الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
النسبة إلى هَوىً وَنَوَىً، لعدم التصدر، وَوُفِيَ وَوُعِدَ مجهولين، لعدم تأصل الثانية.
وتبدل الهمزة من الواو جوازًا فى موضعين:
أحدهما: إذا كانت مضمومة ضمًا لازمًا غير مشددة، كوُجوه وأجُوه، ووُقوت وأقُوت: في جمع وقت ووجه، وأدْوُر وأدْؤُر، وأنْوُر أنْؤُر: جمعيْ دار ونار، ووُقوت1 وقَئُول وصَئُول: مبالغة فى قائل وصائل، فخرجت ضمة الإعراب، نحو هذا دلُو، وضمةُ التقاء السكانين، نحو {وَلَا تَنسَوُا الْفَضْلَ بَيْنَكُم} [البقرة: 237] وخرج بغير مشددَّة، نحو التعوُّذ والتحوُّل.
ثانيهما: إذا كانت مكسورة فى أول الكلمة، كإشاح وإفادة وإسادة، فى وِشاح، ووِفادة، ووِسادة.
وتبديل الهمزة من الياء جوازًا إذا كانت الياء بعد ألف، وقبل ياء مشدَّدة، كغنائي ورائىّ: فى النسبة لغاية وراية.
وجاءت الهمزة بدلاً من الهاء فى ماء، بدليل تصغيره على مُويَه، وجمعه على أواه.
1 في الأصل: "قتول" وهو تصحيف والصحيح ما أثبتناه. ن
ب فصل فى عكس ما تقدم
وهو قلب الهمزة ياء أو واوًا، ولا يكون ذلك إلا فى بابين:
أحدهما: باب الجمع الذى على زنة مَفاعِل، إذا وقعت الهمزة بعد ألف، وكانت تلك الهمزة عارضة فيه1، وكانت لامه همزة أو واوًا أو ياء، فخرج باشتراط عروض الهمزة المَرائِي: فى جمع مِرآة، فإن الهمزة موجودة فى المفرد، وبالأخير سلامةُ اللام، فى نحو صحائف وعجائز ورسائل، فلا تغير الهمزة فيما ذُكِر، والذى استوفى الشروط يجب فيه عملان: قلب كسرة الهمزة فتحة، ثم قلب الهمزة ياء فى ثلاثة مواضع، وواوًا فى موضع واحد. فالتى تقلب ياء يشترط فيها أن تكون لام الواحد همزة، أو ياء
1 يعني: أنَّ الهمزة لم تكن في المفرد. ن
أصلية، أو واوًا منقلبة ياء، والتى تقلب واوًا يشترط فيها أن تكون لام الواحد واوًا ظاهرة فى اللفظ، سالمة من القلب ياء.
فهذه أربعة مواضع، تحتاج إلى أربعة أمثلة:
1مثال ما لامه همزة خطايا جمع خطيئة1، أصلها خَطَاييء، بياء مكسورة، هى ياء المفرد، وهمزة بعدها هي لامه، ثم أبدلت الياء المكسورة همزة، على حد ما تقدم فى صحائف، فصار خطائيء بهمزتين، ثم الهمزة الثانية ياء، لأن الهمزة المتطرفة إثر همزة تقلب ياء مطلقًا، فبعد المكسورة أولى، ثم قلبت كسرة الهمزة الأولى فتحة للتخفيف، كما في المذَاري والعذَاري، ثم قلبت الياء ألفًا، لتحركها وانفتاح ما قبلها، فصار خَطاءا بألفين بينهما همزة، والهمزة تشبه الألف، فاجتمع شبه ثلاث ألفات، وذلك مستكرَه، فأبدلت الهمزة ياء، فصار خطايا، بعد خمسة أعمال.
2ومثال ما لامه ياء أصلية: قضايا جمع قضية، أصلها قضايي2 بيائين، أبدلت الياء الأولى همزة، على ما تقدم فى نحو صحائف، فصار قضائِيُ، قلبت كسرة الهمزة فتحة، ثم الياء ألفا، فصار قضاءًا، ثم قلبت الهمزة المتوسطة ياء، لما تقدّم، فصار قضايا، بعد أربعة أعمال.
3-
ومثال ما لامه واوٌ قلبت ياء فى المفرد: مَطِيّة3، إذ أصلها مَطِيْوة من المَطا، وهو الظهر، أو من المَطْو وهو المدّ، اجتمعت الواو والياء وَسُبقت إحداهما بالسكون، فقلَبت الواو ياء وأدغمتا، كما فى سيِّد وميِّت، وجمعها مطايا، وأصلها: مَطايُو، فقلبت الواو لتطرُّفها إثر كسرة، فصار مَطاييُ، ثم الياء الأولى همزة كما تقدّم، ثم أبدلت الكسرة فتحة، فصار مَطَاءَيُ، ثم الياء ألفا، ثم الهمزة المتوسطة ياء، فصار مطايا بعد خمسة أعمال.
1 هنا تحتاج إلى خمسة أعمال وهي كما يلي: "خَطَايئ= خطائِي=خَطَائَي= خَطاءا= خطايا".ن
2 هكذا: "قضايي=قضائِي=قضائَي=قضاءا=قضايا".ن
3 هكذا: "مَطِيْوَة= مَطِيْيَة= مَطَّية""مَطَايُو=مطايِي=مطائِي= مطائَي= مطاءا=مطايا".ن
4 ومثال ما لامه واو ظاهرة سلمت فى المفرد: هِرَاوَة، وهى العصا، وجمعها هَرَاوَى، أصلها هَرَائِو1. وذلك أن ألف المفرد قلبت فى الجمع همزة، كما فى رسالة ورسائل فصار هَرائوُ، ثم أبدلت الواو ياء، لتطرُّفها إثر كسرة، فصار هَرَائي، ثم فتحت كسرة الهمزة، فصار هَرَاءَيُ، ثم قلبت الياء ألفا، لتحركها وانفتاح ما قبلها، فصار هراءَا، بهمزة بين ألفين، ثم قلبت الهمزة واوًا، ليتشاكل الجمع مع المفرد، فصار هَرَى بعد خمسة أعمال.
وشذ من هذا الباب قوله: حَتئ أزيُروا المَنَائِيا2 والقياس المنايا، واللهم اغفِرْ لى خَطَائِئِي والقياس خطاياى، وهَدَاوَى جمع هَدية، والقياس هدايا.
ثانيهما: باب الهمزتين الملتقيين فى كلمة واحدة، والتى تُعَل هى الثانية، لأن الثقل لا يحصل إلا بها، فلا تخلو الهمزتان إما أن تكون الأولى متحركة والثانية ساكنة، أو بالعكس، أو تكونا متحركتين.
فإن كانت الأولى متحركة والثانية ساكنة، أبدلت الثانية من جنس حركة الأولى، نحو آمنت أومِنُ إيمانًا، والأصل أأمَنْت أؤْمِن إئمَانا، وشذَّ3 قراءة بعضهم: إئلافِهِم، بتحقيق الهمزة الثانية.
فإن كانت الأولى ساكنة والثانية متحركة، ولا تكونان إلا فى موضع العين أو اللام، فإِن كانتا فى موضع العين، أدْغمت الأولى فى الثانية، نحو ساال مبالغة السؤآل، ولأاَّل ورألَّس، في النسب لبائع اللُّؤْلؤ والرُّءوس. إن كانتا فى موضع اللام، أبْدِلت الثانية ياء مطلقًا، فتقول فى مثال قِمَطْر مِن قرأ قرَأى، في مثال: سَفَرجَل منه: قَرَأيَا.
1 نفس سابقتها. ن
2 هنا جزء من بيت شعر لعبيدة بن الحارث بن عبد المطلب، قاله في غزوة بدر، وهو:
فَما بَرِحَتْ أقْدَامُنَا في مُقَامِنَا
…
ثَلاثَتِنَا حَتَّى أزيرُوا المَنَائيا
3 لا يعني بقوله: شذَّ: أنّ القراءة شاذَّة!! وإنّما: شَذّ في اللغة. وإلّا فالقراءة صحيحة. ن