الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
تَفسيرُ سُورةِ ص
[قولُهُ تعالى: {مَا سَمِعْنَا بِهَذَا فِي الْمِلَّةِ الْآخِرَةِ إِنْ هَذَا إِلَّا اخْتِلَاقٌ (7)}]
[1831]
حدَّثنا سعيدٌ، قال: نا سُفْيانُ، عن ابنِ أبي لَبيدٍ
(1)
، عن محمدِ بنِ كعبٍ؛ في قولِهِ عز وجل:{فِي الْمِلَّةِ الْآخِرَةِ} ؛ قال: يعني: ملَّةَ عيسى.
[قولُهُ تعالى: {إِنَّا سَخَّرْنَا الْجِبَالَ مَعَهُ يُسَبِّحْنَ بِالْعَشِيِّ وَالْإِشْرَاقِ (18)}]
[1832]
حدَّثنا سعيدٌ، قال: نا هُشَيمٌ، قال: نا العوَّامُ
(2)
، عمَّن حدَّثه، عن ابنِ عبَّاسٍ؛ قال: قال: طلبْتُ صلاةَ الضُّحى في القرآنِ فوجدتُها ههنا: {بِالْعَشِيِّ وَالْإِشْرَاقِ} .
(1)
هو: عبد الله بن أبي لبيد، أبو المغيرة المدني، تقدم في الحديث [77] أنه ثقة.
[1831]
سنده صحيح.
وعزاه السيوطي في "الدر المنثور"(12/ 508) لعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم.
وقد أخرجه ابن جرير في "تفسيره"(20/ 22) من طريق يحيى بن معين، عن ابن عيينة، به.
(2)
هو: ابن حوشب، وتقدم في الحديث [11] أنه ثقة ثبت.
[1832]
سنده ضعيف؛ لجهالة شيخ العوام بن حوشب، وسيأتي بسند صحيح عن ابن عباس، لكنه ذكر آية سورة النور {بِالْغُدُوِّ وَالْآصَالِ} والمعنى واحد.
وعزاه السيوطي في "الدر المنثور"(12/ 518) للمصنِّف.
وقد أخرجه عبد الرزاق (4870 و 4871) من طريق عطاء الخراساني، عن ابن عباس؛ قال: صلاة الضحى في القرآن، ولكن لا يغوص عليها إلا غائص، ثم قرأ:{يُسَبِّحْنَ بِالْعَشِيِّ وَالْإِشْرَاقِ} .
وعطاء الخراساني، تقدم في الحديث [1278] أنه صدوق، إلا أنه كثير الإرسال، ولم يسمع من أحد من الصحابة.
وأخرجه ابن أبي شيبة (7872)، وابن جرير في "تفسيره"(10/ 670)؛ =
[قولُهُ تعالى: {وَشَدَدْنَا مُلْكَهُ وَآتَيْنَاهُ الْحِكْمَةَ وَفَصْلَ الْخِطَابِ (20)}]
[1833]
حدَّثنا سعيدٌ، قال: نا هُشَيمٌ وأبو عَوَانةَ، عن أبي بشرٍ
(1)
عن مُجاهدٍ؛ في قولِهِ عز وجل: {وَآتَيْنَاهُ الْحِكْمَةَ} ؛ قال: الصوابَ.
= من طريق وكيع، عن محمد بن شريك، عن ابن أبي مليكة، عن ابن عباس؛ أنه سُئل عن صلاة الضحى، فقال: إنها لفي كتاب الله، ولا يغوص عليها إلا غواص، ثم قرأ:{فِي بُيُوتٍ أَذِنَ اللَّهُ أَنْ تُرْفَعَ وَيُذْكَرَ فِيهَا اسْمُهُ يُسَبِّحُ لَهُ فِيهَا بِالْغُدُوِّ وَالْآصَالِ (36)} [النور: 36]. هذا لفظ ابن أبي شيبة، وهذا إسناد صحيح، محمد بن شريك، تقدم في الحديث [248] أنه ثقة.
وأخرجه أحمد بن منيع في "مسنده" - كما في "المطالب العالية"(3694) - من طريق أبي أحمد الزبيري، عن حنظلة بن عبد الحميد، عن الضحَّاك بن قيس، عن ابن عباس، قال: لقد أتى علينا زمإن وما ندري ما وجه هذه الآية: {يُسَبِّحْنَ بِالْعَشِيِّ وَالْإِشْرَاقِ} ؛ حتى رأينا الناس يصلُّون الضُّحى.
وحنظلة بن عبد الحميد ضعيف كما في "التقريب"، وهو المعروف بحنظلة السدوسي، واختلف في اسم أبيه؛ فقيل: عبيد الله، وقيل: عبد الرحمن، ويسميه أبو أحمد الزبيري:"عبد الحميد".
(1)
هو: جعفر بن أبي وحشية، تقدم في الحديث [121] أنه ثقة، لكم روايته عن مجاهد ضعيفة؛ لأنه لم يسمع منه.
[1833]
سنده ضعيف؛ لما تقدم عن رواية أبي بشر عن مجاهد، ولكنه لم ينفرد به؛ فقد تقدم برقم [448] عن أبي عوانة، عن أبي بشر، وتقدمت هناك بعض المتابعات الصحيحة لأبي بشر.
وعزاه السيوطي في "الدر المنثور"(12/ 522) للمصنِّف وعبد بن حميد وابن المنذر.
وقد أخرجه أبو عبيد القاسم بن سلام في "الخطب والمواعظ"(ص 101)، والرامهرمزي في "أمثال الحديث"(ص 92)؛ من طريق الحسن بن علي الواسطي؛ كلاهما (أبو عبيد، والحسن بن علي) عن هشيم، عن أبي بشر، عن مجاهد؛ في قوله تعالى:{وَلَقَدْ آتَيْنَا لُقْمَانَ الْحِكْمَةَ} [لقمان: 12]؛ قال: الصواب.
وأخرجه ابن أبي حاتم في "تفسيره" - كما في "فتح الباري"(6/ 456) - من طريق أبي بشر، عن مجاهد، قال: الحكمة: الصواب.
[1834]
حدَّثنا سعيدٌ، قال: نا عمرُو بنُ ثابتٍ الحدَّادُ
(1)
، قال: نا الحَكَمُ
(2)
، عن مُجاهدٍ؛ قال: الأَيمانُ والشُّهودُ.
[1835]
حدَّثنا سعيد، قال: نا سُفيانُ، عن زكريَّا
(3)
، عن الشَّعْبيِّ، سمعَ زيادًا
(4)
يقولُ: فصلُ الخطابِ الذي أُوتِيَ داودُ: "أمَّا بعدُ".
(1)
تقدم في تخريج الحديث [179] أنه متروك.
(2)
هو: ابن عتيبة، تقدمٍ في تخريج الحديث [28] أنه ثقة ثبت فقيه.
[1834]
سنده ضعيف جدًّا؛ لحال عمرو بن ثابت.
وعزاه السيوطي في "الدر المنثور"(12/ 522) للمصنِّف وعبد بن حميد وابن المنذر.
وقد أخرجه الفراء في "معاني القرآن"(2/ 401) عن عمرو بن ثابت، به.
وأخرجه ابن أبي شيبة (23301) من طريق أشعث بن سوار، و (23304)، والثعلبي في "تفسيره"(8/ 185)، والبيهقي (10/ 181)؛ من طريق شعبة؛ كلاهما (أشعث، وشعبة) عن الحكم بن عتيبة، عن شريح، قال: الأيمان والشهود. وإسناده صحيح عن شريح.
وأخرجه سفيان الثوري في "تفسيره"(826) عن رجل، عن مجاهد.
وأخرجه ابن جرير في "تفسيره"(20/ 49)، وابن أبي حاتم في "تفسيره" - كما في "تغليق التعليق"(4/ 30) - من طريق الليث بن أبي سُليم، عن مجاهد:{وَفَصْلَ الْخِطَابِ} ؛ قال: إصابة القضاء وفهمه. والليث بن أبي سُليم، تقدم في الحديث [9] أنه صدوق اختلط جدًّا، ولم يتميز حديثه، فترك.
وعلَّقه البخاري في "صحيحه"(6/ 456/ فتح الباري) عن مجاهد، قال: الفهم في القضاء.
(3)
هو: ابن أبي زائدة، تقدم في الحديث [590] أنه ثقة، ولكنه يدلس في روايته عن الشعبي.
(4)
هو: زياد بن أبيه، وهو زياد بن عبيد الثقفي، وهو زياد بن سمية، وهي أمه، وهو زياد بن أبي سفيان الذي استلحقه معاوية رضي الله عنه، وذكر أنه أخوه.
[1835]
سنده صحيح إلى زياد، وقد صرَّح زكريا بالسماع في رواية ابن أبي شيبة.
وعزاه السيوطي في "الدر المنثور"(12/ 524) للمصنِّف وابن أبي شيبة وابن سعد وعبد بن حميد وابن المنذر.=
[قولُهُ تعالى: {وَظَنَّ دَاوُودُ أَنَّمَا فَتَنَّاهُ فَاسْتَغْفَرَ رَبَّهُ وَخَرَّ رَاكِعًا وَأَنَابَ (24)}]
[1836]
حدَّثنا سعيدٌ، قال: نا خلفُ بنُ خليفةَ
(1)
، عن أبي هاشمٍ
(2)
، عن سعيدِ بنِ جُبيرٍ؛ قال: إنَّما كانت فتنةُ داودَ: النَّظرَ
(3)
.
= وعزاه الحافظ في "فتح الباري"(2/ 404) للمصنِّف.
وقد أخرجه السبكي في "طبقات الشافعية الكبرى"(1/ 206) من طريق المصنِّف.
وأخرجه إسحاق بن إبراهيم البستي في "تفسيره"(ق 157/ أ) عن ابن أبي عمر، عن ابن عيينة، به.
وأخرجه ابن سعد في "الطبقات الكبرى"(7/ 99) عن رجل، وابن أبي شيبة (26248) عن محمد بن بشر، وابن أبي شيبة أيضًا (23303)، وابن الأنباري في "الزاهر في معاني كلمات الناس"(2/ 351)؛ من طريق وكيع، وهشام بن عمار في "حديثه"(63) عن سعيد بن يحيى اللخمي، وابن الأنباري أيضًا (2/ 351) من طريق يعلى بن عبيد الطنافسي، والثعلبي في "تفسيره"(8/ 185) من طريق إسحاق بن يوسف الأزرق؛ جميعهم (الرجل، وابن بشر، ووكيع، وسعيد، ويعلى، وإسحاق) عن زكريا، به.
وأخرجه ابن جرير في "تفسيره"(20/ 51) من طريق جابر بن نوح، عن إسماعيل بن أبي خالد، عن الشعبي، قوله، ولم يذكر زيادًا. وجابر بن نوح ضعيف؛ كما في "التقريب".
(1)
تقدم في الحديث [76] أنه صدوق، إلا أنه اختلط في آخر عمره.
(2)
هو: يحيى بن دينار، وقيل: ابن الأسود، وقيل: ابن نافع، أبو هاشم الرُّمَّاني، تقدم في الحديث [76] أنه ثقة، روى له الجماعة.
[1836]
سنده ضعيف؛ لحال خلف بن خليفة.
وعزاه السيوطي في "الدر المنثور"(12/ 537) للمصنِّف وابن أبي شيبة.
وقد أخرجه ابن أبي شيبة (32427 و 35253) عن خلف بن خليفة، به.
وأخرجه ابن أبي الدنيا في "الورع"(63) عن محمد بن حسان السمتي، عن خلف بن خليفة، به.
(3)
القول بأن فتنة داود عليه السلام كانت في النَّظر، وما يحكيه القُّصَّاص في ذلك - هو من الإسرائيليات؛ قال ابن كثير في "تفسيره" (12/ 81 - 82): "ذكر المفسرون=
[قولُهُ تعالى: {فَغَفَرْنَا لَهُ ذَلِكَ وَإِنَّ لَهُ عِنْدَنَا لَزُلْفَى وَحُسْنَ مَآبٍ (25)}]
[1837]
حدَّثنا سعيدٌ، قال: نا أبو مَعْشَرٍ
(1)
، عن محمَّدِ بنِ كعبٍ ومحمدِ بنِ قيسٍ
(2)
، أنهما قالا في قولِهِ عز وجل:{وَإِنَّ لَهُ عِنْدَنَا لَزُلْفَى} ؛ قال
(3)
: الزُّلْفَى: أولُ مَن يشربُ مِن الكأسِ يومَ القيامةِ داودُ وابنُه عليهما السلام.
= ها هنا قصة أكثرها مأخوذ من الإسرائيليات، ولم يثبت فيها عن المعصوم حديث يجب اتباعه". اهـ.
وقال أبو حيان في "البحر المحيط"(7/ 377 - 378): "والذي يذهب إليه: ما دل عليه ظاهر الآية: من أن المتسوِّرين المحراب كانوا من الإنس، دخلوا عليه من غير المدخل، وفي غير وقت جلوسه للحكم، وأنه فزع منهم ظانًّا أنهم يغتالونه، إذ كان منفردًا في محرابه لعبادة ربه، فلما اتضح له أنهم جاءوا في حكومة، وبرز منهم اثنان للتحاكم كما قص الله تعالى
…
، فلم يقع ما كان ظنه، فاستغفر من ذلك الظن حيث أُخلف، ولم يقع مظنونه، وخرَّ ساجدًا
…
ويعلم قطعًا أن الأنبياء عليهم السلام معصومون من الخطايا، لا يمكن وقوعهم في شيء منها، ضرورة أن لو جوزنا عليهم شيئًا من ذلك بطلت الشرائع، ولم نثق بشيء مما يذكرون أنه أوحى الله به إليهم، فما حكى الله تعالى في كتابه يُمَرُّ على ما أراده تعالى، وما حكى القصاص مما فيه غضٌّ عن منصب النبوة طرحناه". اهـ.
وانظر: "تفسير القرطبي"(18/ 175).
(1)
هو: نجيح بن عبد الرحمن السندي، تقدم في الحديث [167] أنه ضعيف.
(2)
تقدم في الحديث [934] أن هناك اثنين يقال لهما: محمد بن قيس، ويروي عنهما أبو معشر نجيح السندي.
[1837]
سنده ضعيف؛ لضعف أبي معشر.
وعزاه السيوطي في "الدر المنثور"(12/ 550) للمصنِّف وابن المنذر.
وذكره القرطبي في "تفسيره"(18/ 183) عن محمد بن كعب ومحمد بن قيس.
(3)
كذا في الأصل: "قال"، والجادة:"قالا"، وما في الأصل له وجوه في العربية، تقدمت في التعليق على نحوه في الحديث [1189، 1492].
[قولُهُ تعالى: {كِتَابٌ أَنْزَلْنَاهُ إِلَيْكَ مُبَارَكٌ لِيَدَّبَّرُوا آيَاتِهِ وَلِيَتَذَكَّرَ أُولُو الْأَلْبَابِ (29)}]
[1838]
حدَّثنا سعيدٌ، قال: نا أبو شِهابٍ
(1)
، عن [الصَّلْتِ]
(2)
ابنِ بَهْرامَ
(3)
، عن الحسنِ؛ في قولِهِ: عز وجل: {لِيَدَّبَّرُوا آيَاتِهِ} ؛ قال: إنَّما تدبُّرُ آياتِهِ: إتباعُهُ بعملِهِ.
[قولُهُ تعالى: {وَلَقَدْ فَتَنَّا سُلَيْمَانَ وَأَلْقَيْنَا عَلَى كُرْسِيِّهِ جَسَدًا ثُمَّ أَنَابَ (34)}]
[1839]
حدَّثنا سعيدٌ، قال: نا أبو عَوانةَ، عن أبي بشرٍ
(4)
، عن سعيدِ بنِ جُبيرٍ؛ في قولِهِ عز وجل:{وَأَلْقَيْنَا عَلَى كُرْسِيِّهِ جَسَدًا ثُمَّ أَنَابَ} ؛ قال: الشَّيطانُ
(5)
؛ دخلَ سليمانُ الحمَّامَ، فوضعَ خاتمَهُ عندَ امرأةٍ مِن أوثقِ نسائِهِ في نفسِهِ، فأتاها الشيطان، فتمثَّلَ لها على صورةِ
(1)
هو: عبد ربه بن نافع الكناني الحناط، تقدم في الحديث [7] أنه صدوق.
(2)
في الأصل: "الصلب"، وتقدم على الصواب برقم [135].
(3)
تقدم في الحديث [135] أنه ثقة، رُمي بالإرجاء.
[1838]
تقدم هذا الأثر بالإسناد نفسه بأطول مما هنا، برقم [135]، فانظر تخريجه هناك.
وعزاه السيوطي في "الدر المنثور"(12/ 564) للمصنِّف.
(4)
هو: جعفر بن إياس، تقدم في الحديث [121] أنه ثقة، من أثبت الناس في سعيد بن جبير.
(5)
رسمها في الأصل: "السيطن" بإهمال السين وبلا ألف بعد الطاء، في حين رسمها فيما يلي على الجادة. والمراد به تفسير الجسد الملقى على الكرسي.
[1839]
سنده صحيح إلى سعيد بن جبير، وقد روي عنه عن ابن عباس، وروي بإسناد صحيح عن ابن عباس، عن كعب الأحبار؛ كما سيأتي، فاتضح أن الخبر من الإسرائيليات.
وعزاه السيوطي في "الدر المنثور"(12/ 578 - 579) لعبد بن حميد.
وقد أخرجه ابن جرير في "تفسيره"(20/ 88)، والأزهري في "تهذيب اللغة"(10/ 567)؛ من طريق شعبة، عن أبي بشر، عن سعيد بن جبير، مختصرًا بلفظ:{وَأَلْقَيْنَا عَلَى كُرْسِيِّهِ جَسَدًا} ؛ قال: شيطانًا. =
سليمانَ، وأخذ الخاتمَ منها، فلمَّا خرجَ سليمانُ أتاها، فقال: هاتي خاتمي. قالت: قد دفعتُهُ إليك. قال: ما دفعتِهِ إليَّ. وهربَ سليمانُ، فجاءَ الشيطانُ، فجلس على مُلْكِهِ، وانطلقَ سليمانُ هاربًا في الأرضِ يتتبَّعُ، ورقَ الشجرِ خمسين ليلةً، وأنكرَ بنو إسرائيلَ أمرَ الشَّيطانِ، فقال بنو إسرائيلَ بعضُهم لبعضٍ: هل تُنْكِرون من أمرِ مَلِكِكُم ما قد أنكرْنا؟ قالوا: نعمْ. فقالوا: إمَّا لقد هلكْتُم أنتم بعامَّةٍ، وإما لقدْ هلكَ مَلِكُكم. فلما انقضتْ مُدَّتُهُ انطلقَ سليمانُ حتى أتى ساحلَ البحرِ، وجدَ صيادين يصطادون السمكَ، وقد اصطادوا سمكًا كثيرًا فأنْتَنَ
= وأخرجه ابن أبي شيبة (23296)، وابن أبي الدنيا في "العقوبات"(192)، والنسائي في "السنن الكبرى"(10926)، وابن جرير في "تفسيره"(2/ 324)، وابن أبي حاتم في "تفسيره" - كما في "تفسير ابن كثير"(12/ 92 - 93) - من طريق أبي معاوية محمد بن خازم، عن الأعمش، عن المنهال ابن عمرو، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس، نحوه. والمنهال بن عمرو، تقدم في الحديث [1021] أنه صدوق.
وأخرجه عبد الرزاق في "تفسيره"(2/ 165 - 166) عن إسرائيل بن يونس، عن فرات بن أبي عبد الرحمن القزاز، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس، قال: أربع آيات في كتاب الله لم أدر ما هنَّ حتى سألت عنهنَّ كعب الأحبار
…
، فذكر بعض هذه الآيات، ثم قال: وسألته عن قول الله: {وَأَلْقَيْنَا عَلَى كُرْسِيِّهِ جَسَدًا ثُمَّ أَنَابَ} ؟ قال: شيطان أخذ خاتم سليمان الذي فيه ملكه، فقذف به في البحر، فوقع في بطن سمكة، فانطلق سليمان يطوف، إذ تُصُدِّق عليه بتلك السمكة، فاشتواها فأكلها، فإذا فيها خاتمه، فرجع إليه ملكه. وسنده صحيح.
وأخرجه ابن جرير في "تفسيره"(20/ 88) من طريق عطية بن سعد العوفي، عن ابن عباس، قال: الجسد: الشيطان الذي دفع إليه سليمان خاتمه، فقذفه في البحر، وكان ملك سليمان في خاتمه، وكان اسمَ الجني: صخرٌ.
وعطية العوفي تقدم في تخريج الحديث [454] أنه ضعيف.
وأخرجه ابن جرير في "تفسيره"(20/ 88) من طريق علي بن أبي طلحة، عن ابن عباس، قال: هو صخر الجني، تمثَّل على كرسيه جسدًا.
وعلي بن أبي طلحة تقدم في تخريج الحديث [1011] أنه متكلم فيه،=
عليهم بعضُه، فقال: أطعموني فإني سليمانُ. فوثبَ عليه رجلٌ منهم فضربَهُ؛ غضبًا لسليمانَ، فأتى تلك الحيتانَ التي ألقوا، فأخذَ منها حوتين أو ثلاثةً، فانطلقَ بها إلى البحرِ يغسلُها، فشقَّ بطنَ حوتٍ، فإذا هو بالخاتمِ في بطنِها
(1)
، فأخذَه فجعلَه في يدِهِ؛ فعادَ إلى مُلْكِهِ، فجاءَ الصيادون يسعون إليه، فقال: لكن حين استطعمْتُكم فلم تُطعِموني، وضربتموني، فلم أُهِنْكم
(2)
إذ أهنتُمُوني، ولم أحمدْكم إذ أكرمْتُموني.
[قولُهُ تعالى: {قَالَ رَبِّ اغْفِرْ لِي وَهَبْ لِي مُلْكًا لَا يَنْبَغِي لِأَحَدٍ مِنْ بَعْدِي إِنَّكَ أَنْتَ الْوَهَّابُ (35)}]
[1840]
حدَّثنا سعيدٌ، قال: نا حزمُ بنُ أبي حزمٍ
(3)
، قال: سمعْتُ الحسنَ يقولُ: ذُكِرَ لي أن نبيَّ اللهِ صلى الله عليه وسلم سليمانَ راضَ
(4)
المرأةَ على أمرٍ، فذُكِرَ لي أنه لم يبرحْ حتى امتلأَ البيتُ دمًا، فلمَّا رأى ذلك
= ولم يسمع من ابن عباس، بل روايته عنه مرسلة. وانظر الحديث التالي.
(1)
كذا في الأصل، وقد نصَّ الفيومي في "المصباح"(1/ 213) على أن "الحوت" مذكر، وفي "تاج العروس" (ح و ت):"الحوت: السمكة، كما في "الصحاح". وفي "المحكم": السمك". اهـ. فكأنه يحكي خلافًا. وعلى تذكيره، فقد أنث الضمير هنا حملًا على معنى "السمكة". وانظر في الحمل على المعنى: التعليق على الحديث [1317].
وانظر: "الصحاح"(1/ 247)، و "المحكم"(3/ 379).
(2)
في "الدر المنثور": "أَلُمْكُمْ".
(3)
تقدم في الحديث [46] أنه ثقة.
(4)
راض فلانًا على كذا؛ أي: حمله على فعله. انظر: "الصحاح"(3/ 1081)، و"لسان العرب" و"تاج العروس"(ر و ض).
[1840]
سنده صحيح إلى الحسن البصري، ولكنه لم يذكر عمن أخذه، والظاهر أنه من الإسرائيليات كما سبق التعليق على مثله في الحديث السابق، والحديث [1836].=
نبيُّ اللهِ خرجَ، فانطلقَ إلى الحمَّامِ ليغتسلَ، فلمَّا أرادَ أن يدخلَ وضعَ خاتمَهُ ثم دخلَ، وجاءَ الشيطانُ فأخذَ الخاتمَ، فانطلقَ إلى نهرٍ كثيرِ الماءِ، فأرماه
(1)
فيه، فخرجَ نبيُّ اللهِ، فذُكِرَ لي أنه لم يُؤْوِيهِ
(2)
أحدٌ من الناسِ، ولم يُعرَفْ أربعين ليلةً، وكان يأوي إلى امرأةٍ مسكينةٍ، فانطلقَ ذاتَ يومٍ؛ فبينا هو قائمٌ على شطِّ نهرٍ إذْ وجدَ سمكةً فأتى بها المرأةَ، فقال: اصنعيها، فشقَّتْها، فإذا هي بالحلقةِ في جوفِها، فأخذ الخاتمَ، فجعلَه في يدِهِ، فعندَ ذلك سألَ ربَّه عز وجل: هَبْ لي {مُلْكًا لَا يَنْبَغِي لِأَحَدٍ مِنْ بَعْدِي إِنَّكَ أَنْتَ الْوَهَّابُ} .
= وقد أخرجه الحسين المروزي في زوائده على "الزهد" لابن المبارك (1061) عن الفضل بن موسى، وابن أبي الدنيا في "العقوبات"(194) عن خالد بن خداش؛ كلاهما عن حزم بن أبي حزم، به.
وأخرجه ابن عساكر في "تاريخ دمشق"(22/ 251) من طريق قتادة، عن الحسن، نحوه.
وأخرجه ابن أبي الدنيا في "العقوبات"(193)، وابن جرير في "تفسيره"(20/ 88)؛ من طريق المبارك بن فضالة، عن الحسن:{وَأَلْقَيْنَا عَلَى كُرْسِيِّهِ جَسَدًا} ؛ قال: شيطانًا.
(1)
رمى الشيء وأرماه: ألقاه. "تاج العروس"(ر م ي).
(2)
كذا في الأصل بإثبات الياء، والفعل معتل الآخر مجزوم بـ "لم"، والجادَّة أن تكون:"لم يُؤوِهِ". وما في الأصل عربي صحيح، وله وجهان في العربية تقدما في التعليق على نحوه في الحديث [1417].
ووجه ثالث هنا؛ وهو: أن الفعل مرفوع على لغة لبعض العرب حكاها ابن مالك، أنهم يرفعون الفعل المضارع بعد "لم" حملًا لها على "ما" أو "لا" النافيتين. وقد ضعفها ابن مالك نفسه، وعدها ابن عصفور في الشعر من الضرورة.
انظر: "شرح التسهيل"(1/ 28)، (4/ 66)، و"شرح الكافية الشافية"(ص 1570 - 1576)، و"مغني اللبيب"(ص 275)، و"همع الهوامع"(2/ 543)، و"خزانة الأدب"(9/ 3 - 4)، و"ضرائر الشعر"(ص 310).
[1841]
حدَّثنا سعيدٌ، قال: نا حمَّادُ بنُ زيدٍ، عن عاصمٍ
(1)
، عن زِر
(2)
، عن عبدِ اللهِ؛ أنَّهُ كانَ لا يسجدُ في {صَ} ، ويقولُ: إنما هي توبةُ نبيٍّ.
[1842]
حدَّثنا سعيدٌ، قال: نا سُفيانُ، عن عبدةَ بنِ أبى لُبَابةَ
(3)
، عن زِرٍّ؛ أنَّ عبدَ اللهِ كانَ لا يسجدُ في {ص} .
(1)
هو: عاصم بن بهدلة، تقدم في الحديث [17] أنه صدوق حسن الحديث.
(2)
هو: زِرُّ بن حُبيش، تقدم في تخريج الحديث [62] أنه ثقة.
[1841]
سنده حسن؛ لحال عاصم، وقد توبع كما سيأتي وكما في الأثرين التاليين، فالأثر صحيح عن ابن مسعود.
وعزاه السيوطي في "الدر المنثور"(12/ 548) للمصنِّف وابن أبى شيبة والطبراني والبيهقي في "سنننه".
وقد أخرجه الطبراني في "المعجم الكبير"(9/ رقم 8720)، والبيهقي (2/ 319)؛ من طريق المصنِّف.
وأخرجه ابن المنذر في "الأوسط"(2819)، والطبراني في "المعجم الكبير"(9/ رقم 8719)؛ من طريق حجاج بن المنهال، والطبراني (9/ رقم 8720) من طريق أبي النعمان محمد بن الفضل؛ كلاهما (حجاج، وأبو النعمان) عن حماد بن زيد، به.
وأخرجه ابن أبي شيبة (4296) عن أبي بكر بن عياش، والطبراني في "المعجم الكبير"(9/ رقم 8718) من طريق مِسْعر بن كِدام؛ كلاهما (أبو بكر بن عياش، ومسعر) عن عاصم بن بهدلة، به.
وأخرجه عبد الرزاق (5873)، وابن أبي شيبة (4297)، والطبراني في "المعجم الكبير"(9/ رقم 8717)، والبيهقي (2/ 319)، من طريق مسروق بن الأجدع، عن ابن مسعود، به.
(3)
هو: عَبْدَة بن أبي لُبابة الأسْديُّ، مولاهم، ويقال: مولى قريش، أبو القاسم البزَّاز الكوفي، نزيل دمشق. ثقة؛ وثَّقه العجلي ويعقوب بن سفيان والنسائي وابن خِراش. وانظر:"التاريخ الكبير"(6/ 114)، و "معرفة الثقات" للعجلي (2/ 108)، و"الجرح والتعديل"(6/ 89)، و "الثقات" لابن حبان (5/ 145)، و "تهذيب الكمال"(18/ 541).
[1842]
سنده صحيح، وانظر الأثر السابق، والأثر التالي.=
[1843]
حدَّثنا سعيد، قال: نا هُشَيمٌ، قال: نا مُغيرةُ، عن إبراهيمَ؛ وأنا داودُ
(1)
، عن الشَّعْبيِّ؛ قالا
(2)
: كانَ عبدُ اللهِ لا يسجدُ {صَ} ، ويقولُ: إنَّما هي توبةُ نبيٍّ.
[1844]
حدَّثنا سعيدٌ، قال: نا هُشَيمٌ، قال: نا أبو بشرٍ
(3)
، عن
= وقد أخرجه الطبراني في "المعجم الكبير"(9/ رقم 8721)، والبيهقي (2/ 319)؛ من طريق المصنِّف.
وأخرجه الشافعي في "الأم"(7/ 188) عن سفيان بن عيينة، به.
(1)
هو: ابن أبي هند.
(2)
أي: إبراهيم والشعبي.
[1843]
سنده فيه المغيرة بن مقسم، وقد تقدم أنه ثقة إلا أنه كان يدلس عن إبراهيم النخعي، والشعبي لم يسمع من عبد الله بن مسعود؛ كما قال أبو حاتم الرازي في "المراسيل" لابنه (ص 160)، والأثر صحيح عن ابن مسعود، كما تقدم في الأثرين السابقين.
وقد أخرجه الطبراني في "المعجم الكبير"(9/ رقم 8722) من طريق المصنِّف.
وأخرجه ابن أبي شيبة (4298) عن هشيم، به.
وأخرجه أبو يوسف القاضي في "كتاب الآثار"(206)، ومحمد بن الحسن الشيباني في "كتاب الآثار"(209)؛ عن أبي حنيفة النعمان، عن حماد بن أبي سليمان، عن إبراهيم، عن ابن مسعود صلى الله عليه وسلم؛ أنه كان لا يسجد في {ص} .
وسقط من إسناد أبي يوسف ذكر إبراهيم.
(3)
هو: جعفر بن إياس، تقدم في الحديث [121] أنه ثقة، من أثبت الناس في سعيد بن جبير.
[1844]
سنده ضعيف؛ للانقطاع بين سعيد بن جبير وعمر بن الخطاب، وسيأتي بإسناد صحيح عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه.
وعزاه السيوطي في "الدر المنثور"(12/ 547) للمصنِّف وابن أبي شيبة.
وقد أخرجه ابن أبي شيبة (4284) عن هشيم، به.
وأخرجه البغوي في "الجعديات"(1713) من طريق شعبة، عن أبي بشر، به.
ورواه يحيى بن عباد أبو هبيرة، عن سعيد بن جبير، واختلف عليه: فأخرجه =
سعيدِ بنِ جُبيرٍ؛ أنَّ عمرَ بنَ الخطابِ رضي الله عنه كانَ يسجدُ في {ص} .
= أحمد في "العلل ومعرفة الرجال"(3682) عن وكيع، و (3683) عن عبد الله بن الوليد؛ كلاهما عن سفيان الثوري، عن سليمان بن أبي المغيرة العبسي، عن يحيى بن عباد، عن سعيد بن جبير، به.
وأخرجه أحمد في "العلل ومعرفة الرجال"(3684) من طريق عبد الله بن المبارك، عن سفيان الثوري، عن سليمان بن أبي المغيرة العبسي، عن يحيى بن عباد، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس، أن عمر سجد في {ص} .
وأخرجه مسدد في "مسنده" - كما في "إتحاف الخيرة المهرة" للبوصيري (5800)، و"المطالب العالية" لابن حجر (3696) - وأحمد في "العلل ومعرفة الرجال"(3685)؛ من طريق هشيم، عن سيار أبي الحكم، عن يحيى بن عباد، عن سعيد بن جبير، عن ابن عمر؛ أن عمر سجد في {ص} .
قال الدارقطني في "العلل"(130): "يرويه أبو هبيرة، عن سعيد بن جبير واختلف عنه: فرواه سليمان العبسي عن أبي هبيرة، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس، عن عمر؛ قال ذلك ابن المبارك، عن الثوري، عن سليمان، وخالفه وكيع وعبد الله بن الوليد العدني؛ روياه عن الثوري، ولم يذكرا فيه ابن عباس. ورواه سيار أبو الحكم فخالف فيه؛ رواه عن أبي هبيرة، عن سعيد بن جبير، عن ابن عمر، عن عمر؛ قاله هشيم عنه".
وأخرجه ابن أبي شيبة (4294) من طريق مصعب بن شيبة، والدارقطني في "السنن"(1/ 407) من طريق عكرمة بن خالد؛ كلاهما عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس، عن عمر.
وأخرجه عبد الرزاق (5862) عن ابن جريج: أخبرني سليمان بن أبي مسلم الأحول، عن مجاهد، عن ابن عباس؛ قال: رأيت عمر قرأ {ص} على المنبر، فنزل فسجد فيها، ثم رقي على المنبر. وهذا إسناد صحيح.
وأخرجه ابن أبي شيبة (34428)، والدولابي في "الكنى"(1757)، وابن عساكر في "تاريخ دمشق"(38/ 225) و (67/ 210 - 211)؛ من طريق عبيد أبي مريم الشامي، قال: لما قدم عمر الشام، أتى محراب داود فصلى فيه، فقرأ سورة {ص} ، فلما انتهى إلى السجدة سجد.
وأخرجه البيهقي في "معرفة السنن والآثار"(4458) من طريق أبي رافع الصائغ، قال: صليت مع عمر الصبح، فقرأ بـ {ص} ، فسجد فيها.
[1845]
حدَّثنا سعيدٌ، قال: نا هُشَيم، قال: نا حُصَين
(1)
والعوَّامُ
(2)
، عن مُجاهدٍ، عن ابنِ عبَّاسٍ، أنه كانَ يسجدُ في {ص} ، وتلا هذه الآيةَ:{أُولَئِكَ الَّذِينَ هَدَى اللَّهُ فَبِهُدَاهُمُ اقْتَدِهْ} ؛ قال: كانَ داودُ عليه السلام ممَّن أُمِرَ نبيُّكم
(3)
أن يَقْتَدِيَ به.
[1846]
حدَّثنا سعيدٌ، قال: نا هُشَيمٌ، قال: نا العوَّامُ، عن سعيدِ بنِ جُبَيْرٍ؛ أنَّ رسولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قرأَ سورةَ {ص} وهو على المنبرِ، فلمَّا أتى على السجدةِ قرأَها ثم نزلَ فسجدَ.
(1)
هو: ابن عبد الرحمن السلمي، تقدم في الحديث [56] أنه ثقة تغير حفظه في الآخر، لكنَّ هشيمًا - الراوي عنه هنا - هو ممن روى عنه قبل التغير؛ كما تقدم في الحديث [91].
(2)
هو: ابن حوشب، تقدم في الحديث [11] أنه ثقة ثبت فاضل.
[1845]
سنده صحيح.
وعزاه السيوطي في "الدر المنثور"(6/ 124 - 125) للمصنِّف والبخاري والنسائي وابن المنذر وابن أبي حاتم والطبراني وأبي الشيخ وابن مردويه.
وقد أخرجه الطحاوي في "شرح مشكل الآثار"(7/ 235)، والبيهقي في "معرفة السنن والآثار"(4455)؛ من طريق المصنِّف.
وأخرجه ابن أبي شيبة (4285) عن هشيم، به.
وأخرجه محمد بن الحسن الشيباني في "الحجة"(1/ 111) عن يعقوب بن إبراهيم، والنسائي في "الكبرى"(11104) من طريق شريك بن عبد الله النخعي؛ كلاهما عن حصين، وحده، به.
وقد تقدم برقم [888] عن شهاب بن خراش، و [889] عن يزيد بن هارون؛ كلاهما عن العوام بن حوشب، به، وانظر تتمة تخريجه هناك.
(3)
كتب بعدها في الأصل: "باتباعه"، ثم ضرب عليها.
[1846]
سنده ضعيف؛ لإرساله، وقد أخرجه البخاري (3422) وغيره، كما تقدم في تخريج الحديث [889] من طريق عكرمة، عن ابن عباس، قال: رأيت النبي صلى الله عليه وسلم يسجد فيها. وانظر الحديثين السابقين.
وعزاه السيوطي في "الدر المنثور"(12/ 547) للمصنِّف وابن أبي شيبة.
وقد أخرجه ابن أبي شيبة (4287 و 4386) عن هشيم، به.=
[قولُهُ تعالى: {وَخُذْ بِيَدِكَ ضِغْثًا فَاضْرِبْ بِهِ وَلَا تَحْنَثْ إِنَّا وَجَدْنَاهُ صَابِرًا نِعْمَ الْعَبْدُ إِنَّهُ أَوَّابٌ (44)}]
[1847]
حدَّثنا سعيدٌ، قال: نا أبو مُعاويةَ، قال: نا عبدُ الواحدِ بنُ أيمنَ
(1)
، عن عطاءٍ
(2)
، قال: أتاه رجلٌ، فقال: إني حلفْتُ ألَّا
= وأخرجه ابن خزيمة (551) عن عبد الله بن سعيد الأشج، عن حفص بن غياث وسليمان بن حيان أبي خالد الأحمر، عن العوَّام بن حوشب، عن سعيد بن جبير، عن ابنِ عباس، أنه كان يسجد في {ص} ، فقيل له، فقال:{أُولَئِكَ الَّذِينَ هَدَى اللَّهُ فَبِهُدَاهُمُ اقْتَدِهْ} [الأنعام: 90]، وقال: سجدها داود، وسجدها رسول الله صلى الله عليه وسلم.
وأخرجه محمد بن الحسن الشيباني في "الحجة"(1/ 109)، وفي "الآثار". (210)، والنسائي (957) من طريق الحجاج بن محمد، والدارقطني في "السنن"(1/ 407) من طريق عبد الله بن بزيع؛ جميعهم (الشيباني، وحجاج، وعبد الله) عن عمر بن ذر، عن أبيه، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس؛ أن النبي صلى الله عليه وسلم سجد في {ص} ، وقال:"سَجَدَها داودُ توبةً، ونسجدُها شكرًا".
وأخرجه عبد الرزاق (5870) عن معمر، والبستي في "تفسيره"(157/ أ)، والبيهقي (2/ 318 - 319)؛ من طريق سفيان بن عيينة؛ كلاهما (معمر، وابن عيينة) عن عمر بن ذر، عن أبيه، عن النبي صلى الله عليه وسلم.
قال البيهقي: "هذا هو المحفوظ، مرسلًا، وقد رُوي من أوجه عن عمر بن ذر، عن أبيه، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس، موصولًا، وليس بالقوي".
(1)
هو: عبد الواحد بن أيمن القرشي المخزومي، أبو القاسم المكي والد القاسم بن عبد الواحد، لا بأس به كما في "التقريب". قال عباس الدوري، عن يحيى بن معين:"ثقة"، وقال ابن الجنيد:"سألت يحيى عن عبد الواحد بن أيمن؟ فقال: مكي ثقة. قلت: ثقة؟ قال: ليس به بأس"، وقال أبو حاتم:"صالح الحديث"، وقال البزار:"مشهور، ليس به بأس في الحديث"، وقال النسائي:"ليس به بأس"، وذكره ابن حبان في "الثقات"، وروى له البخاري ومسلم والنسائي. انظر:"التاريخ الكبير"(6/ 59)، و "سؤالات ابن الجنيد"(409)، و "الجرح والتعديل"(6/ 19)، و "الثقات" لابن حبان (7/ 124)، و"تهذيب الكمال"(18/ 446)، و "تهذيب التهذيب"(2/ 630).
(2)
هو: ابن أبي رباح.
[1847]
سنده حسن. =
أكسوَ امرأتي درعًا حتى تقفَ بعرفةَ؟ فقال: احملْها على حمارٍ، ثم اذهبْ فقفْ بها عرفةَ
(1)
. فقال: إنما عنيتُ
(2)
يومَ عرفةَ. فقال له عطاءٌ: وأيوبُ حينَ حلفَ ليَجلِدَنَّ امرأتَهُ مئةَ جلدةٍ؛ أَنَوَى أن يضربَها بالضِّغْثِ
(3)
؟ إنَّما أَمَرَهُ اللهُ أن يأخذَ ضِغْثًا فيضربَها به. قال عطاءٌ: إنما القرانُ عِبَرٌ، إنما القرانُ عِبَرٌ.
[1848]
حدَّثنا سعيدٌ، قال: نا أبو مُعاويةَ، قال: نا عبدُ ربِّهِ بنُ أيمنَ
(4)
، عن عطاءٍ؛ بمثلِهِ.
= وعزاه الألوسي في "روح المعاني"(23/ 209) للمصنِّف، وقال:"سنده صحيح".
وقد أخرجه حرب بن إسماعيل الكرماني في "مسائله"(548) عن المصنِّف.
وأخرجه البيهقي (10/ 64) من طريق إسماعيل بن عبد الملك، عن عطاء، به.
وانظر الأثر التالي.
(1)
كذا في الأصل. وفي "روح المعاني": "بعرفة"، وهو الجادة. وما في الأصل - إن لم يكن تصحيفًا - يخرج على حذف حرف الجر وانتصاب الاسم بعده، وهو النصب على نزع الخافض. وانظر في ذلك التعليق على الحديث [1776].
(2)
في "مسائل حرب": "نويت".
(3)
الضغث: هو قبضة حشيش مختلطة، الرطب باليابس، وقيل: ما ملأ الكف من النبات، وقيل: ما جمعته من شيء، وقيل: كل مجموع مقبوض عليه بجُمْع الكف، فهو ضغث، وقيل: إنه عثكال، وقيل: إنه عثكال النخل بشماريخه.
انظر: "تفسير القرطبي"(18/ 218)، و "تاج العروس"(ض غ ث).
[1848]
سنده فيه عبد ربه بن أيمن، وتقدم أنه مجهول، ولكنه لم ينفرد به، فهو حسن بالإسناد السابق.
وقد أخرجه الآجري في "أخلاق حملة القرآن"(6) من طريق شجاع بن مخلد، عن أبي معاوية، عن عبد ربه بن أيمن، عن عطاء؛ قال: إنما القرآن عبر، إنما القرآن عبر. وانظر الأثر السابق.
(4)
لم نقف له على ترجمة، ولعله أخًا لعبد الواحد بن أيمن راوي الأثر السابق عن عطاء، وله ذكر في الموضع التالي من "أخلاق حملة القرآن"، وفي "مصنف ابن أبي شيبة" (141) جاء اسمه هكذا:"عبد رب بن أيمن"، وذلك في =
[1849]
حدَّثنا سعيدٌ، قال: نا سُفيانُ، عن ابنِ أبي نَجيحٍ، عن مُجاهدٍ؛ قال: هي لأيوبَ خاصَّةً.
[1850]
حدَّثنا سعيدٌ، قال: نا سُفيانُ، عن ابنِ أبي نَجيحٍ، عن عطاءٍ؛ قال: هي للنَّاسِ عامَّةً.
= أثر رواه ابن أبي شيبة عن أبي معاوية، عن عبد رب بن أيمن قال: قلت لعطاء: أيجزئني أن أمسح رأسي مسحة؟ قال: نعم. اهـ.
فتبين بهذا أن هناك راويًا يقال له: عبد ربه - أو: عبد رب - بن أيمن، وهو يروي عن عطاء، ويروي عنه أبو معاوية، ولا يتصور أن يكون تصحَّف عن "عبد الواحد بن أيمن" المذكور في الإسناد السابق؛ لمجيئه كذلك في "سنن سعيد"، و "مصنف ابن أبي شيبة"، و "أخلاق حملة القرآن" للآجري، ولكنه مجهول لم نجد من ترجم له، والله أعلم.
[1849]
سنده صحيح.
وعزاه السيوطي في "الدر المنثور"(12/ 604) للمصنِّف وعبد بن حميد وابن المنذر.
وقد أخرجه يحيى بن معين في "الجزء الثاني من حديثه"(18) عن سفيان بن عيينة، به.
وأخرجه ابن حزم في "المحلى"(11/ 174) من طريق علي بن عبد الله المديني، وابن عساكر في "تاريخ دمشق"(10/ 68) من طريق أبي عبيد الله سعيد بن عبد الرحمن المخزومي؛ كلاهما عن سفيان بن عيينة، به. ووقع عند ابن عساكر:"هي للناس عامة". والظاهر أن فيه سقطًا، والصواب كما في باقي الطرق، ففيها:"عن مجاهد: هي لأيوب خاصة. وقال عطاء: هي للناس عامة".
وأخرجه إسحاق بن إبراهيم البستي في "تفسيره"(ق 160/ أ) من طريق ابن جريج، عن مجاهد، به.
[1850]
سنده صحيح.
وعزاه السيوطي في "الدر المنثور"(12/ 604) للمصنِّف وعبد بن حميد وابن المنذر.
وقد أخرجه يحيى بن معين في "الجزء الثاني من حديثه"(18) عن سفيان بن عيينة، به. =
[1851]
حدَّثنا سعيد، قال: نا عبدُ الرحمنِ بنُ أبي الزِّنادِ
(1)
، عن أبيه
(2)
، عن أبي أمامةَ بنِ سهلِ بنِ حُنَيفٍ
(3)
، قال: حَمَلَتْ وليدةٌ
= وأخرجه ابن حزم في "المحلى"(11/ 174) من طريق علي بن عبد الله المديني، عن سفيان بن عيينة، به.
وأخرجه ابن حزم في "المحلى"(11/ 173) من طريق ابن جريج، عن عطاء، به.
(1)
تقدم في الحديث [67] أنه صدوق، تغير حفظه لما قدم بغداد.
(2)
هو: عبد الله بن ذكوان، تقدم في الحديث [67] أنه ثقة فقيه.
(3)
هو: أسعد بن سهل بن حنيف، أبو أمامة الأنصاري، ولد في حياة النبي صلى الله عليه وسلم، وتوفي سنة مئة. قال الحافظ في "التقريب":"معدود في الصحابة، له رؤية، ولم يسمع من النبي صلى الله عليه وسلم ". وانظر: "التاريخ الكبير"(2/ 63)، و "الجرح والتعديل"(2/ 344)، و "الثقات" لابن حبان (3/ 20)، و "تهذيب الكمال"(2/ 525)، و "الإصابة"(1/ 158).
[1851]
اختلف على أبي أمامة في هذا الحديث: فروي عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم كما عند المصنِّف هنا. وروي عنه، عن أبيه، عن النبي صلى الله عليه وسلم. وروي عنه، عن أبي سعيد الخدري، عن النبي صلى الله عليه وسلم. وروي عنه، عن سعيد بن سعد بن عبادة، عن النبي صلى الله عليه وسلم. وروي عنه، عن سعد بن عبادة، عن النبي صلى الله عليه وسلم. وروي عنه، عن بعض أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم.
وعزاه السيوطي في "الدر المنثور"(12/ 605) للمصنِّف وعبد الرزاق وابن المنذر.
وقد أخرجه الدارقطني في "السنن"(3/ 100) من طريق عبد العزيز بن محمد الأزدي، عن عبد الرحمن بن أبي الزناد، عن أبيه، عن أبي أمامة بن سهل بن حنيف، عن أبيه، به، هكذا بزيادة:"عن أبيه" في إسناده.
وأخرجه الطبراني في "المعجم الكبير"(6/ رقم 5565) من طريق المغيرة بن عبد الرحمن، عن أبي الزناد، عن أبي أمامة، عن أبيه، به.
ورواه سفيان بن عيينة، عن أبي الزناد، واختلف عليه: فأخرجه الشافعي في "الأم"(7/ 343 - 344)، وعبد الرزاق (16134)، والنسائي في "الكبرى"(7261) من طريق عبد الله بن المبارك، و (7262) من طريق عبد الله بن محمد بن عبد الرحمن الزهري، و (7263) من طريق محمد بن منصور، جميعهم (الشافعي، وعبد الرزاق، وابن المبارك، وعبد الله بن محمد، ومحمد بن منصور) عن سفيان بن عيينة، عن أبي الزناد ويحيى بن سعيد الأنصاري، =
في بني ساعدةَ من زِنًى، فلمَّا وَلَدَتْ قِيلَ لها: مِمَّن حَمْلُكِ؟ قالت:
= عن أبي أمامة، مرسلًا، ولم يذكر ابن المبارك: يحيى بن سعيد الأنصاري، ولم يذكر عبد الله بن محمد: أبا الزناد.
وأخرجه الطبراني في "المعجم الكبير"(6/ رقم 5446)، والدارقطني في "السنن"(3/ 100)؛ من طريق عمرو بن عون الواسطي، والدارقطني (3/ 100) من طريق داود بن مهران؛ كلاهما (عمرو، وداود) عن سفيان بن عيينة، عن أبي الزناد ويحيى بن سعيد الأنصاري، عن أبي أمامة، عن أبي سعيد الخدري، به.
وأخرجه النسائي (5412) من طريق حماد بن زيد، وفي "الكبرى"(7264) من طريق هشيم، و (7265) من طريق سعيد بن أبي هلال، والبيهقي في "السنن الصغرى"(3288) من طريق سليمان بن بلال؛ جميعهم (حماد، وهشيم، وسعيد، وسليمان) عن يحيى بن سعيد الأنصاري، عن أبي أمامة، مرسلًا.
قال الدارقطني في "العلل"(2723): "فرواه أبو الزناد عن أبي أمامة، وقد اختلف عليه: فرواه عبد العزيز بن محمد الأزدي الكوفي - لا بأس به - عن ابن أبي الزناد، عن أبيه، عن أبي أمامة بن سهل بن حنيف، عن أبيه. وخالفه أبو داود الطيالسي، فرواه عن أبي الزناد، فلم يجاوز به أبا أمامة بن سهل، وكذلك رواه الثوري، عن أبي الزناد، عن أبي أمامة، عن النبي صلى الله عليه وسلم. ورواه ابن عيينة، عن أبي الزناد، واختلف عنه: فقال عمرو بن عون: عن ابن عيينة، عن أبي الزناد ويحيى بن سعيد، عن أبي أمامة بن سهل، عن أبي سعيد الخدري. وخالفهم الحميدي وغيره؛ فرووه عن ابن عيينة، عن أبي الزناد ويحيى بن سعيد، عن أبي أمامة، مرسلًا. وكذلك رواه ابن المبارك عن ابن عيينة. وقال حماد بن سلمة وحماد بن زيد وسليمان بن بلال: عن يحيى بن سعيد، عن أبي أمامة، مرسلًا. وروي عن نافع بن جبير بن مطعم، عن أبي أمامة، مرسلًا".
وقال البيهقي في "السنن الكبرى"(8/ 230): "هذا هو المحفوظ عن سفيان مرسلًا، وروي عنه موصولًا بذكر أبي سعيد فيه".
ورواه يعقوب بن عبد الله بن الأشج عن أبي أمامة، واختلف عليه: فأخرجه مسدد في "مسنده" - كما في "إتحاف الخيرة المهرة " للبوصيري (3514/ 1) - والنسائي في "الكبرى"(7269)؛ من طريق محمد بن عجلان، عن يعقوب بن الأشج، عن أبي أمامة، مرسلًا.
وأخرجه أبو عبيد القاسم بن سلام في "غريب الحديث"(3/ 270 - 271)، =
فلانٍ المُقْعَدِ. فسُئِلَ المقْعَدُ؟ فقال: صَدَقَتْ. فرُفِعَ ذلك إلى
= وأحمد بن منيع في "مسنده" - كما في "إتحاف الخيرة المهرة"(3514/ 2) - وابن ماجه (2574)، والفسوي في "المعرفة والتاريخ"(1/ 293 - 294)، وابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني"(2024)، والنسائي في "الكبرى "(7268)، والطبراني في "المعجم الكبير"(6/ رقم 5521 و 5522)؛ من طريق محمد بن إسحاق، وابن عبد البر في "الاستيعاب"(ص 275) من طريق عبد الله بن روح المدائني؛ كلاهما (ابن إسحاق، وابن روح) عن يعقوب بن الأشج، عن أبي أمامة، عن سعيد بن سعد بن عبادة، به.
قال ابن ماجه عقب الحديث (2574): "حدثنا سفيان بن وكيع، ثنا المحاربي، عن محمد بن إسحاق، عن يعقوب بن عبد الله بن الأشج، عن أبي أمامة بن سهل، عن سعد بن عبادة، عن النبي صلى الله عليه وسلم، نحوه". وسفيان بن وكيع تقدم في تخريج الحديث [862] أنه صدوق، إلا أنه ابتلي بوراق له، فأدخل عليه ما ليس من حديثه، فنصح فلم يقبل؛ فسقط حديثه.
قال الدارقطني في "العلل"(2713): "ورواه يعقوب بن الأشج، عن أبي أمامة، مرسلًا؛ قاله ابن عجلان عن يعقوب. وخالفه ابن إسحاق فرواه عن يعقوب بن الأشج، عن أبي أمامة بن سهل، عن سعيد بن سعد بن عبادة، عن النبي صلى الله عليه وسلم ".
ورواه محمد بن مسلم بن شهاب الزهري، عن أبي أمامة، وا ختلف عليه: فأخرجه أبو داود (4472)، وابن الجارود في "المنتقى"(817)؛ من طريق يونس بن يزيد الأيلي، عن الزهري، عن أبي أمامة، عن بعض أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم، به. ورواه موسى بن أعين، عن إسحاق بن راشد، عن الزهري واختلف عليه: فأخرجه النسائي في "الكبرى"(7266) من طريق محمد بن موسى، عن أبيه موسى بن أعين، عن إسحاق بن راشد، عن الزهري، عن أبي أمامة، مرسلًا.
وأخرجه النسائي في "الكبرى"(7267)، والطبراني في "المعجم الكبير"(6/ رقم 5568 و 5587)؛ من طريق أحمد بن أبي شعيب، عن موسى بن أعين، عن إسحاق، عن الزهري، عن أبي أمامة، عن أبيه، به، إلا أن المزي في "تحفة الأشراف"(4/ 98 رقم 4659) جعل رواية النسائي هذه في مسند أبي أمامة، لكن الحافظ ابن حجر قال في "التلخيص الحبير" (4/ 109):"ورواه النسائي من حديث أبي أمامة بن سهل بن حنيف، عن أبيه". ويبدو أن هنالك اختلافًا في النسخ، فقد أشار محقق "سنن النسائي الكبرى" - طبعة =
رسولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم فقال: "خُذُوا لَهُ عُثْكُولًا
(1)
فِيهِ مِئَةُ شَمْرُوخٍ فَاضْرِبُوهُ بِهِ ضَرْبَةً وَاحِدَةً"، قال: ففعلوا.
= الرسالة - أن في نسخة: "بن"، وفي نسخة:"عن"، يعني في نسخة:"عن أبي أمامة بن سهل بن سعد"، وفي نسخة:"عن أبي أمامة، عن سهل بن سعد".
ورواه أبو حازم سلمة بن دينار، عن أبي أمامة، واختلف عليه: فأخرجه النسائي في "السنن الكبرى"(7260) من طريق أبي عبد الرحيم خالد بن أبي يزيد، عن زيد بن أبي أنيسة، عن أبي حازم، عن أبي أمامة، مرسلًا.
ورواه عبيد الله بن عمرو الرقي، عن زيد بن أبي أنيسة، عن أبي حازم، واختلف عليه: فأخرجه الطبراني في "المعجم الأوسط"(660) من طريق معلل بن نفيل الحراني، عن عبيد الله بن عمرو الرقى، عن زيد، عن أبي حازم، عن أبي أمامة، مرسلًا.
وأخرجه النسائي في "الكبرى"(7259) من طريق محمد بن سليمان وعبيد الله بن يزيد الحراني، عن عبيد الله بن عمرو الرقي، عن زيد، عن أبي حازم، عن سهل بن سعد، عن النبي صلى الله عليه وسلم.
وأخرجه الروياني في "مسنده"(1050)، والمحاملي في "أماليه"(77)، والبيهقي (8/ 230)؛ من طريق فليح بن سليمان، والطبراني في "المعجم الكبير"(6/ رقم 5820)؛ من طريق أبي بكر بن أبي سبرة، كلاهما (فليح، وأبو بكر) عن أبي حازم، عن سهل بن سعد، عن النبي صلى الله عليه وسلم.
قال الدارقطني في "العلل"(2713): "وروي عن أبي حازم، عن أبي أمامة، مرسلًا؛ قاله زيد بن أبي أنيسة، عن أبي حازم. وقال فليح: عن أبي حازم، عن سهل بن سعد - من رواية عثمان بن عمر عنه -. وقال غيره: عن فليح، عن أبي حازم، عن أبي أمامة بن سهل، عن النبي صلى الله عليه وسلم ". ثم قال: "وأرسله بكير بن الأشج، عن أبي أمامة، وأرسله الزهري أيضًا، والصحيح عن أبي أمامة بن سهل مرسلًا".
وقال النسائي في "الكبرى" عقب الحديث (7270): "أجودها حديث أبي أمامة مرسل". وقال الحافظ ابن حجر في "التلخيص الحبير"(4/ 109) - بعد أن ذكر الخلاف على أبي أمامة -: "فإن كانت الطرق كلها محفوظة، فيكون أبو أمامة قد حمله عن جماعة من الصحابة، وأرسله مرة".
وانظر: "السلسلة الصحيحة" للشيخ الألباني (2986).
(1)
العُثْكول - ويقال له: العُثْكال -: العذق أو الغصن الكبير الذي يكون عليه =
[قولُهُ تعالى: {وَاذْكُرْ عِبَادَنَا إِبْرَاهِيمَ وَإِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ أُولِي الْأَيْدِي وَالْأَبْصَارِ (45)}]
[1852]
حدَّثنا سعيدٌ، قال: نا سُفيانُ، عن عَمْرٍو
(1)
، عن عطاءٍ
(2)
، قال: سمعتُ ابنَ عبَّاسٍ يقرأُ: {وَاذْكُرْ عِبَادَنَا إِبْرَاهِيمَ}
(3)
، ويقولُ: إنَّما ذَكَرَ إبراهيمَ، ثم ذَكَرَ ولدَه من بعدِهِ.
= أغصان صغار، ويسمى كل واحد من تلك الأغصان شمراخًا وشمروخًا.
انظر: "غريب الحديث" لأبي عبيد (3/ 270 - 272)، و "النهاية"(2/ 500)، (3/ 183)، و "عون المعبود"(12/ 111)، و "تاج العروس"(ش م ر خ، ع ث ك ل).
(1)
هو: ابن دينار.
(2)
هو: ابن أبي رباح.
[1852]
سنده صحيح.
وعزاه السيوطي في "الدر المنثور"(12/ 608) للمصنِّف وعبد بن حميد وابن جرير وابن أبي حاتم.
وقد أخرجه ابن جرير في "تفسيره"(20/ 114) عن أبي كريب محمد بن العلاء، والثعلبي في "تفسيره"(8/ 212) من طريق يحيى بن الربيع المكي؛ كلاهما عن سفيان بن عيينة، به.
وذكره النحاس في "إعراب القرآن"(3/ 466) عن ابن عيينة، به.
وذكره الفراء في "معاني القرآن"(2/ 406) عن ابن عباس.
(3)
رسمت في الأصل: {
…
عَبْدَنَا
…
} بالإفراد، وهي قراءة ابن كثير - من العشرة - وابن عباس ومجاهد وحميد وابن محيصن؛ والمراد: جنس العباد ويكون " براهيم" وما بعده بدلًا من " بدنا أو عطف بيان، أو يكون المراد: إبراهيم وحده، وما بعده معطوف عليه، فيكون "إبراهيم" وحده بدلًا من "عبدنا" أو عطف بيان.
وقرأ باقي العشرة والجمهور: {عِبَادَنَا} بالجمع، و "إبراهيم" وما عطف عليه بدلٌ من "عبادنا" أو عطف بيان.
انظر: "السبعة" لابن مجاهد (ص 554)، و "تفسير القرطبي"(18/ 223)، و "البحر المحيط"(7/ 385)، و "النشر"(2/ 361)، و "إتحاف فضلاء البشر"(2/ 421)، و "معجم القراءات" للخطيب (8/ 108).
[1853]
حدَّثنا سعيدٌ، قال: نا شَريكٌ
(1)
، عن سالمٍ
(2)
، عن سعيدِ بنِ جُبَيْرٍ؛ في قولِهِ عز وجل:{أُولِي الْأَيْدِي وَالْأَبْصَارِ} ؛ قال: الأيدي: القوةُ في العملِ، والأبصارُ: البصرُ في أمرِ دينِهم.
[1854]
حدَّثنا سعيد، قال: نا جريرُ بنُ عبدِ الحميدِ، عن منصورٍ
(3)
، عن مُجاهدٍ؛ قال: الأيدي: القوةُ، والأبصارُ: العقولُ.
(1)
هو: ابن عبد الله النخعي، تقدم في تخريج الحديث [4] أنه صدوق، إلا أنه يخطئ كثيرًا.
(2)
هو: سالم بن عجلان الأفطس، تقدم في تخريج الحديث [124] أنه ثقة، رمي بالإرجاء.
[1853]
سنده ضعيف؛ لحال شريك.
وعزاه السيوطي في "الدر المنثور"(12/ 609) لعبد بن حميد.
وقد أخرجه ابن المبارك في "الزهد"(1516) - ومن طريقه الآجري في "الشريعة"(567) - عن شريك، به.
وأخرجه أبو نعيم في "الحلية"(4/ 284) من طريق محمد بن جعفر الوركاني، عن شريك، به.
(3)
هو: ابن المعتمر.
[1854]
سنده صحيح.
وعزاه السيوطي في "الدر المنثور"(12/ 609) لعبد بن حميد وابن جرير.
وقد أخرجه ابن أبي الدنيا في "العقل وفضله"(7) عن يوسف بن موسى، وابن جرير في "تفسيره"(20/ 116) عن محمد بن حميد الرازي؛ كلاهما (يوسف، وابن حميد) عن جرير بن عبد الحميد، به.
وأخرجه ابن جرير في "تفسيره"(20/ 115) من طريق عمرو بن أبي قيس، عن منصور، عن مجاهد؛ قال: الأيدي: القوة في أمر الله، والأبصار: العقول.
وأخرجه ابن أبي حاتم - كما في "فتح الباري"(8/ 546) - من طريق منصور، عن مجاهد؛ قال: الأبصار: العقول. ولم يذكر الحافظ مَن رواه عن منصور.
وأخرجه ابن جرير (20/ 115) عن محمد بن المثنى، عن محمد بن جعفر، =
[قولُهُ تعالى: {إِنَّا أَخْلَصْنَاهُمْ بِخَالِصَةٍ ذِكْرَى الدَّارِ (46)}]
[1855]
حدَّثنا سعيدٌ، قال: نا أبو مُعاويةَ
(1)
، عن جُوَيبرٍ
(2)
، عن الضَّحَّاكِ؛ في قولِهِ عز وجل:{إِنَّا أَخْلَصْنَاهُمْ بِخَالِصَةٍ ذِكْرَى الدَّارِ (46)} ؛ قال: خوفُ الآخرةِ.
[قولُهُ تعالى: {وَعِنْدَهُمْ قَاصِرَاتُ الطَّرْفِ أَتْرَابٌ (52)}]
[1856]
حدَّثنا سعيدٌ، قال: نا أبو مَعْشَرٍ
(3)
، عن محمدِ بنِ كعبٍ، في قولِهِ عز وجل:{قَاصِرَاتُ الطَّرْفِ} ؛ قال: قاصراتُ الطرفِ على أزواجِهِنَّ لا يَبْغِينَ غيرَهم، والأترابُ: المُستَوِياتُ.
= عن شعبة، عن منصور؛ أنه قال في هذه الآية:{أُولِي الْأَيْدِي} ؛ قال: القوة.
كذا جعله من قول منصور. وهذا إسناد صحيح.
وهو في "تفسير مجاهد"(1429) من طريق ابن أبي نجيح، عن مجاهد؛ قال: القوة في طاعة الله، والبصر في الحق.
وأخرجه ابن جرير في "تفسيره"(20/ 41 و 115) من طريق ابن أبي نجيح، عن مجاهد.
وأخرجه ابن جرير (20/ 115) من طريق القاسم بن أبي بزة، عن مجاهد؛ قال: القوة في أمر الله.
(1)
هو: محمد بن خازم الضرير.
(2)
هو: ابن سعيد، تقدم في الحديث [93] أنه ضعيف جدًّا.
[1855]
سنده ضعيف جدًّا، لضعف جويبر.
وعزاه السيوطي في "الدر المنثور"(12/ 610) لابن المنذر.
وذكره النحاس في "معاني القرآن"(6/ 123) عن الضحاك.
(3)
هو: نجيح بن عبد الرحمن السندي، تقدم في الحديث [167] أنه ضعيف.
[1856]
سنده ضعيف، لضعف أبي معشر.
وعزاه السيوطي في "الدر المنثور"(12/ 611) للمصنِّف وابن المنذر.
[قولُهُ تعالى: {قُلْ هُوَ نَبَأٌ عَظِيمٌ (67) أَنْتُمْ عَنْهُ مُعْرِضُونَ (68)}]
[1857]
حدَّثنا سعيدٌ، قال: نا هُشَيمٌ، قال: نا هشامٌ
(1)
، عن ابنِ سيرينَ؛ أن قومًا شهدوا مِلاكَ رجلٍ
(2)
، فكانوا في البيتِ، وقومًا في الصُّفَّةِ دونَ البيتِ، فكانَ التزويجُ في البيتِ، فخرجَ الذين كانوا في البيتِ على الذين كانوا في الصُّفَّةِ، فأخبروهم بالصَّدَاقِ وما تزوَّجَ عليه الرجلُ، فتقادمَ أمرُهم واحتاجتِ المرأةُ إلى شهادةِ الشهودِ، ومات الذين كانوا في البيتِ، فاختصموا إلى شُريحٍ، فجاءَتِ المرأةُ بالذين كانوا في الصُّفَّةِ، فقَبِلَ شهادَتَهُم، وقضى على الرجلِ بالصَّدَاقِ. فقال الرجلُ لشُرَيْحٍ: أتقضي عليَّ بالنبأِ؟ فقال شُرَيْحٌ: أليس القرآنُ نبأً؟! ثمَّ قرأَ: {قُلْ هُوَ نَبَأٌ عَظِيمٌ (67) أَنْتُمْ عَنْهُ مُعْرِضُونَ (68)} .
[قولُهُ تعالى: {قَالَ فَالْحَقُّ وَالْحَقَّ أَقُولُ (84)}]
[1858]
حدَّثنا سعيدٌ، قال: نا أبو مُعاويةَ
(3)
، عن الأعمشِ، عن
(1)
هو: هشام بن حسان، تقدم في الحديث [55] أنه ثقة، من أثبت الناس في ابن سيرين.
[1857]
سنده صحيح.
وقد أخرجه حرب بن إسماعيل الكرماني في "مسائله"(45) عن المصنف.
وأخرجه ابن جرير في "تفسيره"(20/ 141) عن يعقوب بن إبراهيم، عن هشيم، به، مختصرًا.
وأخرجه وكيع في "أخبار القضاة"(ص 444) من طريق أيوب السختياني، عن محمد بن سيرين، به.
(2)
أي: زواجه. "لسان العرب" و "تاج العروس"(م ل ك).
(3)
هو: محمد بن خازم الضرير.
[1858]
سنده ضعيف؛ فالأعمش لم يصرِّح بالسماع من مجاهد، وقد تقدم في الحديث [3] أن أبا حاتم الرازي قال: "إن الأعمش قليل السماع من مجاهد، =
مُجاهدٍ؛ في قولِهِ عز وجل: {قَالَ فَالْحَقُّ وَالْحَقَّ أَقُولُ (84)} ؛ قال: يقولُ: أنا الحقُّ، أقولُ الحقَّ.
* * *
= وعامَّة ما يروي عن مجاهد مدلَّس".
وعزاه السيوطي في "الدر المنثور"(12/ 627) للمصنِّف وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر.
قال أبو الحسن محمد بن الفيض الغساني في "كتاب أخبار وحكايات"(54): حدثنا الوليد بن عتبة، قال: حدثنا سعيد بن منصور، بإسناد ذكره لا أحفظه؛ في قول الله عز وجل:{فَالْحَقُّ وَالْحَقَّ أَقُولُ} ؛ قال: أنا الحق، أقول الحق.
وقد أخرجه ابن جرير في "تفسيره"(20/ 149) من طريق جرير بن عبد الحميد، عن الأعمش، به.
وأخرجه ابن جرير في "تفسيره"(20/ 149)؛ قال: وحُدِّثْت عن ابن أبي زائدة، عن ابن جريج، عن مجاهد؛ قال:{فَالْحَقُّ وَالْحَقَّ أَقُولُ} ؛ يقول الله: الحق مني، وأقول الحق.
وهو في "تفسير مجاهد"(1442) من طريق ورقاء، عن ابن المبارك، عن ابن جريج، قوله، ولم يذكر مجاهدًا.
ورواه أبان بن تغلب، واختلف عليه: فأخرجه الفراء في "معاني القرآن"(2/ 412) عن بهرام، عن أبان بن تغلب، عن مجاهد.
وأخرجه ابن جرير في "تفسيره"(20/ 149) من طريق هارون بن موسى الأعور، عن أبان بن تغلب، عن طلحة اليامي، عن مجاهد.
وأخرجه أحمد في "العلل ومعرفة الرجال"(2573) عن عباد بن العوام، والبغوي في "الجعديات"(2582) من طريق زهير بن معاوية؛ كلاهما (عباد، وزهير) عن أبان بن تغلب، عن الحكم بن عتيبة، عن مجاهد.
وأخرجه عبد الرزاق في "تفسيره"(2/ 170) عن الثوري، عن الأعمش، عن الحكم بن عتيبة، قوله، ولم يذكر مجاهدًا.