الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
السلام من بين أَصْحَابِهِ مِنْ غَيْرِ مَوَالِيهِ، وَأَنَّهُ كَانَ سَيَّافًا عَلَى رَأْسِ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم وَقَدْ رَوَى ابْنُ عَسَاكِرَ بِسَنَدِهِ عَنْ عَتِيقِ بْنِ يَعْقُوبَ بِإِسْنَادِهِ الْمُتَقَدِّمِ غَيْرَ مَرَّةٍ أَنَّ الْمُغِيرَةَ بْنَ شُعْبَةَ هُوَ الَّذِي كَتَبَ إِقْطَاعَ حَصِينِ بْنِ نَضْلَةَ الْأَسَدِيِّ الَّذِي أَقْطَعُهُ إِيَّاهُ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم بِأَمْرِهِ (1) ، فَهَؤُلَاءِ كُتَّابُهُ الَّذِينَ كَانُوا يَكْتُبُونَ بِأَمْرِهِ بَيْنَ يَدَيْهِ صَلَوَاتُ اللَّهِ وَسَلَامُهُ عَلَيْهِ.
فَصْلٌ
وَقَدْ ذَكَرَ ابْنُ عَسَاكِرَ مِنْ أُمَنَائِهِ أَبَا عُبَيْدَةَ عَامِرُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْجَرَّاحِ الْقُرَشِيَّ الْفِهْرِيَّ أَحَدَ الْعَشَرَةِ رضي الله عنه، وعبد الرحمن بن عوف الزُّهري.
أَمَّا أَبُو عُبَيْدَةَ فَقَدْ رَوَى الْبُخَارِيُّ مِنْ
حَدِيثِ أَبِي قِلَابَةَ عَنْ أَنَسٍ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ " لِكُلِّ أُمَّةٍ أَمِينٌ وَأَمِينُ هَذِهِ الْأُمَّةِ أَبُو عُبَيْدَةَ بْنُ الْجَرَّاحِ " وَفِي لَفْظٍ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ قال لوفد عبد القيس نَجْرَانَ " لَأَبْعَثَنَّ مَعَكُمْ أَمِينًا حقَّ أَمِينٍ " فَبَعَثَ مَعَهُمْ أَبَا عُبَيْدَةَ.
قَالَ وَمِنْهُمْ مُعَيْقِيبُ بْنُ أبي فاطمة الدوسي مولى بني عبد الشمس، كان على خاتمه، ويقال كان خادمه، وَقَالَ غَيْرُهُ أَسْلَمَ قَدِيمًا وَهَاجَرَ إِلَى الْحَبَشَةِ في النَّاس، ثُمَّ إِلَى الْمَدِينَةِ وَشَهِدَ بَدْرًا وَمَا بَعْدَهَا، وَكَانَ عَلَى الْخَاتَمِ وَاسْتَعْمَلَهُ الشَّيْخَانِ عَلَى بَيْتِ الْمَالِ، قَالُوا وَكَانَ قَدْ أَصَابَهُ الْجُذَامُ فَأَمَرَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ فَدُووِيَ بِالْحَنْظَلِ فَتَوَقَّفَ الْمَرَضُ.
وَكَانَتْ وَفَاتُهُ فِي خِلَافَةِ عُثْمَانَ وَقِيلَ سَنَةَ أَرْبَعِينَ.
فَاللَّهُ أَعْلَمُ.
قَالَ الْإِمَامُ أَحْمَدُ: ثَنَا يَحْيَى بْنُ أَبِي بُكَيْرٍ، ثَنَا شَيْبَانُ عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِي كَثِيرٍ (2) عَنْ أَبِي سلمة حدثني معيقيب أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ فِي الرَّجُلِ يُسَوِّي التُّرَابَ حَيْثُ يَسْجُدُ قَالَ " إِنْ كُنْتَ لَا بُدَّ فَاعِلًا فَوَاحِدَةً " وَأَخْرَجَاهُ فِي الصَّحِيحَيْنِ مِنْ حَدِيثِ شَيْبَانَ النَّحْوِيِّ، زاد مسلم وهشام، الدستوائي.
زاده التِّرمذي وَالنَّسَائِيُّ وَابْنُ مَاجَهْ وَالْأَوْزَاعِيُّ ثَلَاثَتُهُمْ عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِي كَثِيرٍ بِهِ، وَقَالَ التِّرْمِذِيُّ حَسَنٌ صَحِيحٌ.
وَقَالَ الْإِمَامُ أَحْمَدُ: ثَنَا خَلَفُ بن الوليد، ثنا أيوب، عن عُتْبَةَ، عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِي كَثِيرٍ، عَنْ أَبِي سلمة عن معيقيب قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم " ويل للأعقاب من النار " وتفرَّد بِهِ الْإِمَامُ أَحْمَدُ.
وَقَدْ رَوَى أَبُو دَاوُدَ وَالنَّسَائِيُّ مِنْ حَدِيثِ أَبِي عَتَّابٍ سَهْلِ بْنِ حَمَّادٍ الدَّلَّالِ، عَنْ أَبِي مَكِينٍ نُوحِ بْنِ ربيعة عن إياس بن الحارث بن المعيقيب عَنْ جَدِّهِ - وَكَانَ عَلَى
خَاتَمِ النَّبيّ صلى الله عليه وسلم
- قَالَ: كَانَ خَاتَمُ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم مِنْ حَدِيدٍ مَلْوِيٍّ عَلَيْهِ فِضَّةٌ، قَالَ فَرُبَّمَا كَانَ فِي يَدِي.
قُلْتُ: أَمَّا خَاتَمُ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم فَالصَّحِيحُ أَنَّهُ كَانَ مِنَ فِضَّةٍ فصَّه مِنْهُ كَمَا سَيَأْتِي فِي الصَّحِيحَيْنِ وَكَانَ قَدِ اتَّخَذَ قَبْلَهُ خَاتَمَ ذَهَبٍ فَلَبِسَهُ حِينًا ثُمَّ رَمَى بِهِ وَقَالَ " وَاللَّهِ لَا أَلْبَسُهُ " ثُمَّ اتَّخَذَ هَذَا الْخَاتَمَ مِنْ فِضَّةٍ فصَّه مِنْهُ ونقشه محمد رسول الله، محمد سطر، ورسول سطر، والله سطر، فكان في يده عليه
(1) ذكره ابن سعد في الطبقات 1 / 274 وفيه: وكتب رسول الله صلى الله عليه وآله لحصين بن نضلة الأسديّ أن له أراما وكسه لا يحاقه فيها أحد.
وكتب المغيرة بن شعبة.
(3)
من المسند، وفي الاصل " بكير " تحريف.
(*)