الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
كما دل عليه الحديث الاول وبعث بها على رضى الله عنه ثم ردها إليه النبي صلى الله عليه وسلم ليبيعها فباعها وأتاه بثمنها من غير أن يكون بين الحديثين تضاد، وقد ذهب إلى مدلول كل واحد من الحديثين قائل به، وقال بعضهم كان مهرها الدرع ولم يكن إذ ذاك بيضاء ولا صفراء، وقال بعضهم كان مهرها أربعمائة وثمانين وأمر النبي صلى الله عليه وسلم أن يجعل ثلثها في الطيب.
وخرج الدولابى معنى حديث أبى حاتم عن أنس عن أسماء بنت عميس وذكر فيه تقدم على على فاطمة في النضح والدعاء ثم قال لام أيمن ادعى لى فاطمة فجاءت وهى خرقة من الحياء فقال لها رسول الله صلى الله عليه وسلم اسكني بنتى فقد أنكحتك احب أهل بيتى إلى ثم نضح عليها ودعا لها قالت ثم رجع فرأى سوادا بين يديه فقال من هذا قلت أنا قال أسماء بنت عميس قلت نعم قال جئت في زفاف بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم قلت نعم قالت فدعا لى.
(شرح) : خرقة من الخرق بالتحريك الدهش من الخوف أو الحياء.
وعن على رضى الله عنه وذكر قصة زواجه قال فلما أدخلت على قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لاتحدثا شيئا حتى آتيكما فأتانا وعلينا قطيفة أو كساء فلما رأيناه تحسحسنا قال على مكانكما ثم دعا باناء فيه ماء فدعا فيه ثم رش علينا قلت يا رسول الله أنا أحب اليك أم هي قال هي احب
إلى منك وأنت أعز على منها.
أخرجه يحيى بن معين.
(ذكر مشاورة النبي صلى الله عليه وسلم فاطمة حين اراد تزويجها
عن عطاء بن أبى رباح قال: لما خطب على فاطمة رضى الله عنها أتاها رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال إن عليا قد ذكرك فسكتت فخرج فزوجها، أخرجه الدولابى.
(ذكر ان تزويج فاطمة عليا كان) بأمر الله عزوجل ووحى منه عن أنس بن مالك رضى الله عنه قال خطب أبو بكر رضى الله عنه إلى النبي
صلى الله عليه وسلم ابنته فاطمة فقال النبي صلى الله عليه وسلم يا أبا بكر لم ينزل القضاء بعد ثم خطبها عمر رضى الله عنه مع عدة من قريش كلهم يقول له مثل قوله لابي بكر فقيل لعلى لو خطبت إلى النبي صلى الله عليه وسلم لخليق أن يزوجكها قال وكيف وقد خطبها أشراف قريش فلم يزوجها قال فخطبتها فقال النبي صلى الله عليه وسلم قد أمرنى ربى عزوجل بذلك قال أنس ثم دعاني النبي صلى الله عليه وسلم بعد أيام فقال لى يا أنس أخرج ادع لى أبا بكر الصديق وعمر بن الخطاب وعثمان بن عفان وعبد الرحمن بن عوف وسعد بن أبى وقاص وطلحة والزبير وبعدة من الانصار قال فدعوتهم فلما اجتمعوا عنده كلهم وأخذوا مجالسهم وكان على غائبا في حاجة للنبى صلى الله عليه وسلم فقال النبي صلى الله عليه وسلم (الحمد لله المحمود بنعمته المعبود بقدرته المطاع بسلطانه المرهوب من عذابه وسطواته النافذ أمره في سمائه وأرضه الذى خلق الخلق بقدرته وميزهم بأحكامه وأعزهم بدينه وأكرمهم بنبيه محمد صلى الله عليه وسلم ان الله تبارك اسمه وتعالت عظمته جعل المصاهرة نسبا لاحقا وأمرا مفترضا أوشج
به الارحام وألزم الانام فقال عز من قائل (وهو الذى خلق من الماء بشرا فجعله نسبا وصهرا وكان ربك قديرا) فأمر الله يجرى إلى قضائه وقضاؤه يجرى إلى قدره ولكل قضاء قدر ولكل قدر أجل ولكل أجر كتاب يمحو الله ما يشاء ويثبت وعنده أم الكتاب ثم إن الله تعالى أمرنى أن أزوج فاطمة بنت خديجة من على بن أبى طالب فاشهدوا أنى قد زوجته على أربعمائة مثقال فضة إن رضى بذلك عن بن أبى طالب ثم دعا بطبق من بسر 1 فوضعت بين أيدينا ثم قال انتهبوا فانتهبنا فبينا نحن ننتهب إذ دخل على رضى الله عنه على النبي صلى الله عليه وسلم فتبسم النبي صلى الله عليه وسلم في وجهه ثم قال: إن الله قد أمرنى أن أزوجك فاطمة على أربعمائة مثقال فضة إن رضيت بذاك فقال قد رضيت بذلك يا رسول الله قال
(1) البسر: التمر قبل إرطابه.