الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
ثم ارتد ثُمَّ عَادَ إِلَى الْإِسْلَامِ عَامَ الْفَتْحِ وَاسْتَأْمَنَ له عثمان- وَكَانَ أَخَاهُ لِأُمِّهِ- وَحَسُنَ إِسْلَامُهُ وَقَدْ وَلَّاهُ عثمان نيابة مصر بعد موت عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ، فَغَزَا إِفْرِيقِيَّةَ وَبِلَادَ النُّوبَةِ، وَفَتَحَ الْأَنْدَلُسَ وَغَزَا ذَاتَ الصَّوَارِي مَعَ الرُّومِ فِي الْبَحْرِ فَقَتَلَ مِنْهُمْ مَا صَبَغَ وَجْهَ الْمَاءِ مِنَ الدِّمَاءِ، ثُمَّ لَمَّا حُصِرَ عُثْمَانُ تَغَلَّبَ عَلَيْهِ مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي حُذَيْفَةَ وَأَخْرَجَهُ مِنْ مِصْرَ فَمَاتَ فِي هَذِهِ السَّنَةِ وَهُوَ مُعْتَزِلٌ عَلِيًّا وَمُعَاوِيَةَ، فِي صَلَاةِ الْفَجْرِ بَيْنَ التَّسْلِيمَتَيْنِ رضي الله عنه.
عَمَّارُ بْنُ يَاسِرٍ أَبُو الْيَقْظَانِ الْعَبْسِيُّ
مِنْ عَبْسِ الْيَمَنِ، وَهُوَ حَلِيفُ بَنِي مَخْزُومٍ، أَسْلَمَ قَدِيمًا وَكَانَ مِمَّنْ يُعَذَّبُ فِي اللَّهِ هُوَ وَأَبُوهُ وَأُمُّهُ سُمَيَّةُ، وَيُقَالُ إِنَّهُ أَوَّلُ مَنِ اتَّخَذَ مَسْجِدًا فِي بَيْتِهِ يَتَعَبَّدُ فِيهِ، وَقَدْ شَهِدَ بَدْرًا وَمَا بَعْدَهَا وَقَدْ قَدَّمْنَا كَيْفِيَّةَ مَقْتَلِهِ يَوْمَ صِفِّينَ وَإِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ:«تقتلك الْفِئَةُ الْبَاغِيَةُ» وَرَوَى التِّرْمِذِيُّ مِنْ حَدِيثِ الْحَسَنِ عَنْ أَنَسٍ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ: «إِنَّ الْجَنَّةَ تَشْتَاقُ إِلَى ثلاثة، على وعمار وسلمان» وفي الحديث الآخر الّذي رواه الثوري وقيس بن الربيع وشريك القاضي وغيرهم عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ عَنْ هَانِئِ بْنِ هَانِئٍ عَنْ عَلِيٍّ أَنَّ عَمَّارًا اسْتَأْذَنَ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فَقَالَ: «مَرْحَبًا بالطيب المطيب» وقال إبراهيم ابن الْحُسَيْنِ: حَدَّثَنَا يَحْيَى حَدَّثَنِي نَصْرٌ ثَنَا سُفْيَانُ الثوري عن أبى الأعمش عن أبى عمار عن عمرو ابن شُرَحْبِيلَ عَنْ رَجُلٍ مِنْ أَصْحَابِ رَسُولِ اللَّهِ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قال: «لقد ملئ عمار إيمانا من قدمه إِلَى مُشَاشِهِ» وَحَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ مُعَلَّى عَنِ الْأَعْمَشُ عَنْ مُسْلِمٍ عَنْ مَسْرُوقٍ عَنْ عَائِشَةَ أَنَّهَا قَالَتْ: «مَا مِنْ أَحَدٌ مِنْ أَصْحَابِ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم أَشَاءُ أَنْ أَقُولَ فِيهِ إِلَّا عَمَّارَ بْنَ يَاسِرٍ فَإِنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يقول: إن عمار بن ياسر حُشِيَ مَا بَيْنِ أَخْمَصِ قَدَمَيْهِ إِلَى شَحْمَةِ أذنه إِيمَانًا» وَحَدَّثَنَا يَحْيَى ثَنَا عَمْرُو بْنُ عَوْنٍ أَنَا هُشَيْمٌ عَنِ الْعَوَّامِ بْنِ حَوْشَبٍ عَنْ سَلَمَةَ بْنِ كُهَيْلٍ عَنْ عَلْقَمَةَ قَالَ: أَتَيْتُ أَهْلَ الشَّامِ فَلَقِيتُ خَالِدَ بْنَ الْوَلِيدِ فَحَدَّثَنِي قَالَ: كَانَ بَيْنِي وَبَيْنَ عَمَّارِ بْنِ يَاسِرٍ كَلَامٌ فِي شَيْءٍ فَشَكَانِي إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فَقَالَ: «يَا خَالِدُ! لَا تُؤْذِ عَمَّارًا فَإِنَّهُ مَنْ يَبْغَضْ عَمَّارًا يَبْغَضْهُ اللَّهُ، وَمَنْ يُعَادِ عَمَّارًا يُعَادِهِ اللَّهُ «قَالَ:
فَعَرَضْتُ لَهُ بَعْدَ ذَلِكَ فَسَلَلْتُ مَا فِي نَفْسِهِ. وَلَهُ أَحَادِيثُ كَثِيرَةٌ فِي فَضَائِلِهِ رضى الله عنه قتل بصفين عَنْ إِحْدَى وَقِيلَ ثَلَاثٍ وَقِيلَ أَرْبَعٍ وَتِسْعِينَ سَنَةً طَعَنَهُ أَبُو الْغَادِيَةِ فَسَقَطَ ثُمَّ أَكَبَّ عَلَيْهِ رَجُلٌ فَاحْتَزَّ رَأْسَهُ، ثُمَّ اخْتَصَمَا إِلَى مُعَاوِيَةَ أَيُّهُمَا قَتَلَهُ فَقَالَ لَهُمَا عَمْرُو بْنُ العاص: اندرا فو الله إِنَّكُمَا لَتَخْتَصِمَانِ فِي النَّارِ، فَسَمِعَهَا مِنْهُ مُعَاوِيَةُ فَلَامَهُ عَلَى تَسْمِيعِهِ إِيَّاهُمَا ذَلِكَ، فَقَالَ لَهُ عَمْرٌو: وَاللَّهِ إِنَّكَ لَتَعْلَمُ ذَلِكَ، وَلَوَدِدْتُ أَنِّي مِتُّ قَبْلَ هَذَا الْيَوْمِ بِعِشْرِينَ سَنَةً. قَالَ الْوَاقِدِيُّ، حَدَّثَنِي الْحَسَنُ بْنُ الْحُسَيْنِ بْنِ عُمَارَةَ عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ عَنْ عَاصِمٍ أَنَّ عَلِيًّا صَلَّى عَلَيْهِ وَلَمْ يُغَسِّلْهُ وَصَلَّى مَعَهُ عَلَى هَاشِمِ بْنِ عُتْبَةَ، فَكَانَ عَمَّارٌ مِمَّا يَلِي عَلِيًّا، وَهَاشِمٌ إِلَى نَحْوِ الْقِبْلَةِ. قَالُوا، وَقُبِرَ هنالك، وكان آدم اللون، طويلا بعيدا ما بين