الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
(ذكر مقتل الحسين رضى الله عنه) *
(وذكر قاتله وأين قتل ومتى قتل) *
قتل رضى الله عنه يوم الجمعة لعشر خلت من المحرم يوم عاشوراء سنة ستين وقيل إحدى وستين بموضع يقال له كربلاء من أرض العراق بناحية الكوفة ويعرف الموضع أيضا بالطف.
قتله سنان بن أنس النخعي وقيل رجل من مذحج وقيل من شمر بن ذى الجوشن وكان أبرص، وأجهز عليه حولي بن يزيد الاصبحي من حمير حز رأسه وأتى بها عبيد الله بن زياد.
وما نقل من أن عمر بن أبى سعيد بن أبى وقاص قتله فتاه فلا يصح، وسبب نسبته إليه أنه كان أمير الخيل التى أخرجها عبيد الله بن زياد لقتاله ووعده إن ظفر أن يوليه الرى وكان في تلك الخيل والله أعلم قوم من أهل مصر وأهل اليمن، ويروى أنه قتل معه في ذلك اليوم سبعة وعشرون رجلا من ولد فاطمة.
وعن الحسن بن أبى الحسن البصري أصيب مع الحسين ستة عشر رجلا من أهل بيته ما على وجه الارض لهم شبيه.
وقيل قتل معه من ولده وإخوته وأهل بيته ثلاثة وعشرون رجلا.
واختلف في سنه يوم قتل فقيل سبع وخمسون ولم يذكر ابن الدراع في كتاب مواليد أهل البيت غيره قال أقام منها مع جده صلى الله عليه وسلم سبع سنين إلا ما كان بينه وبين الحسن.
ومع أبيه ثلاثين سنة ومع أخيه الحسن عشر سنين وبعده عشر سنين فجملة ذلك سبع وخمسون سنة وقيل أربع وخمسون سنة وقيل ست وخمسون سنة.
(ذكر إخبار النبي صلى الله عليه وسلم بقتل الحسين والحث على نصرته)
عن أنس رضى الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال (إن ابني هذا يعنى الحسين يقتل بأرض من العراق فمن أدركه منكم فلينصره قال فقتل أنس مع الحسين.
خرجه الملا في سيرته.
(ذكر إخبار الملك رسول الله صلى الله عليه وسلم بقتل الحسين) *
(وإيرائه تربة الارض التى يقتل بها) *
عن أنس بن مالك قال استأذن ملك القطر ربه ان يزور النبي صلى الله عليه
وسلم فأذن له وكان يوم أم سلمة فقال النبي صلى الله عليه وسلم يا أم سلمة احفظي علينا الباب لايدخل أحد فبينا هي على الباب إذ دخل الحسين بن على طفر فاقتحم فدخل فوثب على رسول الله صلى الله عليه وسلم فجعل رسول الله صلى الله عليه وسلم يلثمه ويقبله فقال له الملك أتحبه قال نعم وقال إن أمتك ستقتله وإن شئت أريك المكان الذى يقتل به فأراه فجاء بسهلة أو تراب أحمر فأخذته أم سلمة فجعلته في ثوبها قال ثابت كنا نقول إنها كربلاء.
خرجه البغوي في معجمة وخرجه أبو حاتم في صحيحه وقال إن شئت أريك المكان الذى يقتل فيه قال نعم فقبض قبضة من المكان الذى قتل فيه فأراه إياه فجاءه بسهلة، ثم ذكر باقى الحديث.
وخرجه أحمد في مسنده وقال قالت فجاء الحسين بن على يدخل فمنعته فوثب فدخل فجعل يقعد على ظهر النبي صلى الله عليه وسلم وعلى منكبه وعلى عاتقه قالت فقال الملك وذكر الحديث وقال فضرب بيده على طينة حمراء فأخذتها أم سلمة فصرتها في خمارها قال ثابت فبلغنا أنها كربلاء.
(شرح) : طفر أي وثب.
واقتحم أي أوقع نفسه ورماها.
السهلة بالكسر رمل خشن ليس بالدقاق الناعم.
ذكره كذلك في نهاية الغريب.
وعنها قالت رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو يمسح رأس الحسين ويبكى فقلت ما بكاؤك
فقال إن جبريل أخبرني أن ابني هذا يقتل بأرض يقال لها كربلاء قالت ثم ناولنى كفا من تراب أحمر وقال إن هذا من تربة الارض التى يقتل بها فمتى صار دما فاعلمي أنه قد قتل قالت أم سلمة فوضعت التراب في قارورة عندي وكنت أقول إن يوما يتحول فيه دما ليوم عظيم.
خرجه الملا في سيرته.
وعن أم سلمة قالت كان جبريل عند النبي صلى الله عليه وسلم والحسين معه فبكى فتركته فذهب إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال له جبريل أتحبه يا محمد قال نعم قال إن أمتك ستقتله وإن شئت أريتك من تربة الارض التى يقتل بها فبسط جناحه إلى الارض فأراه أرضا يقال لها كربلاء.
خرجه ابن بنت منيع.
وعنها أن رسول الله صلى الله عليه وسلم اضطجع ذات يوم فاستيقظ وهو خاثر فرجع فرقد فاستيقظ وهو خاثر دون
ما رأيت منه ثم رجع فاستيقظ وفى يده تربة حمراء فقلت ما هذه يا رسول الله قال أخبرني جبريل أن ابني هذا يقتل بأرض العراق يعنى الحسين فقلت لجبريل أرنى من تربة الارض التى يقتل بها قال فهذه تربتها.
خرجه ابن بنت منيع.
(شرح) : خاثر أي ثقيل النفس (1) غير طيب ولا نشيط.
وعن على رضى الله عنه قال دخلت على النبي صلى الله عليه وسلم وعيناه تفيضان قلت يا نبى الله أغضبك أحد ما شأن عينيك تفيضان قال قام من عندي جبريل عليه السلام قبل وحدثني أن الحسين يقتل بشط الفرات قال فقال هل لك إلى أن أشمك من تربته قلت نعم فمد يده فقبض قبضة من تراب فأعطانيها فلم أملك عينى ان فاضتا.
خرجه أحمد وخرجه ابن الضحاك.
وعن عبد الله بن يحيى عن أبيه أنه سافر مع على وكان على مطهرته فلما حاذى بيوتنا وهو منطلق إلى صفين فنادى على صبرا أبا عبد الله صبرا أبا عبد الله صبرا أبا عبد الله بشاطئ الفرات فقلت له ماذا أبا عبد الله فقال دخلت على رسول الله صلى الله عليه وسلم وعيناه تفيضان ثم
ذكر الحديث إلى آخره.
(ذكر رؤيا أم سلمة وابن عباس النبي صلى الله عليه وسلم في منامهما وإخباره إياهما انه شهد قتل الحسين عن سلمى قالت دخلت على أم سلمة هي تبكى فقلت ما يبكيك قالت رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يعنى في المنام وعلى رأسه ولحيته التراب فقلت مالك يا رسول الله قال شهدت قتل الحسين آنفا.
خرجه الترمذي وقال حديث غريب، والبغوى في الحسان.
وعن ابن عباس قال رأيت النبي صلى الله عليه وسلم فيما يرى النائم نصف النهار وهو قائم أشعث أغبر بيده قارورة فيها دم فقلت بأبى أنت وأمى يا رسول الله ما هذا قال هذا دم الحسين لم أزل التقطه منذ اليوم فوجد قد قتل في ذلك اليوم.
خرجه ابن بنت منيع وأبو عمر الحافظ السلفي وقال دم الحسين وأصحابه لم أزل التقطه الحديث.
(1) في الاصل (خبيث النفس) وفى النهاية (ثقيل النفس) .