الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْفٍ إِلَى دُومَةِ الْجَنْدَلِ.
قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ: حَدَّثَنِي مَنْ لَا أَتَّهِمُ عَنْ عَطَاءِ بْنِ أَبِي رَبَاحٍ.
قَالَ: سَمِعْتُ رَجُلًا مِنْ أَهْلِ الْبَصْرَةِ يَسْأَلُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ، عَنِ إِرْسَالِ الْعِمَامَةِ
مِنْ خَلْفِ الرَّجُلِ إِذَا اعْتَمَّ.
قَالَ: فَقَالَ عَبْدُ اللَّهِ: أُخْبِرُكَ إِنْ شَاءَ اللَّهُ عَنْ ذلك تعلم أني كُنْتُ عَاشِرَ عَشَرَةِ رَهْطٍ مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم فِي مَسْجِدِهِ: أَبُو بَكْرٍ وَعُمَرُ وَعُثْمَانُ وَعَلِيٌّ وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَوْفٍ وَابْنُ مَسْعُودٍ وَمُعَاذُ بْنُ جَبَلٍ وَحُذَيْفَةُ بْنُ الْيَمَانِ وَأَبُو سَعِيدٍ الْخُدْرِيُّ وَأَنَا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم إِذْ أَقْبَلَ فَتًى مِنَ الْأَنْصَارِ، فسلَّم عَلَى رَسُولِ الله ثُمَّ جَلَسَ.
فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ أَيُّ الْمُؤْمِنِينَ أَفْضَلُ؟ قَالَ: أَحْسَنُهُمْ خُلُقًا.
قَالَ: فَأَيُّ الْمُؤْمِنِينَ أَكْيَسُ؟ قَالَ: أَكْثَرُهُمْ ذِكْرًا لِلْمَوْتِ وَأَحْسَنُهُمُ اسْتِعْدَادًا لَهُ، قَبْلَ أَنْ يَنْزِلَ بِهِ أُولَئِكَ الْأَكْيَاسُ، ثُمَّ سَكَتَ الْفَتَى.
وَأَقْبَلَ عَلَيْنَا رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فَقَالَ: يَا معشر المهاجرين خمس خصال إذ نَزَلْنَ بِكُمْ - وَأَعُوذُ بِاللَّهِ أَنْ تُدْرِكُوهُنَّ - أنَّه لَمْ تَظْهَرِ الْفَاحِشَةُ فِي قَوْمٍ قَطُّ حتَّى يغلبوا عليها إِلَّا ظَهَرَ فِيهِمُ الطَّاعُونُ وَالْأَوْجَاعُ، الَّتِي لَمْ تَكُنْ فِي أَسْلَافِهِمُ الَّذِينَ مَضَوْا، وَلَمْ يَنْقُصُوا الْمِكْيَالَ وَالْمِيزَانَ إِلَّا أُخِذُوا بِالسِّنِينَ وَشِدَّةِ الْمُؤْنَةِ وَجَوْرِ السُّلْطَانِ، وَلَمْ يَمْنَعُوا الزَّكَاةَ مِنْ أَمْوَالِهِمْ إِلَّا مُنِعُوا الْقَطْرَ مِنَ السَّمَاءِ، فَلَوْلَا الْبَهَائِمُ مَا مُطِرُوا، وَمَا نَقَضُوا عَهْدَ اللَّهِ وَعَهْدَ رسوله إلا سلط عيهم عدو مِنْ غَيْرِهِمْ، فَأَخَذَ بَعْضَ مَا كَانَ فِي أَيْدِيهِمْ، وَمَا لَمْ يَحْكُمْ أَئِمَّتُهُمْ بِكِتَابِ اللَّهِ ويجبروا فِيمَا أَنْزَلَ اللَّهُ إِلَّا جَعَلَ اللَّهُ بَأْسَهُمُ بَيْنَهُمْ.
قَالَ: ثُمَّ أَمَرَ عَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ عَوْفٍ أَنْ يَتَجَهَّزَ لِسَرِيَّةٍ بَعَثَهُ عَلَيْهَا، فَأَصْبَحَ وقد اعتم بمعامة مِنْ كَرَابِيسَ سَوْدَاءَ فَأَدْنَاهُ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم ثُمَّ نَقَضَهَا ثُمَّ عَمَّمَهُ بِهَا، وَأَرْسَلَ مِنْ خَلْفِهِ أَرْبَعَ أَصَابِعَ أَوْ نَحْوًا مِنْ ذَلِكَ.
ثُمَّ قَالَ: هَكَذَا يَا بن عَوْفٍ فَاعْتَمَّ، فَإِنَّهُ أَحْسَنُ وَأَعْرَفُ، ثُمَّ أَمَرَ بِلَالًا أَنْ يَدْفَعَ إِلَيْهِ اللِّواء فَدَفَعَهُ إِلَيْهِ، فَحَمِدَ اللَّهَ وَصَلَّى عَلَى نَفْسِهِ، ثُمَّ قَالَ: خذه يا بن عَوْفٍ اغْزُوا جَمِيعًا فِي سَبِيلِ اللَّهِ، فَقَاتَلُوا مَنْ كَفَرَ بِاللَّهِ، لَا تَغُلُّوا، وَلَا تَغْدِرُوا، وَلَا تُمَثِّلُوا، وَلَا تَقْتُلُوا وَلِيدًا فَهَذَا عَهْدُ الله وسيرة نبيكم فِيكُمْ.
فَأَخَذَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَوْفٍ اللِّوَاءَ.
قَالَ ابْنُ هِشَامٍ: فَخَرَجَ إِلَى دُومَةِ الْجَنْدَلِ، بعث أبي عبيدة بن الجراح وَكَانُوا قَرِيبًا مِنْ ثَلَاثِمِائَةِ رَاكِبٍ إِلَى سِيفِ البحر، وزوده عليه السلام جِرَابًا مِنْ تَمْرٍ وَفِيهَا قِصَّةُ الْعَنْبَرِ وَهِيَ الْحُوتُ الْعَظِيمُ الَّذِي دَسَرَهُ الْبَحْرُ (1) وَأَكْلُهُمْ كُلِّهِمْ مِنْهُ قَرِيبًا مِنْ شَهْرٍ حتَّى سَمِنُوا وَتَزَوَّدُوا مِنْهُ وَشَائِقَ أَيْ شَرَائِحَ، حَتَّى رَجَعُوا إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فَأَطْعَمُوهُ مِنْهُ فَأَكَلَ مِنْهُ كَمَا تَقَدَّمَ بِذَلِكَ الْحَدِيثُ.
قَالَ ابْنُ هِشَامٍ: وَمِمَّا لَمْ يَذْكُرِ ابْنُ إِسْحَاقَ مِنَ الْبُعُوثِ (2) - يَعْنِي هَاهُنَا -، بَعْثُ عَمْرِو بْنِ أُمَيَّةَ الضَّمْرِيِّ لِقَتْلِ أَبِي سُفْيَانَ صَخْرِ بْنِ حَرْبٍ بَعْدَ
مَقْتَلِ خُبَيْبِ بْنِ عَدِيٍّ وَأَصْحَابِهِ
فَكَانَ مِنْ أَمْرِهِ مَا قَدَّمْنَاهُ وَكَانَ مَعَ عَمْرِو بْنِ أُمَيَّةَ جَبَّارُ بْنُ صَخْرٍ، وَلَمْ يَتَّفِقْ لَهُمَا قَتْلُ أَبِي سُفْيَانَ بَلْ قَتَلَا رَجُلًا غَيْرَهُ وَأَنْزَلَا خُبَيْبًا عَنْ جِذْعِهِ، وبعث سالم بن عمير أحد
(1) دسره البحر: أي دفعه.
(2)
خطأ السهيلي ابن هشام فيما ادعاه على ابن إسحاق من اغفاله بعض البعوث، قال:" هو غلط منه، قد ذكره ابن إسحاق، عن جعفر بن عمرو بن أمية بن عمرو بن أمية فيما حدث أسد عن يحيى بن زكريا عن ابن إسحاق "(الروض الانف ج 2 / 263) .
(*)
الْبَكَّائِينَ إِلَى أَبِي عَفَكٍ أَحَدِ بَنِي عَمْرِو بْنِ عَوْفٍ وَكَانَ قَدْ نَجَمَ نِفَاقُهُ حِينَ قتل رسول الله الْحَارِثَ بْنَ سُوَيْدِ بْنِ الصَّامِتِ كَمَا تَقَدَّمَ.
فَقَالَ يَرْثِيهِ وَيَذُمُّ - قَبَّحَهُ اللَّهُ - الدُّخُولَ فِي الدِّينِ: لَقدْ عشتُ دَهراً وَما أنْ أرَى * مِنَ النَّاسِ دَاراً وَلا مجمَعا أَبَرُّ عُهُودًا وَأَوْفَى لمنْ * يعاقدُ فِيهِمْ إِذَا مَا دَعا منْ أَولادِ قيلةَ فِي جمعهِمْ * يهدِ الجبالَ وَلَمْ يخضعَا فصدَّعهُم راكبٌ جاءهُم * حلالٌ حرامٌ لَشَتَّى معَا فَلَوْ أَنَّ بالعزِّ صدقتُمُ * أَوِ الملكُ تابعتُمُ تبَّعا فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم.
مَنْ لِي بِهَذَا الْخَبِيثِ، فَانْتُدِبَ لَهُ سَالِمُ بْنُ عُمَيْرٍ هَذَا فَقَتَلَهُ فَقَالَتْ أُمَامَةُ الْمُرَيْدِيَّةُ فِي ذَلِكَ: تكذِّب دينَ اللهِ والمرءَ أَحمدَا * لعمرو الَّذِي أَمنَاك بِئْسَ الَّذِي يمْني (1) حَباكَ حنيفٌ (2) آخرُ اللَّيْلَ طَعْنَةً * أَبا عِفك خُذها عَلَى كِبَرِ السِّن وَبَعْثُ عُمَيْرِ بْنِ عَدِيٍّ الْخَطْمِيِّ لِقَتْلِ الْعَصْمَاءِ بِنْتِ مَرْوَانَ مِنْ بَنِي أُمَيَّةَ بن زيد كانت تَهْجُو الْإِسْلَامَ وَأَهْلَهُ، وَلَمَّا قُتِلَ أَبُو عَفَكٍ الْمَذْكُورُ أَظْهَرَتِ النِّفَاقَ وَقَالَتْ فِي ذَلِكَ: بأَسَت بَنِي مَالِكٍ والنَّبيّتَ * وَعوف وَبِاسْتِ بَنِي الخزرجِ أَطعتمْ أَتاوي مِنْ غيركمْ * فَلَا منْ مُرادَ ولا مذحجِ
ترجونَهَ بعد قتل الرؤوسِ * كما يرتجى وَرقَ المنضجِ أَلَا آنفُ يَبْتَغِي غِرةً * فَيَقْطَعَ مِنْ أملِ المرتجِي قَالَ فَأَجَابَهَا حَسَّانُ بْنُ ثَابِتٍ فَقَالَ: بَنو وائلٍ وَبَنُو واقفِ * وخطمةَ دونَ بَنِي الخزرجِ مَتَى مَا دعتْ سَفَهًا وَيْحَهَا * بُعولتَها وَالْمَنَايَا تجِي فهزَّت فَتًى مَاجِدًا عرقُه * كريمُ المداخلِ والمخرجِ فضرَّجها مِنْ نجيعِ الدِّمَا * وبعيد الهدوِّ فَلَمْ يحرجِ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم حِينَ بَلَغَهُ ذَلِكَ: أَلَا آخِذٌ لِي مِنَ ابْنَةِ مَرْوَانَ؟ فَسَمِعَ ذَلِكَ عُمَيْرُ بْنُ عَدِيٍّ فَلَمَّا أَمْسَى مِنْ تِلْكَ الليلة سرى عليها [في بيتها](3) فَقَتَلَهَا.
ثُمَّ أَصْبَحَ فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ قتلتها.
(1) شطره في ابن هشام: لعمر الذي أمناك أن بئس ما يمني.
(2)
من ابن هشام، وفي الاصل حفيف.
(3)
من ابن هشام.
(*)
فَقَالَ: نَصَرْتَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ يَا عُمَيْرُ.
قَالَ: يا رسول الله هل علي من شأنها.
قال: لا تنتطح فِيهَا عَنْزَانِ.
فَرَجَعَ عُمَيْرٌ إِلَى قَوْمِهِ، وَهُمْ يختلفون في قتلها وكان لها خمسة بنون.
فَقَالَ: أَنَا قَتَلْتُهَا فَكِيدُونِي جَمِيعاً ثُمَّ لَا تُنْظِرُونَ فَذَلِكَ أَوَّلُ يَوْمٍ عَزَّ الْإِسْلَامُ فِي بَنِي خَطْمَةَ فَأَسْلَمَ مِنْهُمْ بَشَرٌ كَثِيرٌ، لَمَّا رَأَوْا مِنْ عِزِّ الْإِسْلَامِ.
ثُمَّ ذَكَرَ الْبَعْثَ الدين أَسَرُوا ثُمَامَةَ بْنَ أُثَالٍ الْحَنَفِيَّ وَمَا كَانَ مِنْ أَمْرِهِ فِي إِسْلَامِهِ.
وَقَدْ تَقَدَّمَ ذَلِكَ فِي الْأَحَادِيثِ الصِّحَاحِ.
وَذَكَرَ ابْنُ هِشَامٍ أَنَّهُ هُوَ الَّذِي قَالَ فِيهِ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: الْمُؤْمِنُ يَأْكُلُ فِي مِعَيً وَاحِدٍ وَالْكَافِرُ يَأْكُلُ فِي سَبْعَةِ أَمْعَاءٍ.
لِمَا كَانَ مِنْ قِلَّةِ أَكْلِهِ بَعْدَ إِسْلَامِهِ، وَأَنَّهُ لَمَّا انْفَصَلَ عَنِ الْمَدِينَةِ دَخَلَ مَكَّةَ مُعْتَمِرًا وَهُوَ يُلَبِّي فَنَهَاهُ أَهْلُ مَكَّةَ عَنْ ذَلِكَ فَأَبَى عَلَيْهِمْ وَتَوَعَّدَهُمْ بِقَطْعِ الْمِيرَةِ عَنْهُمْ مِنَ الْيَمَامَةِ فَلَمَّا عَادَ إِلَى الْيَمَامَةِ مَنَعَهُمُ الْمِيرَةَ حتَّى كَتَبَ إِلَيْهِ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فَأَعَادَهَا إِلَيْهِمْ.
وَقَالَ بَعْضُ بَنِي حنيفة:
ومن الَّذِي لَبَّى بِمَكَّةَ مُحْرِمَا * بِرَغْمِ أَبِي سفيانَ فِي الأشهرِ الحرمِ وَبَعَثَ عَلْقَمَةَ بْنِ مُجَزِّزٍ المدلجي ليأخد بِثَأْرِ أَخِيهِ وَقَّاصِ بْنِ مُجَزِّزٍ يَوْمَ قُتِلَ بذي قرد فاستأذن رسول لله لِيَرْجِعَ فِي آثَارِ الْقَوْمِ فَأَذِنَ لَهُ وأمَّره عَلَى طَائِفَةٍ مِنَ النَّاس فَلَمَّا قَفَلُوا أَذِنَ لِطَائِفَةٍ مِنْهُمْ فِي التَّقَدُّمِ وَاسْتَعْمَلَ عَلَيْهِمْ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ حُذَافَةَ وَكَانَتْ فِيهِ دُعَابَةٌ فَاسْتَوْقَدَ نَارًا، وَأَمَرَهُمْ أَنْ يَدْخُلُوهَا فَلَمَّا عَزَمَ بَعْضُهُمْ عَلَى الدُّخُولِ.
قَالَ إِنَّمَا كُنْتُ أَضْحَكُ فَلَمَّا بلغ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم.
قَالَ: مَنْ أَمَرَكُمْ بِمَعْصِيَةِ اللَّهِ فَلَا تُطِيعُوهُ.
وَالْحَدِيثُ فِي هَذَا ذَكَرَهُ ابْنُ هِشَامٍ عَنِ الدَّرَاوَرْدِيِّ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَمْرِو بْنِ عَلْقَمَةَ، عَنْ عَمْرِو بْنِ الْحَكَمِ بْنِ ثَوْبَانَ عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ، وَبَعَثَ كُرْزَ بْنَ جَابِرٍ لِقَتْلِ أُولَئِكَ النَّفَرِ الَّذِينَ قَدِمُوا الْمَدِينَةَ وَكَانُوا مِنْ قَيْسِ من بجيلة، فاستوخموا المدينة واستوبؤها فَأَمَرَهُمْ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم أَنْ يَخْرُجُوا إِلَى إِبِلِهِ فَيَشْرَبُوا مِنْ أَبْوَالِهَا وَأَلْبَانِهَا، فَلَمَّا صَحُّوا قَتَلُوا رَاعِيَهَا وَهُوَ يَسَارٌ مَوْلَى رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم ذَبَحُوهُ وَغَرَزُوا الشَّوْكَ فِي عَيْنَيْهِ وَاسْتَاقُوا اللِّقَاحَ.
فَبَعَثَ فِي آثَارِهِمْ كُرْزَ بْنَ جَابِرٍ فِي نفر من الصحابة فجاؤوا بأولئك النفر من بجيلة مرجعه عليه السلام مِنْ غَزْوَةِ ذِي قَرَدٍ فَأَمَرَ فَقَطَّعَ أَيْدِيَهُمْ وَأَرْجُلَهُمْ وَسُمِلَتْ أَعْيُنُهُمْ، وَهَؤُلَاءِ النَّفَرُ إِنْ كَانُوا هُمُ الْمَذْكُورِينَ فِي حَدِيثِ أَنَسٍ الْمُتَّفَقِ عَلَيْهِ أَنَّ نَفَرًا ثَمَانِيَةً مِنْ عُكْلٍ أَوْ عُرَيْنَةَ قَدِمُوا الْمَدِينَةَ الْحَدِيثَ، وَالظَّاهِرُ أَنَّهُمْ هُمْ فَقَدْ تَقَدَّمَ قِصَّتُهُمْ مُطَوَّلَةً.
وَإِنْ كَانُوا غَيْرَهُمْ فَهَا قَدْ أَوْرَدْنَا عُيُونَ مَا ذَكَرَهُ ابْنُ هِشَامٍ.
وَاللَّهُ أَعْلَمُ قَالَ ابْنُ هِشَامٍ: وَغَزْوَةُ عَلِيِّ بن أبي طالب [اليمن](1) التي غَزَاهَا مَرَّتَيْنِ.
قَالَ أَبُو عَمْرٍو الْمَدَنِيُّ: بَعَثَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم عليا إِلَى الْيَمَنِ، وَخَالِدًا فِي جُنْدٍ آخَرَ.
وَقَالَ إِنِ اجْتَمَعْتُمْ فَالْأَمِيرُ عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ.
قَالَ: وَقَدْ ذَكَرَ ابْنُ إِسْحَاقَ.
بَعْثَ خَالِدٍ وَلَمْ يَذْكُرْهُ فِي عَدَدِ الْبُعُوثِ وَالسَّرَايَا فَيَنْبَغِي أن تكون العدة في قوله تسعاً وَثَلَاثِينَ.
قَالَ ابْنُ إِسْحَاقَ: وَبَعَثَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم أُسَامَةَ بْنَ زَيْدِ بْنَ زَيْدِ بْنِ حَارِثَةَ إِلَى الشَّامِ وَأَمَرَهُ أَنْ يُوَطِّئَ الْخَيْلَ تُخُومَ الْبَلْقَاءِ وَالدَّارُومَ مِنْ أَرْضِ فِلَسْطِينَ، فَتَجَهَّزَ النَّاس وَأَوْعَبَ مَعَ أُسَامَةَ المهاجرون الأولون.
قال ابن هشام:
(1) سقطت من الاصل، واستدركت من ابن هشام.
(*)