الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
التقسيم الخامس للفعل: من حيثُ التعدِّي واللزوم:
ينقسم الفعل إلى متعدٍ، ويسمَّى مُجاوزًا، وإللازم ويسمى قاصِرًا. فالمعتدي عند الإطلاق: ما يُجاوز الفاعل إلى المفعول به بنفسه، نحو حفظ محمد الدرس، وعلامته أن تتصل به هاء تعود إلى غير المصدر، نحو زيد ضربه عمرو، وأن يصاغ منه اسم مفعول تامّ، أى غير مقترن بحرف جَرّ أو ظرف نحو مضروب.
وهو على ثلاثة أقسام:
ما يتعدى إلى مفعول واحد، وهو كثير، نحو: حفظ محمد الدرس، وَفَهِمَ المسألة.
وما يتعدى إِلى مفعولين، إما أن يكونأصلهما المبتدأ والخبر، وهو ظنّ1 وأخواتها، وإمَّا لا، وهو أعطى2 وأخواتها.
وما يتعدى إلى ثلاثة مفاعيل، وهو باب أعلم3 وأرى.
واللازم: مالم يجاوز الفاعل إِلى المفعول به، كقعد محمد، وخرج على.
وأسباب تعدى الفعل اللازم أصالةً ثمانيةٌ:
الأول: الهمزة، كأكرم زيدٌ عَمرًا.
الثانى: التضعيف، كفرَّحت زيدا.
الثالث: زيادة ألف المفاعلة نحو: جالس زيد العلماء، وقد تقدمت.
الرابع: زيادة حرف الجرّ، نحو: ذهبت بِعَلىٍّ.
الخامس: زيادة الهمزة والسين والتاء، نحو: استخرج زيد المال.
1 نحو: "ظَنَّ الطالبُ الدرسَ سهلًا".ن.
2 نحو: " أعطى زيدٌ عمرًا درهمًا".ن.
3 نحو: "أعْلَمَ زيدٌ عمرًا الدرسَ سهلًا".ن.
السادس: التَّضمين النحوى1، وهو أن تُشْرَب كلمةٌ لازمة معنى كلمة متعدية، لتتعدى تعديتها، نحو:{تَعْزِمُوا عُقْدَةَ النِّكَاحِ حَتَّى يَبْلُغَ الْكِتَابُ أَجَلَهُ} [البقرة: 235] ، ضُمِّن تعزموا معنى تنْوُوا، فعُدِّي تعديته.
السابع: حذف حرف الجرّ توسعًا، كقوله:
تَمرُّون الدِّيار ولم تَعُوجوا
…
كلامُكُم عَلَيَّ إذَنْ حَرَامُ2
ويطِّرد حذفه مع أنَّ وأنْ، نحو قوله تعالى:{شَهِدَ اللَّهُ أَنَّهُ لا إِلَهَ إِلَاّ هُوَ} [آل عمران: 18]{أَوَعَجِبْتُمْ أَنْ جَاءَكُمْ ذِكْرٌ مِنْ رَبِّكُمْ} [الأعراف: 63-69] .
الثامن: تحويل اللازم إلى باب نَصَرَ لقصد المغالبة، نحو: قاعَدته فقَعدته فأنا أقعُدُه، كما تقدم.
والحق أن تعدية الفعل سماعية، فما سُمعَت تعديته بحرف لا يجوز تعديته بغيره، ومالم تسمع تعديته، لا يجوز أن يُعَدَّى بهذه الأسباب. وبعضهم جعل زيادة الهمزة فى الثلاثى اللازم لقصد تعديته قياسًا مطردًا، كما تقدم.
وأسباب لزوم الفعل المتعدِّي أصالةً خمسةٌ:
الأول: التّضمين، وهو أن تشْرب كلمةٌ متعدية معنى كلمة لازمة، لتصير مثلها، كقوله:{فَلْيَحْذَرِ الَّذِينَ يُخَالِفُونَ عَنْ أَمْرِهِ} [النور: 63] ضُمن يخالف معنى يَخْرُج، فصار لازمًا مثله.
الثانى: تحويل الفعل المعتدي إلى فعُل بضم العين، لقصد التعجب والمبالغة، نحو:
1ومنه رحبتكم الطاعة، وطلع بشر اليمن، بضم العين فيهما: أي وسعتكم الطاعة، وبلغ اليمن، وليس في اللغة العربية فعل "مضمون العين" عدي إلى المفعول بالتضمين، غير هذين الفعلين.
2 البيت لجرير "ديوانه طبعة الصاوي 512" ورواية صدره في الديوان:
"أتمضُون الرَّسُومَ ولا تُحَيَّا"
والرواية الأخرى صحيحة.
ضرُب زيدٌ: أي أضْرَبَهُ.
الثالث: صيرورته مطاوعًا، ككسرْتُه فانكسر، كما تقدم.
الرابع: ضعف العامل بتأخيره، كقوله تعالى:{إِنْ كُنتُمْ لِلرُّؤْيَا تَعْبُرُونَ} [يوسف: 43] .
الخامس: الضرورة، كقوله:
تَبَلَتْ1 فؤادكَ فى المَنامِ خَريدَةٌ
…
تَسْقِي الضَّجيعَ بَبارِدٍ بَسَّام
أي تَسقِي2 ريقًا باردًا.
1 بالمثناه الفوقية فالموحدة المفتوحة: أي أصابته بتبل، أي اسقام، ويقال اتبل بالهمزة، وخريدة: الفتاة الحيّية، المعجم الوسيط. ن.
2 ويحتمل أنه ضمن تسقي معنى تشفي، فعدي بالباء، أو تسقي الضجيج ريقها بفم بارد ريقه فيكون المفعول محذوفًا، والباء للاستعانة. ا. هـ صبان.