الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
وإن كانتا متحركتين، فإن كانتا فى الطّرَف1، كانت الثانية مكسورة2 أبدلت ياء مطلقًا. وإن لم تكن طَرَفًا وكانت مضمومة3، أبدلت واوًا مطلقا، وإن كانت مفتوحة، فإن انفتح ما قبلها أو انضم4 أبدلت واوًا، وإن انكسر5 أبدلت ياء.
ويجوز فى نحو رَأس ولُؤْم وبِئْر، إبقاؤها وقبلها من جنس حركة ما قبلها، وفى نحو وضوء وجيء، يجوز إبقاؤها وقبلها من جنس ما قبلها مع الإدغام.
1 كأن تبنى من قرأ مثل جعفر أو زبرج أو برثن، كقوله تعالى:{أَئِنَّا لَمُخْرَجُونَ} [النمل: 67]، و {أَإِلَهٌ مَعَ اللَّهِ} [النمل: 64] .ن
2 كأن تبنى من أم، بفتح الهمزة وشد الميم. مثل أصبع: بفتح الهمزة أو كسرها أو ضمها، والباء فيهن مكسورة، فتقول في الأول أأمم بهمزة مفتوحة فساكنة، تنقل حركة الميم الأولى إلى واو، الهمزة الثانية، ثم تدغم الميم الأولى في الميم الثانية، ثم تبدل الهمزة ياء، وكذا في الباقي.
3 كأوب: جمع أب، وهو المرعى، أصله أأبب، بوزن أفلس، فنقلوا وأبدلوا الهمزة وادغموا أحد المثلين في الآخر، كقوله تعالى:{أَأُنزِلَ عَلَيْهِ الذِّكْرُ مِنْ بَيْنِنَا} [ص:8] .ن
4 كأدواه وأويدم، في جمع وتصغير آدم، كما في قوله تعالى:{وَإِلَيْهِ النُّشُورُ ، أَأَمِنتُمْ} [الملك: 15-16] .ن
5 كأن تبني من أم على وزن إصبع، بكسر الهمزة، وفتح الباء، كما في قوله تعالى:{السَّمَاءِ أَنْ يَخْسِفَ} [الملك: 16] .ن
الإعلال فى حروف العلة. أ) قلب الألف والواو ياء:
تقلب الألف ياء فى مسألتين:
الأولى: أن ينكسِر ما قبلها، كما فى تكسير وتصغير نحو مصباح ومفتاح، تقول فيهما مصابيح ومفاتيح، ومُصَيْبيح ومُفَيتيح.
الثانية: أن تقع تالية لياء التصغير، كقولك فى غلام غُلَيِّم.
وتقلب الواو ياء فى عشرة مواضع:
أحدها: أن تقع بعد كسرِة فى الطرف، كَرَضيَ وَقَوِيَ وَعُفِيَ مبنيًا للمجهول، والغازِى والداعِي؛ أو قبل تاء التأنيث كشجِيَة وَأكْسِيَة وغازِية وعُرَيْقِية: تصغير عُرْقُوَة؛ وشذَّ سَوَاسِوة: جمع سواء. أو قبل الألف والنون الزائدتين، كقولك في مثل
قَطِران، بفتح فكسر، من الغزو: غَزِيان.
ثانيها: أن تقع عينًا لمصدر فعلٍ أعِلَّت فيه، وقبلها كسر، وبعدها ألف، كصِيام وقيام انقِياد واعتِياد، فخرج نحو سِوار وسِواك، بكسر أولهما، لانتفاء المصدرية، ولِواذ وجِوار، لعدم إعلال عين الفعل فى لاوَذ وجاوَرَ، وحال حِوَلًا وعاد المريضَ عِوَدًا، لعدم الألف فيها، وراحَ روحًا لعدم الكسر. وقلَّ الإعلال فيما عَدِم الألف، كقراءة بعضهم:{جَعَلَ اللَّهُ الْكَعْبَةَ الْبَيْتَ الْحَرَامَ قِيَامًا لِلنَّاسِ} [المائدة: 97] .
وشذّ التصحيح مع استيفاء الشروط فى قولهم: نَارَت الظِّبية تَنُور نِوَارًا، بكسر النون، أى نفرت، وشار الدابةَ شِوارًا بالكسر: راضها، ولا ثالث لهما.
ثالثها: أن تكون عينًا لجمع صحيح اللام، وقبلها كسرة، وهى فى مفرده إما معتلَّة، كدار ودِيار، وحِيلة وحِيل، ودِيمة ودِيَم، وقِيمة وقِيَم، وشذَّ حِوَج بالواو في حاجة؛ وإما شبيهة بالمعتلَّة، وهى الساكنة بشرط أن يليها فى الجمع ألف، كسوط وسِياط، وحَوْض وحِياض، وروض ورِياض. فإن عُدِمت الألف صحت الواو، نحو كُوز وكِوَزة، وشذَّ ثِيَرة جمع ثَوْر. وكذا إن تحركت فى مفرده، كطَوِيل وطِوال، وشذَّ الإعلال في قول أنَيْفِ بن زَيَّان النَّبْهَانيّ الطَّائي:
تَبَيَّنَ لِى أنَّ القَمَاءَةَ ذلَّةٌ
…
وأنَّ أعِزَّاءَ الرِّجالِ طِيَالُها
وتسْلم الواو أيضا إن أعِلَّت لامُ المفرد، كجمع رَيَّان وجَوّ، فيقال فيهما رِوَاء، وجِوَاء، بكسر الفاء وتصحيح العين، لئلا يتوالى فى الجمع إعلالان: قَلْبُ العين ياء، وقلبُ اللام همزة.
رابعها: أن تقع طَرفًا، رابعة فصاعدًا بعد فتح، نحو أعْطَيْت وزَكَّيْتُ، ومُعْطَيان ومُزَكَّيان، بصيغة اسم المَفعول، حملوا الماضى المزيد على مضارعه، واسم المفعول على اسم الفاعل.
1 قراءة "قِيَمًا" في قوله تعالى: {دِينًا قِيَمًا مِلَّةَ إِبْرَاهِيمَ حَنِيفًا} [الأنعام: 161]، وهي قراءة حفص عن عاصم أما شعبة عن عاصم فقد قرأها:"قَيِّمًا".ن
خامسها: أن تقع متوسطة إثر كَسْرة، وهى ساكنة مفردة، كمِيزان، ومِيقات، فخَرج نحو صِوان، وهو وِعاء الشيء، وسِوار، لتحرك الواو فيهما، ونحو اجْلِوَّذا، وهو إسراع الإبل فى السير، واعْلِوَّاط وهو التعلق بعنق البعير بقصد الركوب؛ لأن الواو فيهما مكررة لا مفردة.
سادسها: أن تكون الواو لامًا لِفُعْلَى بضم فسكون وصفا، نحو الدُّنيا والعُلْيا. وقول الحجازيين القُصْوَى شاذ قياسًا، فصيحٌ استعمالاً، نُبِّه به على أن الأصل الواو، كما اسْتَحْوَذَ والقَوَد، إذ القياس الإعلال، ولكنه نُبِّه به على الأصل، وبنو تميم يقولون: القُصْيَا على القياس. فإن كانت فُعْلَى اسمًا لم تُغَيَّر كحُزْوَى: لموضع.
سابعها: أن تجتمع هي والياء فى كلمة، والسابق منهما متأصل ذاتا وسكونًا، نحو سيد وميت، وظبيّ وَلَىُّ مصدَرَي طويت ولويت، فخرج نحو يدعو ياسر، ويرمى واقد، لكون كل منهما فى كلمة، ونحو طويل وغيور، لتحرك السابق، ونحو ديوان، إذ أصله دِوَّان بشد الواو وبُويع، إذ أصل الواو ألف فاعَلَ، ونحو قَوْيَ بفتح فسكون مخفف قَوِيَ بالكسر للتخفيف. وشذّ التصحيح مع استيفاء الشروط، كَضَيْوَنِ للسِّنَّور الذكر ويوم أيْوَمُ: حصلت فيه شدَّة، وعَوَى الكلب عَوْية، ورجاء بن حَيْوَة.
ثامنها: أن تكون الواو لام مَفْعُول الذى ماضيه على فَعِل بكسر العين، نحو مَرْضي ومَقْوِيّ عليه، فإِن كانت عينُ الفعل مفتوحة صحت الواو، كمدعوّ ومغزوّ. وشذَّ الإعلال فى قول عبدِ يغوثَ الحارثىّ من الجاهليين:
وقد عَلِمَتْ عِرْسي مُلَيْكَةُ أنَّني
…
أنَا اللَّيْثُ مَعْدِيًّا عَلَيَّ وعادِيا1
تاسعها: أن تكون لام فُعُول بضم الفاء جمعا، كعِصي ودِليِّ وقفيِّ؛ ويقل فيه التصحيح نحو أبُوٌّ وأخُوُّ جمعى أب وأخ، ونُجُو جمع نَجو، وهو السحاب الذى هَرَاق ماءه. وأما المفرد فالأكثر فيه التصحيح، كعُلُوّ وعُتُوّ، ويقلّ فيه الإعلال، نحو عَتَا الشيخ عِتِيًّا: إذا كَبر وقسا قلبه قِسِيًّا.
1 اقرأ ترجمة عبد يغوث بن وقاص الحارثي في خزانة الأدب للبغدادي "1: 313-317".