي له قفلا
ولم يسع نحوي شخصه أو خياله
…
فإن لم أصب من وصله الوبل فالطلاّ
على أنَّ لي فيه أمانيّ فكرة
…
أعيد على رغم الحسود بها الوصلا
ولي في الذي أهوى هوىً فلو أنه
…
تكلَّف لي عطفاً لناديته مهلا
وكانَ بودِّي لو أطقت تسلياً
…
فحققت عنهُ صبوتي كلما ملاّ
وحمّلت عنه ما عناه فلم أدع
…
على خصره سقماً ولا جفنه ثقلا
تحكَّم في ودِّي لديه وسلوتي
…
فأحسن في أحكامه العقد والحلَاّ
وإني على ظنِّي به وصبابتي
…
لأقنع من يدري على الطرفِ أن يجلى
أبى الله أن يجزي بذكرى أسرةٍ
…
تطفَّلت في العليا على مجدِهم طفلا
فيا لكَ بيتاً لا يقال لأهله
…
عزيز علينا أن نرى ربعكم يبلى
ولو حلَّ بي طيفاً وللراح سوْرَةٌ
…
بعقليَ لم أسلك به غير ما حلَاّ
سجيَّة آباءٍ كرمٍ ورثتها
…
وفقه عفاف يجمع الفرع والأصلا
ويدعو حماه طالباً بعد طالب
…
إلى المال يستجدى أو العلم يستجلى
فيا ليت شعري هل أرانيَ واقفاً
…
على بابهِ لا أقتضي الكتب والرسلا
فآوي بشطِّ النيل طرفي وناقتي
…
وأطرح في تيَّاره السرح والرحلا
وأسكن حيث الشهب حصباء واطئٍ
…
وحيث يمدُّ العزّ من فوقها ظلَاّ
وحيثُ أصوغ اللفظ أهلاً لمدحِهِ
…
وأمَّا سوى لفظي هناك فلا أهلا
وحيثُ زماني فهو ضدٌّ معاكس
…
يعود إذا طارحته صاحباً خلَاّ
أقول أبو جهل فلما أحفَني
…
ظلال الحمى العالي أقول أبى جهلا
هنيئاً لوفدٍ سائرين لبابه
…
لقد حمدوا المسرى وقد عرفوا السبلا
وإن امرأً أسرت إليه جياده
…
ليعظم أن يرضى الهلال لها نعلا
وإن لقاضي المسلمين عوارفاً
…
بها كم أقمنا للثنا شاهداً عدلا
ونحواً من العلياء نزِّه وضعه
…
فما الاسم منقوصٌ ولا الفعل معتلَاّ
رِدوا بحره واسْتصغروا ورد جعفرٍ
…
وقيسوا به الآمال واطْرحوا الفضلا
بني دلف طبتم وطابَ قديمكم
…
فأكرم بكم فرعاً وأكرم بكم أصلا
وجزتم مدا العلياء لم يتل سبقكم
…
ولكن على السماع ذكركمُ يتلى
فلا طرقت أيدي الخطوب لكم حمى
…
ولا فرَّقت عين الزمان لكم شملا
وقال يرثي جارية
البسيط
حاشاكَ من وحشةٍ تحت الثرى وجلا
…
يا سائراً صرت في حزني له مثلا
سقياً لقربِك والأيام عاطفة
…
والقلب يسحب أذيال الهنا جذلا
والسمع قد صمَّ عن نجوى عواذله
…
وسيف جفنك عندِي يسبق العذلا
حيث التبسُّم طلَاّع الثنيَّة من
…
فرط السرور وبشر الطلعة بن جلا
فبينما أنا معطوفٌ على سكنٍ
…
حتَّى تحرَّكت الأيام فانْتقلا
أشكو إلى الله بيناً لا انْقضاء لهُ
…
ورحلة للنوى لا تشبه الرحلا
بيناً أرى فيه للنعشِ انْبعاث سرى
…
لا ناقة للسرى فيه ولا جملا
فليت أن بنات النعش تسعدني
…
بأدمعِ النوء للبدرِ الذي أفلا
لهفي عليك وهل لهفٌ بنافعة
…
إذا تحدَّر دمع العين وانْهملا
لم يترك الدهر من أوقات منتظري
…
إلا وآخر عمر تندب الأوَّلا
وتربة يتلقَّى الحزن زائرها
…
كأنَّها تنبت التبريح والوَجلا
حديثه الظهر إلا أن باطنها
…
قد اسْتجنَّ جنان الروضة الخضلا
أسْتوقف الجسد المضنى لأندبها
…
يا من رأى نادباً يسْتوقف الطَّللا
متيَّماً نصلت فوداً شبيبته
…
وقلبه من حدادِ الحزن ما نصلا
يا غائباً ذهبت أيدي الحمام به
…
بعداً ليومك ماذا بالحشا فعلا
إن ينأ شخصك إني بعد فرقته
…
أدنى وأيسر ما قاسيت ما قتلا
أو ينقضي للمنايا بعدنا شغل
…
فقد تركنَ بقلبِي للأسى شغلا
آهاً لعطفِ معانٍ فيك ذي نسق
…
جعلت من بعده نار الأسى بدلا
هلَاّ بغيرِك ألقى الموت جانبة
…
لقد تأنَّق فيك الموت واحْتفلا
هلَاّ قضى غصنك الزاهي شبيبته
…
فما ترعرع حتَّى قيل قدْ ذَبلا
أفدِي الذي كانَ لي عيشاً ألذُّ به
…
فما أبالي أجادَ العيش أم بخلا
دعا التجلُّد قلبي يوم رحلته
…
فقلت لا ودعا سقمي فقالُ هلا
سقم ملكت به معنى النحول فإن
…
جاءَ الخلال بسقمٍ جاءَ منتحلا
ومقلة قد طغى إنسان ناظرها
…
فكانَ أكثر شيء بالبكا جدلا
لا نلت قربك من دارِ النعيمِ غداً
…
إن كانَ قلبي المعنى عن هواكَ سلا
يا منية الصبّ أما ثكل مهجته
…
فقد أقامَ وأمَّا صبرها فخلا
ما أحسنَ العيش في عيني وأنتَ به
…
أما وأنت بأكناف التراب فلا
سقي ضريحك رضوانٌ ولا برحت
…
ركائب السحب في أقطاره ذُللا
وقال مؤيدية
البسيط
يا صاحبيّ أرانا الدهر شوَّالا
…
فبادرا وانْصبا للذّة الحالا
لا تحذرا مع عفو الله موبقة
…
تحصى ولا مع ندى السلطان إقْلالا
جادَ المؤيد حتَّى كدتُ أحسبه
…
مع فضل فطنته لا يعرف المالا
ولا كحّلت بمرأى مثله بصري
…
هذا وقد جبتُ ظهر الأرض أميالا
فليهنه من هلال العيد مقترف
…
يدنو فيركع إعظاماً وإجلالا
حتَّى ترى نونه من فرط خدمتها
…
تودّ لو صيرت في أفقها دالا
وقال يتقاضى خشكنانا
المجتث
ملوّز الطرف أهلاً
…
كل الحلا إن تحلى
وحاكم العقل يقضي
…
إن الملوّز أحلى
وخشكناناً أتاني
…
في مثل عيديَ فتلا
من أفضل الناس نفساً
…
وأنفس الناس فضلا
وفي انتساب وعلم
…
أجلّ فرعاً وأصلا
عليّ هنئتَ عيداً
…
في الصيغتين محلّى
أنهيت عاليَ قصدي
…
فيه ورأيك أعلى
وقال في مليحة اسمها ماما
مخلع البسيط
طلبت ريّ الغليل منها
…
وعاذلي يطلب المحالا
عنفني ثم قال تسلى
…
عن حبِّ ماما فقلت لالا
ومن مقطعاته قوله
مجزوء الرمل
يا حبيب القلب أهلاً
…
بالهوى فيك وسهلا
ما ألذّ الوجد عندي
…
في معانيك وأحلى
غزلت عيناك لي
…
ثوب سقم ليس يبلى
فاقض لي ما أنت قاض
…
لست ممن يتسلّى
لا وشعرٍ لك داجٍ
…
وجبينٍ يتجلّى
لا تسلّيت ولا قل
…
ت لألحاظك مهلا
لا ولا استدفعت صدًّا
…
منك واستدعيتُ وصلا
غير أنّ العبد ينهي
…
حاله والرأي أعلى
ــ
الكامل
متّع لواحظنا التي أضنيتها
…
لما اتخذتَ إلى البعاد سبيلا
وأعد بعودك للعيون منامها
…
فلقد ترحّل يوم رمت رحيلا
أولا فنظرتها إليك ألذّ من
…
عود المنام ولو جفته طويلا
يا قادماً أقسمت لو قسم الورَى
…
حُرّ الخدود له لكان قليلا
أهلاً بقربك فهو كحل نواظر
…
كم راقبت من نحو أرضك ميلا
صحّت بك الأيام حتَّى ما يرى
…
متأمّل إلا النسيم عليلا
ــ
السريع
دم يا علاء الدين في رفعة
…
رأيك فيما يقتضي أعلى
كتاب مولانا بإشفاقه
…
لا يختشي من سفر ثقلا
يصطاد في المشتى مهماتكم
…
ونحن نصطاد من المقلى
لكنّ لي في الشام يا سيدي
…
قرائن من همّها حبلى
ــ
مجزوء الرمل
بأبي غصن كبدر
…
قد تثنى وتجلّى
قلت إذ أضمر قصدي
…
قبلة يا بدر هلاّ
قال من خدّيَ خذها
…
قلت بل من فيك أحلى
ــ
السريع
يا مهدياً من خطه قاعداً
…
على سواد العين محمولا
لفظك فينا مطرب كله
…
لم يبق للسامع معقولا
يرتدّعن إدراكه مسلم
…
ويصبح الفاضل مفضولا
ــ
الخفيف
كم أقاسي من الغرام وأخفي
…
عن وشاتي صبابة وغليلا
آه يا ويلتي ويا ليت أني
…
كنت لم أتخذ فلاناً خليلا
ــ
مجزوء الرجز
لي سيد رقى إلى
…
أفق المعالي فعلا
أقسم لا ينسى الندَى
…
إلا إذا ما فعلا
ــ
المتقارب
شهدنا بأن إله السماء
…
يحبك يا أكرم الناس حالا
يقول نبيّ الهدى إنه
…
تعالى جميل يحبّ الجمالا
ــ
الخفيف
لم أزل منذ غاب شخصك عني
…
أرتجي وصل كتبه والوصالا
أرقب الغرب حين أذكر مولا
…
يَ كأن الشهاب صار هلالا
ــ
البسيط
سقى وواعدني وصلاً ألذّ به
…
عند الرقاد ولا والله ما فعلا
فيا له الله من ساق مواعده
…
كانت مواعيد عرقوب لها مثلا
ــ