الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
* مرسلُ عميرةَ بنِ يثربي
مرسلُ عميرةَ بنِ يثربي: «المولودُ مُرتهنٌ بعَقيقتِهِ، فعُقوا عَنه وأَميطوا عَنه الأَذى، وصدقةُ المَرءِ المسلمِ لأخيهِ خيرٌ له فيها أجرٌ، وصدقتُهُ على ذي الرحمِ له فيها أجرانِ» . انظر: مسند عمير بن يثربي (4814).
[778] مرسلُ غُضيفِ بنِ أبي سفيانَ
(1)
7204 -
عن سعيدِ بنِ السائبِ: سمعتُ غُضيفَ بنَ أبي سفيانَ يذكُرُ أنَّ رسولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قالَ: «سيكونُ مِن بَعدي أئمةٌ يسأَلونَكم غيرَ الحقِّ، فأَعطوهم ما سأَلوكم واللهُ الموعدُ» .
مصنفات الأصم (181) حدثنا أبوعتبة: حدثنا بقية: حدثني معاوية بن يحيى، عن سعيد بن السائب .. .
[779] مرسلُ الفضيلِ بنِ عياضٍ
7205 -
عن الفضلِ بنِ الربيعِ قالَ: بينا أنا ذاتَ ليلةٍ في منزلٍ بمكةَ إذا أَتاني رجلٌ فدقَّ بابي، فخرجتُ فإذا أنا بهارونَ، فقلتُ: يا أميرَ المؤمنينَ لو أرسلتَ إليَّ حتى آتيكَ، قالَ: ويحَكَ يا عباسي، إنَّه قد حاكَ في صدْري أشياءُ، فهل تعرفُ لي أحداً مِن العلماءِ؟ فقلتُ: نعمْ، سفيانُ بنُ عيينةَ، قالَ: وهو شاهدٌ؟ قلتُ: نعمْ، فانطلقْنا إليه، فدققتُ عليه البابَ فقالَ: مَن هذا؟ قلتُ: أجبْ أميرَ المؤمنينَ، فخرجَ مُسرعاً فقالَ: يا أميرَ المؤمنينَ لو أرسلتَ إليَّ حتى آتيكَ، قالَ: خذ لِما جئناكَ له، فحدثَهُ ساعةً ثم قالَ له: يا ابنَ عُيينةَ أعليكَ دَينٌ؟ فقالَ: نعمْ يا أميرَ المؤمنينَ، قالَ: يا عباسي اقضِ دينَهُ.
(1) ذكره الحافظ في الإصابة (5/ 346) وقال بعد كلام له: فبهذا لا تصح له صحبة ولا إدراك.
فخرجْنا مِن عندِهِ فقالَ لي: يا عباسي ما أَغنى عنِّي صاحبُك شيئاً، فهل تعرفُ لي غيرَهُ؟ قالَ: نعمْ، عبدُالرزاقِ الصَّنعانيُّ، قالَ: هو شاهدٌ؟ قلتُ: نعمْ، فأَتينا عبدَالرزاقِ الصَّنعانيَّ، فدققتُ البابَ فقالَ لي: مَن هذا؟ فقلتُ: أجبْ أميرَ المؤمنينَ، فخرجَ مُسرعاً فقالَ مثلَ ما قالَ سفيانُ، فقالَ: خذْ لِما جئناك لَه، فحدَّثه ساعةً وقالَ: يا عبدَالرزاقِ أعليكَ دَينٌ؟ قالَ: نعمْ، قالَ: يا عباسي اقضِ دينَهُ.
قالَ: فخرجْنا فقالَ: ياعباسي، ما أَغنى عني صاحبُك شيئاً، فهل تعرفُ غيرَهما؟ قلتُ: نعمْ، هاهنا فضيلُ بنُ عياضٍ، قالَ: وشاهدٌ هو؟ قلتُ: نعمْ، فأَتينا فُضيلاً، فإذا هو في غرفةٍ له قائمٌ يُصلِّي يَتلو آيةً مِن القرآنِ فجعلَ يُرددُها، فجعلَ هارونُ يسمعُ ويَبكي، وكانَ هارونُ رجلاً رقيقاً، قالَ: فدققتُ عليه البابَ قالَ: مَن هذا؟ قلتُ: أجبْ أميرَ المؤمنينَ، فقالَ: مالي ولأَميرِ المؤمنينَ، قلتُ: رحمَكَ اللهُ، أَوَمَا عليكَ طاعةٌ؟
أوليسَ قد رُويَ عن النبيِّ صلى الله عليه وسلم أنَّه قالَ: «ليسَ للمؤمنِ أَن يُذلَّ نفسَهُ» ؟
فنزلَ ففتحَ البابَ ثم صعدَ فطفى السراجَ، ثم التجأَ إلى زاويةٍ من زوايا الغرفةِ، قالَ: فجعلتُ أجولُ أنا وهارونُ في البيتِ، فسبقتْ كفُّ هارونَ كفِّي، فسمعتُهُ يقولُ: آهٍ مِن كفٍّ ما ألينَها إِن نجتْ غداً مِن عذابِ اللهِ عز وجل، قالَ: فعلمتُ أنَّه سيكلِّمُه بكلامٍ نَقيٍّ مِن قلبٍ تقيٍّ، قالَ: خذْ لِما جئناكَ لَه، فقالَ: يا أميرَ المؤمنينَ، لمَّا وليَ عمرُ بنُ عبدالعزيزِ دعا سالمَ بنَ عبدِاللهِ بنِ عمرَ ومحمدَ بنَ كعبٍ القُرظيَّ ورجاءَ بنَ حيوةَ الكنديَّ، فقالَ: ويحكَم، إنِّي قد ابتُليتُ بهذا البلاءِ فأَشيروا عليَّ، فعدَّ الخلافةَ بليةً وعدَّدتَها نعمةً أنتَ وأصحابُك، فقالَ سالمُ بنُ عبدِاللهِ: يا أميرَ المؤمنينَ، إنْ أردتَ النجاةَ غداً مِن عذابِ اللهِ عز وجل فصُم الدُّنيا وليكُن إفطارُك مِنها الموتَ، وقالَ له محمدُ بنُ كعبٍ القُرظيُّ: يا أميرَ
المؤمنينَ، إنْ أردتَّ النجاةَ غداً مِن عذابِ اللهِ فليكُن كبيرُ المسلمينَ عندَك أباً، وأوسطُهم عندَك أخاً، وأصغرُهم عندَك ولداً، فأكرمْ أباكَ، ووقِّرْ أخاكَ، وتحنَّنْ على ولدِكَ، وقالَ له رجاءُ بنُ حَيوةَ: يا أميرَ المؤمنينَ، إنْ أردتَّ النجاةَ غداً مِن عذابِ اللهِ فأحبَّ للمسلمينَ ما تُحبُّ لنفسِكَ، واكرهْ لهم ما تكرهُ لنفسِكَ، ثم مُت إذا شئتَ، وإنِّي لأَقولُ لك هذا، وإنِّي لأَخافُ عليكَ أشدَّ الخوفِ يوماً تَزلُّ فيه الأقدامُ، فهل معكَ مثلُ هؤلاءِ رحمَكَ اللهُ مَن يأمُرُك بمثلَ هذا؟
قالَ: فبكى هارونُ حتى غُشيَ عليه، فقلتُ: ارفقْ بأميرِ المؤمنينَ رحمَكُ اللهُ، فقالَ: يا ابنَ الربيعِ، تقتُلُه أنتَ وأصحابُك وأَرفُقُ بِه أنا، قالَ: فأَفاقَ هارونُ ثم استَوى جالساً فقالَ: زدْني، فقالَ: يا أميرَ المؤمنينَ، بلَغَني أنَّ والياً لعمرَ بنِ عبدِالعزيزِ شُكيَ، فكتبَ إليه: يا أَخي، اذكرْ طولَ سهرِ أهلِ النارِ في النارِ مع خلودِ الأبدِ، فإنَّ أجلَكَ يطردُكَ إلى الموتِ نائماً ويقظان، وإياكَ أنْ ينصرفَ بك مِن عندِ اللهِ فيكونَ آخرَ العهدِ ومنقطعَ الرجاءِ، فلمَّا قرأَ الكتابَ طوى البلادَ حتى قدمَ على عمرَ، فقالَ له: ما أقدَمَكَ؟ قالَ: قد خلعْتَ قلبي بكتابِكَ، لا وليتُ وِلايةً حتى أَلقى اللهَ عز وجل.
فبكى هارونُ حتى غُشيَ عليه، ثم استَوى جالساً فقالَ: زدْني، فقالَ: إنَّ أباكَ عمَّ المُصطفى سألَ المُصطفى عليهما السلام فقالَ: أمِّرْني، فقالَ:«يا عباسُ، يا عمَّ رسولِ اللهِ، نفسٌ تُنجيها خيرٌ مِن إمارةً لا تُحصيها، وإنَّ الإمارةَ حسرةٌ وندامةٌ يومَ القيامةِ» .
قالَ: زدْني، قالَ: يا حسنَ الوجهِ أنتَ الذي يسألُكَ اللهُ عن هذا الخلقِ يومَ القيامةِ، فإن استطعتَ أنْ تقيَ هذا الوجهَ الحسنَ مِن النارِ فافعلْ، ولا تصبحْ وتُمسي وفي قلبِكَ لأحدٍ مِن أهلِ وِلايتكَ غشٌّ،
فإنَّ رسولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قالَ: «مَن ولي أُمةً مِن المسلمينَ فأصبحَ