الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
وصفة إيمانية لتجاوز الكروب والنكبات
(1)
الدنيا طبعت على كدر فلا يكاد يمر بالمرء ساعات سعادة إلا وأعقبها ما يكدرها ويذهب صفوها، هذه هي طبيعة الدنيا، فالمرء يتعرض فيها للمشكلات وتنتابه الهموم والغموم ويجد الضيق والحرج لكن أمر المؤمن عجيب· فقد يسَّر الله له ما يزيل عنه همومه وغمومه ويشرح صدره ويبدله بعد الضيق سعادة وفرحاً، فإذا رجعنا لديننا الحنيف وجدنا فيه العلاج الناجع لهذه المضايقات··
منغصات ومكدرات
(2)
(1) الدعوة، بتصرف يسير
(2)
الشيخ عبد الرحمن بن علي العسكر المستشار في وزارة الشؤون الإسلامية إمام وخطيب جامع عبد الله بن عمر بالرياض
إن الحياة الدنيا مليئة بالمحن والمصائب والبلايا والشدائد لا تثبت على حال فهي دائمة التغيّر والتحول {سُنَّةَ مَن قَدْ أَرْسَلْنَا قَبْلَكَ مِن رُّسُلِنَا وَلَا تَجِدُ لِسُنَّتِنَا تَحْوِيلاً} الإسراء: 77 {وَتِلْكَ الأيَّامُ نُدَاوِلُهَا بَيْنَ النَّاسِ} آل عمران: 140 فالحياة لا تدوم سعيدة ناعمة للشخص منذ ولادته إلى وفاته، بل تمر به منغصات ومكدرات، كما أنها لا تدوم ناغصة ومكدرة للشخص، بل يمر به من السعادة وتيسير الأمور ما ينسيه متاعبه وهمومه·
وقل أن تجد فرداً في هذه الحياة سالماً من المشاكل أو المصائب أو المحن إلا ما شاء الله، فهذا مصاب بالعلل والأسقام البدنية وهذا مصاب بعقوق الأبناء، وهذا مصاب بسوء خلق زوجته، أو امرأة بسوء خلق زوجها، وذاك مصاب بجيران سوء نغصوا عليه عيشه وتاجر مصاب بكساد تجارته أو تعرضه للخسارة وآخر مهموم بسبب فقره وقلة ذات يده، وآخر يكد ويجتهد ولا يصل إلى مبتغاه، في سلسلة من الآلام والمشاكل التي لا تعد، التي قد تستولي على بعض الناس حتى تراه يمشي وهو يحدث نفسه، لا يأتيه نوم بليل ولا يلين له جنب·