المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌(ومنهم آل أبي الطيب) - سمط النجوم العوالي في أنباء الأوائل والتوالي - جـ ٤

[العصامي]

فهرس الكتاب

- ‌(بِسم الله الرَّحْمَن الرَّحِيم)

- ‌(الْبَاب الرَّابِع)

- ‌(فِي الدولة الأيوبية السُّنِّيّةِ السَّنيّة)

- ‌(السَّبَب فِي توردهم الديار المصرية)

- ‌(السُّلْطَان صَلَاح الدّين يُوسُف بن أَيُّوب)

- ‌(ثمَّ تولى ابْنه الْملك الْعَزِيز عُثْمَان)

- ‌(ثمَّ تولى ابْنه الْملك الْمَنْصُور مُحَمَّد)

- ‌(ثمَّ تولى الْملك الْعَادِل)

- ‌(ثمَّ تولى الْملك الْكَامِل مُحَمَّد)

- ‌(ثمَّ تولى ابْنه أَبُو بكر الْعَادِل)

- ‌(ثمَّ تولى الْملك الصَّالح نجم الدّين أَيُّوب ابْن الْملك الْكَامِل)

- ‌(ثمَّ تولى تورنشاه)

- ‌(ثمَّ تولت شَجَرَة الدّرّ)

- ‌(ثمَّ تولى الْملك عز الدّين أيبك التركماني)

- ‌(فَتَوَلّى الْملك الْأَشْرَف مُوسَى مظفر الدّين)

- ‌(الْبَاب الْخَامِس)

- ‌(فِي ذكر الدولة التركمانية)

- ‌(ثمَّ تولى ابْنه الْملك الْمَنْصُور نور الدّين عَليّ)

- ‌(ثمَّ تولى الْملك المظفر سيف الدّين قطز)

- ‌(ثمَّ تولى الْملك الظَّاهِر بيبرس)

- ‌(ثمَّ تولى ابْنه الْملك السعيد نَاصِر الدّين)

- ‌(ثمَّ تولى الْملك سلامش بن بيبرس)

- ‌(ثمَّ تولى الْملك المصنور قلاوون الألفي)

- ‌(ثمَّ تولى الْأَشْرَف صَلَاح الدّين خَلِيل بن قلاوون)

- ‌(ثمَّ تولى الْملك النَّاصِر مُحَمَّد)

- ‌ كتبغا

- ‌(ثمَّ تولى الْملك الْمَنْصُور حسام الدّين لاجين)

- ‌(ثمَّ عَاد الْملك النَّاصِر مُحَمَّد بن قلاوون)

- ‌ بيبرس الجاشنكير

- ‌(تمّ تولى الْأَشْرَف عَليّ كجك بن مُحَمَّد النَّاصِر بن قالوون)

- ‌(ثمَّ تولى الْملك النَّاصِر أَحْمد بن قلاوون)

- ‌(ثمَّ تولى الْملك الصَّالح إِسْمَاعِيل الْمَذْكُور ابْن مُحَمَّد قلاوون)

- ‌(ثمَّ تولى الْملك الْكَامِل شعْبَان بن مُحَمَّد بن قلاوون)

- ‌(ثمَّ تولى حاجي)

- ‌(تمّ تولى السُّلْطَان حسن بن مُحَمَّد بن قلاوون)

- ‌(من أَوْلَاد النَّاصِر مُحَمَّد بن قلاوون)

- ‌(ثمَّ تولى الْملك الصَّالح صَالح بن مُحَمَّد بن قلاوون)

- ‌(ثمَّ تولى مُحَمَّد ابْن الْملك المظفر حاجي)

- ‌(ثمَّ تولى الْملك شعْبَان بن حسن بن مُحَمَّد بن قلاوون)

- ‌(ثمَّ تولى بعده وَلَده عَليّ بن الْأَشْرَف شعْبَان)

- ‌(وتلقب بِالْملكِ الْمَنْصُور فِي عَام السَّبع وَالسبْعين والسبعمائة الْمَذْكُور)

- ‌(ثمَّ تولى أَخُوهُ حاجي بن شعْبَان الْأَشْرَف)

- ‌(الْبَاب السَّادِس)

- ‌(فِي ذكر الدولة الشركسية بِمصْر وَالشَّام وأعمالهما)

- ‌(السُّلْطَان الْملك الظَّاهِر سيف الدّين)

- ‌(أَبُو سعيد برقوق بن آنص العثماني كَذَا ذكره المقريزي فِي خططه

- ‌(ثمَّ تولى ابْنه الْملك النَّاصِر)

- ‌(ثمَّ ولي الْخَلِيفَة العباسي)

- ‌(ثمَّ تولى الْأَمِير شيخ المحمودي)

- ‌(ثمَّ تولى بعده وَلَده الْملك المظفر)

- ‌(ثمَّ تولى ططر)

- ‌(ثمَّ تولى بعده ابْنه الْملك مُحَمَّد بن الظَّاهِر ططر)

- ‌(ثمَّ تولى الْملك الْأَشْرَف برسباي الدقماقي)

- ‌(ثمَّ تولى بعده وَلَده يَوْم مَوته)

- ‌(الْملك الْعَزِيز يُوسُف بن برسباي وعمره أَرْبَعَة عشر عَاما)

- ‌(ثمَّ تولى بعده أَبُو السعادات فَخر الدّين عُثْمَان بن حقمق)

- ‌(ثمَّ تولى الْملك الْأَشْرَف سيف الدّين أَبُو النَّصْر أينال العلائي)

- ‌(ثمَّ تولى ابْنه أَحْمد الْمَذْكُور ابْن أينال ولقب بِالْملكِ الْمُؤَيد)

- ‌(ثمَّ تولى أتابكه الْملك الْعَادِل سيف الدّين خشقدم الناصري)

- ‌(ثمَّ تولى بعده فِي ذَلِك الْيَوْم أتابكه بلباي الْمُؤَيد)

- ‌(ثمَّ تولى مَكَانَهُ الْملك الظَّاهِر أَبُو سعيد تمريغا الظَّاهِرِيّ)

- ‌(ثمَّ تولى السلطنة أتابك العساكر يَوْمئِذٍ السُّلْطَان الْأَشْرَف قايبتاي)

- ‌(المحمودي الظَّاهِرِيّ الشركسي)

- ‌(ثمَّ تولى الْملك النَّاصِر أَبُو السعادات مُحَمَّد بن السُّلْطَان قايتباي)

- ‌(ثمَّ تولى بعده خَاله الْملك الظَّاهِر قانصوه)

- ‌(ثمَّ تولى بعده السلطنة أَمِير كَبِير جانبُلاط)

- ‌(ثمَّ تولى مَكَانَهُ الْملك الْعَادِل طومان باي)

- ‌(ثمَّ تولى قانصوه الغوري السلطنة)

- ‌(الْبَاب السَّابِع)

- ‌(فِي ذكر مُلُوك آل عُثْمَان)

- ‌(ثمَّ تولى السُّلْطَان أورخان الْغَازِي ابْن السُّلْطَان عُثْمَان خَان)

- ‌(ثمَّ تولى السُّلْطَان مُرَاد خَان الْغَازِي خدا وندكار)

- ‌(ابْن السُّلْطَان أورخان)

- ‌(ثمَّ تولى السُّلْطَان يلدرم با يزِيد ابْن السُّلْطَان مُرَاد الْغَازِي)

- ‌(ثمَّ تولى السُّلْطَان مُحَمَّد ابْن السُّلْطَان يلدرم)

- ‌(ثمَّ تولى السُّلْطَان مُرَاد الثَّانِي ابْن السُّلْطَان مُحَمَّد بن يلدرم)

- ‌(ثمَّ تولى السُّلْطَان مُحَمَّد خَان فاتح الْقُسْطَنْطِينِيَّة ابْن مُرَاد)

- ‌(ثمَّ تولى السُّلْطَان بايزيد ابْن السُّلْطَان مُحَمَّد)

- ‌(وَجلسَ فِي سنة سِتّ وَثَمَانِينَ وَثَمَانمِائَة وافتتح الفتوحات)

- ‌(ثمَّ تولى السُّلْطَان سليم ابْن السُّلْطَان با يزِيد)

- ‌(كاسر الْعَجم وفاتح بِلَاد الْعَرَب)

- ‌ سنة سِتّ وَعشْرين وَتِسْعمِائَة

- ‌(ثمَّ تولى السُّلْطَان سُلَيْمَان بن سليم خَان)

- ‌(ثمَّ تولى السُّلْطَان سليم الثَّانِي ابْن سُلَيْمَان خَان)

- ‌(وَجلسَ على سَرِير السلطنة فِي سنة أَربع وَسبعين وَتِسْعمِائَة)

- ‌(ثمَّ تولى السُّلْطَان مُرَاد الثَّالِث ابْن السُّلْطَان سليم)

- ‌(ابْن السُّلْطَان سُلَيْمَان خَان)

- ‌(ثمَّ تولى السُّلْطَان مُحَمَّد ابْن السُّلْطَان مُرَاد)

- ‌(ابْن السُّلْطَان سُلَيْمَان ابْن السُّلْطَان خَان)

- ‌(ثمَّ تولى السُّلْطَان أَحْمد ابْن السُّلْطَان مُحَمَّد ابْن السُّلْطَان مُرَاد)

- ‌(ابْن سليم بن سُلَيْمَان بن سليم خَان)

- ‌(ثمَّ تولى السُّلْطَان مصطفى بن مُحَمَّد أَخُوهُ)

- ‌(ثمَّ تولى السُّلْطَان عُثْمَان بن أَحْمد خَان بن مُحَمَّد خَان)

- ‌(ثمَّ تولى السُّلْطَان مصطفى بن مُحَمَّد خَان)

- ‌(وَهَذِه هِيَ التَوْليَةُ الثَّانِيَة)

- ‌(ثمَّ تولى السُّلْطَان مُرَاد الْغَازِي ابْن أَحْمد)

- ‌(ابْن مُحَمَّد بن مُرَاد بن سليم بن سُلَيْمَان بن سليم خَان)

- ‌(ثمَّ تولى السُّلْطَان إِبْرَاهِيم بن السُّلْطَان أَحْمد)

- ‌(أَخُو السُّلْطَان مُرَاد الْمَذْكُور قبله)

- ‌(ثمَّ تولى السُّلْطَان مُحَمَّد خَان الْغَازِي الْمُجَاهِد)

- ‌(فِي ذكر نسب الطالبيين وَذكر الْمَشَاهِير من أَعْقَابهم)

- ‌(فِي ذكر من دَعَا مِنْهُم إِلَى الْمُبَايعَة وَذكر مَكَان دُعَائِهِ إِلَيْهَا وزمانه وَمَا جرى على كل قَائِم مِنْهُم من خَليفَة زَمَانه وتعدادهم من عَليّ بن أبي طَالب إِلَى يَوْمنَا هَذَا حَتَّى لَا تَخْلُو الأَرْض من قَائِم من آل مُحَمَّد يَدْعُو إِلَى الْحق وَإِلَى طَرِيق مُسْتَقِيم إِلَى أَن يظْهر مهديها المنتظر وَهَذَا على

- ‌(فِي ذكر من ولي مَكَّة المشرفة من آل أبي طَالب إِلَى يَوْمنَا هَذَا فَنَقُول وَبِاللَّهِ العون)

- ‌(الْبَاب الأول)

- ‌(فِي ذكر نسب الطالبيين وَذكر الْمَشَاهِير من أَعْقَابهم)

- ‌(الْبَاب الثَّانِي)

- ‌(فِي ذكر من دَعَا مِنْهُم إِلَى الْمُبَايعَة)

- ‌(الْبَاب الثَّالِث)

- ‌(من خَاتِمَة الْخَيْر)

- ‌(فِي ذكر من ولي مَكَّة المشرفة من آل أبي طَالب إِلَى يَوْم تَارِيخه)

- ‌(ولمع من أخبارهم ونوادر حوادث أيامهم)

- ‌(ذكر دولة السليمانيين)

- ‌(وَمِنْهُم آل أبي الطّيب)

- ‌(ذكر دولة الهواشم)

- ‌(ذكر بني قَتَادَة أُمَرَاء مَكَّة بعد الهواشم إِلَى وقتنا هَذَا)

- ‌(ثمَّ وَليهَا مَوْلَانَا الشريف أَبُو نمي)

الفصل: ‌(ومنهم آل أبي الطيب)

أفتى الإِمَام أَبُو حنيفَة بِجَوَاز الْخُرُوج على أبي جَعْفَر الْمَنْصُور مِنْهُم وَكَذَلِكَ الإِمَام مَالك رحمهمَا الله تَعَالَى وَإِنَّمَا انْعَقَد الْإِجْمَاع على ذَلِك بعد زمنهم بِكَثِير هَذَا مَا ظهر لجامعه الْفَقِير على إِنِّي أعلم أَن هَذَا الْجَواب ينْسب إِلَى الْإِقْنَاع فَلَا يكن مِنْك أَيهَا النَّاقِد لرأس الِاعْتِرَاض إقناع وَلم يزل الْعمَّال عَلَيْهَا من بني الْعَبَّاس وشيعتهم وَالْخطْبَة بهَا لَهُم إِلَى أَن اشتغلوا بالفتن أَيَّام المستعين والمعتز وَمَا بعدهمَا فَحدثت الرِّئَاسَة فِيهَا لبني سُلَيْمَان بن دَاوُد ابْن الْحسن الْمثنى بن الْحسن السبط

(ذكر دولة السليمانيين)

(وَمِنْهُم آل أبي الطّيب)

قَالَ ابْن خلدون وَكَانَ كَبِيرهمْ آخر الْمِائَة الثَّانِيَة مُحَمَّد بن سُلَيْمَان وَلَيْسَ هُوَ سُلَيْمَان بن دَاوُد بن الْحسن الْمثنى لِأَن ذَاك ذكر ابْن حزم أَنه قَامَ بِالْمَدِينَةِ أَيَّام الْمَأْمُون وَبَين العصرين نَحْو مائَة سنة فيبعد أَن يكون مُحَمَّد بن سُلَيْمَان هَذَا هُوَ مُحَمَّد بن سُلَيْمَان بن دَاوُد الْقَائِم بِالْمَدِينَةِ أَلا أَنه من وَلَده كَانَ أول من خطب لنَفسِهِ مِنْهُم بِالْإِمَامَةِ مُحَمَّد بن سُلَيْمَان سنة 301 إِحْدَى وثلاثمائة أَيَّام المقتدر العباسي وخلع طَاعَة العباسية وخطب فِي الْمَوْسِم فَقَالَ الْحَمد لله الَّذِي أعَاد الْحق إِلَى نظامه وأبرز زهر الْإِيمَان من أكمامه وكمل دَعْوَة خير الرُّسُل بأسباطه لَا ببني أَعْمَامه صلى الله عَلَيْهِ وعَلى آله الطاهرين وكف عَنْهُم ببركته إساءة الْمُعْتَدِينَ وَجعلهَا كلمة بَاقِيَة فِي عقبه إِلَى يَوْم الدّين ثمَّ انشد // (من المجتث) //

(لأَطْلُبَنَّ بِسَيْفِي

مَا كَاَن لِلحَقِّ دَيْنَا)

(وأَسْطُوَنَّ بِقَوْمٍ

بَغَوا وجَارُوا عَليْنَا)

(يُهْدُونَ كُلَّ بَلَاءٍ

مِنَ العِرَاقِ إِليْنَا)

وَكَانَ يلقب بالزيدى نِسْبَة إِلَى نحلته من مَذْهَب الإمامية وبقى ركب الْعرَاق يتَعَاهَد مَكَّة إِلَى أَن اعْتَرَضَهُ أَبُو طَاهِر القرمطي سنة ثنتى عشرَة وَأسر أَبَا الهيجاء حمدَان وَالِد سيف الدولة وَجَمَاعَة مَعَه وَقتل الْحجَّاج وَترك النِّسَاء والأطفال

ص: 207

بالقفر فهلكوا وَانْقطع الْحَاج من الْعرَاق بِسَبَب القرامطة ثمَّ أنفذ المقتدر سنة سبع عشرَة وثلاثمائة منصوراً الديلمي من موَالِيه فوافاه بِمَكَّة يَوْم التَّرويَة أَبُو طَاهِر القرمطي فنهب الْحَاج وقتلهم حَتَّى فِي الْكَعْبَة وَالْحرَام وطم بِئْر زَمْزَم بالقتلى وَالْحجاج يصيحون كَيفَ تقتل جيران الله ووفاده فَيَقُول لَيْسَ بجار من خَالف أوَامِر الله ونواهيه وَيَتْلُو {إِنَّمَا جزوا اَلذِّينَ يُحَارِبُونَ الله} الْمَائِدَة 33 الْآيَة وَصعد على عتبَة الْكَعْبَة يَقُول // (من الرمل) //

(أَنَا باللهِ وباللهِ أَنَا

يَخْلُقُ الخلقَ وَأُفْنِيهِمْ أَنَا)

وَكَانَ يخْطب لِعبيد الله الْمهْدي جد الْخُلَفَاء العبيديين نِسْبَة إِلَى عبيد الله الْمَذْكُور صَاحب إفريقية ثمَّ قلع الْحجر الْأسود وَحمله إِلَى الأحساء وَهِي مُسْتَقر ملكه والأحساء هَذِه بناها أَبُو طَاهِر بعد أَن خرب جده مَدِينَة الْبَحْرين ولنذكرهما وَإِن كَانَ ذكرهمَا اعتراضاً فِي الْبَين أما الْبَحْرين فإقليم وَاسع مَسَافَة شهر على بَحر فَارس بَين الْبَصْرَة وعُمان شرقيها بَحر فَارس وغربيها مُتَّصِل بِالْيَمَامَةِ وشماليها بِالْبَصْرَةِ وجنوبيها عمان كَثِيرَة الْمِيَاه ينبطونها على الْقَامَة والقامتين كَثِيرَة البقل والفواكه مفرطة الْحر منهالة الكثبان يغلب الرمل عَلَيْهِم فِي مساكنهم وَكَانَت فِي الْجَاهِلِيَّة لعبد الْقَيْس وَبكر بن وَائِل من ربيعَة وملكها الْفرس ثمَّ صَارَت فِي صدر الْإِسْلَام لنى الْجَارُود ثمَّ ملكهَا أَبُو سعيد القرمطي بعد حِصَار ثَلَاث سِنِين واستباحها قتلا وإحراقاً وتخريباً ثمَّ بنى أَبُو طَاهِر القرمطي مَدِينَة الأحساء وتوالت دولة القرامطة فِيهَا وهم أخلاط من الْفرس وَبنى تغلب وَبنى عقيل وَبنى سليم وَكَانَ بناؤها فِي الْمِائَة الثَّالِثَة وَسميت بِهَذَا الِاسْم يعْنى الأحساء لِكَثْرَة أحساء الْمِيَاه فِي الرمال بهَا ومراعى الْإِبِل وَكَانَت للقرامطة بهَا دولة وجالوا فِي الأقطار وَالشَّام وَالْعراق ومصر والحجاز وملكوا الشَّام وعمان ثمَّ انْقَضتْ دولة القرامطة وغلبت على الْبَحْرين وَمَا والاها بَنو عَامر بن عقيل قَالَ ابْن خلدون قَالَ ابْن سعيد وَالْملك الْآن مِنْهُم فِي بنى عُصْفُور ثمَّ رَجَعَ وَقلع بَاب الْبَيْت وَحمله وأطلع رجلا لقلع الْمِيزَاب فَسقط وَمَات

ص: 208

فَقَالَ اتركوه فَإِنَّهُ محروس حَتَّى يأتى صَاحبه يَعْنِي الْمهْدي المنتظر فَلَمَّا بلغ عبيد الله الْمهْدي مَا فعله كتب إِلَيْهِ مَا نَصه وَالْعجب من كتبك إِلَيْنَا ممتناً علينا بِمَا ارتكبته واجترمته باسمنا من حرم الله وجبرانه بالأماكن الَّتِي لم تزل الْجَاهِلِيَّة تحرم إِرَاقَة الدِّمَاء فِيمَا وإهانة أَهلهَا ثمَّ تعديت ذَلِك فَقلعت الْحجر الَّذِي هُوَ يَمِين الله فِي أرضه يُصَافح بهَا عباده وَحَمَلته إِلَى أَرْضك ورجوت أَن نشكرك فلعنك الله ثمَّ لعنك ثمَّ لعنك السَّلَام على من سلم الْمُسلمُونَ من لِسَانه وَيَده وَفعل فِي يَوْمه مَا عمل فِيهِ حِسَاب غده فانحرفت القرامطة عَن طَاعَة العبيبديين لذَلِك ثمَّ قتل المقتدر على يَد مؤنس سنة عشْرين وثلاثمائة وَولي أَخُوهُ القاهر وَانْقطع الْحَاج من الْعرَاق بعد هَذِه السّنة إِلَى أَن كَاتب أَبُو عَليّ عمر بن يحيى الفاطمى سنة 27 سبع وَعشْرين من الْعرَاق أَبَا طَاهِر القرمطي فَأطلق السبل للْحَاج على مكس أَخذه مِنْهُم وَكَانَ أَبُو طَاهِر يعظمه لدينِهِ ويؤمله فَأَجَابَهُ إِلَى ذَلِك وَأخذ المكس من الْحَاج وَلم يعْهَد مثله فِي الْإِسْلَام وخطب فِي هَذِه السّنة بِمَكَّة للراضي بن المقتدر وَفِي سنة تسع وَعشْرين وثلاثمائة لِأَخِيهِ المتقي من بعده وَلم يصل ركب الْعرَاق فِي هَذِه السّنة من القرامطة ثمَّ ولي المستكفي سنة 333 ثَلَاث وَثَلَاثِينَ وثلاثمائة على يَد توزون أَمِير الْأُمَرَاء بِبَغْدَاد فَخرج الْحَاج فِي هَذِه السّنة بمهادنة القرامطة بِعَهْد أبي طَاهِر ثمَّ خطب للمطيع ابْن المقتدر بِمَكَّة بمعز الدولة بن بويه سنة 334 أَربع وَثَلَاثِينَ وثلاثمائة عِنْد مَا استولى معز الدولة على بَغْدَاد وعزل المستكفي واعتقل ثمَّ تعطل الْحَج بِسَبَب القرامطة وردوا الْحجر الْأسود سنة تسع وَثَلَاثِينَ بِأَمْر الْمَنْصُور العبيدي صَاحب إفريقية وخطابه فِي ذَلِك لأميرهم أَحْمد بن أبي سعيد ثمَّ جَاءَ الْحَاج إِلَى مَكَّة سنة اثْنَتَيْنِ وَأَرْبَعين وثلاثمائة مَعَ أَمِير الْعرَاق وأمير من مصر فَوَقَعت الْحَرْب بَينهمَا على الْخطْبَة لِابْنِ بويه ملك الْعرَاق وَابْن الإخشيد ملك مصر فَانْهَزَمَ المصريون وخطب لِابْنِ بويه واتصل وُفُود الْحَاج من يَوْمئِذٍ

ص: 209

فَلَمَّا كَانَت سنة ثَمَان وَأَرْبَعين وثلاثمائة جَاءَ الْحَاج من بَغْدَاد وَمن مصر كَانَ أَمِير الْحَاج الْعِرَاقِيّ مُحَمَّد بن عبيد الله الْعلوِي فمكر بأمير مصر وَقَالَ نتفق على إِفْرَاد الْخَلِيفَة ونترك صَاحِبي وَصَاحِبك فَأَجَابَهُ إِلَى ذَلِك ثمَّ جَاءَ الْمِنْبَر مستعداً وَأمر بِالْخطْبَةِ لمعز الدولة بن بويه فَوَجَمَ الآخر وتمت عَلَيْهِ الْحِيلَة وعاقبه أميره كافور وَيُقَال قَتله وَوَقع معز الدولة بن بويه بعد موت أَبِيه والخليفة يَوْمئِذٍ الْمُطِيع وَسَببه أَن سَابُور بن أبي طَاهِر قتل عَمه أَحْمد بن سعيد الْأَمِير القرمطي وَكَانَ مجمعا على اعْتِرَاض ركب الْعرَاق وَقطع الْخطْبَة على ابْن بويه بِمَكَّة فَلَمَّا قتل أَحْمد وَقعت الْفِتْنَة بَين أَوْلَاد أبي طَاهِر وَأَوْلَاد أَحْمد بن أبي سعيد فَأصْلح الْمُطِيع بَينهم وَقدم عَلَيْهِ الْحسن بن أَحْمد وخطب فِي الْمَوْسِم للمطيع وللحسن بعده بالإمارة وَفِي سنة 360 سِتِّينَ وثلاثمائة خلع الْحسن بن أَحْمد القرمطي طَاعَة العبيديين وخطب للمطيع وَبعث الْمُطِيع إِلَيْهِ بالرايات السود ونهض إِلَى دمشق فَقتل عاملها من جِهَة العبيديين جَعْفَر بن فلاح وخطب للمطيع ثمَّ وَقعت الْفِتْنَة بَين بني الْحسن أهل مَكَّة وَبني الْحُسَيْن أهل الْمَدِينَة وزحف أهل الْمَدِينَة مَعَ أَمِير الْمعز لدين الله العبيدي صَاحب مصر ليقيموا لَهُ الْخطْبَة بِمَكَّة فَجَاءَت القرامطة مدَدا لبني حسن بِمَكَّة فَانْهَزَمَ أهل الْمَدِينَة ثمَّ وَقعت الْفِتْنَة بَين بني الْحسن وَبني جَعْفَر وحصلت بَينهم دِمَاء وَبعث الْمعز العبيدي من أصلح بَينهم وَتحمل ديات الْقَتْلَى الفاضلة من مَال الْمعز فمذ ملك مصر بَادر جَعْفَر بن الْحسن بن مُحَمَّد بن سُلَيْمَان بن دَاوُد وَكَانَ بِالْمَدِينَةِ فَملك مَكَّة ودعا للمعز العبيدي فَكتب لَهُ الْمعز بِالْولَايَةِ ثمَّ مَاتَ جَعْفَر بن الْحسن بن مُحَمَّد بن سُلَيْمَان بن دَاوُد فوليها بعده ابْنه عِيسَى ابْن جَعْفَر بن الْحسن بن مُحَمَّد بن سُلَيْمَان بن دَاوُد بن الْحسن الْمثنى بن الْحسن السبط بن على بن أَبى طَالب ودامت ولَايَته إِلَى أَن مَاتَ سنة أَربع وَثَمَانِينَ وثلاثمائة ثمَّ ولي بعد عِيسَى أَخُوهُ أَبُو الْفتُوح الْحسن بن جَعْفَر بن الْحسن بن مُحَمَّد بن سُلَيْمَان بن دَاوُد وَكَانَت ولَايَته سنة أَربع وَثَمَانِينَ وثلاثمائة ثمَّ جَاءَت عَسَاكِر عضد الدولة الديلمي ففر الْحسن بن جَعْفَر

ص: 210

وَلما مَاتَ الْمعز العبيدي وَولى ابْنه الْعَزِيز بعث إِلَى مَكَّة أَمِيرا علوياً فَخَطب لَهُ بالحرمين وَفِي سنة سبع وَسِتِّينَ بعث الْعَزِيز العبيدي باديس بن زيري الصنهاجي أَمِيرا على الْحَاج وَاسْتولى لَهُ على الْحَرَمَيْنِ وَأقَام لَهُ الْخطْبَة وشغل عضد الدولة فِي الْعرَاق بِقِتَال ابْن عَمه بختيار فَبَطل ركب الْعرَاق ثمَّ عَاد فِي السّنة الَّتِي بعْدهَا وخطب لعضد الدولة أَحْمد الموسوي وانقطعت بعْدهَا خطْبَة العباسيين من مَكَّة وعادت إِلَى خلفاء مصر إِلَى حِين من الدَّهْر وَعظم شَأْن أبي الْفتُوح واتصلت إمارته فِي مَكَّة وَكتب إِلَيْهِ الْقَادِر سنة سِتّ وَثَمَانِينَ ورغبه فِي الطَّاعَة ووعده باتصال الْإِمَارَة فِي بنيه فأنفذ أَبُو الْفتُوح الْكتب إِلَى الْعَزِيز العبيدي صَاحب مصر فَأرْسل إِلَيْهِ الْعَزِيز بالأموال وَالْخلْع فَقَسمهَا فِي قومه وكسا الْكَعْبَة بالبياض ثمَّ خاطبه الْقَادِر سنة تسعين وثلاثمائة فِي الْإِذْن لحاج الْعرَاق فَأَجَابَهُ على أَن الْخطْبَة للْحَاكِم صَاحب مصر العبيدي وَبعث الْحَاكِم إِلَى ابْن الْجراح أَمِير طي باعتراضهم وَكَانَ على الْحَاج الشريف الرضي أَمِيرا وَأَخُوهُ المرتضى فلاطفا ابْن الْجراح حَتَّى خلي سَبِيل الْحَاج على أَن لَا يعود قَالَ ابْن خلدون وفيهَا ولي الْمَدِينَة المشرفة وأزال عَنْهَا إمرة بني المهنا الْحُسَيْنِي ثمَّ اعْترض حَاج الْعرَاق سنة أَربع وَتِسْعين وثلاثمائة الْأَصْفَر التغلبي عِنْد ملكه الجزيرة فوعظه قارئان كَانَا فِي الركب ثمَّ اعْتَرَضَهُمْ فِي السّنة الَّتِي بعْدهَا أَعْرَاب خفاجة ونهبوهم ثمَّ كتب الْحَاكِم سنة ثِنْتَيْنِ وَأَرْبَعمِائَة إِلَى عماله بِالْبَرَاءَةِ من أبي بكر وَعمر فنكر ذَلِك أَبُو الْفتُوح وامتعض لَهُ وَخرج عَن طَاعَته بِسَبَب ذَلِك كَذَا فِي تَارِيخ الْعَلامَة ابْن خلدون وَرَأَيْت فِي شِفَاء الغرام للعلامة التقي الفاسي مَا نَصه كَانَ سَبَب عصيان أبي الْفتُوح عَن طَاعَة الْحَاكِم العبيدي أَن الْوَزير أَبَا الْقَاسِم ابْن المغربي لما قتل الْحَاكِم أَبَاهُ وأعمامه هرب من الْحَاكِم واستجار بكبير آل الْجراح أَمِير طي فَعِنْدَ ذَلِك حسن لَهُم الْوَزير مبايعة أبي الْفتُوح بالخلافة فمالوا إِلَى ذَلِك فقصد الْوَزير أَبُو الْقَاسِم أَبَا الْفتُوح وَحسن لَهُ طلب الْخلَافَة فَاعْتَذر أَبُو الْفتُوح بقلة ذَات يَده فَحسن لَهُ الْوَزير أَخذ مَا فِي الْكَعْبَة من المَال فَأَخذه مَعَ مَال عَظِيم لبَعض التُّجَّار

ص: 211

بجدة وخطب لنَفسِهِ وتلقب بالراشد بِاللَّه وَبَايَعَهُ بالخلافة شُيُوخ الحسينيين وَغَيرهم بالحرمين وَخرج من مَكَّة إِلَى الرملة قَاصِدا آل الْجراح فِي جمَاعَة من بني عَمه وَألف عبد أسود وَمَعَهُ سيف زعم أَنه ذُو الفقار وقضيب زعم أَنه قضيب رَسُول الله

فَلَمَّا قرب الرملة تَلَقَّتْهُ الْعَرَب وقبلوا الأَرْض بَين يَدَيْهِ وسلموا عَلَيْهِ بالخلافة وَنزل الرملة ونادى بِالْعَدْلِ وَالْأَمر بِالْمَعْرُوفِ وَالنَّهْي عَن الْمُنكر فانزعج الْحَاكِم العبيدي وَقطع الْميرَة عَن الْحَرَمَيْنِ وَمَا وَسعه أَلا الخضوع لآل الْجراح لقُوَّة شوكتهم فاستمال حسان بن مفرج مِنْهُم وبذل لَهُ ولإخوته أمولا جزيلة فَتَخَلَّفُوا عَن أبي الْفتُوح فَعرف أَبُو الْفتُوح ذَلِك فَاسْتَجَارَ بمفرج من الْحَاكِم العبيدي فَكتب مفرج إِلَى الْحَاكِم مستشفعاً لأبي الْفتُوح فشفعه فِيهِ ورده إِلَى مَكَانَهُ من إمرة مَكَّة وراجع طَاعَة الْحَاكِم العبيدي وَقد كَانَ الْحَاكِم ولي على إمرة مَكَّة عِنْد عصيان أبي الْفتُوح أَبَا الطّيب فِي الْمدَّة الَّتِي خرج فِيهَا عَن طَاعَته وَأَبُو الطّيب هَذَا هُوَ أَبُو الطّيب بن عبد الرَّحْمَن بن قَاسم بن أبي الفاتك بن دَاوُد بن سُلَيْمَان بن عبد الله بن مُوسَى بن عبد الله بن الْحسن بن الْحسن بن على ابْن أبي طَالب وَمن أحفاد أحفاده الْأَمِير يحيى ابْن الْأَمِير الْمُؤَيد ابْن الْأَمِير قَاسم بن غَانِم بن حَمْزَة بن وَقاص بن أبي الطّيب بن عبد الرَّحْمَن الْمَذْكُور وَذكر ابْن حزم أَبَا للطيب هَذَا وسَاق نسبه كَمَا ذكرنَا ثمَّ قَالَ كَانَ لعبد الرَّحْمَن وَالِد أبي الطّيب اثْنَان وَعِشْرُونَ ذكرا فَذكرهمْ وَذكر أَبَا الطّيب مِنْهُم ثمَّ قَالَ سكنوا كلهم أذَنة حاشا نعْمَة وَعبد الْحَكِيم وَعبد الرحميد فَإِنَّهُم سكنوا أمج بِقرب مَكَّة وَلَعَلَّ سكناهم أذَنة للخوف من أبي الْفتُوح بِسَبَب تآمر أبي الطّيب بعده بِمَكَّة حَال خُرُوج أبي الْفتُوح إِلَى آل الْجراح وَلم يحجّ من الْعرَاق فِي هَذِه السّنة أحد قَالَ ابْن السُّبْكِيّ وَلما كَانَ موسم ثَلَاث عشرَة وَأَرْبَعمِائَة جرت فِيهِ كائنة غربية هِيَ أَن رجلا من المصريين من أَصْحَاب الْحَاكِم العبيدى اتّفق مَعَ جمَاعَة من الْحجَّاج المصريين على أَمر سوء فَلَمَّا كَانَ يَوْم الْجُمُعَة وَهُوَ يَوْم النَّفر الأول طَاف هَذَا الرجل بِالْبَيْتِ فَلَمَّا انْتهى إِلَى الْحجر الْأسود جَاءَ كَأَنَّهُ يُرِيد تقبيله فَضَربهُ بدبوس كَانَ مَعَه ثَلَاث ضربات مُتَوَالِيَات وَقَالَ إِلَى مَتى يعبد هَذَا الْحجر إِلَى مَتى

ص: 212

يقبل وَلَا مُحَمَّد وَلَا عَليّ فيمنعني من ذَلِك فَإِنِّي أهدم الْيَوْم هَذَا الْبَيْت وَجعل يرتعد فاتقاه أَكثر الْحَاضِرين وتأخروا عَنهُ وَذَلِكَ أَنه كَانَ رجلا طَويلا جسيماً أَحْمَر اللَّوْن أشقر الشّعْر وعَلى بَاب الْمَسْجِد جمَاعَة من الفرسان وقُوف ليمنعوه مِمَّن أَرَادَهُ بِسوء فَتقدم إِلَيْهِ رجل من أهل الْيمن مَعَه خنجر فوجأه بِهِ وتكاثر عَلَيْهِ النَّاس فَقَتَلُوهُ وقطعوه قطعا وحرقوه وتتبعوا أَصْحَابه فَقتل مِنْهُم جمَاعَة وَنهب أهل مَكَّة ركب المصريين وتعدى النهب إِلَى غَيرهم ثمَّ إِنَّه سكن الْحَال غير أَنه سقط من الْحجر ثَلَاث فلق مثل الْأَظْفَار وبدا مَا تحتهَا أسمر يضْرب إِلَى صفرَة محبباً مثل الخشخاش فَأخذ بَنو شيبَة تِلْكَ الفلق فعجنوها بالمسك واللاذن واللَّك وحشوا بهَا تِلْكَ الشقوق الَّتِي بَدَت فَاسْتَمْسك على مَا هُوَ عَلَيْهِ الْآن وَهُوَ ظَاهر لمن تَأمله وَلما بُويِعَ الْقَائِم العباسي سنة ثِنْتَيْنِ وَعشْرين وَأَرْبَعمِائَة أَمر أَن يُجهز الْحَاج فَلم يقدر لاستيلاء الْعَرَب وانحلال إمرة بني بويه ثمَّ خطب بِمَكَّة سنة سبع وَعشْرين وَأَرْبَعمِائَة للمستنصر بن الظَّاهِر العبيدي وَلما كَانَ سنة ثَلَاثِينَ وَأَرْبَعمِائَة تولى أَبُو الْفتُوح الْحسن بن جَعْفَر بن الْحسن بن مُحَمَّد بن سُلَيْمَان رَئِيس مَكَّة وَبني سُلَيْمَان وَكَانَت مُدَّة إمارته ثَلَاثًا وَأَرْبَعين سنة تمّ ولى بعده ابْنه شكر بن أبي الْفتُوح وَجَرت لَهُ مَعَ أهل الْمَدِينَة خطوب ملك فى أَثْنَائِهَا الْمَدِينَة وَجمع بَين الْحَرَمَيْنِ وَاسْتمرّ إِلَى أَن مَاتَ سنة ثَلَاث وَخمسين وَأَرْبَعمِائَة فَكَانَت مدَّته ثَلَاثًا وَعشْرين سنة وَلم يعقب وَلَا ولد لَهُ قطّ وَقيل خلف بِنْتا هِيَ الَّتِي تزَوجهَا مُحَمَّد بن جَعْفَر أول أُمَرَاء الهواشم الْآتِي ذكرهم الْآن وَذكر ابْن حزم أَن عقب جَعْفَر بن الْحسن بن مُحَمَّد بن سُلَيْمَان انقرض وَأَن مَكَّة وَليهَا بعد شكر عبد كَانَ لَهُ لِأَنَّهُ قَالَ وَقد انقرض عقب جَعْفَر الْمَذْكُور لِأَن ابْنه أَبَا الْفتُوح لم يكن لَهُ ولد أَلا شكر وَلم يُولد لَهُ وَصَارَ أَمر مَكَّة إِلَى عبد لَهُ انْتهى كَلَام ابْن حزم قَالَ الْعَلامَة مُحَمَّد بن جَار الله فِي تَارِيخه الْجَامِع اللَّطِيف ثمَّ ولي بعد شكر بَنو أبي الطّيب الحسنيون وهم من جمَاعَة شكر الَّذين يُقَال لَهُم السليمانيون وَلم يذكر الْعَلامَة الفاسي عدتهمْ وَأما الْعَلامَة ابْن خلدون فَلم يذكر بني أبي الطّيب

ص: 213