الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
[496] مسندُ رُقَيقةَ بنتِ أبي صَيفي
6261 -
عن رُقَيقةَ بنتِ أبي صَيفي - وكانتْ لِدةَ عبدِالمطلبِ بنِ هاشمٍ - قالتْ: تتابعتْ على قريشٍ سنونُ جدبٍ أَقحَلَت الظِّلْفَ وأَرَقَّت العظمَ، قالتْ فبينا أنا راقدةٌ بالهمِّ أو مغمومةٌ ومعي صِنْوي أصغرُ مِني مَعنا بَهماتٌ لَنا ودبي وعبيدٌ يردن علي مِن الشعفِ، إذا أَنا بهاتفٍ صيِّتٍ يصرخُ بصوتٍ صَحِلٍ يقولُ: يا معشرَ قُريشٍ، إنَّ هذا النبيَّ المبعوثَ فيكُم، وهذا إِبَّانُ نُجومِهِ، فحيَّ هَلَا بالحَيا والخِصْبِ، ألا فانظُروا مِنكم رجلاً طُوالاً عُظاماً، أبيضَ بَضّاً، أشمَّ العِرْنين، له فخرٌ يَكظِمُ (1) عليه، وسُنةٌ تَهدي إِليه، ألا فليَخلُصْ هو وولدُهُ ولْيَدْلِفْ إليه مِن كلِّ بَطنٍ رجلٌ، ألا فلْيَشُنوا مِن الماءِ، ولْيَمسوا مِن الطِّيبِ، وليَستلِموا الركنَ، وليَطَّوَّفوا بالبيتِ سبعاً، أَلا وفيهم الطاهرُ لِداتُهُ، ألا فليَسْتَق الرجلُ وليُؤمِّن القومُ، ألا فغِثْتُم إذاً أبداً ما شئتُم وعِشتُم.
قالتْ: فأَصبحتُ عَلِمَ اللهُ مفرقةً مَذعورةً قد قَفَّ جِلدي ووَلِهَ عَقلي، فاقتصَصْتُ رؤيايَ، فنمتُ في شعابِ مكةَ فَوَ الحرمةِ والحَرمِ إنْ بقيَ بِها أبطحيٌّ إلا قالَ: هذا شيبةُ الحَمد هذا شيبةُ، وتناهتْ (2) إليه قريشٌ وانقضَّ إليهِ مِن كلِّ بطنٍ رجلٌ، فَشَنُّوا ومَسُّوا واستَلَموا واطَّوَّفوا، ثم ارتَقَوا أبا قُبيسٍ، وطفقَ القومُ يَدِفُّونَ حولَه، ما إِن يُدركُ سعيَهم مَهَلَةٌ حتى قَرُّوا ذروتَهُ واستكفُّوا جنابيهِ، فقامَ عبدُالمطلبِ فاعتضَدَ ابنَ ابنِهِ محمداً صلى الله عليه وسلم فرفعَهُ على عاتِقِهِ وهو يومَئذٍ غلامٌ قد كَرَبَ، ثم قالَ: اللهمَّ سادَّ الخلةِ وكاشفَ الكُربةِ، أنتَ عالمٌ غيرُ مُعَلَّمٍ، مسؤولٌ
(1) عند ابن الأعرابي: فخذ يعظم. والمثبت من رواية الطبراني، وكذلك هو في غريب الحديث للخطابي (1/ 435)، والدلائل للبيهقي (2/ 15).
(2)
من رواية الطبراني، وعند ابن الأعرابي: وتناقت عنده، وعند الخطابي والبيهقي: وتتامت.
غيرُ مُبَخَّلٍ، هذه عبادُك وإماؤُكَ بِعَذِراتِ حرمِكَ يَشكُون إليكَ سَنَتَهم التي أَقحلَت الظِّلْفَ والخُفَّ فاسمَعْهم، اللهمَّ أَمطرن عَلينا غيثاً مَريعاً مُغدِقاً، فمَا رامُوا البيتَ حتى انفجَرَت السماءُ بمائِها، وكظَّ الوادي بثَجيجِهِ، فسمعتُ شِيخانَ قريشٍ وهو يقولُ لعبدِالمُطلبِ: هنيئاً لكَ أبا البَطحاءِ هنيئاً، أي بكَ عاشَ أهلُ البَطحاءِ.
وفي ذلكَ تقولُ رُقيقةُ:
بشيبةَ الحَمد أَسقى اللهُ بلدَتَنا
…
وقدْ فقَدْنا الحَيا واجْلَوَّذَ المطرُ
فجاءَ بالماءِ جَونيٌّ لَه سَبَلٌ
…
ذَرّاً فعاشَتْ به الأنعامُ والشجرُ
سيلٌ مِن اللهِ بالميمونِ طائرُهُ
…
وخير مَن بشَّرتْ يوماً بِه مضرُ
مُباركُ الأمرِ يُستسقَى الغمامُ بِه
…
ما في الأنامِ لَه عِدلٌ ولا خطرُ
معجم ابن الأعرابي (1527) حدثنا حميد بن علي بن البختري بن مسافر بن أبان وكانت أم أبان بن علي برة ابنة رافع أبوعبدالرحمن الكوفي: حدثنا يعقوب بن محمد بن عيسى بن عبدالملك بن حميد بن عبدالرحمن بن عوف: حدثنا عبدالعزيز بن عمران، عن ابن حويصة، والأحاديث الطوال (26) حدثنا محمد بن موسى بن حماد البربري: حدثنا زكريا بن يحيى أبوالسكن الطائي، حدثني عم أبي زحر بن حصن، عن جده حميد بن منهب قال: حدثني عروة بن مضرس،
كلاهما (ابن حويصبة و عروة بن مضرس) عن مخرمة بن نوفل، عن أمه رقيقة بنت أبي صيفي .. (1).
(1) المجمع (2/ 214 - 215): رواه الطبراني في الكبير وفيه زحر بن حصن قال الذهبي: لا يعرف، وقال في (8/ 219): وفيه من لم أعرفهم.
وفي إسناد ابن الأعرابي عبدالعزيز بن عمران وهو متروك.