المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌خلافة أمير المؤمنين عثمان بن عفان رضي الله عنه ثم استهلت سنة أربع وعشرين - البداية والنهاية - ط السعادة - جـ ٧

[ابن كثير]

فهرس الكتاب

- ‌[المجلد السابع]

- ‌سنة ثلاث عشرة من الهجرة

- ‌وَقْعَةُ الْيَرْمُوكِ

- ‌انتقال إمرة الشام من خالد بن الوليد إلى أبي عبيدة فِي الدَّوْلَةِ الْعُمَرِيَّةِ وَذَلِكَ بَعْدَ وَقْعَةِ الْيَرْمُوكِ

- ‌وَقْعَةٌ جَرَتْ بِالْعِرَاقِ بَعْدَ مَجِيءِ خَالِدٍ إِلَى الشَّامِ

- ‌خِلَافَةُ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ رضي الله عنه

- ‌ذِكْرُ فَتَحِ دِمَشْقَ

- ‌فصل

- ‌ فَصَلَ

- ‌وقعة فحل [1]

- ‌فَصْلٌ فِيمَا وَقَعَ بِأَرْضِ الْعِرَاقِ فِي هَذِهِ المدة من القتال

- ‌وَقْعَةُ النَّمَارِقِ

- ‌وَقْعَةُ جسر أبى عبيد الَّتِي قُتِلَ فِيهَا أَمِيرُ الْمُسْلِمِينَ وَخَلْقٌ كَثِيرٌ منهم

- ‌وقعة البويت الَّتِي اقْتَصَّ فِيهَا الْمُسْلِمُونَ مِنَ الْفُرْسِ

- ‌فصل

- ‌ذِكْرُ اجْتِمَاعِ الْفُرْسِ عَلَى يَزْدَجِرْدَ بَعْدَ اخْتِلَافِهِمْ وَاضْطِرَابِهِمْ ثُمَّ اجْتَمَعَتْ كَلِمَتُهُمْ

- ‌ذِكْرُ مَا وَقَعَ فِي هَذِهِ السَّنَةِ

- ‌ذِكْرُ الْمُتَوَفَّيْنَ فِي هَذِهِ السَّنَةِ

- ‌سَنَةُ أَرْبَعَ عَشْرَةَ مِنَ الْهِجْرَةِ النبويّة

- ‌فَصْلٌ فِي غَزْوَةِ الْقَادِسِيَّةِ

- ‌فصل

- ‌ذِكْرُ مَنْ تُوُفِّيَ فِي هَذَا الْعَامِ مِنَ الْمَشَاهِيرِ وَالْأَعْيَانِ

- ‌ثُمَّ دَخَلَتْ سَنَةُ خَمْسَ عَشْرَةَ

- ‌وَقْعَةُ حِمْصَ الْأُولَى

- ‌وَقْعَةُ قِنَّسْرِينَ

- ‌وَقْعَةُ قَيْسَارِيَّةَ

- ‌وَقْعَةُ أَجْنَادِينَ

- ‌فَتْحُ بيت المقدس على يَدَيْ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ رضي الله عنه

- ‌وقعة نهر شير [1]

- ‌من توفى في هَذِهِ السَّنَةَ مُرَتَّبِينَ عَلَى الْحُرُوفِ

- ‌ثُمَّ دَخَلَتْ سَنَةُ سِتَّ عَشْرَةَ

- ‌ذِكْرُ فَتْحِ الْمَدَائِنِ الَّتِي هِيَ مُسْتَقَرُّ مُلْكِ كِسْرَى

- ‌وَقْعَةُ جَلُولَاءَ

- ‌ذِكْرُ فَتْحِ حُلْوَانَ

- ‌فَتْحُ تَكْرِيتَ وَالْمَوْصِلِ

- ‌فَتْحُ مَاسَبَذَانَ مِنْ أَرْضِ الْعِرَاقَ

- ‌فتح قرقيسيا وَهِيتَ فِي هَذِهِ السَّنَةِ

- ‌ثُمَّ دخلت سنة سبع عشرة

- ‌قِصَّةُ أَبِي عُبَيْدَةَ وَحَصْرِ الرُّومِ لَهُ بِحِمْصَ وَقُدُومِ عُمَرَ إِلَى الشَّامِ أَيْضًا لِيَنْصُرَهُ

- ‌فَتْحُ الْجَزِيرَةِ

- ‌ذِكْرُ شَيْءٍ مِنْ أَخْبَارِ طَاعُونَ عَمَوَاسَ

- ‌كَائِنَةٌ غَرِيبَةٌ فِيهَا عُزِلَ خَالِدٌ عَنْ قِنَّسْرِينَ أَيْضًا

- ‌فَتْحُ الْأَهْوَازِ وَمَنَاذِرَ وَنَهْرِ تِيرَى

- ‌فَتْحُ تُسْتَرَ الْمَرَّةُ الْأُولَى صُلْحًا

- ‌ذِكْرُ غَزْوِ بِلَادِ فَارِسَ مِنْ نَاحِيَةِ البحرين

- ‌ذِكْرُ فَتْحِ تُسْتَرَ ثَانِيَةً عَنْوَةً وَالسُّوسِ وَرَامَهُرْمُزَ وَأَسْرِ الْهُرْمُزَانِ وَبَعْثِهِ إِلَى عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ رضي الله عنه

- ‌فَتْحُ السُّوسِ

- ‌ثم دخلت سنة ثمانية عشر

- ‌وَهَذَا ذِكْرُ طَائِفَةٍ مِنْ أَعْيَانِهِمْ رضي الله عنهم

- ‌الْحَارِثُ بْنُ هِشَامٍ

- ‌شرحبيل بن حَسَنَةَ

- ‌عَامِرُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْجَرَّاحِ

- ‌الْفَضْلُ بْنُ عَبَّاسِ بْنِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ

- ‌مُعَاذُ بْنُ جَبَلٍ

- ‌يَزِيدُ بْنُ أَبِي سُفْيَانَ

- ‌أبو جندل بن سهيل

- ‌ثُمَّ دَخَلَتْ سَنَةُ تِسْعَ عَشْرَةَ

- ‌ذكر مَنْ تُوُفِّيَ فِيهَا مِنَ الْأَعْيَانِ

- ‌سَنَةُ عشرين من الهجرة

- ‌صفة فتح بلاد مِصْرَ مَجْمُوعًا مِنْ كَلَامِ ابْنِ إِسْحَاقَ وَسَيْفٍ وَغَيْرِهِمَا

- ‌قِصَّةُ نِيلِ مِصْرَ

- ‌ذِكْرُ الْمُتَوَفَّيْنَ فِي هَذِهِ السَّنَةِ مِنَ الْأَعْيَانِ- أُسَيْدُ بْنُ الْحُضَيْرِ

- ‌أُنَيْسُ بْنُ مَرْثَدِ بْنِ أَبِي مَرْثَدٍ الْغَنَوِيُّ

- ‌بلال بن أبى رَبَاحٍ الْحَبَشِيُّ الْمُؤَذِّنُ مَوْلَى أَبِي بَكْرٍ

- ‌سَعِيدُ بْنُ عَامِرِ بن خذيم

- ‌عِيَاضُ بْنُ غَنْمٍ

- ‌أَبُو سُفْيَانَ بْنُ الحارث

- ‌أَبُو الْهَيْثَمِ بْنُ التَّيِّهَانِ

- ‌زينب بنت جحش

- ‌صَفِيَّةُ بِنْتُ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ عَمَّةُ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم

- ‌عُوَيْمُ بْنُ سَاعِدَةَ الْأَنْصَارِيُّ

- ‌ثُمَّ دَخَلَتْ سنة إحدى وعشرين فَفِيهَا كَانَتْ وَقْعَةُ نَهَاوَنْدَ وَفَتْحُهَا عَلَى الْمَشْهُورِ

- ‌وَهِيَ وَقْعَةٌ عَظِيمَةٌ جِدًّا لَهَا شَأْنٌ رَفِيعٌ وَنَبَأٌ عَجِيبٌ، وَكَانَ الْمُسْلِمُونَ يُسَمُّونَهَا فَتْحَ الْفُتُوحِ

- ‌ خَالِدُ بْنُ الْوَلِيدِ

- ‌ذِكْرُ مَنْ تُوُفِّيَ فِي هَذِهِ السَّنَةِ أَعْنِي سَنَةَ إِحْدَى وَعِشْرِينَ

- ‌طُلَيْحَةُ بْنُ خُوَيْلِدٍ

- ‌عمرو بن معديكرب

- ‌الْعَلَاءُ بْنُ الْحَضْرَمِيِّ

- ‌النُّعْمَانُ بْنُ مُقَرِّنِ بْنِ عَائِذٍ الْمُزَنِيُّ

- ‌ثم دخلت سَنَةِ ثِنْتَيْنِ وَعِشْرِينَ

- ‌فتح همدان ثَانِيَةً ثُمَّ الرَّيِّ وَمَا بَعْدَهَا ثُمَّ أَذْرَبِيجَانَ

- ‌فَتْحُ الرَّيِّ

- ‌فَتْحُ قَوْمِسَ

- ‌فَتْحُ جُرْجَانَ

- ‌وَهَذَا فَتْحُ أَذْرَبِيجَانَ

- ‌فَتْحُ الْبَابِ

- ‌أَوَّلُ غَزْوِ التُّرْكِ

- ‌قِصَّةُ السَّدِّ

- ‌بَقِيَّةٌ مِنْ خَبَرِ السَّدِّ

- ‌قِصَّةُ يَزْدَجِرْدَ بْنِ شَهْرِيَارَ بْنِ كِسْرَى الَّذِي كَانَ مَلِكَ الْفُرْسِ

- ‌غَزْوُ الْمُسْلِمِينَ بِلَادَ خُرَاسَانَ مَعَ الْأَحْنَفِ بْنِ قَيْسٍ

- ‌ثم دخلت سنة ثلاث وعشرين

- ‌وفيها وفاة عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ رضي الله عنه

- ‌فتح فسا وداربجرد وَقِصَّةُ سَارِيَةَ بْنِ زُنَيْمٍ

- ‌غَزْوَةُ الْأَكْرَادِ

- ‌خَبَرُ سَلَمَةَ بْنِ قَيْسٍ الْأَشْجَعِيِّ وَالْأَكْرَادِ

- ‌صفته رضى الله عنه

- ‌ذِكْرُ زَوْجَاتِهِ وَأَبْنَائِهِ وَبَنَاتِهِ

- ‌ذِكْرُ بَعْضِ مَا رُثِيَ بِهِ

- ‌ذِكْرُ مَنْ تُوُفِّيَ فِي خِلَافَةِ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ رضى الله عنه

- ‌الأقرع بن حابس

- ‌حباب بن المنذر

- ‌رَبِيعَةُ بْنُ الْحَارِثِ بْنِ عَبْدِ الْمُطِّلِبِ الْهَاشِمِيُّ ابْنُ عَمِّ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم

- ‌عَلْقَمَةُ بن علاثة

- ‌علقمة بن مجزز

- ‌عويم بن ساعدة

- ‌غَيْلَانُ بْنُ سَلَمَةَ الثَّقَفِيُّ

- ‌معمر بن الحارث

- ‌مَيْسَرَةُ بْنُ مَسْرُوقٍ الْعَبْسِيُّ

- ‌وَاقِدُ بْنُ عبد الله

- ‌أَبُو خِرَاشٍ الْهُذَلِيُّ الشَّاعِرُ

- ‌أَبُو لَيْلَى عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ كعب

- ‌سَوْدَةُ بِنْتُ زَمْعَةَ

- ‌هِنْدُ بنت عُتْبَةَ

- ‌[سنة أربع وعشرين]

- ‌خلافة أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ عُثْمَانُ بْنُ عَفَّانَ رضي الله عنه ثم استهلت سنة أربع وعشرين

- ‌ثم دخلت سنة خمس وعشرين

- ‌ثُمَّ دَخَلَتْ سَنَةُ سِتٍّ وَعِشْرِينَ

- ‌ثُمَّ دَخَلَتْ سَنَةُ سبع وعشرين

- ‌غَزْوَةُ إِفْرِيقِيَّةَ

- ‌غَزْوَةُ الْأَنْدَلُسِ

- ‌وَقْعَةُ جُرْجِيرَ وَالْبَرْبَرِ مَعَ الْمُسْلِمِينَ

- ‌ثم دخلت سنة ثمان وعشرين

- ‌فتح قبرص

- ‌ثُمَّ دَخَلَتْ سَنَةُ تسع وعشرين

- ‌سنة ثلاثين من الهجرة النبويّة

- ‌فصل

- ‌جبار بن صخر

- ‌حَاطِبُ بْنُ أبى بلتعة

- ‌الطفيل بن الحارث

- ‌عبد الله بن كعب

- ‌عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مَظْعُونٍ

- ‌عِيَاضُ بْنُ زهير

- ‌مَسْعُودُ بْنُ رَبِيعَةَ

- ‌مَعْمَرُ بْنُ أَبِي سَرْحِ

- ‌أَبُو أُسَيْدٍ

- ‌ثم دخلت سنة إحدى وثلاثين

- ‌كَيْفِيَّةُ قَتْلِ كِسْرَى مِلِكِ الْفُرْسِ وَهُوَ يَزْدَجِرْدُ

- ‌ثم دخلت سنه ثنتين وثلاثين

- ‌ذِكْرُ مَنْ تُوُفِّيَ مِنَ الْأَعْيَانِ فِي هَذِهِ السَّنَةِ

- ‌الْعَبَّاسُ بْنُ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ

- ‌عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مَسْعُودٍ

- ‌عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَوْفِ

- ‌أَبُو ذَرٍّ الْغِفَارِيُّ

- ‌ثُمَّ دَخَلَتْ سَنَةُ ثَلَاثٍ وَثَلَاثِينَ

- ‌ثُمَّ دَخَلَتْ سَنَةُ أَرْبَعٍ وَثَلَاثِينَ

- ‌ثم دخلت سنة خمس وثلاثين فَفِيهَا مَقْتَلُ عُثْمَانَ بْنِ عَفَّانَ رضي الله عنه

- ‌ذِكْرُ مَجِيءِ الْأَحْزَابِ إِلَى عُثْمَانَ المرة الثانية من مصر وغيرها في شوال من هذه السنة

- ‌ذكر حصر أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ عُثْمَانُ بْنُ عَفَّانَ رضي الله عنه

- ‌طَرِيقٌ أُخْرَى

- ‌طَرِيقٌ أُخْرَى

- ‌‌‌‌‌طَرِيقٌ أُخْرَى

- ‌‌‌طَرِيقٌ أُخْرَى

- ‌طَرِيقٌ أُخْرَى

- ‌ فَصَلَّ

- ‌صِفَةُ قَتْلِهِ رضي الله عنه

- ‌فصل

- ‌فصل

- ‌ذِكْرُ صِفَتِهِ رضي الله عنه

- ‌فصل

- ‌طَرِيقٌ أُخْرَى عَنْهُ

- ‌وهذا ذِكْرُ بَعْضِ مَا رُثِيَ بِهِ رضي الله عنه

- ‌فصل

- ‌فَصْلٌ فِي الْإِشَارَةِ إِلَى شَيْءٍ مِنَ الْأَحَادِيثِ الواردة في فضائل أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ عُثْمَانُ بْنُ عَفَّانَ رضي الله عنه

- ‌حَدِيثٌ آخَرُ

- ‌حَدِيثٌ آخَرٌ

- ‌طَرِيقٌ أُخْرَى عَنْ حَفْصَةَ

- ‌طَرِيقٌ أُخْرَى عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ

- ‌طَرِيقٌ أُخْرَى عن اين عمر رضى الله عنهما

- ‌حَدِيثٌ آخَرُ

- ‌‌‌‌‌حَدِيثٌ آخَرُ

- ‌‌‌حَدِيثٌ آخَرُ

- ‌حَدِيثٌ آخَرُ

- ‌‌‌حَدِيثٌ آخَرُ

- ‌حَدِيثٌ آخَرُ

- ‌طَرِيقٌ أُخْرَى عَنِ ابْنِ عُمَرَ

- ‌طَرِيقٌ أُخْرَى عَنِ ابْنِ عُمَرَ بِلَفْظٍ آخَرَ

- ‌القسم الثاني فيما ورد في فَضَائِلِهِ وَحْدَهُ

- ‌طَرِيقٌ أُخْرَى

- ‌حَدِيثٌ آخَرُ

- ‌حَدِيثٌ آخَرُ

- ‌طَرِيقٌ أُخْرَى

- ‌‌‌‌‌حَدِيثٌ آخَرُ

- ‌‌‌حَدِيثٌ آخَرُ

- ‌حَدِيثٌ آخَرُ

- ‌حَدِيثٌ آخَرُ

- ‌طَرِيقٌ أُخْرَى

- ‌حَدِيثٌ آخَرُ

- ‌‌‌حَدِيثٌ آخَرُ

- ‌حَدِيثٌ آخَرُ

- ‌حَدِيثٌ آخَرُ عَنْ طَلْحَةَ

- ‌‌‌‌‌حَدِيثٌ آخَرُ

- ‌‌‌حَدِيثٌ آخَرُ

- ‌حَدِيثٌ آخَرُ

- ‌فَصْلٌ فِي ذِكْرِ شَيْءٍ مِنْ سِيرَتِهِ وَهِيَ دالة على فضيلته

- ‌فَصْلٌ فِي ذِكْرِ شَيْءٍ من خطبه

- ‌فصل

- ‌فصل

- ‌ذِكْرُ زَوْجَاتِهِ وَبَنِيهِ وبناته رضي الله عنهم

- ‌فَصْلٌ

- ‌فصل

- ‌خِلَافَةُ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ رضي الله عنه

- ‌وَلِنَذْكُرْ شَيْئًا مِنْ تَرْجَمَتِهِ عَلَى سَبِيلِ الِاخْتِصَارِ قَبْلَ ذَلِكَ

- ‌ذِكْرُ بَيْعَةِ عَلِيٍّ رضى الله عنه بالخلافة

- ‌ثُمَّ دَخَلَتْ سَنَةُ سِتٍّ وَثَلَاثِينَ من الهجرة

- ‌ابْتِدَاءُ وَقْعَةِ الْجَمَلِ

- ‌ذِكْرُ مَسِيرِ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ مِنْ المدينة إلى البصرة بدلا من مَسِيرِهِ إِلَى الشَّامِ

- ‌فَصْلٌ

- ‌فَصْلٌ

- ‌طلحة بن عبيد الله

- ‌والزبير بن العوام بن خويلد

- ‌وَفِي هَذِهِ السَّنَةِ أَعْنِي سَنَةَ سِتٍّ وثلاثين

- ‌فصل في وَقْعَةِ صِفِّينَ [بَيْنَ أَهْلِ الْعِرَاقِ مِنْ أَصْحَابِ عَلِيٍّ، وَبَيْنَ أَهْلِ الشَّامِ مِنْ أَصْحَابِ مُعَاوِيَةَ

- ‌ثم دخلت سنة سبع وثلاثين

- ‌وَهَذَا مَقْتَلُ عَمَّارِ بْنِ يَاسِرٍ رضي الله عنه مَعَ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ عَلِيِّ بْنِ أبى طالب قتله أهل الشام

- ‌ رَفَعَ أَهْلُ الشَّامِ الْمَصَاحِفَ

- ‌قِصَّةُ التَّحْكِيمِ

- ‌خُرُوجِ الْخَوَارِجِ

- ‌فصل

- ‌صفة اجتماع الحكمين أبى موسى وَعَمْرُو بْنُ الْعَاصِ رضي الله عنهما بِدُومَةِ الجندل

- ‌ذِكْرُ خُرُوجِ الْخَوَارِجِ مِنَ الْكُوفَةِ وَمُبَارَزَتِهِمْ عَلِيًّا رضي الله عنه بالعداوة والمخالفة وقتال على إياهم وما ورد فيهم مِنَ الْأَحَادِيثِ

- ‌ذِكْرُ مَسِيرِ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ عَلِيٍّ رضي الله عنه إِلَى الْخَوَارِجِ

- ‌وَلِنَذْكُرِ الْآنَ مَا وَرَدَ فِيهِمْ مِنَ الْأَحَادِيثِ الْمَرْفُوعَةِ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم

- ‌الْحَدِيثُ الْأَوَّلُ:

- ‌الطريق الأولى

- ‌طَرِيقٌ أُخْرَى عَنْ عَلِيٍّ

- ‌‌‌‌‌طَرِيقٌ أُخْرَى

- ‌‌‌طَرِيقٌ أُخْرَى

- ‌طَرِيقٌ أُخْرَى

- ‌طَرِيقٌ أُخْرَى عَنْ عَلِيٍّ رضي الله عنه

- ‌‌‌طَرِيقٌ أُخْرَى

- ‌طَرِيقٌ أُخْرَى

- ‌‌‌‌‌طَرِيقٌ أُخْرَى

- ‌‌‌طَرِيقٌ أُخْرَى

- ‌طَرِيقٌ أُخْرَى

- ‌‌‌‌‌طَرِيقٌ أُخْرَى

- ‌‌‌طَرِيقٌ أُخْرَى

- ‌طَرِيقٌ أُخْرَى

- ‌الْحَدِيثُ الثَّانِي عَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ رضي الله عنه

- ‌الحديث الثالث عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رضي الله عنه

- ‌طَرِيقٌ أُخْرَى

- ‌الْحَدِيثُ الرَّابِعُ عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ رضي الله عنهما

- ‌الْحَدِيثُ الْخَامِسُ عَنْ سَعْدِ بْنِ مَالِكِ بْنِ أُهَيْبٍ الزُّهْرِيِّ وَهُوَ سَعْدُ بْنُ أَبِي وَقَّاصٍ رضي الله عنه

- ‌الْحَدِيثُ السَّادِسُ عَنْ أَبِي سَعِيدٍ سَعْدِ بْنِ مَالِكِ بْنِ سِنَانٍ الْأَنْصَارِيِّ رضي الله عنه

- ‌وَلَهُ طَرُقٌ عَنْهُ الْأُولَى مِنْهَا

- ‌الطَّرِيقُ الثَّانِي

- ‌الطَّرِيقُ الثَّالِثُ

- ‌الطَّرِيقُ الرَّابِعُ

- ‌الطَّرِيقُ الْخَامِسُ

- ‌الطَّرِيقُ السَّادِسُ

- ‌الطَّرِيقُ السَّابِعُ

- ‌الطَّرِيقُ الثَّامِنُ

- ‌الحديث الثامن عن سلمان الفارسي رضى الله عنه

- ‌الْحَدِيثُ التَّاسِعُ عَنْ سهل بن حنيف الْأَنْصَارِيِّ رضي الله عنه

- ‌الْحَدِيثُ الْعَاشِرُ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رضي الله عنه

- ‌الْحَدِيثُ الْحَادِي عَشَرَ عَنِ ابْنِ عمر رضي الله عنه

- ‌الْحَدِيثُ الثاني عشر عن عبد الله بن عمرو رضي الله عنه

- ‌الْحَدِيثُ الثَّالِثَ عَشَرَ عَنْ أَبِي ذر رضي الله عنه

- ‌الْحَدِيثُ الرَّابِعَ عَشَرَ عن أُمِّ الْمُؤْمِنِينَ عَائِشَةَ رضي الله عنها

- ‌حَدِيثٌ آخَرُ عَنْ رَجُلَيْنِ مُبْهَمَيْنِ مِنَ الصحابة في ذلك

- ‌حديث فِي مَدْحِ عَلِيٍّ رضي الله عنه عَلَى قتال الخوارج قبحهم الله

- ‌حَدِيثُ ابْنِ مَسْعُودٍ في ذلك

- ‌حَدِيثُ أَبِي سَعِيدٍ فِي ذَلِكَ

- ‌حَدِيثُ أَبِي أَيُّوبَ فِي ذَلِكَ

- ‌فصل

- ‌فصل

- ‌فصل

- ‌ذكر من توفى فيها مِنَ الْأَعْيَانِ

- ‌خزيمة بن ثابت

- ‌عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الْأَرْقَمِ بْنِ أَبِي الْأَرْقَمِ

- ‌عَمَّارُ بْنُ يَاسِرٍ أَبُو الْيَقْظَانِ الْعَبْسِيُّ

- ‌الرُّبَيِّعُ بِنْتُ مُعَوِّذِ بْنِ عَفْرَاءَ

- ‌ثُمَّ دَخَلَتْ سَنَةُ ثَمَانٍ وثلاثين

- ‌فصل

- ‌ سَهْلَ بْنَ حنيف

- ‌ذِكْرُ مَنْ تُوُفِّيَ فِي هَذِهِ السَّنَةِ مِنَ الْأَعْيَانِ

- ‌صَفْوَانُ بْنُ بَيْضَاءَ أَخُو سُهَيْلِ بْنِ بَيْضَاءَ

- ‌صُهَيْبُ بْنُ سِنَانِ بْنِ مالك

- ‌مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي بَكْرٍ الصِّدِّيقِ

- ‌ أَسْمَاءُ بِنْتُ عُمَيْسٍ

- ‌ثُمَّ دَخَلَتْ سَنَةُ تِسْعٍ وثلاثين

- ‌ذِكْرِ مَنْ تُوُفِّيَ مِنَ الْأَعْيَانِ فِي هَذِهِ السنة

- ‌سعد القرظي

- ‌عُقْبَةُ بْنُ عَمْرِو بْنِ ثَعْلَبَةَ

- ‌سَنَةُ أَرْبَعِينَ مِنَ الْهِجْرَةِ النَّبَوِيَّةِ

- ‌فِيهَا كَانَ مقتل عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ رضي الله عنه على ما سنذكره مفصلا

- ‌وما ورد فيه من الأحاديث النبويّة من الأخبار بمقتله وكيفيته وَمَا فِي ذَلِكَ مِنْ دَلَائِلِ النُّبُوَّةِ وَآيَاتِ الْمُعْجِزَةِ

- ‌طريق أخرى

- ‌طَرِيقٌ أُخْرَى عَنْهُ

- ‌طَرِيقٌ أُخْرَى عَنْ عَلِيٍّ رضي الله عنه

- ‌طَرِيقٌ أُخْرَى عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ رضي الله عنه

- ‌طَرِيقٌ أُخْرَى عَنْهُ

- ‌حَدِيثٌ آخَرُ فِي ذَلِكَ

- ‌حَدِيثٌ آخَرُ في معنى ذلك

- ‌صِفَةُ مَقْتَلِهِ رضي الله عنه

- ‌فَصْلٌ فِي ذِكْرِ زَوْجَاتِهِ وَبَنِيهِ وَبَنَاتِهِ رضي الله عنهم أَجْمَعِينَ

- ‌بَابُ ذِكْرِ شَيْءٍ مِنْ فَضَائِلِ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ رضي الله عنه

الفصل: ‌خلافة أمير المؤمنين عثمان بن عفان رضي الله عنه ثم استهلت سنة أربع وعشرين

صلّى الله عليه وسلّم دَارِ الْأَرْقَمِ وَشَهِدَ بَدْرًا وَمَا بَعْدَهَا وَآخَى رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم بَيْنَهُ وَبَيْنَ بِشْرِ بْنِ الْبَرَاءِ بْنِ مَعْرُورٍ، وَهُوَ أَوَّلُ مَنْ قَتَلَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ عز وجل بِبَطْنِ نَخْلَةَ، مَعَ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ جَحْشٍ حِينَ قَتَلَ عَمْرَو بْنَ الْحَضْرَمِيِّ، تُوُفِّيَ فِي خِلَافَةِ عُمَرَ رضي الله عنه.

‌أَبُو خِرَاشٍ الْهُذَلِيُّ الشَّاعِرُ

وَاسْمُهُ خُوَيْلِدُ بْنُ مُرَّةَ، كَانَ يَسْبِقُ الْخَيْلَ عَلَى قَدَمَيْهِ، وَكَانَ فَتَّاكًا فِي الْجَاهِلِيَّةِ، ثُمَّ أَسْلَمَ وَحَسُنَ إِسْلَامُهُ، وَتُوُفِّيَ فِي زَمَنِ عُمَرَ، أَتَاهُ حُجَّاجٌ فَذَهَبَ يَأْتِيهِمْ بِمَاءٍ فَنَهَشَتْهُ حَيَّةٌ فَرَجَعَ إِلَيْهِمْ بِالْمَاءِ وَأَعْطَاهُمْ شَاةً وَقِدَرًا، وَلَمْ يُعْلِمْهُمْ بِمَا جَرَى لَهُ، فَأَصْبَحَ فَمَاتَ فَدَفَنُوهُ. ذَكَرَهُ ابْنُ عَبْدِ الْبَرِّ وَابْنُ الْأَثِيرِ فِي أَسْمَاءِ الصَّحَابَةِ، وَالظَّاهِرُ أَنَّهُ لَيْسَتْ لَهُ وِفَادَةٌ، وَإِنَّمَا أَسْلَمُ فِي حَيَاةِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم فَهُوَ مُخَضْرَمٌ وَاللَّهُ أَعْلَمُ.

‌أَبُو لَيْلَى عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ كعب

ابن عَمْرٍو الْأَنْصَارِيُّ شَهِدَ أُحُدًا وَمَا بَعْدَهَا، إِلَّا تَبُوكَ فَإِنَّهُ تَخَلَّفَ لِعُذْرِ الْفَقْرِ، وَهُوَ أَحَدُ البكاءين الْمَذْكُورِينَ.

‌سَوْدَةُ بِنْتُ زَمْعَةَ

الْقُرَشِيَّةُ الْعَامِرِيَّةُ أُمُّ الْمُؤْمِنِينَ، أَوَّلُ مَنْ دَخَلَ بِهَا رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم بَعْدَ خَدِيجَةَ رضي الله عنها، وَكَانَتْ صَوَّامَةً قَوَّامَةً، وَيُقَالُ كَانَ فِي خُلُقِهَا حِدَّةٌ، وَقَدْ كَبِرَتْ فَأَرَادَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم أَنْ يُفَارِقَهَا- وَيُقَالُ بَلْ فَارَقَهَا- فَقَالَتْ: يَا رَسُولَ اللَّهِ لَا تُفَارِقُنِي وَأَنَا أَجْعَلُ يَوْمِي لِعَائِشَةَ، فَتَرَكَهَا رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم وَصَالَحَهَا عَلَى ذَلِكَ. وَفِي ذَلِكَ أَنْزَلَ اللَّهُ عز وجل وَإِنِ امْرَأَةٌ خافَتْ مِنْ بَعْلِها نُشُوزاً أَوْ إِعْراضاً فَلا جُناحَ عَلَيْهِما أَنْ يُصْلِحا بَيْنَهُما صُلْحاً وَالصُّلْحُ خَيْرٌ 4: 128 الآية. قَالَتْ عَائِشَةُ: نَزَلَتْ فِي سَوْدَةَ بِنْتِ زَمْعَةَ، تُوُفِّيَتْ فِي خِلَافَةِ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ.

‌هِنْدُ بنت عُتْبَةَ

يُقَالُ: مَاتَتْ فِي خِلَافَةِ عُمَرَ وَقِيلَ تُوُفِّيَتْ قَبْلَ ذَلِكَ كَمَا تَقَدَّمَ فاللَّه أَعْلَمُ.

[سنة أربع وعشرين]

‌خلافة أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ عُثْمَانُ بْنُ عَفَّانَ رضي الله عنه ثم استهلت سنة أربع وعشرين

فَفِي أَوَّلِ يَوْمٍ مِنْهَا دُفِنَ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ رضي الله عنه، وَذَلِكَ يَوْمَ الْأَحَدِ فِي قَوْلٍ وَبَعْدَ ثَلَاثِ أَيَّامٍ بويع أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ عُثْمَانُ بْنُ عَفَّانَ رضي الله عنه.

كان عمر رضي الله عنه قَدْ جَعَلَ الْأَمْرَ بَعْدَهُ شُورَى بَيْنَ سِتَّةِ نَفَرٍ وَهُمْ عُثْمَانُ بْنُ عَفَّانَ، وَعَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ، وَطَلْحَةَ بْنِ عُبَيْدِ اللَّهِ، وَالزُّبَيْرِ بْنِ الْعَوَّامِ، وَسَعْدُ بْنُ أَبِي وَقَّاصٍ، وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَوْفٍ رضي الله عنهم. وتحرج أن يجعلها لواحد مِنْ هَؤُلَاءِ عَلَى التَّعْيِينِ، وَقَالَ لَا أَتَحَمَّلُ أمرهم حيا وميتا،

ص: 144

وَإِنْ يُرِدِ اللَّهُ بِكُمْ خَيْرًا يَجْمَعْكُمْ عَلَى خَيْرِ هَؤُلَاءِ، كَمَا جَمَعَكُمْ عَلَى خَيْرِكُمْ بَعْدَ نَبِيِّكُمْ صلى الله عليه وسلم، وَمِنْ تَمَامِ ورعه لم يذكر في الشُّورَى سَعِيدِ بْنِ زَيْدِ بْنِ عَمْرِو بْنِ نُفَيْلٍ لِأَنَّهُ ابْنُ عَمِّهِ خَشِيَ أَنْ يُرَاعَى فَيُوَلَّى لِكَوْنِهِ ابْنَ عَمِّهِ، فَلِذَلِكَ تَرَكَهُ. وَهُوَ أَحَدُ الْعَشْرَةِ الْمَشْهُودِ لَهُمْ بِالْجَنَّةِ، بَلْ جَاءَ فِي رِوَايَةِ الْمَدَائِنِيِّ عَنْ شُيُوخِهِ أَنَّهُ اسْتَثْنَاهُ مِنْ بَيْنِهِمْ، وَقَالَ لَسْتُ مُدْخِلَهُ فِيهِمْ، وَقَالَ لِأَهْلِ الشُّورَى يَحْضُرُكُمْ عَبْدُ اللَّهِ- يَعْنِي ابْنَهُ- وليس إليه من الأمر شيء- يعنى بَلْ يَحْضُرُ الشُّورَى وَيُشِيرُ بِالنُّصْحِ وَلَا يُوَلَّى شَيْئًا- وَأَوْصَى أَنْ يُصَلِّيَ بِالنَّاسِ صُهَيْبُ بْنُ سِنَانٍ الرُّومِيُّ ثَلَاثَةَ أَيَّامٍ حَتَّى تَنْقَضِيَ الشُّورَى، وَأَنْ يَجْتَمِعَ أَهْلُ الشُّورَى وَيُوَكَّلَ بِهِمْ أُنَاسٌ حَتَّى يَنْبَرِمَ الْأَمْرُ، وَوَكَّلَ بِهِمْ خَمْسِينَ رَجُلًا مِنَ الْمُسْلِمِينَ وَجَعَلَ عَلَيْهِمْ مُسْتَحِثًّا أَبَا طَلْحَةَ الْأَنْصَارِيَّ، وَالْمِقْدَادَ بْنَ الْأُسُودِ الْكِنْدِيَّ، وَقَدْ قَالَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ: مَا أَظُنُّ النَّاسَ يَعْدِلُونَ بِعُثْمَانَ وَعَلِيٍّ أَحَدًا، إِنَّهُمَا كَانَا يَكْتُبَانِ الْوَحْيَ بَيْنَ يَدَيْ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم بِمَا يَنْزِلُ بِهِ جِبْرِيلُ عَلَيْهِ.

قَالُوا: فَلَمَّا مَاتَ عُمَرُ رضي الله عنه وَأُحْضِرَتْ جِنَازَتُهُ تَبَادَرَ إِلَيْهَا عَلِيٌّ وَعُثْمَانُ أَيُّهُمَا يُصَلِّي عَلَيْهِ، فَقَالَ لَهُمَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَوْفٍ: لَسْتُمَا مِنْ هَذَا فِي شَيْءٍ، إِنَّمَا هَذَا إِلَى صُهَيْبٍ الَّذِي أَمَرَهُ عُمَرُ أَنْ يُصَلِّيَ بِالنَّاسِ. فَتَقَدَّمَ صُهَيْبٌ وَصَلَّى عَلَيْهِ، وَنَزَلَ فِي قَبْرِهِ مَعَ ابْنِهِ عَبْدِ اللَّهِ أَهْلُ الشُّورَى سِوَى طَلْحَةَ فَإِنَّهُ كَانَ غَائِبًا، فَلَمَّا فُرِغَ مِنْ شَأْنِ عُمَرَ جَمَعَهُمُ الْمِقْدَادُ بْنُ الْأَسْوَدِ فِي بَيْتِ الْمِسْوَرِ بْنِ مَخْرَمَةَ، وَقِيلَ فِي حُجْرَةِ عَائِشَةَ، وَقِيلَ فِي بَيْتِ الْمَالِ، وَقِيلَ فِي بَيْتِ فَاطِمَةَ بِنْتِ قَيْسٍ أُخْتِ الضَّحَّاكِ بْنِ قَيْسٍ، وَالْأَوَّلُ أَشْبَهُ وَاللَّهُ أَعْلَمُ. فَجَلَسُوا فِي الْبَيْتِ وَقَامَ أَبُو طَلْحَةَ يَحْجُبُهُمْ، وَجَاءَ عَمْرُو بْنُ الْعَاصِ وَالْمُغِيرَةُ بْنُ شُعْبَةَ فَجَلَسَا مِنْ وَرَاءِ الباب فحصبهم سَعْدُ بْنُ أَبِي وَقَّاصٍ وَطَرَدَهُمَا وَقَالَ جِئْتُمَا لِتَقُولَا حَضَرْنَا أَمْرَ الشُّورَى؟

رَوَاهُ الْمَدَائِنِيُّ عَنْ مَشَايِخِهِ وَاللَّهُ أَعْلَمُ بِصِحَّتِهِ.

وَالْمَقْصُودُ أَنَّ الْقَوْمَ خَلَصُوا مِنَ النَّاسِ فِي بَيْتٍ يَتَشَاوَرُونَ فِي أَمْرِهِمْ، فَكَثُرَ الْقَوْلُ، وَعَلَتِ الْأَصْوَاتُ وَقَالَ أَبُو طَلْحَةَ: إِنِّي كُنْتُ أَظُنُّ أَنْ تَدَافَعُوهَا وَلَمْ أَكُنْ أَظُنُّ أَنْ تَنَافَسُوهَا، ثُمَّ صَارَ الْأَمْرُ بَعْدَ حُضُورِ طَلْحَةَ إِلَى أَنْ فَوَّضَ ثَلَاثَةٌ مِنْهُمْ مَا لَهُمْ فِي ذَلِكَ إِلَى ثَلَاثَةٍ، فَفَوَّضَ الزُّبَيْرُ مَا يَسْتَحِقُّهُ مِنَ الْإِمَارَةِ إِلَى على، وفوض سعد ماله فِي ذَلِكَ إِلَى عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْفٍ، وترك طلحة حقه إلى عثمان ابن عفان رضى الله عنه، فَقَالَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ لِعَلِيٍّ وَعُثْمَانَ: أَيُّكُمَا يَبْرَأُ مِنْ هَذَا الْأَمْرِ فَنُفَوِّضَ الْأَمْرَ إِلَيْهِ وَاللَّهُ عَلَيْهِ وَالْإِسْلَامُ لَيُوَلِّيَنَّ أَفْضَلَ الرَّجُلَيْنِ الْبَاقِيَيْنِ فَأُسْكِتَ الشيخان على وعثمان، فقال عبد الرحمن:

إني أَتْرُكُ حَقِّي مِنْ ذَلِكَ وَاللَّهُ عَلَيَّ وَالْإِسْلَامُ أَنْ أَجْتَهِدَ فَأُوَلِّيَ أَوْلَاكُمَا بِالْحَقِّ، فَقَالَا نَعَمْ! ثُمَّ خَاطَبَ كُلَّ وَاحِدٍ مِنْهُمَا بِمَا فِيهِ مِنَ الْفَضْلِ، وَأَخَذَ عَلَيْهِ الْعَهْدَ وَالْمِيثَاقَ لَئِنْ ولاه ليعدلن ولئن ولي عليه ليسمعن وليطيعن، فَقَالَ كُلٌّ مِنْهُمَا نَعَمَ! ثُمَّ تَفَرَّقُوا، وَيُرْوَى أَنَّ أَهْلَ الشُّورَى جَعَلُوا الْأَمْرَ إِلَى عَبْدِ الرحمن ليجتهد للمسلمين في أفضلهم ليوليه، فيذكر أنه سأل مَنْ يُمْكِنُهُ سُؤَالُهُ مِنْ أَهْلِ الشُّورَى وَغَيْرِهِمْ فلا

ص: 145

يُشِيرُ إِلَّا بِعُثْمَانَ بْنِ عَفَّانَ، حَتَّى أَنَّهُ قال لعلى: أرأيت إن لم أو لك بمن تشير به على؟ قَالَ: [بِعُثْمَانَ.

وَقَالَ لِعُثْمَانَ: أَرَأَيْتَ إِنْ لَمْ أولك بمن تُشِيرُ بِهِ؟] [1] قَالَ: بِعَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ. وَالظَّاهِرُ أَنَّ هَذَا كَانَ قَبْلَ أَنْ يَنْحَصِرَ الْأَمْرُ فِي ثَلَاثَةٍ، وَيَنْخَلِعَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ مِنْهَا لِيَنْظُرَ الْأَفْضَلَ وَاللَّهُ عَلَيْهِ وَالْإِسْلَامُ لَيَجْتَهِدَنَّ فِي أَفْضَلِ الرَّجُلَيْنِ فَيُوَلِّيهِ. ثُمَّ نَهَضَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَوْفٍ رضي الله عنه يَسْتَشِيرُ النَّاسَ فيهما ويجمع رأى المسلمين برأي رءوس الناس وأقيادهم جَمِيعًا وَأَشْتَاتًا، مَثْنَى وَفُرَادَى، وَمُجْتَمِعِينَ، سِرًّا وَجَهْرًا، حَتَّى خَلَصَ إِلَى النِّسَاءِ الْمُخَدَّرَاتِ فِي حِجَابِهِنَّ، وَحَتَّى سَأَلَ الْوِلْدَانَ فِي الْمَكَاتِبِ، وَحَتَّى سَأَلَ مَنْ يَرِدُ مِنَ الرُّكْبَانِ وَالْأَعْرَابِ إِلَى الْمَدِينَةِ، فِي مُدَّةِ ثَلَاثَةِ أَيَّامٍ بِلَيَالِيهَا، فَلَمْ يَجِدِ اثنين يختلفين في تقدم عُثْمَانَ بْنِ عَفَّانَ، إِلَّا مَا يُنْقَلُ عَنْ عَمَّارٍ وَالْمِقْدَادِ أَنَّهُمَا أَشَارَا بِعَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ، ثُمَّ بَايَعَا مَعَ النَّاسِ عَلَى مَا سنذكره، فَسَعَى فِي ذَلِكَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ ثَلَاثَةَ أَيَّامٍ بِلَيَالِيهَا لَا يَغْتَمِضُ بِكَثِيرِ نَوْمٍ إِلَّا صَلَاةً ودعاء واستخارة، وسؤالا من ذوى الرأى عنهم، فَلَمْ يَجِدْ أَحَدًا يَعْدِلُ بِعُثْمَانَ بْنِ عَفَّانَ رضى الله عنه، فلما كانت الليلة يُسْفِرُ صَبَاحُهَا عَنِ الْيَوْمِ الرَّابِعِ مِنْ مَوْتِ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ جَاءَ إِلَى مَنْزِلِ ابْنِ أُخْتِهِ الْمِسْوَرِ بْنِ مَخْرَمَةَ فَقَالَ: أَنَائِمٌ يَا مِسْوَرُ؟ وَاللَّهِ لَمْ أَغْتَمِضْ بِكَثِيرِ نَوْمٍ مُنْذُ ثلاث، اذهب فادع إلى عَلِيًّا وَعُثْمَانَ قَالَ الْمِسْوَرُ: فَقُلْتُ بِأَيِّهِمَا أَبْدَأُ؟ فَقَالَ بِأَيِّهِمَا شِئْتَ، قَالَ فَذَهَبْتُ إِلَى عَلِيٍّ فَقُلْتُ أَجِبْ خَالِي، فَقَالَ أَمَرَكَ أَنْ تَدْعُوَ مَعِيَ أَحَدًا؟ قُلْتُ: نَعَمْ! قَالَ: مَنْ؟ قُلْتُ: عُثْمَانَ بْنَ عَفَّانَ، قَالَ: بِأَيِّنَا بَدَأَ؟

قُلْتُ لم يأمرني بذلك، بل قال أدعو لي أَيَّهُمَا شِئْتَ أَوَّلًا، فَجِئْتُ إِلَيْكَ قَالَ فَخَرَجَ مَعِي فَلَمَّا مَرَرْنَا بِدَارِ عُثْمَانَ بْنِ عَفَّانَ جَلَسَ عَلِيٌّ حَتَّى دَخَلْتُ فَوَجَدْتُهُ يُوتِرُ مَعَ الفجر، فَقَالَ لِي كَمَا قَالَ لِي عَلِيٌّ سَوَاءً، ثُمَّ خَرَجَ فَدَخَلْتُ بِهِمَا عَلَى خَالِي وَهُوَ قَائِمٌ يُصَلِّي، فَلَمَّا انْصَرَفَ أَقْبَلَ عَلَى عَلِيٍّ وعثمان فقال إنما قَدْ سَأَلْتُ النَّاسَ عَنْكُمَا فَلَمْ أَجِدْ أَحَدًا يَعْدِلُ بِكُمَا أَحَدًا، ثُمَّ أَخَذَ الْعَهْدَ عَلَى كُلٍّ مِنْهُمَا أَيْضًا لَئِنْ وَلَّاهُ لَيَعْدِلَنَّ، وَلَئِنْ وَلَّى عَلَيْهِ لَيَسْمَعَنَّ وَلِيُطِيعَنَّ، ثُمَّ خَرَجَ بِهِمَا إِلَى الْمَسْجِدِ وَقَدْ لَبِسَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ الْعِمَامَةَ التي عممه رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، وَتَقَلَّدَ سَيْفًا، وَبَعَثَ إِلَى وُجُوهِ النَّاسِ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ وَالْأَنْصَارِ، وَنُودِيَ فِي النَّاسِ عَامَّةً الصَّلَاةُ جَامِعَةٌ، فَامْتَلَأَ الْمَسْجِدُ حَتَّى غَصَّ بِالنَّاسِ، وَتَرَاصَّ النَّاسُ وَتَرَاصُّوا حَتَّى لَمْ يَبْقَ لِعُثْمَانَ مَوْضِعٌ يَجْلِسُ إِلَّا فِي أُخْرَيَاتِ النَّاسُ- وَكَانَ رَجُلًا حَيِيًّا رضي الله عنه ثُمَّ صَعِدَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَوْفٍ مِنْبَرَ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، فَوَقَفَ وُقُوفًا طَوِيلًا، وَدَعَا دُعَاءً طَوِيلًا، لَمْ يَسْمَعْهُ النَّاسُ ثُمَّ تَكَلَّمَ فَقَالَ: أيها الناس، إني سألتكم سرا وجهرا بأمانيكم فَلَمْ أَجِدْكُمْ تَعْدِلُونَ بِأَحَدِ هَذَيْنِ الرَّجُلَيْنِ إِمَّا عَلِيٌّ وَإِمَّا عُثْمَانُ، فَقُمْ إِلَيَّ يَا عَلِيُّ، فَقَامَ إِلَيْهِ فَوَقَفَ تَحْتَ الْمِنْبَرِ فَأَخَذَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بِيَدِهِ فَقَالَ: هَلْ أَنْتَ مُبَايِعِي عَلَى كِتَابِ اللَّهِ وَسُنَّةَ نَبِيِّهِ صلى الله عليه وسلم وَفِعْلِ أَبِي بَكْرٍ وَعُمَرَ؟ قَالَ: اللَّهمّ لَا وَلَكِنْ عَلَى جُهْدِي مِنْ ذَلِكَ وَطَاقَتِي، قال

[1] زيادة من المصرية.

ص: 146

فأرسل يده وقال: قم إلى يَا عُثْمَانُ، فَأَخَذَ بِيَدِهِ فَقَالَ: هَلْ أَنْتَ مُبَايِعِي عَلَى كِتَابِ اللَّهِ وَسُنَّةَ نَبِيِّهِ صلى الله عليه وسلم وَفِعْلِ أَبِي بَكْرٍ وَعُمَرَ؟ قَالَ: اللَّهمّ نَعَمْ! قَالَ: فَرَفَعَ رَأْسَهُ إِلَى سَقْفِ الْمَسْجِدِ وَيَدَهُ فِي يَدِ عُثْمَانَ فَقَالَ اللَّهمّ اسْمَعْ وَاشْهَدْ، اللَّهمّ اسْمَعْ وَاشْهَدْ، اللَّهمّ اسمع واشهد، اللَّهمّ إني قد خلعت ما في رقبتي من ذلك فِي رَقَبَةِ عُثْمَانَ. قَالَ وَازْدَحَمَ النَّاسُ يُبَايِعُونَ عُثْمَانَ حَتَّى غَشَوْهُ تَحْتَ الْمِنْبَرِ، قَالَ فَقَعَدَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ مَقْعَدَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم وَأَجْلَسَ عُثْمَانَ تَحْتَهُ عَلَى الدَّرَجَةِ الثَّانِيَةِ، وَجَاءَ إِلَيْهِ النَّاسُ يُبَايِعُونَهُ، وَبَايَعَهُ عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ أَوَّلًا، وَيُقَالُ آخِرًا. وَمَا يَذْكُرُهُ كثير من المؤخرين كَابْنِ جَرِيرٍ وَغَيْرِهِ عَنْ رِجَالٍ لَا يُعْرَفُونَ أَنَّ عَلِيًّا قَالَ لِعَبْدِ الرَّحْمَنِ خَدَعْتَنِي، وَإِنَّكَ إِنَّمَا وَلَّيْتَهُ لِأَنَّهُ صِهْرُكَ وَلِيُشَاوِرَكَ كُلَّ يَوْمٍ في شأنه، وَأَنَّهُ تَلَكَّأَ حَتَّى قَالَ لَهُ عَبْدُ الرَّحْمَنِ (فَمَنْ نَكَثَ فَإِنَّمَا يَنْكُثُ عَلَى نَفْسِهِ، وَمَنْ أَوْفَى بِمَا عَاهَدَ عَلَيْهُ اللَّهَ فَسَيُؤْتِيهِ أَجْرًا عظيما) إِلَى غَيْرِ ذَلِكَ مِنَ الْأَخْبَارِ الْمُخَالِفَةِ لِمَا ثَبَتَ فِي الصِّحَاحِ فَهِيَ مَرْدُودَةٌ عَلَى قَائِلِيهَا وَنَاقِلِيهَا وَاللَّهُ أَعْلَمُ.

وَالْمَظْنُونُ بِالصَّحَابَةِ خِلَافُ مَا يتوهم كثير من الرَّافِضَةِ وَأَغْبِيَاءِ الْقُصَّاصِ الَّذِينَ لَا تَمْيِيزَ عِنْدَهُمْ بين صحيح الأخبار وضعيفها، ومستقيمها وسقيمها، ومبادها وَقَوِيمِهَا، وَاللَّهُ الْمُوَفِّقُ لِلصَّوَابِ. وَقَدِ اخْتَلَفَ عُلَمَاءُ السِّيَرِ فِي الْيَوْمِ الَّذِي بُويِعَ فِيهِ لِعُثْمَانَ بن عفان رضى الله عنه، فروى الوقدى عَنْ شُيُوخِهِ أَنَّهُ بُويِعَ يَوْمَ الِاثْنَيْنِ لِلَيْلَةٍ بَقِيَتْ مِنْ ذِي الْحِجَّةِ سَنَةَ ثَلَاثٍ وَعِشْرِينَ، وَاسْتَقْبَلَ بِخِلَافَتِهِ الْمُحَرَّمَ سَنَةَ أَرْبَعٍ وَعِشْرِينَ، وَهَذَا غَرِيبٌ جِدًّا. وَقَدْ رَوَى الْوَاقِدِيُّ أَيْضًا عَنِ ابن جرير عَنِ ابْنِ أَبِي مُلَيْكَةَ قَالَ:

بُويِعَ لِعُثْمَانَ بْنِ عَفَّانَ لِعَشْرٍ خَلَوْنَ مِنَ الْمُحَرَّمِ بَعْدَ مَقْتَلِ عُمَرَ بِثَلَاثِ لَيَالٍ، وَهَذَا أَغْرَبُ مِنَ الّذي قبله، وكذا روى سيف بن عُمَرَ عَنْ عَامِرٍ الشَّعْبِيِّ أَنَّهُ قَالَ: اجْتَمَعَ أَهْلُ الشُّورَى عَلَى عُثْمَانَ لِثَلَاثٍ خَلَوْنَ مِنَ الْمُحَرَّمِ سَنَةَ أَرْبَعٍ وَعِشْرِينَ، وَقَدْ دَخَلَ وَقْتُ الْعَصْرِ وَقَدْ أَذَّنَ مُؤَذِّنُ صُهَيْبٍ، وَاجْتَمَعَ النَّاسُ بَيْنَ الْأَذَانِ وَالْإِقَامَةِ فَخَرَجَ فَصَلَّى بِهِمُ الْعَصْرَ. وقال سيف عن خليفة بن زفر وَمُجَالِدٍ قَالَا: اسْتُخْلِفَ عُثْمَانُ لِثَلَاثٍ خَلَوْنَ مِنَ المحرم سنة ثلاث وعشرين فخرج فصلى بالناس الْعَصْرَ، وَزَادَ النَّاسَ- يَعْنِي فِي أُعْطِيَّاتِهِمْ- مِائَةً، وَوَفَّدَ أَهْلَ الْأَمْصَارِ، وَهُوَ أَوَّلُ مَنْ صَنَعَ ذلك. قلت: ظاهر ما ذكرناه مِنْ سِيَاقِ بَيْعَتِهِ يَقْتَضِي أَنَّ ذَلِكَ كَانَ قَبْلَ الزَّوَالِ، لَكِنَّهُ لَمَّا بَايَعَهُ النَّاسُ فِي الْمَسْجِدِ ذُهِبَ بِهِ إِلَى دَارِ الشُّورَى عَلَى مَا تَقَدَّمَ فِيهَا مِنَ الْخِلَافِ، فَبَايَعَهُ بَقِيَّةُ النَّاسِ، وَكَأَنَّهُ لَمْ يُتِمَّ الْبَيْعَةَ إِلَّا بَعْدَ الظُّهْرِ وَصَلَّى صُهَيْبٌ يَوْمَئِذٍ الظَّهْرَ فِي الْمَسْجِدِ النَّبَوِيِّ وَكَانَ أَوَّلَ صَلَاةٍ صَلَّاهَا الْخَلِيفَةُ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ عُثْمَانُ بْنُ عَفَّانَ بِالْمُسْلِمِينَ صَلَاةُ الْعَصْرِ، كَمَا ذَكَرَهُ الشَّعْبِيُّ وَغَيْرُهُ. وَأَمَّا أَوَّلُ خُطْبَةٍ خَطَبَهَا بِالْمُسْلِمِينَ فَرَوَى سَيْفُ بْنُ عُمَرَ عَنْ بَدْرِ بْنِ عُثْمَانَ عَنْ عَمِّهِ قَالَ لَمَّا بَايَعَ أَهْلُ الشُّورَى عُثْمَانَ خَرَجَ وَهُوَ أَشَدُّهُمْ كَآبَةً فَأَتَى مِنْبَرَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم فَخَطَبَ النَّاسَ فَحَمِدَ اللَّهَ وَأَثْنَى عَلَيْهِ وَصَلَّى عَلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، وَقَالَ: إِنَّكُمْ فِي دَارِ قَلْعَةٍ وَفِي بَقِيَّةِ أعمار،

ص: 147

فَبَادِرُوا آجَالَكُمْ بِخَيْرِ مَا تَقْدِرُونَ عَلَيْهِ، فَلَقَدْ أُتِيتُمْ صُبِّحْتُمْ أَوْ مُسِّيتُمْ، أَلَا وَإِنَّ الدُّنْيَا طُوِيَتْ عَلَى الْغُرُورِ فَلَا تَغُرَّنَّكُمُ الْحَيَاةُ الدُّنْيَا وَلَا يَغُرَّنَّكُمْ باللَّه الغرور، وَاعْتَبِرُوا بِمَنْ مَضَى ثُمَّ جِدُّوا وَلَا تَغْفُلُوا.

أَيْنَ أَبْنَاءُ الدُّنْيَا وَإِخْوَانُهَا الَّذِينَ أَثَارُوهَا وَعَمَرُوهَا وَمُتِّعُوا بِهَا طَوِيلًا؟ أَلَمْ تَلْفِظْهُمْ؟ ارْمُوا بِالدُّنْيَا حَيْثُ رَمَى اللَّهُ بِهَا، وَاطْلُبُوا الْآخِرَةَ فَإِنَّ الله قد ضرب لها مثلا، بالذي هُوَ خَيْرٌ فَقَالَ تَعَالَى (وَاضْرِبْ لَهُمْ مَثَلَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا كَمَاءٍ أَنْزَلْنَاهُ مِنَ السَّمَاءِ فَاخْتَلَطَ بِهِ نَبَاتُ الْأَرْضِ فَأَصْبَحَ هَشِيمًا تَذْرُوهُ الرِّيَاحُ وَكَانَ اللَّهُ عَلَى كُلِ شَيْءٍ مُقْتَدِرًا، الْمَالُ وَالْبَنُونَ زِينَةُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَالْبَاقِيَاتُ الصَّالِحَاتُ خَيْرٌ عند ربك ثوابا وخير أملا) قَالَ: وَأَقْبَلَ النَّاسُ يُبَايِعُونَهُ.

قُلْتُ وَهَذِهِ الْخُطْبَةُ: إِمَّا بَعْدَ صَلَاةِ الْعَصْرِ يَوْمَئِذٍ، أَوْ قَبْلَ الزَّوَالِ [وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَوْفٍ جَالِسٌ فِي رَأْسِ الْمِنْبَرِ] [1] وَهُوَ الْأَشْبَهُ وَاللَّهُ أَعْلَمُ. وَمَا يَذْكُرُهُ بَعْضُ النَّاسِ مِنْ أَنَّ [عُثْمَانَ لَمَّا خَطَبَ أَوَّلَ خُطْبَةٍ أُرْتِجَ عَلَيْهِ فَلَمْ يَدْرِ مَا يَقُولُ حَتَّى قَالَ: أَيُّهَا النَّاسُ، إِنَّ] [1] أول مركب صعب، وإن أعش فستأتيكم الْخُطْبَةُ عَلَى وَجْهِهَا، فَهُوَ شَيْءٌ يَذْكُرُهُ صَاحِبُ الْعِقْدِ وَغَيْرُهُ، مِمَّنْ يَذْكُرُ طَرَفَ الْفَوَائِدِ، وَلَكِنْ لَمْ أَرَ هَذَا بِإِسْنَادٍ تَسْكُنُ النَّفْسُ إِلَيْهِ وَاللَّهُ أَعْلَمُ.

وَأَمَّا قَوْلُ الشَّعْبِيِّ أَنَّهُ زَادَ الناس مائة مِائَةً- يَعْنِي فِي عَطَاءِ كُلِّ وَاحِدٍ مِنْ جُنْدِ الْمُسْلِمِينَ- زَادَهُ عَلَى مَا فَرَضَ لَهُ عُمَرُ مِائَةَ دِرْهَمٍ مِنْ بَيْتِ الْمَالِ وَكَانَ عُمَرُ قَدْ جَعَلَ لِكُلِّ نَفْسٍ مِنَ الْمُسْلِمِينَ فِي كُلِّ لَيْلَةٍ مِنْ رَمَضَانَ دِرْهَمًا مِنْ بَيْتِ الْمَالِ يُفْطِرُ عَلَيْهِ، وَلِأُمَّهَاتِ الْمُؤْمِنِينَ دِرْهَمَيْنِ دِرْهَمَيْنِ، فَلَمَّا وَلِيَ عُثْمَانُ أَقَرَّ ذَلِكَ وَزَادَهُ، وَاتَّخَذَ سِمَاطًا فِي الْمَسْجِدِ أَيْضًا لِلْمُتَعَبِّدِينَ، وَالْمُعْتَكِفِينَ، وَأَبْنَاءِ السَّبِيلِ، وَالْفُقَرَاءِ، وَالْمَسَاكِينِ، رضي الله عنه. وَقَدْ كَانَ أَبُو بَكْرٍ إِذَا خَطَبَ يَقُومُ عَلَى الدَّرَجَةِ الَّتِي تَحْتَ الدَّرَجَةِ الَّتِي كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَقِفُ عَلَيْهَا، فَلَمَّا وَلِيَ عُمَرُ نَزَلَ دَرَجَةً أُخْرَى عَنْ دَرَجَةِ أَبِي بَكْرٍ رضي الله عنهما، فَلَمَّا وَلِيَ عُثْمَانُ قَالَ إِنَّ هَذَا يَطُولُ، فَصَعِدَ إِلَى الدَّرَجَةِ الَّتِي كَانَ يَخْطُبُ عَلَيْهَا رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم وَزَادَ الْأَذَانَ الْأَوَّلَ يَوْمَ الْجُمُعَةَ، قَبْلَ الْأَذَانِ الَّذِي كَانَ يُؤُذَّنُ بِهِ بَيْنَ يَدَيْ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم إِذَا جَلَسَ عَلَى الْمِنْبَرِ، وَأَمَّا أَوَّلُ حُكُومَةٍ حَكَمَ فِيهَا فَقَضِيَّةُ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ، وَذَلِكَ أَنَّهُ غَدَا عَلَى ابْنَةِ أَبِي لُؤْلُؤَةَ قَاتِلِ عُمَرَ فَقَتَلَهَا، وَضَرَبَ رَجُلًا نَصْرَانِيًّا يُقَالُ لَهُ جُفَيْنَةُ بِالسَّيْفِ فَقَتَلَهُ وَضَرَبَ الْهُرْمُزَانَ الَّذِي كَانَ صَاحِبَ تَسْتُرَ فَقَتَلَهُ، وَكَانَ قَدْ قِيلَ إِنَّهُمَا مَالَئَا أَبَا لُؤْلُؤَةَ عَلَى قَتْلِ عُمَرَ فاللَّه أَعْلَمُ.

وَقَدْ كَانَ عُمَرُ قَدْ أَمَرَ بِسَجْنِهِ لِيَحْكُمَ فِيهِ الْخَلِيفَةُ مِنْ بَعْدِهِ، فَلَمَّا وَلِيَ عُثْمَانُ وَجَلَسَ لِلنَّاسِ كَانَ أَوَّلَ مَا تُحُوكِمَ إِلَيْهِ فِي شَأْنِ عُبَيْدِ اللَّهِ، فَقَالَ عَلِيٌّ: مَا مِنَ الْعَدْلِ تَرْكُهُ، وَأَمَرَ بِقَتْلِهِ، وَقَالَ بَعْضُ الْمُهَاجِرِينَ:

أَيُقْتَلُ أَبُوهُ بِالْأَمْسِ وَيُقْتَلُ هُوَ الْيَوْمَ؟ فَقَالَ عَمْرُو بْنُ الْعَاصِ: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ قَدْ برأك الله من ذلك،

[1] زيادة من المصرية.

ص: 148

قَضِيَّةٌ لَمْ تَكُنْ فِي أَيَّامِكَ فَدَعْهَا عَنْكَ، فَوَدَى عُثْمَانُ رضي الله عنه أُولَئِكَ الْقَتْلَى مِنْ مَالِهِ، لِأَنَّ أَمْرَهُمْ إِلَيْهِ، إِذْ لَا وَارِثَ لَهُمْ إِلَّا بَيْتُ الْمَالِ، وَالْإِمَامُ يَرَى الْأَصْلَحَ فِي ذَلِكَ، وَخَلَّى سَبِيلَ عُبَيْدِ اللَّهِ. قَالُوا فَكَانَ زِيَادُ بْنُ لَبِيدٍ الْبَيَاضِيُّ إِذَا رَأَى عُبَيْدَ اللَّهِ بْنَ عُمَرَ يَقُولُ:

أَلَا يَا عُبَيْدَ اللَّهِ مَالَكَ مَهْرَبٌ

وَلَا مَلْجَأٌ مِنِ ابْنِ أَرْوَى وَلَا خَفَرْ

أَصَبْتَ دَمًا وَاللَّهِ فِي غَيْرِ حِلِّهِ

حَرَامًا وَقَتْلُ الْهُرْمُزَانِ لَهُ خَطَرْ

عَلَى غَيْرِ شَيْءٍ غَيْرَ أَنْ قَالَ قَائِلٌ

أَتَتَّهِمُونَ الْهُرْمُزَانَ عَلَى عُمَرَ

فَقَالَ سَفِيهٌ وَالْحَوَادِثُ جَمَّةٌ

نَعَمْ أَتَّهِمْهُ قَدْ أَشَارَ وَقَدْ أَمَرَ

وَكَانَ سِلَاحُ الْعَبْدِ فِي جَوْفِ بَيْتِهِ

يُقَلِّبُهَا وَالْأَمْرُ بِالْأَمْرِ يُعْتَبَرْ

قَالَ: فَشَكَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ زِيَادًا إِلَى عُثْمَانَ فَاسْتَدْعَى عُثْمَانُ زِيَادَ بْنَ لَبِيدٍ فَأَنْشَأَ زِيَادٌ يَقُولُ فِي عُثْمَانَ:

أَبَا عَمْرٍو عُبَيْدُ اللَّهِ رَهْنٌ

فَلَا تَشْكُكْ بِقَتْلِ الْهُرْمُزَانِ

[فَإِنَّكَ إِنْ غَفَرْتَ الْجُرْمَ عَنْهُ

وَأَسْبَابُ الْخُطَا فَرَسَا رِهَانِ] [1]

أَتَعْفُو إِذْ عَفَوْتَ بِغَيْرِ حَقٍّ

فَمَا لَكَ بِالَّذِي يُخْلَى يَدَانِ

قَالَ فَنَهَاهُ عُثْمَانُ عَنْ ذَلِكَ وَزَبَرَهُ فَسَكَتَ زِيَادُ بْنُ لَبِيدٍ عَمَّا يَقُولُ. ثُمَّ كَتَبَ عُثْمَانُ بْنُ عَفَّانَ إِلَى عُمَّالِهِ عَلَى الْأَمْصَارِ أُمَرَاءِ الْحَرْبِ، وَالْأَئِمَّةِ عَلَى الصَّلَوَاتِ، وَالْأُمَنَاءِ عَلَى بُيُوتِ الْمَالِ يَأْمُرُهُمْ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَاهُمْ عَنِ الْمُنْكَرِ وَيَحُثُّهُمْ عَلَى طَاعَةِ اللَّهِ وَطَاعَةِ رَسُولِهِ، وَيُحَرِّضُهُمْ عَلَى الِاتِّبَاعِ وَتَرْكِ الِابْتِدَاعِ، قَالَ ابْنُ جَرِيرٍ: وَفِي هَذِهِ السَّنَةِ عَزَلَ عُثْمَانُ الْمُغِيرَةَ بْنَ شُعْبَةَ عَنِ الْكُوفَةِ وَوَلَّى عَلَيْهَا سَعْدَ بْنَ أَبِي وَقَّاصٍ فَكَانَ أَوَّلَ عَامِلٍ وَلَّاهُ، لِأَنَّ عُمَرَ قَالَ: فَإِنْ أَصَابَتِ الْإِمْرَةُ سَعْدًا فَذَاكَ، وَإِلَّا فَلْيَسْتَعِنْ بِهِ أَيُّكُمْ وَلِيَ، فَإِنِّي لَمْ أَعْزِلْهُ عَنْ عَجْزٍ وَلَا خِيَانَةٍ. فَاسْتَعْمَلَ سَعْدًا عَلَيْهَا سَنَةً وَبَعْضَ أُخْرَى، ثُمَّ رَوَاهُ ابْنُ جَرِيرٍ مِنْ طَرِيقِ سَيْفٍ عَنْ مَجَالِدٍ عَنِ الشَّعْبِيِّ. وَقَالَ الْوَاقِدِيُّ فِيمَا ذكره عَنْ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ عَنْ أَبِيهِ أَنَّ عُمَرَ أَوْصَى أَنْ تُقَرَّ عُمَّالُهُ سَنَةً، فَلَمَّا وَلِيَ عُثْمَانُ أَقَرَّ الْمُغِيرَةَ بْنَ شُعْبَةَ عَلَى الْكُوفَةِ سَنَةً [ثُمَّ عَزَلَهُ، وَاسْتَعْمَلَ سَعْدًا ثُمَّ عَزَلَهُ وَوَلَّى الْوَلِيدَ بْنَ عُقْبَةَ بْنِ أَبِي مُعَيْطٍ. قَالَ ابْنُ جَرِيرٍ: فَعَلَى مَا ذَكَرَهُ الْوَاقِدِيُّ تَكُونُ وِلَايَةُ سَعْدٍ عَلَى الْكُوفَةِ سَنَةَ][2] خَمْسٍ وَعِشْرِينَ. قَالَ ابْنُ جَرِيرٍ: وَفِي هَذِهِ السَّنَةِ- أَعْنِي سَنَةَ أَرْبَعٍ وَعِشْرِينَ- غَزَا الْوَلِيدُ بْنُ عُقْبَةَ أَذْرَبِيجَانَ وَأَرْمِينِيَّةَ حِينَ مَنَعَ أَهْلُهَا مَا كانوا صالحوا عليه أهل الإسلام فِي أَيَّامِ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ، وَهَذَا فِي رِوَايَةِ أَبِي مِخْنَفٍ، وَأَمَّا فِي رِوَايَةِ غَيْرِهِ فَإِنَّ ذَلِكَ كَانَ فِي سَنَةِ سِتٍّ وَعِشْرِينَ، ثُمَّ ذَكَرَ ابْنُ جَرِيرٍ: هَاهُنَا هَذِهِ الْوَقْعَةَ وَمُلَخَّصُهَا أَنَّ الْوَلِيدَ بْنَ عُقْبَةَ سَارَ بِجَيْشِ

[1] زيادة من الطبري. وقوله: يخلى في المصرية وابن جرير وفي الحلبية يحكى

[2]

زيادة من المصرية.

ص: 149

الْكُوفَةِ نَحْوَ أَذْرَبِيجَانَ وَأَرْمِينِيَةَ، حِينَ نَقَضُوا الْعَهْدَ فَوَطِئَ بِلَادَهُمْ وَأَغَارَ بِأَرَاضِي تِلْكَ النَّاحِيَةِ فَغَنِمَ وَسَبَى وَأَخَذَ أَمْوَالًا جَزِيلَةً فَلَمَّا أَيْقَنُوا بِالْهِلْكَةِ صالحهم أَهْلُهَا عَلَى مَا كَانُوا صَالَحُوا عَلَيْهِ حُذَيْفَةَ بْنَ الْيَمَانِ ثَمَانِمِائَةِ أَلْفِ دِرْهَمٍ فِي كُلِّ سَنَةٍ فَقَبَضَ مِنْهُمْ جِزْيَةَ سَنَةٍ ثُمَّ رَجَعَ سَالِمًا غَانِمًا إِلَى الْكُوفَةِ، فَمَرَّ بِالْمَوْصِلِ.

وَجَاءَهُ كِتَابُ عُثْمَانَ وَهُوَ بِهَا يَأْمُرُهُ أَنْ يُمِدَّ أَهْلَ الشَّامِ عَلَى حَرْبِ أَهْلِ الرُّومِ. قَالَ ابْنُ جَرِيرٍ: وَفِي هَذِهِ السَّنَةِ جَاشَتِ الرُّومُ حَتَّى خَافَ أَهْلُ الشَّامِ وَبَعَثُوا إِلَى عُثْمَانَ رضي الله عنه يَسْتَمِدُّونَهُ فَكَتَبَ إِلَى الْوَلِيدِ بْنِ عُقْبَةَ: أَنْ إِذَا جَاءَكَ كِتَابِي هَذَا فابعث رجلا أمينا كريما شجاعا في ثَمَانِيَةِ آلَافٍ أَوْ تِسْعَةِ آلَافٍ أَوْ عَشَرَةِ آلَافٍ إِلَى إِخْوَانِكُمْ بِالشَّامِ. فَقَامَ الْوَلِيدُ بْنُ عُقْبَةَ فِي النَّاسِ خَطِيبًا حِينَ وَصَلَ إِلَيْهِ كِتَابُ عُثْمَانَ فَأَخْبَرَهُمْ بِمَا أَمَرَهُ بِهِ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ وَنَدَبَ النَّاسَ وَحَثَّهُمْ عَلَى الْجِهَادِ وَمُعَاوَنَةِ مُعَاوِيَةَ وَأَهْلِ الشَّامِ، وَأَمَّرَ سَلْمَانَ بْنَ رَبِيعَةَ عَلَى النَّاسِ الَّذِينَ يَخْرُجُونَ إِلَى الشَّامِ فَانْتَدَبَ فِي ثَلَاثَةِ أَيَّامٍ ثَمَانِيَةُ آلَافٍ فَبَعَثَهُمْ إِلَى الشَّامِ وَعَلَى جُنْدِ الْمُسْلِمِينَ حَبِيبُ بْنُ مُسْلِمٍ الْفِهْرِيُّ، فَلَمَّا اجْتَمَعَ الْجَيْشَانِ شَنُّوا الْغَارَاتِ عَلَى بلاد الروم فغنموا وسبوا شيئا كَثِيرًا وَفَتَحُوا حُصُونًا كَثِيرَةً وللَّه الْحَمْدُ.

وَزَعَمَ الْوَاقِدِيُّ أَنَّ الَّذِي أَمَدَّ أَهْلَ الشَّامِ بِسَلْمَانَ بْنِ رَبِيعَةَ إِنَّمَا هُوَ سَعِيدُ بْنُ الْعَاصِ عَنْ كِتَابِ عُثْمَانَ رضي الله عنه فَبَعَثَ سَعِيدُ بْنُ الْعَاصِ سَلْمَانَ بْنَ رَبِيعَةَ بِسِتَّةِ آلاف فارس حتى انتهى إلى حبيب ابن مَسْلَمَةَ وَقَدْ أَقْبَلَ إِلَيْهِ الْمَوْرِيَانُ الرُّومِيُّ فِي ثَمَانِينَ أَلْفًا مِنَ الرُّومِ وَالتُّرْكِ، وَكَانَ حَبِيبُ بْنُ مَسْلَمَةَ شُجَاعًا شَهْمًا فَعَزَمَ عَلَى أَنْ يُبَيِّتَ جَيْشَ الرُّومِ فَسَمِعَتْهُ امْرَأَتُهُ يَقُولُ لِلْأُمَرَاءِ ذَلِكَ فَقَالَتْ لَهُ: فَأَيْنَ مَوْعِدِي مَعَكَ- تَعْنِي أَيْنَ أَجْتَمِعُ بِكَ غَدًا- فَقَالَ لَهَا: مَوْعِدُكِ سرادق الموريان أو الجنة، ثم نهض إليهم في ذلك اللَّيْلِ بِمَنْ مَعَهُ مِنَ الْمُسْلِمِينَ فَقَتَلَ مَنْ أشرف له وسبقته امرأته إلى سرادق الموريان فَكَانَتْ أَوَّلَ امْرَأَةٍ مِنَ الْعَرَبِ ضُرِبَ عَلَيْهَا سُرَادِقُ وَقَدْ مَاتَ عَنْهَا حَبِيبُ بْنُ مَسْلَمَةَ بَعْدَ ذَلِكَ، فَخَلَفَ عَلَيْهَا بَعْدَهُ الضَّحَّاكُ بْنُ قياس الْفِهْرِيُّ، فَهِيَ أُمُّ وَلَدِهِ. قَالَ ابْنُ جَرِيرٍ: واختلف فيمن حَجَّ بِالنَّاسِ فِي هَذِهِ السَّنَةِ فَقَالَ الْوَاقِدِيُّ وَأَبُو مَعْشَرٍ: حَجَّ بِهِمْ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَوْفٍ بِأَمْرِ عُثْمَانَ. وَقَالَ آخَرُونَ: حَجَّ بِالنَّاسِ عُثْمَانُ بْنُ عَفَّانَ رضي الله عنه. وَالْأَوَّلُ هُوَ الْأَشْهَرُ فَإِنَّ عُثْمَانَ لَمْ يَتَمَكَّنْ مِنَ الْحَجِّ فِي هَذِهِ السَّنَةِ لِأَجْلِ رُعَافٍ أَصَابَهُ مَعَ النَّاسِ فِي هَذِهِ السَّنَةِ حَتَّى خُشِيَ عَلَيْهِ وَكَانَ يُقَالُ لِهَذِهِ السَّنَةِ سَنَةُ الرُّعَافِ، وَفِيهَا افْتَتَحَ أَبُو مُوسَى الْأَشْعَرِيُّ الرَّيَّ بَعْدَ مَا نَقَضُوا الْعَهْدَ الَّذِي كَانَ وَاثَقَهُمْ عَلَيْهِ حذيفة ابن الْيَمَانِ رضي الله عنه، وَفِيهَا تُوُفِّيَ سُرَاقَةُ بْنُ مَالِكٍ بْنُ جُعْشُمٍ الْمُدْلِجِيُّ وَيُكَنَّى بِأَبِي سُفْيَانَ، كَانَ يَنْزِلُ قُدَيْدًا وَهُوَ الَّذِي اتَّبَعَ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم وَأَبَا بَكْرٍ وَعَامِرَ بْنَ فُهَيْرَةَ وَعَبْدَ اللَّهِ بْنَ أُرَيْقِطٍ الدِّيَلِيَّ حِينَ خَرَجُوا مِنْ غَارِ ثَوْرٍ قَاصِدِينَ الْمَدِينَةَ فَأَرَادَ أَنْ يَرُدَّهُمْ عَلَى أَهْلِ مَكَّةَ لَمَّا جَعَلُوا فِي كُلِّ وَاحِدٍ مِنَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، وَأَبِي بَكْرٍ مائة مِائَةً مِنَ الْإِبِلِ، فَطَمِعَ أَنْ يَفُوزَ بِهَذَا الْجُعْلِ فَلَمْ يُسَلِّطْهُ اللَّهُ عَلَيْهِمْ، بَلْ

ص: 150