الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
سأله المساعدة فوعده وسوفه فتقاضاه فقال مبعداً له أن تنصرت أزوجتك ابنة أختي وساعدتك على عدوك فهم أن يفعل ذلك ليبلغ غرضه من نصرته على أخيه فأشار عليه من معه أن لا تفعل فإنه متى فعل ذلك نفرت قلوب من معه من الجند وخذلوه فأمسك وتغير باطن الأشكري عليه فبعث إليه مخادعاً له أنه قد ظهر لي رأي في معونتك ولا بد من الاجتماع بك فخرج من قسطنطينية فمر في طريقه على قلعة فنزل جانبيها منها وقبض عليه بوصية تقدمت من الأشكري فلم يزل محبوساً إلى أن أغارت طائفة من أصحاب بركة على أطراف بلاد الأشكري وحاصروا القلقة التي فيها السلطان عز الدين فوقع الاتفاق بينهم على أنهم إن سلموه لهم يرحلوا عنها فسلموه إليهم فانطلقوا به إلى بركة.
ذكر الخلف الواقع بين هولاكو وبركة
قال عز الدين محمد بن شداد رحمه الله حكى لي علاء الدين علي بن عبد الله البغدادي قال أخذت أسيراً من بغداد لما أخذتها التتر وكنت معهم مختلطاً بهم مطلعاً على أخبارهم فلما كانت سنة ستين ورد من عند بركة رسولان أحدهما يدعى بلاغا والآخر ططر برسالة مضمونها ما جرت به العادة من حمل ما كان يحمل إلى بيت باتو مما يفتح من البلاد وكانت العادة أن جميع ما يحصل في البلاد التي يملكونها ويستولون عليها من نهر جيحون مغرباً يقسم خمسة أقسام قسمان لا لقان وهو الملك الأعظم وقسمان للعسكر وقسم لبيت باتو فلما مات باتو وجلس
بركة على التخت بدلاً منه لم يوصل إليه هولاكو مما أخذه من العراق ولا من الشام شيئاً مما كان يوصله إلى باتو ولما بعث بركة رسله بعث معهم سحرة ليفسدوا سحرة هولاكو وكان عند هولاكو ساحر يسمى تكتا فأعطوه هدية أرسلها بركة إليه معهم فلما وصلت الرسل بعث إليهم هولاكو من يخدمهم وساحرة من الخطا يتسمى كمشتا لتطلعه على أحوالهم فتعرفت أحوالهم وأخبرته فقبض عليهم وحبسهم في قلعة تلاثم قتلهم بعد خمسة عشر يوماً وقتل ساحره تكتا معهم فلما بلغ بركة ذلك أظهر العداوة وبعث رسله إلى الملك الظاهر يحرضه على اجتماع الكلمة على قتاله وسيأتي إن شاء الله.
وفي هذه السنة بعث هولاكو إلى مقدم عسكر المغل بالروم يأمره بقتل من ارتاب منه من التركمان فقصد طائفة منهم وقتل منهم خلقاً كثيراً وكان هذا سبب انحياز بقيتهم إلى الشام.
وفيها اشتد الغلاء بالشام فأبيع الرطل اللحم بالدمشقي بستة دراهم وبسبعة دراهم والغرارة القمح بأربع مائة وخمسين درهماً والشعير بمائتي وخمسين درهماً والمكوك القمح بحماة وبحلب بأربعمائة درهم واللحم الرطل بالحلبي بثمانية دراهم ورطل الخبز بثلاثة دراهم ثم بلغ خمسة ثم اشتد الغلاء في جميع الأصناف ومات خلق كثير من الجوع بحلب وحماة وغيرهما.
وفيها في أولها وصل إلى الديار المصرية رسول يدعى جمال الدين