الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
(ذكر شهادة النبي صلى الله عليه وسلم له بالجنة)
عن ابن عباس أن النبي صلى الله عليه وسلم قال دخلت البارحة الجنة فإذا حمزة مع أصحابه.
خرجه أبو عمر
(ذكر آى نزلت فيه)
عن السدى في قوله تعالى (أفمن وعدناه وعدا حسنا فهو لاقيه) قال نزلت في حمزة بن عبد المطلب (كمن متعناه) الآية نزلت في أبى جهل.
خرجه ابن السرى.
وعن بريدة في قوله تعالى (يا أيتها النفس المطمئنة) قال حمزة بن عبد المطلب.
خرجه السلفي.
وعن ابن عباس في قوله تعالى (فمنهم من قضى نحبه) قال حمزة بن عبد المطلب وأنس بن النضر وأصحابه، وقال ابو اسحق من استشهد يوم بدر وأحد.
(ذكر فضل حمزة وما يتعلق به)
عن جعفر بن عمرو الضمرى قال خرجت مع عبيد الله بن عدى بن الخيار إلى الشام فلما قدمنا حمص قال لى عبيد الله هل لك في وحشى تسأله عن قتل حمزة وكان وحشى يكسن حمص فجئنا حتى وقفنا عليه فسلمنا عليه فرد السلام وعبيد الله معتجر بعمامته (1) ما يرى وحشى إلا عينيه ورجليه فقال عبيد الله يا وحشى أتعرفني قال فنظر إليه ثم قال لا والله إلا أنى أعلم أن عدى بن الخيار تزوج امرأة فولدت له غلاما فحملت ذلك الغلام مع أمه التى ترضعه فكأني نظرت إلى قديمه فكشف عبيد الله عن وجهه ثم قال ألا تخبرنا بقتل حمزة فقال نعم إن حمزة قتل طعيمة بن عدى فنذر لى مولاى جبير بن مطعم إن قتلت حمزة بعمى فأنت حر فلما خرج الناس عام عينين - وعينين (2) جبل تحت أحد بينه وبينه واد - خرجت مع الناس إلى القتال فلما اصطفوا للقتال خرج سباع فقال هل من مبارز فخرج إليه حمزة فقال يا سباع يا ابن أم انمار يا ابن أم مقطعه البظور أتحارب الله ورسوله ثم شد عليه فكان
(1) الاعتجار بالعمامة هو أن يلفها على رأسه ويرد طرفها على وجهه ولا يعمل منها شيئا تحت
ذقنه.
(2)
في نسخة في الموضعين (عنين) والتصويب من نسخة أخرى ومن معجم البلدان.
كامس الذاهب وكمنت لحمزة تحت صخرة حتى مر على فلما أن دنا منى رميته بحربتي فأوقعتها في ثنته (1) حتى دخلت من وركيه فكان ذلك آخر العهد به فلما رجع الناس رجعت معهم فأقمت بمكة حتى فشا فيها الاسلام ثم خرجت إلى الطائف فأرسلوا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم رجلا وقالوا إنه لا يهيج الرسل فخرجت معهم حتى قدمت على رسول الله صلى الله عليه وسلم فلما رأني قال أنت وحشى قلت نعم قال أنت قتلت حمزة قلت قد كان من الامر الذى بلغك يا رسول الله قال أما تستطيع أن تغيب وجهك عنى قال فرجعت فلما توفى رسول الله صلى الله عليه وسلم وخرج مسيلمة الكذاب قلت لاخرجن إلى مسيلمة لعلى أقتله وأكافئ به حمزة فخرجت مع الناس فكان من أمرهم ما كان قال وإذا رجل قائم في ثلمة جدار كأنه جمل أورق ثائر الرأس قال فرميته بحربتي فأضعها بين ثدييه حتى خرجت من بين كتفيه قال ودب إليه رجل من الانصار حتى ضربه السيف على هامته قال عبد الله بن الفضل أخبرني سليمان بن يسار أنه سمع عبد الله بن عمر يقول فقالت جارية على ظهر بيت يا أمير المؤمنين قتله العبد الاسود.
أخرجه البخاري وأبو حاتم ولفظه خرجت أنا وعبيد الله بن عدى بن نوفل بن عبد مناف في زمن معاوية فلما وردنا حمص وكان وحشى قد سكنها.
ثم ذكر ما تقدم إلى قوله فأتيناه فإذا هو بفناء داره وإذا هو شيخ كبير على طنفسة (2) فلما انتهينا إليه سلمنا عليه فرفع رأسه إلى عبيد الله فقال ابن لعدى بن الخيار قلت نعم قال والله ما رأيتك منذ ناولتك أمك السعدية حين أرضعتك بذى طوى فانى ناولتها إياك وهى على بعيرها فأخذك فلمعت لى قدماك حين رفعتك إليها فوالله ما هو إلا أن وقف على فرأيتها فعرفتها فجلسنا إليه فقلنا جئناك لتحدثنا عن قتل حمزة كيف قتلته قال أما إنى سأحدثكما كما حدثت رسول الله
صلى الله عليه وسلم عن ذلك ثم ذكر معنى ما تقدم إلى قوله فخرجت مع الناس وكنت حبشيا أقذف بالحربة قذف الحبشة قلما أخطئ بها شيئا فلما التقى الناس خرجت أنظر حمزة
(1) الثنة ما ببن السرة والعانة من أسفل البطن.
(2)
بكسر الطاء والفاء وبضمهما وبكسر الطاء وفتح الفاء: البساط الذى له خمل رقيق، جمعه طنافس.
حتى رأيته في عرض الناس مثل الجمل الاورق (1) يهز الناس بسيفه هزا ما يقوم له شئ فوالله إنى لا تهيأ له إذ تقدمنى إليه سباع بن عبد العزى فلما رآه حمزة قال هلم يا ابن مقطعة البظور قال ثم ضربه فوالله لكأنما أخطأ رأسه وهززت حربتى حتى إذا رضيت منها دفعتها عليه فوقعت في ثنته حتى خرجت من بين وركيه فذهب لينوء نحوى فغلب وتركته وإياها حتى مات ثم أتيته فأخذت حربتى ثم رجعت إلى الناس فقعدت في المعسكر لم يكن لى بعده حاجة إنما قتلته لاعتق فلما قدمت مكة عتقت.
وخرجه ابن اسحق بنحو ما خرجه أبو حاتم.
وعن عمرو بن أمية الضمرى قال كان وحشى يسكن حمص فمررت بها أنا وعبيد الله بن عدى بن الخيار فسألنا عنه فقيل لنا إنكم ستجدونه بفناء داره وهو رجل قد غلب عليه الخمر فان تجداه صاحيا تجدا رجلا غريبا وتجدا عنده بعض ما تريدان وتصيبان عنده ما شئتما من حديث تسألانه عنه وإن تجداه وبه بعض ما يكون به فانصرفا عنه ودعاه قال فأتيناه وإذا هو في فناء داره على قطيفة له وإذا شيخ كبير مثل البغاث - وهو ضرب من الطير فإذا هو صاح لا بأس به فسلمنا عليه وسألناه عن مقتل حمزة فذكر معنى ما تقدم.
خرجه ابن اسحق.
وعن غيره ابن اسحق قال كان حمزة يقاتل بين يدى رسول الله صلى الله عليه وسلم بسيفين فقال قائل أي أسد فبينا هو كذلك إذ عثر عثرة وقع منها على ظهره فانكشفت الدرع عن بطنه فطعنه وحشى الحبشى بحربة أو قال برمح فأنقذه.
وعن ثابت البنانى قال نظر حمزة يوم أحد فقال اللهم إنى أبرأ إليك مما جاء به هؤلاء
يعنى المشركين وأعتذر إليك مما صنع هؤلاء يعنى المسلمين ثم قام بسيفه فضرب بين يدى رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى قتل.
خرجه ابن السنى.
وعن سعيد بن المسيب كان يقول كنت أعجب لقاتل حمزة كيف ينجو حتى بلغني أنه مات غريقا في الخمر.
خرجه الدارقطني على شرط الشيخين.
قال ابن هشام بلغني أن وحشيا لم يزل يجد في الخمر حتى خلع من الديوان وكان عمر رضى الله عنه يقول لقد علمت أن الله لم يكن ليدع قاتل حمزة.
(1) أي الاسمر.