الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
خاتمة تشمل على عدة أسئلة
…
خاتمة تشتمل على عدة مسائل
الأولى: يجوز تعويض ياءً قبل الطَّرَف مما حُذِف، سواء كان المحذوف أصلًَا أو زائدًا.
فتقول فى سَفَرْجَل ومُنْطَلِق: سَفَارِيج ومَطَالِيق. وأَجَاز الكُوفِيون زيادتها فى مُمَاثِل مَفَاعِل، وحذفها من مماثل مَفَاعِيل، فتقول فى جَعافر جعافِير وفى عصافِير عصافِر. من الأول:{وَلَوْ أَلْقَى مَعَاذِيرَهُ} [القيامة:15]، ومن الثانى:{وَعِنْدَهُ مَفَاتِحُ الْغَيْبِ} [الأنعام: 95] . وأما فَواعِل فلا يقال فيه فَواعِيل إلا شذوذًا، كقول زهير بن أبى سُلمى:
سَوَابِيغُ بَيضٌ لا يُخَرِّقُهَا النَّبْلُ1
الثانية: كلّ ما جرى على الفعل: مِن اسَمىْ الفاعل والمفعول، وأوله ميم، فبابه التصحيح ولا يُكَسَّر، لمشابهته الفعل لفظًا ومعنى؛ وجاءَ شذوذًا فى اسم مفعول الثلاثى من نحو ملعون، وميمون، ومشؤوم، ومكْسور، ومَسلوخة: مَلاعين، ومَيامين، ومَشائيم، ومكاسير، ومَسَاليخ، وجاء أيضًا فى مُفْعِل. بضم الميمْ وكسر العين من المذكر، كمُوسِر ومُفْطِر: مَيَاسِير ومَفَاطِير، كما جاء فى مُفْعَل بفتح العين كمَنْكَر: مَناكِير.
وأما إذا كان مُفْعِل بكسر العين، مختصًا بالإناث، فإنه يُكَسَّر كمُرضِع ومرَاضِع.
الثالثة: قد تدعُو الحاجة إلى جَمع الجمع، كما تدعو إلى تثنيته، فكما يقال فى جماعتين من الجمال أو البيوت جِمالان وبَيُوتان. تقول أيضًا فى جماعات منها جمالات وبَيُوتات. ومنه {كَأَنَّهُ جِمَالَةٌ صُفْرٌ} 2 وإذا قصِد تكسير مُكَسَّر نُظر إلى ما يشاكله من الآحاد، فيُكَسَّر بمثل تكسيره، كقولهم فى أعْبُد أعابد، وفى أسلحة أسالح،
1 هذا عجز بيت، وصدره: عليها أسود ضاربات لبؤسهم.
2 وقراءة "جمالات" هي قراءة شعبة عن عاصم وهي قراءة متواترة.
وفى أقوال أقاوِيل، شبَّهوها1 بأسْود وأسَاوِد، وأَجرِدة وأجَارِد2، وإعصار وأعاصير، وقالوا فى مصْران جمع مَصِير: مَصَارِينُ. وفى غِرْبَان غَرَابِين. تشبيهًا بسلاطين وسَراحين. وما كان على زِنة مَفَاعِل أو مَفاعِيل، فإنه لا يُكْسَّر لأنه لا نظير له فى الآحاد، حتى يُحْمَل عليه، ولكنه قد يُجْمَع تصحيحًا، كقولهم فى نَوَاكِس وأيامِن: نواكِسُون وأيامنون، وفى خرائد وصَواحِب: خَرَائِدات وصَواحِبَات، ومنه:"إنَّكُنَّ لَأَنْتُنَّ صَوَاحِبَاتُ يُوسُفَ".
الرابعة: قد تلحق التاء صيغة منتهى الجموع: إمَّا3 عِوَضًا عن الياء المحذوفة، كقَنَادِلَة فى قناديل، وإما للدلالة على أن الْجمع للمنسوب لا للمنسوب إليه، كأشَاعِثَة وأزارِقَة ومَهَالِبَة، وفي جمع أَشْعَثي وأزرقىّ ومُهَلَّبِي، نسبة إلى أشعثَ وأزرقَ ومهلبَ، وإما لإلحاق الجمع بالمفرد، كصَيَارِفة وصياقلة، جمع أن كان ممنوعًا من الصرف. وربما تلحق التاءُ بعضَ صيغ الجموع لتأكيد التأنيث اللاحق له، كحجارة وغمومة وخُؤولة.
الخامسة: المركبات الإضافية التى جُعلت أَعلامًا تُجمع أجزاؤها الأوَل كما تُثنى، فتقول: عَبْدَا الله مثنى وعُبْدَان الله، وعِبَاد الله، وذَوا القَعْدةِ والحِجَّة، وأَذْوَاء أو ذَوات.
وما كان كابن عِرس وابن آوَى وابنِ لَبُون، يقال في جمعه: بنات عرس وبنات آوى وبنا ت لَبُون، والمركبات المَزْجِية والمركبات الإسنادية والمثنى والجمع إذا جُعلت أعلامًا لا تُثنى ولا تُجمع، بل يؤتى بذو مثناة أو مجموعًا، بحسب الحاجة، فتقول: ذَوَا بَعْلَبَك أو أَذْواء سِيبَوَيْه وذَوو سِيبَويَه وذَوو زَيْدِِين.
السادسة: مما تقدم علمتَ أن للجمع صيغًا مخصوصة، وقد يدُلُّ على معنى الجمعية سواها، ويسمى اسم الجمع، أو اسم الجنس الجمعىّ.
والفرق بين الثلاثة مع اشراكهما فى الدلالة على ما فوق الاثنين: أن اسم الجنس
1 أي في عدد الحروف، ومطلق الحركات والسكنات، وإن خالفه في نوع الحركة كضمة أعبد مع فتحة أسود.
2 اتفق الكل على التمثيل بأجردة وأجارد، ولكنه لم يوجد في اللغة. قال الصبان: والظاهر أنه جمع جراد أو جريد اهـ.
3 في الأصل: "عِواضًا" وهو خطأ مطبعي. ن.
الجمعىّ: هو ما يتميز عن واحده: إما بالياء فى الواحد، نحو رومىّ ورُوم، وتُرْكِي، وتُرْك، وزَنجىّ وزَنِج، وإما بالتاء فى الواحد غالبًا، ولم يلتزم تأنيثه نحو تمرة وتمر، وكَلمة وكلِم، وشجرَة وشجر، ويقل كونها فى غير الواحد، المحفوظ منه جَبْأة وكَمْأة: لجنس الجَبْء، والكَمْءِ. وبعضهم يجعل الواحد منها ذا التاء على القياس، فإن التُزِم تأنيثه بأن عُومِل معاملة المؤنث فَجَمْع، كَتُخَم وتُهَم، وفي تخمة، إذ تقول هى أو هذه تُخَمٌ وتُهَمٌ.
وأن اسم الَجمع ما لا واحد له من لفظه، وليس على وزن خاص بالْجموع أو غالب فيها، كقوم ورهط، أوله واحد لكنه مخالف لأوزان الْجمع، كرَكْب وصَحْب، جمع راكب وصاحب، وكغَزِي. بوزن غَني: اسم جمع غاز، أوله واحد وهو موافق لها، لكنه مساوٍ للواحد فى النسب إليه: نحو رِكاب، على وزن رجال، اسم جمع ركوبة، نقول في النسب رِكابي، والجمع كما سيأتى لا يُنْسَبُ إليه على لفظه إلا إذا جرى مجرى الأعلام، أو أُهْمِل واحده، وهذا ليس واحدًا منهما، فليس بجمع.
وأن الْجمع ما عدا ذلك، سواء كان له واحد من لفظه كرجال، أو لم يكن، وهو على وزن خاص بالْجموع، كأبابيل: لجماعات الطير، وعَباديد: للفِرَق من الناس والخيل، أو غالب فى الْجمع كأعراب، فإنه جَمْعٌ واحدُه. مُقَدَّرٌ. وسواء توافق المفرد والجمع في الهيئة، كفُلْك وإمام، زمنه:{وَاجْعَلْنَا لِلْمُتَّقِينَ إِمَامًا} [الفرقان: 74] أوْ لا1، كأفراس جَمْع فرَس.
وعندهم اسم جنس إفرادىّ، وهو ما يصدق على التقليل والكثير، كعسل ولبَن وماء وتُراب.
1 يعني لم يتوافق المفرد والجمع في الهيئة. ن.