الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
كتب الزواجر والعظات
فَمن ذَلِك فِي مُخَاطبَة ابْن مَرْزُوق
سَيِّدي الَّذِي يَده الْبَيْضَاء لم تذْهب بشهرتها الْمُكَافَأَة. وَلم تخْتَلف فِي مدحها الْأَفْعَال، وَلَا تغايرت فِي حمدها الصِّفَات، وَلَا تزَال تعترف بهَا الْعِظَام الرفات، أطلقك الله من أسر الْكَوْن، كَمَا اطلقك من أسر بعضه، وزهدك فِي سمائه العاتية وأرضه، وحقر الْحَظ فِي عين بصيرتك بِمَا يحملك على رفضه، اتَّصل بِي الْخَبَر السار من تَركك لشأنك، وأجنا الله إياك ثَمَرَة إحسانك وانجياب ظلام الشدَّة الحالك، عَن أفق جلالك، فكبرت ارتياحا لانتشاق رضَا الله الطّيب الأرج، واستعبرت لتضاؤل الشدَّة بَين يَدي الْفرج، لَا بسوى ذَلِك من رضَا مَخْلُوق يُؤمر فيأتمر، ويدعوه الْقَضَاء فيبتدر، إِنَّمَا هُوَ فَيْء، وظل لَيْسَ لَهُ من الْأَمر شَيْء، ونسله جلّ تَعَالَى أَن يَجْعَلهَا آخر عَهْدك بالدنيا وبنيها، وَأول معارج نَفسك الَّتِي تَقربهَا من الْحق وتدنيها، وكأنني وَالله أحس بثقل هَذِه الدعْوَة على سَمعك، ومضادتها وَلَا حول وَلَا قُوَّة بِاللَّه لطبعك، وَأَنا أنافرك إِلَى الْعقل الَّذِي هُوَ قسطاس الله فِي عَالم الْإِنْسَان، والآلة لبث الْعدْل وَالْإِحْسَان، وَالْملك الَّذِي يبين عَنهُ ترجمان اللِّسَان، فَأَقُول لَيْت شعري مَا الَّذِي غبطك سَيِّدي بالدنيا، وَإِن بلغ من زبرجها الرُّتْبَة الْعليا، وأفرض الْمِثَال بِجلَال إقبالها، وَوصل حبالها، وخشوع جبالها، وضراعة سبالها، المتوقع الْمَكْرُوه صباح مسَاء، وارتقاب الْحِوَالَة الَّتِي تديل من النعم البأسا، وَلُزُوم المنافسة الَّتِي تعادي الْأَشْرَاف والرؤسا. لترتب الْعدْل حَتَّى على التَّقْصِير فِي الْكتب، وضغينه جَار الْجنب، وولوع الصّديق بإحصاء الذَّنب، ألنسبة وقايع الدولة إِلَيْك، وَأَنت مِنْهَا عرى إِلَّا بشهدانك للمضمار الَّتِي تنتجها
غيرَة الْفروج والأحقاد الَّتِي تضطبنها ركبة السُّرُوج، وسرحة المروج، ونجوم السما ذَات البروج. ألتقليدك التَّقْصِير فِيمَا ضَاقَتْ عَنهُ طاقتك، وَصحت إِلَيْهِ فاقتك، من حَاجَة لَا يقتضى قَضَاهَا الْوُجُود، وَلَا يكفيها الرُّكُوع للْملك وَالسُّجُود. إلقطع الزَّمَان بَين سُلْطَان يعبد، وأفكار للغيوب تكبد، وعجاجة سر تلبد، وأقبوحة تخلد، وتؤيد، والوزير يصانع ويداري، وَذُو حجَّة صَحِيحَة يُجَادِل فِي مرضاة السُّلْطَان ويماري، وعورة لَا توارى. ألمباكرة، كل عايب حَاسِد، وعدو مستأسد، وسوق للإنصاف والشفقة كاسد، وَحَال فَاسد. أللوفود تتزاحم بسدتك. مكلفة لَك غير مَا فِي طوقك، فَإِن لم يَقع الْإِسْعَاف، قلبت عَلَيْك السَّمَاء من فَوْقك. أللجلساء ببايك لَا يقطعون زمن رجوعك وإيابك إِلَّا بقبيح اغتيابك. فالتصرفات تمقت، والقواطع النجومية توقت، والألاقي تثب، والسعايات تمت، والمساجد يشتكي فِيهَا البث، يَعْتَقِدُونَ أَن السُّلْطَان فِي يدك بِمَنْزِلَة الْحمار المدبور، واليتيم الْمَحْجُور، والأمير الْمَأْمُور، لَيْسَ لَهُ شَهْوَة وَلَا غضب، وَلَا أمل فِي الْملك وَلَا أرب، وَلَا موجدة لأحد كامنة، وللسر ضامنة، وَلَيْسَ فِي نَفسه عَن رَأْي يقره، وَلَا بِإِزَاءِ مَا لَا يقبله قدرَة، وظفره إِنَّمَا هُوَ جارحة لصيدك، وعان فِي قيدك، وإله لتصرف كيدك. وَإنَّك عِلّة حيفه. ومسلط سَيْفه. اللسرار يسملون عُيُون النَّاس بِاسْمِك، ثمَّ يمزقون بالغيبة مرق جسمك، قد تخلتم الْوُجُوه أَخبث مَا فِيهِ، واختارهم السفية فالسفية. إِذْ الْخَيْر يستره الله عَن الدول ويخفيه، ويمتعه بالغليل ويكفيه، فهم يمتاحون بك، ويولونك الْمَلَامَة، ويفتحون عَلَيْك أَبْوَاب القَوْل، ويسدون طرق السَّلامَة، وَلَيْسَ لَك فِي أثنا هَذِه إِلَّا مَا يعوزك مَعَ ارتفاعه، وَلَا يفوتك مَعَ انقشاعه، وَذَهَاب صواعه، من غذاً يشْبع، وثوب يقنع، وفراش
ينيم، وقديم يقْعد وتقيم. وَمَا الْفَائِدَة فِي فرش تحتهَا جمر الغضا، وَمَال من وَرَائه سوء القضا، وجاه يحلق عَلَيْهِ سيف منتضا. وَإِذا بلغت النَّفس إِلَى الالتذاذ بِمَا لَا تملك، واللجاج حول الْمسْقط الَّذِي تعلم أَنَّهَا فِيهِ تهْلك، فَكيف تنْسب إِلَى نبل، أَو تسير من السَّعَادَة فِي سبل. وَإِن وجدت فِي الْقعُود بِمَجْلِس التَّحِيَّة بعض الأريحية، فليت شعري أَي شَيْء زَادهَا، أومعنى أفادها. إِلَّا مباكرة وَجه الْحَاسِد، وذى الْقلب الْفَاسِد، ومواجهة الْعَدو المستأسد، أَو شَعرت بِبَعْض الأبناس فِي الرّكُوب بَين النَّاس، هَل التذت إِلَّا بحلم كَاذِب، أَو جذبها غير الْغرُور مجاذب. إِنَّمَا راكبك من يحدق إِلَى الْحِلْية وَالْبزَّة، ويستظل مُدَّة الْعِزَّة، ويرتاب إِذا تحدثت بخبرك، وَيتبع بِالنَّقْدِ والتجسس مواقع نظرك، ويمنعك من مسايرة أنيسك. ويحتال على فرَاغ كيسك، ويضمر الشَّرّ لَك ولرئيسك. وَأي رَاحَة لمن لَا يُبَاشر قَصده، ويسير مَتى شا وَحده. وَلَو صَحَّ فِي هَذَا الْحَال لله حَظّ، وهبه زهيدا، أَو عين للرشد عملا حميدا، لساغ الصاب، وَخفت الأوصاب، وَسَهل الْمُصَاب، لَكِن الْوَقْت أشغل، والفكر أوغل، والزمن قد عمرته الحصص الوهمية، واستنفذت مِنْهُ الكمية. أما ليله ففكر أَو نوم. وعتب، بَحر الضراس وَأما يَوْمه فتدبير وقبيل ودبير، وَأُمُور يعيى بهَا ثبير وَلَفظ لَا يدْخل فِيهِ حَكِيم كَبِير، وبلاء مبير، وَأَنا بِمثل ذَلِك خَبِير، وَوَاللَّه يَا سَيِّدي، وَمن فلق الْحبّ، وَأخرج الْأَب، وذرا مَا مَشى وَمَا دب، وَهدى وأكب، وسمى نَفسه الرب، لَو تعلق المَال الَّذِي يجرى هَذَا الكدح، ويورى سقيطه هَذَا الْقدح، بأذيال الْكَوَاكِب وزاحمت الْبَدْر بدره بالمناكب، لما وَرثهُ عقب، وَلَا خلص مِنْهُ معتقب، وَلَا فَازَ بِهِ سَافر وَلَا منتقب، وَالشَّاهِد الدول، والمشايم الأول، فَأَيْنَ الرباع المقتناة،
وَأَيْنَ الديار المبتناة، وَأَيْنَ الحوائط المغترسات، وَأَيْنَ الذَّخَائِر المختلسات، وَأَيْنَ الودائع المؤملة، والأمانات المحملة، تاذن الله بتثبيرها، وأدنا نَار التبار من دنانيرها، فقلما تلقى أَعْقَابهم إِلَّا عرى الظُّهُور، مترفقين بجرايات الشُّهُور، متعللين بالهبا المنثور، يطردون من الْأَبْوَاب، الَّتِى حجب عِنْدهَا آباؤهم، وَعرف مِنْهَا إباؤهم وشم من مقاصيرها عنبرهم وكباؤهم، لم تسامحهم الْأَيَّام إِلَّا فِي أرث مُحَرر، أَو حَلَال مُقَرر، وَرُبمَا محقه الْحَرَام، وَتعذر مِنْهُ المرام. هَذِه أعزّك الله حَال قبُولهَا المرغوب فِيهِ، وَمَالهَا مَعَ الترفيه، وعَلى فرض أَن يسْتَوْفى الْعُمر فِي الْعِزّ مستوفيه. وَأما هَذِه من عَدو يتحكم وينتقم، وحوت بغى يبتلع ويلتقم، وطبق يحجب الْهوى، ويطيل فِي الترب الثوى، وثعبان قيد يعَض السَّاق، وشؤبوب عَذَاب يمزق الإبشار الرقَاق، وغيلة يهديها الواقب الْغَاسِق، ويجرعها الْعَدو الْفَاسِق، فصرف السُّوق، وسلعته الْمُعْتَادَة الطروق، مَعَ الافول والشروق، فَهَل فِي شئ من هَذَا مغتبط لنَفس حرَّة، أَو مَا يُسَاوِي جرعة مَاء مرّة. واحسرتا للأحلام ضلت، وللأقدام زلت، وَيَا لَهَا مُصِيبَة جلت. ولسيدي أَن يَقُول، حكمت عَليّ باسنثقال الموعظة واستجفانها، ومراودة الدُّنْيَا بَين خلانها وأكفأنها، وتناسى عدم وفائها، فَأَقُول الطّيب بالعلل أدرى، والشفيق بِسوء الظَّن مغرى. وَكَيف وَأَنا أَقف على السحاءة بِخَط يَد سَيِّدي من مطارح الاعتقال، ومثاقب النوب الثقال، وخلوات الاستعداد للقاء الخطوب الشداد، ونوش الأسنة الْحداد، وَحَيْثُ يجمل بِمثلِهِ أَن لَا يصرف فِي غير الخضوع لله بنانا، وَلَا يثنى لمخلوق عنانا، وأتعرف أَنَّهَا قد مَلَأت الجو والدو، وقصدت الجماد والبو، تقتحم أكف أولى الشمات، وحفظة المذمات، وَأَعْوَان النوب الملمات، زِيَادَة
فِي الشقا، وقصدا بريا من الِاخْتِيَار والانتقا، مُشْتَمِلَة من التجاوز على أغرب من العنقا، وَمن النِّفَاق على أشهر من البلقا، فَهَذَا يُوصف بِالْإِمَامَةِ، وَهَذَا ينْسب فِي الْجُود إِلَى كَعْب بن مامة، وَهَذَا يَجْعَل من أهل الْكَرَامَة، وَهَذَا يُكَلف الدعا وَلَيْسَ من أَهله، وَهَذَا يطْلب مِنْهُ لِقَاء الصَّالِحين وَلَيْسوا من شكله، إِلَى مَا أحفظنى وَالله من الْبَحْث عَن السمُوم، وَكتب النُّجُوم، والمذموم من الْمَعْلُوم، هلا كَانَ من ينظر فِي ذَلِك قد قوطع بتاتا، وأعتقد أَن الله قد جعل من الْخَيْر وَالشَّر ميقاتا، وَإِنَّا لَا نملك موتا وَلَا نشورا وَلَا حياتا، وَأَن اللَّوْح قد حصر الْأَشْيَاء، محوا وإثباتا، فَكيف نرجو لما منع الله منالا، أَو نستطيع مِمَّا قدر الله إفلاتا، أفيدونا مَا يرجح العقيدة المتقررة فتحول إِلَيْهِ، وبينوا لنا الْحق نعول عَلَيْهِ. الله الله يَا سَيِّدي فِي النَّفس المرشحة، وللذات المحلاة بالفضائل الموشحة، وَالسَّلَف الشهير الْخَيْر، والعمر المشرف على المرحلة بعد حث السّير، ودع الدُّنْيَا لأَهْلهَا فَمَا أوكس حظوظهم، وأخس لحوظهم، وَأَقل مَتَاعهمْ، وَأعجل إسراعهم، وَأكْثر عناءهم، وأقصر إناءهم:
(مَا تمّ إِلَّا مَا رَأَيْت وَرُبمَا تغنى السَّلامَة
…
وَالنَّاس إِمَّا جَائِر أَو حائر يشكو ظلامه)
(وَإِذا أردْت الْعِزّ لَا ترزأ بني الدُّنْيَا قلامه
…
وَالله مَا احتقب الْحَرِيص سوى الذُّنُوب أَو الْمَلَامَة)
(هَل ثمَّ شكّ فِي الْمعَاد الْحق أَو يَوْم الْقِيَامَة
…
قُولُوا لنا مَا عنْدكُمْ أهل الخطابة والإمامة)
فَإِن رميت بأحجارى، وأوجرت المر من أشجارى، فوَاللَّه مَا تلبست مِنْهَا الْيَوْم بشئ قديم وَلَا حَدِيث، وَلَا استأثرت بِطيب فضلا عَن خَبِيث، وَمَا أَنا إِلَّا عَابِر سَبِيل، وَهَاجَر مرعى وبيل، ومرتقب وَعدا قدر فِيهِ الإنجاز، وعاكف على حَقِيقَة لَا تعرف الْمجَاز، وَقد فَرَرْت من الدُّنْيَا كَمَا يفر من الْأسد، وحاولت
قطع المداخلة حَتَّى بَين روحي والجسد، وَغسل الله قلبِي وَله الْحَمد من الطمع والحسد، فَلم أبق عَادَة إِلَّا قطعتها، وَلَا جنَّة للصبر إِلَّا ادرعتها، أما اللبَاس فالصوف، وَأما الزّهْد فِيمَا بأيدى النَّاس فمعروف، وَأما المَال العبيط فعلى الصَّدَقَة مضروف، وَوَاللَّه لَو علمت أَن حَالي هَذِه تتصل، وعراها لَا تنفصل، وترتيبي هَذَا يَدُوم، وَلَا يجيرنى الْوَعْد المحتوم وَالْوَقْت الْمَعْلُوم، لمت أسفا، وحسبي الله وكفا. وَمَعَ هَذَا يَا سَيِّدي، فالموعظة تتلقى من لِسَان الْوُجُود، وَالْحكمَة ضَالَّة الْمُؤمن ببذل المجهود. ويأخذها من غير اعْتِبَار بمحلها المذموم وَلَا الْمَحْمُود، وَلَقَد أعملت نَظَرِي فِيمَا يكافى عَنى بعض يدك، أَو ينتهى فِي الْفضل إِلَى أمدك. فَلم أر لَك الدُّنْيَا كفأ لَو كنت صَاحب دنيا، وَوجدت بذل النَّفس قَلِيلا من غير شَرط وَلَا تنيا. فَلَمَّا ألهمنى الله جل جلاله إِلَى مخاطبتك بِهَذِهِ النَّصِيحَة المفرغة فِي قوالب الجفا، لمن لَا يثبت عين الصَّفَا، وَلَا يشيم بارقة الوفا، وَلَا يعرف قاذورة الدُّنْيَا معرفَة مثلى من المتدنسين بهَا المنهمكين، وَينظر فِي عوارها الفادح بِعَين الْيَقِين، وَيعلم أَنَّهَا المومسة، الَّتِي حسنها زور، وعاشقها معزور، وسرورها شرور، تبين لى أَنِّي قد كافيت صنيعتك الْمُتَقَدّمَة، وَخرجت عَن عهدتك الملتزمة، وأمحضت لَك النصح الَّذِي يعز بعز الله ذاتك، ويطيب حياتك، وَيحيى مواتك، ويريح جوارحك من الوصب، وقلبك من النصب، ويحقر الدُّنْيَا وَأَهْلهَا فِي عَيْنك إِذا اعْتبرت، ويلاشى عظائمها لديك إِذا اختبرت، كل من تقع عَلَيْهِ عَيْنك حقير قَلِيل، وفقير ذليل، لَا يفضلك بشئ إِلَّا باقتفاء رشد أَو ترك غي. أثوابه النبيهة يجردها الْغَاسِل، وعروته يفصلها الْفَاصِل، وَمَاله الْحَاضِر الْحَاصِل، يعبث فِيهِ الحسام الناصل، وَالله يعين للخلف إِلَّا مَا تعين للسلف، وَلَا يصير الْمَجْمُوع إِلَّا للتلف. وَلَا صَحَّ من الهياط والمياط والصياح والعياط، وَجمع القيراط
إِلَى القيراط، والاسطنان بالوزعة، والأشراط، والخبط والخباط، والاستكثار والاغتباط، والغلو والاشتطاط، وبنا الصرح وَعمل الساياط، وَرفع الْعِمَاد وإدارة الْفسْطَاط، إِلَّا ألم يذهب الْقُوَّة، وينسى الآمال المرجوة، ثمَّ نفس يصعد وسكرات تَتَرَدَّد، وحسرات لفراق الدُّنْيَا تتجدد، ولسان يثقل، وَعين تبصر الْفِرَاق الْحق وتمقل، قل هُوَ نبأ عَظِيم أَنْتُم عَنهُ معرضون. ثمَّ الْقَبْر وَمَا بعده، وَالله منجز وعده: فالإضراب الإضراب وَالتُّرَاب التُّرَاب. وَإِن اعتذر سَيِّدي بقلة الْجلد، وَكَثْرَة الْوَلَد، فَهُوَ ابْن مَرْزُوق لَا ابْن رزاق، وَبِيَدِهِ من التَّسَبُّب مَا يتكفل بإمساك أرماق. أبن النّسخ الَّذِي يتبلغ الْإِنْسَان بأجرته فِي كن حجرته، لايل السُّؤَال الَّذِي لَا عَار عِنْد الْحَاجة بمعرة السُّؤَال وَالله أقوم طَرِيقا، وألزم فريقا من يَد تمتد إِلَى حرَام، لَا يقوم بمرام، وَلَا يُؤمن من ضرام، أجريت فِيهِ الْحَال، وقلبت الْأَدْيَان والملل، وَضربت الإبشار ونحرت العشار، وَلم يصل مِنْهُ على يَد وَاسِطَة السوء المعشار، ثمَّ طلب عِنْد الشدَّة ففضح وَبَان شومه ووضح، اللَّهُمَّ طهر منا أَيْدِينَا وقلوبنا، وبلغنا من الِانْصِرَاف إِلَيْك مطلوبنا، وعرفنا بِمن لَا يعرف غَيْرك، ولايسترفد إِلَّا خيرك، يَا ألله، وحقيق على الْفُضَلَاء إِن جنح سَيِّدي مِنْهَا إِلَى إِشَارَة، وأعمل فِي اجتلابها إضباره، أَو لبس مِنْهَا شارة، أَو تشوف لخدمة إِمَارَة، أَن لَا يحسنوا ظنونهم بعْدهَا بِابْن نَاس، وَلَا يغتروا بسمة وَلَا خلق وَلَا لِبَاس، فَمَا بدا عَمَّا بدا تُفْضِي الْعُمر فِي سجن وَقيد، وَعَمْرو وَزيد، وضر وَكيد، وطراد صيد، وَسعد وَسَعِيد، وَعبد وَعبيد. فَمَتَى تظهر الْأَبْكَار، ويقر الْقَرار، وتلازم الْأَذْكَار، وتشام الْأَنْوَار، وتتجلى الْأَسْرَار، ثمَّ يَقع الشُّهُود الَّذِي يذهب مَعَه الْأَخْبَار، ثمَّ يحِق الْوُصُول الَّذِي إِلَيْهِ من كل مَا سواهُ الْفِرَار، وَعَلِيهِ الْمدَار، وَهُوَ الْحق الَّذِي مَا سواهُ فَبَاطِل، والفيض الرحماني الَّذِي ربابه لَا بُد هاطل، مَا شابت مخاطبتي هَذِه شايبة تريب. وَلَقَد محضت لَك مَا يمحضه الحبيب للحبيب، فَتحمل الَّذِي حملت عَلَيْهِ الْغيرَة، وَلَا تظن بِي غَيره، وَإِن لم يكن