الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
تَفسيرُ سُورَةِ القَصَصِ
[قولُهُ تعالى: {وَلَمَّا وَرَدَ مَاءَ مَدْيَنَ وَجَدَ عَلَيْهِ أُمَّةً مِنَ النَّاسِ يَسْقُونَ
…
(23)} إلى قولهِ تعالى: {قَالَتْ إِحْدَاهُمَا يَاأَبَتِ اسْتَأْجِرْهُ إِنَّ خَيْرَ مَنِ اسْتَأْجَرْتَ الْقَوِيُّ الْأَمِينُ (26)} ]
[1684]
حدَّثنا سعيدٌ، قال: نا خالدُ بنُ عبدِ اللهِ، عن حُصَينٍ
(1)
، عن أبي مالكٍ؛ في قولِهِ عز وجل:{وَلَمَّا وَرَدَ مَاءَ مَدْيَنَ وَجَدَ عَلَيْهِ أُمَّةً مِنَ النَّاسِ يَسْقُونَ وَوَجَدَ مِنْ دُونِهِمُ امْرَأَتَيْنِ تَذُودَانِ} ؛ قال: فانطلق نحوهما، فقال:{مَا خَطْبُكُمَا} ؟ فقَالَتَا: {لَا نَسْقِي حَتَّى يُصْدِرَ الرِّعَاءُ وَأَبُونَا شَيْخٌ كَبِيرٌ (23) فَسَقَى لَهُمَا ثُمَّ تَوَلَّى إِلَى الظِّلِّ
…
}، قال: فانطلقَتَا فأخبرَتا أباهما، فأرسل إحداهما إليه لتدعوَهُ، فَجَاءَتْهُ {تَمْشِي عَلَى اسْتِحْيَاءٍ} ، فقَالَتْ:{إِنَّ أَبِي يَدْعُوكَ لِيَجْزِيَكَ أَجْرَ مَا سَقَيْتَ لَنَا} ، فانطلق معها، فقال لها: امشي خلفي، فلما جاءَتْهُ قالتْ:{يَاأَبَتِ اسْتَأْجِرْهُ إِنَّ خَيْرَ مَنِ اسْتَأْجَرْتَ الْقَوِيُّ الْأَمِينُ} ، قال: وما قوَّتُهُ؟ وما أمانتُه؟ قالتْ: قوَّتُهُ أنَّه كان يملأُ الحوضَ بدلوٍ واحدٍ، وأما أمانتُهُ فإنه قال لي: امشِي خلفي. كراهيةَ أَن يرى منها شيئًا.
(1)
هو: ابن عبد الرحمن السلمي، تقدم في الحديث [56] أنه ثقة، تغير حفظه في الآخر، لكن خالد بن عبد الله الواسطي - الراوي عنه هنا - هو ممن روى عنه قبل تغيره.
[1684]
سنده صحيح إلى أبي مالك غزوان الغفاري، ولكنه لم يذكر عمن أخذه.
وقد أخرجه ابن أبي حاتم في "تفسيره"(16848) من طريق مسدد، عن خالد، به، مختصرًا، ولفظه: فقال لها: ما قوّته؟ قالت: أما قوّته فكان يملأ الحوض بدلو واحد.
[1685]
حدَّثنا سعيدٌ، قال: نا إسماعيلُ بنُ زكريَّا
(1)
[عن]
(2)
حبيبِ بنِ أبي عَمْرَة
(3)
، عن سعيدِ بنِ جُبيرٍ؛ في قولِهِ عز وجل:{إِنَّ خَيْرَ مَنِ اسْتَأْجَرْتَ الْقَوِيُّ الْأَمِينُ} ؛ قال: وما علمُكِ بقوَّتِهِ؟ قالتْ: جاء إلى بئرٍ عليها حَجَرٌ لا يرفعُهُ إلا مئةُ رجلٍ، رفعه هو وحدَهُ، ثم سقى لنا. قال: فما رأيتِ من أمانتِهِ؟ قالتْ: جعلتُ أمشي بين يَدَيْهِ، فجعلتِ الرِّيحُ تَضْرِبُ ثوبي، فقال لي: تأخَّرِي خَلْفي، وكلِّميني وصِفي لي. شَكَّ إسماعيلُ بنُ زكريَّا
(4)
.
(1)
تقدم في الحديث [81] أنه صدوق.
(2)
ما بين المعقوفين تصحف في الأصل إلى: "بن". وانظر الحديث [1689].
(3)
هو: حبيب بن أبي عمرة القصاب، أبو عبد الله الحماني، تقدم في الحديث [1530] أنه ثقة.
[1685]
سنده حسن إلى سعيد بن جبير، لكنه لم يذكر عمن أخذه.
وقد أخرجه أحمد بن منيع في "مسنده" - كما في "إتحاف الخيرة المهرة" للبوصيري (5760) - والنسائي في "السنن الكبرى"(11263)، وأبو يعلى (2618)، وابن جرير في "تفسيره"(18/ 225)، وابن أبي حاتم في "تفسيره"(16849)؛ من طريق يزيد بن هارون، عن الأصبغ بن زيد، عن القاسم بن أبي أيوب، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس؛ في حديث الفتون الطويل، وفيه: قال ابن عباس: {قَالَتْ إِحْدَاهُمَا يَاأَبَتِ اسْتَأْجِرْهُ إِنَّ خَيْرَ مَنِ اسْتَأْجَرْتَ الْقَوِيُّ الْأَمِينُ} قال: فأَحْفَظَتْهُ الغَيْرةُ أن قال: وما يدريكِ ما قوَّتُه وأمانتُه؟! قالت: أما قوَّته، فما رأيتُ منه حين سَقَى لنا، لم أرَ رجلًا قط أقوى في ذلك السَّقي منه، وأما أمانتُه، فإنه نظرَ حين أقبلتُ إليه وشخَصتُ له، فلما علم أني امرأةٌ صوَّب رأسَه فلم يَرْفَعْه، ولم يَنْظُرْ إليَّ حتى بلَّغتُه رسالتك، ثم قال لي: امشي خلفي وانعتي لي الطريق، ولم يفعلْ ذلك إلا وهو أَمِين، فسُرِّيَ عن أبيها وصدَّقها وظنَّ به الذي قالت.
والأصبغ بن زيد صدوق يغرب كما تقدم في تخريج الحديث [1425].
(4)
كذا في الأصل، وليس هناك شك، فالذي يظهر أن العبارة التي قبله بالشك هكذا:"وكلميني، أو صفي لي".
[1686]
حدَّثنا سعيد، قال: نا إسماعيلُ بنُ زكريَّا، عن ليثٍ
(1)
، عن مُجاهدٍ؛ قال: ما سألَ إلا طعامًا يأكلُهُ.
[1687]
حدَّثنا سعيدٌ، قال: نا سُفيانُ، عن أبي سِنانٍ
(2)
، عن عبدِ اللهِ بنِ أبي الهُذَيلِ
(3)
؛ عن قولِهِ عز وجل: {فَجَاءَتْهُ إِحْدَاهُمَا تَمْشِي
(1)
هو: ابن أبي سليم، تقدم في الحديث [9] أنه ضعيف.
[1686]
سنده ضعيف؛ لضعف الليث، ولكنه توبع؛ فالأثر صحيح عن مجاهد.
وعزاه السيوطي في "الدر المنثور"(11/ 452) للفريابي وأحمد. وعزاه في (11/ 450) للفريابي وابن أبي شيبة وعبد بن حميد وابن المنذر وابن أبي حاتم.
وقد أخرجه ابن عساكر في "تاريخ دمشق"(61/ 33) من طريق داود بن عمرو، عن إسماعيل بن زكريا، به.
وأخرجه إسحاق بن إبراهيم البستي في "تفسيره"(ق 100/ أ)، وابن جرير في "تفسيره"(18/ 217)، وابن الأعرابي في "معجمه"(26)؛ من طريق سفيان الثوري، عن الليث، به.
وأخرجه ابن جرير في "تفسيره"(18/ 217 - 218) من طريق ابن أبي نجيح، و (18/ 218) من طريق ابن جريج؛ كلاهما عن مجاهد؛ في قوله تعالى:{مِنْ خَيْرٍ فَقِيرٌ} ؛ قال: طعام.
وهو في "تفسير مجاهد"(1223) من طريق ابن أبي نجيح، عن مجاهد؛ قال: شيء من طعام.
(2)
هو: ضرار بن مرة الكوفي أبو سنان الشيباني الأكبر، تقدم في الحديث [76] أنه ثقة ثبت.
(3)
تقدم في الحديث [76] أنه ثقة.
[1687]
سنده صحيح، وقد خولف سفيان بن عيينة في إسناده؛ فقد روي عن أبي سنان، عن عبد الله بن أبي الهذيل، عن عمر بن الخطاب، قوله، كما في الحديث التالي.
وعزاه السيوطي في "الدر المنثور"(11/ 453) لابن المنذر.
وقد أخرجه إسحاق بن إبراهيم البستي في "تفسيره"(ق 100/ أ - ب) عن محمد بن يحيى بن أبي عمر العدني، وابن عساكر في "تاريخ دمشق" =
عَلَى اسْتِحْيَاءٍ}؛ قال: قائلةً بيدِها على رأسِها هكذا
(1)
- ورفع سُفْيانُ ثَوْبَهُ بيدِه اليُسرى - ليستْ بسَلْفَعٍ
(2)
من النِّساءِ.
[1688]
حدَّثنا سعيدٌ، قال: نا إسماعيلُ بنُ زكريَّا
(3)
، عن أبي
= (61/ 35 - 36) من طريق سعيد بن عبد الرحمن المخزومي؛ كلاهما عن سفيان بن عيينة، به. وانظر الحديث التالي.
(1)
قوله: "قائلة بيدِها على رأسِها هكذا" هذا من إطلاق القول على الفعل، وفسره الراوي بأن رفع ثوبه بيده اليسرى على رأسه. وانظر في إطلاق القول على الفعل: التعليق على الحديث [1198].
(2)
السَّلْفَعُ - بغير هاء؛ كجَعْفَر - من النساء: الوقحة الجريئة على الرجال، والصخابة البذيئة السيئة الخلق. والسَّلْفَعُ من الرجال: الشجاع الجريء.
"غريب الحديث" للخطابي (2/ 469)، و "تاج العروس"(س ل ف ع).
(3)
تقدم في الحديث [81] أنه صدوق.
[1688]
سنده حسن؛ لحال إسماعيل بن زكريا، وقد توبع كما سيأتي، فالحديث صحيح عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه، وقد روي عن ابن أبي الهذيل قوله، دون ذكر عمر بن الخطاب، كما تقدم في الأثر السابق.
وعزاه السيوطي في "الدر المنثور"(11/ 453) للمصنِّف وابن جرير وابن أبي حاتم.
وقد أخرجه ابن جرير في "تفسيره"(18/ 218) عن أبي السائب سلم بن جنادة والفضل بن الصباح، وأبو نعيم في "حلية الأولياء"(4/ 360) من طريق ضرار بن صرد؛ جميعهم (أبو السائب، والفضل، وضرار) عن محمد بن فضيل، وابن جرير في "تفسيره"(18/ 218) من طريق حماد بن عمرو الأسدي؛ كلاهما (ابن فضيل، وحماد) عن أبي سنان ضرار بن مرة، به.
وأخرجه ابن أبي حاتم في "تفسيره"(16831) إلا أنه سقط أول السند من الأصل، ولم يظهر منه إلا: "الهذيل عن عمر
…
".
وأخرجه ابن أبي شيبة (32377)، والحاكم في "المستدرك"(2/ 407)؛ من طريق عبيد الله بن موسى، وابن جرير في "تفسيره"(18/ 219) من طريق وكيع وعبد الرحمن بن مهدي، وابن أبي حاتم في "تفسيره"(16832) من طريق أبي نعيم الفضل بن دكين؛ جميعهم (عبيد الله، ووكيع، وابن مهدي، وأبو نعيم)؛ =
سِنانٍ ضِرارِ بنِ مُرَّةَ، عن عبدِ اللهِ بنِ أبي الهُذيلِ
(1)
، عن عمرَ بنِ الخطَّابِ رضي الله عنه؛ في قولِهِ:{تَمْشِي عَلَى اسْتِحْيَاءٍ} ؛ قال: قائلةً بكمِّها على وجْهِها؛ ليستْ بسَلْفَعٍ.
= عن إسرائيل بن يونس، عن أبي إسحاق، عن عمرو بن ميمون الأودي، عن عمر بن الخطاب، به.
وجاء في رواية ابن مهدي عن عمرو الأودي من قوله دون ذكر عمر بن الخطاب.
وهو في "تفسير مجاهد"(1222) من طريق آدم بن أبي أياس، عن إسرائيل، به، بذكر عمر بن الخطاب.
(1)
تقدم في الحديث [76] أنه ثقة، ولكن اختلف في سماعه من عمر بن الخطاب رضي الله عنه. فابن الجوزي في "صفة الصفوة" (3/ 33) قال:"أسند عبد الله بن أبي الهذيل، عن أبي بكر وعمر وعلي وعبد الله بن مسعود، إلا أنه أرسل الحديث عنهم، وسمع من عمار وخباب بن الأرت وعبد الله بن عمرو بن العاص وأبي هريرة وجرير وابن عباس وعبد الرحمن بن أبزى".
وقال الذهبي في "سير أعلام النبلاء"(4/ 170): "روى عن أبي بكر وعمر مرسلًا، وعن علي وعمار وأبي وابن مسعود وخباب وأبي هريرة وعدة".
وقال ابن سعد في "الطبقات"(6/ 115): "روى عن عمر وعلي وعبد الله بن مسعود وعمار بن ياسر وابن عباس وعبد الله بن عمرو وأبي زرعة بن عمرو بن جرير"، ثم روى بإسناد حسن عن ابن أبي الهذيل قال: كنت جالسا عند عمر، فجيء بشيخ نشوان في رمضان، قال: ويلك! وصبياننا صيام؟! فضربه ثمانين. وروى أيضًا بسند صحيح عنه أنه سمع عمر يقول: "لا تشد الرحال إلا إلى البيت العتيق". وهذا قد رواه البخاري في "التاريخ الكبير"(5/ 222)، ثم قال:"وقال النبي صلى الله عليه وسلم: "إلا إلى ثلاثة"، وحديث النبي صلى الله عليه وسلم أولى".
فالذي يظهر - والله أعلم - أن عبد الله بن أبي الهذيل سمع من عمر رضي الله عنه كما دلَّ عليه تصريحه بالسماع منه، ولم يذكر ابن الجوزي والذهبي دليلًا على أنه لم يسمع منه. لكن روايته عن أبي بكر الصديق رضي الله عنه نصَّ على ذلك أبو زرعة؛ كما في "المراسيل" لابن أبي حاتم (407).
[قولُهُ تعالى: {قَالَ ذَلِكَ بَيْنِي وَبَيْنَكَ أَيَّمَا الْأَجَلَيْنِ قَضَيْتُ فَلَا عُدْوَانَ عَلَيَّ وَاللَّهُ عَلَى مَا نَقُولُ وَكِيلٌ (28)}]
[1689]
حدَّثنا سعيدٌ، قال: نا إسماعيلُ بنُ زكريَّا، عن حبيبِ بنِ أبي عَمْرةَ
(1)
، عن سعيدِ بنِ جُبيرٍ، عن ابنِ عبَّاسٍ؛ أنه سُئل: أيُّ
(1)
تقدم في الحديث [1530] أنه ثقة.
[1689]
سنده فيه إسماعيل بن زكريا، وهو صدوق حسن الحديث، وقد توبع؛ فالحديث صحيح عن ابن عباس، وقد أخرجه البخاري كما سيأتي، وروي مرفوعًا، ولا يصح.
وعزاه السيوطي في "الدر المنثور"(11/ 457) للمصنِّف وابن أبي شيبة في "المصنف" وعبد بن حميد والبخاري وابن المنذر وابن مردويه.
وقد أخرجه سفيان الثوري في "تفسيره"(754) - ومن طريقه ابن أبي شيبة (32382)، وابن جرير في "تفسيره"(18/ 235) - عن عطاء بن السائب، وأحمد بن منيع في "مسنده" - كما في "إتحاف الخيرة المهرة" للبوصيري (5760) - والنسائي في "السنن الكبرى"(11263)، وأبو يعلى (2618)، وابن جرير (18/ 236)، وابن أبي حاتم في "تفسيره"(16858)؛ من طريق القاسم بن أبي أيوب، والبخاري (2684)، والبلاذري في "أنساب الأشراف"(4/ 1465)، والبيهقي (6/ 117)؛ من طريق سالم بن عجلان الأفطس، وابن جرير (18/ 235) من طريق موسى بن عبيدة عن أخيه - عبد الله أو محمد - و (18/ 235 - 236) من طريق حكيم بن جبير، وابن عساكر في "تاريخ دمشق"(61/ 38) من طريق أيوب السختياني؛ جميعهم (عطاء بن السائب، والقاسم، وسالم الأفطس، وابن عبيدة، وحكيم، وأيوب) عن سعيد بن جبير، به. ووقع في "تاريخ دمشق":"ابن عامر" بدل: "ابن عباس".
وأخرجه عبد الرزاق في "تفسيره"(2/ 90)، وابن جرير في "تفسيره"(18/ 235)؛ من طريق قتادة، عن ابن عباس. وقتادة لم يدرك ابن عباس.
وأخرجه الحميدي في "مسنده"(545)، وابن أبي عمر العدني في "مسنده" - كما في "إتحاف الخيرة المهرة"(5777) - والقاسم بن زكريا المطرز في "فوائده"(158) عن محمد بن سليمان لوين، والحاكم في "المستدرك"(2/ 408 - 457) من طريق محمد بن الوليد الفحام، وابن عساكر في "تاريخ دمشق"(61/ 38) من طريق محمد بن عباد؛ جميعهم (الحميدي، والعدني، =
الأجلين قَضَى موسى؟ قال: آخِرُ الأجلَيْنِ.
= ولوين، والفحام، ومحمد بن عباد) عن سفيان بن عيينة، عن إبراهيم بن يحيى بن أبي يعقوب، عن الحكم بن أبان، عن عكرمة، عن ابن عباس، عن النبي صلى الله عليه وسلم، قال:"سألت جبريل: أي الأجلين قضى موسى؟ قال: أكملهما وأتمهما". قال الحاكم: "هذا حديث صحيح ولم يخرجاه"، فتعقبه الذهبي بقوله:"إبراهيم لا يعرف". وقال في "ميزان الاعتدال"(1/ 73 - 74 رقم 246): "إبراهيم بن يحيى العدني، عن الحكم بن أبان، وعنه سفيان بن عيينة، بخبر منكر، والرجل نكرة، وحديثه عند الحميدي". وقال الحافظ ابن حجر في "لسان الميزان"(1/ 384): "وهذا الرجل ذكره ابن حبان في "الثقات"، وقال عنه الأزدي: لا يتابع في حديثه". اهـ. وقال ابن كثير في "تفسيره"(15/ 455): "وإبراهيم هذا ليس بمعروف". وانظر: "الجرح والتعديل"(2/ 147)، و"الثقات" لابن حبان (8/ 62).
والحكم بن أبان تقدم في الحديث [657] أنه ثقة.
وأخرجه أبو يعلى (2408) عن زهير بن حرب، وابن عساكر في "تاريخ دمشق"(61/ 38) من طريق سعيد بن عبد الرحمن المخزومي؛ كلاهما (زهير، وسعيد) عن ابن عيينة، عن الحكم بن أبان، به، دون ذكر لإبراهيم بن يحيى في الإسناد.
وأخرجه البزار (2245/ كشف الأستار) عن أحمد بن أبان، عن سفيان بن عيينة، عن إبراهيم بن أعين، عن الحكم بن أبان، عن عكرمة، عن ابن عباس؛ أن النبي صلى الله عليه وسلم سئل: أي الأجلين قضى موسى؟ قال: "أتمهما وأبرهما".
قال البزار: "لا نعلمه عن ابن عباس مرفوعًا إلا من هذا الوجه".
وأحمد بن أبان القرشي ذكره ابن حبان في "الثقات"(8/ 32)، والذهبي في "تاريخ الإسلام"(18/ 32) ولم يذكر فيه الذهبي جرحًا ولا تعديلًا، ولم نقف على من ترجم له غيرهما.
وأخرجه ابن جرير في "تفسيره"(18/ 235) عن سفيان بن وكيع، عن ابن عيينة، عن الحكم بن أبان، عن عكرمة: سئل ابن عباس: أي الأجلين قضى موسى؟ قال: أتمهما وأوفاهما.
وسفيان بن وكيع تقدم في تخريج الحديث [862] أنه صدوق، ابتلي بوراق أدخل عليه ما ليس من حديثه، فنصح فلم يقبل، فسقط حديثه. والصحيح عن ابن عيينة ما رواه الحميدي وابن أبي عمر العدني وغيرهما. =
[1690]
حدَّثنا سعيدٌ، قال: نا أبو مَعْشَرٍ (1)، عن محمَّدِ بنِ كعبٍ؛ قال: سُئل رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم أيُّ الأجلين قضى موسى؟ قال: "أَتَمَّهُمَا وأَوْفَاهُمَا".
[1692]
حدَّثنا سعيدٌ، قال: نا أبو مُعاويةَ، عن الأعمشِ، عن عَمرِو بنِ مُرَّةَ
(2)
، عن أبي عُبيدَة
(3)
؛ قال: كان الذي استأجرَ موسى
= وأخرجه الحاكم في "المستدرك"(2/ 407) من طريق حفص بن عمر العدني، والثعلبي في "تفسيره"(7/ 247) من طريق موسى بن عبد العزيز؛ كلاهما (حفص، وموسى) عن الحكم بن أبان، عن عكرمة، عن ابن عباس؛ قال: سئل رسول الله صلى الله عليه وسلم: أي الأجلين قضى موسى؟ قال: "أبعدهما وأطيبهما".
وحفص بن عمر العدني ضعيف، وموسى بن عبد العزيز العدنى صدوق سيئ الحفظ؛ كما في "التقريب".
وانظر: "السلسلة الصحيحة" للشيخ الألباني (1880).
هو: نجيح بن عبد الرحمن السِّندي، أبو معشر المدني، تقدم في الحديث [167] أنه ضعيف.
[1690]
سنده ضعيف؛ لضعف أبي معشر، كما أنه مرسل.
وعزاه السيوطي في "الدر المنثور"(11/ 460) للمصنِّف والفريابي وابن أبي شيبة في "المصنف" وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر.
وقد أخرجه ابن أبي شيبة في "المصنف"(32381)، وابن جرير في "تفسيره"(18/ 236) من طريق وكيع، وابن عساكر في "تاريخ دمشق"(61/ 40) من طريق داود بن عمرو؛ كلاهما (وكيع، وداود) عن أبي معشر، به.
وانظر الحديث السابق.
(2)
تقدم في الحديث [22] أنه ثقة رُمي بالإرجاء.
(3)
هو: ابن عبد الله بن مسعود، تقدم في الحديث [147] أنه ثقة.
[1691]
سنده صحيح - إن شاء الله - عن أبي عبيدة، وعنعنة الأعمش محتملة في هذا الموضع؛ لأن عمرو بن مرة من كبار شيوخه، لكن أبا عبيدة بن عبد الله بن مسعود لم يذكر عمن أخذه.
وعزاه السيوطي في "الدر المنثور"(11/ 454) للمصنِّف وابن أبي شيبة وابن المنذر وابن أبي حاتم.
بَثْرونُ
(1)
ابنُ أخي شُعيبٍ النبيِّ صلى الله عليه وسلم.
[1692]
حدَّثنا سعيدٌ، قال: نا هُشَيمٌ، قال: نا مُغيرةُ
(2)
، عن عبدِ الرَّحمنِ بنِ أبي نُعْمٍ
(3)
- قال هُشيمٌ: لا أعلمُهُ إلا عن ابنِ عبَّاسٍ -
= وقد أخرجه ابن جرير في "تفسيره"(18/ 223) عن أبي السائب سلم بن جنادة وسفيان بن وكيع، عن أبي معاوية، به.
وأخرجه ابن أبي حاتم في تفسيره" (16839) من طريق يحيى بن زكريا بن أبي زائدة، عن الأعمش، به، ولفظه: كان صاحب موسى أثرون ابن أخي شعيب.
قال أبو زرعة الرازي - وهو شيخ ابن أبي حاتم في هذا الأثر -: "الصحيح: يثرون، ومنهم من يقول: كان شعيبًا".
(1)
كذا في الأصل بالباء الموحدة ثم الثاء المثلثة، وسيأتي في الأثر التالي بالمثناة التحتية ثم المثلثة. وعند السيوطي وابن أبي حاتم:"أثرون" بالهمزة، وعند ابن جرير:"يثرون" بالمثناة التحتية.
ووقع في المنتظم" (1/ 324): "يبرون"؛ قال ابن الجوزي: "هذا نقلته من خط ابن المنادي، وقال قوم: يثرون؛ بياء وبعدها ثاء".
وذكر الطبري في "تفسيره" الخلاف في اسمه وأنه قيل فيه أيضًا: "يثرى"، وقيل: هو شعيب النبي عليه السلام، ثم قال الطبري:"وهذا مما لا يدرك علمه إلا بخبر، ولا خبر بذلك تجب حجته؛ فلا قول في ذلك أولى بالصواب".
(2)
هو: ابن مقسم الضبي، تقدم في الحديث [54] أنه ثقة متقن.
(3)
هو: عبد الرحمن بن أبي نعم البجلي، أبو الحكم الكوفي العابد، وثقه ابن سعد والنسائي، وذكره ابن حبان في "الثقات"، وقال الحافظ في "التقريب":"صدوق"، وذكر في "تهذيب التهذيب" أن ابن أبي خيثمة نقل عن ابن معين تضعيفه. وقال الذهبي في "ميزان الاعتدال":"وقال أحمد بن أبي خيثمة عن ابن معين قال: ابن أبي نعم ضعيف، كذا نقل ابن القطان، وهذا لم يتابع عليه أحمد". وقد روى عنه الجماعة.
انظر: "التاريخ الكبير"(5/ 356)، و"الجرح والتعديل"(5/ 295)، و"الثقات" لابن حبان (5/ 112)، و"تهذيب الكمال"(17/ 456 - 458)، و "ميزان الاعتدال"(2/ 523 - الرسالة)، و "تهذيب التهذيب"(2/ 560).
[1692]
سنده صحيح إلى ابن عباس، إن كان هشيم حفظه عن ابن عباس؛ =
قال: كان يَكْرهُ الكُنيةَ بـ "أبي مُرَّةَ"، وكانت كنيةَ فِرعونَ. وكانت صاحبةُ موسى صفراءَ
(1)
بنتَ يَثْرُونَ.
[قولُهُ تعالى: {فَلَمَّا جَاءَهُمُ الْحَقُّ مِنْ عِنْدِنَا قَالُوا لَوْلَا أُوتِيَ مِثْلَ مَا أُوتِيَ مُوسَى أَوَلَمْ يَكْفُرُوا بِمَا أُوتِيَ مُوسَى مِنْ قَبْلُ قَالُوا سِحْرَانِ تَظَاهَرَا وَقَالُوا إِنَّا بِكُلٍّ كَافِرُونَ (48)}]
[1693]
حدَّثنا سعيدٌ، قال: نا أبو عَوانةَ
(2)
، عن أبي بِشْرٍ
(3)
،
= قال البغوي في "شرح السنة"(12/ 339): "وقال عبد الرحمن بن أبي نعم: يكره أن يسمى الرجل مرة، ويكنى بأبي مرة"، ولم يذكر ابن عباس.
وعزاه السيوطي في "الدر المنثور"(11/ 454) للمصنِّف فقط، ووقع عنده:"صفيرا" بدل: "صفراء".
(1)
لم تتضح في الأصل، فيمكن أن تقرأ أيضًا:"صفرايا".
(2)
هو: وضاح بن عبد الله اليشكري.
(3)
هو: جعفر بن إياس، تقدم في الحديث [121] أنه ثقة، من أثبت الناس في سعيد بن جبير.
[1698]
سنده صحيح.
وعزاه السيوطي في "الدر المنثور"(11/ 476) للفريابي وعبد بن حميد وابن أبي حاتم.
وقد أخرجه ابن جرير في "تفسيره"(18/ 267) عن يعقوب بن إبراهيم، عن هشيم، قال: أخبرنا إسماعيل بن أبي خالد، عن سعيد بن جبير وأبي رزين: أن أحدهما قرأ: {سَاحْرَانِ تَظَاهَرَا} ، والآخر:{سِحْرَانِ} ؛ قال الذي قرأ: سِحْرَانِ؛ قال: التوراة والإنجيل، وقال الذي قرأ:{سَاحِرَانِ} قال: موسى وهارون.
وأخرجه ابن أبي حاتم في "تفسيره"(16956) عن عبد الله بن سعيد أبي سعيد الأشج، عن أبى أسامة حماد بن أسامة، عن إسماعيل بن أبي خالد، عن سعيد بن جبير:{قَالُوْا سِحْرَانِ تَظَاهَرَا} موسى وهارون عليهما السلام. كذا وقع في المطبوع من "تفسير ابن أبي حاتم"! والظاهر أن صوابه: {ساحران} . =
عن سعيدِ بنِ جُبيرٍ؛ أنه كان يَقرأُ: {سِاحِرَانِ تَظَاهَرَا} بالألفِ
(1)
.
[قولُهُ تعالى: {إِنَّكَ لَا تَهْدِي مَنْ أَحْبَبْتَ وَلَكِنَّ اللَّهَ يَهْدِي مَنْ يَشَاءُ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ (56)}]
[1694]
حدَّثنا سعيدٌ، قال: نا سُفيانُ، عن عَمرِو بنِ دينارٍ، قال: أخبرني أبو سعيدِ بنُ رافعٍ
(2)
، قال: قلتُ لابنِ عُمرَ: {إِنَّكَ لَا تَهْدِي مَنْ أَحْبَبْتَ} ؛ أفي أبي طالبٍ نزلتْ؟ قال: نَعَمْ.
= وذكره النحاس في "معاني القرآن"(5/ 183 - 184) تعليقًا عن سفيان، عن إسماعيل بن أبي خالد، عن سعيد بن جبير:{قَالُوْا سَاحِرَانِ تَطهَرَا} ؛ قال: موسى وهارون صلى الله عليهما.
(1)
وهي قراءة الجمهور. وقرأ عاصم وحمزة والكسائي وخلف - من العشرة - وابن مسعود والأعمش وزيد بن علي وعكرمة وأبو رزين: {سِحْرَانِ} بلا ألف.
وانظر: "معاني الفراء"(2/ 306 - 307)، و"السبعة"(ص 495)، و"البحر المحيط"(7/ 118)، و"الدر المصون"(8/ 682)، و"النشر"(2/ 341 - 342)، و"إتحاف فضلاء البشر"(2/ 344)، و"معجم القراءات "للخطيب (7/ 53 - 54).
(2)
هو: أبو سعيد بن رافع عم عباد بن أبي صالح، ذكره البخاري في "الكنى"(ص 34)، وابن أبي حاتم في "الجرح والتعديل"(9/ 376)؛ ولم يذكرا فيه جرحًا ولا تعديلًا، وقال عنه ابن حجر في "التقريب":"مقبول". وانظر: "تهذيب الكمال"(33/ 347 - 348).
[1694]
سنده فيه أبو سعيد بن رافع، وتقدم بيان حاله، ولكن أصل الحديث في الصحيحين كما سيأتي.
وعزاه السيوطي في "الدر المنثور"(11/ 491) للمصنِّف وعبد بن حميد وأبي داود في "القدر" والنسائي وابن المنذر وابن مردويه وابن عساكر.
وقد أخرجه أبو داود في "كتاب القدر" - كما في "تاريخ دمشق"(66/ 333) - عن أحمد بن عبدة، وإسحاق بن إبراهيم البستي في "تفسيره"(ق 102/ ب - 103/ أ) عن ابن أبي عمر العدني، وابن جرير في "تفسيره"(18/ 284 - 285) عن سفيان بن وكيع، وابن المقرئ في "معجمه"(962) من طريق القاسم بن عثمان الجوعي، وابن عساكر في "تاريخ دمشق"(66/ 332 - 333) من طريق =
[قولُهُ تعالى: {إِنَّ قَارُونَ كَانَ مِنْ قَوْمِ مُوسَى فَبَغَى عَلَيْهِمْ وَآتَيْنَاهُ مِنَ الْكُنُوزِ مَا إِنَّ مَفَاتِحَهُ لَتَنُوءُ بِالْعُصْبَةِ أُولِي الْقُوَّةِ إِذْ قَالَ لَهُ قَوْمُهُ لَا تَفْرَحْ إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ الْفَرِحِينَ (76)}]
[1695]
حدَّثنا سعيدٌ، قال: نا جَريرٌ
(1)
، عن منصورٍ
(2)
، عن خيثمةَ
(3)
، قال: وجدتُّ في الإنجيلِ: أن مفاتيحَ خزائنِ قارونَ كانتْ
= سعيد بن عبد الرحمن المخزومي ومحمود بن آدم المروزي وبشر بن مطر الواسطي والعباس بن يزيد البحراني؛ جميعهم (أحمد بن عبدة، وابن أبي عمر، وابن وكيع، والقاسم، وسعيد، ومحمود، وبشر، والعباس) عن سفيان بن عيينة، به. ووقع في رواية محمود بن آدم:"عن سعيد بن رافع"، قال ابن عساكر:"كذا قال، وإنما هو أبو سعيد".
وأخرجه ابن سعد في "الطبقات الكبرى"(1/ 123) عن محمد بن عمر الواقدي، عن ابن جريج وسفيان بن عيينة، عن عمرو بن دينار، عن أبي سعيد أو عن ابن عمر، به.
والواقدي متروك كما تقدم في تخريج الحديث [995].
وأخرجه النسائي في "السنن الكبرى"(11320) من طريق ابن جريج، عن عمرو بن دينار، عن أبي سعيد بن رافع، به.
وأصل الحديث في الصحيحين من حديث سعيد بن المسيب، عن أبيه: أن أبا طالب لما حضرته الوفاة دخل عليه النبي صلى الله عليه وسلم، وعنده أبو جهل، فقال:"أي عَمِّ؛ قل: لا إله إلا الله كلمة أحاج لك بها عند الله"، فقال أبو جهل وعبد الله بن أبي أمية: يا أبا طالب، ترغب عن ملة عبد المطلب؟ فلم يزالا يكلمانه حتى قال آخر شيء كلمهم به: على ملة عبد المطلب. فقال النبي صلى الله عليه وسلم: "لأستغفرن لك ما لم أنه عنه"، فنزلت:{مَا كَانَ لِلنَّبِيِّ وَالَّذِينَ آمَنُوا أَنْ يَسْتَغْفِرُوا لِلْمُشْرِكِينَ وَلَوْ كَانُوا أُولِي قُرْبَى مِنْ بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُمْ أَصْحَابُ الْجَحِيمِ (113)} [التوبة]، ونزلت:{إِنَّكَ لَا تَهْدِي مَنْ أَحْبَبْتَ وَلَكِنَّ اللَّهَ يَهْدِي مَنْ يَشَاءُ} . أخرجه البخاري (3884)، ومسلم (24).
(1)
هو: ابن عبد الحميد.
(2)
هو: ابن المعتمر.
(3)
هو: خيثمة بن عبد الرحمن، تقدم في الحديث [814] أنه ثقة.
[1695]
سنده صحيح إلى خيثمة. =
وِقْرَ
(1)
سِتِّين بغلًا غُرٍّ
(2)
مُحَجَّلةٍ، ما يزيدُ منها مفتاحٌ على إصبعٍ، لكلِّ مفتاحٍ منها كنزٌ.
= وعزاه السيوطي في "الدر المنثور"(11/ 506) للمصنِّف وابن المنذر.
وقد أخرجه ابن أبي الدنيا في "العقوبات"(234)، والدينوري في "المجالسة"(2821)؛ من طريق فضيل بن عبد الوهاب، وابن جرير في "تفسيره"(18/ 313) عن محمد بن حميد؛ كلاهما (فضيل، وابن حميد) عن جرير بن عبد الحميد، به.
وأخرجه ابن جرير في "تفسيره"(18/ 312)، وابن أبي حاتم في "تفسيره"(17083 و 17084) من طريق الأعمش، عن خيثمة، بنحوه.
(1)
الوِقْر - بالكسر -: الحِمْل الثقيل، وقيل: هو الثقل الذي يحمل على الظهر أو الرأس. وقيل: هو أعم من أن يكون ضعيفًا أو ثقيلًا. "تاج العروس"(و ق ر).
(2)
كذا في الأصل، وفي جميع مصادر التخريج:"غرًّا". وكلاهما صحيح في العربية.
أما ما في مصادر التخريج فإن: "غرًّا" نُصبت على أنها نعت و"بغلًا" بالحمل على المعنى لأنها هنا في معنى الجمع، فتكون تمييزًا للعدد "ستين".
أو تنصب على أنها حال من "ستين". و"محجلة" تابعة لها.
وأما ما وقع في الأصل فيحتمل وجوهًا كثيرة، منها: أن يخرج على أحد وجهي ما في مصادر التخريج، ويكون أصلها:"غزا" وحذفت منه ألف تنوين النصب على لغة ربيعة التي تقدم الكلام عليها في التعليق على الحديث [1279].
ومنها أن تكون مجرورة نعتًا لـ"ستين"؛ قال في "همع الهوامع": "إذا جيء بنعتٍ مفرد أو جمع تكسير جاز الحمل فيه على التمييز، وعلى العدد؛ نحو: عندي عشرون رجلًا صالحًا أو صالحٌ، وعشرون رجلًا كرامًا أو كرامٌ".
ومما جاء على نحو ما هنا: قوله تعالى: {سَخَّرَهَا عَلَيْهِمْ سَبْعَ لَيَالٍ وَثَمَانِيَةَ أَيَّامٍ حُسُومًا} [الحَاقَّة: 7] فـ"حسومًا" بالنصب نعت للعدد. وفي الآيات توجيهات أخرى.
انطر: "همع الهوامع"(2/ 349)، و "إعراب القرآن الكريم" للدرويش (8/ 45 - 46).
[1696]
حدَّثنا سعيدٌ، قال: نا إسماعيلُ بنُ سالمٍ
(1)
، عن أبي صالحٍ؛ في قولِهِ:{لَتَنُوءُ بِالْعُصْبَةِ أُولِي الْقُوَّةِ} قال: أربعون بغلًا
(2)
.
[1697]
حدَّثنا سعيدٌ، قال: نا خالدُ بنُ عبد اللهِ، عن حُصَينٍ
(3)
،
(1)
كذا جاء الحديث في الأصل من رواية سعيد بن منصور عن إسماعيل بن سالم وهو لم يسمع منه، وإنما يروي عنه في الغالب بواسطة هشيم بن بشير - وهو الأكثر - وقد يروي عنه بواسطة أبي عوانة، ففي الإسناد سقط بلا شك.
وإسماعيل بن سالم الأسدي أبو يحيى الكوفي، تقدم في الحديث [377] أنه ثقة.
[1696]
سنده فيه السقط الذي تقدم التنبيه عليه، وهو بين سعيد بن منصور وإسماعيل بن سالم، فإن تبين أن الساقط ثقة، فالإسناد صحيح إلى أبي صالح - واسمه: باذام - وهو من قوله، ولا يؤثر كونه ضعيفًا في نفسه؛ كما سبق بيانه في الحديثين [1014 و 1310].
وعزاه السيوطي في "الدر المنثور"(11/ 508) لابن أبي حاتم عن أبي صالح مولى أم هانئ، قال: العصبة سبعون رجلًا، وقال: وكانت خزانته تحمل على أربعين بغلًا.
وقد أخرجه إسحاق بن إبراهيم البستي في "تفسيره"(ق 103/ ب)، وابن جرير في "تفسيره"(18/ 313 - 314 و 315)، وفي "تاريخه"(1/ 444 - 445)، وابن أبي حاتم في "تفسيره"(17093)؛ من طريق هشيم، عن إسماعيل بن سالم، به.
وأخرجه ابن أبي حاتم في "تفسيره"(17091) من طريق أبي عوانة، عن إسماعيل بن سالم، عن أبي صالح مولى أم هانئ، قال: العصبة سبعون رجلًا.
(2)
في الأصل علامة لحق أو تصويب فوق قوله: "بغلًا"، ولم يكتب شيء في الهامش.
(3)
هو: ابن عبد الرحمن السلمي، تقدم في الحديث [56] أنه ثقة تغير حفظه في الآخر، لكن خالد بن عبد الله الواسطي - الراوي عنه هنا - هو ممن روى عنه قبل تغيره.
[1697]
سنده صحيح إلى أبي رزين. =
عن أبي رَزِينٍ
(1)
؛ في قولِهِ: {مَا إِنَّ مَفَاتِحَهُ} ؛ قال: لو كان مفتاحًا واحدًا لأهلِ الكوفةِ كان كافيًا؛ إنما يعني كُنوزَهُ.
[1698]
حدَّثنا سعيدٌ، قال: نا سُفيانُ، عن ابنِ أبي نَجيحٍ؛ في قولِهِ:{إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ الْفَرِحِينَ} قال: البَذِخِينَ، الأَشِرِينَ، البَطِرِينَ.
= وقد أخرجه ابن أبي حاتم في "تفسيره"(17088) من طريق مسدد، عن خالد بن عبد الله، به. وذكره الأزهري في "تهذيب اللغة"(4/ 258) تعليقًا عن أبي عوانة، عن حصين، به.
وأخرجه ابن أبي حاتم أيضًا (17086) من طريق حصين بن نمير، عن حصين، قال: سألت أبا رزين عن قوله: {مَا إِنَّ مَفَاتِحَهُ} ؟ قال: خزائنه.
(1)
هو: مسعود بن مالك الأسدي، تقدم في الحديث [504] أنه ثقة.
[1698]
سنده صحيح، وقد جاء في مصادر التخريج من غير طريق سفيان بن عيينة: عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد، قوله، وهو صحيح عنه.
فقد أخرجه ابن جرير في "تفسيره"(18/ 325 - 321) من طريق عيسى بن ميمون، وابن جرير أيضًا (18/ 321)، وابن أبي حاتم في "تفسيره"(17102)؛ من طريق ورقاء بن عمر، كلاهما (عيسى، وورقاء) عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد.
وهو في "تفسير مجاهد"(1251) من طريق ورقاء، عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد.
وأخرجه ابن أبي الدنيا في "الهم والحزن"(157)، وابن جرير في "تفسيره"(18/ 302)، وابن عدي في "الكامل"(2/ 118)، من طريق جابر بن يزيد الجعفي، والبستي في "تفسيره"(ق 103/ ب)، وابن جرير في "تفسيره"(18/ 321)؛ من طريق ابن جريج، وابن جرير (18/ 320) من طريق القاسم بن أبي بزة، جميعهم (جابر الجعفي، وابن جريج، والقاسم) عن مجاهد، نحوه.
[1699]
حدَّثنا سعيدٌ، قال: نا هُشَيمٌ، عن مُخبِرٍ - يظنُّه أبا بشرٍ
(1)
- عن مُجاهدٍ؛ في قولِهِ عز وجل: {وَلَا تَنْسَ نَصِيبَكَ مِنَ الدُّنْيَا} قال: أن تعملَ لنفسِكَ في دنياك لآخرتِكَ.
(1)
هو: جعفر بن إياس، تقدم في الحديث [121] أنه ثقة، لكن روايته عن مجاهد ضعيفة؛ لأنه لم يسمع منه.
[1699]
سنده ضعيف؛ لشك هشيم فيمن حدثه عن مجاهد، ولم نجد من روى هذا الأثر عن أبي بشر، عن مجاهد، ومع ذلك فرواية أبي بشر عن مجاهد ضعيفة، لكن الأثر صحيح عن مجاهد كما سيأتي.
وعزاه السيوطي في "الدر المنثور"(11/ 510) لعبد الرزاق والفريابي وعبد بن حميد وابن المنذر وابن أبي حاتم.
وقد أخرجه البيهقي في "الزهد الكبير"(704) من طريق قتيبة بن سعيد، عن هشيم، عن رجل، عن مجاهد.
وأخرجه إسحاق بن إبراهيم البستي في "تفسيره"(ق 104/ أ) من طريق سفيان بن عيينة، عن بعضهم، عن مجاهد، به بمعناه.
وأخرجه عبد الله بن المبارك في "الزهد"(1569)، وعبد الرزاق في "تفسيره"(2/ 93)، وأحمد في "الزهد"(ص 452)، وابن جرير في "تفسيره"(18/ 323)، وابن أبي حاتم في "تفسيره"(17109)؛ من طريق ابن أبي نجيح، وإسحاق بن إبراهيم البستي في "تفسيره"(ق 103/ ب)، وابن جرير (18/ 323)؛ من طريق ابن جريج، وابن أبي حاتم (17110)، وابن المقرئ في "معجمه"(474)، والخطيب في "اقتضاء العلم العمل"(163)؛ من طريق منصور بن المعتمر؛ جميعهم (ابن أبي نجيح، وابن جريج، ومنصور) عن مجاهد، به بمعناه.
وهو في "تفسير مجاهد"(1252) من طريق ابن أبي نجيح، عن مجاهد.
وسنده صحيح.
[قولُهُ تعالى: {فَخَرَجَ عَلَى قَوْمِهِ فِي زِينَتِهِ قَالَ الَّذِينَ يُرِيدُونَ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا يَالَيْتَ لَنَا مِثْلَ مَا أُوتِيَ قَارُونُ إِنَّهُ لَذُو حَظٍّ عَظِيمٍ (79)}]
[1700]
حدَّثنا سعيدٌ، قال: سمعتُ سُفْيانَ يقولُ: {لَذُو حَظٍّ عَظِيمٍ} ؛ قال: جَدٍّ عظيمٍ.
[1701]
قال
(1)
: نا عبدُ الرَّحمنِ بنُ زيادٍ
(2)
، عن شُعبةَ، عن سِماكِ بنِ حربٍ
(3)
، قال: سمعتُ إبراهيمَ النَّخَعيِّ يقولُ: {فَخَرَجَ عَلَى قَوْمِهِ فِي زِينَتِهِ} ؛ قال: في ثِيابٍ حُمْرٍ.
[1700] سنده صحيح.
(1)
أي: سعيد بن منصور، وقدَّمنا هذا الحديث على الحديث الذي بعده مراعاة لترتيب الآيات.
(2)
هو: الرصاصي، تقدم في الحديث [6] أنه صدوق.
(3)
تقدم في الحديث [1011] أنه صدوق، وروايته عن عكرمة خاصة مضطربة، وقد تغير في آخر عمره فكان ربما تلقن، إلا ما كان من رواية من سمع منه قديمًا، كشعبة وسفيان الثوري، فحديثهم عنه صحيح مستقيم.
[1704]
الأثر حسن عن إبراهيم، فالرصاصي قد توبع كما سيأتي، لكن إبراهيم لم يذكر عمَّن أخذه!!
وعزاه السيوطي في "الدر المنثور"(11/ 512) للمصنِّف وعبد بن حميد وابن المنذر.
وقد أخرجه ابن جرير في "تفسيره"(18/ 329) من طريق عبد الرحمن بن مهدي، و (18/ 329 و 330) من طريق محمد بن جعفر غندر؛ كلاهما عن شعبة، به.
وأخرجه إسحاق بن إبراهيم البستي في "تفسيره"(ق 104/ أ) من طريق سفيان الثوري، عن سماك بن حرب، به.
[قولُهُ تعالى: {إِنَّ الَّذِي فَرَضَ عَلَيْكَ الْقُرْآنَ لَرَادُّكَ إِلَى مَعَادٍ قُلْ رَبِّي أَعْلَمُ مَنْ جَاءَ بِالْهُدَى وَمَنْ هُوَ فِي ضَلَالٍ مُبِينٍ (85)}]
[1702]
حدَّثنا سعيدٌ، قال: نا عَتّابُ بنُ بَشيرٍ
(1)
، عن خُصَيفٍ
(2)
،
(1)
تقدم في الحديث [254] أنه لا بأس به، إلا في روايته عن خصيف، فإنها منكرة.
(2)
هو: ابن عبد الرحمن الجزري، تقدم في الحديث [204] أنه صدوق سيئ الحفظ.
[1702]
سنده ضعيف؛ لما تقدم عن رواية عتاب عن خصيف، ولم نجد من رواه بهذا اللفظ، ولكن صح عن ابن عباس - كما سيأتي - بلفظة "إلى مكة"، وانظر التعليق على آخر الحديث.
وعزاه السيوطي في "الدر المنثور"(11/ 523) للمصنّف وابن المنذر وابن أبي حاتم وابن مردويه عن ابن عبَّاس: {لَرَادُّكَ إِلَى مَعَادٍ} ؛ قال: إلى معدنك من الجنة.
وعزاه في (11/ 522) لابن أبي شيبة وعبد بن حميد والبخاري والنسائي وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم وابن مردويه والبيهقي في "الدلائل" عن ابن عبَّاس؛ في قوله: {لَرَادُّكَ إِلَى مَعَادٍ} ؛ قال: إلى مكة.
وقد أخرجه ابن جرير في "تفسيره"(18/ 346) عن إسحاق بن إبراهيم بن حبيب بن الشهيد، عن عتاب بن بشير، به، بلفظ: إلى معدنك من الجنة.
وأخرجه ابن أبي حاتم في "تفسيره"(17203)، والطبراني في "المعجم الكبير"(11/ رقم 12032)؛ من طريق محمد بن سلمة الحراني، عن خصيف، به، بلفظ ابن جرير السابق.
وأخرجه البخاري (4773)، والنسائي في "السنن الكبرى"(11322)، وابن جرير في "تفسيره"(18/ 350)، والبيهقي في "دلائل النبوة"(2/ 520 - 521)؛ من طريق يعلى بن عبيد، عن سفيان العُصْفُري، عن عكرمة، عن ابن عبَّاس؛ قال: إلى مكة.
وأخرجه ابن أبي حاتم في "تفسيره"(17200) من طريق الحكم بن أبان، عن عكرمة، عن ابن عبَّاس؛ قال: إلى يوم القيامة. =
عن عِكْرمةَ، عن ابنِ عبَّاسٍ؛ في قولِهِ عز وجل:{لَرَادُّكَ إِلَى مَعَادٍ} :
= وأخرجه ابن جرير في "تفسيره"(18/ 348 - 349)، وابن أبي حاتم في "تفسيره"(17199)؛ من طريق محمد بن عبد الله أبي أحمد الزبيري، عن سفيان الثوري، عن الأعمش، عن سعيد بن جبير، عن ابن عبَّاس؛ قال: إلى الموت.
وأخرجه ابن جرير (18/ 346) عن سفيان بن وكيع، عن عبد الرحمن بن مهدي، عن سفيان الثوري، عن الأعمش، عن رجل، عن سعيد بن جبير، عن ابن عبَّاس؛ قال: إلى الجنة.
وأخرجه ابن جرير (18/ 349) عن محمد بن بشار، عن عبد الرحمن بن مهدي، عن الثوري، عن الأعمش، عن رجل، عن سعيد بن جبير؛ قال: إلى الموت. ولم يذكر ابن عبَّاس.
وأخرجه ابن جرير (18/ 349) من طريق يحيى بن اليمان، عن الثوري، عن الأعمش، عن سعيد بن جبير؛ قال: إلى الموت. ولم يذكر ابن عبَّاس.
وأخرجه ابن جرير (18/ 349)، والطبراني في "المعجم الكبير"(11/ رقم 12268)، والخطيب في "تاريخ بغداد"(7/ 192)؛ من طريق جابر بن يزيد الجعفي، عن عدي بن ثابت، عن سعيد بن جبير، عن ابن عبَّاس؛ قال: إلى الموت أو إلى مكة.
وأخرجه ابن جرير (18/ 350) من طريق عطية بن سعد العوفي، عن ابن عبَّاس؛ قال: إلى مكة.
وأخرجه ابن جرير (18/ 349) من طريق سفيان الثوري، عن إسماعيل بن عبد الرحمن السدي، عن رجل، عن ابن عبَّاس؛ قال: إلى الموت.
وأخرجه ابن أبي حاتم في "تفسيره"(17198) عن علي بن الحسين، عن المقدسي، عن رجل سماه، عن السدي، عن أبي صالح باذام، عن ابن عبَّاس؟ قال: لرادك إلى الجنة، ثم سائلك عن القرآن.
وأخرجه عبد الرزاق في "تفسيره"(2/ 94) عن معمر، عن قتادة؛ في قوله تعالى:{لَرَادُّكَ إِلَى مَعَادٍ} ؛ قال: هذا مما كان يكتم ابن عباس.
الرَّحْلُ الذي تكونُ فيه
(1)
.
* * * * *
(1)
كذا جاء لفظ هذا الأثرُ عند المصنِّف، ولم نجدْ من رواه بهذا اللفظِ عن ابن عَبَّاس أو غيره، لكنْ معناه: لرادُّكَ إلى الرَّحْلِ الذي كنتَ فيه؛ إشارةً إلى بلدِهِ ومكانِ مولده، وهي مَكَّةُ، وهذه بشارةٌ للنبيِّ عليه الصلاة والسلام؛ قال أبو جعفر النَّحَّاس في "معاني القرآن" (5/ 207):"رجَعَ فلانٌ إلى مَعَادِهِ، أي: بيتِهِ"؛ فرجوعُ المسافرِ إلى معادِهِ، هو رجوعُهُ إلى رَحْلِهِ.
ويشهد لهذا: ما جاء في "تفسير السمعاني"(4/ 162)، وغيرِهِ؛ قال السمعانيُّ:"وقوله: {لَرَادُّكَ إِلَى مَعَادٍ}، الأكثرونَ على أنَّ المراد منه: إلى مَكَّةَ، وقالوا: هذه الآيةُ نزلَتْ على رسولِ الله وهو بالجُحْفَةِ، والجحفةُ منزلٌ مِنَ المنازلِ بين مكةَ والمدينة؛ فالآية ليستْ بمكيَّة ولا مدنيَّة، وفي بعض التفاسير: "أنَّ النبيَّ لما هاجَرَ مِنْ مكة إلى المدينة، سار في غيرِ الطريقِ خوفًا من الطلبِ، ثُمَّ إنَّه لما أَمِنَ، عاد إلى الطريق، فوصَلَ إلى الجحفة، ورأى الطريقَ الشَّارعَ إلى مكة؛ فاشتاقَ إليها؛ فجاءَ جبريلُ عليه السلام فقال: إنَّ ربَّك يقول: وتشتاقُ إلى مكةَ وتَحِنُّ إليها؛ قال: نعم؛ إنها أرضى ومَوْلِدِي؛ فقال: إنَّ ربَّكَ يقولُ: {إِنَّ الَّذِي فَرَضَ عَلَيْكَ الْقُرْآنَ لَرَادُّكَ إِلَى مَعَادٍ} ، يعني: رادُّكَ إلى مكةَ ظاهرًا على أهلها". وانظر: "تفسير ابن أبي زمنين" (2/ 17).
وانظر وجه الجمع بين الأقوال الواردة عن ابن عباس رضي الله عنه وغيره، في "تفسير ابن كثير"(6/ 260 - 261).