الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
أنت يا من حديثه وديدنه التعدد
! (1)
ألا تتقي الله تعالى! وأنت ديدنك استفزاز الزوجة، وتهديدها في كل مناسبة، ومن دون مناسبة! سأتزوج عليك، سأفتح بيتًا آخر!
فتعيش الضعيفة بين الغيرة، والقلق، والاضطراب النفسي، وبين المحافظة على تلك المملكة التي أسستها لك ولأولادك، وأنت لا هم لك إلا أن تشفي غليلك بالعبث بتلك الأعصاب والدموع والقلب الضعيف!
ألا تتقي الله تعالى! وأنت تستغل طيبة تلك الأسر العفيفة التي تفضل من يظهر عليه سمات الصالحين، أو تستغل فقرها، أو حرصها على الستر والعفاف، فتتقدم وفي نيتك إشباع رغبة، ومتى ما انتهيت
(1) الأسرة والمجتمع
منها، تذكرت الأولى، وما سيحصل لو علمت بما فعلت! فتندم على مراهقتك باصطناع أتفه المشكلات لتفارق تلك المسكينة، فتصبح مطلقة! ولم يمضي على زواجك بها أيامًا، فتنهي بعبثك الطفولي مستقبلها، فلا يُعرف سبب طلاقها المستعجل! ويظن أن بها عيب، وما علموا أن العيب في جرأتك على أعراض المسلمين!
ألا تتقي الله تعالى! وأنت قد أتخذت من تلك الرخص والفتاوى المشبوهة لدعاة - الوجبات السريعة - (افعل ولا حرج!) منهجًا لك، وأصبح التعدد عندك يؤصل بتأصيلاتٍ ما أنزل الله تعالى بها من سلطان، ولم يفتي بها أحد من أهل الثقة والإيمان، فأصبحت - للأسف - تمارس المتعة، بأسماء سنية شرعية! بل للأسف أصبح بعضهم يصطاف سنويًا في بلدان معروفة لينافس أهل الفساد والإفساد، وليتفاخر عند أقرانه بإنه عدد بأكثر من واحدة من تلك الدولة فترة إجازته الصيفية، وما علم المسكين كم هي جرأته على شرع الله تعالى!؟
ألا تتقي الله تعالى! وأنت تثير غيرة الأولى في كل مناسبة، أو تتفنن في إهانة كرامتها أمام الثانية، أو تعيير إحداهن لترضي الأخرى، أو
تصطنع تلك المشاكل التافهة مع إحداهن لتحرمها من النفقة، والمبيت، وتهديه للأخرى، وبغطاء شرعي أسميته الهجر!
ألا تتقي الله تعالى! وأنت تعبث بتلك التوكيلات الشرعية الممنحوة لك من إحداهن لإدارة أموالها وممتلكاتها، فتغتصب تلك الحقوق لتعطيه للأخرى، أو تجبر إحداهن أن تتقبل عيش الأخرى معها في ممتلكاتها، وإذا عارضت هددت بنقل الأموال والممتلكات لحسابك الخاص، فتخيرها بين فقدان الرزق والطلاق معًا، أو أن ترضى بغصبك للحقوق الأمر الواقع!
ألا تتقي الله تعالى! وأنت تحرم الثانية حقها الشرعي في الأمومة، وأن هذا الحق يحرم عليها النقاش فيه، وإن ناقشتك بذلك، وذكرتك بالله عز وجل وبحقوقها هددتها بالطلاق! وكأن الزواج الشرعي عندك هو الفراش، وأما الذرية فقد أكتفيت بما عند الأولى، وعلى الثانية أن تترك فطرتها من أجل راحتك النفسية وهدوء بيتك!
ألا تتقي الله تعالى! وأنت تستر زواجك بها! أو أن تظهر إرتباطها بك شرعًا! وتحرم على نفسك وعليها الحق في المبيت عندها! وكل ذلك
خوفًا من معرفة الأولى وأهلها، فمن كانت هذه شروطه! هل تعتقد - يا من زوجتها له - أنه سيسمح لها بالإنجاب؟ أو أن نيته صادقة بالإستمرار معها، وهو يخشى مواجهة الأولى!
ألا تتقي الله تعالى! وأنت حينما تعدد تسقط حقوق الأولى، فلا نفقة، ولا مبيت، ولا نزهة، ولا سؤال، وهي وحدها من يتحمل مسؤولية بيتك المهمل، وتربية أولادك! وكل ما تريده بعد ذلك طعام الأولى وفراش الثانية.
ألا تتقي الله تعالى! وأنت تقدم على التعدد، وتعرف بقناعة نفسك أنك ضعيف الشخصية أمام الأولى، فتهرب من نقصك بالزواج من الثانية، فإذا ما عرفت الأولى حقيقة أمرك هددتك بطلب الطلاق، وأخذ الأولاد، فتهرب مرة ثانية منها بتطليق الثاني لترضي الأولى، فماذا أستفدت؟ هل وازنت بين المفاسد والمصالح؟ ماذا سيكون مصير الثانية؟ وقد تخليت عنها لسفاهة فعلك وعقلك، فأصبحت بنظر المجتمع مطلقة بلا سبب! وماذا سيكون موقف الأولى، وقد هربت منها مرتين؟ وماذا ستكون نظرة أولادك لك، وهم يرون قوة شخصيتك؟ ومن