الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
على الأحيان يجدده، وَسَهْم يحث إِلَى هدف تِلْكَ الْأَسْرَار يسدده، فَإِذا تردد إِلَى الْمَسْجِد الْأَعْظَم مَحل إِمَامَته ومسحب غمامته، انثال النَّاس على أَطْرَافه فِي قَصده وانصرافه، فتسعهم بشاشة لقايه، وتحييهم بركَة دعايه. وَمضى لسبيله صَدرا من صُدُور الصَّالِحين ، وعلما من أَعْلَام عباد الله المفلحين. وَكَانَت جنَازَته مثلا فِي الاحتشاد لَهَا، والاحتفال، وعنوانا على الْعِنَايَة من ذِي الْجلَال.
وَمن ذَلِك فِي وصف القَاضِي أبي عَمْرو بن مَنْظُور
صَاحب نظر وَبحث، ومعاطاة الأكواس الْفُنُون وحث، لَا يزَال يفري أديمها وَيجمع حَدِيثهَا وقديمها، وَهُوَ أحد أَعْلَام هَذَا الْقطر، أولى المكانة الرفيعة والخطر، ولى قَضَاء ريه غير مَا مرّة فساس وسدد، وَأسسَ ومهد، وجدد من سنَن الْفُضَلَاء مَا جدد، إِلَى مجْلِس ممتع، وَمِنْهُم إِلَى الغوامض والعلوم مسرع، ودرس بِمَا يتشوف إِلَيْهِ طَالب الْعلم مُتَبَرّع، ودعابة تنْقَلب من خلال وقاره، وتغالب على مِقْدَاره، وشعره قَلِيل جدا، لم يضْربهُ هزلا وَلَا جدا، إِلَّا أنني رَأَيْت بِخَطِّهِ أبياتا من نظمه على ظهر فهرست الْوَزير أبي بكر بن الْحَكِيم.
وَمن ذَلِك فِي وصف الْخَطِيب أبي الطَّاهِر بن صَفْوَان المالقى
علم من أَعْلَام هَذِه الْبقْعَة، ورخ من رخاخ هَذِه الرقعة، اقتفى أثر الصَّالِحين واقتصه، واقتدى من تولاه الله واختصه، فَلَو تمثل الْخَيْر لَكَانَ شخصه، ظَهرت عَلَيْهِ بَرَكَات مَكَّة وَالْمَدينَة، فَلبس شعار السكينَة، وتواضع على الرُّتْبَة المكينة، وَحصل من أسرار الْقَوْم على الدرة الثمينة، فَكَانَ يتَكَلَّم على مصنفاتهم، ويتصف بصفاتهم، فَيَأْتِي بالعجاب فِي فك الرموز وإيضاحها، ويتحف مِنْهَا الصَّدْر بانشراحها، حضرت مَعَه غير مَا مرّة، فراقني محضره، وبهر فِي تِلْكَ الْمعَانِي نظره. وَمن نظمه رحمه الله، وَكَانَ لَا ينتحل النّظم وَلَا يتعاطاه، وَلَا يحث فِيهِ خطاه.