الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
قدوم عمر بْنِ مَعْدِ يكَرِبَ فِي أُنَاسٍ مِنْ زُبَيْدٍ
قَالَ ابْنُ إِسْحَاقَ: وَقَدْ كَانَ عَمْرُو بْنُ معدي كرب قَالَ لِقَيْسِ بْنِ مَكْشُوحٍ الْمُرَادِيِّ حِينَ انْتَهَى إِلَيْهِمْ أَمْرُ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: يَا قَيْسُ إِنَّكَ سَيِّدُ قَوْمِكَ وَقَدْ ذُكر لَنَا أَنَّ رَجُلًا مِنْ قُرَيْشٍ يُقَالُ لَهُ محمَّد قَدْ خَرَجَ بِالْحِجَازِ يُقَالُ (1) إِنَّهُ نَبِيٌّ فَانْطَلِقْ بِنَا إِلَيْهِ حتَّى نَعْلَمَ عِلْمَهُ، فَإِنْ كَانَ نَبِيًّا كَمَا يَقُولُ فَإِنَّهُ لَنْ يخفى علينا، إذا لَقِينَاهُ اتَّبَعْنَاهُ، وَإِنْ كَانَ غَيْرَ ذَلِكَ عَلِمْنَا عِلْمَهُ، فَأَبَى عَلَيْهِ قَيْسٌ ذَلِكَ وَسَفَّهَ رَأْيَهُ، فركب عمرو بن معدي كرب حَتَّى قَدِمَ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فَأَسْلَمَ وَصَدَّقَهُ وَآمَنَ بِهِ، فلمَّا بَلَغَ ذَلِكَ قَيْسَ بْنَ مَكْشُوحٍ أَوْعَدَ عَمْرًا وَقَالَ: خَالَفَنِي وَتَرَكَ أَمْرِي وَرَأْيِي.
فَقَالَ عَمْرُو بن معدي كرب في ذلك: أمرتُك يوم ذي صن * - عاء أمراً بادياً رُشدهُ (2) أمرتك باتِّقاء الله وال * - معروف تتعدُهً خَرَجْتَ مِنَ الْمُنَى مِثْلَ الْ * - حُميِّر غرَّه وتدهُ تمنَّاني عَلَى فرسٍ * عَلَيْهِ جَالِسًا أسدُهُ عليّ مفاضةٌ كالن * - نهي أخلص ماءه جددُهُ تردَّ الرَّمح منثني ال * - سِّنان عَوَائِرًا قصدهُ (3) فَلَوْ لَاقَيْتَنِي لَلَقِي * - تَ لَيْثًا فَوْقَهُ لُبدَهُ تُلَاقِي شَنْبَثًا شَثْنَ الْ * - بَرَاثِنِ نَاشِزًا كتدَهُ (4) يُسامي الْقِرْنَ إنْ قرْن * تيمَّمه فيعتضدهُ فيأخذهُ فَيَرْفَعُهُ * فَيَخْفِضُهُ فيقتصدهُ فيدمغُهُ فَيَحْطِمُهُ * فيخمضه فيزدرِدُهُ
ظلومُ الشِّرْكِ فِيمَا أَحْ * - رزتْ أَنْيَابُهُ وَيَدُهْ قَالَ ابْنُ إِسْحَاقَ: فَأَقَامَ عَمْرُو بْنُ مَعْدِ يكَرِبَ فِي قَوْمِهِ مِنْ بَنِي زُبَيْدٍ، وَعَلَيْهِمْ فَرْوَةُ بْنُ مُسَيْكٍ فلمَّا تُوُفِّيَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم ارتدَّ عَمْرُو بن معدي كرب فيمن ارْتَدَّ وَهَجَا فَرْوَةَ بْنَ مُسَيْكٍ فَقَالَ: وَجَدْنَا مُلك فروة شرَّ ملكٍ * حمارٌ ساف منخرهُ بثَفرٍ (5)
(1) في ابن هشام: يقول.
(2)
ذو صنعاء: اسم موضع.
(3)
عوائر: متطايرة.
والقصد جمع قصدة وهي ما تكسر من الرمح.
(4)
الشنبث: الاسد.
الشثن: الغليظ الاصابع.
(5)
ساف: شم.
والثفر: في الحيوان بمنزلة الرحم من الانسان.
(*)
وَكُنْتَ إِذَا رَأَيْتَ أَبَا عميرٍ * تَرَى الْحُوَلَاءَ من خبثٍ وغدرِ قلت: ثمَّ رجعت إِلَى الْإِسْلَامِ وَحَسُنَ إِسْلَامُهُ وَشَهِدَ فُتُوحَاتٍ كَثِيرَةً فِي أَيَّامِ الصَّدِيقِ وَعُمَرَ الْفَارُوقِ رضي الله عنهما وَكَانَ مِنَ الشُّجْعَانِ الْمَذْكُورِينَ وَالْأَبْطَالِ الْمَشْهُورِينَ وَالشُّعَرَاءِ الْمُجِيدِينَ تُوُفِّيَ سَنَةَ إِحْدَى وَعِشْرِينَ بَعْدَمَا شَهِدَ فَتْحَ نَهَاوَنْدَ وَقِيلَ بَلْ شَهِدَ الْقَادِسِيَّةَ وَقُتِلَ يَوْمَئِذٍ قَالَ أَبُو عُمَرَ بْنُ عَبْدِ الْبَرِّ وَكَانَ وُفُودُهُ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم سَنَةَ تِسْعٍ وَقِيلَ سَنَةَ عَشْرٍ فِيمَا ذَكَرَهُ ابْنُ إِسْحَاقَ وَالْوَاقِدِيُّ.
قُلْتُ: وَفِي كَلَامِ الشَّافِعِيِّ مَا يَدُلُّ عَلَيْهِ.
فَاللَّهُ أَعْلَمُ.
قَالَ يُونُسُ عَنِ ابْنِ إِسْحَاقَ: وَقَدْ قيل إن عمرو بن معدي كرب لَمْ يَأْتِ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم وَقَدْ قَالَ فِي ذَلِكَ: إِنَّنِي بالنَّبيّ موقنةٌ نَفْ * سِي وَإِنْ لَمْ أَرَ النَّبيّ عَيَانَا سَيِّدُ الْعَالَمِينَ طُرَّاً وَأَدْنَا * هُمْ إِلَى اللَّهِ حين بان مكانا جاء بالناموس من لدُنِ الله و * كان الْأَمِينَ فِيهِ الْمُعَانَا حُكْمُهُ بَعْدَ حِكْمَةٍ وضياءٌ * فَاهْتَدَيْنَا بِنُورِهَا مِنْ عَمَانَا
وَرَكِبْنَا السَّبِيلَ حِينَ ركب * - ناه جَدِيدًا بِكُرْهِنَا وَرِضَانَا وَعَبَدْنَا الْإِلَهَ حَقًّا وَكُنَّا * لِلْجَهَالَاتِ نَعْبُدُ الْأَوْثَانَا وَائْتَلَفْنَا بِهِ وكنَّا عَدُوًّا * فرجعنا به معنا إخواناً فعليه السلام والسلام منَّا * حَيْثُ كنَّا مِنَ الْبِلَادِ وَكَانَا إِنْ نَكُنْ لَمْ نَرَ النَّبيّ فَإِنَّا * قَدْ تَبِعْنَا سَبِيلَهُ إِيمَانَا قُدُومُ الْأَشْعَثِ بْنِ قَيْسٍ فِي وَفْدِ كِنْدَةَ قَالَ ابْنُ إِسْحَاقَ وَقَدِمَ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم الْأَشْعَثُ بْنُ قَيْسٍ، فِي وَفْدِ كِنْدَةَ فحدَّثني الزُّهري أنَّه قَدِمَ فِي ثَمَانِينَ رَاكِبًا مِنْ كِنْدَةَ، فَدَخَلُوا عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم مَسْجِدَهُ قَدْ رَجَّلُوا جُمَمَهُمْ وَتَكَحَّلُوا عَلَيْهِمْ جُبَبُ الْحِبَرَةِ، قَدْ كَفَّفُوهَا بِالْحَرِيرِ، فَلَمَّا دَخَلُوا عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ لَهُمْ: أَلَمْ تُسْلِمُوا؟ قَالُوا: بَلَى! قَالَ فَمَا بَالُ هَذَا الْحَرِيرِ فِي أَعْنَاقِكُمْ؟ قَالَ: فشقَّوه مِنْهَا فَأَلْقَوْهُ.
ثُمَّ قَالَ لَهُ الْأَشْعَثُ بن قيس: يا رسول الله نحن بنوا آكِلِ الْمُرَارِ وَأَنْتَ ابْنُ آكِلِ الْمُرَارِ، قَالَ، فتبسَّم رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم وَقَالَ: نَاسِبُوا بِهَذَا النَّسَبِ الْعَبَّاسَ بْنَ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ، وَرَبِيعَةَ بْنَ الْحَارِثِ، وَكَانَا تَاجِرَيْنِ إِذَا شَاعَا (1) فِي الْعَرَبِ فَسُئِلَا مِمَّنْ أَنْتُمَا؟ قَالَا: نحن بنو آكل المرار يعني ينسبان إِلَى كِنْدَةَ لِيَعِزَّا فِي تِلْكَ الْبِلَادِ لِأَنَّ كِنْدَةَ كَانُوا مُلُوكًا، فَاعْتَقَدَتْ كِنْدَةُ أَنَّ قُرَيْشًا مِنْهُمْ لِقَوْلِ عبَّاس وَرَبِيعَةَ نَحْنُ بَنُو آكِلِ المرار وهو الحارث بْنِ عَمْرِو (2) بْنِ مُعَاوِيَةَ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ مُعَاوِيَةَ بْنِ ثَوْرِ بْنِ مرتع بن
(1) وفي رواية البيهقيّ عنه: إذا سارا.
(2)
في ابن هشام: الْحَارِثُ بْنُ عَمْرِو بْنِ حُجْرِ بْنِ عَمْرِو بن معاوية
…
(*)