المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌جمهور الأغراض السلطانيات - ريحانة الكتاب ونجعة المنتاب - جـ ٢

[لسان الدين بن الخطيب]

فهرس الكتاب

- ‌جُمْهُور الْأَغْرَاض السلطانيات

- ‌وَمن ذَلِك

- ‌كتب مخاطبات الرعايا والجهاتكتبت عَن السُّلْطَان أبي الْحجَّاج ابْن السُّلْطَان أبي الْوَلِيد ابْن نصر، رَحمَه الله تَعَالَى لأهل ألمرية، أعرف بِهَلَاك الطاغية ملك قشتالة، وإقلاع محلته عَن جبل الْفَتْح.من الْأَمِير عبد الله يُوسُف ابْن أَمِير الْمُسلمين أبي الْوَلِيد بن فرج

- ‌وَفِي هَذَا الْغَرَض أَيْضا

- ‌ظهاير الْأُمَرَاء والولاة

- ‌وخاطبت الْوَزير الْمَذْكُور على أثر الْفَتْح الَّذِي تكيف لَهُ

- ‌وَمن ذَلِك فِي مُخَاطبَة الْوَزير الْمَذْكُور وَأَنا سَاكن بسلا

- ‌وَمن ذَلِك مَا كتبت بِهِ إِلَى رَئِيس ديوَان الإنشاد الشريف شمس الدّين أبي عبد الله بن أبي ركب [أعزه الله تَعَالَى]

- ‌كتب الدعابات والفكاهات

- ‌وَمن ذَلِك فِي هَذَا الْغَرَض مِمَّا خاطبت بِهِ أَبَا إِسْحَاق ابْن الْحَاج على لِسَان قَاضِي الحضرة أبي الْحسنسَيِّدي، جعل الله أكوار العمائم تتضاءل لكور عمامتك، والنفوس الطامحة الهمم على اخْتِلَاف الْأُمَم، تقر بِوُجُوب إمامتك، وسر الْإِسْلَام باتصال سلامتك، وتبرأ الملا من

- ‌المقامات

- ‌من ذَلِك الْكتاب الْمُسَمّى بمعيار الِاخْتِيَار

- ‌الْمجْلس الثَّانِي

- ‌وَمن ذَلِك مَا صدر عني فِي السياسة وَكَانَ إملاؤها فِي لَيْلَة وَاحِدَة

- ‌وَمن ذَلِك كتاب الْإِشَارَة إِلَى أدب الوزارة فِي السياسة

- ‌بَاب بَيَان قدر رُتْبَة الوزارة فِي الأقدار وَبَعض شُرُوط الِاخْتِيَار

- ‌وَمن ذَلِك فِي وصف الشريف أبي عبد الله ابْن الْحسن الحسني

- ‌وَمن ذَلِك فِي وصف أبي الْقَاسِم ابْن الرئيس أبي زَكَرِيَّا العزفي

- ‌وَمن ذَلِك فِي وصف أبي عبد الله ابْن الشَّيْخ الْحَاجِب بتونس أبي الْحسن بن عَمْرو

- ‌وَمن ذَلِك فِي وصف أبي عبد الله بن الْحَاجِب بتونس أبي عبد الله بن العشاب

- ‌وَمن ذَلِك فِي وصف صَاحب الْقَلَم الْأَعْلَى بالمغرب أبي مُحَمَّد عبد الْمُهَيْمِن الْحَضْرَمِيّ

- ‌وَمن ذَلِك فِي وصف الْخَطِيب أبي عبد الله بن رشيد

- ‌وَمن ذَلِك فِي وصف أبي عبد الله بن هَانِيء السبتي

- ‌وَمن ذَلِك فِي وصف أبي على الْحسن بن تذاررت

- ‌وَمن ذَلِك فِي وصف القَاضِي أبي الْحجَّاج الطرطوشي

- ‌وَمن ذَلِك فِي وصف الْكَاتِب أبي الْعَبَّاس بن شُعَيْب

- ‌وَمن ذَلِك فِي وصف أبي عبد الله بن عمرَان التّونسِيّ

- ‌وَفِي وصف أبي عبد الله بن عبد الْملك من أهل مراكش

- ‌وَمن ذَلِك فِي وصف أبي إِسْحَق الحسناني من أهل تونس

- ‌وَمن ذَلِك فِي وصف أبي عبد الله المكودي من أهل فاس

- ‌انْتهى مَا تمّ اخْتِيَاره من كتاب التَّاج الْمحلى فِي مساجلة الْقدح الْمُعَلَّى

- ‌ الأكليل الزَّاهِر فِيمَن فضل عِنْد نظم التَّاج من الْجَوَاهِر " فِي وصف الْخَطِيب أبي عبد الله الساحلي الحمالقى الولى، نفع الله بِهِ

- ‌وَمن ذَلِك فِي وصف أبي جَعْفَر الشاطبي

- ‌وَمن ذَلِك فِي وصف الْخَطِيب أبي على الْقرشِي

- ‌وَمن ذَلِك فِي وصف القَاضِي أبي عَمْرو بن مَنْظُور

- ‌وَمن ذَلِك فِي وصف الْخَطِيب أبي الطَّاهِر بن صَفْوَان المالقى

- ‌وَمن ذَلِك فِي وصف الشَّيْخ أبي عبد الله الطرطوشي

- ‌وَمن ذَلِك فِي وصف الفقية أبي عبد الله بن الْحَاج من أهل مالقة

- ‌وَمن ذَلِك فِي وصف الشَّيْخ الْوَزير أبي عَليّ بن غفرون

- ‌وَمن ذَلِك فِي وصف الْوَزير الْكَاتِب أبي عبد الله بن عِيسَى

- ‌وَمن ذَلِك فِي وصف الْكَاتِب أبي بكر بن العريف

- ‌وَمن ذَلِك فِي وصف للشَّيْخ أبي عبد الله المتأهل

- ‌وَفِي وصف الشَّيْخ أبي عبد الله بن ورد

- ‌وَمن ذَلِك فِي وصف الشَّيْخ أبي عبد الله الْعِرَاقِيّ الْوَادي آشيمَعْدُود فِي وقته من أدبائه، ومحسوب فِي أَعْيَان بَلَده وحسبايه، كَانَ رحمه الله من أهل الْعَدَالَة وَالْخَيْر، سايرا على مَنْهَج الاسْتقَامَة، أحسن السّير، وَله أدب لَا يقصر عَن السداد، وَإِن لم يكن بطلا، فَمِمَّنْ يكثر

- ‌معتر غير قَانِع، ومنتجع كل هشيم ويانع، نَشأ بِبَلَدِهِ مالقة، أبرع من أورد البراعة فِي نفس، وهز غصنها فِي رَوْضَة طرس، إِلَّا مَا كَانَ من سخافة عقله، وقعوده تَحت الْمثل أخبر تقله، لَا يرتبط إِلَى رُتْبَة، وَلَا ينتمي إِلَى عصبَة، وَلَا يتلبس بسمت، وَلَا يَسْتَقِيم من

- ‌أديب نَار فكره يتوقد، وأديب لَا يعْتَرض كَلَامه وَلَا ينْقد. أما الْهزْل فَهُوَ طَرِيقَته المثلى، ركض فِي ميدانها وجلى، وطلع فِي أفقها وتجلى، فَأصْبح علم أعلامها، وعابر أحلامها. إِن أَخذ بهَا فِي وصف الكاس، وَذكر الْورْد والآس، وألم بِالربيعِ وخصله، والحبيب

- ‌وَمن ذَلِك فِي وصف الأديب أبي الْأصْبع عَزِيز بن مطرف

- ‌وَمن ذَلِك فِي وصف الأديب أبي عبد الله بن فَضِيلَة

- ‌وَمن ذَلِك فِي وصف أبي الْقَاسِم الورشيدي

- ‌وَمن ذَلِك فِي وصف القَاضِي أبي بكر بن مَنْظُور

- ‌وَمن ذَلِك فِي وصف القَاضِي أبي جَعْفَر بن برطال

- ‌وَمن ذَلِك فِي وصف الْفَقِيه أبي عَامر بن عبد الْعَظِيم

- ‌وَمن ذَلِك فِي وصف أبي عُثْمَان الغلق

- ‌وَمن ذَلِك فِي وصف أبي عُثْمَان بن أبي عُثْمَان

- ‌وَمن ذَلِك فِي وصف الْمقري أبي الْقَاسِم الجزالي

- ‌وَمن ذَلِك فِي وصف الْفَقِيه الصُّوفِي أبي جَعْفَر العاشق

- ‌وَمن ذَلِك فِي وصف أبي الْقَاسِم الساحلي

- ‌وَمن ذَلِك فِي وصف أبي الْقَاسِم عبد الله بن الطبيخ

- ‌وَمن ذَلِك فِي وصف أبي الْحسن عَليّ بن عبد الْعَزِيز بن قيس

- ‌وَمن ذَلِك فِي وصف أبي الْحسن السكاك الغرناطي

- ‌وَمن ذَلِك فِي وصف الْوَزير أبي جَعْفَر بن المراني

- ‌وَمن ذَلِك فِي وصف الْحَاج أبي عبد الله الشَّديد

- ‌وَمن ذَلِك فِي وصف أبي الْحسن الرعيني

- ‌وَمن ذَلِك فِي وصف الْفَقِيه الْخَيْر أبي عبد الله السكان الأندرشي

- ‌وَمن ذَلِك فِي وصف الْعدْل أبي عبد الله الْقطَّان

- ‌وَمن ذَلِك فِي وصف الْوَزير أبي عبد الله بن شلبطور

- ‌وَمن ذَلِك فِي وصف الْعدْل أبي عبد الله بن مُشْتَمل البلياني

- ‌وَمن ذَلِك فِي وصف الْمُؤلف

- ‌وَمن ذَلِك فِي وصف أبي عبد الله بن سَلمَة الْكَاتِب

- ‌وَمن ذَلِك فِي وصف أبي عبد الله الشريشي

- ‌وَمن ذَلِك فِي وصف أبي عبد الله اللؤلؤة

- ‌وَمن ذَلِك فِي وصف أبي عبد الله بن خَاتِمَة

- ‌وَفِي وصف أبي يحيى بن دَاوُد

- ‌وَمن ذَلِك فِي وصف أبي عبد الله بن أبي الْبَقَاء

- ‌وَمن ذَلِك فِي وصف أبي عبد الله الطشكري

- ‌وَمن ذَلِك فِي وصف أبي عبد الله بن مشرف

- ‌وَمن ذَلِك فِي وصف أبي جَعْفَر أَحْمد بن رضوَان بن عبد الْعَظِيم

- ‌وَمن ذَلِك فِي وصف أبي عبد الله بن هاني

- ‌وَمن ذَلِك فِي وصف الْكَاتِب أبي عَمْرو بن زَكَرِيَّا

- ‌وَمن ذَلِك فِي وصف الْحَاج أبي الْعَبَّاس القراق

- ‌وَمن ذَلِك فِي وصف الْكَاتِب أبي الْحسن الملياني صَاحب الْعَلامَة بالمغرب:

- ‌وَمن ذَلِك فِي وصف أبي إِسْحَق بن سعد

- ‌وَله فِي وصف أبي الْعَبَّاس أَحْمد بن عبد الْحق

- ‌وَمن ذَلِك فِي وصف الشريف أبي عبد الله العمراني

- ‌وَمن ذَلِك فِي وصف أبي عبد الله بن جَابر الكفيف

- ‌وَمن ذَلِك فِي وصف الأديب أبي إِسْحَق بن الْحَاج

- ‌وَمن ذَلِك فِي وصف الأديب ابْن حزب الله

- ‌وَمن ذَلِك فِي وصف أحد الْفُضَلَاء

- ‌كتب الزواجر والعظات

- ‌فَمن ذَلِك فِي مُخَاطبَة ابْن مَرْزُوق

- ‌وَمن ذَلِك مَا صدر عني فِي هَذَا الْغَرَض بِمَا نَصه:

- ‌وَإِن شَاءَ قَالَ بعد الْخطْبَة

- ‌وَمن ذَلِك

- ‌وَمن ذَلِك مَا صدر عني فِي هَذَا الْغَرَض مِمَّا خاطبت بِهِ أحد الْفُضَلَاء

الفصل: ‌جمهور الأغراض السلطانيات

‌جُمْهُور الْأَغْرَاض السلطانيات

وَمن ذَلِك

الْمقَام الَّذِي بِنور سعادته، تتجلى الغما، وتتصل النعما، فنيته قد صَحَّ مِنْهَا لجَانب الله الانتما، واتفقت مِنْهَا المسميات والأسما. مقَام مَحل أَبينَا الَّذِي تتفيأ أفياءهن الجزيرة الغريبة، أفياء نِيَّته الصَّالِحَة وَعَمله، ونثق بِحسن الْعَاقِبَة اعْتِمَادًا على وعد الله الْمنزل على خيرة رسله، ونجتنى ثمار النجح من أفنان آرائه المتألقة تألق الصُّبْح حالى ريثه وعجله، ونتعرف حالى المودود وَالْمَكْرُوه عارفة الْخَيْر والعافية من قبله، أبقاه الله يحسم الأدواء كلما استشرت، ويحلى موارد الْعَافِيَة كلما أمرت، ويعفى على آثَار الأطماع الكاذبة مهمى خدعت بخلبها وغرت، وَيضمن سعده عودة الْأُمُور إِلَى مَا عَلَيْهِ اسْتَقَرَّتْ، مُعظم مقَامه الَّذِي هُوَ بالتعظيم حقيق، وموقر ملكه الَّذِي لَا يلتبس مِنْهُ فِي الْفَخر والعز طَرِيق، وَلَا يخْتَلف فِي فَضله العميم، ومجده الْكَرِيم رَفِيق.

أما بعد حمد الله المثيب الْعَاقِبَة، الْكَفِيل لأهل التَّقْوَى بِحسن العواقب، المشيد بِالْعَمَلِ الصَّالح إِلَى أرفع المراقى والمراقب، يهدى من يَشَاء، ويضل من يَشَاء، فبقضائه وَقدره، اخْتِلَاف المسالك والمذاهب، وَالصَّلَاة على سيدنَا ومولانا مُحَمَّد رَسُوله الحاشر العاقب، وَنبيه الْكَرِيم، الرءوف الرَّحِيم، ذى المفاخر السامية والمناقب، وَالرِّضَا عَن آله وَأَصْحَابه وأنصاره وأحزابه، الَّذين ظاهروه فِي حَيَاته، بأعمال السمر العوالي وَالْبيض القواضب، وخلفوه فِي أمته بخلوص الضمائر عِنْد شوب الشوائب، وَكَانُوا فِي سَمَاء مِلَّته كَالنُّجُومِ الثواقب، وَالدُّعَاء لمقامكم الأسمى بالسعادة الْمُعَادَة فِي الشَّاهِد من الزَّمن وَالْغَائِب، والنصر الَّذِي يقْضى بعز الركائب، والصنع الَّذِي يطلع من ثناياه غر الصَّنَائِع الْعَجَائِب.

ص: 5

من حَمْرَاء غرناطة حرسها الله. وَلَا زَائِد بِفضل الله سُبْحَانَهُ، ثمَّ بِمَا عندنَا من الِاعْتِدَاد بمقامكم، أَعلَى الله سُلْطَانه، وَشَمل بالتمهيد أوطانه. إِلَّا تشيع ثَابت ومزيد، وإخلاص مَا عَلَيْهِ فِي ميدان الاستطلاع مزِيد، وتعظيم أشرف مِنْهُ عيد، وثناء راق فَوق رياضه تحميد وتمجيد. وَإِلَى هَذَا وصل الله سعدكم، وحرس الطَّاهِر الْكَرِيم مجدكم، فقد وصلنا كتابكُمْ، الَّذِي هُوَ على الخلوص والاعتقاد عنوان، وَفِي الِاحْتِجَاج على الرِّضَا وَالْقَبُول برهَان، تنطق بِالْفَضْلِ فضوله، وتشير إِلَى كرم العقد فروعه الزكية وأصوله، ويحق أَن ينْسب إِلَى ذَلِك الْفَخر الْأَصِيل محصوله، عرفتمونا بِمَا ذهب إِلَيْهِ عِيسَى بن الْحسن من الْخلاف الَّذِي ارْتَكَبهُ، وسبيل الصَّوَاب الَّذِي تنكبه، وتنبهون على مَا حَده الْحق فِي مثل ذَلِك وأوجبه، حَتَّى لَا يصل أحد من جهتنا سَببه، وَلَا يظاهره مهمى نَدبه، وَلَا يسعفه فِي الإيواء طلبه، فاستوقفنا من ذَلِك، مَا استدعاه الْبَيَان الصَّرِيح وجلبه، وخطه الْقَلَم الفصيح وَكتبه، وليعلم مقامكم، وَهُوَ غَنِي عَن الْإِعْلَام، وَلَكِن لَا بُد من الاسْتِرَاحَة بالْكلَام، والتنفس ونفثات الأقلام، أننا إِنَّمَا نجرى أمورنا مَعَ هَذَا الْعَدو الْكَافِر الَّذِي يلينا بجواره، وبلينا وَالْحَمْد لله بمصادمة تياره، على تعدد أقطاره، واتساع براريه وبحاره، بِأَن تكون الْأمة المحمدية بالعدوتين تَحت وفَاق، وأسواق غير ذَات نفاق، والجماهير تَحت عهد الله وميثاق، فمهمى تعرفنا أَن اثْنَيْنِ اخْتلف مِنْهُمَا بالعدوتين عقدان، وَقع مِنْهُمَا فِي مَقْبُول الطَّاعَة رد، ساءنا واقعه، وعظمت لدينا مواقعه، وَسَأَلنَا أَن يتدارك الخزي راقعه، لما نتوقعه من التشاغل عَن نصرنَا، وتفرغ الْعَدو إِلَى ضرنا، فَكيف إِذا وَقعت الْفِتْنَة فِي صقعنا ونظرنا، إِنَّمَا هِيَ شعلة فِي نقض بُيُوتنَا وَقعت، وحادثة إِلَى جهتنا أشرعت إِن كَانَ لسوانا لفظ فلنا مَعْنَاهَا، وعَلى وطننا يعود جناها، فَنحْن أحرص النَّاس على إطفائها وإخمادها، وَالسَّعْي فِي إصْلَاح فَسَادهَا، والمثابرة

ص: 6

على كفها عَن استئسادها. وَمَا الظَّن فِي دَار فسد بَابهَا، وآمال رثت أَسبَابهَا: وجريرة لَا تستغنم أَحْوَال من بهَا إِلَّا بِالسُّكُونِ، وَسلم الْعَدو الْمَغْرُور الْمفْتُون، حَتَّى يقتضى مِنْهُ بإعانتكم الدُّيُون، وَإِن اضطرابها دَاء نستبصر من رَأْيكُمْ فِيهِ بطبيب، وهدفه خطب نرميه من عزمكم بِسَهْم مُصِيب، وَأمر نضرع فِي تَدَارُكه إِلَى سميع الدُّعَاء مُجيب، وَنحن فِيهِ يَد أَمَام يدكم، ومقصودنا فِيهِ تبع لمقصدكم، وتصرفنا على حد إشارتكم جَار، وعزمنا إِلَى مُنْتَهى مرضاتكم متبار، وعقدنا فِي مشايعة أَمركُم غير متوار. وَقد كُنَّا لأوّل اتِّصَال هَذَا الْخَبَر الْقَبِيح الْعين والأثر، بادرنا إِلَى تعريفكم بِجَمِيعِ مَا اتَّصل بِنَا فِي شَأْنه، وَلم نطوعنكم شَيْئا من إسراره وَلَا إعلانه، وبعثنا رَسُولنَا إِلَى بَابَكُمْ العلى نعتد بسلطانه، ونرتجى تمهيد هَذَا الوطن بتمهيد أوطانه، وبادرنا بالمخاطبة لمن وَجَبت مخاطبته من أهل مربلة وإسطبونة، نثبت بصائرهم فِي الطَّاعَة ونقويها، ونعدهم بتوجيه من يحفظ جهاتهم ويحميها، وعجلنا إِلَى بَعْضهَا مدَدا من الرُّمَاة وَالسِّلَاح ليَكُون ذَلِك عدَّة فِيهَا، وعملنا مَا أوجب الله من الْأَعْمَال الَّتِي يزلف بهَا ويرتضيها، وَكَيف لَا نظاهر أَمركُم، وَهُوَ الْعدة المذخورة، والفئة الناصرة المنصورة، وَالْبَاطِل سراب يخدع، وَالْحق إِلَيْهِ يرجع، وَالْبَغي يردع ويصرع، وَكم تقدم فِي الدَّهْر من مفتر شَذَّ عَن الطَّاعَة، وَخرج عَن الْجَمَاعَة، ومخالف على الدول، فِي العصور الأولى، بهرج الْحق زائفه، ورجمت شهب الأسنة طائفه، وَأخذت عَلَيْهِ الضَّيْعَة وهاده، ونتابعه فتقلص ظله، ونبا بِهِ مَحَله، وكما قَالَ يذهب الْبَاطِل وَأَهله، لَا سِيمَا وسعادة ملككم، قد وطأت المسالك وحدتها، وقهرت الأعدا وتعبدتها، وَأَطْفَأت جداول سُيُوفكُمْ النَّار الَّتِي أوقدتها، وَكَأن بالأمور، إِذا أعملتم فِيهَا رَأْيكُمْ السديد قد عَادَتْ إِلَى خير أحوالها، والبلاد بيمن تدبيركم، قد شفى مَا ظهر من

ص: 7

اعتلاها، وعَلى كل حَال فَإِنَّمَا نَحن على تَكْمِيل مرضاتكم مبادرون، وَفِي أغراضكم الدِّينِيَّة وَارِدُونَ وصادرون، ولإشارتكم الَّتِي تَتَضَمَّن الْخَيْر والخيرة منتظرون، عندنَا من ذَلِك عقائد لَا يحْتَمل نَصهَا التَّأْوِيل، وَلَا يقبل صحيحها التَّعْلِيل، فلتكن أبوتكم من ذَلِك على أوضح سَبِيل، فشمس النَّهَار لَا يحْتَاج إِلَى دَلِيل، وَالله تَعَالَى يسنى لكم عوائد الصنع الْجَمِيل، حَتَّى لَا يدع عزمكم مَغْصُوبًا إِلَّا رده، وَلَا ثلمًا فِي ثغر الْإِسْلَام إِلَّا سَده، وَلَا هدفا متعاصيا إِلَّا هده، وَلَا عرقا فِي الْخلاف إِلَّا حَده، وَهُوَ سُبْحَانَهُ يبْقى ملككم، ويصل سعده، ويعلى أمره ويحرس مجده، وَالسَّلَام الْكَرِيم يخصكم وَرَحْمَة الله وَبَرَكَاته. وَمن ذَلِك

الْمقَام الَّذِي اشْتهر فَضله وَدينه، فَفِي سَبِيل الله تنبيهه وتأمينه، ولقن الْحجَج فهذبها يقينه، تَهْذِيب الْمَالِكِي وتلقينه، وأنهل جوده الْفَيَّاض معينه، وَالله ينجده على عمل الْبر ويعينه، مقَام مَحل والدنا الَّذِي صدقت فِي مُعَاملَة الله نِيَّته، وخلصت فِي سَبِيل جهاده طويته، وتكفل بالإرشاد والإمداد هَدْيه الْوَاضِح وهديته، وتمخضت إِلَى أَن تكون كلمة الله هِيَ الْعليا أمْنِيته. السُّلْطَان الكذا ابْن السُّلْطَان الكذا ابْن السُّلْطَان الكذا، أبقاه الله، تترنم بألحان الْعِزّ صواهله، وتردى ببرود الْيمن والأمان مناهله، وترفع بأيالته معالم الْإِسْلَام وتعمر مجاهله، ويحث بحسامه كَمَال الْعَهْد عِنْد تَمَامه عوارف الْكفْر وكواهله، مُعظم مقَامه، المثابر على إجلال مَحَله الأبوي وإعظامه، الدَّاعِي إِلَى الله فِي صلَة بنائِهِ وسعادة أَيَّامه. الْأَمِير عبد الله مُحَمَّد بن أَمِير الْمُسلمين أبي الْحجَّاج يُوسُف بن أَمِير الْمُسلمين أبي الْوَلِيد إِسْمَاعِيل بن فرج بن نصر. سَلام كريم طيب بر عميم، يخص مقامكم الْأَعْلَى، وأبوتكم الفضلى، وَرَحْمَة الله وَبَرَكَاته.

ص: 8

أما بعد حمد الله الَّذِي نصب للمجازاة قسطاسا وميزانا، وَأقَام الْأَعْمَال الصَّالِحَة على الرِّضَا وَالْقَبُول عنوانا، واختص بالسعادة والعناية من شَاءَ من عباده أولى الْولَايَة، تفضلا مِنْهُ وامتنانا، فَأطلق بِالْخَيرِ مِنْهُم يدا، وَأطلق بالشكر لِسَانا، وَعرف الْعباد فِي اتِّصَال الْأَيْدِي على نصر دينه الْحق يمنا وأمانا، وَجعل الْمَوَدَّة فِيهِ تَقْتَضِي مغْفرَة من لَدنه ورضوانا. وَالصَّلَاة على سيدنَا ومولانا مُحَمَّد رَسُوله أرفع الْأَنْبِيَاء شَأْنًا، وأعظمهم مكانة ومكانا، وَأكْرمهمْ مسابقة أزلية لَدَيْهِ، وَإِن تَأَخّر زَمَانا، وَالرِّضَا عَن آله وَأَصْحَابه، الَّذين رفعوا من مِلَّته الحنيفية أركانا، وشيدوا من معالم دَعوته بنيانا، وَكَانُوا لأمته فِي الْهِدَايَة بهم من بعده شهبانا. وَالدُّعَاء لمقامكم بالنصر الَّذِي يمضى فِي الْأَعْدَاء صَارِمًا وسنانا، والعز الَّذِي يسمع دَعْوَة الْحق إعلانا، والصنع الَّذِي يرْوى أَحَادِيث الْعِنَايَة الإلهية صحاحا حسانا.

من حَمْرَاء غرناطة، حرسها الله، وَلَا زَائِد بِفضل الله الَّذِي ترادفت لدينا مواهب إنعامه مثنى ووحدانا، ثمَّ ببركة سيدنَا ومولانا مُحَمَّد رَسُوله، الَّذِي أوضح من حجَّة الصدْق برهانا، إِلَّا بِالْخَيرِ الأتم، واليسر الْأَعَمّ، وبركم الْمَقْصد الْأَسْنَى، وَالْغَرَض الأهم. وَقد ورد علينا كتابكُمْ الَّذِي ظَاهره هَدِيَّة، وباطنه هِدَايَة، وطيه نصح، وعنوانه عناية، أحكمت مِنْهُ فِي الْفضل آيَة، ونشرت مِنْهُ للعز راية، مصحبا بالألطاف الكفيلة بتأصيل أصيل الوداد، مظْهرا مَعَاني الْعِنَايَة بِهَذِهِ الْبِلَاد، تنبو غرته الْبَيْضَاء غرر الْجِيَاد، من كل سَلس القياد، محيى بالصهيل معالم الْجِهَاد، فياله من كتاب قاد إِلَى الْأَعْدَاء كتائبه، وصحفته فضل تبدى مَعَاني عَجِيبَة، تفنن من الْمجد والحسب الغر فِي ضروب، وأطلع شمس النصح غير ذَات غرُوب، وحرج العتب بالعتبى، وَرب صَنِيعَة الِاحْتِيَاط، فأناف وأربى، فصدعنا بِهِ فِي الحفل استظهارا، وأطلعنا فِي أفق الِاعْتِدَاد نَهَارا،

ص: 9

وقابلنا أغراضه بالشكر سرا وجهارا، وانتشقنا من رياض بلاغته أزهارا، وتأملنا مقاصده، فزدنا فِي التَّشَيُّع استبصارا، ورأينا ألسن الثنا، وَإِن أطلنا قصارا، وَقُلْنَا الْحَمد لله الَّذِي أتاح الله لنا أَبَا، يأنف من الهضمية، ويصرخ عِنْد الْعَظِيمَة، ويرشد إِلَى الْخلال الْكَرِيمَة، وَيبدأ بالفضائل الجسيمة، فَإِن ظن بِنَا الْغَفْلَة عَن عرض مصالحنا عَلَيْهِ، تلطفت أبوته فِي العتاب، وَإِن تشوفنا إِلَى استطلاع مَا لَدَيْهِ تحفى بإهداء الكتيبة وَهدى الْكتاب، فَنحْن نجهد فِي الشُّكْر بِحَسب الِاسْتِطَاعَة، ونصل الثنا الْيَوْم بِالْيَوْمِ، والساعة بالساعة، ونجلو أوجه الْعذر الَّذِي يردد دَعْوَى الْغَفْلَة والإضاعة، ويتبين مَا عندنَا فِي الْفُصُول الَّتِي قررها فِيمَا نَالَ من النصرى من الْفِتْنَة والمجاعة، وَعُمُوم الشتات وَخلاف الْجَمَاعَة، فَأَما مَا ترَتّب فِيهِ العتب مِمَّا أغفله الْكتب بِمَا آل إِلَيْهِ أَمرهم من شتات ذَات الْبَين، والمسغبة المتلفة، للأثر وَالْعين، فَيعلم الله أننا لم يتَّصل بِنَا نبأ إِلَّا بَعَثْنَاهُ على غره، وَلم نختزل شَيْئا من حُلْو وَلَا مره، وَلَا جلب إِلَيْنَا خبر إِلَّا أهديناه عِنْد حلب دره، وركضنا طرفه بعد تقليبه وفره، فَكيف بِمثل هَذَا الَّذِي لَو ثَبت عندنَا خَبره، لأثمر لدينا رفع حمل، وَتَخْفِيف كل، وإضاعة غيم، وَحصر ضيم، ومشقة عزم، وَإِضَافَة حكم، وَلم نزل نبعث الْعُيُون ونزكيها، ونعيد الرُّسُل ونبديها، فَلم يَصح عندنَا مِمَّا اتَّصل بكم نقل، وَلَا شهد بِغَيْر مَا أطلعناهم عَلَيْهِ حس وَلَا عقل. ولسنا من الْغَفْلَة بِحَيْثُ لَا نشعر بِضعْف عَدو قرب منا جواره، وَلَا من الزّهْد فِي المَال بِحَيْثُ يظْهر منا احتقاره، وَلَا من نِسْيَان مَا يجب لأبوتكم بِحَيْثُ لَا نهدى لكم من قبلنَا أنباء عدونا وأخباره، وَإِنَّمَا هِيَ أقاويل لَا عِبْرَة بقائلها، وتمويهات يظْهر الْكَذِب على مخايلها. وَالَّذِي صَحَّ عندنَا فِي أَمر النصرى وسلطانهم، أَن إخْوَة ملكهم وَمن كَانَ على مثل رَأْيهمْ،

ص: 10

لم ينازعوه يَوْمًا فِي طلب ملك، وَلَا سعوا على بهجته بهلك، وَإِنَّمَا خطبوا مِنْهُ خططا كَانَت بِأَيْدِيهِم، ورتبا نالوها من أَبِيهِم، انتزعها لما سَاءَ ظَنّه فيهم، شهدُوا لَهُ الرُّجُوع إِلَى خدمته حَيْثُ كَانَت، وذلت سبالتهم فِي التمَاس إِعَادَتهَا، وهانت أود الإغضاء فهم بمواضعهم إِلَى تَمام أَرْبَعَة أَعْوَام، بمهادنة مبرمة، وموادعة محكمَة، مدون عِنْد انْقِضَائِهَا على حكمه، ويلقون يَد الرَّغْبَة إذعانا إِلَى سلمه، ويجعلون نواصبهم بيَدي عِقَابه إِن شَاءَ الله أَو حلمه، فَرَمَاهُمْ بدائهم، وصم عَن ندائهم، وزاحمهم بمنكب الْملك، واضطرهم إِلَى مهاوى الهلك، واستخلص مِنْهُم مَا كَانَ بِأَيْدِيهِم من المدن الْكَبِيرَة، وَالْقَوَاعِد الخطيرة، كطورو وطليطلة وَغَيرهمَا من الأمات الشهيرة، وتحصلت أمه وزوجه، الموليتان عَلَيْهِ فِي قهره، وَدخل أَخُوهُ الميسر فِي أمره، وَاسْتقر القند بِبِلَاد جليقية شريد خَوفه، وطريد ذعره، مُخَيّرا بَين خطتي الْحسب من الْخُرُوج عَن عمالته، أَو الدُّخُول على الحكم فِي إيالته. وَأما حَالهم فِي طَرِيق المجاعة الفاشية، والضيقة الناشية، والمسغبة الْمهْلكَة للحرث والماشية، فَالَّذِي صَحَّ عندنَا فِيهَا، أَن الْأَحْوَال بالبلاد الأندلسية فِي ذَلِك مُتَقَارِبَة، وَأَن الْحَاجة شملت النَّاس قاطبة، وَالسّنة لم تخْتَص بشدتها الْبِلَاد الْكَافِرَة، وَلَا اعتمدت الفئة الزائفة عَن الْحق النافرة، إِنَّمَا هُوَ أزل شَمل الْبِلَاد والصياصي، وقحط نَالَ جهتي الْمُطِيع والعاصي، فَمن كَانَت لَهُ قُوَّة على احْتِمَاله، ظهر صبره، وَمن قلت ذَات يَده، افتضح أمره. وبلادهم الشمالية، فِيمَا بلغنَا، سليمَة من الضّر، مجودة بالسحاب الغر، تمد الْبِلَاد الساحلية مِنْهَا مراكب الْبر. وَمَعَ هَذَا، فَإِذا اعْتبر فرارهم أَمَام المجاعة. وهم عدد قَلِيل لم يلف فيهم مثيل، وَلَا من لَدَيْهِ مَتَاع أثيل، إِنَّمَا يفر مِنْهُم ذاعر يسترفد كده، وينتجع عمله، أَو صعلوك لَا مَال لَهُ، أَو صَاحب حسيفة من خدام أخوة سلطانهم مِمَّن لم يقدر على ضبط مَا جعل بِيَدِهِ، وضاق عَن مقاومة مَا يحاوره لقلَّة عدده،

ص: 11

ونقصان جلده، وكلا الصِّنْفَيْنِ لَا يعول على نَقله، وَلَا يسْتَند إِلَى دينه، وَلَا إِلَى عقله. وَإِذا أردتم تَحْقِيق أَمر أَو استربتم فِي خبر زيد أَو عَمْرو، فعينوا عينا يضطلع. بِنَقْل صور الْأَحْوَال، وَيكون ميدانا للأقوال، يتَوَجَّه صوريا، بِبَعْض الْأَغْرَاض الَّتِي تَدْعُو إِلَى المراوضة والمحاورة فِي الشكايات الَّتِي تضطر إِلَيْهَا الْمُجَاورَة، حَتَّى تتبين لكم الْأَخْبَار الَّتِي يزيفها الاختبار. هَذَا مَا عندنَا من حالتي الْعَدو، الَّتِي هَمنَا موازنة أُمُوره، وحذر شروره، قررناها لكم مَعَ الْعلم بِأَن الْعِزَّة لله وَلِرَسُولِهِ وَلِلْمُؤْمنِينَ، وَالْعَاقبَة لِلْمُتقين، وَأَن قَلِيل الْحق كثير، والعسير على الله يسير، وَإِنَّمَا هُوَ شرح بَين الجلية وَقيد عارضة الْكُلية، والعليل ذُو معرفَة زَائِدَة بأحوال علته، وَالرَّابِع عَن خَبره من خبر حلته، وَلَو علمنَا مَا اسْتَأْثر الله بمولانا قدس الله روحه، وَطيب ضريحه، وَقد وَجب انتباه العزائم من مراقدها، وارتفاع حكم السّلم لوفاة عاقدها، أَن لإخوته قدرَة تستمريها منازعتهم لأخيهم زَمنا فسيحا أَو يخمد مِنْهُ ريحًا، لاغتنمنا الكرة، ورفعنا المعرة، وَلَكنَّا علمنَا بِأَن مادتهم بِمَا بقى من مُدَّة الصُّلْح الْقَدِيم غير وافية، وَأَن قدرتهم بكف العادية، عَن بِلَادهمْ، غير كَافِيَة، فحرصنا على الاستمساك بالسلم، ليتمهد الْقطر ويتقرر الْأَمر. وَمَعَ الْيَوْم غَد، وَلكُل شَيْء أمد، وَلنَا مِنْكُم بعد الله تَعَالَى مُعْتَمد، وَإِذا سنى الله أمرا، يسر أَسبَابه، وَفتح بَابه، وألهم الْخَيْر وَكتب أثوابه، وَأما مَا بغيتم من بذل الضريبة، فَأمر تنفر مِنْهُ الهمة، وتسوغه الشدائد المدلهمة، وتأباه الشَّفَقَة، ثمَّ تَدْعُو لتسليمه الموفقة، وللضرورة حكمهَا، وللعزة إِن شَاءَ الله يَوْمهَا. وَقد انصرمت سنُون عديدة، وآماد مديدة، وعهود بعيدَة، لم يَقع فِيهَا بِهَذِهِ الْبِلَاد، بَين الْمُسلمين وعدوهم سلم، إِلَّا عَن ضريبة تحكم، وحصون إِلَيْهِم تسلم، وعضاضاة تحضى، كَمَا شَاءَ الله وتبرم. فَلم ينْتَه اجْتِهَاد إِلَّا مَعَ الإرهاب بجانبكم الأحمى، والاستناد إِلَى أبوتكم الْعُظْمَى، إِن عَقدنَا بضريبة لم يقْتَرن

ص: 12