الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
حقوق الزوجة:
1 -
الحق الأول: توفية مهرها كاملاً
امتثالاً لقوله تعالى: {وَآَتُوا النِّسَاءَ صَدُقَاتِهِنَّ نِحْلَةً} النساء:4، فلا يجوز للزوج ولا لغيره من أب أو أخ أن يأخذ من مهرها شيئاً إلا برضاها {فَإِنْ طِبْنَ لَكُمْ عَنْ شَيْءٍ مِنْهُ نَفْسًا فَكُلُوهُ هَنِيئًا مَرِيئًا} النساء:4
2 -
الحق الثاني: الإنفاق عليها:
وهذه النفقة تتناول نفقة الطعام والكسوة، والعلاج والسكن لقوله: وعلى المولود له رزقهن وكسوتهن بالمعروف.
3 -
الحق الثالث: وقايتها من النار:
امتثالاً لقوله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا قُوا أَنْفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَارًا} التحريم:6، قال علي رضي الله عنه في قوله تعالى:{قُوا أَنْفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَارًا} (عَلِّمُوهُمْ، وَأَدِّبُوهُمْ)(1) . أ. هـ.، وكذلك يخبر أهله
(1) الطبري 26693
بوقت الصلاة {وَأْمُرْ أَهْلَكَ بِالصَّلَاةِ وَاصْطَبِرْ عَلَيْهَا} طه:132، وإذا كان الزوج لا يستطيع تعليم امرأته فلييسر لها أسباب التعليم، أعني بالتعلم تعلم أحكام الدين، ومعرفة ما أوجب الله عليها ومعرفة ما نهاها الله عنه.، لكن المصيبة إذا كان الزوج نفسه واقع في الحرام؛ فهي الطامة الكبرى، لأن الرجل قدوة أهل بيته، والقدوة من أخطر وسائل التربية.
عن فضيل بن عياض (1)، قال:(رأى مالك بن دينار رجلاً يسيء صلاته، فقال: ما أرحمني بعياله، فقيل له: يا أبا يحيى يسيء هذا صلاته وترحم عياله، قال: إنه كبيرهم ومنه يتعلمون) .
ومن المصيبة أيضاً ومن النقص العظيم أن يُنزل الرجل نفسه في غير منزلتها اللائقة بها، فإن الله تعالى جعل للرجال القوامة على النساء، ومن شأنه أن يكون مُطاعاً لا مُطيعاً، مَتبوعاً لا تَابعاً.
(1) أورده أبو نعيم في حلية الأولياء قال حدثنا أبو محمد بن حيان، قال: حدثنا محمد بن جعفر الوراق ببغداد، قال: حدثنا أبو إسحاق الحشاش، قال: حدثنا أبو بلال الأشعري، قال: حدثنا فضيل بن عياض فذكره
وما المرء إلا حيث يجعل نفسه فإن شاء أعلاها وإن شاء سفّلا
وقد استشرى داء تسلط المرأة وطغيانها في أوساطنا بسبب التقليد تارة، وبسبب ضعف شخصية الزوج أو التدليل الزائد تارة أخرى، وهو من أخطر الأمور وأكثرها إيذاءً، فالكلمة الأولى والأخيرة بيد المرأة، والزوج مجرد منفذ لهذه الأوامر، ومن أجل ذلك تجد في صفات بعض المسلمين اليوم الميوعة والضعف والانهزامية واللامبالاة.
4 -
الحق الرابع: أن يغار عليها في دينها وعرضها
إن الغيرة أخص صفات الرجل الشهم الكريم، وإن تمكنها منه يدل دلالة فعلية على رسوخه في مقام الرجولة الحقة والشريفة، وليست الغيرة تعني سوء الظن بالمرأة والتفتيش عنها وراء كل جريمة دون ريبة.
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «مِنْ الْغَيْرَةِ مَا يُحِبُّ اللَّهُ وَمِنْهَا مَا يَكْرَهُ اللَّهُ فَأَمَّا مَا يُحِبُّ فَالْغَيْرَةُ فِي الرِّيبَةِ وَأَمَّا مَا يَكْرَهُ فَالْغَيْرَةُ فِي غَيْرِ رِيبَةٍ» (1)
وقد نظم الإسلام أمر الغيرة بمنهج قويم:
- أن يأمرها بالحجاب حين الخروج من البيت.
- أن تغض بصرها عن الرجال الأجانب.
- ألا تبدي زينتها إلا للزوج أو المحارم.
- ألا تخالط الرجال الأجانب ولو أذن بذلك زوجها.
- أن لا يعرضها للفتنة كأن يطيل غيابه عنها، أو يشتري لها تسجيلات الخنا والفحش.
(1) ابن ماجه 1986 وغيره، وصححه الألباني - الإرواء 1999
5 -
الحق الخامس: وهو من أعظم حقوقها: المعاشرة بالمعروف، والمعاشرة بالمعروف تكون بالتالي:
- حسن الخلق معها فإن «أَكْمَلُ الْمُؤْمِنِينَ إِيمَانًا أَحْسَنُهُمْ خُلُقًا وَخِيَارُكُمْ خِيَارُكُمْ لِنِسَائِهِمْ خُلُقًا» (1)
- فمن حسن الخلق أن تحترم رأيها وأن لا تهينها سواء بحضرة أحد أم لا.
- ومن حسن الخلق إذا صدر منك الخطأ أن تعتذر منها كما تحب أنت أن نعتذر منك إذا أخطأت عليك، وهذا لا يغض من شخصك أبداً، بل يزيدك مكانة ومحبة عندها.
(1) الترمذي 1082 وقال حسن صحيح، وأحمد 7095، وحسنه الألباني في الصحيحة 284
- ومن المعاشرة بالمعروف التوسيع بالنفقة عليها وعلى عيالها.
- ومنها استشارتها في أمور البيت وخطبة البنات، وقد أخذ النبي صلى الله عليه وسلم بإشارة أم سلمة يوم الحديبية (1) .
- ومنها: أن يكرمها بما يرضيها، ومن ذلك أن يكرمها في أهلها عن طريق الثناء عليهم بحقٍ أمامها ومبادلتهم الزيارات ودعوتهم في المناسبات.
- ومنها أن يمازحها ويلاطفها، ويدع لها فرصاً لما يحلو لها من مرح ومزاح، وأن يكون وجهه طلقاً بشوشاً، وأن إذا رآها متزينة له لابسة لباساً جديداً أن يمدحها ويبين لها إعجابه فيها، فإن النساء يعجبهن المدح.
(1) البخاري 2529، وأحمد 18152، 18166
- ومنها التغاضي وعدم تعقب الأمور صغيرها وكبيرها، وعدم التوبيخ والتعنيف في كل شيء.، فعن أنس أن النبي صلى الله عليه وسلم «مَا قَالَ لِي أُفًّا قَطُّ وَلَا قَالَ لِي لِشَيْءٍ لِمَ فَعَلْتَ كَذَا وَهَلَّا فَعَلْتَ كَذَا» (1) .
- ومن المعاشرة بالمعروف: أن يتزين لها كما يحب أن تتزين له، {وَلَهُنَّ مِثْلُ الَّذِي عَلَيْهِنَّ بِالْمَعْرُوفِ} البقرة:228
- ومنها أن يشاركها في خدمة بيتها إن وجد فراغاً.، و «سَأَلْتُ عَائِشَةَ مَا كَانَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم يَصْنَعُ فِي بَيْتِهِ قَالَتْ كَانَ يَكُونُ فِي مِهْنَةِ أَهْلِهِ تَعْنِي خِدْمَةَ أَهْلِهِ فَإِذَا حَضَرَتْ الصَّلَاةُ خَرَجَ إِلَى الصَّلَاةِ» (2) .
(1) مسلم 4269، والدارمي 63
(2)
البخاري 635، 4944، 5579