المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌أ - المخاض العسير - سلسلة جهاد شعب الجزائر - جـ ١١

[بسام العسلي]

فهرس الكتاب

- ‌المقدمة

- ‌الفصل الأول

- ‌ قصة الثورة الجزائرية

- ‌أ - المخاض العسير

- ‌ب - البداية الشاقة:

- ‌ج - التوازن الاستراتيجي (1956 - 1960)

- ‌د - من التوازن إلى الهجوم الاستراتيجي:

- ‌ لاكوست - والثورة المضادة للثورة

- ‌ شاب - على خطى (نافار)

- ‌ ذريعة (أوروبيي) الجزائر

- ‌آ - الأقليات الأوروية في الجزائر:

- ‌ب - رسالة من جبهة التحرير الوطني إلى الفرنسيين:

- ‌ج - رسالة جبهة التحرير الوطني إلى اليهود:

- ‌ ثورة الجزائر تنتقل إلى فرنسا

- ‌أ - تقرير الصحافة عن الحرب في فرنسا:

- ‌ب - قصة المعركة في كتابة الثوار

- ‌ مع المجاهدين في معاقلهم

- ‌ مع قائد من المجاهدين

- ‌الفصل الثاني

- ‌ ولادة سرية ومصرعها

- ‌ ضباب الفجر

- ‌ المهمة الأولى

- ‌ معارك (تيفرين) في (جبل منصور)

- ‌ معركة جبل (منور)

- ‌ المقاومة في (بوهندس)

- ‌ معركة (الأوراس)

- ‌ معركة في الجنوب

- ‌ إعدام (فروجي)

- ‌قراءات

- ‌ الاضراب التاريخي للطلاب

- ‌ تعليمات وأوامر إدارية

- ‌ بيان الحكومة المؤقتة للجمهوريةالجزائرية إلى الشعب الجزائري

- ‌ أمر يومي من قيادة الأركان العامة

- ‌(محتوى الكتاب)

الفصل: ‌أ - المخاض العسير

الفاتح من نوفمبر، منها الشدة المتناهية لأساليب القمع الاستعماري، ومنها مجموعة الظروف العربية والإسلامية والدولية - القريبة والبعيدة - والتي لم تكن مساعدة. فجاءت ثورة الفاتح من نوفمبر، فغيرت بحكم تنظيمها وعمقها بعض هذه الظروف، وجاءت الظروف الأخرى فساعدت على نجاح الثورة وتطورها والوصول بها إلى أهدافها.

وقد يكون من المحال، إعطاء هذه الثورة العظيمة حقها من البحث التاريخي بالرغم من كل ما كتب وسيكتب عنها، إلا أن ذلك لا يمنع من التعرض باستمرار إلى مقدماتها ومراحل تطورها وما حققته من منجزات ضخمة على جميع المستويات والصعد خلال مسيرتها الشاقة الطويلة. وقد جرت محاولات كثيرة لتقسيم الثورة - زمنيا - إلى مراحل مميزة، غير أن الاختلاف على حدود هذه المراحل بقي ظاهرا ومتباينا. ذلك أن النسيج التاريخي للثورة هو نسيج شديد التلاحم مما يجعل من الصعب وضع حدود مميزة عند مراحل معينة. وإذا اجتهد المجتهدون، وبحث الباحثون على حدود واضحة يمكن الإستناد إليها بهدف الدراسة - لا أكثر ولا أقل - فإن ذلك لا يعني أن الحدود المفروضة هي حدود لها وجود. ولو بصورة نظرية. وتبقى شدة تماسك نسيج الثورة أقوى من كل القيود أو الحدود.

‌أ - المخاض العسير

عرفت الجزار في الفترة ما بين الحربين العالميتين الأولى والثانية (1919 - 1945) نهضة فكرية تفتحت عن وعي ثوري حقيقي، حيث انطلقت النخبة المتعلمة لدراسة التجربة الثورية الجزائرية منذ بداية استعمار فرنسا للجزائر (5 - تموز - يوليو - 1830) مع ربط ذلك بظروف العالم العربي - الإسلامي والظروف

ص: 14

الأولية، وما حدث في العالم العربي - خاصة - من ثورات واضطرابات ضد القمع الاستعماري وتأسست في الجزائر الجمعيات الثقافية والنوادي، وصدرت الصحف التي باتت منابر لمناقشات المثقفين بشأن واقع الجزائر وحاضرها ومستقبلها. وكانت أصداء هذه المناقشات تصل إلى قلوب الشعب فتهزها بعنف، وتوقظ فيها كوامن الغضب ضد الممارسات الاستعمارية من كبت للحريات واضطهاد للوطنيين وإلقائهم في السجون والمعتقلات، وانتهاك للحرمات والمقدسات. وانتهى ذلك إلى تحقيق نتيجتين أساسيتين: أولاهما: دعم الروابط الدينية والقومية والوطنية بين فئات الشعب المختلفة. وثانيتهما: اكتساب القدرة التنظيمية في الأحزاب والمنظمات والهيئات المختلفة، وتطوير العمل السياسي العلني منه والسري.

انتهت الحرب العالمية الثانية، وجاءت مذبحة (8 - أيار - مايو - 1945) لتفرض على الجزائر المجاهدة موقفا جديدا. فقد سقط في هذه المذبحة (45) ألفا من شهداء الجزائر الأبرياء. وكان ذلك تحولا حاسما، إذ أدرك الجزائريون أنه من المحال عليهم بلوغ أهدافهم إلا بوسائط الصراع المسلح. وجاءت أحداث القمع التالية لتؤكد هذا المفهوم ولتترجمه إلى قناعة ثابتة، وأظهرت الأحزاب السياسية عجزها وقصورها، فكان البديل الطبيعي هو تطوير التنظيم السري من خلال (المنظمة الخاصة) في حزب الشعب الجزائري. وانصرف الجهد إلى جمع الأسلحة وإعداد الخلايا الثورية حتى يحين الوقت المناسب لتفجير الصراع المسلح. ورغم أن السلطات الاستعمارية قد اكتشفت بعض خلايا الجهاز السري، وألقت بقادته وموجهيه في السجون والمعتقلات، وحكمت على بعضهم

ص: 15