الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
عَلَى يَدَيْ مُصْعَبِ بْنِ عُمَيْرٍ. وَلَمَّا هَاجَرَ النَّاسُ آخَى رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم بَيْنَهُ وَبَيْنَ زَيْدِ بْنِ حَارِثَةَ، وَلَمْ يَشْهَدْ بَدْرًا. وَفِي الْحَدِيثِ الَّذِي صَحَّحَهُ التِّرْمِذِيُّ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ «نِعْمَ الرَّجُلُ أَبُو بَكْرٍ، نِعْمَ الرَّجُلُ عُمَرُ، نِعْمَ الرَّجُلُ أُسَيْدُ بْنُ الْحُضَيْرِ» وَذَكَرَ جَمَاعَةً. وَقَدِمَ الشَّامَ مَعَ عُمَرَ وَأَثْنَتْ عَلَيْهِ عَائِشَةُ، وَعَلَى سَعْدِ بْنِ مُعَاذٍ، وَعَبَّادِ بْنِ بِشْرٍ، رضي الله عنهم. وَذَكَرَ ابْنُ بُكَيْرٍ أَنَّهُ تُوُفِّيَ بِالْمَدِينَةِ سَنَةَ عِشْرِينَ، وَأَنَّ عُمَرَ حَمَلَ بَيْنَ عَمُودَيْهِ وَصَلَّى عليه ودفن بِالْبَقِيعِ، وَكَذَا أَرَّخَ وَفَاتَهُ سَنَةَ عِشْرِينَ الْوَاقِدِيُّ وَأَبُو عُبَيْدٍ وَجَمَاعَةٌ.
أُنَيْسُ بْنُ مَرْثَدِ بْنِ أَبِي مَرْثَدٍ الْغَنَوِيُّ
هُوَ وَأَبُوهُ وَجَدُّهُ صَحَابَةٌ وكان أنيس هذا عينا لرسول الله يَوْمَ حُنَيْنٍ، وَيُقَالُ إِنَّهُ الَّذِي قَالَ لَهُ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم «اغد يَا أُنَيْسُ إِلَى امْرَأَةِ هَذَا فَإِنِ اعْتَرَفَتْ فَارْجُمْهَا» وَالصَّحِيحُ أَنَّهُ غَيْرُهُ، فَإِنَّ فِي الْحَدِيثِ «فَقَالَ لِرَجُلٍ مِنْ أَسْلَمَ» فَقِيلَ: أَنَّهُ أُنَيْسُ بْنُ الضَّحَّاكِ الْأَسْلَمِيُّ. وَقَدْ مَالَ ابْنُ الْأَثِيرِ إِلَى تَرْجِيحِهِ وَاللَّهُ أَعْلَمُ. لَهُ حَدِيثٌ فِي الْفِتْنَةِ قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ الْمُنْذِرِ: تُوُفِّيَ فِي ربيع الأول سنة عشرين.
بلال بن أبى رَبَاحٍ الْحَبَشِيُّ الْمُؤَذِّنُ مَوْلَى أَبِي بَكْرٍ
وَيُقَالُ له بلال بن حَمَامَةَ. وَهِيَ أُمُّهُ. أَسْلَمَ قَدِيمًا فَعُذِّبَ فِي اللَّهِ فَصَبَرَ فَاشْتَرَاهُ الصِّدِّيقُ فَأَعْتَقَهُ، شَهِدَ بَدْرًا وَمَا بَعْدَهَا. وَكَانَ عُمَرُ يَقُولُ: أَبُو بَكْرٍ سَيِّدُنَا وَأَعْتَقَ سَيِّدَنَا. رَوَاهُ الْبُخَارِيُّ. وَلَمَّا شُرِعَ الْأَذَانُ بِالْمَدِينَةِ كَانَ هُوَ الَّذِي يُؤَذِّنُ بَيْنَ يَدَيْ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم وَابْنُ أُمِّ مَكْتُومٍ يَتَنَاوَبَانِ، تَارَةً هَذَا وَتَارَةً هَذَا، وَكَانَ بِلَالٌ نَدِيَّ الصَّوْتِ حَسَنَهُ، فَصِيحًا، وَمَا يُرْوَى «إِنَّ سِينَ بِلَالٍ عِنْدَ اللَّهِ شينا» فَلَيْسَ لَهُ أَصْلٌ. وَقَدْ أَذَّنَ يَوْمَ الْفَتْحِ عَلَى ظَهْرِ الْكَعْبَةِ. وَلَمَّا تُوُفِّيَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم تَرَكَ الْأَذَانَ، وَيُقَالُ أَذَّنَ لِلصِّدِّيقِ أَيَّامَ خِلَافَتِهِ وَلَا يَصِحُّ. ثُمَّ خَرَجَ إِلَى الشَّامِ مُجَاهِدًا، وَلَمَّا قَدِمَ عُمَرُ إِلَى الْجَابِيَةِ أَذَّنَ بَيْنَ يَدَيْهِ بَعْدَ الْخُطْبَةِ لصلاة الظهر، فانتحب الناس بالبكاء. وقيل إنه زار المدينة في غضون ذَلِكَ [فَأَذَّنَ فَبَكَى النَّاسُ بُكَاءً شَدِيدًا وَيَحِقُّ لَهُمْ ذَلِكَ] [1] رضي الله عنهم. وَثَبَتَ فِي الصَّحِيحِ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ لِبِلَالٍ «إِنِّي دَخَلْتُ الْجَنَّةَ فَسَمِعْتُ خَشْفَ نَعْلَيْكَ أَمَامِي فَأَخْبِرْنِي بِأَرْجَى عَمَلٍ عَمِلْتَهُ» . فَقَالَ: مَا تَوَضَّأْتُ إِلَّا وَصَلَّيْتُ رَكْعَتَيْنِ. «فَقَالَ بِذَاكَ» وَفِي رِوَايَةٍ «مَا أَحْدَثْتُ إِلَّا تَوَضَّأْتُ وَمَا تَوَضَّأْتُ إِلَّا رَأَيْتُ أَنَّ عَلَيَّ أَنْ أُصَلِّيَ رَكْعَتَيْنِ» قَالُوا: وَكَانَ بِلَالٌ آدَمَ شَدِيدَ الأدمة طويلا نحيفا كَثِيرَ الشَّعْرِ خَفِيفَ الْعَارِضَيْنِ. قَالَ ابْنُ بُكَيْرٍ: تُوُفِّيَ بِدِمَشْقَ فِي طَاعُونِ عَمَوَاسَ سَنَةَ ثَمَانِيَ عَشْرَةَ. وَقَالَ مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ وَغَيْرُ وَاحِدٍ: تُوُفِّيَ سَنَةَ عِشْرِينَ. قَالَ الْوَاقِدِيُّ: وَدُفِنَ بِبَابِ الصغير وله بضع وستون سنة
[1] لم ترد في الحلبية.