المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌تفسير سورة العنكبوت - سنن سعيد بن منصور - تكملة التفسير - ط الألوكة - جـ ٧

[سعيد بن منصور]

فهرس الكتاب

- ‌تَفسيرُ سُورَةِ القَصَصِ

- ‌تَفسيرُ سُورةِ العَنكَبُوتِ

- ‌تَفسيرُ سُورةِ الرُّومِ

- ‌تَفسيرُ سُورَةِ لُقْمانَ

- ‌تَفسيرُ سُورةِ السَّجْدَةِ

- ‌تَفسيرُ سُورةِ الأَحْزابِ

- ‌تَفسيرُ سُورةِ سَبَأٍ

- ‌تَفسيرُ سُورةِ المَلائِكةِ

- ‌تَفسيرُ سُورَة يس

- ‌تَفسيرُ سُورةِ الصَّافَّاتِ

- ‌تَفسيرُ سُورةِ ص

- ‌تَفسيرُ سُورةِ الزُّمَرِ

- ‌تَفسيرُ سُورةِ المُؤمِنِ

- ‌تَفسيرُ سُورةِ {حم} السَّجدَةِ

- ‌تَفسيرُ سُورةِ {حم (1) عسق (2)}

- ‌تَفسيرُ سُورةِ الزُّخرُفِ

- ‌تَفسيرُ سُورةِ {حمَ} الدُّخَانِ

- ‌تَفسيرُ سُورةِ الجاثِيَةِ

- ‌تَفسيرُ سُورَةِ الأَحْقَافِ

- ‌تَفسيرُ سُورةِ مُحمَّدٍ صلى الله عليه وسلم

- ‌تَفسيرُ سُورةِ الفَتْحِ

- ‌تَفسيرُ سُورةِ الحُجُرَاتِ

- ‌تَفسيرُ سُورةِ {ق}

- ‌تَفسيرُ سُورةِ {وَالذَّارِيَاتِ}

- ‌تَفسيرُ سُورةِ الطُّورِ

- ‌تَفسيرُ سُورةِ {وَالنَّجْمِ}

- ‌تَفسيرُ سُورةِ {اقْتَرَبَتِ السَّاعَةُ}

- ‌تَفسيرُ سُورةِ الرَّحمنِ

الفصل: ‌تفسير سورة العنكبوت

‌تَفسيرُ سُورةِ العَنكَبُوتِ

[قولُهُ تعالى: {وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا نُوحًا إِلَى قَوْمِهِ فَلَبِثَ فِيهِمْ أَلْفَ سَنَةٍ إِلَّا خَمْسِينَ عَامًا فَأَخَذَهُمُ الطُّوفَانُ وَهُمْ ظَالِمُونَ (14)}]

[1703]

حدَّثنا سعيدٌ، قال: نا أبو مُعاويةَ، عن الأعمشِ، عن مُجاهدٍ، قال: قال لي ابنُ عُمرَ: تدري ما كان عُمُرُ مَنْ قبلَكم؟ قال: قلتُ: عاش نوحٌ في قومِهِ ألفَ سنةٍ إلا خمسينَ عامًا. قال: فإن من كان قبلَهُ كانوا أطولَ أعمارًا، ثم لم يزالِ

(1)

الناسُ يَنقُصون في الأخلاقِ والآجالِ إلى يومِهم هذا.

[1703] سنده فيه الأعمش، وقد تقدم في الحديث [3] أنه قليل السماع من مجاهد، وعامة ما يروي عن مجاهد مدلس، لكنه توبع كما سيأتي، فهو صحيح عن ابن عمر.

وعزاه السيوطي في "الدر المنثور"(11/ 537) للمصنف وعبد بن حميد وابن المنذر وابن أبي حاتم.

وقد أخرجه نعيم بن حماد في "الفتن"(1986) عن أبي معاوية ووكيع، عن الأعمش، به.

وأخرجه نعيم أيضًا (1988)، وإسحاق بن إبراهيم البستي في "تفسيره"(ق 106/ ب)، من طريق محمد بن سوقة، والبغوي في "الجعديات"(247)، وأبو نعيم في "حلية الأولياء". (1/ 311) و (3/ 280)، من طريق الحكم بن عتيبة، وابن أبي حاتم في "تفسيره"(17193) من طريق سلمة بن كهيل؛ جميعهم (محمد، والحكم، وسلمة) عن مجاهد، به.

(1)

كذا في الأصل، والجادة:"يزل" بحذف حرف العلة، وما في الأصل يخرج على الوجهين الأول والثاني في تخريج قوله: "من لم تأمره صلاته

وتنهاه" في الحديث [1705]. ويزاد هنا أنه لعله أثبت حرف العلة لعدم التقاء الساكنين بسبب تحرُّكِ اللام لالتقائها مع لام التعريف.

ص: 25

[قولُهُ تعالى: {أَئِنَّكُمْ لَتَأْتُونَ الرِّجَالَ وَتَقْطَعُونَ السَّبِيلَ وَتَأْتُونَ فِي نَادِيكُمُ الْمُنْكَرَ فَمَا كَانَ جَوَابَ قَوْمِهِ إِلَّا أَنْ قَالُوا ائْتِنَا بِعَذَابِ اللَّهِ إِنْ كُنْتَ مِنَ الصَّادِقِينَ (29)}]

[1704]

حدَّثنا سعيدٌ، قال: نا فُضيلُ بنُ عِياضٍ

(1)

، عن ليثٍ

(2)

، عن مُجاهدٍ؛ في قولِهِ عز وجل:{وَتَأْتُونَ فِي نَادِيكُمُ الْمُنْكَرَ} ؛ قال: كان يُجامِعُ بعضُهم بعضًا في المَجالسِ.

(1)

تقدم في الحديث [85] أنه ثقة عابد.

(2)

هو: ابن أبي سُليم، تقدم في الحديث [9] أنه صدوق اختلط جدًّا، ولم يتميز حديثه؛ فترك.

[1704]

سنده ضعيف؛ لما تقدم من حال الليث بن أبي سُليم، وقد توبع؛ فالأثر صحيح عن مجاهد.

وعزاه السيوطي في "الدر المنثور"(11/ 545) للمصنف والفريابي وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم والخرائطي في "مساوئ الأخلاق".

وقد أخرجه عبد الرزاق في "تفسيره"(2/ 85)، وإسحاق بن إبراهيم البستي في "تفسيره"(ق 106/ أ) عن الهيثم بن أيوب، وابن جرير في "تفسيره"(18/ 391) من طريق ثابت بن محمد الليثي، والخرائطي في "مساوئ الأخلاق"(447) من طريق محرز بن عون والهيثم بن جميل؛ جميعهم (عبد الرزاق، وثابت، ومحرز، والهيثم بن جميل) عن فضيل بن عياض، عن منصور بن المعتمر، عن مجاهد، به.

وسنده صحيح عن مجاهد، وقد توبع فضيل كما سيأتي، لكن هذه الرواية تخالف رواية المصنف هنا، فلعل لفضيل فيه إسنادان.

وأخرجه ابن جرير في "تفسيره"(18/ 391) من طريق جرير بن عبد الحميد وعمرو بن أبي قيس الرازي وسفيان الثوري، وابن أبي حاتم في "تفسيره"(17274) من طريق سفيان الثوري؛ جميعهم (جرير، وعمرو، وسفيان) عن منصور، به.

وأخرجه ابن جرير في "تفسيره"(18/ 392) من طريق ابن أبي نجيح، عن مجاهد، قال: المجالس، والمنكر: إتيانهم الرجال.

وهو في "تفسير مجاهد"(1262) من طريق ابن أبي نجيح، عن مجاهد.

وأخرجه ابن أبي حاتم في "تفسيره"(17275) من طريق الحكم بن عتيبة، =

ص: 26

[قولُهُ تعالى: {اتْلُ مَا أُوحِيَ إِلَيْكَ مِنَ الْكِتَابِ وَأَقِمِ الصَّلَاةَ إِنَّ الصَّلَاةَ تَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَلَذِكْرُ اللَّهِ أَكْبَرُ وَاللَّهُ يَعْلَمُ مَا تَصْنَعُونَ (45)}]

[1705]

حدَّثنا سعيدٌ، قال: نا أبو مُعاويةَ، عن الأعمشِ، عن مالكِ بنِ الحارثِ

(1)

، عن عبدِ الرحمنِ بنِ يزيدَ

(2)

، قال: قال عبدُ اللهِ

(3)

: مَن لم تَأمرْهُ صلاتُهُ بالمعروفِ وتنهاهُ

(4)

عن المُنكرِ؛ لم

= عن مجاهد؛ {وَتَأْتُونَ فِي نَادِيكُمُ} ؛ قال: الصفير ولعب الحمام والجلاهق وحل أزرار القباء.

(1)

هو: مالك بن الحارث السُّلَمي الرَّقَي، ويقال: الكوفي، ثقة؛ وثقه ابن سعد وابن معين والعجلي، وذكره ابن حبان في "الثقات"، مات سنة أربع وتسعين.

انظر: "الطبقات الكبرى"(6/ 294)، و"التاريخ الكبير"(7/ 307)، و "معرفة الثقات" للعجلي (2/ 260)، و "الجرح والتعديل"(8/ 207)، و"الثقات" لابن حبان (5/ 384 - 385)، و (7/ 460)، و"تهذيب الكمال"(27/ 129 - 131).

(2)

تقدم في الحديث [2] أنه ثقة.

(3)

هو: ابن مسعود.

(4)

كذا في الأصل، وكذا عند أحمد في "الزهد". والجادة:"وتنهه"؛ لأنه معطوف على فعل مجزوم، وعلامة الجزم في "تنهه" حذف حرف العلة. وقد جاء على الجادة في أكثر مصادر التخريج التي ذكرت هذا اللفظ، وفي بعضها:"ولم تنهه"، بتكرار "لم".

ويتخرج ما في الأصل و"الزهد" لأحمد على وجهين: الأول: أن يكون من إجراء الفعل المضارع المعتل الآخر مُجرى الصحيح في الجزم بسكون آخره.

والثاني: أن يكون مجزومًا وأصله "تنهه" لكن أشبعت فتحة الهاء الأولى فتولد عنها الألف. وقد تقدم هذان الوجهان في التعليق على نحوه في الحديث [1417]. ويزاد هنا وجه ثالث: وهو أن الواو ليست للعطف، بل للحال؛ فالفعل "تنهاه" هنا مرفوع، والتقدير: "وهي تنهاه

إلخ". وانظر: "شرح ابن عقيل" (2/ 279).

ويمكن أن تكون الواو للاستئناف أيضا فيرفع الفعل كذلك. والله أعلم.

[1705]

سنده رجاله ثقات، لكن الأعمش مدلس كما تقدم في الحديث [3]، =

ص: 27

يزدَدْ بها من اللهِ إلا بُعدًا.

= ولم يصرح بالسماع في هذا الحديث، وقد صحح العراقي سنده في "المغني عن حمل الأسفار"(1/ 105).

وعزاه السيوطي في "الدر المنثور"(11/ 552) للمصنِّف وأحمد في "الزهد" وابن جرير وابن المنذر والطبراني والبيهقي.

وقد أخرجه الطبراني في "المعجم الكبير"(9/ رقم 8543)، والبيهقي في "شعب الإيمان"(2994)؛ من طريق المصنِّف.

وأخرجه أحمد في "الزهد"(ص 199) عن أبي معاوية، به.

وأخرجه أبو داود في "الزهد"(134) عن إبراهيم بن أبي معاوية ومحمد بن المثنى، وابن جرير في "تفسيره"(18/ 409) من طريق الحسين بن داود سنيد؛ جميعهم (إبراهيم، وابن المثنى، وسنيد) عن أبي معاوية، به.

وقد ورد عن ابن مسعود رضي الله عنه أنه قال: "لا تنفع الصلاة إلا من أطاعها".

أخرجه ابن أبي حاتم في تفسيره" (17342) من طريق عبد الله بن نمير، والبيهقي في "شعب الإيمان" (2993) من طريق وكيع؛ كلاهما (ابن نمير، ووكيع) عن الأعمش، عن مالك بن الحارث، به، لكن وقع عند ابن أبي حاتم: "عن عبد الله بن يزيد" بدل: "عبد الرحمن بن يزيد"، وعند البيهقي: عن مالك بن الحارث، عن أبي خالد، قال: قيل لعبد الله: إن فلانًا يطيل الركوع والسجود! قال: لا تنفع الصلاة إلا من أطاعها.

وأخرجه عبد الرزاق في "تفسيره"(2/ 98)، وأبو داود في "الزهد"(165) عن محمد بن كثير؛ كلاهما (عبد الرزاق، ومحمد بن كثير) عن سفيان الثوري، عن الأعمش، عن مالك بن الحارث، عن أبي خالد، عن ابن مسعود، قال: لا تنفع الصلاة إلا من أطاعها. ولم يذكر عبد الرزاق في إسناده: "مالك بن الحارث".

وأبو خالد الراوي عن ابن مسعود هو: الوالبي، له صحبة. انظر:"الطبقات الكبرى" لابن سعد (8/ 249)، و"الكنى" للبخاري (223)، و"الجرح والتعديل"(9/ 365 رقم 1669).

وأخرجه ابن أبي شيبة (35557) من طريق شقيق بن سلمة، وابن جرير في "تفسيره"(18/ 408 - 409) من طريق سمرة بن عطية؛ كلاهما عن ابن مسعود؛ باللفظ السابق.

وانظر الأثر التالي. =

ص: 28

[1706]

حدَّثنا سعيد، قال: نا عُثمانُ بنُ مَطَرٍ الشَّيبانيُّ

(1)

، قال: حدَّثني سعيدُ بنُ أبي عَروبةَ، عن الحسنِ وقتادةَ؛ في هذه الآيةِ:

= وقد روي هذا المتن مرفوعًا من غير حديث ابن مسعود. انظر: "السلسلة الضعيفة" للشيخ الألباني (2 و 685).

(1)

تقدم في الحديث [1591] أنه ضعيف، مجمع على ضعفه.

[1706]

سنده فيه عثمان بن مطر، وتقدم أنه ضعيف؛ لكنه توبع كما سيأتي، فهو صحيح عن الحسن البصري، وحسن عن قتادة.

وقد أخرجه ابن جرير في "تفسيره"(18/ 415) عن بشر بن معاذ العقدي، عن يزيد بن زريع، عن سعيد بن أبي عروبة، عن قتادة والحسن؛ قالا: من لم تنهه صلاته عن الفحشاء والمنكر فإنه لا يزداد من الله بذلك إلا بعدًا.

وبشر بن معاذ صدوق؛ كما في "التقريب".

وأخرجه أحمد في "الزهد"(ص 324)، وابن جرير في "تفسيره"(18/ 410)؛ من طريق إسماعيل بن علية، عن يونس بن عبيد، عن الحسن، قال: من لم تنهه صلاته عن الفحشاء والمنكر لم يزدد من الله إلا بعدًا. وهذا إسناد صحيح.

وأخرجه القضاعي في "مسند الشهاب"(508) من طريق المقدام بن داود، عن على بن معبد، عن هشيم، عن يونس، عن الحسن، عن النبي صلى الله عليه وسلم، مرسلًا.

والمقدام بن داود ضعيف؛ كما تقدم في تخريج الحديث [882].

وأخرجه عبد الرزاق في "تفسيره"(2/ 98) عمن سمع الحسن يحدث عن النبي صلى الله عليه وسلم، فذكره مرسلًا، وإسناده ضعيف؛ لجهالة الراوي عن الحسن.

وأخرجه عبد الرزاق في "تفسيره"(2/ 98)، وابن جرير في "تفسيره"(18/ 409)، وابن الأعرابي في "معجمه"(1954)، والبيهقي في "شعب الإيمان"(2992)؛ من طريق إسماعيل بن مسلم المكي، عن الحسن، عن النبي صلى الله عليه وسلم، مرسلًا.

وإسماعيل بن مسلم المكي ضعيف الحديث؛ كما في "التقريب".

وأخرجه ابن أبي حاتم في "تفسيره"(17339) من طريق عمر بن أبي عثمان، عن الحسن، عن عمران بن حصين، قال: سئل النبي صلى الله عليه وسلم عن قول الله: {إِنَّ الصَّلَاةَ تَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ} ؟ قال: "من لم تنهه صلاته عن الفحشاء والمنكر فلا صلاة له".

قال الألباني في "السلسلة الضعيفة"(985): "منكر". وانظر الحديث السابق.

ص: 29

{وَأَقِمِ

(1)

الصَّلَاةَ إِنَّ الصَّلَاةَ تَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ}؛ قالا: إذا لم تَنْاهُ

(2)

صلاتُهُ عن الفحشاءِ والمُنكرِ لم يُزَادْ

(3)

بها من اللهِ إلا بُعدًا، ولا يَزْدَادُ

(4)

اللهُ عليه بها إلا غَضَبًا.

[1707]

حدَّثنا سعيدٌ، قال: نا شَريكٌ

(5)

، عن منصورٍ

(6)

، عن عبدِ اللهِ بنِ رُبَيِّعَةَ

(7)

، عن ابنِ عبَّاسٍ؛ في قولِهِ:{وَلَذِكْرُ اللَّهِ أَكْبَرُ} ؛ قال: ذِكْرُ اللهِ عز وجل إيَّاكم أكبرُ؛ ثم قرأ: {فَاذْكُرُونِي أَذْكُرْكُمْ}

(8)

.

(1)

في الأصل: "أقم" بدون الواو.

(2)

كذا في الأصل، وتقدم تخريج نحوه في الحديث السابق، الوجهان الأولان فقط.

(3)

كذا في الأصل، ويخرج على الوجه الأول في تخريج "لم تنهاه" هنا وفي الحديث السابق.

(4)

الفعل هنا مرفوع، والواو للاستئناف. أو نعدها للعطف، ويكون القول فيه كالقول في "لم يُزَادْ".

(5)

هو: ابن عبد الله النخعي القاضي، تقدم في تخريج الحديث [4] أنه صدوق يخطئ كثيرًا.

(6)

هو: ابن المعتمر، تقدم في الحديث [10] أنه ثقة ثبت، وكان لا يدلس.

(7)

هو: عبد الله بن رُبيِّعة بن فرقد السلمي الكوفي، مختلف في صحبته، قال ابن سعد في "الطبقات" (6/ 196):"وكان ثقة قليل الحديث". وذكره ابن حبان في "الثقات". انظر: "التاريخ الكبير"(5/ 86)، و"الجرح والتعديل"(5/ 54)، و"المراسيل" لابن أبي حاتم (ص 104 - 105)، و"الثقات" لابن حبان (3/ 231) و (5/ 61)، و "تهذيب الكمال"(14/ 494 - 495)، والإصابة" (6/ 75 - 76).

(8)

من الآية (152) من سورة البقرة. ووقع في الأصل: "اذكروني" بدون الفاء.

[1707]

سنده ضعيف؛ لحال شريك، وقد توبع كما سيأتي.

وعزاه السيوطي في "الدر المنثور"(11/ 554) للمصنِّف والفريابي وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم والحاكم والبيهقي في "شعب الإيمان".

وقد أخرجه سفيان الثوري في "تفسيره"(758) عن عطاء بن السائب، عن عبد الله بن ربيعة، قال: سألني ابن عباس؛ في قولِهِ: {وَلَذِكْرُ اللَّهِ أَكْبَرُ} ؛ =

ص: 30

[1708]

حدَّثنا سعيدٌ، قال: نا أبو الأَحْوَصِ، قال: نا هارونُ بنُ عنترةَ

(1)

، عن أبيه

(2)

، قال: قلتُ لابن عبَّاسٍ: أيُّ العملِ أفضلُ؟ قال: ذِكرُ اللهِ أكبرُ، وما قعد قومٌ في بيتٍ من بيوتِ اللهِ عز وجل يَدْرسون فيه كتابَ اللهِ ويتعاطَوْنَهُ بينهم؛ إلا أظلَّتْهم الملائكةُ بأجنحتِها،

= فقلت: التكبير والتهليل والتحميد. فقال ابن عباس: فذكر الله إياكم أكبر من ذكركم إياه.

وسنده صحيح؛ فعطاء بن السائب تقدم في الحديث [6] أنه ثقة، إلا أنه اختلط في آخر عمره، إلا أن سفيان الثوري ممن روى عنه قبل الاختلاط.

ومن طريق الثوري أخرجه عبد الرزاق في "تفسيره"(2/ 98)، وابن جرير في "تفسيره"(18/ 411 و 412)، والحاكم في "المستدرك"(2/ 409).

وأخرجه ابن جرير أيضا (18/ 411)، وابن أبي حاتم في "تفسيره"(17348)، والواحدي في "الوسيط"(3/ 422)؛ من طرق عن عطاء بن السائب، به.

وهو في "تفسير مجاهد"(1265) من طريق ورقاء بن عمر اليشكري، عن عطاء بن السائب، عن عبد الله بن عبيد بن عمير الليثي، عن ابن عباس؛ في قوله:{وَلَذِكْرُ اللَّهِ أَكْبَرُ} ، قال: ذكر الله إياكم أكبر من ذكركم إياه.

وأخرجه محمد بن فضيل في "الدعاء"(98) من طريق عطية بن سعد العوفي، وابن جرير في "تفسيره"(18/ 412) من طريق سعيد بن جبير، وابن جرير (18/ 413)، وابن أبي حاتم في "تفسيره"(17350)؛ من طريق علي بن أبي طلحة، وابن جرير (18/ 416)، وابن أبي حاتم (17352)؛ من طريق عكرمة، وابن جرير (18/ 412 - 413)، والواحدي في "الوسيط"(3/ 422)؛ من طريق محمد بن أبي موسى، جميعهم (عطية، وسعيد بن جبير، وعلي، وعكرمة، ومحمد بن أبي موسى) عن ابن عباس، نحوه.

(1)

تقدم في تخريج الحديث [522] أنه لا بأس به.

(2)

هو: عنترة بن عبد الرحمن الشيباني، تقدم في الحديث [522] أنه ثقة.

[1709]

سنده حسن؛ لحال هارون بن عنترة، وقد تابعه سعيد بن سنان أبو سنان الشيباني كما سيأتي؛ فالحديث صحيح. وسيكرر المصنّف هذا الحديث برقم [2807/ الزهد]. =

ص: 31

[وكانوا]

(1)

أضيافَ اللهِ عز وجل ما داموا فيه، حتَّى يُفيضُوا في حديثٍ غَيرِه، وما سلك رجل طريقًا يلتمسُ فيه العِلمَ إلا سهَّل اللهُ به طريقًا إلى الجنَّةِ، ومَن أبطأ به عملُهُ لم يُسرعْ به حَسَبُهُ.

= وعزاه السيوطي في "الدر المنثور"(11/ 556) للمصنِّف وابن أبي شيبة وابن المنذر والحاكم في "الكنى" والبيهقي في "شعب الإيمان".

وقد أخرجه ابن أبي شيبة (25617 و 30817 و 35784 و 36662) عن أبي الأحوص سلام بن سليم، به.

وأخرجه الآجري في "آداب حملة القرآن"(21) من طريق منجاب بن الحارث، عن أبي الأحوص، به، لكن وقع فيه:"لابن عامر" بدل: "لابن عباس".

وأخرجه محمد بن فضيل بن غزوان في "الدعاء"(101) عن هارون بن عنترة، به.

وأخرجه مسدد في "مسنده" - كما في "إتحاف الخيرة المهرة" للبوصيري (6045)، و"المطالب العالية" لابن حجر (3021 و 3391) - عن عيسى بن يونس، والدارمي (368) من طريق يزيد بن عبد الرحمن أبي خالد الدالاني، والدارمي أيضًا (357)، والخطيب في "الموضح لأوهام الجمع والتفريق"(2/ 458)، وفي "تلخيص المتشابه"(1/ 573)؛ من طريق يعقوب بن عبد الله القمي، وابن أبي حاتم في "تفسيره"(17351) من طريق سفيان الثوري، والبيهقي في "شعب الإيمان"(661)، والخطيب في "الموضح"(2/ 457)؛ من طريق محمد بن عبيد؛ جميعهم (عيسى، والدالاني، ويعقوب القمي، والثوري، ومحمد بن عبيد) عن هارون بن عنترة، به. وجاء في بعض المصادر مختصرًا. وسيأتي عند المصنِّف برقم [2808/ الزهد] من طريق عمرو بن مرة، عن هارون بن عنترة، به.

وأخرجه وكيع في "الزهد"(509) - وعنه أبو خيثمة في "كتاب العلم"(17) - عن أبي سنان سعيد بن سنان، عن عنترة، به.

وانظر الحديث التالي.

(1)

في الأصل: "وكان"، والمثبت من رواية المصنِّف للحديث في كتاب الزهد؛ كما سيأتي برقم [2808]، وكذا وقع على الجادة في مصادر التخريج التي ذكرت اللفظ كاملًا. =

ص: 32

[1709]

حدَّثنا سعيدٌ، قال: نا أبو مُعاويةَ، عن الأعمشِ، عن أبي صالحٍ

(1)

، عن أبي هُريرةَ، قال: قال رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: "مَنْ نَفَّسَ عَنْ مُوْمِنٍ كُرْبَةً مِن كُرَبِ الدُّنْيَا نَفَّسَ اللهُ عَنْهُ كُرْبَةً مِن كُرَبِ يَوْمِ القِيَامَةِ، وَمَنْ سَتَرَ مُسْلِمًا سَتَرَهُ اللهُ فِي الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ، وَمَنْ يَسَّرَ عَلَى مُعْسِرٍ يَسَّرَ اللهُ عَلَيْهِ فِي الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ، وَاللّهُ فِي عَوْن العَبْدِ مَا كَانَ

= وما وقع في الأصل - إن لم يكن خطأ أو سهوًا من الناسخ - يخرج على وجهين:

أحدهما: أن يكون "كَانَ" مسندًا إلى ضمير مفرد، يعود على "الجمع" المفهوم من السياق؛ أي:"وكان جمعهم أضياف الله". وانظر في عود الضمير إلى المفهوم من السياق: التعليق على الحديث [1189].

والثاني: أن يكون أصله: "كانُوا" فحذفت الواو واجتزئ عنها بضمة النون، وتحذف الألف الفارقة تبعًا، وتضبط حينئذٍ:"كانُ". وانظر في الاجتزاء: التعليق على الحديث [1189].

(1)

هو: ذكوان السمان.

[1709]

الحديث ظاهر سنده الصحة، وقد أخرجه مسلم في "صحيحه" - كما سيأتي - من طريق أبي أسامة حماد بن أسامة عن الأعمش قال: حدثنا أبو صالح، إلا أنه انتقد على أبي أسامة ذكر الخبر بين الأعمش وأبي صالح. وقد توبع الأعمش وأبو صالح كما سيأتي، وكما في الحديث التالي.

وانظر: "كتاب العلل" لابن أبي حاتم (1979) وتعليقنا عليه.

وعزاه السيوطي في "الدر المنثور"(3/ 389) لعبد الرزاق ومسلم وأبي داود والترمذي والنسائي وابن ماجه.

وقد أخرجه أبو خيثمة في "العلم"(25)، وابن أبي شيبة (26520 و 26978) - وعنه مسلم (2699) - وأحمد (2/ 252 رقم 7427)؛ عن أبي معاوية، به.

وأخرجه مسلم (2699) عن يحيى بن يحيى التميمي وأبي كريب محمد بن العلاء، وأبو داود (1455 و 4946) عن عثمان بن أبي شيبة، وابن ماجه (225) عن علي بن محمد الطنافسي، والبزار (9128) عن يحيى بن داود، وابن الجارود في "المنتقى"(802) عن محمود بن آدم، وعبد الرحمن بن أبي حاتم في "الجرح والتعديل"(2/ 11) عن أحمد بن سنان الواسطي، وابن حبان (84)، من طريق يعقوب بن إبراهيم الدورقي؛ جميعهم (يحيى بن =

ص: 33

العَبْدُ فِي عَوْن أَخِيهِ، وَمَنْ سَلَكَ طَرِيقًا يَلْتَمِسُ فِيهِ عِلْمًا سَهَّلَ اللهُ بِهِ طَرِيقًا إِلَى الجَنَّةِ، وَمَا اجْتَمَعَ قَوْمٌ فِي بَيْتٍ مِن بُيُوتِ اللهِ عز وجل يَتْلُونَ كتَابَ اللهِ عز وجل وَيَتَدَارَسُونَهُ بَيْنَهُمْ، إِلَّا نَزَلَتْ عَلَيْهِمُ السَّكِينَةُ، وَحَفَّتْهُمُ المَلَائِكَةُ

(1)

، وَغَشِيَتْهُمُ الرَّحْمَةُ، وَذَكَرَهُمُ اللهُ فِيمَنْ عِنْدَهُ، وَمَنْ أَبْطَأَ بِهِ عَمَلُهُ لَمْ يُسْرعْ بِهِ نَسَبُهُ".

= يحيى، وأبو كريب، وعثمان، والطنافسي، ويحيى ابن داود، ومحمود، وأحمد بن سنان، ويعقوب الدورقي) عن أبي معاوية، به، بعضهم مطولًا، وبعضهم مختصرًا.

وأخرجه الطيالسي (2561)، وأحمد (2/ 407 رقم 9274)، والترمذي (1425)، والنسائي في "الكبرى"(7248 و 7249)؛ من طريق أبي عوانة الوضاح بن عبد الله اليشكري، وأبو خيثمة في "العلم"(25)، وأبو داود (4946)، والآجري في "أخلاق حملة القرآن"(19)؛ من طريق جرير بن عبد الحميد، وأحمد (2/ 252 رقم 7427)، ومسلم (2699)، والحا كم (1/ 89)؛ من طريق عبد الله بن نمير، وأحمد (2/ 325 رقم 8316) من طريق أبي بكر بن عياش، والدارمي (356)، وأبو داود (3643)، والحاكم (1/ 88 - 89)؛ من طريق زائدة بن قدامة، ومسلم (2699)، والترمذي (2646، 2945)؛ من طريق أبي أسامة حماد بن أسامة، وابن حبان (768، 5045) من طريق محاضر بن المورع؛ جميعهم (أبو عوانة، وجرير، وابن نمير، وابن عياش، وزائدة، وأبو أسامة، ومحاضر) عن الأعمش، به، مطولًا ومختصرًا.

وأخرجه أبو داود (4946)، والترمذي (1425، 1930)، والنسائي في "الكبرى"(7250)؛ من طريق أسباط بن محمد، عن الأعمش، قال: حُدِّثْتُ عن أبي صالح، به.

وأخرجه عبد الرزاق (18934)، وأحمد (2/ 388 - 389 و 404 و 522 رقم 9545 و 9248 و 10761)، ومسلم (2590)، والحاكم في "المستدرك"(4/ 383 - 384)؛ من طريق سهيل بن أبي صالح، عن أبيه، عن أبي هريرة، مختصرًا بلفظ:"لا يستر عبدٌ عبدًا في الدنيا إلا ستره الله يوم القيامة".

وانظر الحديث التالي.

(1)

كتب في الأصل: "الرحمة" ثم أصلحها إلى "الملائكة".

ص: 34

[1710]

حدَّثنا سعيدٌ، قال: نا أبو الأَحْوَصِ، عن أبي إسحاقَ

(1)

، عن الأغرِّ أبي مسلمٍ

(2)

، قال: أشهدُ على أبي سعيدٍ الخُدْريِّ وأبي هريرةَ أنهما شَهِدا على رسولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم أنَّه قال: "مَا جَلَسَ قَوْمٌ يَذْكُرُونَ اللهَ عز وجل إِلَّا حَفَّتْ بِهِمُ المَلَائِكَةُ، وَنَزَلَتْ عَلَيْهِمُ السَّكِينَةُ،

(1)

هو: عمرو بن عبد الله السَّبيعي.

(2)

هو: أبو مسلم الأغر المديني، نزل الكوفة، وهو ثقة؛ قال العجلي:"تابعي ثقة". وذكره ابن حبان في "الثقات".

انظر: "التاريخ الكبير"(2/ 44)، و"معرفة الثقات" للعجلي (1/ 234)، و"الجرح والتعديل"(2/ 308)، و "الثقات" لابن حبان (4/ 53)، و "تهذيب الكمال"(3/ 317).

[1710]

سنده صحيح، وهو عند مسلم كما سيأتي.

وعزاه السيوطي في "الدر المنثور"(2/ 45 - 46) لابن أبي شيبة وأحمد ومسلم والترمذي وابن ماجه والبيهقي.

وقد أخرجه أبو يعلى (6160) عن خلف بن هشام، والطبراني في "الدعاء"(1907) من طريق عاصم بن علي؛ كلاهما عن أبي الأحوص سلام بن سليم، به.

وأخرجه معمر في "جامعه"(20577/ الملحق بمصنف عبد الرزاق) عن أبي إسحاق، به.

ومن طريق معمر أخرجه ابن المبارك في "الزهد"(944)، وفي "مسنده"(45)، وأحمد في "مسنده"(3/ 94 رقم 11892)، وعبد بن حميد (861)، والطبراني في "الدعاء"(1898).

وأخرجه أبو داود الطيالسي في "مسنده"(2347 و 2508)، وأحمد (3/ 92 رقم 11875)، ومسلم (2700)، والترمذي (3378/ م)، وأبو يعلى (1252 و 1283 و 6159)، وابن الأعرابي في "معجمه"(2065)، والطبراني في "الدعاء"(1899)، وأبو نعيم في "حلية الأولياء"(7/ 204 - 205)، والبيهقي في "الدعوات الكبير"(5)؛ من طريق شعبة، وابن أبي شيبة (29967) - وعنه ابن ماجه (3791)، وأبو يعلى (6157) - والطبراني في "الدعاء"(1901)؛ من طريق عمار بن رزيق، وأحمد (3/ 49 رقم 11463)، والترمذي (3378)، =

ص: 35

وَغَشِيَتْهُمُ الرَّحْمَةُ، وَذَكرَهُمُ اللهُ فِيمَنْ عِنْدَهُ".

* * *

= والبزار (8272)، والطبراني (1905)؛ من طريق سفيان الثوري، وأحمد (2/ 447 رقم 9772) و (3/ 33 رقم 11287)، والطبراني (1900) من طريق إسرائيل بن يونس؛ جميعهم (شعبة، وعمار، والثوري، وإسرائيل) عن أبي إسحاق السبيعي، به.

وأخرجه النسائي في "السنن الكبرى" - كما في "تحفة الأشراف"(12191) - والطبراني في "الدعاء"(1904) عن الحسين بن إسحاق التستري؛ كلاهما (النسائي، والحسين التستري) عن محمد بن عمر بن هياج، عن يحيى بن عبد الرحمن الأرحبي، عن عبد الرحمن بن عبد الملك بن أبجر، عن أبيه، عن أبي إسحاق، عن الأغر - زاد النسائي: ابن سليك - عن أبي هريرة، عن النبي صلى الله عليه وسلم.

وأخرجه البخاري في "التاريخ الكبير"(1/ 383) تعليقا، وابن البختري في "الجزء الحادي عشر من فوائده"(44/ مجموع فيه مصنفاته)؛ من طريق سعيد بن سليمان، عن إسحاق بن أبي جعفر الفراء، عن أبيه، عن الأغر أبي مسلم، عن أبي سعيد الخدري، عن النبي صلى الله عليه وسلم.

ص: 36