الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
التوكل على الله
إن التوكل على الله سبحانه وتعالى وربط الأمور به عز وجل من أعظم مزيلات الهموم والغموم، فمن توكل على الله هدأ قلبه من كل ضائقة ولم يتحسر على شيء فاته، يقول سبحانه:{وَمَن يُؤْمِن بِاللَّهِ يَهْدِ قَلْبَهُ} التغابن:11، وقرأ عكرمة ومالك بن دينار (وَمَن يُؤْمِن بِاللَّهِ يَهْدِ قَلْبَهُ)، {وَمَن يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ} الطلاق:3، ويقول صلى الله عليه وسلم:«واعلَمْ أنَّ ما أخطَأَكَ لم يَكُن لِيُصِيبَكَ، وما أصابَكَ لم يَكُن ليُخطِئَكَ، واعلَمْ أنَّ النَّصْرَ مَعَ الصَّبرِ، وأنَّ الفَرَجَ مَعَ الكَرْبِ، وأنَّ معَ العُسْرِ يُسراً» (1)
لزوم الاستغفار
(1) البيهقي في شعب الإيمان 1089، 9644، 9645، وكذا رواه أحمد 2666، السنة لابن أبي عاصم 315، وصححه الألباني في ظلال الجنة، والطبراني في الكبير 11080، والحاكم 6365، ومسند عبد بن حميد 638، وأبو نعيم في الحلية
التوبة إلى الله من الذنوب والمعاصي والإكثار من العبادات ودوام الاستغفار مما يبعد الإنسان من منغصات الحياة، فقد قال صلى الله عليه وسلم:«قُمْ يَا بِلَالُ فَأَرِحْنَا بِالصَّلَاة» (1)، {وَاسْتَعِينُواْ بِالصَّبْرِ وَالصَّلَاةِ وَإِنَّهَا لَكَبِيرَةٌ إِلَاّ عَلَى الْخَاشِعِينَ} البقرة:45، {فَقُلْتُ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ إِنَّهُ كَانَ غَفَّارًا * يُرْسِلِ السَّمَاء عَلَيْكُم مِّدْرَارًا * وَيُمْدِدْكُمْ بِأَمْوَالٍ وَبَنِينَ وَيَجْعَل لَّكُمْ جَنَّاتٍ وَيَجْعَل لَّكُمْ أَنْهَارًا} نوح:12.
إن من أعظم ما يزيل عن المهموم همه وعن المحزون حزنه الاعتبار بقصص الأنبياء والمرسلين فهم مع أنهم أنبياء الله ورسله لم تكن حياتهم خالية من النكبات والمصائب، فقد أصابهم من الأمور الجالبة للهموم الشيء الكثير، لكن لتمسكهم بربهم واتصالهم به وشدة توكلهم عليه لم تؤثِّر فيهم هذه المصائب شيئاً، فمنهم من عقَّه ابنه ومنهم من عصته زوجته ومنهم من آذاه أبوه وقومه ومنهم من ابتلي بالأمراض
(1) أبو داود 4334، وصححه الألباني في صحيح أبي داود، وأحمد 22072