الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
وانتهاؤها فِي أَيَّام دولته وَقد أرخ تِلْكَ الْعِمَارَة مَوْلَانَا الإِمَام عبد الْقَادِر الطَّبَرِيّ فِي قصيدة قدمهَا إِلَى السَّيِّد مُحَمَّد الْمُتَوَلِي عمَارَة الْبَيْت الشريف وَهِي نَحْو الثَّمَانِية عشر بَيْتا مطْلعهَا // (من الْخَفِيف) //
(عَادَ بَيْتُ الإِلهِ بَعْدَ انْهِدَامِهْ
…
وغَدَا فَائِقًا بِحُسْنِ نِظَامِهْ)
إِلَى أَن يَقُول
(فِلهَذَا طَيْرُ المَسَرَّةِ أمْسَى
…
مُنْشِدًا عِنْدَ بدئه وختامِهْ)
(حالمَا أتَمَّهُ بِمُرَادٍ
…
شيد بَيْت الْإِلَه تَارِيخ عامِهْ)
وَسُجُود الْبَيْت الشريف وعمارته وَمَا يتَعَلَّق بهما مَذْكُور مُفْرد بالتصنيف لَا نطول بِذكرِهِ وسنشير إِلَى طرف من أخباره فِي دولة مَوْلَانَا الشريف مَسْعُود بن إِدْرِيس فَإِنَّهَا مُوَافقَة لدولة السُّلْطَان مُرَاد فِي الزَّمَان الْمَذْكُور سقوطاً وَابْتِدَاء تعمير وَاسْتمرّ مَوْلَانَا السُّلْطَان مُرَاد إِلَى أَن توفّي سنة 1049 تسع وَأَرْبَعين وَألف وَكَانَت مُدَّة سلطنته سبع عشرَة سنة
(ثمَّ تولى السُّلْطَان إِبْرَاهِيم بن السُّلْطَان أَحْمد)
(أَخُو السُّلْطَان مُرَاد الْمَذْكُور قبله)
جلس على تخت الْملك سنة وَفَاة أَخِيه السُّلْطَان مُرَاد وَهِي سنة تسع وَأَرْبَعين وَألف وَشرع فِي أَيَّامه فتح جَزِيرَة كريد فَفَتحهَا إِلَّا قلعة وَاحِدَة وَذَلِكَ لمتانتها غَايَة المتانة فاستمر فِي الْملك إِلَى أَن انْفَتَلَ من مدَّته سنة ثَمَان وَخمسين وَألف وَكَانَت مُدَّة سلطنته ثَمَان سِنِين وَثَمَانِية أشهر
(ثمَّ تولى السُّلْطَان مُحَمَّد خَان الْغَازِي الْمُجَاهِد)
السُّلْطَان مُحَمَّد خَان ابْن المرحوم السُّلْطَان إِبْرَاهِيم خَان ابْن مَوْلَانَا السُّلْطَان أَحْمد خَان ابْن مَوْلَانَا السُّلْطَان مُحَمَّد خَان ابْن مَوْلَانَا السُّلْطَان مُرَاد خَان ابْن مَوْلَانَا السُّلْطَان سليم خَان ابْن مَوْلَانَا السُّلْطَان سُلَيْمَان خَان ابْن مَوْلَانَا السُّلْطَان سليم خَان فاتح مصر وَالشَّام ابْن مَوْلَانَا السُّلْطَان بايزيد خَان ابْن مَوْلَانَا السُّلْطَان مُحَمَّد خَان
فاتح الْقُسْطَنْطِينِيَّة الْعُظْمَى ابْن مَوْلَانَا السُّلْطَان مُرَاد خَان ابْن مَوْلَانَا السُّلْطَان مُحَمَّد خَان ابْن مَوْلَانَا السُّلْطَان يلدرم بايزيد ابْن مَوْلَانَا السُّلْطَان مُرَاد خَان ابْن مَوْلَانَا السُّلْطَان أورخان ابْن مَوْلَانَا السُّلْطَان عُثْمَان خَان الْغَازِي مولده سنة تسع وَأَرْبَعين وَألف وَهِي السّنة الَّتِي توفّي فِيهَا عَمه السُّلْطَان مُرَاد ابْن أَحْمد وَجلسَ على تخت السلطنة فِي شهر رَجَب الْمُبَارك من شهور سنة 1058 ثَمَان وَخمسين وَألف وعمره الشريف إِذْ ذَاك تسع سِنِين لَهُ الفتوحات الَّتِي لَا تحصى والمغازي الَّتِي لَا تستقصى أذلّ بغزواته أَعدَاء الدّين واستباح قلاعهم وَجعلهَا دَارا للْمُسلمين لم تزل أَعْلَام نَصره ظَاهِرَة وآيات سعده باهرة فَمن فتوحاته الميمونة الَّتِي لم تزل بالعز والنصر مقرونة مَدِينَة قوش آضه وأيوار وزغره ويانق وورط ويانوا وقمانيصه وقندية الَّتِي هِيَ كريد لِأَنَّهَا جَزِيرَة وقندية فِي طرفها وَكَانَ فتحهَا سنة ثَمَانِينَ أَعنِي قلعة كريد وخذل بذلك كل جَبَّار عنيد وَحصل للْمُسلمين بِهِ المسرة ولأعينهم أعظم قُرَّة وَكَانَ الْفَتْح بهَا مَعَ عقد هدنة إِلَى مُدَّة مائَة عَام وَهَذَا على مُقْتَضى مَذْهَب أبي حنيفَة النُّعْمَان لِأَن عقدهَا موكول إِلَى نظر السُّلْطَان وَأما عِنْد إمامنا الشَّافِعِي فَلَا يجوز عقدهَا فَوق أَرْبَعَة أشهر عِنْد قوتنا وَفَوق عشر سِنِين عِنْد ضعفنا ثمَّ إِنَّهُم نقضوا العقد وَنَكَثُوا الْعَهْد فَعَاد نقضهم عَلَيْهِ وَرجع وباله إِلَيْهِم وَقد أرخ الْفَتْح الْمَذْكُور الشَّيْخ عبد الْبَاقِي بن أَحْمد الشَّامي فِي أَبْيَات يَقُول آخرهَا // (من السَّرِيع) //
(وحِينَ كَرْبٌ زَالَ أَرَخْتُهُ
…
نَصْرٌ من الله وفَتْحٌ قريبْ)
قلت هُوَ تَارِيخ لطيف وَحسن الْإِخْرَاج فِيهِ ألطف يسير إِلَى أَن مَدْلُول لفظ كرب الحسابي وَهُوَ مِائَتَان وَاثْنَانِ وَعِشْرُونَ يسْقط فَيصير الْبَاقِي تَارِيخ تِلْكَ السّنة