الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
المبحث الثاني
رواية حماد بن شاكر النَّسفي (311) ه
ـ
اسمه ونسبه (1):
هو الإمام المحدث الصدوق حماد بن شاكر بن سَوِيَّه - بفتح السين وكسر الواو وتشديد الياء وآخره هاء - أبو محمد النَّسفي الوراق. راوي «الجامع الصحيح» عن البُخارِيّ.
حدث عن عيسى بن أحمد العسقلاني، ومحمد بن إسماعيل البُخارِيّ، وأبي عيسى الترمذي.
وحدث عنه بـ «الصحيح» أحمد بن محمد النسوي شيخ الحاكِم أبي عبد الله.
وقال ابن النقطة: قال جعفر بن محمد بن المعتز المُسْتَغْفريّ في «تاريخ نَسَف» : روى عن محمد بن إسماعيل «الجامع» ، ثقة مأمون، رحل إلى الشام، وروى عن جماعة من الشاميين والغرباء، وروى عن أبي عيسى الترمذي، وعيسى بن أحمد العسقلاني
…
حدثني عنه بكر بن محمد بن جعفر بالجامع من أوله إلى آخره وأبو أحمد قاضي بخارى.
أقوال العلماء فيه: سبق قول المستغفري فيه: ثقة مأمون.
(1) ينظر في ترجمته: «الإكمال» 4/ 394 باب سويد وسويه، و «التقييد» لابن نقطة ص: 257 - 258 (316)، وترجم له الذَّهَبِيّ في «سير أعلام النبلاء» 15/ 5 (1)، وفي «المشتبه» 1/ 277 مادة: سويه، والصفدي في «الوافي بالوفيات» 13/ 152 (164)، والمرتضى الزبيدي في «تاج العروس» 19/ 552 - 553 مادة: سوو، وابن ناصر الدين في «توضيح المشتبه» 5/ 212، وابن حجر في «تبصير المنتبه» 2/ 701، وينظر «النجوم الزاهرة» 3/ 209.
وقال فيه الذَّهَبِيّ في «السير» : الإمام المحدث الصدوق.
وأجمع كل من ترجم له على وصفه براوي «الصحيح» عن البُخارِيّ.
وفاته:
لم يذكر أحد ممن ترجم له سنة ولادته وأجمعوا على وفاته - رحمه الله تعالى - سنة إحدى عشرة وثلاثمائة.
روايته للصحيح
لم تذكر التراجم التي ترجمت لحماد بن شاكر سنة سماعه لـ «الصحيح» من البُخارِيّ ولكن كل من ترجم له نص على أنه راوي «الصحيح» عن البُخارِيّ، ورِواية حماد بن شاكر لـ «الصحيح» نص غير واحد على أنها أنقص بمائتي حديث عن رِواية الفَرَبْريّ، من حيث عدد الأحاديث، كما قال برهان الدين الأبناسي، والعراقي في «فتح المغيث» ، والسخاوي، وشيخ الإسلام زكريا الأنصاري، حيث قالوا تعقيبًا على قول ابن الصلاح في عدد الأحاديث التي في البُخارِيّ: سبعة آلاف ومائتان وخمسة وسبعون حديثًا
…
.
قالوا: هذا مُسلَّم في رِواية الفَرَبْريّ، وأما رِواية حماد بن شاكر فهي دون رِواية الفَرَبْريّ بمائتي حديث
…
إلخ (1).
ورِواية حماد بن شاكر عُرفت فيما - وقفت عليه - من طريقين:
أحدهما: من رِواية بكر بن محمد بن جعفر (2).
قال المُسْتَغْفريّ في «تاريخ نَسَف» في ترجمة حماد: روى عن محمد بن إسماعيل «الجامع» ، ثقة مأمون، رحل إلى الشام
…
حدثني عنه بكر بن محمد بن جعفر بـ «الجامع» من أوله إلى آخره
…
. اهـ (3).
وقول المُسْتَغْفريّ هذا نقله كثير ممن ترجم لحماد، ومنهم ابن نقطة والذهَبِيّ.
الآخر: هو من رِواية أحمد بن محمد بن رميح النسوي (4).
(1) وسيأتي التفصيل في ذلك عند الكلام على أسباب اشتهار رواية الفَرَبري.
(2)
لم أقف على ترجمته.
(3)
«التقييد» لابن نقطة ص: 316.
(4)
ينظر في ترجمته: «التقييد» لابن نقطة ص: 175 (196)، وترجم له الخطيب وأطال في «تاريخ بغداد» 5/ 6 - 8، والذَّهَبِيّ في «سير أعلام النبلاء» 16/ 169 - 171، و «تذكرة الحفاظ» 3/ 930 - 931 (884) في الطبقة الثانية عشرة، و «العبر» 2/ 307، و «ميزان الاعتدال» 1/ 135 (543)، و «تاريخ الإسلام» 26/ 156 - 157 وفيات سنة (357)، والسيوطي في «طبقات الحفاظ» (377) ترجمة (852)، وابن عبد الهادي في «طبقات علماء الحديث» 3/ 122 - 123 (854)، والصفدي في «الوافي بالوفيات» 7/ 400 (3399) وغيرهم.
قال فيه الذَّهَبِيّ في «السير» : الإمام الحافظ الجوال، أبو سعيد أحمد بن محمد ابن رميح بن عصمة، النخعي، النسوي، ثم المَرْوَزيّ، صاحب التصانيف. اهـ.
سمع أبا خليفة الجمحي، وعمر بن أبي غيلان، وابن زيدان البجلي، وأبا العباس السراج وطبقتهم.
روى عنه: الدارقطني، والحاكِم أبو عبد الله، وأبو القاسم السراج، وابن رزقويه وغيرهم.
قال الحاكِم: قدم نيسابور فعقدتُ مجلس الإملاء، وقرأت عليه «صحيح البُخارِيّ» ، وقد أقام بصعدة من اليمن زمانًا، ثم قدم وأكرموه، وأكثروا عنه ببغداد، وما المثل فيه إلا كما قال يحيى بن معين: لو ارتد عبد الرزاق ما تركنا حديثه، وقد سألته المقام بنيسابور
…
.اهـ.
قال الذَّهَبِيّ: وثقه الحاكِم، وأبو الفتح بن أبي الفوارس، وضعفه أبو زرعة الكشي، وأبو نعيم.
ونقل ابن نقطة عن الحاكِم أيضًا أنه قال فيه بعد أن نسبه: هو الحافظ الثقة، مولده بالشرمقان (1)، ومنشؤه بمرو، ثم انتقل إلى العراق، ثم انصرف
(1) الشرمقان: بفتح أوله وسكون ثانيه وبعد الميم قاف وآخره نون والعجم يقولون جرمقان بليدة بخراسان من نواحي أسفرايين في الجبال بينها وبين نيسابور أربعة أيام.
انظر «معجم البلدان» 3/ 338
إلى خراسان وقد شاخ، وذلك في سنة خمسين وثلاثمائة، فعقدت له المجلس في مسجد يحيى بن صبيح، وقرأت عليه «الجامع الصحيح» للبخاري وحضر الناس، فأقام بنيسابور ثلاث سنين، ثم اسُتدعي إلى صعدة، فأدركته منيته بالبادية، فتوفى بالجحفة سنة سبع وخمسين وثلاثمائة. اهـ.
وقال الخطيب في «تاريخه» : حدثني علي بن محمد بن نصر قال: سمعت حمزة ابن يوسف يقول: سألت أبا زرعة محمد بن يوسف عن أحمد بن محمد بن رميح النسوي، فأومأ إلي أنه ضعيف أو كذاب، قال حمزة: الشك مني.
قال أبو نعيم الحافظ: كان أبو سعيد أحمد بن محمد بن رميح النسوي ضعيفًا.
وقال الخطيب: الأمر عندنا بخلاف ذلك، وهو ثقة ثبت، لم يختلف شيوخنا الذين لقوه في ذلك.
ثم ساق الخطيب بأسانيده إلى بعض الأئمة ممن وثقوه، فنقل عن أبي الفتح محمد بن أبي الفوارس قال: كان أحمد بن محمد بن رميح النسوي ثقة في الحديث.
ونقل أيضًا عن أبي سعيد الإدريسي قال: أحمد بن محمد بن رميح النسوي لم أرزق السماع منه، ذكر لي أصحابنا حفظه وتيقظه ومعرفته في الحديث.
ثم نقل قول الحاكِم فيه: الحافظ ثقة مأمون.
وقال ابن حجر في «اللسان» : وإنما ضعفه من ضعفه؛ لأنه كان زيدي المذهب، يتظاهر به، وقد تكلم بعضهم في روايته أيضًا، قاله ابن طاهر.
قلت (الباحث): وجاء في ترجمة إسحاق بن إسماعيل الجُوزجاني
عند ابن حجر في «اللسان» بعد ذكره لحديثٍ رواه الدارقطني في «غرائب مالك» عن أحمد ابن محمد بن رميح، عن يعقوب بن يوسف، عن إسحاق بن إسماعيل هذا، فقال (أي: الدارقطني): هذا حديث باطل، ومن دون مالك ضعفاء. «لسان الميزان» (1).
فهذا النص من الدارقطني فيه تصريح بتضعيف ما دون مالك وفيهم ابن رميح.
بينما قال الدارقطني في موضع آخر من «الغرائب» كما في «اللسان» : حَدَّثَنا أحمد بن محمد بن رميح النسوي قال أحمد بن الخضر المَرْوَزيّ قال: ثنا يحيى بن ساسويه .. وقال: غريب إن كان الراوي ضبطه ورجاله كلهم معروفون بالثقة. اهـ (2).
فهذا أيضًا توثيق من الدارقطني لرجال هذا السند ومنهم ابن رميح.
ومما يدل على إمامة هذا الرجل وحفظه، بالإضافة إلى ما سبق، أن الحافظ الذَّهَبِيّ ترجم له في «تذكرة الحفاظ» ، و «سير أعلام النبلاء» وكذلك ابن عبد الهادي لما عدَّه في «طبقات علماء الحديث» وقال: الحافظ الجوال
…
صاحب التصانيف.
توفي رضي الله عنه في سنة سبع وخمسين وثلاثمائة.
وإنما أطلت في ترجمة ابن رميح؛ لأن رِواية حماد لم تشتهر إلا من طريقه.
(1) 1/ 538 (1105).
(2)
«لسان الميزان» 1/ 395 - 396 (820).
مظان رواية حماد بن شاكر
رِواية حماد بن شاكر غير معروفة اليوم، ولم أقف على نسخة مخطوطة تنسب له رواية الصحيح، ولكني من خلال تتبع النصوص عند الأئمة، قد وجدت بعض الأحاديث من الصحيح، رويت من طريق تلميذه أحمد بن رميح.
ويبدو - والله أعلم - أن الحاكِم أبا عبد الله هو الذي احتفظ لنا ببعض الأحاديث من هذه الرِّواية من طريق أحمد بن رميح عنه.
فقد نقل ابن نقطة عن الحاكِم قوله في ترجمة أحمد بن رميح: ثم انتقل إلى العراق، ثم انصرف إلى خراسان وقد شاخ، وذلك في سنة خمسين وثلاثمائة، فعقدت له المجلس في مسجد يحيى بن صبيح، وقرأت عليه «الجامع الصحيح» للبخاري وحضر الناس، فأقام بنيسابور ثلاث سنين. اهـ
فهذا النص يدل على تحديثه بنيسابور، وسماع الحاكِم منه في سنة خمسين وثلاثمائة.
ولقد أكثر البيهقي النقل من هذه الرِّواية حيث ذكر في «السنن الكبرى» مواضع رواها عن شيخه أبي عبد الله الحاكِم، عن أحمد بن محمد بن رميح، عن حماد بن شاكر، عن البُخارِيّ.
وسأذكر هذه المواضع لما لها من أهمية في الكشف عن معالم هذه الرِّواية التي لا تعرف اليوم، ويمكن من خلالها المقارنة بين هذه الرواية وغيرها من الروايات، وهذه المواضع هي:
الموضع الأول: كتاب: الطهارة، باب: النهي عن الإناء المفضض، حديث عاصم الأحول قال: رَأَيْتُ قَدَحَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم عِنْدَ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ - وَكَانَ
قَدِ انْصَدَعَ فَسَلْسَلَهُ بِفِضَّةٍ - (1) .. إلخ.
الموضع الثاني: كتاب: الصلاة، باب: كيفية الجلوس في التشهد الأول والثاني، بإسناده إلى محمد بن عمرو بن عطاء، أَنَّهُ كَانَ جَالِسًا مَعَ نَفَرٍ مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، قال: فَذَكَرْنَا صَلَاةَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، فَقَالَ أَبُو حُمَيْدٍ السَّاعِدِيُّ: أَنَا كُنْتُ أَحْفَظَكُمْ لِصَلَاةِ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم
…
(2).
الموضع الثالث: كتاب: الصلاة، باب: الدليل على أن يقنت بعد الركوع.
حديث سالم بن عبد الله، عن أبيه أَنَّهُ سَمِعَ النبي صلى الله عليه وسلم إِذَا رَفَعَ رَاسَهُ مِنَ الرُّكُوعِ، وَيَقُولُ:«سَمِعَ اللَّهُ لِمَنْ حَمِدَهُ» . وَلَا يَفْعَلُ ذَلِكَ فِي السُّجُودِ (3).
الموضع الرابع: في كتاب: الصيام، باب: ما كان عليه حال الصيام.
حديث نافع عن ابن عمر. أَنَّهُ قَرَأَ: {فِدْيَةٌ طَعامُ مِسْكِينٍ} [البقرة: 184] قَالَ: هِيَ مَنْسُوخَةٌ (4).
الموضع الخامس: في كتاب: الحج، باب: طواف النساء مع الرجال.
(1)«السنن الكبرى» 1/ 30، وهو في «الصحيح» (5638) 7/ 113 - 114 كتاب: الأشربة، باب: الشرب من قدح النبي صلى الله عليه وسلم.
(2)
«السنن الكبرى» 2/ 128، وهو في «الصحيح» كتاب: الأذان، باب: سنة الجلوس في التشهد (828) 1/ 165.
(3)
«السنن الكبرى» 2/ 208، وهو في «الصحيح» كتاب: تفسير القرآن، باب: ليس لك من الأمر شيء 6/ 38.
(4)
«السنن الكبرى» 4/ 200، وهو في «الصحيح» كتاب: الصوم، باب:{وَعَلَى الَّذِينَ يُطِيقُونَهُ فِدْيَةٌ} (4506) كتاب: تفسير القرآن، باب:{فَمَن شَهِدَ مِنكُمُ الشَّهْرَ فَلْيَصُمْهُ} .
حديث ابن جريج: أَخْبَرَنِي عَطَاءٌ - إِذْ مَنَعَ ابْنُ هِشَامٍ النِّسَاءَ الطَّوَافَ مَعَ الرِّجَالِ
…
(1).
الموضع السادس: في كتاب: البيوع، باب: ثمر الحائط يباع أصله.
حديث نافع مولى ابن عمر: أَيُّمَا نَخْلٍ بِيعَتْ وَقَدْ أُبِّرَتْ وَلَمْ يُذْكَرِ الثَّمَرُ، فَالثَّمَرُ لِلَّذِي أَبَّرَهَا، وَكَذَلِكَ الْعَبْدُ وَالْحَرْثُ. سَمَّى لَهُ نَافِعٌ هَؤُلَاءِ الثَّلَاثَ». (2).
الموضع السابع: كتاب: الشركة، باب: الشركة في البيع. حديث أبي عقيل: أَنَّهُ كَانَ يَخْرُجُ بِهِ جَدُّهُ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ هِشَامٍ إِلَى السُّوقِ يَشْتَرِي الطَّعَامَ فَيَتَلْقَاهُ ابْنُ عُمَرَ
…
الحديث (3).
الموضع الثامن: كتاب: الغصب، باب: لا يملك أحد بالجناية شيئا جنى عليه ..
حديث عائشة رضي الله عنها قالت: كَانَ لأَبِي بَكْرٍ غُلَامٌ يُخْرِجُ لَهُ الْخَرَاجَ .. (4).
الموضع التاسع: في كتاب: القراض، باب: المضارب يخالف بما فيه زيادة لصاحبه ..
(1)«السنن الكبرى» 5/ 78، وهو في «الصحيح» كتاب: الحج، باب: طواف النساء مع الرجال 2/ 152 - 153 (1618).
(2)
«السنن الكبرى» 5/ 298، وهو في «الصحيح» كتاب: البيوع، باب: من باع نخلًا قد أبرت أو أرضًا مزروعة أو بإجارة 3/ 78.
(3)
«السنن الكبرى» 6/ 79، وهو في «الصحيح» (6353) كتاب: الدعوات، باب: الدعاء للصبيان بالبركة ومسح رءوسهم 8/ 76.
(4)
«السنن الكبرى» 6/ 97، وهو في «الصحيح» 5/ 43 (3842) كتاب: المناقب، باب: أيام الجاهلية.
حديث عروة: أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم أَعْطَاهُ دِينَارًا لِيَشْتَرِي بِهِ شَاةً .. (1).
الموضع العاشر: في كتاب: الوقف، باب: الصدقات المحرمات.
حديث عمر رضي الله عنه: تَصَدَّقَ بِمَالٍ لَهُ عَلَى عَهْدِ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم
…
(2).
الموضع الحادي عشر: في كتاب: قسم الفيء والغنيمة، باب: التفضيل على السابقة والنسب.
حديث عمر بن الخطاب رضي الله عنه قال: كَانَ فَرَضَ لِلْمُهَاجِرِينَ الأَوَّلِينَ أَرْبَعَةَ آلَافٍ
…
(3).
الموضع الثاني عشر: كتاب: النكاح، باب: ما جاء في تحريم حرائر أهل الشرك دون أهل الكتاب.
حديث ابن عباس رضي الله عنهما: كَانَتْ قَرِيبَةُ بِنْتُ أَبِي أُمَيَّةَ عِنْدَ عُمَرَ ابْنِ الْخَطَّابِ
…
(4).
الموضع الثالث عشر: في كتاب: النكاح، باب من قال: لا ينفسخ النكاح بينهما بإسلام
…
حديث ابن عباس رضي الله عنه قال: كَانَ الْمُشْرِكُونَ عَلَى مَنْزِلَتَيْنِ مِنَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم وَالْمُؤْمِنِينَ .... (5).
(1)«السنن الكبرى» 6/ 112، وهو في «الصحيح» 4/ 207 (3642) كتاب: المناقب، باب: سؤال المشركين أن يريهم النبي آية فأراهم انشقاق.
(2)
«السنن الكبرى» 6/ 159، وهو في «الصحيح» 4/ 10 (2764) كتاب: الوصايا، باب: قول الله تعالى: {وَابْتَلُوا الْيَتَامَى حَتَّىَ إِذَا بَلَغُوا النِّكَاحَ ..} .
(3)
«السنن الكبرى» 6/ 349، وهو في «الصحيح» 5/ 63 (3912) كتاب: المناقب، باب: هجرة النبي وأصحابه إلى المدينة.
(4)
«السنن الكبرى» 7/ 171، وهو في «الصحيح» 7/ 49 (5287) كتاب: الطلاق، باب: نكاح من أسلم من المشركات وعدتهن.
(5)
«السنن الكبرى» 7/ 187، وهو في «الصحيح» 7/ 48 - 49 (5286) كتاب: الطلاق، باب: نكاح من أسلم من المشركات وعدتهن.
الموضع الرابع عشر: في كتاب: الجراح، باب: تحريم القتل من السنة.
حديث عبد الله بن عمر قال: إِنَّ مِنْ وَرْطَاتِ الأُمُورِ الَّتِي لَا مَخْرَجَ لِمَنْ أَوْقَعَ نَفْسَهُ فِيهَا سَفْكَ الدَّمِ الْحَرَامِ بِغَيْرِ حِلِّهِ (1).
الموضع الخامس عشر: في كتاب: السير، باب: فتح مكة حرسها الله تعالى.
حديث عروة قال: لَمَّا سَارَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم عَامَ الْفَتْحِ فَبَلَغَ ذَلِكَ قُرَيْشًا
…
(2).
الموضع السادس عشر: في كتاب: الجزية، باب: من جاء من عبيد أهل الهدنة مسلمًا.
حديث ابن عباس رضي الله عنهما: وَإِنْ هَاجَرَ عَبْدٌ أَوْ أَمَةٌ لِلْمُشْرِكِينَ أَهْلِ الْعَهْدِ لَمْ يُرَدُّوا، وَرُدَّتْ أَثْمَانُهُمْ (3).
الموضع السابع عشر: في كتاب: الجزية، باب: من جاء من عبيد أهل الحرب مسلمًا.
حديث عطاء عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: وَإِنْ هَاجَرَ عَبْدٌ
(1)«السنن الكبرى» 8/ 21، وهو في «الصحيح» 9/ 2 (6863) كتاب: الديات، باب قول الله تعالى:{وَمَن يَقْتُلْ مُؤْمِنًا مُّتَعَمِّدًا فَجَزَآؤُهُ جَهَنَّمُ} .
(2)
«السنن الكبرى» 9/ 119، وهو في «الصحيح» 5/ 146 (4280) كتاب: المغازي، باب: أين ركز النبي الراية يوم الفتح.
(3)
«السنن الكبرى» 9/ 229، وهو في «الصحيح» 7/ 49 (5286) كتاب: الطلاق، باب: نكاح من أسلم من المشركات وعدتهن.
مِنْهُمْ - يعني أهل الحرب - أَمَةٌ فَهُمَا حُرَّانِ وَلَهُمَا مَا لِلْمُهَاجِرِينَ (1). قال البيهقي في كل المواضع السابقة: أخرجه البُخارِيّ في «الصحيح» .
قال ابن التركماني في «الجوهر النقي» : لم أجد هذا الأثر في «صحيح البُخارِيّ» بعد الكشف (2).
انفراد نسخة حماد بن شاكر ببعض الأحاديث
ولقد وقفت على حديث انفردت به هذه الرِّواية، ذكره أصحاب أطراف الكتب، ومنهم أبو مسعود الدمشقي والمزي في «تحفة الأشراف» .
هذا الحديث ساقه اليُونِينِيّ في «الصحيح» (3) قال: حَدَّثَنا حامد بن عمر عن بشر، حَدَّثَنا عاصم، حَدَّثَنا واقد، عن أبيه، عن ابن عمر - أو ابن عمرو - شَبَّكَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم أَصَابِعَهُ.
وَقَالَ عَاصِمُ بْنُ عَلِيٍّ: حَدَّثَنَا عَاصِمُ بْنُ مُحَمَّدٍ: سَمِعْتُ هَذَا الْحَدِيثَ مِنْ أَبِي، فَلَمْ أَحْفَظْهُ، فَقَوَّمَهُ لِي وَاقِدٌ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: سَمِعْتُ أَبِي وَهُوَ يَقُولُ: قَالَ عَبْدُ اللَّهِ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: «يَا عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عَمْرٍو، كَيْفَ بِكَ إِذَا بَقِيتَ فِي حُثَالَةٍ مِنَ النَّاسِ بِهَذَا» .اهـ.
كذا ساق اليُونِينِيّ هذا الحديث، ورمز لحذف هذا الحديث بأكمله من نسخة الأصيلي وحده.
وذكره المزي في «تحفة الأشراف» (4) في مسند عبد الله بن عمرو،
(1)«السنن الكبرى» 9/ 230.
(2)
قلت: هو في «الصحيح» 7/ 49 (5286) كتاب: الطلاق، باب: نكاح من أسلم من المشركات وعدتهن.
(3)
كتاب: الصلاة، باب: تشبيك الأصابع في المسجد وغيره 1/ 103 (478، 479، 480).
(4)
6/ 41 (7428).
بالسياق السابق عند اليُونِينِيّ سندًا ومتنًا ثم قال عقبه: هذا الحديث من رِواية حماد بن شاكر عن البُخارِيّ.
وعقب عليه ابن حجر في «النكت الظراف» (1) قائلًا:
قلت: بل هو في رِواية الفَرَبْريّ أيضًا فيما حكاه أبو مسعود أنه وجده عند إبراهيم - أي الحربي - عن حماد بن شاكر والفَرَبْريّ عن البُخارِيّ. اهـ.
ثم قال ابن حجر متعجبًا: نعم! ما رأيته عند أبي ذر عن الثلاثة، ولا في رِواية الأصيلي ولا غيره. اهـ.
وقال ابن حجر أيضًا في «الفتح» (2) كتاب: الصلاة، باب: تشبيك الأصابع في المسجد بعد ذكره أن البُخارِيّ أورد في الباب حديث أبي موسى وحديث أبي هريرة قال: ووقع في بعض الروايات قبل هذين الحديثين حديث آخر، وليس هو في أكثر الروايات، ولا استخرجه الإسماعيلي ولا أبو نعيم، بل ذكره أبو مسعود في «الأطراف» عن رِواية ابن رميح عن الفَرَبْريّ وحماد بن شاكر جميعًا عن البُخارِيّ قال: حَدَّثَنا حامد بن عمر حَدَّثَنا بشر
…
ثم ساقه مثل اليُونِينِيّ حتى قوله: «حُثَالَةٍ مِنَ النَّاسِ» .
ثم قال ابن حجر: وقد ساقه الحميدي في «الجمع بين الصحيحين» نقلا عن أبي مسعود وزاد هو: «قد مرجت عهودهم وأماناتهم، واختلفوا فصاروا هكذا» وشبك بين أصابعه - الحديث. اهـ. من «الفتح» .
قلت (الباحث): هو في «الجمع بين الصحيحين» (3) للحميدي المتوفى سنة (488) هـ بسياق آخر ونصه: قال: الخامس والعشرون: عن واقد بن
(1) 6/ 41.
(2)
1/ 566.
(3)
2/ 278 (1435).
محمد، عن أبيه، عن ابن عمر - أو - ابن عمرو. قال: شبك النبي صلى الله عليه وسلم أصابعه وقال: «كيف أنت يا عبد الله بن عمرو إذا بقيت في حثالة من الناس، قد مرجت عهودهم وأماناتهم واختلفوا فصاروا هكذا؟» قال: فكيف يا رسول الله؟ قال: «تأخذ ما تعرف، وتدع ما تنكر، وتقبل على خاصتك، وتدعهم وعوامهم» . هكذا في حديث بشر بن المفضل عن واقد.
وفي حديث عاصم بن محمد بن زيد قال: سمعت هذا من أبي فلم أحفظه فقومه لي واقد عن أبيه قال: سمعت أبي وهو يقول: قال عبد الله: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «يا عبد الله بن عمرو كيف أنت إذا بقيت
…
» وذكره.
وليس هذا الحديث في أكثر النسخ، وإنما حكى أبو مسعود أنه رآه في كتاب أبي رميح عن الفَرَبْريّ وحماد بن شاكر عن البُخارِيّ. اهـ.
وقال ابن الملقن في «التوضيح» كتاب: الصلاة، باب: تشبيك الأصابع بعد أن ساق الحديث مثل ما جاء عند اليُونِينِيّ:
والكلام عليه من أوجه: أحدها: هذا الحديث ليس موجودًا في أكثر نسخ «الصحيح» ، ولا استخرجه الحافظان الإسماعيلي وأبو نعيم، ولا ذكره ابن بطال، وفي بعض النسخ ملحقًا على الحاشية، وحكى أبو مسعود أنه رأى في كتاب أبي رميح عن الفَرَبْريّ وحماد بن شاكر عن البُخارِيّ، نعم ذكره خلف في «أطرافه» في مسند ابن عمر، وكذا الحميدي في «جمعه» من أفراد البُخارِيّ من حديث واقد بن محمد
…
فذكر باقي كلام الحميدي. اهـ.
وقال القَسْطَلّانِيّ في «إرشاد الساري» (1): وهذا الحديث ساقط في أكثر الروايات ولم يذكره الإسماعيلي، ولا أبو نعيم في مستخرجيهما، وإنما وجد بخط البرزالي، وذكر أبو مسعود في «الأطراف» أنه رآه في
(1) 1/ 250 - 251.
كتاب ابن رميح عن الفَرَبْريّ وحماد بن شاكر عن البُخارِيّ، وفي «اليُونِينيّة» سقوطه للأصيلي فقط اهـ.
قلت (الباحث): وكأن القسطلاني يستشكل اقتصار اليونيني على حذفه من رواية الأصيلي فقط، وإلا فهو ساقط من رواية أبى ذر وغيره كما سبق.
والحديث في «كنز العمال» (1) بلفظ: «كيف بك يا ابن عمر إذا عُمّرت في حثالة من الناس يخبئون رزق سنةٍ ويضعف اليقين» .اهـ. وعزاه للبُخارِيّ في رِواية حماد بن شاكر عن ابن عمر.
والخلاصة: أن الحديث من رِواية حماد بن شاكر، وجمهور الرُّواة على حذفه من «الصحيح» ووضع اليونيني له في نسخته مع خلوها من رواية حماد بن شاكر فيه نظر وخاصة أن ابن حجر وغيره ذكروا أنهم ما رأوه في نسخ الفربري والله أعلم.
وقول أبي مسعود الدمشقي، أن هذا الحديث مروي عن الفَرَبْريّ من رِواية ابن رميح عنه لم أجد من ذكره غير أبي مسعود، ولعل العبارة فيها وهم، فإن ابن رميح معروف بالرِّواية عن حماد بن شاكر كما سبق، ولا تعرف له رِواية عن الفَرَبْريّ، وكل من جاء بعد ذلك اعتمد على قول أبى مسعود في ذلك، ولم يذكر أحد من الشراح أو أصحاب الأطراف وجوده عند الفربري والله أعلم.
(1) 3/ 439 (7340).