الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
علَم بشرط كونه صفةً للأول، والثانى أبًا له، ما لم يقع أو السطر، وفى بسم الله الرحمن الرَّحِيمِ، قال بعض الشعراء مشيرًا إلى ذلك:
أفى الحق يُعْطَى ثلاثون شاعرًا
…
ويُحْرَمُ ما دُون الرضا شاعرٌ مِثْلي
كما سامحوا عَمْرا بواوٍ مزيدةٍ
…
وضُويق باسم الله فى ألفِ الوصلِ
وإن وقعت بعد همزة استفهام؟ فإِن كانت مكسورة حذفت نحو: {أَتَّخَذْنَاهُمْ سِخْرِيًّا} [ص: 63]{أَسْتَغْفَرْتَ لَهُم} [المنافقون: 6] أبنك هذا؟ أسمك على؟ بخلاف ما إذا كانت مفتوحة، فإنها تبدل ألفًا، وقد تسهل نحو:{أَاللَّهُ أَذِنَ لَكُمْ} ؟ 1 [يونس: 59] . كما تحذف همزة أل خطًّا ولفظًا إذا دخلت عليها اللام الحرفية، سواء كانت للجر، أو لام القسم والتوكيد، أو الاستغاثة، أو للتعجب، نحو قوله تعالى:{لِلْفُقَرَاءِ وَالْمَسَاكِينِ} [التوبة: 60] ؛ {وَإِنَّهُ لَلْحَقُّ مِنْ رَبِّكَ} [البقرة: 149]{وَلَلآخِرَةُ خَيْرٌ لَكَ مِنَ الأُولَى} [الضحى: 4] .
وكقول الشاعر:
يا لَلرِّجال عَلَيْكُم حَمْلَتي حُسِبَتْ
ونحو يا لَلْماء والعُشْب. ولا تحقق مطلقا إلا فى الضرورة2، كقوله:
ألا لا أرَى اثْنَينِ أحسَنَ شِيمَةً
…
عَلى حَدَثَانِ الدَّهْرِ مِنِّي ومِنْ جُمْلِ
1 هذه الآية: تقرأ بالاستفهام والقطع: {أَاللَّهُ أَذِنَ لَكُمْ} وتقرأ "ءآللهُ" بالمد، وتقرأ، بالتسهيل "االله". ومعنى التسهيل: أن تقرأ الهمزة الثانية "بينَ بينَ" أيْ بينَ الهمزة والهاء. ن
2 يعني: الضرورة الشعرية: فإنّ كثيرًا من الألفاظ يُتَسامح بها في الشعر.
الإعلال والإبدال
الإعلال: هو تغيير حرف العلة للتخفيف، بقلبه، أو إسْكانه، أو حذفه؛ فأنواعه
ثلاثة: القلب، والإسكان، والحذف.
وأما الإبدال: فهو جعل مُطْلَق حرف مكان آخر. فخرج بالإطلاق الإعلال بالقلب، لاختصاصه بحروف العلة، فكل إعلال يقال له إبدال ولا عكْسَ، إذ يجتمعان فى نحو قال ورمى، وينفرد الإبدال فى نحو اصْطَبَر وادَّكر. وخرج بالمكان العِوَض، فقد يكون فى غير مكان المعوَّض منه كتاءَى عِدَة واستقامة وهمزتى ابن واسم. وقال الأشمونى: قد يُطلق الإبدال على ما يُعم القلب، إلا أن الإبدال إزالة، والقلب إحالة والإحالة لا تكون إلا بين الأشياء المتماثلة، ومن ثَمَّ1 اختص بحروف العلة والهمزة، لأنها تقاربها بكثرة التغيير.
واعلم أن الحروف التى تبدل من غيرها ثلاثة أقسام:
ما يُبدل إبدالاً شائعًا للإدغام، وهو جميع الحروف إلا الألف، وما يبدل إبدالًا نادرًا، وهو شبه أحرف: الحاء، والخاء، والعين المهملة، والقاف، والضاد، والذال المعجمتانِ، كقولهم فى وُكْنة، وهى بيت القَطَا فى الجبل: وُقْنة: وفى أغْنّ أخَنّ، وفى رُبَع رُبَح، وفى خَطَر غَطَر، وفى جَلْد جَضْد، وفى تلعثَم تلَعْذَم.
وما يُبدل إبدالاً شائعًا لغير إدغام، وهو اثنان وعشرون حرفًا، يجمعها قولك لجد صرف شكس أمن طى ثوب عزته2 والضرورىّ منها فى التصريف تسعة أحرف، يجمعها قولك: هَدَأتُ مُوطِيا وما عداها فإبداله غير ضرورىّ فيه، كقولهم فى أصْلان بالضم، على ما ذهب إليه الكوفيون، جمع أصيل، أو هو تصغير أصيل، وهو الوقت بعد العصر:
أصيَلال، وفى اضطجع إذا نام: الطَجع، وفى نحو علىّ علَما، فى الوقف أو ما جرى مجراه: علِج بإِبدال النون لامًا فى الأول، والضاد لامًا فى الثانى والياء جيمًا فى الثالث.
قال النابغة:
وقَفتُ فِيها أصيْلالًا أُسَائِلُهَا
…
أعْيَتْ جَوَابًا وَمَا بِالرَّبْعِ مِنْ أَحَدِ
1 ثَمَّ: يعني: هناك. ن
2 أو إن شِئتَ قل: "جَلدٌ شَكسٌ ثوابهُ من صرفِ طيٍّ قُعَرُّ".ن