المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌تفسير سورة الحجرات - سنن سعيد بن منصور - تكملة التفسير - ط الألوكة - جـ ٧

[سعيد بن منصور]

فهرس الكتاب

- ‌تَفسيرُ سُورَةِ القَصَصِ

- ‌تَفسيرُ سُورةِ العَنكَبُوتِ

- ‌تَفسيرُ سُورةِ الرُّومِ

- ‌تَفسيرُ سُورَةِ لُقْمانَ

- ‌تَفسيرُ سُورةِ السَّجْدَةِ

- ‌تَفسيرُ سُورةِ الأَحْزابِ

- ‌تَفسيرُ سُورةِ سَبَأٍ

- ‌تَفسيرُ سُورةِ المَلائِكةِ

- ‌تَفسيرُ سُورَة يس

- ‌تَفسيرُ سُورةِ الصَّافَّاتِ

- ‌تَفسيرُ سُورةِ ص

- ‌تَفسيرُ سُورةِ الزُّمَرِ

- ‌تَفسيرُ سُورةِ المُؤمِنِ

- ‌تَفسيرُ سُورةِ {حم} السَّجدَةِ

- ‌تَفسيرُ سُورةِ {حم (1) عسق (2)}

- ‌تَفسيرُ سُورةِ الزُّخرُفِ

- ‌تَفسيرُ سُورةِ {حمَ} الدُّخَانِ

- ‌تَفسيرُ سُورةِ الجاثِيَةِ

- ‌تَفسيرُ سُورَةِ الأَحْقَافِ

- ‌تَفسيرُ سُورةِ مُحمَّدٍ صلى الله عليه وسلم

- ‌تَفسيرُ سُورةِ الفَتْحِ

- ‌تَفسيرُ سُورةِ الحُجُرَاتِ

- ‌تَفسيرُ سُورةِ {ق}

- ‌تَفسيرُ سُورةِ {وَالذَّارِيَاتِ}

- ‌تَفسيرُ سُورةِ الطُّورِ

- ‌تَفسيرُ سُورةِ {وَالنَّجْمِ}

- ‌تَفسيرُ سُورةِ {اقْتَرَبَتِ السَّاعَةُ}

- ‌تَفسيرُ سُورةِ الرَّحمنِ

الفصل: ‌تفسير سورة الحجرات

‌تَفسيرُ سُورةِ الحُجُرَاتِ

[قولُهُ تعالى: {يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تُقَدِّمُوا بَيْنَ يَدَيِ اللَّهِ وَرَسُولِهِ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ سَمِيعٌ عَلِيمٌ (1)}]

[2019]

حدَّثنا سعيدٌ وزَهْدَمُ بنُ الحارثِ

(1)

، قال

(2)

: نا محمَّدُ بنُ سليمانَ البلخيُّ

(3)

، قال: قرأتُ على الضحَّاكِ بنِ مُزاحمٍ: {يَاأَيُّهَا الَّذِينَ

(1)

هو: زهدم بن الحارث المكي، ذكره ابن أبي حاتم في "الجرح والتعديل"(3/ 618)، ولم يذكر فيه جرحًا ولا تعديلًا، وذكره العقيلي في "الضعفاء" (2/ 92) وقال:"زهدم بن الحارث المكي، عن حفص بن غياث، لا يتابع على حديثه"، ثم ذكر حديثًا له عن حفص بن غياث وقال:"ولا يتابع عليه، ولا يعرف إلا به".

وانظر: "المتفق والمفترق" للخطيب (2/ 1000 - 1003)، و "لسان الميزان"(3/ 525 - 526).

(2)

كذا في الأصل. والجادة: "قالا"؛ أي: سعيد وزهدم. وما في الأصل له توجيهات تقدمت في التعليق على نحوه في الحديث [1189، 1492].

(3)

ترجم له ابن حبان في "الثقات"(9/ 35) فقال: "محمد بن سليمان البلخي، يروي عن الضحاك بن مزاحم، وروى عنه قتيبه بن سعيد"، ثم ترجم في (9/ 48) لمحمد بن سليم البلخي فقال: الذي يقال له: الخراساني، جليس ابن عيينة، أصله من مصر، يروي عن الضحاك بن مزاحم، روى عنه قتيبة بن سعيد". وسيأتي في مصادر التخريج أنه وقع في بعضها:"محمد بن سليمان البلخي"، ووقع عند الباقين:"محمد بن سليم البلخي". ومحمد بن سليم الخراساني البلخي ترجم له البخاري في "التاريخ الكبير"(1/ 106)، وابن أبي حاتم في "الجرح والتعديل"(7/ 274)؛ ولم يذكرا فيه جرحًا ولا تعديلًا، وقال يحيى بن معين في "تاريخه" (4762/ رواية الدوري):"محمد بن سليم خراساني ثقة". فإن كان ابن معين قصد البلخي، فيستفاد منه توثيقه له، وإن كان قصد غيره فيكون البلخي هذا مجهول الحال، والله أعلم.

[2019]

سنده صحيح إن كان ابن معين وثق سليمان البلخي، ورواية زهدم بن الحارث من زيادات محمد بن علي الصائغ على "سنن سعيد"، ولا يؤثر الكلام المتقدم في زهدم؛ لأنه توبع من سعيد بن منصور. =

ص: 385

آمَنُوا لَا تُقَدِّمُوا بَيْنَ يَدَيِ اللَّهِ وَرَسُولِهِ} فقال لي: {لَا تُقَدِّمُوا}

(1)

.

[قولُهُ تعالى: {يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَرْفَعُوا أَصْوَاتَكُمْ فَوْقَ صَوْتِ النَّبِيِّ وَلَا تَجْهَرُوا لَهُ بِالْقَوْلِ كَجَهْرِ بَعْضِكُمْ لِبَعْضٍ أَنْ تَحْبَطَ أَعْمَالُكُمْ وَأَنْتُمْ لَا تَشْعُرُونَ (2)}]

[2020]

حدَّثنا سعيدٌ، قال: سمعتُ

(2)

سُفْيانَ يقولُ: لما نزلتْ: {لَا تَرْفَعُوا أَصْوَاتَكُمْ فَوْقَ صَوْتِ النَّبِيِّ} ؛ قال: قال أبو بكرٍ - رُضوانُ اللهِ عليه -: لا كلمتُكَ بعدَها إلا أخَا السِّرارِ

(3)

.

= وعزاه السيوطي في "الدر المنثور"(13/ 529) للمصنِّف.

وقد أخرجه الخطيب في "تلخيص المتشابه"(2/ 118) من طريق محمد بن علي الصائغ - وهو راوي "السنن" عن سعيد بن منصور - عن زهدم بن الحارث، عن محمد بن سليم البلخي، به.

وأخرجه ابن وهب في "علوم القرآن من الجامع"(3/ رقم 134) عن محمد بن سليم البلخي، به.

وأخرجه إسحاق بن إبراهيم البستي في "تفسيره"(ق 119/ أ)، وابن حبان في "الثقات"(9/ 35)؛ من طريق قتيبة بن سعيد، عن محمد بن سليمان البلخي، به.

(1)

ضبطت في الأصل بفتح التاءِ والقافِ والدالِ مشددة؛ وهي قراءة متواترة، قرأ بها من العشرة: يعقوب الحضرمي، وهي قراءة الضحاك وابن عباس وابن مسعود وعائشة وأبي حيوة وقتادة وغيرهم.

وقرأ باقي العشرة والجمهور: {لَا تُقَدِّمُوا} بضم التاء وكسر الدال.

وانظر: "المحتسب"(2/ 278)، و "البحر المحيط"(8/ 105)، و"النشر في القراءات العشر"(2/ 375 - 376)، و"إتحاف فضلاء البشر"(2/ 485)، و"معجم القراءات" لعبد اللطيف الخطيب (9/ 75 - 76).

(2)

كتبها الناسخ في الأصل: "ن" ثم صوبها فوقها: "سمعت".

(3)

أي: لا أكلمك إلا كلامًا مثل السّرار، والسّرارُ مصدر سَّارَّه في أذنه: مُسَارّةً وسِرَارًا: إذا أعلمه بسِرِّهِ. "لسان العرب" و"تاج العروس"(س ر ر، أخ و).

[2020]

سنده ضعيف؛ للانقطاع بين ابن عيينة وأبي بكر وأصل الحديث في "صحيح البخاري كما سيأتي.

وقد أخرجه الحارث بن أبي أسامة في "مسنده"(957/ بغية الباحث)،=

ص: 386

[قولُهُ تعالى: {يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ جَاءَكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَإ فَتَبَيَّنُوا أَنْ تُصِيبُوا قَوْمًا بِجَهَالَةٍ فَتُصْبِحُوا عَلَى مَا فَعَلْتُمْ نَادِمِينَ (6)}]

[2021]

حدَّثنا

(1)

سعيدٌ، قال: نا هُشَيمٌ، قال: نا يُونُسُ

(2)

وعَوفٌ

(3)

وعَبَّادُ بنُ راشدٍ

(4)

؛ أنهم سَمِعوا الحسنَ يقرأُ: {فَتَبَيَّنُوا}

(5)

.

= والبزار (56)، والمروزي في "تعظيم قدر الصلاة"(729)، وابن عدي في "الكامل"(2/ 396)، والحاكم في "المستدرك"(3/ 74)، والواحدي في "أسباب النزول"(385)؛ من طريق حصين بن عمر الأحمسي، عن مخارق الأحمسي، عن طارق بن شهاب، عن أبي بكر الصديق. وحصين بن عمر الأحمسي متروك، كما في "التقريب".

وأصل الحديث في "صحيح البخاري"(7302) من طريق ابن أبي مليكة، قال: كاد الخيّران أن يهلكا: أبو بكر وعمر، لما قدم على النبي صلى الله عليه وسلم وفد بني تميم، أشار أحدهما بالأقرع بن حابس التميمي الحنظلي أخي بني مجاشع، وأشار الآخر بغيره، فقال أبو بكر لعمر: إنما أردت خلافي، فقال عمر: ما أردت خلافك، فارتفعت أصواتهما عند النبي صلى الله عليه وسلم، فنزلت: {يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَرْفَعُوا أَصْوَاتَكُمْ فَوْقَ صَوْتِ النَّبِيِّ

} إلى قوله: {

عَظِيمٌ}؛ قال ابن أبي مليكة: قال ابن الزبير: فكان عمر بعد - ولم يذكر ذلك عن أبيه، يعني: أبا بكر - إذا حدَّث النبي صلى الله عليه وسلم بحديث حدَّثه كأخي السِّرار، لم يسمعه حتى يستفهمه.

وانظر: "مختصر استدراك الذهبي"(3/ 1191 رقم 502).

(1)

موضع هذا الحديث في الأصل في آخر السورة، فقدَّمناه مراعاة لترتيب الآيات.

(2)

هو: ابن عبيد بن دينار العبدي، تقدم في الحديث [116] أنه ثقة ثبت.

(3)

هو: ابن أبي جميلة الأعرابي العبدي، تقدم في الحديث [345] أنه ثقة رمي بالقدر والتشيع.

(4)

تقدم في الحديث [183] أنه صدوق.

[2021]

سنده صحيح.

وقد أخرجه البغوي في "الجعديات (3250) عن علي بن الجعد، عن المبارك بن فضالة، عن الحسن؛ أنه كان يقرؤها: {فَتَثَبّتوا} بالثاء. ومبارك بن فضالة صدوق يدلس، كما في "التقريب"، ولم يصرح هنا بالسماع من الحسن البصري.

(5)

كذا في الأصل، وقد نقطت جميع حروفها كرواية حفص:{فَتَبَيَّنُوا} . وتقدم=

ص: 387

[قولُهُ تعالى: {وَإِنْ طَائِفَتَانِ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ اقْتَتَلُوا فَأَصْلِحُوا بَيْنَهُمَا فَإِنْ بَغَتْ إِحْدَاهُمَا عَلَى الْأُخْرَى فَقَاتِلُوا الَّتِي تَبْغِي حَتَّى تَفِيءَ إِلَى أَمْرِ اللَّهِ فَإِنْ فَاءَتْ فَأَصْلِحُوا بَيْنَهُمَا بِالْعَدْلِ وَأَقْسِطُوا إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ (9)}]

[2022]

حدَّثنا سعيد، قال: نا خالدُ بنُ عبدِ اللهِ، عن حُصينٍ

(1)

، عن أبي مالكٍ

(2)

؛ في قولِهِ عز وجل: {وَإِنْ طَائِفَتَانِ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ اقْتَتَلُوا} ؛ قال: تَلَاحَى رَجُلانِ من المسلمينَ، فغَضِب قومُ هذا لهذا، وهذا لهذا؛ فاقتتلوا بالنِّعالِ والأيدي؛ فأنزل اللهُ عز وجل: {وَإِنْ طَائِفَتَانِ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ اقْتَتَلُوا فَأَصْلِحُوا بَيْنَهُمَا

}.

= أن مبارك بن فضالة روى عن الحسن أنه قرأها بالثاء؛ قال: {فَتَثَبَّتُوا} بالثاء.

وكذلك نسبت القراءة للحسن في كتب التفسير والقراءات.

وقرأ أيضًا بالثاء والباء والتاء، من التثبت: حمزة والكسائي وخلف، من العشرة، وعبد الله بن مسعود والباقر والأعمش ويحيى بن وثاب وطلحة وعيسى.

وقوأ باقي العشرة والجمهور: {فَتَبَيَّنُوا} بالباء والياء والنون؛ من التبيُّن.

وانظر: "السبعة" لابن مجاهد (ص 236)، و"التيسير" لأبي عمرو الداني (ص 97)، و"المحرر" لابن عطية (5/ 147)، و"البحر المحيط" لأبي حيان (3/ 342)، و (8/ 109)، و "النشر في القراءات العشر" لابن الجزري (2/ 251، 376)، و"إتحاف فضلاء البشر"(1/ 518)، و (2/ 486)، و"معجم القراءات" للخطيب (9/ 79).

(1)

هو: ابن عبد الرحمن السلمي، تقدم في الحديث [56] أنه ثقة تغير حفظه في الآخر، لكن خالد بن عبد الله الواسطي - الراوي عنه هنا - هو ممن روى عنه قبل تغيره.

(2)

هو: غزوان الغفاري.

[2022]

سنده صحيح إلى غزوان الغفاري، لكنه ضعيف، لإرساله.

وعزاه السيوطي في "الدر المنثور"(13/ 555) للمصنِّف وابن جرير وابن المنذر.

وقد أخرجه ابن جرير في "تفسيره"(21/ 359) من طريق عبثر بن القاسم، عن حصين، به. =

ص: 388

[2023]

حدَّثنا سعيد، قال: نا هُشَيمٌ، قال: نا إسماعيلُ بنُ سالمٍ

(1)

، عن الشَّعْبيِّ، قال: كان رجلانِ من الأنصارِ بينهما تلاحي

(2)

؛ لم يكنْ إلا ذاكَ.

[2024]

حدَّثنا سعيدٌ، قال: نا هُشَيمٌ، قال: نا حُصَين

(3)

، عن أبي مالكٍ الغِفاريِّ؛ أن رَجُلينِ من الأنصارِ كان بينهما قتالٌ بغيرِ سلاحٍ، فجاء قومُ هذا وقومُ هذا، ثم لم يكنْ إلا ذاك.

= وسيأتي عند المصنِّف [2024] من طريق هشيم، عن حصين.

وقد أخرجه أحمد (3/ 157 و 219 رقم 12657 و 13292)، والبخاري (2691)، ومسلم (1799)؛ من طريق المعتمر بن سليمان، عن أبيه سليمان بن طرخان التيمي، عن أنس بن مالك، قال: قيل للنبي صلى الله عليه وسلم: لو أتيت عبد الله بن أبي، قال: فانطلق إليه وركب حمارًا، وانطلق المسلمون، وهي أرض سبخة، فلما أتاه النبي صلى الله عليه وسلم قال: إليك عني، فوالله لقد آذاني نتن حمارك. قال: فقال رجل من الأنصار: والله لحمار رسول الله صلى الله عليه وسلم أطيب ريحًا منك. قال: فغضب لعبد الله رجل من قومه، قال: فغضب لكل منهما أصحابه. قال: فكان بينهم ضرب بالجريد والأيدي والنعال. قال: فبلغنا أنها نزلت فيهم: {وَإِنْ طَائِفَتَانِ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ اقْتَتَلُوا فَأَصْلِحُوا بَيْنَهُمَا} .

(1)

تقدم في الحديث [277] أنه ثقة.

[2023]

سنده صحيح إلى عامر الشعبي، لكنه لم يذكر عمَّن أخذه، وانظر الأثر السابق.

(2)

كذا في الأصل، بإثبات ياء المنقوص النكرة غير المضاف، وهو عربي صحيح، وقد تقدم التعليق على نحوه في الحديث [1322].

(3)

هو: ابن عبد الرحمن السلمي، تقدم في الحديث [56] أنه ثقة تغير حفظه في الآخر، لكن هشيمًا - الراوي عنه هنا - هو ممن روى عنه قبل التغير، كما تقدم في الحديث [91].

[2024]

سنده صحيح إلى غزوان الغفاري، لكنه ضعيف؛ لإرساله. وقد تقدم عند المصنِّف [2022] عن خالد بن عبد الله الواسطي، عن حصين.

وقد أخرجه ابن جرير في "تفسيره"(21/ 359) عن أبي كريب محمد بن العلاء ويعقوب بن إبراهيم الدورقي، عن هشيم، به.

ص: 389

[2025]

حدَّثنا سعيدٌ، قال: نا إسماعيلُ بنُ عيَّاشٍ

(1)

، عن عبدِ اللهِ بنِ عُثمانَ بنِ خُثيمٍ

(2)

، عن حِبَّانٍ السُّلميِّ

(3)

، قال: سألتُ ابنَ عمرَ عن قولِهِ عز وجل: {وَإِنْ طَائِفَتَانِ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ اقْتَتَلُوا فَأَصْلِحُوا بَيْنَهُمَا} ؛ وذلك حين دخلَ الحَجَّاجُ الحَرَمَ؟ فقال لي: قد عرفتَ الباغيةَ من المَبْغِيِّ عليها؟ فوالذي نفسِي بيدِهِ لو عرفتُ المَبْغِيَّةَ

(4)

ما سبقتَني أنتَ ولا [غيرُك]

(5)

إلى نصرِها، أفرأيتَ إن كانتْ كِلتاهما باغيتين؟! فدعِ القومَ يَقْتَتِلون على دُنياهم وارجعْ إلى أهلِكَ، فإذا استمرَّتِ الجَمَاعةُ فادْخُلْ فيها.

(1)

تقدم في الحديث [9] أنه صدوق في روايته عن أهل بلده، مخلِّط في غيرهم، وهذا الحديث مما رواه عن غير أهل بلده.

(2)

تقدم في الحديث [396] أنه صدوق.

(3)

هو: حبان بن جزء السلمي، مجهول الحال؛ ذكره البخاري في "التاريخ الكبير"(3/ 89)، وابن أبي حاتم في "الجرح والتعديل"(3/ 268)؛ ولم يذكرا فيه جرحًا ولا تعديلًا، وذكره ابن حبان في "الثقات"(4/ 181)، وقال الحافظ في "التقريب":"صدوق".

وانظر: "تهذيب الكمال"(5/ 333).

[2025]

سنده ضعيف؛ لما تقدم عن رواية إسماعيل بن عياش عن غير أهل بلده، ولما تقدم عن حال حبان بن جزء السلمي.

وعزاه السيوطي في "الدر المنثور"(13/ 557) للمصنِّف وابن المنذر.

وانظر ما تقدم في الحديث [284].

(4)

قوله: "المبغية" هنا: إما أن تكون اسمَ مفعولٍ من بَغَى يبغي: إذا طلب، وهو يتعدّى بلا حرف، والمعنى: المطلوبة بالظلم من الفئة الباغية. أو تكون اسمَ مفعولٍ من بَغَى عليه يبغي: إذا علاه وظلمه؛ وهو يتعدّى بـ "على"، ويكون الأصل فيها:"المبغي عليه"؛ كما مر، ولكن حذف حرف الجر توسعًا؛ فأُنثت الكلمة. وانظر:"تاج العروس"(ب غ ي).

(5)

ما بين المعقوفين سقط من الأصل، فاستدركناه من "الدر المنثور"، وقد كتبت كلمة "ولا" في آخر السطر.

ص: 390

[قولُهُ تعالى: {يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا يَسْخَرْ قَوْمٌ مِنْ قَوْمٍ عَسَى أَنْ يَكُونُوا خَيْرًا مِنْهُمْ وَلَا نِسَاءٌ مِنْ نِسَاءٍ عَسَى أَنْ يَكُنَّ خَيْرًا مِنْهُنَّ وَلَا تَلْمِزُوا أَنْفُسَكُمْ وَلَا تَنَابَزُوا بِالْأَلْقَابِ بِئْسَ الاسْمُ الْفُسُوقُ بَعْدَ الْإِيمَانِ وَمَنْ لَمْ يَتُبْ فَأُولَئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ (11)}]

[2026]

حدَّثنا سعيدٌ، قال: نا أبو الأَحْوَصِ

(1)

، عن حُصَينٍ

(2)

، قال: سألتُ عِكْرمةَ عن قولِهِ عز وجل: {وَلَا تَنَابَزُوا بِالْأَلْقَابِ} ؟ قال: هو قولُ الرَّجلِ للرَّجلِ: يا كافرُ، يا مُنافِقُ.

(1)

هو: سلام بن سليم.

(2)

هو: ابن عبد الرحمن السلمي، تقدم في الحديث [56] أنه ثقة تغير حفظه في الآخر.

[2026]

سنده صحيح، فقد توبع أبو الأحوص، تابعه خالد بن عبد الله الواسطي وهشيم؛ كما سيأتي، وهما ممن روى عن حصين قبل تغيره، كما تقدم في الحديثين [56]، و [91].

وعزاه السيوطي في "الدر المنثور"(13/ 564) لعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر.

وقد أخرجه البيهقي في "شعب الإيمان"(6323) من طريق المصنِّف.

وأخرجه البيهقي أيضًا (6324) من طريق المصنف، عن خالد بن عبد الله الواسطي، عن حصين، به.

وأخرجه ابن جرير في "تفسيره"(21/ 369) عن هناد بن السري، عن أبي الأحوص، به.

وأخرجه ابن جرير في "تفسيره"(21/ 369) عن يعقوب بن إبراهيم الدورقي، عن هشيم، عن حصين، به. وهذا إسناد صحيح، فهشيم تقدم في الحديث [91] أنه سمع من حصين قبل التغير.

وأخرجه ابن جرير (21/ 369) عن محمد بن حميد الرازي، عن مهران بن أبي عمر الرازي، عن سفيان الثوري، عن حصين، به. وهذا إسناد ضعيف جدًّا، فقد تقدم في تخريج الحديث [1420] أن محمد بن حميد الرازي ضعيف جدًّا.

ومهران قال عنه الحافظ في "التقريب": "صدوق له أوهام، سيئ الحفظ". =

ص: 391

[قولُهُ تعالى: {يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اجْتَنِبُوا كَثِيرًا مِنَ الظَّنِّ إِنَّ بَعْضَ الظَّنِّ إِثْمٌ وَلَا تَجَسَّسُوا وَلَا يَغْتَبْ بَعْضُكُمْ بَعْضًا أَيُحِبُّ أَحَدُكُمْ أَنْ يَأْكُلَ لَحْمَ أَخِيهِ مَيْتًا فَكَرِهْتُمُوهُ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ تَوَّابٌ رَحِيمٌ (12)}]

[2027]

حدَّثنا سعيدٌ، قال: نا هُشَيمٌ، قال: نا مُجالدٌ

(1)

، عن الشَّعْبيِّ؛ أنَّ عمرَ بنَ الخطَّابِ رضي الله عنه فَقَدَ رجلًا من أصحابه، فقال لابنِ عوفٍ: انطلقْ بنا إلى منزلِ فلانٍ فنَنْظُرَ. فأتيا منزلَهُ فوجدا بابَهُ مفتوحًا وهو جالسٌ وامرأتُهُ تَصُبُّ له في إناءٍ فُتناوِلُهُ إياه.

= وأخرجه ابن جرير (21/ 369) عن محمد بن حميد، عن مهران، عن سفيان الثوري، عن خصيف بن عبد الرحمن، عن مجاهد وعكرمة؛ قالا: يقول الرَّجلُ للرَّجلِ: يا فاسق يا كافر.

وأخرجه أبو الشيخ في "التوبيخ والتنبيه"(236) من طريق عثمان بن غياث، عن عكرمة، قال: يقول الرَّجلُ للرَّجلِ: فاسق كافر.

(1)

هو: ابن سعيد بن عمير الهمداني، تقدم في الحديث [941] أنه ليس بالقوي، وقد تغير في آخر عمره.

[2027]

سنده ضعيف؛ لحال مجالد بن سعيد، وللانقطاع بين الشعبي وعمر؛ فقد كان يرسل عن عمر؛ كما تقدم في ترجمته في تخريج الحديث [39]، وقال ابن أبي حاتم في "لمراسيل" (ص 160):"سمعت أبي وأبا زرعة يقولان: الشعبي عن عمر مرسل".

وعزاه السيوطي في "الدر المنثور"(13/ 569) للمصنِّف وابن المنذر.

وذكره ابن عبد البر في "الاستذكار"(39033) عن هشيم، به، نحوه.

وأخرجه عبد الرزاق (18943)، والفسوي في "المعرفة والتاريخ"(1/ 368)، وابن شبة في "تاريخ المدينة"(ص 722)، والخرائطي في "مكارم الأخلاق"(425)، وابن حبان في "الثقات"(4/ 267)، والطبراني في "مسند الشاميين"(1806)؛ من طريق الزهري، عن زرارة بن مصعب بن عبد الرحمن بن عوف، عن المسور بن مخرمة، عن عبد الرحمن بن عوف؛ أنه حرس ليلة مع عمر بن الخطاب، فبينا هم يمشون شب لهم سراج في بيت، فانطلقوا يؤمُّونه، حتى إذا دنوا منه، إذا باب مجافٍ على قوم لهم فيه أصوات مرتفعة ولغط، فقال عمر وأخذ بيد عبد الرحمن: أتدري بيت من هذا؟ قال: قلت: لا، قال: هو =

ص: 392

فقال عمرُ لابنِ عوفٍ: هذا الذي شغله عنَّا!

فقال [ابنُ عوفٍ لعمرَ]

(1)

: وما يُدريكَ ما في الإناءِ؟

فقال عمرُ: أتخافُ أن يكونَ هذا التَّجسُّسَ؟

قال: بل هو التَّجسُّسُ.

قال: وما التَّوبةُ من هذا؟

قال: لا تُعلِمْهُ بما اطلعتَ عليه من أمرِه، ولا يكونَنَّ في نفسِكَ إلا خيرًا

(2)

.

ثم انصرفا.

= ربيعة بن أمية بن خلف، وهم الآن شَرْبٌ [أي: يشربون]، فما ترى؟ قال عبد الرحمن: أرى قد أتينا ما نهانا الله عنه؛ نهانا الله فقال: {وَلَا تَجَسَّسُوا} فقد تجسسنا، فانصرف عنهم عمر وتركهم. هذا لفظ عبد الرزاق، وسقط من إسناد ابن شبة: زرارة بن مصعب. وهذا إسناد صحيح. وانظر الأثر التالي.

(1)

في الأصل: "ابن عمر لابن عوف"، وما أثبتناه من "الدر المنثور"، و"كنز العمال"(8825)، وكذا هو في بعض المصادر، وفي بعضها:"فقال له عبد الرحمن".

(2)

كذا في الأصل، ولعلَّه خطأ من الناسخ، والجادَّة:"ولا يكونن في نفسك إلا خيرٌ" برفع "خير" اسمًا لـ "يكونن"؛ كما في مصادر التخريج، فإن الاستثناء هنا مفرَّغٌ. وما في الأصل - إن لم يكن خطأ من الناسخ - فيمكن أن يوجَّه على حذف اسم "يكوننَّ"، والتقدير:"ولا يكونن في نفسك شيءٌ إلا خيرًا"، ويكونُ الاستثناء تامًّا منفيًّا، وفيه يجوز نصب المستثنى - كما وقع هنا - ويجوز رفعُهُ.

وانظر في الاستثناء شروح الألفية، باب الاستثناء.

وقد يحمل نصب "خيرًا" على توهُّم أنها خبر "كان"، وقد يوجَّه على أن رفع خبر "كان" ونصب اسمها وقع هنا لأمن اللبس وظهور المعنى؛ كما يرفعون المفعول وينصبون الفاعل بالقرينة المعنوية.

انظر التعليق على الحديث [1929] والحديث [479]. وانظر: كتاب العلل" لابن أبي حاتم بتحقيقنا (1853).

ص: 393

[2028]

حدَّثنا سعيدٌ، قال: نا حَزمُ بنُ أبي حَزْمٍ

(1)

، قال: سمعتُ الحسنَ يقولُ: أَتى عمرَ بنَ الخطَّابِ رضي الله عنه رجل، فقال: يا أميرَ المؤمنين، إنَّ فلانًا لا يَصْحُو.

قال: ما تقولُ؟

قال: أقولُ لك الحقَّ.

قال: انظرْ إلى الساعةِ التي يضعُ فيها شرابَهُ فأْتني.

فأتى، فقال: يا أميرَ المؤمنين قد وضع شرابَهُ.

فانطلقا فقال: استأذنْ فإذا أذِن لك فقلْ: ومن معي؟

فلمَّا سمع الرجلُ استئذانَهُ عزل شرابَهُ، ثم قال: ادخلْ.

قال: ومن معي؟

قال: ومَنْ مَعكَ.

فدخل عمرُ فقال: واللّهِ إني لأجدُ ريحَ شراب - فتجسَّسَ - فقال: يا فلانُ، أنتَ بهذا.

وكان الرجلُ لم يُغلب على عقلِهِ، فقال: يا ابنَ الخطَّابِ، وأنتَ بهذا؟! ألم ينهكَ اللهُ عز وجل أن تَجَسَّسَ

(2)

؟

فعرفها عمرُ، فقال لصاحبِهِ: انطلقْ. وتركوه.

(1)

تقدم في الحديث [46] أنه ثقة.

[2028]

سنده ضعيف، للانقطاع بين الحسن البصري وعمر بن الخطاب.

وعزاه السيوطي في "الدر المنثور"(13/ 570) للمصنِّف وابن المنذر.

وانظر الأثر السابق.

(2)

أي: تتجسَّس؛ حذفت تاء المضارعة.

ص: 394

[قولُهُ تعالى: {قَالَتِ الْأَعْرَابُ آمَنَّا قُلْ لَمْ تُؤْمِنُوا وَلَكِنْ قُولُوا أَسْلَمْنَا وَلَمَّا يَدْخُلِ الْإِيمَانُ فِي قُلُوبِكُمْ

(14)}]

[2029]

حدَّثنا سعيدٌ، قال: نا أبو عَوانةَ

(1)

، عن مُغيرةَ

(2)

، عن إبراهيمَ؛ قال:{قَالَتِ الْأَعْرَابُ آمَنَّا قُلْ لَمْ تُؤْمِنُوا وَلَكِنْ قُولُوا أَسْلَمْنَا} ؛ قال

(3)

: قلتُ: الإسلامُ، أو الاستسلامُ؟ قال: الإسلامُ.

[قولُهُ تعالى: {يَمُنُّونَ عَلَيْكَ أَنْ أَسْلَمُوا قُلْ لَا تَمُنُّوا عَلَيَّ إِسْلَامَكُمْ بَلِ اللَّهُ يَمُنُّ عَلَيْكُمْ أَنْ هَدَاكُمْ لِلْإِيمَانِ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ (17)}]

[2023]

حدَّثنا سعيدٌ، قال: نا إسماعيلُ بنُ زكريَّا

(4)

، عن حبيبِ بنِ أبي عَمْرةَ

(5)

، عن سعيدِ بنِ جُبيرٍ؛ قال: أتى قومٌ من الأعرابِ

(1)

هو: الوضاح بن عبد الله اليشكري.

(2)

هو: المغيرة بن مقسم الضبي، تقدم في الحديث [54] أنه ثقة متقن، إلا أنه كان يدلس عن إبراهيم النخعي.

(3)

أي: مغيرة.

[2029]

سنده صحيح، وقد صرح مغيرة بسماعه من إبراهيم النخعي.

وقد أخرجه إسحاق بن راهويه في "مسنده" - كما في "إتحاف الخيرة المهرة" للبوصيري (5827)، و "المطالب العالية " للحافظ (3720)، وعن إسحاق أخرجه المروزي في "تعظيم قدر الصلاة"(564) - عن جرير بن عبد الحميد، عن مغيرة، قال: أتيت إبراهيم النخعي، فقلت: إن رجلًا خاصمني، يقال له: سعد العنزي - فقال إبراهيم النخعي: ليس بالعنزي، ولكنه الزبيدي - في قوله تعالى:{قَالَتِ الْأَعْرَابُ آمَنَّا قُلْ لَمْ تُؤْمِنُوا وَلَكِنْ قُولُوا أَسْلَمْنَا} ؛ فقال: هو الاستسلام؟ فقال إبراهيم: لا، بل هو الإسلام.

وأخرجه ابن جرير في "تفسيره"(21/ 390) من طريق سفيان الثوري، عن مغيرة، عن إبراهيم؛ قال: هو الإسلام.

وأخرجه المروزي في "تعظيم قدر الصلاة"(565) من طريق سفيان الثوري، عن منصور بن المعتمر، عن إبراهيم؛ قال: هو الإسلام.

(4)

تقدم في الحديث [81] أنه صدوق.

(5)

هو: حبيب بن أبي عمرة القصاب، تقدم في الحديث [1421] أنه ثقة.

[2030]

سنده ضعيف؛ لإرساله.

ص: 395

النبيَّ صلى الله عليه وسلم، من [بني]

(1)

أسدٍ؛ فقالوا

(2)

: جئناكَ ولم نقاتِلْك. فأنزل اللهُ عز وجل: {يَمُنُّونَ عَلَيْكَ أَنْ أَسْلَمُوا قُلْ لَا تَمُنُّوا عَلَيَّ إِسْلَامَكُمْ} .

* * *

= وعزاه السيوطي في "الدر المنثور"(13/ 607) للمصنِّف وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن مردويه.

وقد أخرجه ابن جرير في "تفسيره"(2/ 3471 و 397) عن محمد بن حميد الرازي، عن مهران بن أبي عمر الرازي، عن سفيان الثوري، عن حبيب بن أبي عمرة، عن سعيد بن جبير، نحوه، وذكر قصة في أوله.

وأخرجه ابن جرير أيضًا (21/ 397) من طريق شعبة، عن أبي بشر جعفر بن أبي وحشية، قال: قلت لسعيد بن جبير: {يَمُنُّونَ عَلَيْكَ أَنْ أَسْلَمُوا} ؛ أهم بنو أسد؟ قال: يزعمون ذلك.

وأخرجه البزار (5141)، والنسائي في "الكبرى"(11455)، وأبو يعلى (2363)، والطبراني في "المعجم الأوسط"(7256)؛ من طريق يحيى بن سعيد الأموي، عن محمد بن قيس الأسدي، عن أبي عون محمد بن عبيد الله الثقفي، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس، نحوه. ويحيى بن سعيد الأموي، قال عنه الحافظ في "التقريب":"صدوق يغرب"، وباقي رجال الإسناد ثقات. وقد أخرجه النسائي في "الكبرى"(11455) بالإسناد نفسه من طريق يحيى بن سعيد الأموي، عن محمد بن قيس، عن عطاء بن السائب، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس، نحوه. وعطاء بن السائب تقدم في الحديث [6] أنه ثقة، اختلط في آخر عمره.

(1)

في الأصل: "ابني". والمثبت من "الدر المنثور" ومصادر التخريج.

(2)

كتب بعدها: "يرسول الله" ثم ضرب عليها.

ص: 396