المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌تفسير سورة الأحقاف - سنن سعيد بن منصور - تكملة التفسير - ط الألوكة - جـ ٧

[سعيد بن منصور]

فهرس الكتاب

- ‌تَفسيرُ سُورَةِ القَصَصِ

- ‌تَفسيرُ سُورةِ العَنكَبُوتِ

- ‌تَفسيرُ سُورةِ الرُّومِ

- ‌تَفسيرُ سُورَةِ لُقْمانَ

- ‌تَفسيرُ سُورةِ السَّجْدَةِ

- ‌تَفسيرُ سُورةِ الأَحْزابِ

- ‌تَفسيرُ سُورةِ سَبَأٍ

- ‌تَفسيرُ سُورةِ المَلائِكةِ

- ‌تَفسيرُ سُورَة يس

- ‌تَفسيرُ سُورةِ الصَّافَّاتِ

- ‌تَفسيرُ سُورةِ ص

- ‌تَفسيرُ سُورةِ الزُّمَرِ

- ‌تَفسيرُ سُورةِ المُؤمِنِ

- ‌تَفسيرُ سُورةِ {حم} السَّجدَةِ

- ‌تَفسيرُ سُورةِ {حم (1) عسق (2)}

- ‌تَفسيرُ سُورةِ الزُّخرُفِ

- ‌تَفسيرُ سُورةِ {حمَ} الدُّخَانِ

- ‌تَفسيرُ سُورةِ الجاثِيَةِ

- ‌تَفسيرُ سُورَةِ الأَحْقَافِ

- ‌تَفسيرُ سُورةِ مُحمَّدٍ صلى الله عليه وسلم

- ‌تَفسيرُ سُورةِ الفَتْحِ

- ‌تَفسيرُ سُورةِ الحُجُرَاتِ

- ‌تَفسيرُ سُورةِ {ق}

- ‌تَفسيرُ سُورةِ {وَالذَّارِيَاتِ}

- ‌تَفسيرُ سُورةِ الطُّورِ

- ‌تَفسيرُ سُورةِ {وَالنَّجْمِ}

- ‌تَفسيرُ سُورةِ {اقْتَرَبَتِ السَّاعَةُ}

- ‌تَفسيرُ سُورةِ الرَّحمنِ

الفصل: ‌تفسير سورة الأحقاف

‌تَفسيرُ سُورَةِ الأَحْقَافِ

[قولُهُ تعالى: {قُلْ أَرَأَيْتُمْ مَا تَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ أَرُونِي مَاذَا خَلَقُوا مِنَ الْأَرْضِ أَمْ لَهُمْ شِرْكٌ فِي السَّمَاوَاتِ ائْتُونِي بِكِتَابٍ مِنْ قَبْلِ هَذَا أَوْ أَثَارَةٍ مِنْ عِلْمٍ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ (4)}]

[1972]

حدَّثنا سعيدٌ، قال: نا سُفْيانُ، عن صفوانَ بنِ سُليمٍ

(1)

، عن عَطاءِ بنِ يَسارٍ؛ قال: سُئل رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم عن الخَطِّ؟ فقال: "عَلِمَهُ نَبِيٌّ، وَمَنْ وَافَقَهُ عَلِمَ".

(1)

هو: صفوان بن سليم المدني، أبو عبد الله، وقيل: أبو الحارث، القرشي، الزهري، الفقيه، ثقة، وثقه سفيان بن عيينة وابن سعد وابن معين وأحمد ويعقوب بن شيبة والعجلي وأبو حاتم الرازي والنسائي، وغيرهم، وقال يحيى القطان:"صفوان بن سليم أحب إليَّ من زيد بن أسلم".

انظر: "التاريخ الكبير"(4/ 307)، و "الجرح والتعديل"(4/ 423)، و "الثقات" لابن حبان (6/ 468)، و "تهذيب الكمال"(13/ 184).

[1972]

رواية عطاء بن يسار هذه مرسلة، والصواب فيها: أنها من روايته عن معاوية بن الحكم السلمي، وهي صحيحة مُخرَّجة في "صحيح مسلم" كما سيأتي.

والأثر عن ابن عباس صحيح، وروي عنه مرفوعًا، كما سيأتي.

وعزاه السيوطي في "الدر المنثور"(13/ 311) للمصنِّف.

وقد أخرجه عبد الرزاق في "تفسيره"(2/ 215) عن ابن عيينة، به.

وأخرجه إسحاق بن إبراهيم البستي في "تفسيره"(ق 190/ أ) عن ابن أبي عمر العدني، عن سفيان بن عيينة، به، إلا أنه لم يذكر ابن عباس، وجعله من قول أبي سلمة.

وقد اختلف على عطاء: فرواه صفوان بن سليم عنه مرسلًا كما هنا، وخالفه هلال بن أبي ميمون، فرواه عن عطاء، عن معاوية بن الحكم السلمي موصولًا، فذكر حديثًا طويلًا، وفيه: أنه سأل رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: قلت: ومنا رجال يخطّون؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "كان نبي من الأنبياء يخط، فمن وافق خطه فذاك". أخرجه أحمد (5/ 447 و 448 رقم 23762 و 23765 - 23767)، ومسلم (537) وغيرهما. =

ص: 333

فقال صفوانُ: فحدَّثْتُ به أبا سلمةَ بنَ عبدِ الرَّحمنِ، فقال: سألتُ

= ورواه سفيان الثوري، عن صفوان، واختلف عليه: فأخرجه الثوري في "تفسيره"(891 و 892) عن صفوان، عن عطاء بن يسار، قوله، ولم يرفعه، وعن صفوان، عن أبي سلمة، قوله، ولم يذكر ابن عباس.

وأخرجه ابن جرير في "تفسيره"(21/ 113)، والقطيعي في "جزء الألف دينار"(271)؛ من طريق أبي عاصم الضحاك بن مخلد، وابن المقرئ في "معجمه"(246) من طريق أبي همام محمد بن محبب، والأزهري في "تهذيب اللغة"(15/ 119) من طريق أبي نعيم الفضل بن دكين، والحاكم في "المستدرك"(2/ 454) من طريق محمد بن كثير العبدي، والخطيب في "تاريخ بغداد"(5/ 583 - 584) من طريق أبي حذيفة موسى بن مسعود النهدي؛ جميعهم (أبو عاصم، وأبو همام، وأبو نعيم، ومحمد بن كثير، وأبو حذيفة) عن سفيان الثوري، عن صفوان بن سليم، عن أبي سلمة، عن ابن عباس، قوله، ولم يذكروا رواية عطاء بن يسار.

ووقع عند القطيعي: "ولا أعلمه إلا يرفعه عن النبي صلى الله عليه وسلم".

وأخرجه أحمد (1/ 226 رقم 1992)، والنحاس في "معاني القرآن"(6/ 439)، وابن شاهين في "الأفراد"(50)، والخطابي في "غريب الحديث"(1/ 648)، والثعلبي في "تفسيره"(9/ 5 - 6)، والخطيب في "موضح أوهام الجمع والتفريق"(2/ 114)، وابن عساكر في "تاريخ دمشق"(51/ 30)؛ من طريق يحيى بن سعيد القطان، عن سفيان الثوري، عن صفوان، عن أبي سلمة، عن ابن عباس، عن النبي صلى الله عليه وسلم؛ في قوله تعالى:{أَوْ أَثَارَةٍ مِنْ عِلْمٍ} ؛ قال: "الخط". ووقع عند أحمد: قال سفيان: لا أعلمه إلا عن النبي صلى الله عليه وسلم. ووقع نحوه عند الثعلبي.

قال ابن شاهين: "وهذا حديث غريب من حديث الثوري عن صفوان بن سليم، لا أعلم جوَّده وأسنده عن الثوري إلا يحيى القطان، ورواه الناس عن الثوري: أبو عاصم وغيره، فأوقفوه على ابن عباس رضي الله عنه.

ورواه سعيد بن أبي أيوب عن صفوان بن سليم، عن أبي سلمة، عن ابن عباس، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه سئل عن الخط؟ فقال:"هو أثارة من علم".

ورواية سعيد بن أبي أيوب عن صفوان سيأتي تخريجها.

وأخرجه أحمد (2/ 394 رقم 9117) عن أبي أحمد محمد بن عبد الله الزبيري، والبزار (8656) من طريق عبيد الله بن موسى، والعقيلي في "الضعفاء" =

ص: 334

ابنَ عبَّاسٍ؟ فقال: هو أثارةٌ مِن عِلْمٍ.

= (2/ 292) من طريق قبيصة بن عقبة؛ جميعهم (أبو أحمد، وعبيد الله، وقبيصة) عن سفيان الثوري، عن عبد الله بن أبي لبيد، عن أبي سلمة، عن أبي هريرة، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:"كان نبي من الأنبياء يخط، فمن وافق علمه فهو علمه".

قال العقيلي: "ورواه معاوية بن هشام، ومحمد بن عبد الوهاب، وأبو أحمد الزبيري؛ عن سفيان، عن ابن أبى لبيد، هكذا. ورواه أبو همام الدلال، عن سفيان، عن صفوان بن سليم، عن عطاء بن يسار، عن ابن عباس، عن النبي صلى الله عليه وسلم؛ نحو هذا. ورواه الفريابي، عن سفيان، عن صفوان، عن عطاء، عن النبي صلى الله عليه وسلم؛ مرسلًا. ورواه يحيى القطان، عن سفيان بن [كذا، والصواب: عن] صفوان، عن أبي سلمة بن عبد الرحمن، عن ابن عباس، عن النبي صلى الله عليه وسلم؛ {أَوْ أَثَارَةٍ مِنْ عِلْمٍ}؛ قال: "الخط". وقد قال فيه بعضهم عن يحيى: قال سفيان: وأحسبه عن النبي صلى الله عليه وسلم. ورواه الفريابي ومحمد بن عبد الوهاب القناد، وأبو نعيم؛ عن سفيان، عن صفوان، عن أبي سلمة، عن ابن عباس، موقوفًا".

وأخرجه الطبراني في "الكبير"(10/ رقم 10725)، وفي "الأوسط"(269)، وابن شاهين في "الأفراد"(51)؛ من طريق روح بن صلاح المصري، عن سعيد بن أبي أيوب، عن صفوان بن سليم، عن أبي سلمة، عن ابن عباس، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، سُئل عن الخط؟ فقال:"هو أثارة من علم".

وروح بن صلاح ضعفه ابن عدي والدارقطني، وقال ابن يونس:"رُويت عنه مناكير". ووثقه الحاكم، وذكره ابن حبان في "الثقات".

انظر: "الثقات" لابن حبان (8/ 244)، و "الكامل" لابن عدي (3/ 146)، و "المؤتلف والمختلف " للدارقطني (3/ 1377)، و "سؤالات السجزي للحاكم"(ص 98 رقم 68)، و "ميزان الاعتدال"(2/ 58)، و "لسان الميزان"(3/ 480).

وأخرجه الطبراني في "الأوسط"(472)، والحاكم في "المستدرك"(2/ 454)، والخطيب في "الجامع لأخلاق الراوي"(531)؛ من طريق عمرو بن الأزهر البصري، عن عبد الله بن عون، عن الشعبي، عن ابن عباس؛ في قوله تعالى:{أَوْ أَثَارَةٍ مِنْ عِلْمٍ} ؛ قال: جودة الخط.

وعمرو بن الأزهر قال فيه ابن معين: "كان كذَّابًا ضعيفًا"، وقال أحمد:"كان يضع الحديث"، وقال البخاري:"يُرمَى بالكذب"، وقال النسائي وغيره:"متروك". انظر: "لسان الميزان"(6/ 187 - 188). =

ص: 335

[قولُهُ تعالى: {قُلْ أَرَأَيْتُمْ إِنْ كَانَ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ وَكَفَرْتُمْ بِهِ وَشَهِدَ شَاهِدٌ مِنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ عَلَى مِثْلِهِ فَآمَنَ وَاسْتَكْبَرْتُمْ إِنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ (10)}].

[1973]

حدَّثنا سعيدٌ، قال: نا خالدُ بنُ عبدِ اللهِ، عن حُصَينٍ

(1)

، عن هلالِ بنِ يِسافٍ

(2)

؛ في قولِهِ عز وجل: {وَشَهِدَ شَاهِدٌ مِنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ عَلَى مِثْلِهِ} ؛ قال: هو عبدُ اللّهِ بنُ سلَامٍ.

[1974]

حدَّثنا سعيدٌ، قال: نا إسماعيلُ بنُ إبراهيمَ

(3)

، قال: نا داودُ

(4)

، عن الشَّعْبيِّ، عن مسروقٍ؛ في قولِهِ عز وجل:{وَشَهِدَ شَاهِدٌ مِنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ عَلَى مِثْلِهِ} ؛ قال: موسى مثلُ محمَّدٍ صلى الله عليه وسلم، والتوراةُ مثلُ القرآنِ، فآمن هذا بكتابِهِ ونبيِّهِ، وكفرتُم أنتم يا أهلَ مكةَ.

= وأخرجه ابن جرير في "تفسيره"(21/ 115) من طريق عطية بن سعد العوفي، عن ابن عباس:{أَوْ أَثَارَةٍ مِنْ عِلْمٍ} ؛ يقول: بينة من الأمر. وعطية العوفي تقدم في تخريج الحديث [454] أنه ضعيف، والإسناد إليه مسلسل بالضعفاء.

(1)

هو: ابن عبد الرحمن السلمي، تقدم في الحديث [56] أنه ثقة، تغيَّر حفظه في الآخر، لكن خالد بن عبد الله الواسطي - الراوي عنه هنا - هو ممن روى عنه قبل تغيره.

(2)

تقدم في الحديث [56] أنه ثقة.

[1973]

سنده صحيح، لكن لم يذكر هلال عمَّن أخذ هذا التفسير.

(3)

هو: ابن عُلَيَّة، تقدم في الحديث [59] أنه ثقة ثبت.

(4)

هو: ابن أبي هند القشيري، تقدم في الحديث [63] أنه ثقة.

[1974]

سنده صحيح.

وعزاه السيوطي في "الدر المنثور"(13/ 321) للمصنِّف وابن جرير وابن المنذر.

وقد أخرجه ابن جرير في "تفسيره"(21/ 126) عن يعقوب بن إبراهيم الدورقي، عن ابن عُلَيَّة، به.

وأخرجه ابن جرير (21/ 125) من طريق عبد الوهاب بن عبد المجيد الثقفي =

ص: 336

[قولُهُ تعالى: {وَوَصَّيْنَا الْإِنْسَانَ بِوَالِدَيْهِ إِحْسَانًا حَمَلَتْهُ أُمُّهُ كُرْهًا وَوَضَعَتْهُ كُرْهًا وَحَمْلُهُ وَفِصَالُهُ ثَلَاثُونَ شَهْرًا حَتَّى إِذَا بَلَغَ أَشُدَّهُ وَبَلَغَ أَرْبَعِينَ سَنَةً قَالَ رَبِّ أَوْزِعْنِي أَنْ أَشْكُرَ نِعْمَتَكَ الَّتِي أَنْعَمْتَ عَلَيَّ وَعَلَى وَالِدَيَّ وَأَنْ أَعْمَلَ صَالِحًا تَرْضَاهُ وَأَصْلِحْ لِي فِي ذُرِّيَّتِي إِنِّي تُبْتُ إِلَيْكَ وَإِنِّي مِنَ الْمُسْلِمِينَ (15)}]

[1975]

حدَّثنا سعيدٌ، قال: نا هُشَيمٌ، قال: نا داودُ بنُ أبي هندٍ، عن عِكْرمةَ، عن ابنِ عبَّاسٍ؛ أنه كان يقولُ: إذا ولدَتِ المرأةُ لتسعةِ

= وعبد الأعلى بن عبد الأعلى، وعبد الله بن إدريس؛ عن داود بن أبي هند، به، نحوه.

[1975]

سنده صحيح، وصحَّح إسناده الحافظ ابن حجر في "فتح الباري" (9/ 505) فقال:"أخرجه الطبري أيضًا بسند صحيح، إلا أنه اختلف في وصله أو وقفه على عكرمة".

وعزاه السيوطي في "الدر المنثور"(3/ 7) للمصنِّف وابن جوير وابن المنذر والحاكم والبيهقي في "سننه"، وعزاه في (13/ 324 - 325) للمصنِّف وعبد بن حميد وابن أبي حاتم.

وقد أخرجه البيهقي (7/ 442 و 462 - 463) من طريق المصنِّف.

وأخرجه ابن جرير في "تفسيره"(4/ 201) من طريق عبد الوهاب بن عبد المجيد الثقفي، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار"(7/ 291)، وابن أبي حاتم في "تفسيره" - كما في "تفسير ابن كثير"(13/ 15) - من طريق علي بن مسهر، والطحاوي (7/ 292)، والحاكم في "المستدرك"(2/ 285)، من طريق حفص بن غياث؛ جميعهم (عبد الوهاب، وعلي، وحفص) عن داود بن أبي هند، به.

وأخرجه ابن جرير في "تفسيره"(4/ 202) عن محمد بن المثنى، عن عبد الأعلى بن عبد الأعلى، عن داود بن أبي هند، عن عكرمة، قوله، ولم يذكر ابن عبَّاس.

وعبد الأعلى وإن كان ثقة - كما في "التقريب" - إلا أن هشيم بن بشير وعبد الوهاب الثقفي وابن مسهر وحفص بن غياث قد خالفوه فذكروا ابن عباس في إسناده كما تقدم، وروايتهم مقدمة على روايته.

ص: 337

أشهرٍ كفاها من الرِّضاعِ أحدٌ وعشرين (*) شهرًا، وإذا وضعَت [لِسَبْعةِ]

(1)

أشهرٍ كفاها من الرِّضاع ثلاثةٌ وعشرين (*) شهرًا، وإذا وضعَت لستةِ أشهرٍ كفاها من الرِّضاع أربعةٌ وعشرين (*) شهرًا؛ كما قال اللهُ.

[1976]

حدَّثنا سعيدٌ، قال: نا داودُ بنُ عبدِ الرحمنِ

(2)

، عن ابنِ جُريجٍ، عن جميلةَ بنتِ سعدٍ، عن عائشةَ رضي الله عنهما؛ قالت: ما تزيدُ المرأةُ في الحملِ على سنتينِ، ولا بقدرِ ما يتحولُ ظِلُّ عُودِ المِغْزَلِ.

(*) كذا في الأصل بإثبات الياء في "عشرين"، وكذا وقع عند البيهقي في الموضع الأول، والجادة:"عشرون" كما في الموضع الثاني من "سنن البيهقي". وما في الأصل يوجَّه على لغة لبعض العرب في جمعِ المذكرِ السالمِ والملحق به؛ يلزمونه الياء، ويعربونه بحركات ظاهرة على النون؛ أي:"أحدٌ وعشرينٌ"، وقد تقدم ذكرها في التعليق على نحوه في الحديث [1825].

(1)

في الأصل: "لستة"، والمثبت من "سنن البيهقي الكبرى" ومن مصادر التخريج، وهو ما يقتضيه السياق.

(2)

تقدم في الحديث [396] أنه ثقة.

[1976]

سنده ضعيف؛ لأن ابن جريج مدلس، ولم يصرح بالسماع من جميلة.

وتقدم عند المصنِّف برقم [2077/ الأعظمي] سندًا ومتنًا.

وعزاه السيوطي في "الدر المنثور"(8/ 378) لابن جرير.

وقد أخرجه البيهقي (7/ 443)؛ من طريق المصنِّف، وعلَّقه ابن حزم في "المحلى"(10/ 316) عن المصنِّف.

وأخرجه ابن جرير في "تفسيره"(13/ 450)، والدارقطني في "سننه"(3/ 322)؛ من طريق ابن المبارك، والدارقطني (3/ 321) من طريق داود بن عمرو؛ كلاهما (ابن المبارك، وداود) عن داود بن عبد الرحمن العطار، به.

وأخرجه يعقوب بن شيبة في "مسند علي" - كما في "سير أعلام النبلاء"(6/ 319 - 318) - والدارقطني في "سننه"(3/ 322)؛ من طريق الوليد بن مسلم، قال: قلت لمالك: إني حُدِّثت عن عائشة رضي الله عنهما أنها قالت: لا تحمل المرأة لمحوق سنتين قدر ظل مغزل. فقال: مَنْ يقول هذا؟ هذه امرأة ابن عجلان جارتنا - امرأة صدق - ولدت ثلاث أولاد في ثنتي عشرة سنة، تحمل أربع سنين قبل أن تلد.

ص: 338

[1977]

حدَّثنا سعيدٌ، قال: نا إسماعيلُ بنُ عياشٍ

(1)

، عن عبدِ اللهِ بنِ عثمانَ بنِ خُثيمٍ

(2)

، عن مجاهدٍ، عن ابن عبَّاسٍ؛ في

(1)

تقدم في الحديث [9] أنه صدوق في روايته عن أهل بلده، مخلِّط في غيرهم، وهذا الحديث من روايته عن غير أهل بلده، فعبدالله بن عثمان بن خثيم مكي كما تقدم في الحديث [396]، وإسماعيل بن عياش حمصي.

(2)

تقدم في الحديث [396] أنه صدوق.

[1977]

سنده فيه إسماعيل بن عياش، وتقدم بيان حاله، ولكنه لم ينفرد به، فالأثر صحيح عن ابن عباس كما سيأتي.

وعزاه السيوطي في "الدر المنثور"(11/ 435) لعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم وأبي الشيخ والمحاملي في "أماليه".

وقد أخرجه الثوري في "تفسيره"(789) عن عبد الله بن عثمان بن خثيم، عن مجاهد، عن ابن عباس {أَوَلَمْ نُعَمِّرْكُمْ مَا يَتَذَكَّرُ فِيهِ مَنْ تَذَكَّر} قال: العمر الذي أعذر الله فيه إلى أهله: ستون سنة.

وسنده صحيح.

وأخرجه عبد الرزاق في "تفسيره"(2/ 138) عن الثوري ومعمر، عن ابن خثيم، به، باللفظ السابق.

وأخرجه عبد الرزاق في "تفسيره"(2/ 88) عن معمر، عن ابن خثيم، عن مجاهد، قال: استوى: أربعين سنة. ولم يذكر ابن عباس.

وأخرجه إسحاق بن إبراهيم البستي في "تفسيره"(ق 188/ أ)، والثعلبي في "تفسيره"(7/ 239)، والشجري في "أماليه"(2/ 243)، من طريق يحيى بن سليم، وابن جرير في "تفسيره"(13/ 67) و (19/ 384) من طريق بشر بن المفضل، وابن جرير أيضًا (19/ 385) و (21/ 139)، وابن أبي حاتم في "تفسيره"(8086 و 16744)، ومحمد بن القاسم الأنباري في "الأضداد"(ص 224)، من طريق عبد الله بن إدريس، وابن منده في "التوحيد"(104) من طريق وهيب بن خالد، جميعهم (يحيى، وبشر، وابن إدريس، ووهيب) عن ابن خثيم، به، إلا أنه وقع عند الثعلبي:"عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس". وفي رواية بشر بن المفضل: العمر الذي أعذر الله إلى ابن آدم: أربعون سنة.

وأخرجه ابن أبي حاتم في "تفسيره"(6241) تعليقًا، والطبراني في "المعجم الأوسط"(6829)، من طريق صدقة بن يزيد، عن ابن خثيم، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس؛ {حَتَّى إِذَا بَلَغَ أَشُدَّهُ}؛ قال: ثلاث وثلاثون، وهو =

ص: 339

قولِهِ عز وجل: {حَتَّى إِذَا بَلَغَ أَشُدَّهُ} ؛ قال: ثلاثً وثلاثين

(1)

سنةً؛

= الذي رُفِع عليه عيسى بن مريم عليه السلام.

وأخرجه الخطيب في "الجامع لأخلاق الراوي"(723) من طريق عثمان بن الأسود، عن مجاهد، عن ابن عباس؛ قرأ:{حَتَّى إِذَا بَلَغَ أَشُدَّهُ} ؛ قال: ثلاث وثلاثون، {وَاسْتَوَى} [القَصَص: 14]؛ قال: أربعون سنة.

ورواه ابن جريج، عن مجاهد، واختلف عليه: فأخرجه ابن جرير في "تفسيره"(18/ 181) من طريق سفيان الثوري، عن ابن جريج، عن مجاهد، عن ابن عباس؛ {وَلَمَّا بَلَغَ أَشُدَّهُ}؛ قال: بضعًا وثلاثين سنة.

وأخرجه ابن جرير في "تفسيره"(18/ 181) من طريق الحسين بن داود سنيد، عن حجاج بن محمد المصيصي، عن ابن جريج، عن مجاهد، قوله، ولم يذكر ابن عباس. وسنيد تقدم في تخريج الحديث [206] أنه ضعيف، وقد كان يلقن شيخه الحجاج بن محمد.

وأخرجه سفيان الثوري في "تفسيره"(390)، وابن جرير في "تفسيره"(13/ 67)؛ من طريق الليث بن أبي سليم، والثوري (391)، وابن جرير (13/ 67) و (18/ 181)؛ من طريق ابن أبي نجيح؛ كلاهما (الليث، وابن أبي نجيح) عن مجاهد، قوله، ولم يذكرا ابن عباس.

وهو في "تفسير مجاهد"(1217) من طريق ابن أبي نجيح، عن مجاهد.

(1)

كذا في الأصل. والجادة أن تكون: "ثلاثًا وثلاثين"، أو "ثلاثٌ وثلاثون"؛ بنصب الأول بتقدير فعل:"بلغ ثلاثًا وثلاثين"، أو تكون:"ثلاث" بدلًا من "أشدَّهُ"، أما ابرفع:"ثلاث وثلاثون"؛ فعلى أنها خبر لمبتدأ محذوف، وتقدير الكلام: الأشدُّ ثلاثٌ وثلاثون.

وما في الأصل في ضبطه وجهان:

الأول: "ثلاثً وثلاثين" والنصب بتقدير فعلٍ كما مر، و"ثلاث" مفعول به منصوب، وحذفت ألف تنوين النصب نطقًا وخطًّا على لغة ربيعة؛ المتقدم التعليق عليها في الحديث [1279]. وانظر في حذف الفعل ونصب المفعول به:"مغني اللبيب"(ص 596 - 597)، وانظر التعليق على الحديثين [1202 و 1810].

والثاني: "ثلاثٌ وثلاثينٌ" على الرفع، و"ثلاثين" معطوف على مرفوع وعلامة رفعه الضمة الظاهرة على النون، وهي لغة لبعض العرب سبق التعليق عليها في الحديث [1825].

ص: 340

{وَبَلَغَ أَرْبَعِينَ سَنَةً} ؛ والعمرُ الذي أعذرَ اللهُ فيه إلى ابنِ آدمَ: ستين

(1)

سنةً.

[1978]

حدَّثنا سعيدٌ، قال: نا حمادُ بنُ زيدٍ، عن أبي حازمٍ

(2)

، عن رجلٍ، يرفعُهُ؛ قال: قال رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم

(3)

: "إِذَا بَلَّغَ اللهُ العَبْدَ سِتِّينَ سَنَةً، فَقَدْ أَعْذَرَ اللهُ إِلَيْهِ فِي العُمُرِ".

(1)

كذا في الأصل، والجادة:"ستون"؛ خبر مرفوع؛ كما في "تفسير الثوري"، وما في الأصل يخرَّج على الوجه الثاني في التعليق السابق.

(2)

هو: سلمة بن دينار، تقدم في الحديث [791] أنه ثقة عابد.

(3)

زاد بعدها في الأصل: "قال".

[1978]

الحديث ضعيف بهذا الإسناد؛ أخطأ فيه حماد بن زيد - مع كونه ثقة ثبتًا - والصواب: أنه من رواية أبي حازم، عن سعيد المقبري، عن أبي هريرة، وهو صحيح أخرجه البخاري كما سيأتي في الحديثين التاليين.

وعزاه السيوطي في "الدر المنثور"(12/ 300) لعبد بن حميد والطبراني والروياني والرامهرمزي في "الأمثال" والحاكم وابن مردويه عن سهل بن سعد، عن النبي صلى الله عليه وسلم.

وقد أخرجه إسحاق بن راهويه في "مسنده" - كما في "المطالب العالية"(3114) - والطبراني في "المعجم الكبير"(6/ رقم 5933)، وابن منده في "التوحيد"(105)، والحاكم في "المستدرك"(2/ 428)، وابن مردويه في "تفسيره" - كما في "تخريج الأحاديث والآثار" للزيلعي (3/ 155) - من طريق سليمان بن حرب، وعلي بن عبد العزيز البغوي في "مسنده" - كما في "المطالب العالية"(13/ 55)، وعنه الطبراني في "المعجم الكبير"(6/ رقم 5933) - عن محمد بن الفضل عارم، والشجري في "أماليه"(2/ 247 - 248) من طريق أبي عبد الرحمن عبد الله بن يزيد المقرئ؛ جميعهم (سليمان، وعارم، والمقرئ) عن حماد بن زيد، عن أبي حازم، عن سهل بن سعد، عن النبي صلى الله عليه وسلم. ووقع في رواية ابن مردويه:"سهل بن سعد، وربما لم يقل: سهل".

وأخرجه الروياني في "مسنده"(1068)، وأبو نعيم في "حلية الأولياء"(6/ 265)؛ من طريق خلف بن هشام، عن حماد بن زيد، عن أبي حازم، عن سهل بن سعد أو غيره، عن النبي صلى الله عليه وسلم. =

ص: 341

[1979]

حدَّثنا سعيدٌ، قال: نا يعقوبُ بنُ عبدِ الرَّحمنِ

(1)

، عن (أبي حازمٍ، عن سعيدِ بنِ أبي سعيدٍ

(2)

، عن أبي هريرةَ؛ أن رسولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قال:"مَنْ عَمَّرَهُ اللهُ سِتِّينَ سَنَةً، فَقَدْ أَعْذَرَ اللهُ إِلَيْهِ فِي العُمُرِ".

= قال الدارقطني في "العلل"(8/ 134): "وروى هذا الحديث حماد بن زيد، عن أبي حازم، فوهم فيه - وكان قليلَ الوهم - رواه عن أبي حازم، عن سهل بن سعد، عن النبي صلى الله عليه وسلم".

وقال الحافظ ابن حجر في "المطالب العالية"(13/ 56): "وهذا إسناد صحيح، ولكن له علة، رواه غير واحد عن أبي حازم، عن سعيد المقبري، عن أبي هريرة رضي الله عنه، ومن هذا الوجه علَّقه البخاري؛ فإن كان حماد بن زيد حفظه فيحمل على أن يكون سمعه من وجهين".

وسيأتي في الحديثين التاليين من طريقين عن أبي حازم، عن سعيد المقبري، عن أبي هريرة.

(1)

تقدم في الحديث [263] أنه ثقة.

(2)

هو: المقبري، أبو سعد المدني، تقدم في الحديث [167] أنه ثقة.

[1979]

سنده صحيح، وقد أخرجه البخاري كما سيأتي.

وعزاه السيوطي في "الدر المنثور"(12/ 300) لأحمد وعبد بن حميد والبخاري والنسائي والبزار وابن جرير وابن أبي حاتم والحاكم وابن مردويه والبيهقي.

وقد أخرجه أحمد (2/ 417 رقم 9394)، والنسائي في "السنن الكبرى" - كما في "تحفة الأشراف"(12959) - وابن حبان (2979)، وأبو نعيم في "حلية الأولياء"(3/ 258)؛ من طريق قتيبة بن سعيد، وابن جرير في "تفسيره"(19/ 386) من طريق محمد بن سوار، والكلاباذي في "بحر الفوائد"(ص 239) من طريق يحيى بن عبد الله بن بكير؛ جميعهم (قتيبة، ومحمد، ويحيى) عن يعقوب بن عبد الرحمن، به.

وأخرجه أحمد (2/ 320 رقم 8262)، وأبو محمد الفاكهي في "حديثه"(7)، وابن أبي حاتم في "تفسيره" - كما في "تفسير ابن كثير"(11/ 334) - وابن منده في "التوحيد"(107)، والخطيب في "السابق واللاحق"(ص 50 - 51)، والشجري في "أماليه"(2/ 244 و 247)، وابن عساكر في "تاريخ دمشق"(41/ 468)؛ من طريق محمد بن عجلان، وأحمد (2/ 405 رقم 9251)، وابن عساكر (36/ 158)؛ من طريق أبي معشر نجيح بن عبد الرحمن السندي،=

ص: 342

[1980]

حدَّثنا سعيدٌ، قال: نا ابنُ أبي حازمٍ

(1)

، عن أبيه، عن

= والبخاري (6419)، وإبراهيم الحربي في "غريب الحديث"(ص 267)، والبيهقي (3/ 370)؛ من طريق معن بن محمد الغفاري، والحاكم في "المستدرك"(2/ 427) من طريق الليث بن سعد؛ جميعهم (ابن عجلان، وأبو معشر، ومعن، والليث) عن سعيد بن أبي سعيد المقبري، به. قال البخاري عقب الحديث:"تابعه أبو حازم وابن عجلان، عن المقبري".

ورواه معمر بن راشد، واختلف عليه: فأخرجه عبد الرزاق في "تفسيره"(2/ 138) - ومن طريقه أحمد (2/ 275 رقم 7713)، والجصاص في "أحكام القرآن"(5/ 247 - 248)، والحاكم في "المستدرك"(2/ 427 - 428) - عن معمر، عن شيخ من غفار، عن سعيد بن أبي سعيد المقبري، به.

وأخرجه ابن منده في "التوحيد"(158) من طريق أبي سفيان محمد بن حميد، وابن مردويه - كما في "فتح الباري"(11/ 239) - من طريق معتمر بن سليمان التيمي؛ كلاهما عن معمر، عن رجل من بني غفار يقال له: محمد - وفي رواية محمد بن حميد: عن محمد؛ يعني ابن معن الغفاري - عن سعيد المقبري، به.

وأخرجه ابن جرير في "تفسيره"(19/ 385 - 386)، والحاكم في "المستدرك"(2/ 427)، والشجري في "أماليه"(2/ 247)؛ من طريق مطرف بن مازن، عن معمر، قال: سمعت محمد بن عبد الرحمن الغفاري يقول: سمعت أبا هريرة، به. ولم يذكر سعيد المقبري.

قال الحافظ في "إتحاف المهرة"(15/ 583): "مطرف ضعيف، وقد خالفه عبد الرزاق وهو ثقة ثبت؛ قال: عن معمر، عن رجل من بنى غفار، عن سعيد المقبري، عن أبي هريرة".

وقال الدارقطني في "العلل"(1455): "واختُلِف عن معمر؛ فقال عبد الرزاق ومعتمر: عن معمر، عن محمد رجل من بني غفار، عن سعيد المقبري، عن أبي هريرة، وقال مطرف بن مازن: عن معمر؛ سمعت محمد بن عبد الرحمن الغفاري يقول: سمعت أبا هريرة، ولم يذكر المقبري بينهم".

وانظر الحديث السابق والحديث التالي.

(1)

هو: عبد العزيز بن أبي حازم، سلمة بن دينار المدني، تقدم في الحديث [790] أنه صدوق فقيه.

[1980]

سنده صحيح، فقد توبع ابن أبي حازم؛ كما في الحديث السابق. =

ص: 343

سعيدٍ، عن أبي هريرةَ، عن النَّبيِّ صلى الله عليه وسلم؛ مثلَهُ.

= وقد أخرجه البزار (8521)، والرامهرمزي في "أمثال الحديث"(ص 98)؛ من طريق هاشم بن يونس، والرامهرمزي (ص 98) من طريق إسماعيل بن بهرام، وابن منده في "التوحيد"(156)، والقضاعي في "مسند الشهاب"(424)؛ من طريق عبد الله بن مسلمة القعنبي، والثعلبي في "تفسيره"(8/ 114) من طريق عبد الله بن عبد الوهاب الحجبي، وأبو نعيم في "المسند المستخرج 11 - كما في "فتح الباري" (11/ 239) - من طريق سعيد بن سليمان، والبيهقي (3/ 370) من طريق إبراهيم بن حمزة الزبيري، والخطيب في "تاريخ بغداد" (7/ 303)، والسلفي في "الطيوريات" (1245)؛ من طريق عبد العزيز بن مسلمة القعنبي، وابن حجر في "تغليق التعليق" (5/ 160 - 161) من طريق خلف بن هشام وهشام بن عمار وعبد الله بن محمد الخطابي ومحمد بن الصباح؛ جميعهم (هاشم بن يونس، وإسماعيل، وعبد الله القعنبي، والحجبي، وسعيد، وإبراهيم، وعبد العزيز القعنبي، وخلف، وهشام بن عمار، وعبد الله الخطابي، ومحمد بن الصباح) عن عبد العزيز بن أبي حازم، به.

وأخرجه الإسماعيلي - كما في "التوضيح شرح الجامع الصحيح"(29/ 412) - من طريق هارون بن معروف، عن ابن أبي حازم، عن أبيه، عن سعيد المقبري، عن أبيه، عن أبي هريرة.

وأخرجه القضاعي في "مسند الشهاب"(423) من طريق إسماعيل بن الوليد، عن ابن أبي حازم، عن أبيه، عن سهل بن سعد، عن النبي صلى الله عليه وسلم.

قال الدارقطني في "العلل"(1455): "يرويه أبو حازم الأعرج سلمة بن دينار، واختُلِف عنه؛ فرواه يعقوب بن عبد الرحمن الإسكندراني، عن أبي حازم، عن سعيد المقبري، عن أبي هريرة. وتابعه عبد العزيز بن أبي حازم، عن أبيه، واختُلِف عنه؛ فرواه عبد الرحمن بن عبيد الله الحلبي، عن ابن أبي حازم، عن أبيه، عن المقبري، عن أبيه، عن أبي هريرة. ووهم في قوله: عن أبيه، عن أبي هريرة. والصواب: عن أبي حازم، عن المقبري، عن أبي هريرة؛ وكذلك رواه محمد بن عجلان وأبو معشر والليث بن سعد؛ كلهم عن سعيد المقبري، عن أبي هريرة".

وانظر الحديثين السابقين.

ص: 344

[قولُهُ تعالى: {وَيَوْمَ يُعْرَضُ الَّذِينَ كَفَرُوا عَلَى النَّارِ أَذْهَبْتُمْ طَيِّبَاتِكُمْ فِي حَيَاتِكُمُ الدُّنْيَا وَاسْتَمْتَعْتُمْ بِهَا فَالْيَوْمَ تُجْزَوْنَ عَذَابَ الْهُونِ بِمَا كُنْتُمْ تَسْتَكْبِرُونَ فِي الْأَرْضِ بِغَيْرِ الْحَقِّ وَبِمَا كُنْتُمْ تَفْسُقُونَ (20)}]

[1981]

حدَّثنا سعيدٌ، قال: نا أبو عَوانةَ، عن الأَعمشِ، عن المسيَّبِ بنِ رافعٍ

(1)

؛ أنَّ عمرَ بنَ الخطَّابِ رضي الله عنه قال لِغُلامِهِ: ويحَكَ!

(1)

هو: المسيب بن رافع الأسدي الكاهلي، تقدم في الحديث [12] أنه ثقة.

[1981]

سنده ضعيف؛ للانقطاع بين المسيب بن رافع وعمر بن الخطاب؛ فقد قال يحيى بن معين في "تاريخه"(2930/ رواية الدوري): "لم يسمع المسيب بن رافع من أحد من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم، إلا البراء بن عازب".

وسيأتي ترجيح ابن معين لرواية من رواه عن الأعمش، عن شمر بن عطية، عن يحيى بن وثاب، عن ابن عمر، عن عمر. وهذا سند صحيح إن كان هو الراجح من أوجه الاختلاف على الأعمش.

وقال الدارقطني في "العلل"(117) - وسئل عن حديث يحيى بن وثَّاب، عن ابن عمر، عن عمر؛ قال:"أنضج العصيدة تذهب حرارة الزيت"؟ - فقال: رواه أبو عوانة، عن الأعمش، واختُلِف عنه: فقيل: عن يحيى بن حماد، عن أبي عوانة، عن الأعمش، عن عمارة بن عمير، عن يحيى بن وثَّاب، عن ابن عمر، عن عمر. وقال سعيد بن منصور: عن أبي عوانة، عن الأعمش، عن المسيب بن رافع، عن عمر. اهـ.

وقد أخرجه العباس بن محمد الدوري في "تاريخ ابن معين"(3912) - ومن طريقه البيهقي في "شعب الإيمان"(5409) - عن سريج بن النعمان، عن أبي عوانة، عن الأعمش، عن شمر بن عطية، عن يحيى بن وثاب، عن ابن عمر، عن عمر بن الخطاب.

وأخرجه أحمد في "الزهد"(ص 239)، وهناد في "الزهد"(691)؛ عن أبي معاوية محمد بن خازم، عن الأعمش، عن شمر، عن يحيى بن وثاب، عن ابن عمر، قوله، ولم يذكر عمر بن الخطاب.

وأخرجه ابن أبي الدنيا في "الجوع"(187) من طريق محمد بن جابر، عن الأعمش، عن شمر، عن يحيى، عن عمر، ولم يذكر ابن عمر.

قال يحيى بن معين في "تاريخه"(3911/ رواية الدوري): "حديث أبي=

ص: 345

أنضِجِ العصيدَة؛ يَذْهَبْ

(1)

بحرارةِ الزَّيتِ، فإنِّي أرى أقوامًا يُذْهِبون طيِّباتِهم في حياتِهِمُ الدُّنيا.

[1982]

حدَّثنا سعيد، قال: نا عبدُ العزيزِ بنُ محمدٍ

(2)

، عن عُمارةَ بن غَزِيَّةَ

(3)

، عن عبدِ اللهِ بنِ دينارٍ

(4)

؛ أنَّ عمرَ بنَ الخطَّابِ رضي الله عنه لقي

= عوانة، عن الأعمش، عن شمر بن عطية، عن يحيى بن وثاب، عن ابن عمر؛ أن عمر قال:"يا غلام، أنضج العصيدة"؛ هو الصواب. وبعضهم يقول: عن ابن عمر، وإنه إنما هو: عن ابن عمر، عن عمر بن الخطاب".

(1)

لم تنقط الكلمة في الأصل. وفي "تاريخ ابن معين"(3912): "يذهب عنَّا حرارة الزيت"، وعند البيهقي:"تذهب عنَّا حرارة الزيت". وفي "الجوع": "حتى تذهب حرارة الزيت"، وفي بقية المصادر:"أنضج العصيدة تذهب حرارة الزيت". وما في الأصل - بزيادة الباء في "حرارة" - يضبط هكذا: "يَذْهَبْ بحرارةِ الزيتِ" ويكون الفاعلُ ضميرًا مستتزا عائدًا على "الإنضاج" المفهوم من السياق من الفعل "أنضج"، أي: يذهب الإنضاج بحرارة الزيت.

وانظر في عود الضمير إلى المفهوم من السياق: التعليق على الحديث [1189].

وجزمُ المضارع هنا جائز في جواب الطلب. وانظر التعليق على الحديث [1813]. ولا يبعد أن تضبط العبارة هكذا: "تَذْهَبْ

" ويكون الفاعل ضميرًا مستترًا يعود على المخاطب وهو الغلام؛ أي: تذهب أنت بإنضاجك بحرارة الزيت.

(2)

هو: الدراوردي، تقدم في الحديث [69] أنه صدوق حسن الحديث.

(3)

تقدم في الحديث [1253] أنه ثقة.

(4)

هو: عبد الله بن دينار العدوي، تقدم في تخريج الحديث [329] أنه ثقة.

[1982]

سنده ضعيف، للانقطاع بين عبد الله بن دينار وعمر بن الخطاب، وقد روي عن عبد الله بن دينار، عن ابن عمر، عن عمر، ولا يصح كما سيأتي.

وهذا الأثر سيتكرر عند المصنِّف برقم [2638/ الزهد].

وعزاه السيوطي في "الدر المنثور"(13/ 330) للمصنِّف وعبد بن حميد وابن المنذر والحاكم في "المستدرك" والبيهقي في "شعب الإيمان"؛ عن ابن عمر، أن عمر بن الخطاب رأى في يد جابر بن عبد الله درهمًا

فذكره، ورواية المصنِّف ليس فيها ابن عمر. =

ص: 346

جابرَ بنَ عبدِ اللهِ وفي يدِهِ درهمٌ، فقال عمرُ: ما هذا الدرهمُ يا جابرُ؟ فقال: إنِّي أريدُ أن أشتريَ لأهلي لحمًا؛ قَرِمُوا

(1)

إلى اللَّحمِ. فقال عمرُ:

= وأخرجه الحاكم في "المستدرك"(2/ 455) من طريق القاسم بن عبد الله بن عمر العمري العدوي، عن عبد الله بن دينار، عن ابن عمر، عن عمر بن الخطاب. والقاسم بن عبد الله؛ قال عنه الحافظ في "التقريب":"متروك؛ رماه أحمد بالكذب".

وأخرجه أبو داود في "الزهد"(64)، وابن جرير في "تهذيب الآثار"(1038/ مسند عمر)؛ من طريق عبد الله بن وهب، عن عبد الله بن عمر بن حفص العمري، عن وهب بن كيسان، عن جابر بن عبد الله، قال: لقيني عمر بن الخطاب ومعي لحم

فذكره. وعبد الله بن عمر العمري، قال عنه الحافظ في "التقريب":"ضعيف عابد".

وأخرجه الثعلبي في "تفسيره"(9/ 15) من طريق أبي معشر نجيح بن عبد الرحمن السندي، عن محمد بن قيس، عن جابر بن عبد الله، عن عمر بن الخطاب. وأبو معشر تقدم في الحديث [167] أنه ضعيف.

وانظر الأثر التالي.

وأخرجه مالك في "الموطأ"(2/ 936) عن يحيى بن سعيد الأنصاري؛ أن عمر بن الخطاب أدرك جابر بن عبد الله

فذكره. وهذا منقطع؛ فإن يحيى بن سعيد الأنصاري لم يدرك عمر.

وأخرجه عبد الرزاق في "تفسيره"(2/ 216) عن ابن عيينة، قال: أخبرني رجل من أهل المدينة، قال: أبصر عمر مع جابر بن عبد الله

فذكر نحوه. وهذا ضعيف أيضًا؛ لجهالة شيخ ابن عيينة.

وأخرجه ابن أبي شيبة (24893)، وأحمد في "الزهد"(ص 153)؛ عن حفص بن غياث، عن الأعمش، عمن حدثه، قال: مر جابر على عمر

فذكر نحوه. وهذا ضعيف؛ لجهالة شيخ الأعمش.

قال ابن عبد البر في "الاستذكار"(26/ 347): "روي هذا الخبر عن عمر من وجوه؛ منها ما ذكره سنيد، قال: حدثني معتمر بن سليمان التيمي، عن أبيه، قال: أبصر عمر بن الخطاب جابر بن عبد الله

" فذكره. وهذا منقطع أيضًا بين سليمان التيمي وعمر. وانظر الأثر التالي ..

(1)

القَرَمُ: شدة شهوة الإنسان إلى اللحم؛ وقد قَرِمَ إلى اللحم، وقَرِمَ اللحمَ؛ يَقْرَمُ قَرَمًا. "مشارق الأنوار"(1/ 340) و (2/ 179)، و "تَاج العروس"=

ص: 347

أكلَّما اشتهيتُم شيئًا اشتريتموه؟ أَوَلَا يريدُ أحدُكم أن يطويَ بطنَهُ لأخيه أو جارِهِ؟ فأين تَذْهبُ بكم هذه الآيةُ: {أَذْهَبْتُمْ طَيِّبَاتِكُمْ فِي حَيَاتِكُمُ الدُّنْيَا} ؟!

[1983]

حدَّثنا سعيدٌ، قال: نا عبدُ العزيزِ بنُ [أبي]

(1)

حازمٍ

(2)

، قال: حدَّثني أبي

(3)

، عن جابرِ بنِ عبدِ اللهِ، قال: لَقِيَني عمرُ بنُ الخطَّابِ رضي الله عنه وقدِ ابتعْتُ لحمًا بدرهمٍ، فقال: ما هذا يا جابرُ؟ فقلتُ: قرِمَ الأهلُ

(4)

. فجعلَ عمرُ يردِّدُ: قرِمَ الأهلُ! حتى تمنَّيتُ أن الدِّرهمَ سقط مني، ولم ألقَ عمرَ.

[1984]

حدَّثنا سعيدٌ، قال: نا أبو مُعاويةَ، عن الأعمشِ، عن مجاهدٍ، عن ابنِ عمرَ، قال: ما يصيبُ أحدٌ من الدُّنيا شيئًا إلا نقصَ من درجاتِهِ عندَ اللهِ، وإن كان عليه كريمًا.

= و"المعجم الوسيط"(ق رم).

(1)

ما بين المعقوفين سقط من الأصل، فاستدركناه من الموضع الآتي عند المصنِّف، فقد كرر المصنف هذا الأثر؛ كما سيأتي في التخريج.

(2)

تقدم في الحديث [790] أنه صدوق فقيه.

(3)

هو: سلمة بن دينار، تقدم في الحديث [791] أنه ثقة. ونقل المزي في "تهذيب الكمال" (11/ 275) عن يحيى بن صالح الوحاظي قال: قلت لابن أبي حازم: أبوك سمع من أبي هريرة؟ قال: من حدثك أن أبي سمع من أحد من الصحابة غير سهل بن سعد، فقد كذب.

[1983]

سنده ضعيف؛ للانقطاع بين أبي حازم سلمة بن دينار وجابر بن عبد الله.

وسيكرر المصنِّف هذا الأثر برقم [2639/ الزهد].

وقد أخرجه البيهقي في "شعب الإيمان"(5285) من طريق المصنِّف.

وانظر تخريج الأثر السابق.

(4)

تقدم تفسيرها في الأثر السابق.

[1984]

سنده ضعيف؛ فالأعمش تقدم في الحديث [3] أن أبا حاتم الرازي قال عنه: "قليل السماع من مجاهد، وعامَّة ما يروي عن مجاهد مدلَّس". ولم يصرِّح الأعمش في هذا الأثر بالسماع من مجاهد. وسيكرر المصنِّف هذا=

ص: 348

[1985]

حدَّثنا سعيدٌ، قال: نا أبو مُعاويةَ، عن الأعمشِ، عن مجاهدٍ، عن عُبيدِ بنِ عُمَيرٍ

(1)

، قال: ما المجتهدُ فيكم إلا كاللَّاعبِ فيما مضى.

=الأثر برقم [2587/ الزهد].

وعزاه السيوطي في "الدر المنثور"(9/ 286) للمصنِّف وابن أبي شيبة وأحمد في "الزهد" وهنَّاد وابن أبي الدنيا في "صفة الجنة" والبيهقي في "شعب الإيمان".

ونقله ابن القيم في "عدة الصابرين"(ص 335) عن المصنِّف.

وقد أخرجه البيهقي في "شعب الإيمان"(10194)، وقوام السنة الأصبهاني في "الترغيب والترهيب"(1447)؛ من طريق المصنِّف.

وأخرجه ابن أبي شيبة (35632)، وهناد في "الزهد"(557)؛ عن أبي معاوية، به.

وأخرجه ابن أبي الدنيا في "ذم الدنيا"(311) عن محمد بن علي المدائني، وابن عساكر في "تاريخ دمشق"(31/ 153)، وابن البخاري في "مشيخته"(2/ 1485)؛ من طريق علي بن حرب؛ كلاهما (محمد، وعلي) عن أبي معاوية، به. وسقط من إسناد ابن عساكر:"عن مجاهد".

وقال ابن القيم في "عدة الصابرين"(ص 339): "وقال عبد الله بن أحمد: قرأت على أبي هذا الحديث: حدثنا أسود بن عامر، حدثنا إسرائيل، عن ثوير، عن مجاهد، عن ابن عمر؛ قال: ما أُعطي رجل من الدنيا إلا نقصَ من درجته".ا هـ.

وقد تقدم أن السيوطي عزاه لأحمد في "الزهد"، ولم نجده في المطبوع منه.

وفي إسناده ثوير بن أبي فاختة، قال عنه الحافظ في "التقريب":"ضعيف، رُمي بالرفض".

(1)

هو: عبيد بن عمير بن قتادة الليثي، أبو عاصم المكي، تقدم في الحديث [635] أنه ثقة.

[1985]

سنده ضعيف؛ فالأعمش تقدم في الحديث [3] أن أبا حاتم الرازي قال عنه: "قليل السماع من مجاهد، وعامة ما يروي عن مجاهد مدلَّس". ولم يصرِّح الأعمش في هذه الرواية بالسماع. وسيكرر المصنِّف هذا الأثر [2589 / الزهد]. =

ص: 349

[1986]

حدَّثنا سعيدٌ، قال: نا أبو مُعاويةَ، عن الأعمشِ، عن عُمارةَ بنِ عُمَيرٍ

(1)

، عن يزيدَ بنِ معاويةَ النَّخَعيِّ

(2)

؛ قال: الدُّنيا جُعلَتْ

= وقد أخرجه ابن أبي شيبة (36000)، وأحمد في "الزهد"(ص 454)؛ عن أبي معاوية، به.

وأخرجه ابن المبارك في "الزهد"(179)، ووكيع في "الزهد"(221)، وابن أبي شيبة (36458)، وأبو خيثمة في "كتاب العلم"(69)، وابن عساكر في "تاريخ دمشق"(37/ 57)؛ من طريق الليث بن أبي سليم، عن مجاهد؛ قوله. ولم يذكر عبيد بن عمير. والليث بن أبي سليم ثقدم في الحديث [9] أنه صدوق اختلط جدَّا، ولم يتميز حديثه، فتُرِك.

(1)

تقدم في الحديث [146] أنه ثقة.

(2)

هو: يزيد بن معاوية النخعي الكوفي، قال البخاري في "التاريخ الكبير" وابن أبي حاتم في "الجرح والتعديل":"قال أبو معاوية: عن الأعمش، عن عُمارة بن عمير، عن عبد الرحمن بن يزيد، قال: خرجنا في جيش نحو فارس فيهم علقمة، فقُتِل يزيد بن معاوية النخعي". وذكره ابن حبان في "الثقات" وقال: "قُتِل غازيًا بفارس". وقال الحافظ في "فتح الباري"(11/ 228): "وهو كوفي تابعي ثقة عابد، ذكر العجلي أنه من طبقة الربيع بن خثيم، وذكر البخاري في "تاريخه" أنه قُتِل غازيًا بفارس، كأنه في خلافة عثمان، وليس له في الصحيحين ذكر إلا في هذا الموضع، ولا أحفظ له رواية".

وانظر: "التاريخ الكبير"(8/ 355)، و "الجرح والتعديل"(9/ 286)، و"الثقات" لابن حبان (5/ 545)، و"تهذيب الكمال"(32/ 246).

[1986]

سنده صحيح. وسيكرر المصنِّف هذا الأثر برقم [2588/ الزهد].

وقد أخرجه هناد في "الزهد"(516) عن أبي معاوية، به.

وأخرجه ابن أبي الدنيا في "ذم الدنيا"(99) عن عبد الرحمن بن صالح، وعبد الله بن أحمد في زوائده على "الزهد"(ص 440) عن أحمد بن إبراهيم الدورقي، والخطيب في "تلخيص المتشابه"(1/ 508) من طريق يحيى بن معين؛ جميعهم (عبد الرحمن، وأحمد بن إبراهيم، وابن معين) عن أبي معاوية، به. وسقط من إسناد الخطيب:"عن عمارة بن عمير".

وأخرجه ابن أبي الدنيا في "قصر الأمل"(181) من طريق جرير بن عبد الحميد، عن الأعمش، به.

ص: 350

قَلِيلً

(1)

، فما بقي منها إلا قليلٌ من قليلٍ.

[1987]

حدَّثنا سعيدٌ، قال: نا أبو شِهابٍ

(2)

وأبو مُعاويةَ، عن الأعمشِ، عن إبراهيمَ التيميِّ

(3)

، عن أبيه

(4)

، عن أبي ذرٍّ؛ قال: ذو الدِّرهمينِ أشدُّ حِسابًا يومَ القيامةِ من ذي الدِّرهمِ.

(1)

كذا في الأصل، دون ضبط، وكذا في الموضع الآتي عند المصنِّف في الزهد.

وفي مصادر التخريج: "قليلًا"، وهو الجادة، وما في الأصل حُذفت منه ألف تنوين النصب على لغة ربيعة المتقدم التعليق عليها في الحديث [1279].

(2)

هو: عبد ربه بن نافع الحناط، تقدم في الحديث [7] أنه صدوق.

(3)

هو: إبراهيم بن يزيد بن شريك التيمي، تقدم في الحديث [11] أنه ثقة.

(4)

هو: يزيد بن شريك بن طارق التيمي، تيم الرباب، الكوفي، تقدم في الحديث [1987] أنه ثقة.

[1987]

سنده صحيح.

وعزاه السيوطي في "الدر المنثور"(7/ 338) لأحمد في "الزهد".

وقد أخرجه ابن أبي شيبة (35691) عن أبي معاوية، به.

وأخرجه أبو داود في "الزهد"(252) عن أبي كريب محمد بن العلاء، وابن أبي الدنيا في "إصلاح المال"(31) عن يحيى بن أيوب؛ كلاهما عن أبي معاوية، به.

وأخرجه ابن المبارك في "الزهد"(555)، وأحمد في "الزهد"(ص 184)؛ من طريق سفيان الثوري، وابن سعد في "الطبقات"(6/ 285) من طريق محمد بن جحادة، وهناد في "الزهد"(591) عن أبي أسامة حماد بن أسامة، والبيهقي في "شعب الإيمان"(15164) من طريق حفص بن غياث؛ جميعهم (الثوري، وابن جحادة، وأبو أسامة، وحفص) عن الأعمش، به.

ووقع في رواية ابن جحادة: "عن أبي الدرداء" بدل: "عن أبي ذر".

وأخرجه أبو نعيم في "حلية الأولياء"(4/ 210)، والبيهقي في "شعب الإيمان"(10165)؛ من طريق الليث بن أبي سليم، عن إبراهيم التيمي، به. قال الدارقطني في "العلل"(1130) - وسئل عن حديث يزيد بن شريك، عن أبي ذر، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:"إنما بلغتي من الدنيا قدح من ماء، أو قدح من لبن، وذو الدرهمين أشد حسابًا من ذي الدرهم"؟ - فقال: "هو حديث =

ص: 351

[قولُهُ تعالى: {فَلَمَّا رَأَوْهُ عَارِضًا مُسْتَقْبِلَ أَوْدِيَتِهِمْ قَالُوا هَذَا عَارِضٌ مُمْطِرُنَا بَلْ هُوَ مَا اسْتَعْجَلْتُمْ بِهِ رِيحٌ فِيهَا عَذَابٌ أَلِيمٌ (24)}]

[1988]

حدَّثنا سعيدٌ، قال: نا عبدُ اللهِ بنُ وهبٍ، قال: نا عمرُو بنُ الحارثِ

(1)

؛ أنَّ أبا النَّضرِ

(2)

حدَّثه عن سليمانَ بنِ يسارٍ

(3)

، عن عائشةَ رضي الله عنهما

(4)

: ما رأيتُ رسولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قطُّ مستجمِعًا ضاحكًا حتى أرى منه لَهَواتِهِ

(5)

، إنما كان يبتسمُ. قالت: وكان إذا رأى ريحًا أو

= يرويه شعيب بن محمد الذارع، عن زيد بن أخزم، عن أبي داود، عن شعبة، عن الأعمش، مرفوعًا، ووهم شعيب في رفعه، والصواب موقوف على أبي ذر، كذلك قال غيره عن زيد بن أخزم، وكذلك قال أصحاب الأعمش عن الأعمش". وانظر:"السلسلة الضعيفة" للشيخ الألباني رحمه الله (3625).

(1)

تقدم في الحديث [310] أنه ثقة فقيه حافظ.

(2)

هو: سالم بن أبي أمية، أبو النضر المدني، تقدم في الحديث [822]، أنه ثقة ثَبت.

(3)

تقدم في الحديث [37] أنه ثقة فاضل، أحد الفقهاء السبعة.

(4)

أي: قالت. وانظر في حذف فعل القول: "مغني اللبيب"(ص 596).

(5)

جمع "لهاة"؛ وهي اللحمة التي أعلى الحنجرة من أقصى الفم. "مشارق الأنوار"(1/ 363).

[1988]

سنده صحيح، وهو في الصحيحين كما سيأتي.

وعزاه السيوطي في "الدر المنثور"(13/ 337) للمصنِّف وأحمد وعبد بن حميد والبخاري ومسلم وأبي داود وابن المنذر وابن مردويه. وقد أخرجه أحمد (6/ 66 رقم 24369) عن معاوية بن عمرو، وأيضًا (6/ 66 رقم 24369)، ومسلم (899)، وأبو الشيخ في "أخلاق النبي صلى الله عليه وسلم"(192)، وفي "العظمة"(816)، وأبو نعيم في "المسند المستخرج"(2025)؛ من طريق هارون بن معروف، والبخاري في "صحيحه"(4828 و 4829)، وفي "الأدب المفرد"(251)، وأبو نعيم في "المسند المستخرج"(2025)؛ من طريق أحمد بن عيسى، والبخاري (6092)، والبيهقي (10/ 192)؛ من طريق يحيى بن سليمان، ومسلم (899) عن أبي الطاهر أحمد بن عمرو، وأبو داود=

ص: 352

غَيْمًا عُرفِ ذلك في وجهِهِ، فقلْتُ: يا رسولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم، النَّاسُ إذا رَأَوُا

= (5098)، والطبراني في "الأوسط"(215)؛ من طريق أحمد بن صالح، وعبد الله بن أحمد في زوائده على "الزهد"(ص 32) عن أبي همام الوليد بن شجاع، وأبو عوانة في "مسنده"(2509) عن يونس بن عبد الأعلى، والحاكم في "المستدرك"(2/ 456) من طريق بحر بن نصر، وأبو نعيم في "المسند المستخرج"(2025) من طريق حرملة بن يحيى، والبيهقي (10/ 192) من طريق أصبغ بن الفرج؛ جميعهم (معاوية بن عمرو، وهارون، وأحمد بن عيسى، ويحيى بن سليمان، وأبو الطاهر، وأحمد بن صالح، وأبو همام، ويونس، وبحر، وحرملة، وأصبغ) عن عبد الله بن وهب، به.

ورواية يحيى بن سليمان وأصبغ بن الفرج مختصرة، اقتصر فيها على القسم الأول من الحديث.

وأخرجه ابن المبارك في "الزهد"(148) عن رشدين بن سعد، عن عمرو بن الحارث، به، مختصرًا، مقتصرًا على القسم الأول أيضًا.

وأخرجه ابن منده في "التوحيد"(54) من طريق سعيد بن أبي هلال، عن أبي النضر، به.

وأخرجه أحمد (6/ 240 رقم 26037)، والبخاري (3206)، ومسلم (899)؛ من طريق عطاء بن أبي رباح، عن عائشة رضي الله عنها؛ قالت: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا رأى مخيلة - يعني الغيم - تلوَّن وجهه وتغيَّر، ودخل وخرج، وأقبل وأدبر، فإذا مطرت سُرِّي عنه. قالت: فذكرت له عائشة بعض ما رأت منه، فقال:"وما يدريني لعله كما قال قوم عاد: {فَلَمَّا رَأَوْهُ عَارِضًا مُسْتَقْبِلَ أَوْدِيَتِهِمْ قَالُوا هَذَا عَارِضٌ مُمْطِرُنَا بَلْ هُوَ مَا اسْتَعْجَلْتُمْ بِهِ رِيحٌ فِيهَا عَذَابٌ أَلِيمٌ (24)} [الأحقاف] ". هذا لفظ أحمد.

وبهذا اللفظ أخرجه أحمد (6/ 167 رقم 25342) من طريق طاوس، عن عائشة رضي الله عنها.

وأخرجه أحمد (6/ 121 رقم 24894) من طريق عمر بن أبي سلمة، عن أبيه، عن عائشة رضي الله عنها؛ قالت: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا رأى الريح قد اشتدت تغيَّر وجهه.

وأخرجه أحمد (6/ 76 و 79 رقم 24474 و 24503) من طريق عمرو بن عبد الرحمن، عن عمته أم هلال، عن عائشة؛ قالت: ما رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم رأى غيمًا إلا رأيت في وجهه الهيج، فإذا مطرت سكن.

ص: 353

الغيمَ فَرِحوا؛ رجاءَ أن يكونَ فِيهِ

(1)

المطرُ، وإنك إذا رأيتَهُ عُرِفَ

(2)

في وجهِكَ الكراهيةُ؟! فقال: "يَا عَائِشَةُ، مَا يُوَمِّنُنِي أَنْ يَكُونَ فِيهِ عَذَابٌ؟! قَدْ عُذِّبَ قَوْمٌ بِالرِّيحِ، وَرَأَى قَوْمٌ العَذَابَ فَقَالُوا: {هَذَا عَارِضٌ مُمْطِرُنَا} ".

[1989]

حدَّثنا سعيدٌ، قال: نا خالدُ بنُ عبدِ اللهِ، عن حُسينِ بنِ قيسٍ الرَّحَبيِّ

(3)

، عن عِكْرمةَ، عن ابنِ عبَّاسٍ؛ قال: كان رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم إذا ثارَتِ الرِّيحُ جثا على رُكْبتيهِ ثم استقبلَها، ثم قال:"للَّهُمَّ اجْعَلْهَا رِيَاحًا، وَلَا تَجْعَلْهَا رِيحًا؛ اللَّهُمَّ اجْعَلْهَا رَحْمَةً، وَلَا تَجْعَلْهَا عَذَابًا".

(1)

قوله: "فيه" كان في موضعه في الأصل كلمة أخرى، ثم أصلحت، لكن تقرأ بصعوبة.

(2)

تذكير الفعل وتأنيثه هنا جائز مع ترجّح التأنيث، لأن تأنيث "الكراهية" ليس حقيقيًّا. وانظر:"أوضح المسالك"(2/ 104 - 156)، و"شرح ابن عقيل"(1/ 438 - 436).

(3)

تقدم في تخريج الحديث [363] أنه متروك.

[1989]

سنده ضعيف جدًّا، لحال حسين بن قيس.

وعزاه السيوطي في "الدر المنثور"(2/ 116) للشافعي وأبي الشيخ والبيهقي في "المعرفة".

وقد أخرجه مسدد في "مسنده" - كما في "إتحاف الخيرة المهرة" للبوصيري (6244)، و"المطالب العالية"(3378) - عن خالد بن عبد الله، به.

ومن طريق مسدد أخرجه الطبراني في "المعجم الكبير"(11/ رقم 11533).

وأخرجه أبو يعلى (2456)، وابن عدي في "الكامل"(2/ 353)؛ من طريق وهب بن بقية، والطبراني في "الدعاء"(977) من طريق محمد بن بكير الحضرمي، كلاهما (وهب، وابن بكير) عن خالد، به.

وأخرجه الطبراني في "المعجم الكبير"(11/ رقم 11533)، والخطابي في "غريب الحديث"(1/ 679)، والخطيب في "تاريخ بغداد"(7/ 590)، والقاسم بن علي الحريري في "درة الغواص"(ص 95)، من طريق علي بن عاصم، عن الحسين بن قيس، به.

ورواه العلاء بن راشد، واختُلِف عليه: فأخرجه أبو الشيخ في "العظمة" =

ص: 354

[1990]

حدَّثنا سعيدٌ، قال: نا هُشَيمٌ، عن يَعْلَى بنِ عطاءٍ

(1)

،

= (871) من طريق عبد الحميد بن جعفر، عن العلاء بن راشد، عن أبي علي الحسين بن قيس، به.

وأخرجه الشافعي في "الأم"(1/ 253) قال: أخبرني مَن لا أتهم، قال: حدثنا العلاء بن راشد، عن عكرمة، به. ولم يذكر الحسين بن قيس في إسناده.

وأخرجه ابن أبي شيبه (29708)، وأحمد في "مسائله" رواية ابنه صالح (603)، وابن أبي الدنيا في "المطر والرعد والبرق"(147)، والخرائطي في "مكارم الأخلاق"(998)، من طريق منصور بن المعتمر، عن مجاهد، قال: هاجت ريح - أو هبت ريح - فسبُّوها، فقال ابن عباس: لا تسبُّوها؛ فإنها تجيء بالرحمة، وتجيء بالعذاب، ولكن قولوا: اللهم اجعلها رحمة، ولا تجعلها عذابًا. وسنده صحيح، وصححه الشيخ الألباني في "السلسلة الضعيفة"(4217 و 5600).

(1)

هو: العامري، تقدم في الحديث [157] أنه ثقة.

[1990]

سنده ضعيف؛ لحال عطاء والد يعلى.

وعزاه السيوطي في "الدر المنثور"(2/ 111) لأبي عبيد وابن أبي الدنيا في كتابه "المطر" وابن المنذر وابن أبي حاتم وأبي الشيخ في "العظمة".

وقد أخرجه ابن أبي حاتم - كما في "تفسير ابن كثير"(11/ 38) - وأبو الشيخ في "العظمة"(798)؛ من طريق محمد بن عيسى بن الطباع، عن هشيم، به.

وفيه: "عبد الله بن عمرو".

وأخرجه ابن أبي الدنيا في "المطر والرعد والبرق والريح"(174) - ومن طريقه أبو الشيخ في "العظمة"(829) - من طريق خلف بن خليفة، عن يعلى بن عطاء، عن أبيه، عن عبد الله بن عمرو، به.

وأخرجه ابن أبي الدنيا في "المطر والرعد والبرق"(172) - ومن طريقه أبو الشيخ في "العظمة"(838) - والدينوري في "المجالسة"(2876)؛ من طريق عبد المنعم بن إدريس، عن أبيه إدريس بن سنان الصنعاني، عن وهب بن منبه، عن ابن عباس، قوله، به. وهذا إسناد ضعيف جدًّا؛ فيه عبد المنعم بن إدريس؛ قال عنه الذهبي في "ميزان الاعتدال" (2/ 668):"ليس يعتمد عليه، تَرَكَه غير واحد، وأفصح أحمد بن حنبل فقال: كان يكذب على وهب بن منبه. وقال البخاري: ذاهب الحديث". ثم قال: "قال ابن حبان: يضع الحديث على أبيه وعلى غيره. مات سنة (228) ببغداد". =

ص: 355

عن أبيه

(1)

، عن عبدِ اللهِ بنِ [عمرٍو]

(2)

، قال: الرياحُ ثمانيةٌ

(3)

: فأربعةٌ (*) رحمةٌ، وأربعةٌ (*) عذابٌ؛ فأمَّا الرحمةُ: فالذارياتُ،

= وقال الحافظ في "لسان الميزان"(5/ 280): "ونقل ابن أبي حاتم عن إسماعيل بن عبد الكريم: مات إدريس وعبد المنعم رضيع. وكذا قال أحمد؛ إذ سئل عنه: لم يسمع من أبيه شيئًا. وقال عبد الخالق بن منصور، عن يحيى بن معين: الكذاب الخبيث. قيل له: يا أبا زكريا بم عرفته؟ قال: حدَّثني شيخ صدوق أنه رآة في زمن أبي جعفر يطلب هذه الكتب من الورَّاقين، وهو اليوم يَدَّعيها. فقيل له: إنه يروي عن معمر! فقال: كذاب. وقال الفلاس: متروك، أخذ كتب أبيه فحدَّث بها، ولم يسمع من أبيه شيئًا. وقال البرذعي عن أبي زرعة: واهي الحديث. وقال أبو أحمد الحاكم: ذاهب الحديث. وقال ابن المديني: ليس بثقة، أخذ كتبًا فرواها. وقال النسائي: ليس بثقة. وقال الساجي: كان يشتري كتب السيرة فيرويها، ما سمعها من أبيه، ولا بعضه".

وأبوه إدريس بن سنان، قال عنه الحافظ في "التقريب":"ضعيف".

(1)

هو: عطاء العامري، الطائفي تقدم في الحديث [673] أنه مقبول.

(2)

في الأصل: "عمر"، والتصويب من مصادر التخريج.

(3)

كذا في الأصل، و"الرياح" جمع "ريح"؛ والريح مؤنَّثة؛ والجادَّة أن يكون:"الرياح ثمانٍ"؛ أي: ثماني رياح. وما في الأصل يُوجَّه على أنه لم يخالف هنا بين العدد والمعدود؛ لعدم ذكر المعدود في الكلام.

والوجه الثاني: أن يكون قدر المعدود مذكرًا فأنث العدد؛ أي: الرياح ثمانية أنواع، أو نحو ذلك. وانظر في تأنيث العدد وتذكيره إذا لم يذكر المعدود:"ارتشاف الضرب"(2/ 755)، و"شرح النووي على صحيح مسلم"(8/ 57)، و"شرح الأشموني"(1254)، و "همع الهوامع"(3/ 255).

والوجه الثالث: أنه ذكَّر "الريح" حملًا على معنى "الهواء"؛ قال أبو البركات الأنباري: "والريح وأسماؤها مؤنثة"، وقال الفيومي:"والريح مؤنثة على الأكثر؛ فيقال: هي الريح، وقد تذكَّر على معنى الهواء؛ فيقال: هو الريح، وهبَّ الريح". اهـ. وانظر في الحمل على المعنى: التعليق على الحديث [1317].

وانظر في تأنيث "الريح" وتذكيرها: "البلغة في الفرق بين المذكر والمؤنث" لابن الأنباري (ص 68)، و"المصباح المنير"(ر و ح).

(*) كذا في الأصل، وتوجه على نحو ما تقدم في التعليق السابق.

ص: 356

والمبشِّراتُ، والنَّاشراتُ، والمرسَلاتُ، وأما العذابُ: فالصَّرْصَرُ، والعَقيمُ؛ فهاتان في البَرِّ، والعاصفُ، والقاصفُ؛ وهما في البحرِ.

[قولُهُ تعالى: {فَلَوْلَا نَصَرَهُمُ الَّذِينَ اتَّخَذُوا مِنْ دُونِ اللَّهِ قُرْبَانًا آلِهَةً بَلْ ضَلُّوا عَنْهُمْ وَذَلِكَ إِفْكُهُمْ وَمَا كَانُوا يَفْتَرُونَ (28)}]

[1991]

حدَّثنا سعيدٌ، قال: نا عَمرُو بنُ ثابتٍ

(1)

، عن أبيه

(2)

قال: سمعتُ عبدَ اللهِ بنَ الزُّبيرِ يقرأُ: {وَذَلِكَ إِفْكُهُمْ}

(3)

.

(1)

تقدم في تخريج الحديث [179] أنه متروك.

(2)

هو: ثابت بن هرمز الكوفي أبو المقدام الحداد، تقدم في الحديث [200] أنه ثقة.

[1991]

سنده ضعيف جدًّا؛ لحال عمرو بن ثابت.

وعزاه السيوطي في "الدر المنثور"(13/ 341) للمصنِّف.

وقد أخرجه السرقسطي في "الدلائل في غريب الحديث"(461) من طريق المصنِّف.

(3)

لم تضبط الكلمة في الأصل، ولابن الزبير فيها قراءتان؛ يحتملهما الرسم هنا: الأولى: {إِفْكُهُمْ} بفتح الهمزة مقصورة وفتح الفاء والكاف؛ فعلًا ماضيًا؛ أي: صَرَفَهم؛ وبها قرأ ابن عباس وأُبي بن كعب وأبو عياض وعكرمة وحنظلة بن النعمان ومجاهد وأبو رزين والشعبي وأبو العالية والجحدري.

والثانية: {إِفْكُهُمْ} بفتح الِهمزة ممدودةً وفتح الفاء والكاف؛ فعلًا ماضيًا أيضًا، على وزن "فَاعَلَ" أو "أفْعَلَ"؛ وبها قرأ ابن عباس أيضًا.

وقرأ الجمهور - وهي القراءة المتواترة -: {إِفْكُهُمْ} ، بكسر الهمزة وسكون الفاء ورفع الكاف؛ مصدرًا.

وقرأ ابن عباس أيضًا: {إِفْكُهُمْ} بفتح الهمزة وسكون الفاء ورفع الكاف؛ مصدرًا آخر.

وقرأ سعد بن أبي وقاص وعكرمة وأبو عياض وابن يعمر وأبو عمران: {إِفْكُهُمْ} بفتح الثلاثة مع تشديد الفاء؛ فعلًا ماضيًا أيضًا، والتشديد للمبالغة.

وقرأ ابن عباس وابن مسعود وأبو المتوكل: {إِفْكُهُمْ} بمد الهمزة مفتوحة وكسر الفاء ورفع الكاف؛ اسم فاعل. =

ص: 357

[قولُهُ تعالى: {وَإِذْ صَرَفْنَا إِلَيْكَ نَفَرًا مِنَ الْجِنِّ يَسْتَمِعُونَ الْقُرْآنَ فَلَمَّا حَضَرُوهُ قَالُوا أَنْصِتُوا فَلَمَّا قُضِيَ وَلَّوْا إِلَى قَوْمِهِمْ مُنْذِرِينَ (29)}]

[1992]

حدَّثنا سعيدٌ، قال: نا سُفْيانُ، عن ابنِ أبي نَجيحٍ، عن مجاهدٍ، قال: ليس في الجنِّ رسلٌ، إنما الرُّسلُ في الإِنسِ، ولكنَّ النِّذارَ

(1)

في الجنِّ. وقرأ: {وَلَّوْا إِلَى قَوْمِهِمْ مُنْذِرِينَ} .

* * *

= وتقرأ أيضًا: {إِفْكُهُمْ} بفتح الهمزة مقصورة وفتح الفاء ورفع الكاف؛ مصدرًا ثالثًا.

تنبيه: ضبطت القراءة بالشكل في "الدلائل في غريب الحديث" و "الدر المنثور": "أَفَكَهُمْ" ولا ندري إن كانت من ضبط المؤلفين أو من ضبط المحققين.

وانظر: "مختصر ابن خالويه"(ص 140)، و"المحتسب"(2/ 267 - 268)، و"زاد المسير"(7/ 386 - 387)، و"تفسير القرطبي"(19/ 219 - 220)، و "البحر المحيط"(8/ 66)، و "الدر المصون"(9/ 678 - 679)، و "معجم القراءات" للخطيب (8/ 509 - 510).

[1992]

سنده صحيح.

وعزاه السيوطي في "الدر المنثور"(6/ 205) لعبد بن حميد وابن المنذر وابن أبي حاتم.

وقد أخرجه عبد الرزاق في "تفسيره"(2/ 216) عن ابن عيينة، به.

وأخرجه إسحاق بن إبراهيم البستي في "تفسيره"(ق 190/ أ - ب)، وابن أبي حاتم في "تفسيره"(7903 و 8427)؛ من طريق ابن أبي عمر العدني، عن ابن عيينة، به.

(1)

كذا في الأصل. وفي مصادر التخريج: "النِّذارة"، وهي اسمٌ من "الإنذار"، وهو التخويف في الإبلاغ. ولعلها مصدر "نَاذَرَ نِذارًا" - كـ"قاتل قتالًا" - بمعنى تبادُلِ الإنذارِ؛ والذي في "تاج العروس" (ن ذ ر): التَّناذُرُ؛ نَنَاذرَ القومُ: أنذر بعضُهم بعضًا.

ص: 358