الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
(8) باب الكرامات
الفصل الأول
5944 -
عن أنس، أن أسيد بن حضير وعباد بن بشر تحدثا عند النبي صلى الله عليه وسلم في حاجة لهما، حتى ذهب من الليل ساعة، في ليلة شديدة الظلمة، ثم خرجا من عند رسول الله صلى الله عليه وسلم ينقلبان، وبيد كل واحد منهما عصية، فأضاءت عصى أحدهما لهما حتى مشيا في ضوئها، حتى إذا افترقا بهما الطريق أضاءت للآخر عصاه، فمشى كل واحد منهما في ضوء عصاه حتى بلغ أهله. رواه البخاري.
5945 -
وعن جابر، قال: لما حضر أحد دعاني أبي من الليل، فقال ما أراني إلا مقتولاً في أول من يقتل من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم، وإني لا أترك بعدي أعز علي منك غير نفس رسول الله صلى الله عليه وسلم، وإن علي ديناً فاقض، واستوص بأخواتك خيراً، فأصبحنا فكان أول قتيل، ودفنته مع آخر في قبر. رواه البخاري.
ــ
باب الكرامات
الكرامات: جمع كرامة وهي اسم من الإكرام والتكريم، وهي فعل خارق للعادة غير مقرون بالتحدي، وقد اعترف بها أهل السنة وأنكرها المعتزلة، واحتج أهل السنة بحدوث الحمل لمريم من غير الفحل، وحضور الرزق عندها من غير سبب ظاهر، وأيضاً ففي لبث أصحاب الكهف ثلثمائة سنة وأزيد في النوم أحياء من [عرافه] دليل ظاهر. والمعتزلة بأنه لو جاز ظهور الخارق في حق الولي لخرج عن كونه دليلا على النبوة.
وأجيب بأنه تمتاز المعجزة عن الكرامة باشتراط الدعوى في المعجزة وعدم اشتراطها في الكرامة.
الفصل الأول
الحديث الأول إلى الثالث عن عبد الرحمن بن أبي بكر رضي الله عنه:
قوله: ((إن أصحاب الصفة)) هم أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم مشاهيرهم على ما ذكره الحافظ أبو نعيم في حلية الأولياء: أبو ذر الغفاري، وعمار بن ياسر، وسلمان الفارسي، وصهيب، وبلال، وأبو هريرة، وخباب بن الأرت، وحذيفة بن اليمان، وأبو سعيد الخدري، و [بشير] بن الخصاصية، وأبو مويهبة مولى رسول الله صلى الله عليه وسلم، وغيرهم، وفيهم نزل قوله
5946 -
وعن عبد الرحمن بن أبي بكر، قال: إن أصحاب الصفة كانوا أناساً فقراء، وإن النبي صلى الله عليه وسلم قال:((من كان عنده طعام اثنين فليذهب بثالث، ومن كان عنده طعام أربعة فليذهب بخامس أو سادس)) وإن أبا بكر جاء بثلاثة وانطلق النبي صلى الله عليه وسلم بعشرة، وإن أبا بكر تعشى عند النبي صلى الله عليه وسلم ثم لبث حتى صليت العشاء، ثم رجع فلبث حتى تعشى النبي صلى الله عليه وسلم، فجاء بعدما مضى من الليل ما شاء الله. قالت له امرأته: ما حبسك عند أضيافك؟ قال: أو ما عشيتيهم؟ قالت: أبوا حتى تجيء، فغضب وقال: والله لا أطعمه أبداً، فحلفت المرأة أن لا تطعمه، وحلف الأضياف أن لا يطعموه. قال أبو بكر: كان هذا من الشيطان، فدعا بالطعام، فأكلوا وأكلوا، فجعلوا لا يرفعون لقمة إلا ربت من أسفلها أكثر منها. فقال لامرأته: يا أخت بني فراس! ما هذا؟ قالت: وقرة عيني إنها الآن لأكثر منها قبل ذلك بثلاث مرار، فأكلوا، وبعث بها إلى النبي صلى الله عليه وسلم فذكر أنه أكل منها. متفق عليه.
وذكر حديث عبد الله بن مسعود: كنا نسمع تسبيح الطعام في ((المعجزات)).
ــ
تعالى: {واصبر نفسك مع الذين يدعون ربهم بالغداة والعشي} وكان الصفة في المسجد مسقفة بجريد النخل، وكان هؤلاء الفقراء يستوطنون تلك السقيفة ويبيتون فيها فنسبوا إليها، وكان الرجل إذا قدم المدينة وكان له بها عريف ينزل على عريفه، فإن لم يكن له بها عريف نزل الصفة.
قوله ((بثالث)) هذا هو الصحيح، وفي أكثر نسخ المصابيح بثلاثة وهو غير صحيح رواية ومعنى.
ومعنى: ((ربت)) أي ارتفع الطعام من أسفل القصعة ارتفاعاً أكثر، وإسناد ((ربت)) إلى القصعة مجازي.
قوله: ((يا أخت بني فراس)) تو: امرأة أبي بكر هذه كانت أم رومان- أم عبد الرحمن وعائشة رضي الله عنهم من بني فراس بن تميم بن مالك بن النضر بن كنانة والمنتمون إلى النضر بن كنانة كلهم قريش.
الفصل الثاني
5947 -
عن عائشة قالت: لما مات النجاشي كنا نتحدث أنه لا يزال يرى على قبره نور. رواه أبو داود [5947].
5948 -
وعنها، قالت: لما أرادوا غسل النبي صلى الله عليه وسلم قالوا: لا ندري أنجرد رسول الله صلى الله عليه وسلم من ثيابه كما نجرد موتانا أم نغسله وعليه ثيابه؟ فلما اختلفوا ألقى الله عليهم النوم، حتى ما منهم رجل إلى وذقنه في صدره، ثم كلمهم مكلم من ناحية البيت، لا يدرون من هو؟)): اغسلوا النبي صلى الله عليه وسلم وعليه ثيابه. فقاموا، فغسلوه وعليه قميصه، يصبون الماء فوق القميص ويدلكونه بالقميص. رواه البيهقي في ((دلائل النبوة)) [5948]
5949 -
وعن ابن المنكدر أن سفينة مولى رسول الله صلى الله عليه وسلم أخطأ الجيش بأرض الروم أو أسر، فانطلق هارباً يلتمس الجيش، فإذا هو بالأسد. فقال: يا أبا الحارث! أنا مولى رسول الله صلى الله عليه وسلم، كان من أمري كيت وكيت، فأقبل الأسد، له بصبصة حتى
ــ
الفصل الثاني
الحديث الأول إلى الثالث عن ابن المنكدر:
قوله: ((بصبصة)) نه: يقال: بصبص الكلب بذنبه إذا حركه وإنما يفعل ذلك من طمع أو خوف.
الحديث الرابع عن أبي الجوزاء:
قوله: ((منه كوى إلى السماء)) أي منافذ، واحدتها كوة- بفتح الكاف وضمها-.
مظ: قيل في سبب كشف قبر النبي صلى الله عليه وسلم أن السماء لما رأت قبر النبي صلى الله عليه وسلم سال الوادي من بكائها، قال تعالى:{فما بكت عليهم السماء والأرض} حكاية عن حال الكفار.
وقيل: إنه صلى الله عليه وسلم كان يستشفع به عند الجدب فتمطر السماء، فأمرت عائشة رضي الله عنها بكشف قبره مبالغة في الاستشفاع به فلا يبقى بينه وبين السماء حجاب.
قوله: ((يسمى عام الفتق)) أي عام الخصب.
قام إلى جنبه، كلما سمع صوتاً أهوى إليه، ثم أقبل يمشي إلى جنبه حتى بلغ الجيش، ثم رجع الأسد. رواه في ((شرح السنة)) [5949].
5950 -
وعن أبي الجوزاء. قال: قحط أهل المدينة قحطاً شديداً، فشكوا إلى عائشة فقالت: انظروا قبر النبي صلى الله عليه وسلم، فاجعلوا منه كوى إلى السماء، حتى لا يكون بينه وبين السماء سقف. ففعلوا، فمطروا مطراً حتى نبت العشب، وسمنت الإبل، حتى تفتقت من الشحم، فسمي عام الفتق. رواه الدارمي [5950].
5951 -
وعن سعيد بن عبد العزيز، قال: لما كان أيام الحرة لم يؤذن في مسجد النبي صلى الله عليه وسلم ثلاثاً ولم يقم، ولم يبرح سعيد بن المسيب المسجد، وكان لا يعرف وقت الصلاة إلا بهمهة يسمعها من قبر النبي صلى الله عليه وسلم. رواه الدارمي [5951].
5952 -
وعن أبي خلدة، قال: قلت لأبي العالية: سمع أنس من النبي صلى الله عليه وسلم؟ قال: خدمة عشر سنين، ودعا له النبي صلى الله عليه وسلم، وكان له بستان يحمل في كل سنة الفاكهة مرتين، وكان فيها ريحان يجيء منه ريح المسك. رواه الترمذي، وقال: هذا حديث حسن غريب [5952]
ــ
الحديث الخامس عن سعيد بن عبد العزيز:
قوله: ((أيام الحرة)) هو يوم مشهور في الإسلام، أيام يزيد بن معاوية لما نهب المدينة عسكر أهل الشام، ندبهم لقتال أهل المدينة من الصحابة والتابعين وأمر عليهم مسلم بن عقبة المري في ذي الحجة سنة ثلاث وستين، وعقيبها هلك يزيد.
والحرة هذه أرض بظاهر المدينة بها حجارة سود كثيرة وكانت الوقعة بها.
والهمهمة: كلام خفي لا يفهم.
الحديث السادس عن أبي خلدة:
قوله: ((سمع أنس؟)) أي سمع أنس من رسول الله، أحاديث ورواها عنه؟.
الفصل الثالث
5953 -
عن عروة بن الزبير أن سعيد بن زيد بن عمرو بن نفيل خاصمته أروى بنت أوس إلى مروان بن الحكم، وادعت أنه أخذ شيئاً من أرضها، فقال سعيد: أنا كنت آخذ من أرضها شيئاً بعد الذي سمعت من رسول الله صلى الله عليه وسلم؟! قال: ماذا سمعت من رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ((من أخذ شبراً من الأرض ظلماً طوقه إلى سبع أرضين)) فقال له مروان: لا أسألك بينة بعد هذا. فقال سعيد: اللهم إن كانت كاذبة فاعلم بصرها واقتلها في أرضها قال: فما ماتت حتى ذهب بصرها، وبينما هي تمشي في أرضها إذ وقعت في حفرة فماتت. متفق عليه.
وفي رواية لمسلم عن محمد بن زيد بن عبد الله بن عمر بمعناه، وأنه رآها عمياء تلتمس الجدر، تقول: أصابتني دعوة سعيد، وأنها مرت على بئر في الدار التي خاصمته، فوقعت فيها، فكانت قبرها.
5954 -
وعن ابن عمر، أن عمر بعث جيشاً وأمر عليهم رجلاً يدعى سارية، فبينما عمر يخطب، فجعل يصيح: يا ساري! الجبل. فقدم رسول من الجيش. فقال: يا أمير المؤمنين! لقينا عدونا فهزمونا، فإذا بصائح يصيح: يا ساري! الجبل. فأسندنا ظهورنا إلى الجبل، فهزمهم الله تعالى. رواه البيهقي في ((دلائل النبوة)) [5954]
ــ
فأجاب: من كانت له هذه المنزلة والصحبة من النبي صلى الله عليه وسلم كيف لا يسمع ولا يروى عنه؟.
الفصل الثالث
الحديث الأول عن عروة بن الزبير:
قوله: ((أنا كنت آخذ؟)) فيه معنى الإنكار على نفسه، وقوله: ((بعد الذي
…
)) مقرر لجهة الإنكار على نفسه.
قوله: ((سبع أرضين)) بفتح الراء، وإسكانها قليل.
وفي الحديث تصريح بأن الأرض سبع طباق وهو موافق لقوله تعالى: {سبع سموات ومن