الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
الجمار، فوضع السباحتين ثم قال حصى الْخَذْفِ (1) .
ثُمَّ أَمَرَ الْمُهَاجِرِينَ فَنَزَلُوا فِي مُقَدَّمِ الْمَسْجِدِ، وَأَمَرَ الْأَنْصَارَ فَنَزَلُوا مِنْ وَرَاءِ الْمَسْجِدِ ثُمَّ نَزَلَ النَّاس بَعْدَ ذَلِكَ.
وَقَدْ رَوَاهُ أَحْمَدُ عَنْ عَبْدِ الصَّمَدِ بْنِ عَبْدِ الْوَارِثِ عَنْ أَبِيهِ.
وَأَخْرَجَهُ النَّسَائِيُّ مِنْ حَدِيثِ ابْنِ الْمُبَارَكِ عَنْ عَبْدِ الْوَارِثِ كَذَلِكَ.
وتقدَّم رِوَايَةُ الْإِمَامِ (أَحْمَدَ) لَهُ عَنْ عَبْدِ الرَّزَّاقِ عَنْ مَعْمَرٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ التَّيْمِيِّ عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ مُعَاذٍ عَنْ (2) رَجُلٍ مِنَ الصَّحَابَةِ.
فَاللَّهُ أَعْلَمُ.
وَثَبَتَ فِي الصَّحِيحَيْنِ، مِنْ حَدِيثِ ابْنِ جُرَيْجٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عِيسَى بْنِ طَلْحَةَ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم بَيْنَا هُوَ يَخْطُبُ يَوْمَ النَّحْرِ فَقَامَ إِلَيْهِ رَجُلٌ فَقَالَ: كُنْتُ أَحْسَبُ أنَّ كَذَا وَكَذَا قَبْلَ كَذَا وَكَذَا.
ثُمَّ قَامَ آخَرُ فَقَالَ: كُنْتُ أَحْسَبُ أنَّ كَذَا وَكَذَا قَبْلَ كَذَا، فَقَالَ: رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم افْعَلْ وَلَا حَرَجَ.
وَأَخْرَجَاهُ مِنْ حَدِيثِ مَالِكٍ.
زَادَ مُسْلِمٌ وَيُونُسُ عَنِ الزُّهْرِيِّ بِهِ.
وَلَهُ أَلْفَاظٌ كَثِيرَةٌ لَيْسَ هَذَا مَوْضِعَ اسْتِقْصَائِهَا.
وَمَحَلُّهُ كِتَابُ الْأَحْكَامِ وَبِاللَّهِ الْمُسْتَعَانُ وَفِي لَفْظٍ الصَّحِيحَيْنِ.
قَالَ فَمَا سُئل رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فِي ذَلِكَ الْيَوْمِ عَنْ شئ قُدِّمَ وَلَا أخِّر إِلَّا قَالَ: افْعَلْ وَلَا حرج.
فصل
ثم نزل عليه السلام بِمِنًى حَيْثُ الْمَسْجِدُ الْيَوْمَ فِيمَا يُقَالُ، وَأَنْزَلَ الْمُهَاجِرِينَ يَمْنَتَهُ، وَالْأَنْصَارَ يَسْرَتَهُ، والنَّاس حَوْلَهُمْ مِنْ بَعْدِهِمْ.
وَقَالَ الْحَافِظُ الْبَيْهَقِيُّ: أَنْبَأَنَا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ، أَنْبَأَنَا عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عُقْبَةَ الشَّيْبَانِيُّ بِالْكُوفَةِ، ثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ إِسْحَاقَ الزُّهري، ثَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُوسَى، أَنْبَأَنَا إسرائيل، عن إبراهيم بن المهاجر، عَنْ يُوسُفَ بْنِ مَاهِكٍ عَنْ أُمِّ مُسَيْكَةَ عَنْ عَائِشَةَ.
قَالَتْ: قِيلَ يَا رَسُولَ اللَّهِ أَلَا نَبْنِيَ لَكَ بِمِنًى بِنَاءً يُظِلُّكَ.
قَالَ: لَا مِنًى مُنَاخُ مَنْ سَبَقَ.
وَهَذَا إِسْنَادٌ لَا بَأْسَ بِهِ وَلَيْسَ هُوَ فِي الْمُسْنَدِ وَلَا فِي الْكُتُبِ السِّتَّةِ مِنْ هَذَا الْوَجْهِ.
وَقَالَ أَبُو دَاوُدَ: ثَنَا أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ خَلَّادٍ الْبَاهِلِيُّ، ثَنَا يَحْيَى، عَنِ ابْنِ جريج [حدثني حَرِيزٌ](3) أَوْ أَبُو حَرِيزٍ - الشَّكُّ مِنْ يَحْيَى - أَنَّهُ سَمِعَ عَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ فَرُّوخٍ، يَسْأَلُ ابْنَ عُمَرَ قَالَ: إِنَّا نَتَبَايَعُ بِأَمْوَالِ النَّاس فَيَأْتِي أَحَدُنَا مَكَّةَ، فَيَبِيتُ عَلَى الْمَالِ فَقَالَ: أَمَّا رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فَبَاتَ بِمِنًى وَظَلَّ.
انْفَرَدَ بِهِ أَبُو دَاوُدَ.
ثُمَّ قَالَ أَبُو دَاوُدَ (4) : ثَنَا عُثْمَانُ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، ثَنَا ابْنُ نُمَيْرٍ وَأَبُو أُسَامَةَ، عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ، عَنْ نَافِعٍ عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ: اسْتَأْذَنَ العبَّاس رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم أَنْ يَبِيتَ بِمَكَّةَ لَيَالِيَ منى من أجل سقايته فأذن له.
(1) العبارة عند أبي داود: فوضع اصبعيه السبابتين، ثم قال: بحصى الخذف.
(2)
قال صاحب الفتح الرباني: روي الحديث بثلاثة طرق ثبت بها أن عبد الرحمن من الصحابة، وأنه روى الحديث بدون واسطة بينه وبين النَّبيّ صلَّى الله عليه وآله، ورواه مرة بواسطة، ويحتمل انه هو، وأراد عدم التصريح باسم نفسه لامر ما، فقال عَنْ رَجُلٍ مِنْ أَصْحَابِ النَّبيّ صَلَّى اللَّهُ عليه وآله يعني نفسه.
(3)
سقطت من نسخ البداية المطبوعة.
والحديث في سنن أبي داود - كتاب المناسك - ج 2 / 198 حديث (1958) .
(4)
المصدر السابق - حديث 1959.
ج 2 / 199.
(*)
وَهَكَذَا رَوَاهُ الْبُخَارِيُّ وَمُسْلِمٌ مِنْ حَدِيثِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ نُمَيْرٍ زَادَ الْبُخَارِيُّ: وَأَبِي ضَمْرَةَ أَنَسِ بْنِ عِيَاضٍ زَادَ مُسْلِمٌ: وَأَبِي أُسَامَةَ حَمَّادِ بْنِ أُسَامَةَ.
وَقَدْ عَلَّقَهُ الْبُخَارِيُّ عَنْ أَبِي أُسَامَةَ وَعُقْبَةَ بْنِ خَالِدٍ كُلُّهُمْ عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ بِهِ.
وَقَدْ كَانَ صلى الله عليه وسلم يُصَلِّي بِأَصْحَابِهِ بِمِنًى رَكْعَتَيْنِ كَمَا ثَبَتَ عَنْهُ ذَلِكَ فِي
الصَّحِيحَيْنِ مِنْ حَدِيثِ ابْنِ مَسْعُودٍ وَحَارِثَةَ بْنِ وَهْبٍ رضي الله عنهما.
وَلِهَذَا ذَهَبَ طَائِفَةٌ مِنَ الْعُلَمَاءِ إِلَى أَنَّ سَبَبَ هَذَا الْقَصْرِ النُّسُكُ كَمَا هُوَ قَوْلُ طَائِفَةٍ مِنَ الْمَالِكِيَّةِ وَغَيْرِهِمْ.
قالوا ومن قال: إنه عليه السلام كَانَ يَقُولُ بِمِنًى لِأَهْلِ مَكَّةَ: أَتِمُّوا فَإِنَّا قَوْمٌ سَفْرٌ فَقَدْ غَلِطَ إِنَّمَا قَالَ ذَلِكَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم عام الْفَتْحِ وَهُوَ نَازِلٌ بِالْأَبْطَحِ كَمَا تَقَدَّمَ.
وَاللَّهُ أَعْلَمُ.
وَكَانَ صلى الله عليه وسلم يَرْمِي الْجَمَرَاتِ الثَّلَاثَ فِي كُلِّ يَوْمٍ مِنْ أَيَّامِ مِنًى بَعْدَ الزَّوَالِ كَمَا قَالَ جَابِرٌ فِيمَا تقدَّم مَاشِيًا كَمَا قَالَ ابْنُ عُمَرَ فِيمَا سَلَفَ كُلُّ جَمْرَةٍ بِسَبْعِ حَصَيَاتٍ يُكَبِّرُ مَعَ كُلِّ حَصَاةٍ.
وَيَقِفُ عِنْدَ الْأُولَى وَعِنْدَ الثَّانِيَةِ يَدْعُو اللَّهَ عز وجل وَلَا يَقِفُ عِنْدَ الثَّالِثَةِ.
قَالَ أَبُو دَاوُدَ: ثَنَا عَلِيُّ بْنُ بحر وعبدد اللَّهِ بْنُ سَعِيدٍ الْمَعْنَى قَالَا: ثَنَا أَبُو خالد الأحمر، عن محمد بن إسحاق عن عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ الْقَاسِمِ، عَنْ أَبِيهِ عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ: أَفَاضَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم مِنْ آخِرِ يَوْمِهِ حِينَ صَلَّى الظُّهْرَ، ثُمَّ رَجَعَ إِلَى مِنًى فَمَكَثَ بِهَا [لَيَالِيَ](1) أَيَّامِ التَّشْرِيقِ، يَرْمِي الْجَمْرَةَ إِذَا زَالَتِ الشَّمْسُ، كُلُّ جَمْرَةٍ بِسَبْعِ حَصَيَاتٍ ويكبِّر مَعَ كُلِّ حَصَاةٍ وَيَقِفُ عِنْدَ الْأُولَى وَالثَّانِيَةِ فَيُطِيلُ المقام ويتضرع ويرمى الثالثة لا يَقِفُ عِنْدَهَا.
انْفَرَدَ بِهِ أَبُو دَاوُدَ.
وَرَوَى الْبُخَارِيُّ مِنْ غَيْرِ وَجْهٍ: عَنْ يُونُسَ بْنِ يَزِيدَ، عَنِ الزُّهْرِيِّ عَنْ سَالِمٍ عَنِ ابْنِ عُمَرَ.
أَنَّهُ كَانَ يَرْمِي الْجَمْرَةَ الدُّنْيَا بِسَبْعِ حَصَيَاتٍ يكبِّر عَلَى إِثْرِ كُلِّ حَصَاةٍ ثُمَّ يتقدم ثم يُسْهِلَ فَيَقُومُ مُسْتَقْبِلَ الْقِبْلَةِ طَوِيلًا، وَيَدْعُو وَيَرْفَعُ يَدَيْهِ، ثُمَّ يَرْمِي الْوُسْطَى، ثُمَّ يَأْخُذُ ذَاتَ الشمال فيسهل فيقوم مستقبل القبلة وَيَدْعُو، وَيَرْفَعُ يَدَيْهِ وَيَقُومُ طَوِيلًا، ثُمَّ يَرْمِي جَمْرَةَ ذَاتِ الْعَقَبَةِ مِنْ بَطْنِ الْوَادِي، وَلَا يَقِفُ عِنْدَهَا ثُمَّ يَنْصَرِفُ فَيَقُولُ: هَكَذَا رَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَفْعَلُهُ.
وَقَالَ وَبَرَةُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ: قَامَ ابْنُ عُمَرَ عِنْدَ الْعَقَبَةِ، بِقَدْرِ قِرَاءَةِ سُورَةِ الْبَقَرَةِ.
وقال أبو مجلز حزرت قيامه بعد قِرَاءَةِ سُورَةِ يُوسُفَ ذَكَرَهُمَا الْبَيْهَقِيُّ.
وَقَالَ الْإِمَامُ أَحْمَدُ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي بَكْرٍ، عَنْ أَبِيهِ عَنْ أبي القداح عَنْ أَبِيهِ.
أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم رخَّص لِلرِّعَاءِ أَنْ يَرْمُوا يَوْمًا وَيَدْعُوا يَوْمًا.
وَقَالَ أَحْمَدُ ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أبي بكر وأنبأ رَوْحٌ ثَنَا ابْنُ جُرَيْجٍ، أَخْبَرَنِي مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي بَكْرِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَمْرِو، عَنْ أبيه عن أبي القداح بْنِ عَاصِمِ بْنِ عَدِيٍّ عَنْ أَبِيهِ.
أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم أَرْخَصَ لِلرِّعَاءِ أَنْ يَتَعَاقَبُوا فَيَرْمُوا يَوْمَ النَّحْرِ ثُمَّ يَدْعُوا يَوْمًا وَلَيْلَةً ثُمَّ يَرْمُوا الْغَدَ.
وَقَالَ الْإِمَامُ أَحْمَدُ: ثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ، ثَنَا مَالِكٌ عن
عبد الله بن بكر عن أبيه عن أبي القداح بْنِ عَاصِمِ بْنِ عَدِيٍّ عَنْ أَبِيهِ.
أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم رخَّص لرعاء الإبل في البيتوتة بمنى حتى يرموا يوم النحر ثم يَرْمُونَ يَوْمَ النَّحْرِ ثُمَّ يَرْمُونَ الْغَدَ أَوْ من بعد الغد ليومين ثُمَّ يَرْمُونَ يَوْمَ النَّفْرِ (1) .
وَكَذَا رَوَاهُ عَنْ عَبْدِ الرَّزَّاقِ عَنْ مَالِكٍ بِنَحْوِهِ.
وَقَدْ رَوَاهُ أهل السنن
(1) من سنن أبي داود ج 2 / 201 حديث رقم 1973.
(2)
قال ابن حجر: لستة أيام متوالية من أيام ذي الحجة أسماء: الثامن يوم التروية، والتاسع عرفة، والعاشر = (*)