الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
إلى حلب فوصلها في سادس المحرم ثم خرج منها في عاشره وسار إلى حماة ثم إلى دمشق ثم إلى مصر فوصلها يوم الثلاثاء ثالث صفر وكان الركب قد خرج من مصر صحبة الأمير عز الدين الأفرم وفيه والدة الملك السعيد ووالدة الخازندار والصاحب زين الدين أحمد بن الصاحب فخر الدين والصاحب تاج الدين أخوه واتفق وصول الركب إلى البركة ووصول الملك الظاهر فدخلا يوم الأربعاء رابع صفر.
وفي هذه السنة تقدم الملك الظاهر بالحوطة على أملاك حلب بأسرها وأن لا يفرج عن شيء منها إلا بكتاب عتيق من الأيام الناصرية أو ما قبلها.
وفي سابع عشري ذي الحجة هبت ريح شديدة عاصف بالديار المصرية غرقت مراكب في النيل نحواً من مائتي مركب فهلك فيها خلق كثير وأمطرت قليوب مطراً غزيراً وكان بالشام من هذه الريح صقعة أحرقت الأشجار.
؟
ذكر ما تجدد في هذه السنة من حوادث بلاد الشمال والعجم
منه عصيان باكودر بن عم برق وقيل أخوه على أبغا وسبب ذلك أن برق بعث إلى عمه سراً يشير عليه أن يخرج من طاعة أبغا وينضم إلى منكوتمر فاطلع أبغا على ذلك فاستدعى المذكور فامتنع من الحضور وكان بقربه طائفة من عسكر أبغا فبعث طلبهم فأجابوه خوفاً منه فرحل
بهم نحو بلاد منكوتمر فلما بلغوا أعمال تفليس أظهروا الخلف عليه وكانوا ثلاثة آلاف فارس وبعثوا إلى أبغا يعرفونه فجمع أكابر دولته واستشارهم فأشروا بإرسال عسكر يقفوا أثره فبعث أباطي ومعه ثلاثة آلاف فارس واستدعى البرواناة وصمغرا ومن معهما من العساكر فلما حضروا أردف بهم أباطي فلحقوه فكانت عدتهم ثلاثين ألفاً ودخلوا بلاد باباسركيس ملك الكرج وعضدهم بألفي فارس فلما التقى الجمعان كانت الكسرة على باكودر ونجا بنفسه في ثلاثمائة فارس وانحاز باقي عسكره إلى عسكر أبغا وأخذ باكودر نحو جبال الكرج وكان بها نبات مسموم فرعته دوابه فهلكت فلم يبق معه غير أربعة عشر فرساً فقصد أبغا مستسلماً فعفا عنه ثم قصد أبغا بلاد باباسركيس واستولى منها على قلاع كان قد تغلب عليها الكرج وأخذوها من الملك الأشرف بن العادل رحمه الله وهي موكرى وقلعة مامرون وقلعة أولبي وكان بها بعض الكررج وطائفة من المسلمين فجلا الكرج عنها وأبقى المسلمين وعاد عسكر أبغا إلى أردوه وصمغرا والبرواناة إلى بلادهم، ولما بلغ برق ما جرى على ابن عمه باكودر جمع وحشد وقصد تبشير أخا أبغا فكسره واستأصل رجاله ونهب حريمه فبعث تبشير إلى أخيه يستصرخه ويحرضه فعزم على قصده وبعث إلى أطراف بلاده لطلب عساكره وسيأتي ذكره في سنة ثمان وستين إن شاء الله تعالى.